
رواية مولانا تحولت إلى قضية تفضح النفاق الديني وتزج بإبراهيم عيسى إلى قفص الاتهام
كثيرًا ما سألت نفسي: هل ينبغي أن يُحاكَم هذا الرجل، أم أن يُستمع إليه ويُناقش؟ وقد اتخذت قراري بأن أضع أحد أعماله تحت مجهر الدراسة الأكاديمية، فاخترت إحدى رواياته موضوعًا للفصل الثالث من رسالتي للماجستير، التي جاءت بعنوان:
ثالوث المحرمات في الرواية العربية بين الذكورة والأنوثة
. وكان اختياري هذا محل جدل ورفض من بعض الأساتذة، الذين استنكروا أن يُدرس عمل لإبراهيم عيسى ضمن أروقة البحث العلمي، لكنني تمسكت بقراري إيمانًا بأن النقد لا يُمارَس إلا على أعمال تستحق التفكيك والتحليل.
وقد عقدتُ في هذا الفصل مقارنة بين روايته التي تناولت قضية التحول الديني، وبين عملٍ آخر لكاتبة تونسية اختارت قضية تحوّل يهود مدينة جربة إلى الإسلام، في إطارٍ فكري مختلف تمامًا عن طرح إبراهيم عيسى. كان كلٌّ منهما يعالج المسألة من زاوية مغايرة، وقد شعرت آنذاك أن عيسى نفسه يجب أن يُوضع في قفص الاتهام، لا بوصفه متهمًا بالكفر أو الزندقة كما يُقال، بل ككاتب جدير بأن يُحاكم فكريًّا، ويُناقَش أدبيًّا، ويُقرأ بوعي لا بعصبية.
لقد آمنت أن دور إبراهيم عيسى يجب أن يكون في الكتابة لا في السجال، وأن دورنا نحن هو أن نقرأ له ونفكر معه، لا أن نهاجمه دون فهم. بدأت رحلتي مع أعماله منذ ذلك الحين، ولا تزال مستمرة. وربما لا يعلم حتى اللحظة أن واحدة من رواياته قد خضعت للتحليل الأكاديمي في أحد أروقة الدراسات العليا، وأن قارئًا ما – كنتُ أنا – قرأه بنيّة الفهم لا بنيّة الإدانة.
تُعدّ رواية
مولانا
لإبراهيم عيسى واحدة من أكثر الروايات جرأة في مسّ التابوهات العربية، لا سيّما حين يتعلّق الأمر بثالوث الدين والسلطة والجنس. ومن خلال الفصل الثالث من دراسة نسوية تناولت هذا العمل، تتّضح الرؤية التي تزيح الهالة المقدسة عن رجل الدين، وتكشف عن آليات التوظيف السياسي والديني للجسد والكلمة.
المقدّس حين يتحوّل إلى قناع
ينطلق إبراهيم عيسى في
مولانا
من شخصية "حاتم الشناوي"، الشيخ الأزهري الذي يصعد إلى المنبر ليتحدّث باسم الدين، لكننا في الرواية نراه متلبسًا بصراعات داخلية بين الضعف البشري والقداسة المُدّعاة. فهو ليس مجرّد واعظ أو رمز ديني محايد، بل هو إنسان يتقلّب بين الشهرة، والسلطة، والرغبة، والخوف، وهو ما يجعل الرواية تنزع القداسة المصطنعة عن رجل الدين، وتعرضه كنتاج لمجتمع يستخدم الدين أحيانًا كأداة سلطة.
تبيّن الدراسة أن الرواية تكشف
ازدواجية الخطاب الديني
، حيث يُقدَّم الدين في صورته التقديسية للشعب، بينما يُستعمل في الواقع كوسيلة للتكسّب والتقرّب من دوائر النفوذ. فالأحاديث النبوية تُنتقى بما يخدم المصالح الشخصية، والفتاوى تُصاغ حسب الطلب. ومن خلال شخصية حاتم، يعرّي عيسى هذه المفارقة: رجل الدين الذي يتحدّث عن "رضاعة الكبير" في البرامج التلفزيونية لا يهدف إلى إثراء الوعي، بل إلى حصد المشاهدات.
المرأة في حياة رجل الدين: من الهامش إلى الكاشفة
تتناول الدراسة دور المرأة في
مولانا
من زاوية مختلفة؛ لا كعنصر محوري مستقل، بل بوصفها مرآة تُعرّي التناقضات الداخلية للرجل "الشيخ". فزوجة حاتم لم تكن سوى ظلّ باهت في حياته، تعاني من الفتور والخذلان؛ فقدت فيه معنى "السند"، وتحولت العلاقة بينهما إلى روتين خاوي، مجرد بقاء شكلي لزواج ميت. لكن أهمية هذه المرأة، كما توضح الدراسة، لا تكمن في حجم حضورها بل في قدرتها على كشف هشاشة "رجل الدين".
بعبارة أخرى، فإن المرأة هنا تمثّل نقطة الضعف داخل القداسة الذكورية، وتُستخدم لتفجير التناقض الذي يكمن في رجل يُنظّر للناس عن مكارم الأخلاق، بينما يعاني في بيته من انعدام الحميمية وفقدان المعنى. إنها ليست فقط زوجة مهملة، بل تمثيل نقدي لحدود السلطة الذكورية التي لا تنجح في إدارة بيتها بينما تتحدث عن إدارة أمة.
السرد بوصفه تفكيكًا: السلطة والدين في مشهد واحد
تُظهر الرواية، كما توضح الباحثة، كيف أن التديّن في المجتمعات العربية قد تحوّل إلى أداة للسيطرة. فالسلطة تستثمر في الدين، والدين يمنح الشرعية للسلطة، وهكذا يُخنق الفرد بين مطرقة الفتوى وسندان السياسة.
