الريموني يتحدث حول خصوصية التنوير بالمسرح العربي
الشارقة _ حسام عطية
ضمن أيام الشارقة المسرحية بالدورة 34، شارك الدكتور فراس الريموني من الاردن في ندوة المسرح والتنوير بجانب مجموعة من الأكاديمين من مصر، تونس، ليبيا، عبر تقديمة ورقة عمل بعنوان ( خصوصية التنوير في المسرح العربي ) قراءة في التجربة المسرحية الأردنية. وتحدث الدكتور الريموني عن التنوير كحركة فكرية وفلسفية قامت على مجموعة من الأفكار التي تركز على سيادة العقل والأدلة على الحواس بوصفها مصدرًا أساسيًا للمعرفة، وعلى المثل العليا كالحرية والرقي والتسامح والإخاء والحكومة الدستورية وفصل الدين عن الدولة، والحرية الفردية والتسامح الديني، كردة فعل طبيعية للظلم والقهر والاستبداد التي كانت تعاني منها الشعوب الأوروبية في العصور المظلمة على يد السلطة السياسية، والدينية، والاقتصادية الاقطاعية، العقل، والطبيعة، والعفوية يتوافقوا في الرؤية التنويرية مع الاعتقاد أن الطبيعة قد وهبت كل إنسان قدرة غريزية على الفهم، مما يجعله مساوياً لجميع الآخرين بشرط أن يتم تحريره من فساد الخرافات والجهل.
عربيا واردنيا
وتحدث الدكتور الريموني عن التنوير عربيا واردنيا وانطلاقا من تجارب حقي الشبلي وروكس بن زائد العزيزي، ومصطفى وهبي التل، وهاني صنوبر، وممدوح العدوان وسعدالله ونوس وعبد الكريم برشيد ...الخ وصولا لنشر الثقافة المسرحية وتطور الحركة المسرحية العربية ودورها التنويري وانتشار الملتقيات والمهرجانات المسرحية في العواصم والمدن الدول العربية.
وقال الريموني هناك خصوصية لحركة التنوير في الاردن الحديث منذو تأسيسه وثورته على الاستعمار التركي في بداية القرن العشرين، وما تركه حكم الاتراك من تخلف وجهل وخرافات، حيث تأسس الاردن الحديث في ظروف وأزمات سياسية، واقتصادية، وعسكرية، تبعها قهر الاستعمار والاستبداد وتهجير اليهود الى فلسطين، اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور.
وتابع الريموني كانت الناس تعيش في ضبابية حول مستقبل المنطقة، وبدأت حركة الثوار تتشكل لإحداث التغيير المطلوب وحق الشعوب في تقرير مصيرها وحفاظها على مقدراتها وتاريخها، ومن هنا جاءت الحركة الثقافية والفنية والمسرحية لتشكل منصة تنوير في قراءة الواقع والمستقبل وسبل تغييره. واستثمار التراث العريق بعد غربلته في إعادة استنهاض أدوات البناء وتحرير العقل العربي من التبعية الغربية في صياغة المستقبل، فجاء الاهتمام في رفع الهمم وحركة التعليم ودعم الحريات وحقوق المرأة وتطوير العقليات العربية الى مصاف الدول المنتجة والمتطورة.
ونوه الريموني الى انه كانت الاعمال المسرحية تحمل راية التنوير في تعزيز اللغة العربية والحفاظ عليها من الضياع وفي صياغة خطاب الامة في مواجهة العقليات الامبريالية والاستعمارية، حيث قدمت الحركة المسرحية مجموعة من الاعمال كان لها الاثر الايجابي في صناعة وعي الناس لتقرير مصيرها وتشكيل حياتها السياسية المستقلة عن إملاءات الغرب.
ولفت الريموني بالندوة الى انه بدءً من العلامة الاردني روكس العزيزي الرأئد الاول للمسرح الاردني في بداية القرن العشرين وأشرافه وتأليفه واخراجه لمجموعة كبيرة من المسرحيات اولها:، مسرحية ابن وائل، ووفاء العرب، ومسرحية صلاح الدين، والمتمردة، والفيلسوف، وام البنات....الخ، وتناولت اعماله فلسفة الحرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها في مواجهة الاستعمار البريطاني والتوسع في هجرة اليهود الى فلسطين وازدادت الحركة المسرحية نشاطا لرفع الهمم حتى نال الاردن إستقلاله عن المستعمر البريطاني وظهرت الفرق والمجموعات المسرحية في الأديرة والكنائس المسيحية في مادبا وعجلون ومنطقة الحصن في اربد ومنطقة دبين في جرش تدور معضمها حول صراع الخير والشر أو محاربة المشعوذين وتناولت شخصيات تاريخية مثل الحجاج او صلاح الدين او حاتم الطائي أو ابن وائل أما النصوص الشكسبيرية التي تناولوها فقد كانت لهم إسقاطات اجتماعية وسياسية مثل تقديم انوذجا بشعا لشخصية شايلوك اليهودي في مسرحية تاجر البندقية.
