logo
القطاع الغابي في تونس: تحديات وأفق واعد

القطاع الغابي في تونس: تحديات وأفق واعد

تونس الرقمية٢١-٠٣-٢٠٢٥

توفر النظم الإيكولوجية للغابات التونسية العديد من المنتجات والخدمات، كما أن استغلال هذه المنتجات والخدمات يوفر بشكل مباشر أو غير مباشر دخلاً للدولة التونسية وسكان المناطق الغابية. ورغم ذلك، فإن هذه النظم البيئية مهددة باستمرار بسبب العديد من عوامل التدهور التي يضاف إليها حاليًا تأثير تغير المناخ.
تحتفل تونس على غرار سائر بلدان العالم باليوم العالمي للغابات الذّي يوافق يوم 21 مارس من كلّ سنة، وهي مناسبة تهدف إلى تعزيز الوعي العام حول أهميّة الغابات في تحقيق الاستدامة البيئيّة، باعتبارها موطنًا لملايين الكائنات الحيّة وتلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على التّنوّع البيولوجي. كما تعتبر الغابات من أهم الوسائل للتّخفيف من آثار تغير المناخ، حيث تمتص الكربون وتساهم في تحسين جودة الهواء.
ثروة وطنية
تمتلك تونس وفق بلاغ اصدرته اليوم وزارة الفلاحة والموارد المائية والصد البحري غابات متنوّعة تحتوي على أنواع نباتات محليّة، وتعتبر موطنًا للعديد من الحيوانات والنباتات النادرة. إلا أن هذه الغابات تواجه العديد من التّحدّيات مثل التّصحّر، التّوسع العمراني، والحرائق، مما يستدعي جهودًا للحفاظ عليها واستعادة ما أتلف منها.
وقد قامت تونس بعديد المبادرات الحكوميّة والمشاريع الرّامية إلى حماية الغابات في تونس وتعزيز الوعي بأهميّة المحافظة عليها.
ويمثّل الاحتفال باليوم العالمي للغابات فرصة لتشجيع الجهود لحماية الغابات في تونس وتحسين الوعي بأهميّتها البيئيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة. وشددت الوزارة في ذات السياق على اهمية تعزيز التّشجيع على المشاركة في الأنشطة التّوعويّة والمبادرات المجتمعيّة للحفاظ على هذا المورد الطّبيعي الثّمين على غرار ما تقوم به بعض الجمعيّات والنّشطاء في المجال وبعض المؤسّسات الاقتصاديّة في إطار مسؤولياتها الاجتماعيّة والبيئيّة.
اعتمادات لتثمين منتجات الغابات
لدعم جهود تثمين الثروات الغابية فانه سيتم إطلاق مشروع لاستصلاح النظم الإيكولوجية للغابات المتدهورة وسوف يتم تقييم تأثيره البيئي من حيث عزل الكربون مع خفض تراكمي للانبعاثات يبلغ حوالي 10000 جيغا طن من ثاني أكسيد الكربون خلال مدة 20 عامًا بمعدل 500 جيغا طن من ثاني أكسيد الكربون في السنة.
يمكّن المشروع من تطوير مرونة التنوع البيولوجي والحفاظ عليه بعيدًا عن التهديدات وذلك من أجل المساهمة بشكل مستدام في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد. وتقترح الإدارة العامة للغابات التابعة لوزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري هذا المشروع لدعم الدولة في إصلاح النظام البيئي لأشجار الفلين في منطقة جندوبة والصنوبر الحلبي بمنطقة القصرين من أجل استعادة الوظائف والعمليات البيئية الرئيسية لهذه النظم البيئية.
ويندرج المشروع الذي تقدر تكلفته الإجمالية بـ 360 مليون دينار، في إطار خطة تنفيذ المساهمات المحددة وطنيا. وتضمن مصالح الغابات تنفيذ برامج التدخل الوطنية السنوية، وفقًا للميزانية المتاحة، للمشاركة في تنفيذ أنشطة التنمية المختلفة (إعادة التشجير والمناطق الرعوية والتجديد وإنتاج الشتلات وفتح وصيانة مسارات الغابات وخنادق الوقاية من الحريق، وإدارة المناطق المحمية، وما إلى ذلك).
ومن المتوقع أن يبدأ المشروع في عام 2025 ليستمر تنفيذه مدة 5 سنوات تنتهي في عام 2030. وسيستفيد من المشروع 25 ألف مواطن في جندوبة و12 ألف مواطن في القصرين.
يذكر ان زخم التنّوع البيولوجي في تونس يساهم في دعم الجهود المبذولة للحد من الآثار السلبية الناتجة عن تغير المناخ. كما يمكن للنظم الطبيعية المحمية أو المستعادة امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وهي بالتالي عامل جوهري في معالجة تغير المناخ عن طريق تخزين الكربون.
علاوة على ذلك، يمكن للنظم الطبيعية مثل غابات الزان بمنطقة بالشمال الغربي، أن تساعد على حماية سالمة البيئة وسبل تحسينها، وذلك من خلال تقليل آثار تغير المناخ، بما في ذلك الفيضانات والعواصف العاتية. وتشكل غابات الزان في تونس قرابة 8 الاف هكتار بينما تقّدر المساحات الغابية التي يمتزج فيهـــا هــذا النوع النباتي (الزان) مــع أشجار الفرنان ما يناهز 22 ألف هكتار، وهي موجودة غالبًا في واليات جندوبة وباجة والكاف، بينما تشير المعلومات الى انقراض هذان النوعان من الأشجار تقريبا في والية بنزرت والوطن القبلي، وذلك بسبب التغّيرات المناخية.
ويمثل تغير المناخ والنشاط البشري تهديدا حقيقيا للتنوع الحيوي، مما يزيد من معدل انقراض الأنواع، الأمر الذي يحّد من القدرة على مكافحة التصحر، والحد من الفقر، ويهدد الأمن الغذائي. وكشفت العديد من التقارير عن تعّرض النظم البيئية في تونس إلى ضغوطات تهّدد بقاء الاف الانواع والموائل الحيوانية.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القيروان: أسعار الأضاحي بين 700 و1200 دينار
القيروان: أسعار الأضاحي بين 700 و1200 دينار