مولانا
لا تتردّد في فضح هذا التواطؤ، من خلال المشهد المتكرر لرجل الدين على شاشات التلفاز، يتحدّث بوجه تقيّ، بينما دوافعه محض دنيوية: شهرة، مال، نفوذ.
يصل التلاعب إلى قضايا شديدة الحساسية مثل زواج المتعة، الرق، ورضاعة الكبير، حيث يتم تداولها بسطحية إعلامية بعيدًا عن الفهم المقاصدي للدين. وهذا ما يجعل الرواية عملًا متمردًا، يعيد تأويل العلاقة بين الفقه والواقع، ويضع "الدين المُؤدلَج" تحت مجهر التفكيك.
حاتم الشناوي: الراوي المُصاب بالذنب
من أبرز ما تناولته الدراسة هو التحليل النفسي لشخصية حاتم. فهو ليس رجل دين جامد، بل شخص مأزوم، يحمل بقايا ضمير يحاول الصراخ وسط زحام الأضواء والكاميرات. داخليًا، يعاني من
العوز الجنسي والمالي
، ومن احتقار للذات، ورغبة في الهروب من كل ما يقدّمه للناس باعتباره "حقًّا إلهيًا". ورغم أنه يعرض نفسه بصفته مرشدًا أخلاقيًا، فإنه كثيرًا ما يدخل في حوارات داخلية تكشف هشاشته، وانكساره أمام مغريات السلطة.
وهو بهذا يعيد تقديم صورة رجل الدين، ليس كناصح نقيّ، بل كإنسان يخوض صراعاته مع نفسه، مع الدين، ومع الواقع الذي يفرض عليه الانحناء أو السقوط.
التحول والهوية: قضية الإيمان لا الانتماء:
تناول الفصل أيضًا قضية التحوّل الديني من الإسلام إلى المسيحية، أو العكس، باعتبارها اختبارًا عميقًا للفرد وللمجتمع. وتبيّن الرواية أن "الإيمان" في هذه الحالة ليس حالة مطلقة، بل هو صراع داخلي شديد التعقيد، خصوصًا في ظل التوظيف السياسي لكل تغيير في العقيدة.
فرجل الدين في الرواية لا يرى في التحول قضية إيمان، بل فرصة للحديث عن "الفتنة الطائفية" وخطورة "الردة"، دون النظر إلى السياق الإنساني للشخصية. والرؤية النقدية في الدراسة توضح أن
حاتم الشناوي
كان مدفوعًا في مواقفه ليس بإيمان خالص، بل بالخوف من فقدان مكانته الاجتماعية، ومن خسارة حضوره الإعلامي.
الرؤية النسوية والتحليل الجندري:
ما يميز قراءة الرواية من زاوية نسوية، كما يتضح من الدراسة، هو أنها ترفض اعتبار الشخصية الأنثوية مجرد ديكور في العمل، بل ترى في حضور المرأة كاشفًا للخلل الذكوري المؤسس. كما تشير إلى أن الدين – كما يُقدَّم في الرواية – ليس بالضرورة معتدًى عليه من الخارج، بل مخترق من داخله عبر ألسنة تدّعي تمثيله وهي تسعى وراء الكاميرا لا وراء الحقيقة.
وتؤكّد الباحثة أن الرواية بهذا تكشف تهافت سلطة "المقدّس الذكوري"، من خلال سردية تجعل القارئ يعيد التفكير في موقع الدين من الواقع، وفي دور رجل الدين من الناس، وفي العلاقة الملتبسة بين الإيمان والمؤسسة الدينية.
هل نؤمن حقًا أم نهرب؟ رواية "مولانا" تفضح التحوّل الديني كأزمة سلطة لا قناعة:
في روايته الجريئة
مولانا
، يفتح إبراهيم عيسى بابًا شديد الحساسية في المجتمع العربي، وهو التحول من الإسلام إلى المسيحية والعكس، لا ليثير الجدل، بل ليكشف ما هو أعمق:
أنّ التحوّل الديني في كثير من الأحيان ليس نتاج قناعة إيمانية، بل هروب من هوية مأزومة أو مجتمع مختل
.
الشخصية التي تحمل هذا العبء في الرواية هي "حسن"، شاب مسلم، نجل شخصية نافذة (صهر نجل الرئيس)، يُعلن رغبته في اعتناق المسيحية. من هنا تبدأ معركة الشيخ "حاتم الشناوي"، الذي يُستدعى لإنقاذ الموقف، لا باسم الدين، بل باسم "السمعة"، وباسم "الدولة". يُطلب منه إقناع حسن بالعدول عن تنصّره، ليس حرصًا على روحه، بل حرصًا على صورة النظام.
لكن "حاتم" يُدرك أن حسن – أو "بطرس" كما بات يُسمي نفسه – لم يتحوّل عن قناعة، بل عن تمرد وارتباك نفسي. يخبره بصراحة في حوار مؤلم:
"أنت تريد التحول للمسيحية رسميًا لسبب لا يمكن أن يكون له علاقة بأي من الدينين... فأنت لم تفهم الإسلام ولا تعرف المسيحية، ولكنك حر..."
.
يتحول الحوار بين الشيخ والفتى إلى ما يشبه الغرق في محيط عميق – كما شبّهه حاتم – لا أحد فيه يفهم من أي باب يدخل الإيمان، ولا كيف يُنقذ الآخر من التيه. "حسن" لا يبحث عن عقيدة، بل عن كينونة بديلة تخرجه من خيبة الواقع، بينما "حاتم" نفسه مأزوم بين قناعاته الخاصة ومتطلبات "الدور" الذي فُرض عليه.