ولفت الريموني الى انه أستمرت الحركة المسرحية تحمل لواء التنوير والاستجابة العصرية للمتغيرات ومغادرة مربعات التكلس والخطابات المعلبة المغلقة لتكون مفتوحة تستجيب لتطورات الحياة بعيدا عن التأويلات الاوحادية والمتشددة، وقاد حركة التنوير مجموعة من المؤلفين والمخرجين الاردنيين مثل هاني صنوبر، نبيل المشيني، أديب الحافظ، مارغو ملاتجليان، نبيل صوالحه، صلاح ابوهنود، عمر قفاف، جميل عواد،، أشرف أباظة، عبداللطيف شما، احمد قوادري، شعبان حميد، حاتم السيد، احمد شقم، توفيق نجم، يوسف الجمل، باسم الدلقموني، خالد الطريفي قدم هؤلاء مسرحيات من روائع المسرح الاردني المفتاح والجراد» عطشان يا صبايا» لجمال أبو حمدان، و»آباء وأبناء» الشاعر عبد الرحيم عمر، «الضباع» و»المحجر» و»مذكرة من جبل النار»، و»معايد القريتين»، «المضبوعون» لمحمود الزيودي. وأعمال الكاتب أمين شنّار «السد» «الليلة يطلع القمر» و»قرية الشيخ حماد»، «ظلام في عين الشمس» و»برجاس» للشاعر حيدر محمود، و»تغريبة ظريف الطول « لجبريل الشيخ، و»لعبة مسرحية اسمها الشحادين» لجميل عوّاد.
الحركة المسرحية
ونوه الريموني وفي اواخر القرن العشرن أفرزت الحركة المسرحية مجموعة من الاعمال التنويرية قادها المخرجين والممثلين منهم:، محمد الضمور، عبد الكريم الجراح، فراس الريموني، خليل نصيرات، سمير خوالده، سوسن دروزة، محمد الطاهات، غنام غنام، اياد شطناوي، محمد الابراهيمي، حكيم حرب، احمد العمري,.. هزاع البراري، محمد البطوش، مفلح العدوان، ومن اهم الاعمال المسرحية التي شهدتها تلك الفترة: المتمردة والارجواز، الصابرون، في انتظار جودو، طقوس الحرب والسلام، سيدرا، العصاة، شهقة الطين، زخارف الخلخال، عرس الأعراس يويا، سر الماورد، الزير سالم، الخيط، كأنك يا ابو زيد، طيبة تصعد الى السماء، كارمن، رحلة حنظلة، عرار، ذاكرة صناديق ثلاثة، ادم وحيد، نيرفانا، الوهراني، استربريز، من دفاتر 89، ظلال القرى، الحلاج، وغيرها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 3 أيام
- الدستور
وزير الثقافة يترأس اجتماع اللجنة العليا لمهرجان جرش للثقافة والفنون
عمان - حسام عطية ترأس اليوم الثلاثاء وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، اجتماع اللجنة العليا لمهرجان جرش للثقافة والفنون، وجرى حديث حول تفاصيل البرنامج الثقافي والفني لفعاليات الدورة 39 من المهرجان، ويمثل مهرجان جرش عنوانًا ثقافيًا وطنيًا يثري المشهد الثقافي والفني وينطلق هذه السنة تحت شعار: هنا الأردن ومجده مستمر. وتتكون اللجنة العليا لمهرجان جرش لعام 2025 من ، وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، وعضوية كل من، وزير السياحة والآثار، وزير دولة لشؤون المتابعة والتنسيق الحكومي، وزير الشباب، أمين عمان الكبرى، وممثلا عن المجتمع المحلي لمدينة جرش، وأمين عام وزارة الداخلية، ومدير عام هيئة تنشيط السياحة، والمدير التنفيذي لمهرجان جرش، ومدير مديرية الإعلام العسكري، ورئيس بلدية جرش الكبرى، ونقيب