logo
شاب يصف لبي بي سي كيف ابتلعه حوت ولفظه بعد ثوانٍ

شاب يصف لبي بي سي كيف ابتلعه حوت ولفظه بعد ثوانٍ

شفق نيوز١٥-٠٢-٢٠٢٥

أول شيء لاحظه، لاعب الكاياك (التجديف)، أدريان سيمانكاس، بعد أن ابتلعه حوت هو المخاط.
وقال الشاب البالغ 23 عاماً، لبي بي سي، "لقد أمضيت لحظة لأدرك فيها أنني كنت داخل فم شيء ما، أو ربما أكلني، وأنه ربما كان حوتاً قاتلاً أو وحشاً بحرياً".
وبدأ أدريان في التفكير في كيفية بقائه حياً داخل الحوت الأحدب "مثل بينوكيو(أحد الشخصيات الكرتونية)" - ثم لفظه هذا المخلوق.
كان الرياضي الفنزويلي يجدف بقارب الكاياك عبر مضيق ماجلان، قبالة ساحل باتاغونيا في تشيلي، مع والده عندما شعر بشيء "ضربني من الخلف، واقترب مني وأغرقني".
واستطاع والده، دال، تصوير فيديو لهذه المحنة القصيرة على بعد أمتار فقط.
أدريان قال لبي بي سي "أغمضت عيني ثم فتحتهما مجدداً، وأدركت أنني داخل فم الحوت".
ويتذكر "شعرت بنسيج لزج يلامس وجهي"، ويضيف أن كل ما استطاع رؤيته كان اللونين الأزرق الداكن والأبيض.
ويقول "تساءلت عمّا يمكنني فعله إذا كان قد ابتلعني، إذ لم أعد أستطيع المقاومة لإيقافه". ويضيف "كان علي أن أفكر فيما سأفعله بعد ذلك".
لكن خلال ثوانٍ، بدأ أدريان يشعر كأنه يرتفع نحو السطح.
ويتابع أدريان "كنت خائفاً قليلاً إزاء إذا كنت سأتمكن من حبس أنفاسي، لأنني لم أكن أعرف مدى العمق الذي أنا فيه، وشعرت أن الأمر استغرق وقتاً طويلاً حتى أتمكن من النهوض". ويضيف "صعدت إلى الأعلى لمدة ثانيتين، وأخيراً وصلت إلى السطح وأدركت أنه لم يأكلني".
وعلى متن قارب كاياك قريب، كان والد أدريان، دال سيمانكاس، مندهشاً، وهو يشاهد الحدث.
وكان الثنائي قد عبرا للتو خليج إيجل، قرب ساحل بونتا أريناس، المدينة الواقعة في أقصى جنوب تشيلي، عندما سمع صوت اصطدام خلفه "عندما استدرت، لم أرَ أدريان".
وقال دال، البالغ 49 عاماً، "شعر بقلق للحظة حتى شاهدته يخرج من البحر".
وأضاف "شاهدت شيئاً ما ميّزت أنه جسم ما، فسرت على الفور بأنه على الأرجح حوت بسبب حجمه".
وثبت، دال، كاميرا في الجزء الخلفي من قاربه لتصوير الأمواج المرتفعة، والتي التقطت تجربة ابنه المذهلة.
وأثناء مشاهدة الفيديو، كان أدريان، الذي انتقل مع والده إلى تشيلي قادماً من فنزويلا منذ 7 سنوات بحثاً عن حياة أفضل، مصدوماً من رؤيته ضخامة الحوت.
وقال أدريان "لم أرَ اللحظة التي ظهر فيها ظهر الحوت، وزعانفه، بل سمعتها. هذا جعلني متوتراً". وأضاف "لكن لاحقاً، مع الفيديو، أدركت أنه ظهر أمامي بحجم ضخم لدرجة أنه ربما لو رأيته، لكان قد أخافني أكثر".
"يستحيل ابتلاعه"
وبالنسبة لأدريان فإن تجربته لا تتعلق بالنجاة فحسب، لكنه قال إنه شعر بأنه حصل على "فرصة ثانية" بعدما لفظه الحوت.
ووصف التجربة "الفريدة" في أحد أكثر الأماكن قسوةً على وجه الأرض بأنها "دعته للتأمل فيما كان يمكنه القيام به بشكل أفضل حتى تلك اللحظة، وكذلك في الطرق التي يمكنه من خلالها استثمار التجربة وتقديرها بشكل كبير"، على حد قوله.
لكن هناك سبب بسيط وراء قدرته على الهروب من الحوت بهذه السرعة، بحسب خبير في الحياة البرية.
وقال المختص في مجال الحفاظ على البيئة، البرازيلي روشيد جاكوبسون سيبا، لبي بي سي، إنه للحيتان الحدباء حناجر ضيقة "بحجم أنبوب منزلي تقريباً" مصممة لابتلاع أسماك صغيرة والروبيان.
وأضاف "جسدياً لا يمكنها ابتلاع أشياء كبيرة مثل قوارب الكاياك والإطارات وحتى الأسماك الكبيرة مثل التونة".
وفي نهاية المطاف، لفظ الحوت القارب لأنه جسدياً من المستحيل ابتلاعه، وفق سيبا.
ورجح سيبا أن الحوت ابتلع أدريان عن طريق الخطأ.
وأوضح "من المرجح أن الحوت كان يتغذى على مجموعة أسماك عندما جرف عن غير قصد القارب مع وجبته".
وقال "عندما تطفو الحيتان على السطح بسرعة أثناء التغذية، فقد تصطدم عن طريق الخطأ بالأشياء الموجودة في طريقها أو تبتلعها".
وحذر من أن المواجهة بمثابة "تذكير مهم" لتجنب استخدام ألواح التجديف أو ألواح ركوب الأمواج أو غيرها من القوارب الصامتة في مناطق تسبح فيها الحيتان عادة.
وأضاف أن القوارب المستخدمة لمشاهدة الحيتان وإجراء الأبحاث يجب أن تبقي محركاتها قيد التشغيل، لأن الضوضاء تساعد الحيتان على ملاحظة وجودها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