الرواية لا تقدم
حاتم
كبطل؛ بل تظهره كضحية أيضًا. ضحية خوفه من فقدان منصبه، من فشل المهمة التي كُلّف بها، ومن سقوطه في نظر السلطة. هو يدرك أن
حرية العقيدة
لا تُمارَس، بل تُراقَب. وأنّ المطلوب منه ليس أن ينقذ حسن، بل أن يمنع الفضيحة.
الكاتب يُحمّل الرواية نقدًا لاذعًا لمؤسسة السلطة الدينية، التي تتعامل مع العقيدة كـ"ملف حساس"، لا يجوز تجاوزه دون إذن، ولا الخروج منه دون تحقيق. بل إنه يُبرز أن
الدين ذاته يُختزل في رجال الدين، وأنّ الأزمة الحقيقية ليست في العقيدة، بل في من يُمثّلها
.
أما "حسن"، فهو الشخصية المفصلية التي تكشف هشاشة البنية النفسية للمجتمع الذي لم يعلمه دينه بقدر ما أرهبه منه، ولم يمنحه إيمانًا بقدر ما قمعه بمظاهر التدين.
وفي واحد من أكثر المشاهد قسوة وسخرية، يُظهر السرد أن "بطرس" لا يعرف شيئًا عن المسيحية، تمامًا كما لم يفهم يومًا الإسلام. لم يقرأ، لم يتأمل، فقط اختار الهروب من دينٍ لم يمنحه الأمان إلى آخر يتخيله أقل قسوة، في مشهد يُجسّد
عبثية التحوّل الديني عندما ينفصل عن جوهر الإيمان
.
وفي خضم هذا الصراع، تظهر مقولة الرواية واضحة:
"التحوّل الديني حين يُنتزع من سياقه الإيماني، لا يكون قضية عقيدة، بل أزمة هوية، وقهر سياسي، وتيه نفسي."
هكذا تنزع
مولانا
القناع عن واحدة من أخطر القضايا في المجتمعات العربية، وتطرح تساؤلًا وجوديًا مرعبًا: هل نحن نؤمن لأننا نؤمن؟ أم لأننا لا نملك الحق في أن لا نؤمن؟
خاتمة: هل استطاع "مولانا" أن يكون صوتًا تفكيكيًا؟
نعم،
مولانا
لم تكن رواية عن رجل دين فحسب، بل كان صوتًا تفكيكيًا لمؤسسة قائمة على التداخل بين الدين والسلطة والذكورة. وهو عمل روائي يقف في منطقة حرجة بين الفضح والإصلاح، بين التعرية والبناء. ويحسب لإبراهيم عيسى أنه قدّم
نموذجًا أدبيًا
يجمع بين السرد المتماسك والتحليل الرمزي العميق، وهو ما سمح لقراءته – كما في هذه الدراسة – بأن تكون قراءة متعددة المستويات: نفسية، نسوية، فكرية، وسياسية.
والأهم أن الرواية لا تهاجم الدين، بل تحاول إنقاذه من المتحدثين باسمه. فـ
حاتم الشناوي
هو رجل دين تائه، يشبه كثيرين، يبتسمون أمام الكاميرات، ويبكون في غرف نومهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 18 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : حزن يخيم على وسائل التواصل الاجتماعي في الجزائر إثر وفاة 4 أشخاص في تحطم طائرة استطلاع خلال مهمة تدريبية
الأربعاء 6 أغسطس 2025 11:40 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، وسائل إعلام جزائرية التعليق على الصورة، وزيرا الداخلية والشؤون الدينية يتوجهان إلى "جيجل" لتقديم التعازي في ضحايا تحطم طائرة الاستطلاع قبل ساعة واحدة أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بوفاة أربعة أشخاص، يوم الثلاثاء، إثر تحطم طائرة استطلاع تابعة للحماية المدنية بمطار فرحات عباس في ولاية جيجل. ونقلت الوكالة عن مصالح الحماية المدنية الجزائرية أن الطائرة، وهي من نوع "زيلين"، سقطت الأربعاء، بمطار فرحات عباس بولاية جيجل، أثناء مهمة تدريبية، ما أسفر عن وفاة أربعة أشخاص كانوا يؤدون واجبهم المهني. ومن بين الضحايا "المقدم برجي رضوان، قائد المجموعة الجوية للحماية المدنية، والنقيب غلاي صهيب، طيار متربص، إلى جانب ممرن من مدرسة الطيران أبداطا، ومسير بشركة الطيران تراكتور من جنسية شيلية". "ضحايا الواجب المهني" صدر الصورة، وسائل إعلام جزائرية التعليق على الصورة، ضحايا الحماية المدنية الذين فقدوا حياتهم في حادث تحطم الطائرة نشرت الحماية المدنية الجزائرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، بيان تعزية ومواساة إلى عائلات الضحايا، مؤكدة أن المتوفين كانوا يؤدّون واجبهم المهني. وقدم المدير العام للحماية المدنية، بوعلام بوغلاف، تعازيه الخالصة لعائلات "ضحايا الواجب المهني"، داعياً الله أن يرحمهم ويصبر ذويهم. وتوالت رسائل التعازي، إذ عبر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عن حزنه العميق لوفاة أفراد طاقم طائرة الحماية المدنية التي تحطمت أثناء مهمة تدريبية بمطار جيجل، وفقاً لوكالة الأنباء الجزائرية. وقال تبون في نص التعزية: "أتوجه