logo
«الشارقة للشعر النبطي» يضيء على مسيرة عوض الكتبي وزعل الغفلي

«الشارقة للشعر النبطي» يضيء على مسيرة عوض الكتبي وزعل الغفلي

البيان٠٤-٠٢-٢٠٢٥

ناقشت الندوة النقدية المصاحبة لمهرجان الشارقة للشعر النبطي مسيرة الشاعرين الإماراتيين المكرمين في الدورة التاسعة عشرة، وهما: عوض بن راشد بالسبع الكتبي، وزعل بن عبيد بن سرحان الغفلي، بورقتين نقديتين للباحثين في التراث الشعري النبطي د. فهد المعمري، ود. علي العبدان.
أقيمت الندوة في قصر الثقافة في الشارقة، بحضور عبدالله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، وبطي المظلوم مدير مجلس الحيرة الأدبي، وعدد كبير من الشعراء والمثقفين والأكاديميين والمشاركين في المهرجان.
واستعاد الباحثان مسيرة «الكتبي» و«الغفلي» من النشأة وحتى اليوم، وأضاءا على أبرز محطاتهما الشعرية التي تأثرت بالعديد من المدارس الشعرية التقليدية.
وتناولت الورقتان النقديتان أبرز موضوعات الشاعرين المكرمين وأغراضهما الشعرية المتنوّعة التي تميلُ إلى الوطنية، والغزل، والحكمة، والتدبّر في حال الإنسان.
واستهل د. فهد المعمري حديثه عن نشأة الشاعر عوض بالسبع الكتبي، مشيراً إلى أنه ولد في مدينة العين، «الغنية بالثقافة البدويّة والتي تعد موطناً للعديد من كبار شعراء الشعر النبطي في الإمارات»، وقال: إن عوض بالسبع ابن قبيلة بني كِتْب الكرام؛ التي أنجبت عدداً من الشعراء، امتداداً لتلك السلسلة من الشعراء الذين أضافوا كثيراً في عالم الشعر النبطي الإماراتي.
وأشار المعمري إلى تأثير المراحل التعليمية التي مرّ بها بالسبع والتي جعلته في القراءة والكتابة قبل أن يتحول إلى مسيرته العملية والتي بدأها في السابعة عشرة من عمره.
وعد المعمري أن تنقل عوض الكتبي بين العمل المدني والعسكري، أكسبه الكثير من العلوم والمعارف، بجانب الأصدقاء، لافتاً إلى أنه كان يميل إلى الشعراء بطبيعته الشاعرية، وكشف عن التقاء بالسبع شاعر العين الكبير الراحل محمد بن سلطان الدرمكي، إذ تجاذب الشاعران القصائد في ما بينهما، لتتوسع دائرة صداقاته لتشمل الشعراء بالدرجة الأولى.
وذكر الباحث أن الكتبي شارك في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية المخصصة للشعر النبطي، وكانت بدايته في سنة 1971 للميلاد وهو في الواحد والعشرين من عمره.
وأوضح أن شعر الكتبي كان تابعاً للمدرسة الشعرية التقليدية التي بدأت مبكراً في الإمارات، فتأثرت شاعريته بملامح هذه المدرسة التي تحمل الصفات المشتركة بين شعراء هذه الفترة، لافتاً إلى أن كتابة الأغنية الشعبية عززت من حضوره في الساحة الفنية، مبيناً أن له ديواناً جمع فيه عدداً من قصائده التي تزخر بالمفردات الشعبية التي تؤكد أنه كان ولا يزال ابن بيئته في الشعر، وأطلق على هذا الديون اسم «رايح العود».
قدّم الباحث علي العبدان ورقة بحثية عن زعل الغفلي، مشيراً إلى أن الشاعر الغفلي من شعراء الجيل الثالث للقرن العشرين، فبدأ مسيرته الشعرية في نهاية الستينيات، وشارك في ملتقيات وبرامج الشعر الشعبي ويقدّم لها، وكان أحد ضيوف مجلس شعراء الإمارات.
وقال العبدان: «اختار بعض المطربين قصائد الشاعر لتلحينها وغنائها بقالب الأغنية الشعبية الإماراتية، مثل الفنان الراحل أحمد الحرفي، وهذا يدل على تميز تلك القصائد بالإيقاع المناسب للتلحين والغناء».
وأبرز العبدان موضوعات الشاعر وأغراضه المتنوّعة، التي تميلُ إلى الوطنية، والغزل، موضحاً «هو على كل حال غرض رئيس في تقاليد الشعر الشعبيّ، وموضوع الحكمة والتدبّر في حال الإنسان، كما يحرص الشاعر على تبسيط وتسهيل لغة الشعر، وتدفق المعاني، مع الحرص على الإيجاز غير المُخِلّ، وتكثر لديه التوصيفات التي لا تحتاج إلى شرح أو توضيح».
ولفت العبدان إلى أن في لغة الشاعر زعل بن سرحان الكثير من مفردات اللهجة المحلية عربية الأصل، والتي تعود جذورها إلى الفصحى، كما أن أساليبه وتراكيبه اللغوية في قصائده مَزيجٌ بين البداوة والتحضُّر، وهو أمر جيّد في وصل الشعر النبطيّ بين الماضي والحاضر.
وتحدث الباحث عن تنوّع أوزان قصائد الغفلي، مركزاً على أن شعره بصفة عامة يدور بين أوزانٍ محدودة، قد تكون الأنسب لموضوعاته وطريقة تعبيره، منها: الردح الممدود (من بحر السريع)، الردح الواقف أو القصير (من بحر المديد)، والمسحوب، مضيفاً «كما يحرص الشاعر على توظيف الجماليات الصوتية للحروف العربية، وجرس الألفاظ، ويستعملها في تزيين وزخرفة مفردات القصائد، وكذلك في تلوين القوافي».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«طلع نضيد» يستلهم روح البادية
«طلع نضيد» يستلهم روح البادية

