
دراما رمضان 2025.. اتهامات بالاستنساخ وإضعاف الهوية
مع انطلاق الموسم الرمضاني لعام 2025، لم تخلُ الدراما العربية من الجدل والانتقادات، حيث واجهت بعض المسلسلات اتهامات تتراوح بين السرقة الأدبية، والاستنساخ من أعمال أجنبية، والتأثير على الهوية الثقافية المحلية.
قضايا بعض المسلسلات أشعلت النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط انقسام بين المدافعين عن حرية الإبداع والمنتقدين لما وصفوه بـ«الاقتباس غير المعلن» أو «تشويه الخصوصية الثقافية».
«
الدم المشروك».. دراما مغربية بـ«نكهة مصرية»
في المغرب، أثار مسلسل «الدم المشروك» نقاشاً حاداً حول الهوية الثقافية، حيث رأى المشاهدون أنه يحمل طابعاً مصرياً واضحاً، سواءً من حيث السرد الدرامي أو الأزياء أو حتى طريقة تقديم الشخصيات، رغم استخدام اللهجة المغربية.
وتعززت الانتقادات بعد الكشف عن أن كاتبة السيناريو مصرية وهي الكاتبة هاجر إسماعيل، ما دفع البعض للتساؤل عن أزمة الإبداع المحلي في الدراما المغربية، بينما دافع المنتج عن العمل، مؤكداً أن الكاتبة تعيش في المغرب وتفهم بيئته جيداً.
ورغم الجدل، يحظى المسلسل بنسب مشاهدة مرتفعة، حيث يتناول قضايا اجتماعية حساسة مثل الصراعات العائلية والإرث، ما يجعله قريباً من الجمهور المغربي.
أخبار ذات صلة
«
بالدم».. دراما لبنانية في مواجهة اتهامات السرقة
أثار المسلسل اللبناني «بالدم» موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ عرض حلقته الأولى، حيث اتُّهمت كاتبة العمل نادين جابر بسرقة القصة من تجربة حقيقية للمرأة اللبنانية «غريتا الزغبي»، التي كشفت سابقاً عن معاناتها في البحث عن والديها «البيولوجيين» بعد اكتشافها أن العائلة التي ربتها ليست عائلتها الحقيقية.
وانتقد متابعون تحويل معاناة شخصية إلى دراما دون إذن صريح، معتبرين أن ذلك استغلال غير أخلاقي، بينما دافع آخرون عن العمل بحجة أن الدراما تستلهم من الواقع، وأن تسليط الضوء على هذه القصة قد يساعد في نشر الوعي بقضايا الهويات المفقودة.
ورغم تصاعد الجدل، لم تصدر الكاتبة نادين جابر أي تعليق رسمي، مكتفية بمشاركة التعليقات الإيجابية عبر حسابها على منصة «
X
».
الجدل حول المسلسلات الرمضانية ليس جديداً، لكنه هذا العام يأخذ طابعاً أكثر حدة، بسبب تكرار الاتهامات بالاقتباس دون تصريح.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
٢١-٠٣-٢٠٢٥
- الشرق السعودية
"بالدم".. دراما الصدمة والرهبة والمفاجآت
لطالما كانت فكرة تبديل الأطفال عند الولادة، أو في مهدهم من الموضوعات الشائعة في الأدب القصصي منذ القرن الثامن عشر، حيث شكّلت عنصراً أساسياً في الميلودراما، تلك التي تعتمد على حبكات غير متوقعة ومواقف تبدو بعيدة عن الواقع. استخدمت هذه الحبكة في العديد من الأعمال الأدبية والدرامية، مثل الأوبرا الكوميدية لـ"جيلبرت وسوليفان"، ورواية مارك توين "مأساة بودنهيد ويلسون"، كما تبنتها الدراما التلفزيونية والسينمائية في مسلسلات مثل All My Children وOne Life to Live، والفيلم الهندي "Ala Vaikunthapurramuloo"، والمسلسل التركي "قطع مكسورة"، ما يجعلها موضوعاً متكرراً في السرديات الدرامية المختلفة. اتهامات بسرقة الفكرة رغم أن هذه الفكرة ليست جديدة، إلا أن مسلسل "بالدم" اللبناني أثار جدلاً واسعاً، بعد اتهام كاتبته نادين جابر بسرقة