إلى كافة إطارات وأعوان الحماية المدنية وعائلات الضحايا بأخلص التعازي وأصدق مشاعر المواساة، داعياً الله عز وجل أن يتغمد شهداء هذه المهنة الإنسانية النبيلة برحمته الواسعة، وأن يلهم الجميع جميل الصبر والسلوان." وودّعت وسائل الإعلام الجزائرية ضحايا حادث تحطم الطائرة بكلمات مؤثرة، مشيدة بشجاعتهم وتضحياتهم في أداء الواجب. نشر موقع "الجزائر 24" عبر منصة إكس: "فاجعة أليمة خيّمت على المؤسسة وقلوب الجزائريين، الذين ودّعوا رجُلين قدّما حياتهما فداءً للواجب؛ النقيب صهيب، الشاب الطموح الذي لم تمهله الأيام لإكمال مشواره، والمقدم رضوان، القائد الهادئ الصلب الذي عاش بطلاً وغادر بكرامة الأبطال". فيما خيم الحزن على رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، إذ نشر حساب "لامين فيلالي" عبر منصة إكس رسالة تعزية لعائلات طاقم الطائرة التابعة للحماية المدنية التي تحطمت في ولاية جيجل، جاء فيها: "تعازينا لعائلات طاقم الطائرة التي سقطت في ولاية جيجل، نسأل الله أن يحتسبهم شهداء، وأن يتغمدهم برحمته الواسعة، ويرزق ذويهم الصبر." وفي سياق التفاعل عبر منصات التواصل الاجتماعي، نشر حساب على منصة إكس باسم "عبد الرحيم فريق" تغريدة قال فيها إن "الطائرة تعرضت للقصف وتم قتل كل من كان فيها"، مضيفاً أن "النظام أصبح قاب قوسين أو أدنى من النهاية"،على حد تعبيره. أهمل X مشاركة, 1 هل تسمح بعرض المحتوى من X؟ تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع X. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع X وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر "موافقة وإكمال" Accept and continue Accept and continue تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية نهاية X مشاركة, 1 وتساءل حساب يحمل اسم "ليلى" عبر موقع فيسبوك عن خلفيات حادثة تحطم الطائرة، طارحاً عدداً من التساؤلات، من بينها: "هل ما حدث حادث عرضي أم تصفية؟". وأضاف الحساب أن "الجزائر فقدت العديد من أسودها وشرفائها، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى الحفاظ على مثل هؤلاء لمواجهة تحديات داخلية وخارجية." صدر الصورة، فيسبوك نشر حساب الفهيم رضوان تغريدة أفاد فيها بأن الطائرة تحطمت بعد دقيقة من إقلاعها من مطار فرحات عباس بولاية جيجل، مؤكداً أن "التشفي حرام" على حد تعبيره. كما أعرب حساب أمين كرطالي عن بالغ أسفه وحزنه لتلقيه خبر تحطم طائرة تدريب تابعة للحماية المدنية، متضرعاً إلى الله أن يتغمد الضحايا بالرحمه، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان. أهمل X مشاركة, 2 هل تسمح بعرض المحتوى من X؟ تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع X. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع X وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر "موافقة وإكمال" Accept and continue Accept and continue تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية نهاية X مشاركة, 2 أفاد موقع "الأيام نيوز" الجزائري أن مصالح ولاية جيجل، أعلنت عن تأجيل جميع النشاطات الغنائية والترفيهية المبرمجة لهذا الأسبوع عبر إقليم الولاية، وذلك تضامناً مع عائلات ضحايا حادث تحطم طائرة الاستطلاع التابعة للحماية المدنية. ويأتي هذا القرار على خلفية الحادث الأليم الذي وقع مساء الثلاثاء بمطار فرحات عباس، وأسفر عن "استشهاد عدد من أعوان وإطارات الحماية المدنية أثناء أداء مهمة تدريبية، على متن طائرة من نوع زيلين"، بحسب الموقع. وفقاً للموقع الرسمي للحماية المدنية في الجزائر، يعود تاريخ نشأة هذا الجهاز إلى عام 1931، حين أسس الطبيب الفرنسي جورج سان بول "جمعية مشارف جنيف" التي اتخذت من باريس مقراً لها، والتي شكّلت لاحقاً الأساس الذي انبثقت منه المنظمة الدولية للحماية المدنية. كان الطبيب جورج سان بول، يهدف إلى إنشاء مناطق محايدة أو مدن مفتوحة وآمنة يمكن للمدنيين اللجوء إليها أثناء الحروب والنزاعات، وفقاً للموقع الرسمي. و الهدف الأساسي الذي تنشده المنظمة هو "توعية الأفراد بمهام الأجهزة الوطنية للحماية المدنية على اختلاف تسمياتها ألا و هي حماية الأرواح و الممتلكات و البيئة".


