
رسالة لابواق الشمال.. بالجنوب رجال الدولة
نكره الممارسات العنصرية والجهوية والمناطقية التي يمارسها البعض باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي لا تعبّر عن هذا المشروع الوطني، وإنما تعبّر عن 'تربية وأخلاق' من جعلها ممارسة، وهي في الحقيقة منبوذة يرفضها كل إنسان سوي.
منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ونحن نسمع في الإعلام اليمني 'مزاعم أن الجنوبيين ليسوا رجال دولة'، وأن رجال الدولة هم المؤتمريون والإصلاحيون والإخوان والحوثيون، وهلمّ جرًّا.
لكن هناك حقائق يهرب منها أولئك الذين هربوا ليلة الـ21 من سبتمبر 2014م، من العاصمة اليمنية صنعاء، وسلّموا البلاد عرضًا وطولًا للأذرع الإيرانية، دون أن يقاوموا ولو بطلقة رصاص واحدة.
لكن في الجنوب، كان هناك قادة أبطال في عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة والضالع وسقطرى، يقاتلون ببسالة للدفاع عن بلدهم وقضيتهم الوطنية العادلة.
رجال الدولة الحقيقيون ظهروا في الـ19 من مارس 2015م، في الصولبان ومطار عدن الدولي، حين فرّ المسؤولون اليمنيون وانهارت قوات الجيش، وأصبح السلاح اليمني في قبضة الحوثيين.
كان القائد البطل الشهيد علي الصمدي يُلقي البيان رقم واحد، وينطلق يقود المعركة حتى ارتقى شهيدًا، ثم جاء اللواء فيصل رجب ومحمود الصبيحي يقودان المعركة برفقة قادة آخرين.
في الضالع، كان اللواء عيدروس الزبيدي يقود معركة في معادلة عسكرية غير متكافئة؛ أسلحة خفيفة في مواجهة آلة عسكرية ضخمة، وكتب الجنوبيون الانتصار في الضالع كثاني انتصار بعد انتصار معركة الصولبان.
كان الجميع يبحث عن 'رجال الدولة' في شاشات القنوات، ويتحاشون الحديث عن المقاومة الجنوبية، وكانوا يقولون 'المقاومة الشعبية' حتى يكسبوا نوعًا من الرجولة التي تميز بها أولئك المقاتلون الأشاوس في عدن ومختلف مدن الجنوب الأخرى.
استحق الجنوبيون المساندة الخليجية والعربية، وكانت القوات الإماراتية تقاتل إلى جانب المقاومة الجنوبية، في حين كان قادة عسكريون إماراتيون يدربون شبابًا لم يسبق لهم أن حملوا السلاح من قبل.
كانت ملحمة بطولية لم يشهد لها مثيل. حرّر رجال الدولة الحقيقيون أرضهم، وانطلقوا في خوض معركة أخرى.
كانت في ساحل حضرموت، حيث اللواء أحمد سعيد بن بريك، ورفيقه اللواء فرج سالمين البحسني، يقودان معركة من نوع آخر ضد أشد فروع تنظيم القاعدة تطرفًا في الجزيرة العربية.
تحررت المكلا، وكانت أنموذجًا.
ثم جاءت معركة أخرى في العاصمة عدن، بطلها ورجلها الأول الشهيد منير اليافعي، ثم معارك أخرى بطلها الشهيد القائد عبداللطيف السيد بافقيه، وأخرى في لحج بطلها الفقيد اللواء صالح أحمد السيد.
كانت الشهادة هي شهادة أن رجال الدولة والمقاومة والسلاح هم جنوبيون.
حين جاءت الأزمات والحروب المعيشية، ومع كل أزمة تضرب مدن الجنوب وفي طليعتها عدن وحضرموت، كان السؤال يتكرر: 'السبب عدم وجود رجال دولة في الجنوب'، دون أن يوجه أحدهم صورته صوب صنعاء التي أصبحت خالية إلا من محمد علي الحوثي، وعبدالله الحاكم، ومهدي المشاط، الذين نسفت تصرفاتهم تجاه اليمنيين 'رجالًا ونساءً' معنى الرجولة.