امرأة بريطانية تبلغ من العمر 115 عاماً تصبح أكبر معمرة في العالم
امرأة بريطانية تبلغ من العمر 115 عاماً تصبح أكبر معمرة في العالم

وكالة الصحافة المستقلة

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • وكالة الصحافة المستقلة

امرأة بريطانية تبلغ من العمر 115 عاماً تصبح أكبر معمرة في العالم

المستقلة/- أصبحت امرأة من المملكة المتحدة أكبر معمرة في العالم، بعمر 115 عامًا و252 يومًا. حققت إثيل كاترهام، المقيمة في دار رعاية في لايت ووتر، مقاطعة سري، هذا الإنجاز بعد وفاة الراهبة البرازيلية إينا كانابارو لوكاس، عن عمر ناهز 116 عامًا، يوم الأربعاء. وُلدت كاترهام في 21 أغسطس/آب 1909، وهي آخر من بقي على قيد الحياة من رعايا الملك إدوارد السابع. وصرحت، وهي تحتفل بعيد ميلادها الـ 115 في أغسطس/آب 2024، بأنها 'لا تعرف سبب كل هذه الضجة'. وأضافت أن سر طول عمرها يكمن في 'عدم الجدال مع أي شخص، فأنا أستمع وأفعل ما يحلو لي'. وقد أكدت موسوعة غينيس للأرقام القياسية ومنصة LongeviQuest، وهي قاعدة بيانات لأقدم المعمرين في العالم، الرقم القياسي الجديد. في عيد ميلادها الـ 115، تلقت السيدة كاترهام رسالة من الملك هنأها فيها على 'حدثٍ تاريخيٍّ مميز'. أعرب الملك عن 'أطيب تمنياته' و'أتمنى أن تستمتع إثيل بيومها المميز'. وأفادت الرسالة أن الملك'سُرّ بمعرفة تاريخ إثيل الشخصي الرائع'. وُلدت السيدة كاترهام في شيبتون بيلينجر، هامبشاير، ونشأت في تيدوورث القريبة في ويلتشير. كانت الطفل السابع من بين ثمانية أبناء. في سن الثامنة عشرة، عملت كمربية أطفال لدى عائلة عسكرية في الهند. عادت إلى المملكة المتحدة عام 1931 والتقت بزوجها المستقبلي، نورمان كاترهام. تزوجا في كاتدرائية سالزبوري عام 1933. ترقى السيد كاترهام إلى رتبة مقدم في الجيش، وعمل الزوجان في هونغ كونغ وجبل طارق. في هونغ كونغ، أنشأت السيدة كاترهام حضانة أطفال. شهدت غرق سفينة تايتانيك، والحرب العالمية الأولى، والثورة الروسية، والكساد الكبير، والحرب العالمية الثانية. أمضت السنوات الخمسين الماضية في مقاطعة سَري، واستمرت في قيادة السيارات حتى بلغت السابعة والتسعين من عمرها. عاشت إحدى شقيقاتها، غلاديس، حتى بلغت 104 أعوام. لديها ثلاث حفيدات وخمسة أحفاد. وقال متحدث باسم دار هولمارك ليكفيو للرعاية الفاخرة، حيث تقيم السيدة كاترهام: 'يا له من إنجاز مذهل، وشهادة حقيقية على حياة كريمة.' 'قوتكِ وروحكِ وحكمتكِ مصدر إلهام لنا جميعًا. نحتفل برحلتكِ المميزة.' تُعدّ السيدة كاترهام أيضًا من أكبر الناجين من كوفيد-19 سنًا، بعد إصابتها به عام 2020 عن عمر ناهز 110 أعوام، وفقًا لموسوعة غينيس للأرقام القياسية. وقال مارك ماكينلي، مدير الأرقام القياسية في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، لبي بي سي: 'لم تكن إثيل تطمح يومًا إلى تحطيم الأرقام القياسية. لكننا نأمل في مقابلتها قريبًا وتقديم شهادة ميلادها لها'.

طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف هولندي
طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف هولندي

شفق نيوز

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف هولندي

ألحق طفل ضرراً بلوحة للفنان الأمريكي، مارك روثكو، تُقدر بملايين الدولارات في متحف بمدينة روتردام في هولندا. وصرّح متحدث باسم متحف "بويجمانز فان بيونينغن" أن المتحف يدرس "الخطوات التالية" لترميم اللوحة المسماة "رمادي، برتقالي على كستنائي، رقم 8" لروثكو. وقال متحدث باسم المتحف لصحيفة "ألجمين داغبلاد" الهولندية المعروفة اختصاراً باسم (AD)، الأسبوع الماضي، إن الضرر وقع في "لحظة غفلة". وأضاف متحدث باسم المتحف لبي بي سي، أن الضرر "سطحي"، وتابع: "تظهر خدوش صغيرة في طبقة الطلاء غير المصقولة، في الجزء السفلي من اللوحة". وتُقدر قيمة اللوحة التجريدية بما يصل إلى 50 مليون يورو، وفقاً للصحيفة الهولندية. وقال متحدث باسم المتحف لبي بي سي: "تم البحث عن خبراء في مجال الترميم في هولندا وخارجها. ونبحث حاليا في الخطوات التالية لمعالجة اللوحة". وأضاف: "نتوقع أن يُتاح عرض العمل مرة أخرى في المستقبل". قالت صوفي مكالون، مديرة الحفظ في شركة ترميم الفنون الجميلة، إن اللوحات "غير المطلية بالورنيش الحديث" مثل لوحة روتشكو (الرمادي، البرتقالي على المارون، رقم 8) "معرضة بشكل خاص للتلف". وأضافت: "يُعزى ذلك إلى مزيج من المواد الحديثة المعقدة، وغياب طبقة طلاء تقليدية، وكثافة مساحات الألوان المسطحة، ما يجعل حتى أصغر مناطق التلف ظاهرة على الفور". وتشرح: "في هذه الحالة، يمكن أن يكون خدش طبقات الطلاء العليا له تأثير كبير على تجربة المشاهد في تذوق القطعة الفنية". كانت لوحة روتشكو معلقة في "دِيبو" المتحف - وهو منشأة تخزين مفتوحة للجمهور بجوار المتحف الرئيسي - كجزء من معرض يعرض مجموعة مختارة من "القطع المفضلة للجمهور" من مجموعة المعرض الفني. صرح جوني هيلم، في شركة بلاودن آند سميث، لخدمات ترميم الأعمال الفنية، أن للحادث تداعيات على المؤسسات البريطانية مثل متحف فيكتوريا وألبرت إيست والمتحف البريطاني، اللذين يدرسان "فتح المجال لعرض قطع كانت ستظل مخبأة في الأرشيفات لولا ذلك." وتساءل هيلم: "كيف سيؤثر هذا الحادث على المؤسسات البريطانية الأخرى، التي تُتيح عرض أعمالها بنفس الطريقة؟" وأضاف هيلم أن ترميم لوحة روثكو مهمة صعبة لأن "مزيج روثكو من الأصباغ والراتنجات (مواد صمغية) والمواد اللاصقة كان مُعقداً للغاية". وأضاف قائلاً إن حقيقة أن اللوحة غير مطليّة بالورنيش، يعني أنها "مكشوفة للبيئة المحيطة"، ما يشكل تحدياً إضافياً لفريق الترميم. ومن المرجح أن يعكف خبراء الترميم الذين يعملون على ترميم اللوحة الآن على توثيق مدى الضرر، والبحث في "المعالجات السابقة الناجحة" للوحات روثكو. وقال هيلم: "يبدو أن أعمال روثكو لم يحالفها الحظ - فهذه ليست أول لوحة لروثكو تتعرض للتلف