وضوح
منذ 23 دقائق
- وضوح
البرهان يؤكد على فك حصار الفاشر وكادقلي وبابنوسة والدلنج
ثلاثة أسباب وراء قرار الإمارات وقف الطيران مع بورتسودان كتبت / د.هيام الإبس أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني القائد العام للقوات المسلحة عبدالفتاح البرهان، عزم الجيش السوداني والقوات الداعمة له على فك حصار الفاشر وكادقلي وبابنوسة والدلنج. وأضاف البرهان خلال تفقده مقر وزارة الداخلية ومخاطبته اللقاء الإعلامي التنويرى الذي نظمته وكالة السودان للأنباء ، أن الجهود متواصلة على مدار الساعة في سبيل تحقيق هذه الغاية وستكلل بالنجاح قريباً بإذن الله تعالى، وسينعم مواطنينا بالأمن والاستقرار والتنمية. وأكد البرهان أن المعركة ستظل مستمرة حتي يتم تطهير كامل البلاد من دنس المتمردين والمرتزقة، مشيراً إلى أن الخرطوم مدينة لها تاريخ مضئ وتستحق مابذل في سبيل تطهيرها من المتمردين من دماء غالية وتضحيات كبيرة بذلتها كل مكونات حرب الكرامة الوطنية. وقال البرهان إن مواطني بلادنا الذين قدموا أبناءهم فداءاً للوطن في هذه الحرب جديرون ببذل الجهود وإسناد عمليات إعادة تأهيل العاصمة القومية، مشدداً على أن جهود إعادة الإعمار ستتواصل. وحيا رئيس مجلس السيادة القائد العام منسوبي الشرطة السودانية ، مبيناً أنها شريك أساسي في بناء الدولة السودانية وتأمين مواطنيها، وأكد مضي الدولة في حفظ الأمن وتقديم الخدمات للمواطنين لتسهيل عودتهم إلى منازلهم. وجدد البرهان، عزم الحكومة «إخلاء الخرطوم من المظاهر المسلحة وضبط حمل السلاح ومنع تحرك العربات بدون لوحات»، مؤكداً تقديم العون للجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين للخرطوم وحكومة الولاية. فى سياق متصل، دعا وزير الداخلية فريق شرطة بابكر سمرة، السودانيين إلى العودة إلى أرض الوطن، مشيراً إلى أن عودتهم تمثل دعماً حقيقياً لجهود الاستقرار وبسط الأمن في البلاد. وفى كلمته خلال المؤتمر ذاته، استعرض الوزير جهود وزارة الداخلية في بسط الأمن واستئناف تقديم الخدمات للمواطنين بولاية الخرطوم. وأكد 'سمرة' أن وزارة الداخلية تمضي بخطى ثابتة لإعادة انتشار قوات الشرطة في كافة محليات ولاية الخرطوم، بالإضافة إلى ولايتي الجزيرة وسنار، مما أسهم في إعادة الاستقرار وفتح جميع أقسام الشرطة، مشيراً إلى أن العاصمة الآن تنعم بالاستقرار الأمني. وفيما يتعلق بالوجود الأجنبي غير القانوني، شدد الوزير على أن أي أجنبي لا يحمل مستندات ثبوتية ستتخذ ضده الإجراءات القانونية فوراً، مضيفاً أن وزارة الداخلية تولي هذا الملف اهتمامًا خاصًا. ودعا وزير الداخلية، السودانيين إلى العودة إلى منازلهم ومباشرة حياتهم الطبيعية، مؤكداً أن مؤسسات الدولة، بما فيها الشرطة، عادت للعمل وستوفر جميع الخدمات الأمنية والشرطية للمواطنين. القرار الفوري وتداعياته المباشرة في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، أعلنت سلطة الطيران المدني الإماراتية يوم الأربعاء 6 أغسطس 2025 قرارها بإيقاف جميع الرحلات الجوية من وإلى السودان بشكل مفاجئ، وذلك بعد يوم واحد من إصدار وزارة الخارجية الإماراتية بياناً وصفت فيه 'سلطة بورتسودان' بأنها غير شرعية. أدى القرار إلى إلغاء رحلات عشرات المسافرين صباح الأربعاء وتعذر سفرهم عبر الشركات السودانية، حيث تأثرت شركتا بدر وتاركو السودانيتان اللتان تسيران رحلات شبه يومية إلى مطارات أبوظبي والشارقة ودبي. حظر مفاجئ وارتباك في بورتسودان أكدت مصادر، أن القرار أدى إلى حالة من الارتباك في مطار بورتسودان الدولي، خاصة بعد إنهاء مسافري إحدى رحلات شركة 'تاركو' إجراءات الخروج، دون إمكانية إتمام الرحلة. وأشار العاملون إلى أن سلطات الطيران المدني السودانية لم تتلقَّ بعد أي توضيحات رسمية من الجانب الإماراتي، كما لم تصدر توجيهات للشركات المحلية بشأن كيفية التعامل مع القرار أو تبعاته. توتر سياسي يُلقي بظلاله ويأتى هذا التطور في ظل توتر متصاعد بين الخرطوم وأبو ظبي، بعد اتهامات متكررة من قبل الجيش السوداني للإمارات بتقديم دعم لوجستي وعسكري لقوات الدعم السريع، التي تخوض حرباً ضد القوات المسلحة منذ منتصف أبريل 2023. خلفية الصراع الدبلوماسي قطع العلاقات الدبلوماسية تعود جذور هذه الأزمة إلى 6 مايو 2025، عندما أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات ووصفها بـ'دولة عدوان'، متهماً إياها بدعم قوات الدعم السريع بأسلحة استراتيجية متطورة. جاء هذا القرار بعد يوم واحد من رفض محكمة العدل الدولية الدعوى التي رفعها السودان ضد الإمارات بتهمة التواطؤ في الإبادة الجماعية في دارفور، حيث قضت المحكمة بعدم اختصاصها في القضية بسبب التحفظ الإماراتي على المادة التاسعة من اتفاقية منع الإبادة الجماعية. البيان