تي آن ميديا

timeمنذ 5 أيام

  • تي آن ميديا

القيروان: أسعار الأضاحي بين 700 و1200 دينار

سجّلت ولاية القيروان هذا الموسم انخفاضًا بنسبة 10% في عدد الأضاحي، ليُقدّر إجمالي الرؤوس المتوفرة بـ99,200 رأس، مقارنة بـ110 آلاف رأس خلال الموسم الفلاحي الماضي. ويُعزى هذا التراجع بالأساس إلى التغيرات المناخية، وتراجع عدد إناث الأغنام، التي أقبل الفلاحون على تربيتها بعد تحسّن المرعى إثر نزول الأمطار. وتتوزّع الأضاحي المتوفّرة بالجهة إلى حوالي 62,200 رأس من الخرفان، و27 ألف رأس من صنف 'البركوس'، و10 آلاف من نوع 'البرشني'، وفق ما أكّده رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بالقيروان، الذي أشار أيضًا إلى تسجيل نقص ملحوظ في 'البركوس'. من جهتها، طمأنت الدكتورة نزيهة الغرسلاوي، رئيسة مصلحة بدائرة الإنتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقيروان، المواطنين بخصوص الوضع الصحي للقطيع، مؤكدة أنه مستقرّ وتحت مراقبة مستمرة. كما أشارت إلى أنه سيتم تركيز نقاط مراقبة خلال فترة العيد بنقاط البيع القانونية في مختلف المعتمديات. أما بخصوص الأسعار، فهي تتراوح حاليًا بين 700 و1200 دينار داخل الأسواق الأسبوعية، فيما لم يتم بعد تحديد النقاط الرسمية المخصصة للبيع. تجدر الإشارة إلى أن ولاية القيروان تُعد من أبرز المناطق المنتجة للأضاحي في تونس، حيث تتركّز مراكز الإنتاج الرئيسية في معتمديات السبيخة، الشبيكة، بوحجلة، القيروان الجنوبية، حاجب العيون، الوسلاتية، عين جلولة، والشراردة. المصدر : موزاييك