نسمع عنها". تعرضت لوحة روثكو، "أسود على كستنائي"، التي رسمها عام 1958، للتخريب المتعمد على يد فلودزيميرز أومانيك، في معرض تيت مودرن، في لندن، في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2012. حُكم على أومانيك بالسجن لمدة عامين، ثم اعتذر لاحقاً عن أفعاله. وخلال محاكمته، قال محامي الادعاء، غريغور ماكينلي، إن تكلفة إصلاح اللوحة ستبلغ حوالي 200 ألف جنيه إسترليني. واستغرق خبراء الترميم 18 شهراً لإصلاح اللوحة. صرحت راشيل ميرتل، رئيسة قسم العملات والفنون الجميلة في شركة التأمين أون، بأن بوليصة تأمين الفنون الجميلة تغطي عادةً "جميع المخاطر المرتبطة بالخسائر المادية والضرر الذي يلحق بالأعمال الفنية، بما في ذلك الأضرار العرضية التي يسببها الأطفال أو الزوار، مع استثناءات معينة". وأضافت أنه عند تلف عمل فني، تُعيّن شركة تأمين المعرض خبيراً متخصصاً في تقدير خسائر الأعمال الفنية لزيارة المتحف. وأضافت ميرتل أن خبير تقدير الخسائر عادةً "يراجع الضرر الذي لحق بالعمل الفني، ويفحص أي تسجيلات من كاميرات المراقبة لتحديد السبب الدقيق لهذا الضرر، ويُقيّم خيارات الترميم". ولم يُعلّق المتحف على الجهة التي ستتحمل مسؤولية الضرر الذي لحق باللوحة، المرسومة عام 1960، والتي يُقال إن المعرض اشتراها في سبعينيات القرن الماضي. سبق وأن أصدر متحف بويجمانز فان بيونينغن، فواتير طالب فيها الزوار، الذين تسببوا في أضرار للأعمال الفنية المعروضة، بدفع أموال مقابل ترميمها. في عام 2011، طالب المتحف سائحاً داس دون قصد على عمل فني على الأرض من زبدة الفول السوداني، للفنان ويم تي. شيبرز، بدفع تكاليف إصلاح العمل. ونقلت صحيفة ألجمين داغبلاد، عن شارون كوهين، المتحدثة باسم المتحف آنذاك، قولها: "من الطبيعي أن يدفع الناس ثمناً إذا ألحقوا ضرراً ما بعمل فني". تُعد لوحة "رمادي، برتقالي على كستنائي، رقم 8"، لروثكو، واحدة من عدة أعمال فنية حديثة تعرضت للتلف في هولندا في السنوات الأخيرة. في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، تعرّضت عدة مطبوعات فنية لفنان البوب الأمريكي، آندي وارهول، للتلف على يد لصوص خلال محاولة سرقة معرض إم بي في الفني في مدينة أويسترفيك. وفي حادثة أخرى، أقرّت بلدية هولندية بأنها "على الأرجح" تخلصت من 46 عملاً فنياً عن طريق الخطأ، أثناء أعمال التجديد خلال العام الماضي. ولدى المتاحف سياسات مختلفة عند التعامل مع الأضرار التي يسببها الأطفال. في أغسطس/ آب من العام الماضي، حطم طفل يبلغ من العمر أربع سنوات عن طريق الخطأ جرَّة (إناء من الخزف أو الفُخار) عمرها 3500 عام في متحف هيشت في إسرائيل. في ذلك الوقت، صرّح ليهي لازلو الذي يعمل بمتحف هيشت، لبي بي سي، بأن المتحف لن يتعامل مع الحادث "بصرامة" لأن "الجرَّة تضررت عن طريق الخطأ من قبل طفل صغير". ودُعي الطفل للعودة إلى المتحف برفقة عائلته في جولة منظمة، بعد وقت قصير من وقوع الحادث.