الإماراتي الحاسم في 5 أغسطس 2025، أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بياناً قاطعاً جاء فيه: رفض الاعتراف بـ'سلطة بورتسودان' باعتبارها لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان اعتبار الاتهامات السودانية 'مزاعم باطلة' و'مناورات هزيلة' للتهرب من مسؤولية إطالة الحرب التأكيد على أن محكمة العدل الدولية برأت الإمارات من جميع الاتهامات ما وراء القرار .. الأسباب الحقيقية التوقيت الاستراتيجي يكشف توقيت القرار عن استراتيجية إماراتية محسوبة تهدف إلى: إرسال رسالة سياسية واضحة لحكومة البرهان بعدم شرعيتها الضغط الاقتصادي على السودان من خلال قطع شريان حيوي للطيران المدني إجبار السودان على إعادة النظر في موقفه من الحرب الدائرة العوامل الاقتصادية والسياسية التأثير على التجارة الإمارات تمثل الشريك التجاري الأول للسودان في الصادرات والثاني في الواردات حيث تستحوذ على: الوجهة الأولى لصادرات الذهب السوداني مركز إعادة تصدير للسلع الاستراتيجية والمواد البترولية محور التحويلات المالية للعمالة السودانية في الخليج المخاوف الأمنية تبرر الإمارات قرارها بـ'عدم وجود قدرة تشغيلية'، فيما تشير مصادر في مطار بورتسودان إلى أن هذه المبررات غير منطقية مع وجود بدائل تشغيلية في مطارات الإمارات المختلفة. إنطلاق المرحلة الأولى من برنامج العودة الطوعية للسودانيين بالمملكة من جهة أخرى ، وفي إطار الترتيبات الجارية لتسهيل عودة السودانيين المقيمين بالمملكة العربية السعودية، استضاف السفير الدكتور كمال علي عثمان طه، القنصل العام لجمهورية السودان بمدينة جدة، مساء أمس، الاجتماع التحضيري الأول لإطلاق برنامج العودة الطوعية، بحضور عدد من المسؤولين والممثلين عن الشركات الوطنية المعنية بالنقل والدعم اللوجستي. وشارك في الاجتماع كل من المستشار حسين الصادق، والدكتور أبوبكر محمد النور، رئيس اللجنة العليا للعودة الطوعية، إلى جانب ممثلين عن شركات النقل الجوي والبحري والبري العاملة في المنطقة الغربية، والذين أبدوا استعدادهم الكامل لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة العودة، وسط تنسيق مشترك مع الجهات الرسمية السودانية. وأكد ممثلو سودانير، تاركو للطيران، وبدر للطيران التزامهم بتوفير رحلات جوية منظمة لنقل السودانيين الراغبين في العودة، وفق جدول زمني مدروس، يغطي أكبر عدد ممكن من العائدين خلال المرحلة الأولى. وفى السياق ذاته، أعلنت شركات نماء البحرية، ووكالة بسام عفاشة، وواسه للنقل البحري، وتاركو البحرية دعمها الكامل للبرنامج، بتوفير وسائل النقل البحري، بما يشمل السفن والمرافئ والخدمات اللوجستية، لضمان تفويج آمن ومنظم للمواطنين. من جانبه، أوضح الدكتور أبوبكر محمد النور أن خطة العودة تتضمن مسارات جوية وبحرية وبرية، ويجري تنسيق الجهود مع القطاع الخاص ورجال الأعمال والمبادرات الخيرية، لتقديم الدعم المالي واللوجستي اللازم، وتسهيل انتقال العائدين إلى ولاياتهم في السودان. وفى ختام الاجتماع، أعلن السفير كمال علي عثمان طه عن انطلاق البرنامج رسمياً الجمعة الموافق 15 أغسطس 2025، مثنياً على الجهود الوطنية المشتركة، ومؤكداً أن 'التعاون المثمر من الشركات، لا سيما النواقل البحرية، يمثل شريانًا وطنياً ساهم في الحفاظ على التواصل والعبور الآمن خلال ظروف الحرب القاسية'.


عالم المال
منذ 23 دقائق
- عالم المال
مدبولي: 'الإيجار القديم' التزام دولة وليس مرتبطًا بالحكومات
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، المؤتمر الصحفي الأسبوعي، مساء اليوم في العاصمة الإدارية الجديدة، بحضور المستشار محمود فوزي، وزير شئون المجالس النيابية والقانونية والتواصل السياسي، واستهله بالترحيب بالسادة الصحفيين والإعلاميين الذين حضروا المؤتمر. وبدأ الدكتور مصطفى مدبولي حديثه، حول انتخابات مجلس الشيوخ، قائلاً: أبدأ بهذا الأمر المهم جداً الذي شهدته مصر هذا الأسبوع، ألا وهو انتخابات مجلس الشيوخ، وكما تابعتم فقد بدأت الانتخابات للمصريين في الخارج على مدار يومين، ثم انطلقت بعد ذلك في داخل مصر، على مدار اليومين الماضيين أيضاً، ودائماً ما نؤكد أن مجلس الشيوخ هو جزء مُكمل للإطار التشريعي والحياة التشريعية في مصر، ودائماً ما أقول أنه مركز فكر وعقل الدولة، ويساهم ويدعم مجلس النواب في مناقشة القوانين، وأيضاً له كل التقدير في العديد من التقارير الفنية والعلمية التي يوافي بها الحكومة، ودائماً ما نأخذ بتوصياته في الاعتبار في الخطط التنفيذية. وأضاف رئيس الوزراء: 'أما الحكومة فكان كل دورها في هذا الأمر، التركيز على أعمال التنظيم للانتخابات بالتنسيق الكامل مع الهيئة الوطنية للانتخابات، وهو ما جعل الانتخابات تمر بسلام واستقرار