حبكته من قصة حقيقية لامرأة لبنانية تُدعى "جريتا الزغبي"، التي اكتشفت أن العائلة التي ربتها ليست عائلتها البيولوجية، مما دفعها للبحث عن والديها الحقيقيين. الغريب أن هذه الحبكة تكررت في المسلسل المصري "بدون سابق إنذار"، حيث يكون مرض الطفل المصاب بسرطان الدم هو السبب في اكتشاف التبديل، وهي نفس النقطة المحورية في بالدم. ويتشابه هذا الطرح أيضًا مع المسلسل الأميركي Switched at Birth (1991)، الذي يستند إلى القصة الحقيقية لـ"كيمبرلي مايس" و"أرلين تويج"، حيث كشفت الفحوصات الطبية أن الطفلتين قد تم تبديلهما بعد الولادة. تدور أحداث بالدم حول المحامية "غالية سعد" (ماجي بوغصن)، التي تكتشف أثناء علاج ابنتها المصابة بالتلاسيميا أن والديها ليسا والديها البيولوجيين، مما يدفعها إلى رحلة بحث مضنية عن أصولها الحقيقية، وسط صراعات نفسية وعائلية حادة. حبكة مألوفة يأتي "بالدم" تحت إدارة المخرج فيليب أسمر، وبطولة نخبة من نجوم الدراما اللبنانية، مثل بديع أبو شقرا، باسم مغنية، ماريلين نعمان، جيسي عبدو، ووسام فارس، ورغم أن حبكته مألوفة، إلا أن التنفيذ الفني والمتابعة النفسية العميقة للشخصيات تضيف له طابعاً خاصاً. يُسلط المسلسل الضوء على التوتر العاطفي والاجتماعي الذي يحيط بالمحامية "غالية سعد"، وهي تحاول التكيف مع الحقيقة الصادمة، ممزوجًا بالخوف، والشك، والفخر، في إطار درامي مشحون يخلق حالة من الترقب المستمر. تميز سيناريو نادين جابر ببساطته في رسم الشخصيات، وهو ما أتاح للممثلين تقديم أداء متقن يبرز تعقيدات أدوارهم النفسية. كانت الشخصيات قريبة من الواقع بشكل مذهل، مما جعل المشاهد يشعر وكأنه يعيش داخل القصة، في دوامة من المشاعر المتضاربة. على سبيل المثال، تجسد "غالية سعد" شخصية رئيسية قوية، لكنها ليست بمنأى عن الضعف والتردد. وفي المقابل، يُبرز "طارق" (بديع أبو شقرا) قدرته على التكيف مع التحديات، خاصة بعد خيانته لزوجته خلال انفصالهما، مقدّماً أداءً يحمل الكثير من الألم والصراع الداخلي. أما "وليد" (باسم مغنية)، فهو شخصية تفتقر إلى الوعي الذاتي، مما يجعله عنيداً ومندفعاً، لكنه رغم ذلك مقنع في اعتقاده بصحة قراراته. ومن ناحية أخرى، ترسم علاقة "جانيت" (جوليا قصار) و"روميو" (رفيق علي أحمد) مفهوماً أوسع للخيانة، يتجاوز البعد الجسدي والعاطفي، ليصل إلى انتهاك الثقة، حيث يُبرز المسلسل أن الشك قد يكون القاتل الأول للحب. الفروق الدقيقة والظلال نجح فيليب أسمر في خلق توتر درامي متزايد، من خلال التركيز على التفاعلات بين الشخصيات وإبراز التباينات الدقيقة في مواقفهم، كما هو الحال في علاقة "تمارا" و"وليد"، التي أُعطيت عمقاً درامياً يعكس واقعية العلاقات العاطفية المركبة. كما تبرز شخصية "الدكتورة آسيا" كعامل غموض رئيسي، حيث تحمل أسراراً غير مكشوفة تضيف عنصر التشويق إلى الحبكة، مما يجعل ظهورها نذيرًا بحدوث تطورات غير متوقعة. استخدم المسلسل تقنية الـ"فلاش باك" بمهارة، حيث لم يُقدم الماضي كذكرى جامدة، بل كحالة حاضرة من دون قيود زمنية، مما أضفى أبعاداً جديدة على القصة. لم يُستخدم الفلاش باك فقط لتوضيح الأحداث، بل لخلق حالة من الإثارة والتشويق، حيث تم الكشف عن الحقائق تدريجياً، مما حافظ على عنصر المفاجأة حتى النهاية. من خلال استغلال عنصر المفاجأة والتدرج في تقديم المعلومات، يضمن فيليب أسمر