البيان

timeمنذ يوم واحد

  • البيان

«طلع نضيد» يستلهم روح البادية

واستلهمت قصائدها من البيئة البدوية، وقيم الأصالة، والروح الإنسانية العذبة. وتميزت بإتقانها لبحور الشعر المختلفة وانتقائها للقوافي غير المطروقة، والمفردات الأصيلة لتختار بأن يكون إصدار «طلع نضيد» باكورة أعمالها المنشورة، لتشارك جمهورها نتاج قلمها وتجربتها الشعرية. ويأتي هذا الإصدار امتداداً لرحلة طويلة قضتها الشاعرة في ميادين الشعر النبطي، لتُزهر قوافيها على أرض دولة الإمارات ذات البيئة الخصبة بالأدب والثقافة كما لاقت نصوصها صدى واسعاً في المجالس والمحافل والمهرجانات الثقافية، متأثرةً بالبيئة الإماراتية وتراثها العريق فنتج عن ذلك مزيج متفرد ذو بصمة خاصة بالشاعرة ماجدة الجراح. وأضافت: «أتوجه بعظيم الامتنان للرعاية السخية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لما يقوم به من جهود داعمة للشعر والشعراء من خلال الإصدارات السنوية والمهرجانات العديدة، مترجمة أيضاً بجهود ومبادرات دائرة الثقافة في الشارقة، وتحديداً مجلس الحيرة الأدبي، حيث تم إصدار ديواني، فلهم عظيم الشكر والامتنان». وعن الأغراض الشعرية، تقول ماجدة الجراح: إنها مرتبطة بالحالة العاطفية والنفسية للشاعر، أما مجال كتاباتي يتنقل بين الاجتماعي والعاطفي والوطني، حيث إنني أستمتع عند كتابة قصيدتي في أي من هذه المواضيع كمن ينسج قطعة من حرير ليُعلقها على عنق القمر.

مريم المعمري لـ«العين الإخبارية»: جناح الإمارات في «إكسبو أوساكا» مرآة للهوية
مريم المعمري لـ«العين الإخبارية»: جناح الإمارات في «إكسبو أوساكا» مرآة للهوية

العين الإخبارية

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • العين الإخبارية

مريم المعمري لـ«العين الإخبارية»: جناح الإمارات في «إكسبو أوساكا» مرآة للهوية

تم تحديثه الثلاثاء 2025/4/15 01:16 ص بتوقيت أبوظبي أكدت مريم المعمري، رئيسة مكتب إكسبو الإمارات، أن مشاركة دولة الإمارات في إكسبو 2025 بمدينة أوساكا اليابانية، تمثل تجسيداً حياً لرؤية دولة الإمارات ورسالتها الحضارية. وفي مقابلة أجرتها معها "العين الإخبارية" على هامش فعاليات إكسبو 2025 بمدينة أوساكا اليابانية، قالت المعمري إن جناح الإمارات يسلط الضوء على المبادرات الوطنية في مجالات محورية مثل استكشاف الفضاء، والرعاية الصحية، والتكنولوجيا المستدامة. وأوضحت أن الجناح الإماراتي لا يقتصر على استعراض الإنجازات الحديثة، بل يعكس أيضا جوهر الهوية الإماراتية وقيمها الأصيلة، من خلال مزيج إبداعي بين الحداثة والتقاليد. وقالت: "نريد أن نوضح للعالم فكرة دولة الإمارات، وعاداتها، وتقاليدها، وقيمها، من خلال هذه المبادرات التي تشكل امتداداً لمسيرتنا التنموية". وأضافت المعمري أن جناح الإمارات سيشهد تنظيم أكثر من 40 فعالية متنوعة على مدى الأشهر الستة للمعرض، تتوزع بين ثقافية وتراثية وفنية وتفاعلية، ضمن رؤية شاملة لتعزيز التواصل الحضاري، وخلق تجارب غنية لزوار الجناح. واختتمت حديثها بالإشارة إلى أن أبرز هذه الفعاليات سيكون "يوم الإمارات في إكسبو 2025"، والذي من المقرر تنظيمه في شهر سبتمبر/أيلول المقبل، ليكون محطة احتفائية تجمع بين الأصالة والتقدم في آنٍ واحد. ويضم الجناح عرضا وثائقيا خاصا، يتناول الموروث الثقافي والتقاليد المستدامة لدولة الإمارات، بالإضافة إلى مطعم إماراتي تقليدي يقدم تجارب ذوقية مستوحاة من المطبخ المحلي. aXA6IDEwNC4yNTIuMTMwLjIyMiA= جزيرة ام اند امز GB

الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم ندوة «الإمارات ملتقى الحضارة والحداثة»
الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم ندوة «الإمارات ملتقى الحضارة والحداثة»

الاتحاد

time٠٩-٠٤-٢٠٢٥

  • الاتحاد

الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم ندوة «الإمارات ملتقى الحضارة والحداثة»

أبوظبي (الاتحاد) في إطار موسمه الثقافي 2025، نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية ندوة بعنوان: «الإمارات ملتقى الحضارة والحداثة»، قدم فيها مشهداً متكاملاً لدولة الإمارات العربية المتحدة التي يلتقي فيها عبق التاريخ والتراث العريق مع التطور والحداثة ببريقها المتلألئ، فهي دولة حديثة تستند إلى تاريخ عريق حافل بالحضارات، وتتطلع إلى الريادة، وهي تعيش حياة نموذجية تتسم بالحداثة والتطوّر، وتستضيف على أرضها الطيبة أكثر من 200 جنسية من أنحاء العالم كافة. بدأت الندوة بحديث خبير التنمية البشرية الدكتور شافع النيادي، الذي قال: «إن التاريخ الحضاري للإمارات يمتد إلى آلاف السنين، وهذا ما يجعلنا نفخر بماضينا، ونبذل ما بوسعنا حتى نرسخ حضارة معاصرة، ولا سيما أننا وصلنا الفضاء، وأن الدولة تعمل على ترسيخ مكانتها لكي تصبح رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، وهي تربط بين التقدم التكنولوجي ورفاهية المجتمع. وقد سطرت قيادتنا الرشيدة إنجازات مشهودة عالمياً، فالإمارات تمتاز بما لديها من تاريخ وحضارة، وأصالة ومعاصرة، وهي تواصل مسيرة الحداثة والتطور، محققة إنجازات مادية ومعنوية في مختلف مجالات الحياة، وتتطلع إلى مزيد من الرقي والاستدامة. وتعدّ الإمارات واحة عالمية للتسامح والإخاء والتعايش السلمي، وهذا ما جعلها تحتضن أكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم يعيشون فيها بسلام. وانطلاقاً من ذلك كله، فإننا نتوجه إلى الشباب -القلب النابض لأي مشروع نهضوي والرهان الحقيقي لمواصلة الاستدامة الحضارية- لنحثّهم على اكتساب المعارف وخوض غمار البحث العلمي في مختلف المجالات، فمن واجبهم ترسيخ الهوية والحفاظ على القيم الإماراتية الأصيلة، دون الانطواء والعزلة عن العالم، وما يشهده من تطورات، وتعزيز فضيلة التسامح دون المساس بالهوية الثقافية». وحثّ النيادي الشباب على تطوير الذات، والمشاركة في المبادرات المجتمعية والتطوعية، ونشر القيم والسنع، والسلوكيات الإيجابية، وإلى جانبها الاهتمام بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة والتحول الرقمي، وما من شأنه المساهمة في تطوير الاقتصاد والتعليم والصحة وغيرها، مشيراً إلى أنه من واجب الشباب الإماراتي أن يكونوا قدوة للآخرين، وأن يكونوا حاملي لواء الحضارة والأصالة والحداثة، ومثال الشخصية الإماراتية النموذجية في إبداعهم وأفكارهم الابتكارية. وشاركت في الندوة الدكتورة أسماء المعمري، من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، حيث أكدت أن الآثار المكتشفة في أرض الإمارات، تدلّ على حضارتها الضاربة في عمق التاريخ. واستعرضت المعمري ملامح حضارة أم النار، والعصور التي مرت بها الإمارات. وأكدت المعمري أن المؤسس الباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، استطاع أن يُحدثَ نقلة نوعية بفضل رؤاه السديدة، حيث قاد نهضة مستدامة عمّت أرجاء الدولة، وبفكره الاستراتيجي استطاع تنمية الاقتصاد وتطوير البنية التحتية، حيث شهدت الدولة تطوراً في جميع المجالات، مع المحافظة على المبادئ والقيم والفضائل، وفي مقدمتها التسامح والتعايش، والتماسك والتلاحم المجتمعي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store