بحمد الله، كما شهدت هذه الانتخابات إقبالاً، وفي هذا الصدد، أود التقدم بخالص الشكر للهيئة الوطنية للانتخابات، على تنظيمها لهذه الفعالية المهمة جداً، وبمشيئة الله ستكون الفعالية الأكبر هي انتخابات مجلس النواب، كما لا يفوتني توجيه الشكر لكل المواطنين ممن حرصوا على ممارسة حقهم الدستوري والمشاركة في ممارسة هذا الحق الانتخابي المهم جدا'. وانتقل الدكتور مصطفى مدبولي، للحديث حول ملف المساعدات الإنسانية لقطاع غزة قائلاً: انتقل لموضوع مهم جداً دائماً ما يشغلنا كمصريين، ألا وهو المساعدات الإنسانية في غزة، وكما تابعتم بالأمس كان هناك لقاء ثنائي بين فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ونظيره رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية، وتأكيد فخامة السيد الرئيس على الجهود المصرية المبذولة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقال: 'وعلى مدار الأيام القليلة الماضية تتواجد الآلاف من الشاحنات المصرية بالقرب من معبر 'كرم أبوسالم' في انتظار الدخول، وبالفعل على مدار الأسبوع الماضي دخل من هذه الشاحنات عدد كبير، وما زال العدد الأكبر في انتظار إجراءات الدخول، بهدف إدخال المساعدات لقطاع غزة، ولم تكتف الدولة المصرية بذلك فقط، بل يتم إنزال المساعدات عبر الإبرار الجوي بالتعاون مع العديد من الدول الأخرى، لذلك فلدينا هنا جهد مزدوج في إدخال المساعدات عن طريق المعبر وعبر الإسقاط الجوي لأشقائنا في غزة'. وفي الوقت نفسه، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى نبأ إعلان الموعد الجديد لافتتاح المتحف المصري الكبير؛ حيث تم التوافق على أن يكون السبت الموافق الأول من نوفمبر المقبل، ولذا فقد كان هناك توجيه للسادة الوزراء والجهات المعنية على استعادة الفعاليات والخطوات التنفيذية مرة أخرى لانطلاق الاحتفالية الخاصة بافتتاح المتحف بصورته العظيمة، التي نخطط أن تعكس قوة الدولة المصرية التراثية والثقافية، انطلاقاً من أننا نقدم هذا المتحف هدية للعالم أجمع كعنوان للحضارة المصرية العظيمة. كما أشار رئيس مجلس الوزراء إلى أنه حرص خلال جلسة المجلس اليوم على التأكيد للسادة الوزراء، والسادة المحافظين أيضاً، على ضرورة مُتابعة أعمال الصيانة والتشغيل لمحطات ومرافق البنية الأساسية، باعتبار أن أشهر الصيف تشهد حجم ضغط كبير للغاية على الشبكات بصفة عامة، لكن لابد أن نكون مطمئنين لكفاءة عملية التشغيل والإدارة والصيانة بصفة مستمرة؛ حتى لا يتم التعرض لانقطاع مفاجئ للخدمة في أي منطقة، ولذا كان هناك توجيه للسادة الوزراء بتكثيف المرور اليومي، والسادة المحافظين كذلك؛ للتأكد من جميع أنظمة التشغيل، والربط سواء الكهربائي، أو المواسير الخاصة بإمدادات مياه الشرب، وكذلك شبكات الصرف الصحيّ، بالإضافة إلى شبكات الاتصالات؛ بحيث تكون كل الشبكات على أعلى مستوى، وذلك في ظل ما هو متوقع من استمرار ارتفاع درجات الحرارة مع استمرار الصيف، وخاصة أننا لا نزال في أوائل شهر أغسطس. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن السيد وزير الكهرباء شرح أبعاد الزيادات المتوقعة في استهلاك الكهرباء، لافتاً إلى أنه رغم أننا تخطينا أعلى رقم وصلنا إليه العام الماضي في الاستهلاك، حينما وصلنا إلى 39 ألفاً و400 ميجاوات، إلا أننا واصلنا على مدار أسبوع كامل تجاوز أعلى رقم وصل إليه الاستهلاك العام الماضي وهو 38 ألف ميجاوات، وهو ما يمثل عبئا كبيرا على الشبكة وتشغيل المحطات. وأضاف رئيس الوزراء: ولذا أكدت على السادة الوزراء أن الدولة المصرية قامت بجهد كبير في تجهيز منظومة تمكننا من استدامة توصيل التيار الكهربائي، وبالتالي فعلينا أن نسعى لعدم تأثر هذه المنظومة بسبب تأخر أعمال الصيانة، أو متابعتها بصورة منتظمة وجيدة. كما تحدث الدكتور مصطفى مدبولي عن وجود بعض المشكلات المرتبطة بالري خلال فصل الصيف، من عدم وصول المياه إلى بعض الترع، خاصةً في نهاياتها، مما يؤدي إلى شكاوى بعض المزارعين من انقطاع مياه الري، مُوضحًا زيادة استهلاك المياه مع بداية الزراعات الصيفية في شهر مايو، وصولًا إلى ذروة الاستهلاك التي تستمر حتى نهاية أغسطس أو بداية سبتمبر، لافتاً إلى أننا في موسم المرحلة القصوى لاستهلاكات المياه، مُشيرًا، في الوقت نفسه، إلى الجهود الكبيرة المبذولة من وزارة الري لتوفير المياه اللازمة وتطهير الترع لضمان استدامة الخدمة للفلاحين. وأضاف رئيس الوزراء أن مصر تعتمد نظام المناوبات في إدارة المياه، حيث يتم تطبيق مناوبات ثنائية أو ثلاثية في بعض المناطق، وبناءً على هذا النظام، يتم ضخ المياه في إحدى الترع لسقي منطقة معينة، ثم يتوقف ضخ المياه لهذه الترعة ليتم توجيهها إلى ترعة ومنطقة أخرى. وشدد على ضرورة عدم تصوير الترع وهي فارغة