اليوم يثبت الجنوبيون أنهم رجال دولة حقيقيون، انسجام وتنسيق وعمل دؤوب يُترجم إلى معالجات ملموسة على أرض الواقع، والشعب يتطلع إلى المزيد من هذه المكاسب الحقيقية.
هذه التحركات وهذا العمل يتطلبان اليوم من كل الجنوبيين، بمختلف انتماءاتهم، أن يدعموا كل هذه الجهود الجبارة نحو الانعتاق من فترة زمنية عانى فيها الشعب الأمرّين.
أنا لا أقول هذا من باب الأمل المفرط، ولكن هناك عمل حقيقي على الأرض نتمنى أن يُرسّخ، وهذا العمل لن يُؤتي ثماره بشكل كامل ما لم تكن هناك استجابة إقليمية، ووجود رغبة دولية تدعم إقامة أنموذج حي في الجنوب، قبل المضي في أي خطوات تنهي السيطرة الحوثية على صنعاء وبقية المدن اليمنية المحتلة من إيران وأذرعها.
الاستقرار في الجنوب هو الشرط الوحيد للحديث عن مرحلة ما قبل الحوثيين وما بعدهم، وقبل ذلك الإقرار بحق الجنوبيين في استعادة دولتهم.
كل التوفيق للرئيس ونائبه في معركة الانتصار للناس والمجتمع الذي يعاني الأمرّين منذ عقد من الزمان.
#صالح_أبوعوذل
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
مصر تواصل إسقاط المساعدات الغذائية جوا على قطاع غزة
أعلنت القوات المسلحة المصرية عن استمرار الإسقاط الجوي للمساعدات الغذائية على المناطق التي يصعب الوصول إليها برًا بقطاع غزة، بالتزامن مع استمرار تقديم المساعدات برًا. وأفاد المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية العميد أركان حرب غريب عبدالحافظ في بيان له أمس بأن 12 طائرة نقل عسكرية أقلعت على مدار الثلاثة أيام الماضية مُحملة بكميات كبيرة من المساعدات الغذائية لتنفيذ الإسقاط الجوي على قطاع غزة، وذلك في إطار الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية والأشقاء الفلسطينيين لتجاوز محنتهم الإنسانية الراهنة. أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
ترمب: من الممكن عقد اجتماع مع بوتين وزيلينسكي "قريبا جدا"
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الأربعاء أن هناك احتمالاً كبيراً لأن يعقد اجتماعاً "قريباً جداً" مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من دون أن يحدد أي موعد أو مكان لهذه القمة الرامية لإنهاء الحرب بين موسكو وكييف. وبعيد إعلان البيت الأبيض أنّ الرئيس الجمهوري "منفتح" على عقد اجتماع مع بوتين لمناقشة الغزو الروسي لأوكرانيا، قال ترمب للصحافيين "هناك فرصة جيدة لعقد اجتماع قريباً جداً"، قبل أن يسارع إلى خفض سقف توقّعاته من نظيره الروسي بقوله "لقد خيّب أملي في الماضي". وأعلن البيت الأبيض أمس الأربعاء أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب منفتح على أن يلتقي في الوقت نفسه الرئيسين الروسي فلاديمير والأوكراني فولوديمير زيلينسكي. اللقاء يمكن أن يُعقد اعتبارا من الأسبوع المقبل، وفق ما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن مصادر لم تسمّها. احتمال عقد اللقاء تم تداوله في اتصال هاتفي جرى بين زيلينسكي وترمب بمشاركة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفنلندي الكسندر ستوب والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، وفق ما أفاد مصدر أوكراني مطلع وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أمس الأربعاء إن ترمب "منفتح على أن يلتقي في الوقت نفسه الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي"، موضحة أن "الروس