الفنانين الأردنيين، ورئيس رابطة الكتاب الأردنيين، ورئيس اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، ورئيس رابطة الفنانين التشكيليين الاردنيين، حيث تم في الاجتماع في هذا الاجتماع مناقشة أطلاق المهرجان، وإبداعات الفنان والمثقف الأردني، التي ستكون وفق مبدأ التشاركية مع المجتمع المحلي من خلال حاكمية رشيدة، واستدامة وإبداع جديد ومتجدد، وبمشاركة فنانين محليين، وعرب وأجانب. وأعلنت ادارة مهرجان جرش عن إتاحة فرصة الترشح للمشاركة في مهرجان مسرح المونودراما الثالث لعام 2025 على الراغبين بالمشاركة تقديم طلباتهم قبل مساء يوم الثلاثاء الموافق 15/4/2025 على الرابط التالي: فيما ان وزارة الثقافة ممثلة بوزير الثقافة رئيس اللجنة العليا لمهرجان جرش للثقافة والفنون، والمدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون ايمن سماوي قد ابديا كل الدعم لانجاح مهرجان المونودراما المسرحي الدورة الثالثة لهذا العام ضمن عروض مهرجان جرش حيث سيتم تكريم شخصية المهرجان لهذا العام ، وعدد من الفنانين النجوم العرب في حفل الافتتاح وسيتم الاعلان عن اسمائهم لاحقا، وسيكون هناك حملة اعلامية مكثفة للاعلان عن فعاليات المهرجان من خلال اليافطات الدعائية ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية العربية ونشر بوسترات المهرجان وكتيب المهرجان ولقاءات اذاعية وتلفزيونية. ومهرجان جرش للثقافة والفنون هو مهرجان فنّي ثَقافي يُقام سنوياً في مدينة جرش الأثريّة شمال الأردن، تأسس سنة 1981، ويقدم المهرجان عروضا فولكلورية راقصة، والتي تؤديها فِرق محليّة وعالمية، بالإضافة إلى رقصات الباليه والأمسيات الموسيقية والمسرحيات وعروض الأوبرا، وتشتهر بأمسِيات غِنائية لمغنين عرب وعالميين. ويقدم المهرجان مبيعات للمصنوعات اليدوية التقليدية. وبدأ المهرجان متواضعاً، وقامت جامعة اليرموك برعايته. ثم تطور إلى مهرجان رسمي ترعاه وزارة الثقافة، وكان المهرجان يعقد في جرش، في يوليو من كل عام، ويستخدم المدينة الأثرية كموقع لفعالياته الفنية والثقافية. ويمتاز المهرجان بالعروض الفولكلورية الراقصة التي تؤديها فرق محلية وعالمية، ورقصات الباليه والأمسيات الموسيقية والشعرية، والمسرحيات وعروض الأوبرا، وأمسيات غنائية لمغنين أردنيين وعرب، كما يقام على هامشه معرض لبيع المصنوعات اليدوية التقليدية، وخلال فترة إقامته حضره عشرات الوجوه الفنية والأدبية مثل فيروز، صباح فخري، جورج وسوف، محمد عبده، نجاة الصغيرة، سعدون جابر، وردة، سميرة سعيد، مارسيل خليفة، ماجدة الرومي، الملحن طه راشد، أدونيس الشاعر، ملحم بركات، البردوني الشاعر، الشاعر محمود درويش ،الشاعر سميح القاسم، كما شهد المهرجان انطلاقة فنانين مثل كاظم الساهر وأحلام، وبانه تم في عام 2008 إيقاف مهرجان جرش ليحل محله مهرجان الأردن الذي انطلق في الموعد والمكان المعتادين لمهرجان جرش في صيف عام 2008، فيما قررت حكومة معروف البخيت استئناف مهرجان جرش صيف عام 2011 بعد غياب 3 سنوات.