رئيس اتحاد الفلاحة: القطيع متوفر والأسعار مرشحة للتراجع قبل عيد الأضحى
رئيس اتحاد الفلاحة: القطيع متوفر والأسعار مرشحة للتراجع قبل عيد الأضحى

تورس

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • تورس

رئيس اتحاد الفلاحة: القطيع متوفر والأسعار مرشحة للتراجع قبل عيد الأضحى

التبروري وصندوق الجوائح وفي تعليقه على الأضرار الناجمة عن نزول التبروري في بعض المناطق، أبرز بن زغدان أن ولاية الكاف كانت الأكثر تضرراً، حيث تضررت حوالي 8000 هكتار، خصوصاً في الكاف الكبرى، إلى جانب أضرار أخرى أقل حدة في ولايات القصرين والقيروان. وأكد أن صندوق الجوائح الطبيعية يعاني من صعوبات مالية كبيرة، مشيراً إلى أنه لم يتم صرف تعويضات موسم 2023 إلى حد الآن، ما أثر على استعدادات الفلاحين للموسم الحالي، خاصة في الزراعات الكبرى. وأضاف: "الاكتتاب لصندوق الجوائح أُغلق منذ جوان الماضي، لكن إلى اليوم لم يقع تفعيله بالشكل المرجو." أمطار ماي وتأثيرها على الحبوب أوضح رئيس الاتحاد أن الأمطار المتأخرة في شهر ماي لم تؤثر سلباً على موسم الحبوب، قائلاً: "بالعكس، الوضع جيد عموماً، والأسبوع القادم يُتوقع أن تمر الفترة دون أضرار تُذكر." إلا أنه أشار إلى أن بعض التأثيرات الطفيفة قد تطال القيمة السوقية للتبن والقرط نتيجة التأخير في الحصاد. استعدادات عيد الأضحى: القطيع موجود والأسعار قد تنخفض وفي ما يتعلق بعيد الأضحى، الذي يرجح فلكياً أن يوافق يوم الجمعة 6 جوان، أكد بن زغدان أن القطيع متوفر بالعدد الكافي ، مقدّراً أن عدد رؤوس الأغنام المخصصة للعيد يتجاوز 1.1 مليون رأس، في حين لا يتجاوز الطلب 900 ألف رأس. وأشار إلى أن الأسعار هذا العام مرشحة للانخفاض مقارنة بالسنة الفارطة، مستشهداً بانخفاض كلفة الأعلاف نتيجة تحسن المراعي، وعدم لجوء الفلاحين إلى التفويت المبكر في الأضاحي كما حصل في مواسم الجفاف السابقة. وقال: "السعر في السوق حالياً يراوح بين 25 دينار للكيلوغرام الحي، وقد يكون أقل حسب الوزن." ورجّح أن يتراوح سعر الخروف بين 800 دينار و1100 دينار حسب الوزن، قائلاً: "الفلاح هذه السنة احتفظ بالأضاحي، والمراعي كانت ممتازة، وبالتالي نحن متفائلون بعودة التوازن بين العرض والطلب." الجلسة الحاسمة لتحديد الأسعار كشف بن زغدان أن جلسة مرتقبة خلال الأسبوع المقبل ستُعقد بين اتحاد الفلاحة ووزارتي التجارة والفلاحة لتحديد الأسعار المرجعية للأضاحي، داعياً إلى مراعاة مصلحة الفلاح والمستهلك في آن واحد. وفي ختام مداخلته، دعا رئيس الاتحاد إلى حل المشاكل العالقة التي يعاني منها القطاع الفلاحي، وعلى رأسها دعم الإنتاج المحلي وتعويض المتضررين ومراجعة منظومة التأمين الفلاحي وصندوق الجوائح، مشدداً على أن "الفلاحة هي الأمن الغذائي والاستقرار السيادي لتونس". iframe loading=lazy src=" class=divinside scrolling=no frameborder=0 allowfullscreen=true allow=autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen=true This article for Babnet was created with the assistance of AI technology