إبقاء المشاهد في حالة ترقب دائم، حيث يُكشف عن الحقيقة قطعةً قطعة، بدلاً من تقديمها دفعة واحدة. يتعمد فيليب أسمر، توظيف عنصرا المفاجأة والاكتشاف لخلق دراما تشد الجمهور، بحيث يُلاقي الكشف عن الحقيقة في النهاية ردّ الفعل الإيجابي الذي ينتظره من الجمهور، إنه يكشف عن جزء من الحقيقة بدلاً من رؤيتها كاملة. "بالدم" ليس مجرد مسلسل عن تبديل الأطفال عند الولادة، بل هو دراما نفسية واجتماعية تتناول تعقيدات العلاقات الإنسانية وتأثير الصدمات العاطفية. ورغم أن حبكته قد تبدو مألوفة، إلا أن أداء الممثلين، والإخراج المتقن، والطبقات العاطفية المتشابكة تجعله تجربة درامية مشوقة ومؤثرة. * ناقدة فنية


الشرق الأوسط
٠٩-٠٣-٢٠٢٥
- الشرق الأوسط
ممثلون يتألّقون في رمضان ويتفرَّدون بالشخصية اللافتة
أسماءٌ تبرُز بالاختلاف والتجدُّد وهجران النسخ القديمة، تستوقفُ المُشاهد. في كلّ موسم رمضاني، تلمع اكتشافات. بعضٌ يُقدّم جمال الأدوار، وبعضٌ يتفرَّد بصنف الشخصية وإتقان أدائها. والمتفرّدون قوالبهم صبُّوها بخصوصية، حمَّلوها اجتهادهم، وأضافوا منهم إليها. حضورهم لا يقلّل من آخرين يؤدّون بمهارة ويُقنعون. إقناعُهم أيضاً تألُّق، لإيصالهم روح الشخصية. لكنَّ الفارق أحياناً بأصناف الأدوار وما تتطلَّبه. فالممثل الجيّد يُقدّم المطلوب المُقنع، وتحت هذه الخانة يُصنَّف كثيرون. غياب أسماء عن المذكورين أدناه ليس تقليلاً لشأن المُقتدِرين، المؤدّين أدوارهم بكلّ ما فيهم، والمميَّزين بما يُعطون. فمَن تشملهم السطور يشدّون الأنظار بنوع الدور وجمال أدائه. سينتيا كرم في صدارة المتألّقين هذا الموسم (الشركة المُنتجة) سينتيا كرم المتفوّقة في صدارة المتألّقين هذا الموسم، ومكتوبها يُقرأ من كلماته الأولى، الممثلة اللبنانية سينتيا كرم، ابنة خشبة المسرح. تُقدّم في مسلسل «بالدم» شخصية «عدلا» بكل ما تعنيه الخبرة التمثيلية. لم تنحرف مليمتراً واحداً عن سياقها. أضافت وأغنت. تطلُّ بدور خارج القوالب الجاهزة؛ تعجنه بأدواتها، وتُخرج منه ما يحلو انتظاره. ففي المسلسل (كتابة نادين جابر وإخراج فيليب أسمر)، تُقدّم القلب الكبير المقيم بجوار عقل متواضع. شخصية مُركَّبة تليق بموهبتها. مجالُها ليس فحسب ما يقوله لسانُها، وإنما أيضاً ما يُحرّك مشاعرها. تُتقن الإقناع بقسوة البساطة في عالم يضجُّ بعويل الذئاب. تلتهمها وتظنُّ الأسنان قبلة. وتنهشها وتبتسم للنهش. نرى بأمّ العين صوت تحطُّم قلبها. ونسمع الدم يسيل! مُقنعة في قَلْب الحاستَيْن، فنلمح وَقْع التشظّي ونُصغي إلى النزيف! لا مبالغة بِعدِّها نجمة رمضان، وإنْ في العادة لا يصحُّ استعجال الأحكام. على مواقع التواصل، انتشارٌ كثيفٌ لصورها وتفنُّنٌ في مديحها. الورق أنصفها، فتردُّ له جَميله. والكاميرا ميَّزتها، وتبدو بحجم التميُّز. لباسُها، شَعرها «المنكوش»، ثرثراتها الفوضوية، هوسها بالكواكب والأبراج، وقلبُها... سيطرة تامة على التفاصيل. تُبيّن أنّ الحبّ الصافي لا يمنحه أيّ كان. وحدها القلوب العظيمة تفعل. تلك التي تتجاوز الأشكال وحُكم النظرة والتعريف، ولا تدركها إلا قلّة. وسام فارس بشخصية «مروان»، وجعُها المرتَقب، وخيبتُها الكبرى، يتفوّق أيضاً. لكاريس بشار قدرة على تقديم أفضل ما في الدور (لقطة من «تحت سابع أرض») كاريس بشار... الفارق للممثلة السورية كاريس بشار قدرة على تقديم أفضل ما في