أخبارنا
منذ 4 أيام
- أخبارنا
د فوزي علي السمهوري يكتب : ٧٧ عاما ... والنكبة وحرب الإبادة.... بحق الشعب الفلسطيني مستمرة ؟
أخبارنا : د فوزي علي السمهوري : ٧٧ عاما مرت على نكبة الشعب الفلسطيني بإقتلاعه وطرده خارج وطنه التاريخي ولم يزل يعاني الحرمان من الحرية والعودة إلى مدنه وقراه ويعيش حياة اللجوء التي تحدى ظروفها وتداعياتها فاضحى الأعلى تعليما والاشد تمسكا بوطنه وإنتماءا له . لا يمكن لنا الحديث عن النكبة دون المرور عن أسبابها وظروفها التي اعقبت إنتصار الحلفاء بالحرب العالمية الأولى وتقسيم الوطن العربي بتقاسم نفوذ وهيمنة بين الدول المنتصرة فكان إصدار بريطانيا رمز القوى الإستعمارية عام ١٩١٧ ما يسمى وعد بلفور بإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين وما يعنيه ذلك ببساطة عن الهدف بإقتلاع الشعب الفلسطيني الأصيل بوطنه وإحلال بديل عنه بمجموعات سكانية غريبة من اصقاع العالم لا يربط بينها سوى إعتناق الديانة اليهودية . الأسباب والظروف : أولا : سقوط الدولة العثمانية وهزيمتها بالحرب العالمية الأولى . ثانيا : تقسيم الوطن العربي إلى دول وإستعمارها عسكريا بموجب إتفاقيتي سايكس بيكو وسان ريمو . ثالثا : الإحتلال العسكري البريطاني لفلسطين وإنتزاع قرار من عصبة الأمم بفرض الإنتداب البريطاني بهدف تنفيذ وعد بلفور . رابعا : غياب قوة عربية قادرة على التصدي للمشروع الإستعماري عامة وفي ما يتعلق بالهدف الحقيقي من إحتلال إستعماري إحلالي لفلسطين . النكبة نتيجة لجرائم الإبادة : الشعب الفلسطيني اسوة بباقي شعوب العالم يتمسك بحقه الطبيعي العيش الآمن الحر في وطنه قاوم قوات المستعمر البريطاني وشركائه العصابات اليهودية المدججة بكل انواع السلاح الفتاك بإمكانيات ضعيفة وبعصيان مدني عجز المستعمر عن قمعها والنيل من إرادة الشعب الفلسطيني بالدفاع عن حريته وتحرير وطنه وإستقلاله مما دفعه لتصعيد بتنفيذ مخططه الإجرامي بإستخدام قواته العسكرية مستهدفا المدنيين عبر : ▪︎ تنفيذ عشرات المجازر الوحشية التي إرتكبتها قوات الإحتلال الإستعماري البريطاني " ما بين عام ١٩١٧ إلى عام ١٩٤٨ " منفردة او بمشاركة وتمكين للعصابات الإرهابية اليهودية الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الاعزل من السلاح والتي اسفرت إضافة إلى اعمال الإعتقالات التعسفية وإيقاع كافة اشكال التعذيب النفسي والجسدي بمئات من المواطنين عن : ▪︎ تدمير ما يقارب من ٥٣٢ قرية وبلدة فلسطينية . ▪︎ إرتكاب عشرات المجازر بقتل الآف من ابناء الشعب الفلسطيني وأشهر المجازر كفر قاسم ودير ياسين والدوايمة وغيرها . ▪︎ إقتلاع ٩٥٠ الف من مدنهم وقراهم وطردهم خارج وطنهم التاريخي اي جريمة مزدوجة ومركبة " إبادة وتطهير عرقي " . ▪︎ الإعلان عن ولادة " إسرائيل " هذا الكيان العدواني الإستعماري . عدوان حزيران ١٩٦٧ : في ظل غياب مشروع عربي قومي او حتى إقليمي مشترك لتحرير فلسطين منذ الايام الأولى لولادة الكيان السرطاني الإسرائيلي سواء التحرير الكامل او الجزئي بمعنى تحرير ٥٠ % من مساحة ارض الدولة العربية الفلسطينية التي ابقاها قرار التقسيم المجحف بحق الشعب الفلسطيني من ارض فلسطين التاريخية اي القسم الذي إحتلته العصابات اليهودية الصهيونية خلافا وإنتهاكا لقرار الجمعية العامة رقم ١٨١ وفي خضم الخلافات العربية الرسمية البينية جاء العدوان الإسرائيلي في الخامس من حزيران عام ١٩٦٧والذي أسفر عن إحتلال إستعماري إحلالي للضفة الغربية وقطاع غزة اي باقي ارض فلسطين التاريخية وإحتلال الجولان وسيناء . لم تتأخر سلطات الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري بعد إحكام سيطرتها العسكرية على اراض الضفة الغربية وقلبها القدس وعلى قطاع غزة من البدء بارتكاب وتنفيذ سلسلة من الأعمال والسياسات الممنهجة لتغيير الجغرافيا والديمغرافيا وخاصة بالقدس في سياق حرب إبادة وتطهير عرقي من اعمال