القصرين: تقدّم أشغال إعادة التهيئة الشاملة لمركز رعاية المسنين بالقصرين بأكثر من 90 بالمائة وتوقعات بتسليمه قبل الآجال المحدّدة (مدير المركز)
القصرين: تقدّم أشغال إعادة التهيئة الشاملة لمركز رعاية المسنين بالقصرين بأكثر من 90 بالمائة وتوقعات بتسليمه قبل الآجال المحدّدة (مدير المركز)

Babnet

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • Babnet

القصرين: تقدّم أشغال إعادة التهيئة الشاملة لمركز رعاية المسنين بالقصرين بأكثر من 90 بالمائة وتوقعات بتسليمه قبل الآجال المحدّدة (مدير المركز)

بلغت أشغال مشروع إعادة تهيئة وصيانة مركز رعاية المسنين بولاية القصرين مراحل متقدمة، حيث تجاوزت نسبة الإنجاز حالياً 90 بالمائة، ومن المؤمل أن يتم تسليمه في ماي أو جوان 2025، أي قبل الآجال المحدّدة (جويلة المقبل)، وفق مدير المركز طارق الهداوي. وأوضح الهداوي، في تصريح لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، اليوم الأربعاء، أن المشروع يهدف إلى تحويل المركز، الذي أُحدث منذ سبعينات القرن الماضي، إلى دار عصرية تراعي حاجيات كبار السن، من خلال توفير مرافق متعددة ومتطورة. وأبرز أن أشغال التهيئة تشمل إنشاء جناح طبي مجهز بكافة المستلزمات، وقاعة للعلاج الطبيعي، وقاعة عزل، وفضاء ترفيهي، ومطبخ عصري مزود بغرفة تبريد، وقاعة أكل تتسع لـ60 شخصا، بالإضافة إلى قاعة استقبال للزوار، وقاعة حلاقة، مشيرا إلى أنّ طاقة استيعاب المركز بعد التهيئة ستتراوح بين 25 و30 مسنا. وأكّد، في ذات السياق، أن الدار تتطلب دعماً إضافياً من خلال توفير تجهيزات جديدة وسدّ الشغورات على مستوى الموارد البشرية حتى يتسنى تقديم الرعاية والإحاطة اللازمة لنزلائها، علما أنّ المسنين المقيمين سابقا بالدار تم توجيههم إلى مراكز مخصصة لرعاية المسنين بولايات سوسة، و سيدي بوزيد، والكاف، وقفصة، وقمرت بتونس العاصمة، ومنزل بورقيبة بولاية بنزرت . وكشف، من جهة أخرى، عن وجود برنامج آخر على المدى الطويل يتعلّق بتوسعة مركز رعاية المسنين بالجهة في الفضاء الخارجي للدار، بكلفة تقدر بـ 4 ملايين دينار من خلال إنشاء وحدات عيش للمسنين تتوفر على كافة المرافق الضرورية بطاقة استيعاب تتراوح بين 25 و30 مسنا. جدير بالذكر أن دار المسنين بالقصرين، المحدثة منذ سنة 1974 على أرض طينية، قد تم إخلاؤها من كافة نزلائها في جوان 2020 للمرة الثانية بإذن من لجنة فنية تابعة لوزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، بعد معاينة ميدانية رقابية كشفت عن وجود تصدّعات وتشققات في البناية رغم خضوعها سنتي 2018 و2019 لأشغال تقوية لأسسها المتداعية للسقوط، وإخضاع غرفها الثلاث المتداعية للسقوط إلى أشغال إعادة بناء للأسقف. وقد أوقف المقاول أشغال التهيئة الثانية بعد انطلاقها في البداية بتمويل ذاتي بسبب إشكال فني مالي تمثل في بقاء ملف الصفقة الثانية لأشغال تهيئة وصيانة مركز رعاية المسنين بالقصرين بين مراقب المصاريف ومصالح الولاية، وهو ما تسبب في تعطل الأشغال لفترة طويلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store