الدور. تطلّ في «تحت سابع أرض» (كتابة عمر أبو سعدة وإخراج سامر البرقاوي) بشخصية تجمع المتناقضات، فتدرك كيفية خَلْق التوازن الذهبي بينها. في الأمومة تتبدَّل إلى الأم. وفي المراوغة تُراوغ. لا تكون موجاً راكداً طوال الوقت. فأحياناً تهدُر وأحياناً تطفو. وأحياناً تغنّي وتشرُد وتغمز للحبّ مُتلقّيةً إشاراته الأولى. ذِكرُ كاريس بشار يوجِبُ ذِكرَ تيم حسن (لقطة من «تحت سابع أرض») ذِكرُ كاريس بشار يوجِبُ ذِكرَ تيم حسن. في المسلسل، يُمرّران الطابة أحدهما للآخر. وكلاهما فنان في الرمي والتسديد. معاً، يرفعان العادي إلى مُنتَظر، ويُحلّيان المُشاهدة. يرفعان العادي إلى مُنتَظر ويُحلّيان المُشاهدة (لقطة من «تحت سابع أرض») هذه الفنانة تبرع في صنع الفارق والإمساك بالدور. شخصية «بلقيس» أكثر من حالة. تاجرة في سوق «البالية»، ومُزوِّرة عملة، وأمٌ، وقلب لم يُغلق بابه. شخصية حتى الآن مُنطلقة، مساحتها عريضة، وصوتها واصل. بطولتها ليست في كونها تُمثّل الدور الرئيسي، وإنما في إجادته وإعطائه كلَّها. نادين تحسين بيك خفيفة في قراءة المواقف والتفاعل معها (فيسبوك) نادين تحسين بيك وملهم بشر... بسمة الموسم في مسلسل «نسمات أيلول»، تتألّق الشخصيات. وبين المتألّقين، تبرُز الممثلة السورية نادين تحسين بيك والممثل السوري ملهم بشر. الأولى بشخصية «رلى» والثاني بدور «نورس». الجديد ليس إتقانهما المطلوب منهما، فغالباً يمتهنان الإقناع. إلحاقهما بهذه السطور مردّه حضورهما المختلف عن درامية المشهد المعتاد. فلمّا وُضعا في موقف كوميدي، أجاداه تماماً. ذلك ينطبق على صباح الجزائري أيضاً في المسلسل (كتابة علي معين صالح وإخراج رشا شربتجي). فشخصيتها تُخرجها مما قدَّمت ولم يكن أفضل الأدوار. ملهم بشر ممَن يتفرّدون في أدوارهم (فيسبوك) وإذا كان الجميع كوميدياً على طريقته، فإنّ نادين تحسين بيك خفيفة جداً في قراءة المواقف والتفاعل معها. تجيدها كأنها من طبيعتها. وإذا كان ملهم بشر يفوقها «سخرية» لكونه المُسبِّب الأول للاستهزاء والآخرون متلقّين له، فإنهما معاً يُشكّلان ثنائية من دون أي إشارة حتى الآن إلى ذلك، وانسجاماً كاريزماتياً ولو تبيَّن أنه مناكفة وشَدّ حبال. المسلسل خطوة إلى الأمام لجميع أبطاله. شخصية حلا رجب تصبغها لمسة كوميديا (الشركة المُنتجة لمسلسل «السبع») حلا رجب ونانسي خوري: دوران لافتان تطلّ الممثلة السورية حلا رجب في مسلسل «السبع»، والممثلة السورية نانسي خوري في مسلسل «البطل». من الأسماء التي يبدو أنها تُقدّم جديداً. الدَوْران يحملان لمسة. فشخصية حلا رجب تصبغها لمسة كوميديا؛ لسانُها جزء من أدائها، فتتكلّم بسرعة وتُشمِّع الخيط وتُدوزن الوتر على طريقتها. هذا الوجه المُعلَن يُخفي وجهاً آخر يجعلها شخصيتَيْن في شخصية. يبدو أنها لن تمرَّ في «السبع» (كتابة سيف رضا حامد وإخراج فادي سليم) كأنها لم تكُن. نانسي خوري من الأسماء التي يبدو أنها تُقدّم جديداً (لقطة من مسلسل «البطل») شخصية خوري على النقيض: كئيبة، منطوية (حتى الآن)، وموجوعة. إطلالتها ببحَّة الصوت في الحلقات الأولى من «البطل» (كتابة رامي كوسا وإخراج الليث حجو)، منحها نقطة إضافية. تَطوُّر الدور سيُبيّن ما هو أبعد من مجرّد الانطباعات الأولى. أعلاه خياراتٌ مما نشاهد في مسلسلات لبنان وسوريا. يبقى بسام كوسا في «البطل» وأمل عرفة في «السبع» أستاذَيْن.