قتل وتدمير وعقاب جماعي وتقييد حرية التنقل والعبادة وإنتهاك للمقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وكنيسة القيامة ومصادرة للاراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات التي تمثل بحقيقة الأمر قواعد إنطلاق لميليشيا عسكرية عدوانية تعمل بتخطيط وتمكين ومشاركة وحماية كاملة من قوات سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي في تنفيذ سياسة ممنهجة لتغيير جذري جغرافي بإنتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي ولإتفاقيات جنيف وخاصة الرابعة . لماذا النكبة مستمرة : النكبة مستمرة بعنصريها الرئيسيين : ▪︎ عدم تمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة لمدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة تنفيذا لقرار الجمعية العامة رقم ١٩٤ . ▪︎ عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة الداعية لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي للاراضي الفلسطينية التي إحتلت عام ١٩٦٧ وما قبلها مما أدى لإستمرار الاحتلال الإسرائيلي حتى يومنا هذا . ▪︎ تقويض حق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف تنفيذا لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وعلى راسها قرار رقم ١٨١ وعشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن ومنها قرارات ٢٤٢ و٣٣٨ و ٢٣٣٤ . ▪︎ حرب الإبادة والتطهير العرقي المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وما ادت إليه من تدمير شبه كامل للقطاع وتهجير قسري متكرر تحت طائلة القتل لحوالي ٩٠ % من سكان القطاع مترافق مع حرمان من مقومات الحياة الأساسية والإنسانية من سكن وغذاء ودواء ومياه نظيفة وكهرباء وضغط وتعذيب باشكاله الجسدية والنفسية إضافة إلى إيقاع ما يزيد عن مائتي الف شهيد ومصاب وفرض حصار شامل بما يعنيه كل ما سبق من تصنيف قانوني دولي بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة وتطهير عرقي بعموم اراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وإن كانت تلك الجرائم حتى الآن بوتيرة اقل وحشية وعنفا . إستمرار النكبة : إستمرار نكبة الشعب الفلسطيني على مدار ثمان عقود دون إيجاد اي أفق حقيقي لحل الصراع بشكل عادل وفق ليس الحق التاريخي للشعب الفلسطيني بوطنه وإنما وفق القرارات الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن ١٨١ و١٩ / ٦٧ / ٢٠١٢ و ١٠ / ٢٤ الذي حدد ١٢ شهرا أمام إسرائيل لإنهاء إحتلالها لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا ولقرارات مجلس الامن المختلفة ومنها ٢٤٢ و٣٣٨ و٢٣٣٤ و٢٧٣٥ يعود لعاملين رئيسيين : الأول : الإنحياز الأمريكي الأعمى للكيان الإستعماري الإسرائيلي وتزويده بكل وسائل القوة العسكرية والسياسية والإقتصادية والتكنولوجية وتمكينه الإفلات من المساءلة والعقاب . الثاني : عدم إضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته والإنتصار لمبادئ وأهداف الأمم المتحدة وميثاقها بترسيخ الامن والسلم الدوليين عبر إتخاذ الإجراءات والتدابير المنصوص عليها بميثاق الأمم المتحدة لإلزام إسرائيل تنفيذ فوري لقراراتها تحت طائلة فرض العقوبات التي تبدأ بالمقاطعة السياسية والدبلوماسية وصولا للعزل الكامل وتجميد عضويتها بالجمعية العامة للأمم المتحدة . في ذكرى مرور ٧٧ عاما على النكبة وأمام خطورة المخطط الإسروامريكي بتصفية القضية الفلسطينية باركانها وبتهجير قسري للشعب الفلسطيني من قطاع غزة تمهيدا للإنتقال إلى الضفة الغربية يتطلب أولا بهدف منع التهجير وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي من الدول العربية ان تبادر بالتعاون والتنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي ودول الإتحاد الإفريقي ودول عدم الإنحياز وكافة الدول الصديقة بقطع كافة اشكال العلاقات مع الكيان الإستعماري الإسرائيلي