أبدوا رغبتهم في لقاء" الرئيس الأميركي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ترمب أبلغ أمس الأربعاء العديد من القادة الأوروبيين أنه يريد أن يلتقي بوتين شخصياً اعتباراً من الأسبوع المقبل، على أن ينظم بعدها اجتماعاً ثلاثياً يضمه إلى بوتين وزيلينسكي. ولم يؤكد مسؤولون أوكرانيون وفي الحلف في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية ما ورد في تقرير الصحيفة الأميركية. من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أمس الأربعاء أنّه "لا يزال هناك الكثير من العمل للقيام به" من أجل تذليل "العقبات الكثيرة" التي ما زالت تعترض عقد اجتماع بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين بهدف إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال روبيو لشبكة "فوكس بيزنس" بعيد إعلان البيت الأبيض أنّ ترمب "منفتح" على لقاء كل من بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "كان اليوم جيدا، لكن لا يزال أمامنا الكثير من العمل. ما زالت هناك عقبات كثيرة يتعيّن التغلّب عليها، ونأمل أن نتمكّن من القيام بذلك خلال الأيام والساعات القليلة المقبلة، وربّما خلال الأسابيع المقبلة". وكان ترمب أثنى أمس على اللقاء الذي عقده موفده ستيف ويتكوف مع الرئيس الروسي وتناول جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا، ووصفه بأنه "مثمر للغاية". لكن بعد دقائق منذ ذلك، قال مسؤول أميركي كبير إنه لا يزال من المتوقع أن يتم يوم الجمعة المقبل فرض "عقوبات ثانوية" تستهدف شركاء روسيا التجاريين، سعياً إلى عرقلة قدرة موسكو على تخفيف أثر العقوبات الغربية الواسعة النطاق. ومن شأن استهداف شركاء روسيا، مثل الصين والهند، أن يؤدي إلى خنق الصادرات الروسية، ولكنه يهدد أيضاً بإحداث اضطرابات دولية كبيرة. كان ترمب الذي تفاخر بأنه قادر على إنهاء النزاع في أوكرانيا خلال 24 ساعة من توليه منصبه، قد أمهل روسيا حتى الجمعة لتحقيق تقدم على مسار السلام أو مواجهة عقوبات جديدة.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
توقيف جندي أميركي بتهمة التجسس لصالح روسيا
أعلنت وزارة العدل الأميركية أنّ جنديا شابا أوقف أمس الأربعاء بشبهة محاولة تزويد روسيا معلومات سرية تتعلق بالدبّابة الرئيسية في جيش الولايات المتّحدة. ونقل بيان عن رومان روجافسكي، نائب مدير قسم مكافحة التجسّس في مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي"، قوله إنّ الجندي تايلور آدم لي (22 سنة)، متهم بـ"محاولة نقل معلومات دفاعية مصنّفة سريّة حول نقاط ضعف دبّابة أميركية إلى شخص يُشتبه في أنّه عميل للاستخبارات الروسية، وذلك مقابل حصوله على الجنسية الروسية". وأضاف أنّ "توقيفه اليوم هو رسالة لكلّ من يفكّر في خيانة الولايات المتحدة، ولا سيّما إلى الموظفين الذين أقسموا على حماية وطننا". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) والجندي لي متحدّر من مدينة إل باسو الحدودية مع المكسيك وكان يخدم في قاعدة فورت بليس الواقعة في ولاية تكساس الجنوبية. والموقوف متّهم بأنّه سعى لنقل خصائص تقنية تتعلّق بدبّابة "أم1 أيه2 أبرامز" إلى وزارة الدفاع الروسية، وفق وزارة العدل. وبحسب الوزارة فقد سلّم هذا الجندي في يوليو (تمّوز) إلى شخص ظنّه ممثلا للحكومة الروسية بطاقة ذاكرة مليئة بالوثائق. ولم تعط الوزارة مزيداً من التفاصيل عن هذه الواقعة.