عكاظ
٠٧-٠٣-٢٠٢٥
- عكاظ
دراما رمضان 2025.. اتهامات بالاستنساخ وإضعاف الهوية
مع انطلاق الموسم الرمضاني لعام 2025، لم تخلُ الدراما العربية من الجدل والانتقادات، حيث واجهت بعض المسلسلات اتهامات تتراوح بين السرقة الأدبية، والاستنساخ من أعمال أجنبية، والتأثير على الهوية الثقافية المحلية. قضايا بعض المسلسلات أشعلت النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط انقسام بين المدافعين عن حرية الإبداع والمنتقدين لما وصفوه بـ«الاقتباس غير المعلن» أو «تشويه الخصوصية الثقافية». « الدم المشروك».. دراما مغربية بـ«نكهة مصرية» في المغرب، أثار مسلسل «الدم المشروك» نقاشاً حاداً حول الهوية الثقافية، حيث رأى المشاهدون أنه يحمل طابعاً مصرياً واضحاً، سواءً من حيث السرد الدرامي أو الأزياء أو حتى طريقة تقديم الشخصيات، رغم استخدام اللهجة المغربية. وتعززت الانتقادات بعد الكشف عن أن كاتبة السيناريو مصرية وهي الكاتبة هاجر إسماعيل، ما دفع البعض للتساؤل عن أزمة الإبداع المحلي في الدراما المغربية، بينما دافع المنتج عن العمل، مؤكداً أن الكاتبة تعيش في المغرب وتفهم بيئته جيداً. ورغم الجدل، يحظى المسلسل بنسب مشاهدة مرتفعة، حيث يتناول قضايا اجتماعية حساسة مثل الصراعات العائلية والإرث، ما يجعله قريباً من الجمهور المغربي. أخبار ذات صلة « بالدم».. دراما لبنانية في مواجهة اتهامات السرقة أثار المسلسل اللبناني «بالدم» موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ عرض حلقته الأولى، حيث اتُّهمت كاتبة العمل نادين جابر بسرقة القصة من تجربة حقيقية للمرأة اللبنانية «غريتا الزغبي»، التي كشفت سابقاً عن معاناتها في البحث عن والديها «البيولوجيين» بعد اكتشافها أن العائلة التي ربتها ليست عائلتها الحقيقية. وانتقد متابعون تحويل معاناة شخصية إلى دراما دون إذن صريح، معتبرين أن ذلك استغلال غير أخلاقي، بينما دافع آخرون عن العمل بحجة أن الدراما تستلهم من الواقع، وأن تسليط الضوء على هذه القصة قد يساعد في نشر الوعي بقضايا الهويات المفقودة. ورغم تصاعد الجدل، لم تصدر الكاتبة نادين جابر أي تعليق رسمي، مكتفية بمشاركة التعليقات الإيجابية عبر حسابها على منصة « X ». الجدل حول المسلسلات الرمضانية ليس جديداً، لكنه هذا العام يأخذ طابعاً أكثر حدة، بسبب تكرار الاتهامات بالاقتباس دون تصريح.