ومع الولايات المتحدة الأمريكية وأن تعمل على تعديل ميثاق الأمم المتحدة بما يحقق اهداف ومقاصد الأمم المتحدة دون إزدواجية وإنتقائية ودون هيمنة من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن... الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها ماض في نضاله بكافة الوسائل المكفولة دوليا بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبدعم من احرار العالم حتى الحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام ١٩٤٨... إرادة الشعوب لن تهزم وستنتصر وإن طال الزمن .... والإحتلال إلى زوال .... ؟


عمون
منذ 6 أيام
- عمون
حسم ملف «الوكلاء» والولاءات العابرة للحدود
في إطار إعادة ترتيب «البيت الأردني»، نحتاج إلى حسم العديد من الملفات التي لا تزال عالقة منذ عقود، استدعاء الحسم، في هذا التوقيت، ضروري لاعتبارات مختلفة؛ منها الاستعداد لمواجهة التحولات و الاستحقاقات السياسية القادمة التي قد تشكل مفصلاً تاريخياً، على صعيد بلدنا والمنطقة، ومنها، أيضاً، ترسيخ الوعي أو تجديده لفكرة «الانتقال الكبير» للدولة الأردنية وهي تدخل مئويتها الثانية، بعد أن سقطت الكثير من الأفكار التي سادت في عالمنا العربي، خلال القرن الماضي، وما زلنا نتقمصها دون غيرنا، حتى الآن. أشير، هنا، إلى قضية مركزية تتعلق بقيمة الدولة وحركتها ومصالحها في المجال العام، الداخلي والخارجي ؛ صحيح من الضروري ترسيم العلاقة بين إدارات الدولة ومؤسساتها، وبين المجتمع والفاعلين فيه، والعكس صحيح أيضاً، هذا الترسيم في سياق الحقوق الواجبات المتبادلة مفهوم قانونياً، لكن ثمة اختلالات في المجال السياسي تحديداً، تستوجب التوضيح والحسم، وفي مقدمتها اختلال فكرة المعارضة، البعض يعتقد أن المعارضة تتناقض مع الوطنية، آخرون وظفوا فكرة المعارضة للاستقواء على الدولة، أو لاستخدامها كرافعة لحمل أو تبني قضايا من خارج الحدود. لكي نفهم أكثر ؛ نشأت وازدهرت في بلدنا تيارات سياسية باسم القومية أو الأممية، أو الدينية أو النضالية، أو باسم زعامات ورموز في أقطار أخرى، اعتمدت أجندات غير أردنية وخارج السياق الوطني، أصحاب هذه التيارات أصبحوا (وكلاء ) لدول وتنظيمات متعددة، ووظفوا معارضتهم للدفاع عنها، ثم استخدموا الأردن كساحة صراع لمقايضة الدولة وإحراجها، أغلبية هؤلاء لا يؤمنون، أصلا، بفكرة الدولة، ولا يعتقدون أن من حق الأردنيين أن يكون لهم هوية أو دولة وطنية، الأردن في نظر بعضهم دولة وظيفية، او وصمة لمؤامرة سايكس بيكو، أو أرض للحشد والرباط، أو وطن بديل للآخرين. بصراحة أكثر، من واجب الدولة الأردنية أن تتحرك باتجاه حسم ملف «الوكلاء» السياسيين في بلدنا، لا يجوز لأي حزب أو تنظيم أن يعمل على الأرض الأردنية تحت أي أجندة غير وطنية، لا بالاسم ولا بالأيدولوجيا، ما حدث للجماعة المحظورة يجب أن يُعمّم على غيرها من الأحزاب وامتدادات الفصائل والمنظمات، الدولة الأردنية هي الإطار العام الذي تتحرك فيه العملية السياسية، أو هكذا يجب، الهوية الأردنية هي البصمة الوحيدة التي يتميز بها الأردنيون وعليها يتحدون، أو هكذا يجب، الأردن هو الأجندة التي يلتزم بها الجميع، أو هكذا يجب أيضاً. إعادة ترتيب (البيت الأردني) لابد أن تبدأ من دائرة حسم الولاءات وفرز الأجندات وقص خيوط الامتدادات العابرة للحدود، ولاء الأردني وبوصلته الوطنية الحقة هي للأردن، الدولة والوطن أولاً، لا مصالح تعلو أو تتقدم على مصلحة الأردن، لا يجوز أن تنشأ أي علاقات لأي تنظيم مع دولة أو تنظيم خارج الحدود إلا في سياق الدولة الأردنية، وبما يتوافق مع مصالحها، معادلة وضع الأقدام في أكثر من مكان ولحساب أطراف غير أردنية، تحت أي مظلة سياسية، يجب أن تنتهي، الدولة الوطنية هي عنوان المنعة في هذه المرحلة الخطيرة، ومن يغرد خارج هذا السرب يجب أن يعيد حساباته، وعي الأردنيين على الأردن ومن أجله أصبح حقيقة، لا مجال للنقاش فيها.