والادعاء بوجود نقص في المياه، لأن نظام التناوب هو إجراء معروف ومعتاد، وستواصل مصر العمل به خلال المرحلة المقبلة. وتابع: 'وحول وجود شكاوى من تأخر تنظيف بعض الترع، فقد قامت وزارة الري بمعالجته بالفعل. ومع ذلك، أكد رئيس الوزراء أن هناك مسؤولية، في الوقت نفسه، تقع على الفلاحين بشأن تنظيف المساقي الصغيرة الخاصة بهم، مُشددًا على أهمية تعاونهم مع وزارة الري في هذا الجانب لضمان سير العملية بشكل مُنظم ومستدام'. وأشار رئيس الوزراء، خلال حديثه، إلى أن هذا الأسبوع شهد حدثين مهمين، الأول: انعقاد النسخة السادسة من مؤتمر المصريين بالخارج، مُشيراً في هذا الصدد إلى توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، المستمرة بالاهتمام الشديد بأبناء مصر في الخارج، باعتبارهم جزءًا من قوة مصر الناعمة، مُؤكداً حرص أعضاء الحكومة على التواجد والحضور في مختلف فعاليات المؤتمر، والإعراب عن التقدير لمختلف الجهود والدور الكبير الذي يقوم به المصريون في الخارج، مع العمل على تذليل وحل أي عقبات أو مشكلات من الممكن أن تواجههم، والسعي إلى ذلك من خلال التعاون والتنسيق مع مختلف الوزارات والجهات المعنية، والرد على الشواغل والقضايا التي تشغل بال أبناء مصر في الخارج، والسعي لتيسير مختلف الإجراءات المتعلقة بمتطلباتهم. ولفت رئيس الوزراء إلى أن الحدث الثاني: هو انعقاد اجتماع المجلس التنسيقي للسياسات النقدية والمالية، مُشيراً إلى أنه تم خلال هذا الاجتماع مراجعة مختلف التطورات الخاصة بالسياسات النقدية والمالية، وتم التأكيد على الاستمرار في تنفيذ برنامج الإصلاحات الهيكلية، ومتابعة الموقف الخاص ببرنامج صندوق النقد الدولي، وما يشهده من تطورات، هذا إلى جانب التأكد من استدامة واستقرار سداد مستحقات الشركاء الأجانب في قطاع البترول، حيث تم استعراض موقف السداد خلال الفترة الماضية، كما تم خلال الاجتماع، التأكيد على استمرار حوكمة الاستثمارات العامة، وتحقيق ما تم الإعلان عنه خلال السنة المالية الماضية، كما تم استعراض موقف الاستثمارات العامة أيضاً خلال العام المالي الجديد. وأضاف رئيس الوزراء، تم خلال الاجتماع أيضاً استعراض مؤشرات الدين الخارجي، ونسبته من الناتج المحلي الإجمالي، وسقف الدين الخارجي، وذلك بما يضمن عدم تجاوز الأرقام المتفق عليها في المجلس، كما تم استعراض موقف الاحتياطي النقدي، والذي أعلن البنك المركزي عن ارتفاعه وتجاوزه الـ 49 مليار دولار، هذا إلى جانب موقف صافي الأصول الأجنبية للبنوك المصرية، والذي يحقق زيادة، مُؤكداً التنسيق والمُتابعة المُستمرة، وذلك بما يضمن استقرار أوضاع السياسات النقدية والمالية. وانتقل الدكتور مصطفى مدبولي للحديث حول تعديلات قانون الإيجارات القديمة، قائلاً: منذ أول لحظة في بداية هذا الموضوع الذي تحدثنا فيه أكثر من مرة، فإن الحكومة كانت تعني تماماً أن هذا الموضوع شديد التعقيد، ويعود لأكثر من 60 سنة، ونحن تصدينا لقضية كانت دائماً الحكومات السابقة لا تحاول الخوض فيها، وقد تزامن هذا الموضوع مع حكم المحكمة الدستورية بضرورة حلحلة هذا الأمر، وبالتالي كنا من أول لحظة نحاول أن يأتي هذا القانون في إطار من التوازن ما بين الملاك والمستأجرين، وكل جانب له وجهة نظره ومنطقه في طرح هذا الأمر، ولكن الأهم أننا أعلنا ثوابت مهمة جداً، ألا وهي أن الدولة ملتزمة بتوفير البدائل للوحدات الإيجارية التي لا يستطيع فيها المستأجرون التعامل مع الزيادة في القيمة الإيجارية لها، وسيشرح السيد وزير شئون المجالس النيابية والقانونية والتواصل السياسي هذا الأمر بالتفصيل وسيجيب عن كل الأسئلة المثارة في هذا الأمر، ولكن هذا المبدأ أعلنا عنه وآليات تنفيذ هذا الأمر موجودة بوضوح شديد في مواد هذا القانون. وأضاف: 'الأمر الآخر، أنه تردد على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الحكومة لن تكون موجودة بعد 7 سنوات، ونحن الذين سنفاجأ ونجابه بهذا الموضوع، لا فهذا الموضوع ليس مرتبطاً بالحكومة الحالية ولا برئيس الحكومة الموجود ولا بأشخاص، بل هو التزام دولة، وستكون الحكومات كلها الموجودة أياً ما كان ملتزمة به، فهو التزام دولة وليس التزاماً لمجموعة موجودة في فترة زمنية معينة، وأود التأكيد على هذا الأمر، أنه التزام دولة والتزام من الحكومة المصرية وكل الحكومات ستكون ملتزمة بتنفيذ ما نتعهد به'. واختتم رئيس مجلس الوزراء حديثه، قائلاً: ما قاله فخامة السيد رئيس الجمهورية عن هذا القانون، هو 'أننا لن نترك مستحقاً لسكن يقع في دائرة أو دوامة القلق على غده'، وهو ما نعمل عليه جميعاً، واليوم وجهت مجلس الوزراء وكل الوزراء المعنيين بالبدء فوراً، وسيكون هناك اجتماع الأسبوع القادم على الآليات والخطوات التنفيذية التي من شأنها تفعيل هذا القانون.