هل صنعت لنفسك صورة مصغرة على هيئة دمية بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ هل يستحق الأمر العناء؟
هل صنعت لنفسك صورة مصغرة على هيئة دمية بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ هل يستحق الأمر العناء؟

شفق نيوز

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

هل صنعت لنفسك صورة مصغرة على هيئة دمية بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ هل يستحق الأمر العناء؟

عند تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ربما صادفت أحد الأصدقاء أو أفراد عائلتك وقد صنع لنفسه صورة مصغرة على شكل دمية بواسطة الذكاء الاصطناعي. إنه جزء من صيحة جديدة يستخدم فيه الناس أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وCopilot لإعادة صياغة أنفسهم حرفياً على شكل دمى ومجسمات صغيرة بحجم الجيب. انتشرت هذه الصيحة على الإنترنت، حيث تنخرط علامات تجارية ومؤثرون في ابتكار نسخ مصغرة عن أنفسهم. لكن البعض يحث على تجنب هذا الاستخدام الذي يبدو بريئاً، قائلين إن الخوف من أن تفوتك فرصة مثل هذه لا ينبغي أن يطغى على المخاوف، بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي للبيانات، ومقدار الطاقة التي يتم صرفها على مثل تلك التقليعات. كيف يعمل مُولّد دمى الذكاء الاصطناعي؟ قد يبدو الأمر معقداً في البداية، لكن العملية بسيطة. يقوم المستخدمون بتحميل صورهم لأي من الأدوات، مثل ChatGPT، برفقة إرشادات مكتوبة تشرح كيف يريدون أن تبدو الصورة النهائية. هذه التعليمات بالغة الأهمية. تُخبر هذه الإرشادات الذكاء الاصطناعي بكل ما يُفترض أن يتم انتاجه، بدءاً من العناصر التي يرغب المستخدم في الظهور بها، وصولا إلى نوع التغليف المناسب، بما في ذلك محاكاة شكل صندوق التغليف وطريقة كتابة العلامات التجارية الشهيرة لألعاب الأطفال، مثل باربي. هذا يشجع العديد من المستخدمين عبر الإنترنت من تجربة هذه الأدوات وتخصيصها كي تكون تتناسب معهم شخصياً، من خلال أسمائهم ووظائفهم وخيارات ملابسهم. على الرغم من أن النتيجه ليست مضمونة دوماً، إلا أن الكثيرين شاركوا بعض الأخطاء الطريفة التي ارتكبتها الأدوات، حيث لا تبدو المجسمات الصغيرة مشابهة لهم على الإطلاق. ومثل غيرها من أدوات الذكاء الاصطناعي، تميل مُولِدات الصور أيضا إلى اختلاق او افتراض أشياء، غير تلك الموجودة بالواقع، كأن تضع افتراضات حول الشكل الذي ينبغي أن يبدو عليه الشخص. ولا يقتصر استخدامها على الأشخاص العاديين - فقد استغلت مجموعة كبيرة من العلامات التجارية عبر الإنترنت هذه الفرصة، بما في ذلك شركة التجميل "ماريو باديسكو" وحتى "رويال ميل". ما سر جاذبيتها؟ تأتي الصيحات وتذهب، ولكن لطالما ما جذبت الناس لتجعلهم يشعرون بالرغبة في تجريب هذه الأدوات خوفاً من أن تفوتهم الصيحة. تقول جاسمين إنبرغ، كبيرة محللي وسائل التواصل الاجتماعي في شركة أبحاث السوق EMarketer: "يُسهل الذكاء الاصطناعي التوليدي على الناس إنشاء الصيحات ومواكبتها بشكل أسرع". تقول إن التكنولوجيا سهلت وسرَّعت إنشاء المحتوى عبر الإنترنت، ما قد يكون له تأثير غير متوقع في تسريع وتيرة انزعاج مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الآخرين منها. لكنها تعتقد أن التوجهات القائمة على الذكاء الاصطناعي ستصبح أكثر شيوعا على صفحاتنا "مع تزايد انخراط التكنولوجيا في حياتنا الرقمية". ما هي أبرز المخاوف؟ في حين أن طابعها المرح ربما يجذب الناس إليها، إلا أن هذا التوجه أثار انتقادات من بعض المهتمين بتأثيره البيئي. صرحت البروفيسورة جينا نيف من جامعة كوين ماري في لندن لبي بي سي أن ChatGPT "يستهلك طاقة هائلة"، وأن مراكز البيانات المستخدمة لتشغيله تستهلك كهرباء سنويا أكثر مما تستهلكه 117 دولة. يقول لانس أولانوف، محرر قسم الولايات المتحدة في موقع TechRadar، في مقال حول هذا التوجه: "لدينا نكتة في منزلي، مفادها أنه في كل مرة ننشئ فيها إحدى ميمات الذكاء الاصطناعي هذه، يتم قتل شجرة". ويضيف "هذه مبالغة بالطبع، لكن من الآمن أن نقول إن إنتاج محتوى الذكاء الاصطناعي ليس بلا تكلفة، وربما علينا التفكير فيه واستخدامه بشكل مختلف". كما سلط آخرون الضوء على مخاوف، بشأن احتمال استخدام البيانات المحمية بحقوق الطبع والنشر، في إنشاء التكنولوجيا التي تولد الصور دون دفع ثمنها. تقول السيدة نيف: "تمثل باربي المولدة عن طريقChatGPT تهديداً ثلاثياً لخصوصيتنا وثقافتنا وكوكبنا"، وتضيف أنه "على الرغم من أن إضفاء الطابع الشخصي قد يبدو لطيفا، إلا أن هذه الأنظمة تضع العلامات التجارية والشخصيات في خلاط دون أي مسؤولية عن أي فوضى ستنتج لاحقاً". وتتساءل جو بروميلو، مديرة قسم التواصل الاجتماعي والمؤثرين في وكالة العلاقات العامة والإبداع MSL UK: "هل تستحق النتيجة اللطيفة والمضحكة كل هذا العناء حقا؟" وتقول: "إذا أردنا استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح، فعلينا وضع ضوابط حول كيفية استخدامه بضمير يقظ". تجربة توليد دمى الذكاء الاصطناعي بدأت بالبحث عن مُوجِّه عبر الإنترنت، وهي قائمة من التعليمات التي يجب إدخالها إلى أداة الذكاء الاصطناعي حتى تتمكن من إنشاء الصورة. عليك تحميل صورة شخصية مع مُوجِّهكِ، كما يجب أن تكون مُحدداً للغاية بشأن ما تُريده، بما في ذلك قائمة بالملحقات التي تُريد تضمينها ولون العلبة المُفضل. ChatGPT عندما تعلق الأمر بتقديم مسمى وظيفتي، رُفضت محاولتي الأولى لأنني أدرجتُ أخبار بي بي سي، وقيل لي إن هذا ينتهك سياسة المحتوى - أعتقد لأن بي بي سي لا تسمح حالياً لبرنامج ChatGPT باستخدام مُخرجاته. بمجرد الحصول على صورة، من المُرجح أنك سترغب في تعديلها أكثر، كانت محاولتي الأولى أشبه بصورة لرسم متحرك. النسخة التالية، الأكثر واقعية، جعلتني أبدو أكبر سناً بكثير عن الواقع، ثم أبدو طفولية جداً، واستسلمتُ في النهاية في محاولة جعله يستخدم لون عينيّ الحقيقي، الذي ظل يعود إلى اللون الأزرق على الرغم من أن عيناي مزيج من البني والأخضر. استغرق إنشاء كل نسخة دقيقتين، وكانت العملية أبطأ مما كنتُ أرغب، ربما بسبب الإقبال عليه. بدأ الأمر يبدو وكأنه جهد كبير لمواكبة صيحة عابرة، وهو ليس متقناً تماماً، فالدمية التي حصلت كانت تخرج بعيداً عن العبوة المفترضة لها. لكن الأهم من ذلك، في مكان ما في مركز بيانات، كانت بعض خوادم الكمبيوتر المُجهّزة تعمل بجهد كبير لصنع دمية لزوي، كان من الممكن بالتأكيد توظيفها في قضايا أكثر استحقاقا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store