
إسراء الأسطل: بين الركام وأحلام بلا شهادات
إسراء، المهجّرة من السطر الغربي في خان يونس، هي واحدة من آلاف الغزيّين الذين خسروا كل شيء في الحرب الدامية التي اندلعت في السابع من أكتوبر. لكنها تحمل قصة أكثر تعقيدًا من مجرد فقدان منزل أو أوراق رسمية، إنها قصة طموح وألم وانكسار متراكم.
من الريشة إلى المشرط: مساران بين الطموح والواجب
وتقول الأسطل؛: "درست تخصصين مختلفين"، الأول كان أقرب لشغفها الفني: هندسة الديكور في كلية المجتمع، والثاني استجابة لنداء إنساني نابع من تجربة شخصية، حيث التحقت لاحقًا بدبلوم فني العمليات الجراحية في جامعة الأزهر، مستلهمة المسار من والدتها الراحلة التي توفيت بكورونا قبل أسبوع واحد فقط من تخرجها الثاني.
وتضيف الاسطل "دخلت التخصص عشان أمي"، تهمس إسراء، "كنت بدي أساعد الناس... كنت حابة أكون بمكان ينفع". ومع هذا الحلم، عملت عن بعد مع شركات خليجية، وادّخرت راتبها لشراء جهاز لابتوب حديث حتى تطور من مهاراتها وتبني سيرة ذاتية قوية تؤهلها للعمل في الميدان .
الحرب تسرق كل شيء
وتكمل:" لكن الحرب جاءت لتقلب الموازين. منزلها تعرّض للقصف، جهازها اختفى تحت الركام، وسيرتها الذاتية اختفت كما تبخّر مستقبلها المهني. لم يتبقَ لديها سوى ذكريات، ومجموعة من الرسوم التي كانت ذات يوم هواية جانبية تحوّلت لاحقًا إلى وسيلة عزاء نفسي.
وتتابع "ما ضل معي ولا وثيقة تثبت مين أنا... حتى الشهادة ما قدرت أستخرجها، لأن عليّ رسوم"، تقول إسراء، موضحة أنها رُفضت في العديد من فرص العمل بسبب عدم امتلاكها شهادة التخرج الرسمية. وكل محاولة جديدة كانت تُقابل بجملة واحدة: "نعتذر، لا يمكننا قبول الطلب دون شهادة."
عزلة بلا عنوان
اليوم، تعيش إسراء في خيمة لا تملك فيها سوى بعض الأغراض البسيطة. لا عمل، لا وثائق، لا شهادات، ولا حتى جهاز لابتوب يساعدها على إعادة بناء ما فُقد.
"بحس إني رجعت للصفر من أول وجديد"، تقولها وهي تنظر إلى السماء، دون أن تذرف دمعة واحدة. "لسا فيي نفس... بس مش عارفة من وين أبدأ".
نداء بلا صوت
قصة إسراء تشبه قصص كثيرين فقدوا في هذه الحرب ليس فقط منازلهم، بل أيضًا ملامح مستقبلهم. غياب الوثائق الرسمية، وصعوبة استرجاع الشهادات الجامعية، إضافة إلى الظروف النفسية والمعيشية الصعبة، تحوّل الشباب في غزة من طاقات إنتاجية إلى ضحايا صامتين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ ساعة واحدة
- معا الاخبارية
سارة نتنياهو ضد رئيس الأركان: قلت لزوجي إنه لا يستحق التعيين
بيت لحم- معا- أعربت زوجة رئيس الوزراء، سارة نتنياهو، عن عدم رضاها عن أداء رئيس الأركان إيال زامير، قائلة: "قلت لزوجي إنه لا ينبغي تعيينه. نشر الصحفي يارون أفراهام في القناة 12 الإسرائيلية مساء الأربعاء تصريحات لزوجة رئيس الوزراء، سارة نتنياهو ، تُعرب فيها مجددًا عن استيائها من سلوك رئيس الأركان إيال زامير . وتؤكد هذه التصريحات الادعاءات التي طُرحت قبل نحو ستة أشهر، والتي تفيد بأن زوجة رئيس الوزراء عارضت تعيين رئيس الأركان إيال زامير، بل وعارضته صراحةً وبشكل مباشر.بط يتزامن ذلك مع الهجوم الذي سنه نجل نتنياهو يائير الطبع، في تغريداته الإلكترونية ضد رئيس الأركان، حيث اتهمه بالتخطيط لانقلاب عسكري. بل إن التقارير أفادت الليلة الماضية أن رئيس الأركان ثار وتساءل عن معنى هذه الكلمات في اجتماع مجلس الوزراء. وقالت سارة نتنياهو في حديث مع مصدر مطلع: "كنت أعلم أن إيال زامير لن يصمد أمام ضغط الإعلام، فقلت لزوجي إنه لا ينبغي تعيينه". وأضافت سارة نتنياهو: "كاتس أصر على تعيينه، وليس زوجي".


معا الاخبارية
منذ 2 ساعات
- معا الاخبارية
إيران: خطة نزع سلاح حزب الله ستفشل
بيت لحم معا- قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأربعاء، إنَّ "خطة نزع سلاح حزب الله والتي أقرّتها الحكومة اللبنانية، الثلاثاء، ستفشل". وفي تصريح له، رأى عراقجي أن "سلاح حزب الله أثبت فعاليته في ساحة المعركة"، مشيراً إلى أنه "لدى الحزب الإمكانيات للدفاع عن نفسه"، وأضاف: "الخطوات المُقبلة التي سينتهجها حزب الله موجودة بيده ونحنُ نُسانده


معا الاخبارية
منذ 6 ساعات
- معا الاخبارية
أثر "طوفان الأقصى" يصل أوروبا: صدى السنوار في أسماء المواليد
بيت لحم- معا- ترك الشهيد يحيى السنوار، مهندس هجوم السابع من أكتوبر، "طوفان الأقصى" أثرا عميقا يتجاوز حدود فلسطين، ليصل صداه إلى قلب أوروبا. ففي تحول لافت، كُشف مؤخرا عن دخول اسم "يحيى" ضمن قائمة أكثر 100 اسم اختيارا للمولودين الجدد في بريطانيا لعام 2024، في دلالة على رمزية اسمه ووقعه في وجدان الكثيرين، الذين وجدوا فيه رمزا للمقاومة والثبات في وجه الظلم. سُمّي 583 طفلا وُلدوا في بريطانيا عام 2024 باسم يحيى، ليحتل بذلك المرتبة 93 في قائمة ذلك العام. وكون هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يحدث فيها هذا، في عام بدأ بعد ثلاثة أشهر من هجوم 7 أكتوبر، لا يترك مجالا للشك في أن هذه لفتة مهمة من زعيم حماس. إلى جانب اسم يحيى، الذي ظهر لأول مرة في قائمة أسماء المواليد الجدد في المملكة المتحدة عام 2024، تصدّر اسم محمد القائمة بأكملها، حيث سُمّي 5721 مولودا، وهي المرة الثانية على التوالي التي يتصدر فيها اسم محمد القائمة. كما ظهر هذا الاسم في المرتبتين الحادية والعشرين والثالثة والخمسين، بتهجئة مختلفة، على الرغم من أنه الاسم نفسه، بحسب تقرير القناة الإسرائيلية 12. في الوقت نفسه، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأخبار ولادة طفل في مستشفى بمدينة لايبزيغ الألمانية، يُدعى أيضا يحيى السنوار. ونشر المستشفى صورة للوحة في قسم الولادة كُتب عليها اسم المولود، وبجانبها ثلاثة قلوب صغيرة.