
مؤسسة كنوز ومؤسسة الف ياء إنسان ينظمون ملتقى قادة العمل الإنساني بالعاصمة عدن
نظمت مؤسسة كنور للتراث والتنمية المستدامة ومؤسسة الف ياء انسان ملتقى قادة العمل الانساني تحت شعار كن عونا للناس دوما من أجل إطلاق حملة كن معهم الإنسانية لتعريف بمشروع أطفال يبتكرون المستقبل بحضور رئيس الملتقى الشيخ صابر النقيب وعدد كبير من من المؤسسات المجتمع المدني ممتلوا قادة العمل الإنساني بعدن
وفي حفل افتتاح الملتقى الذي بدأ بآيات من القرآن الكريم والنشيد الجنوبي وبعدها ألقى كلمة وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية الدكتور صالح محمود نقل فيها تحيات معالي الدكتور محمد سعيد الزعوري
وزير الشؤون الاجتماعية والعمل مؤكدا إلى أهمية ملتقى قادة العمل الإنساني لتعزيز خطط الاستجابة الانسانية وفق الاحتياجات والأولويات الملحة المرفوعة من الجهات المختصة وذات العلاقة.. لذا، يجب علينا تعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية، سواء كانت حكومات، منظمات غير حكومية، أو أفراد ، من أجل تحقيق الأهداف المشتركة. موصحا بان ووزارة الشؤون الاجتماعية لن تألوا جهداً في دعم مسيرة العمل الخيري والإنساني .. مشيداً بجهود المبذولة من قبل مؤسسة كنوز للتراث والتنمية المستدامة ومؤسسة الف ياء انسان على تنظيم هذا الملتقى الإنساني.
كما أعرب سعادة الشيخ صابر النقيب رئيس ملتقى قادة العمل الانساني عن خالص الشكر والتقدير إلى كل من ساهم في انجاح هذا الملتقى من أجل دعم المبادرات الانسانية في ملتقى قادة العمل الإنساني من أجل تبادل الأفكار وتحسين حياة الأفراد والمجتمعات المتضررة حول العالم. في زمن تتزايد فيه التحديات الإنسانية، من حروب وكوارث طبيعية وأزمات اقتصادية، يصبح دورنا كأفراد ومنظمات أكثر أهمية من أي وقت مضى.
واضاف الشيخ صابر النقيب إن العمل الإنساني ليس مجرد واجب، بل هو رسالة نبيلة تعكس قيم الرحمة والتعاطف التي يعتز بها مجتمعنا ، دعونا نتذكر أن كل عمل إنساني، مهما كان صغيرا ، يمكن أن يحدث فرقا كبيرا. ويجب علينا جميعاً إن نتكاتف بإحياء التراث الشعبي والمحافظة على تقاليده وأصالته العريقة، والاحتفاء والاعتزاز بكل ما خلفه لنا أباؤنا وأجدادنا.
منوها لابد أن تعزيز الوعي وتبادل المعرفة والموارد هو السبيل الأمثل للتغلب على التحديات التي نواجهها. ولنتذكر دائما أن الهدف النهائي هو تحسين حياة الإنسان، وتوفير الأمل والدعم للمحتاجين.
كما شكر، معالي الدكتور محمد سعيد الزعوري وزير الشؤون الاجتماعية والعمل والدكتور صالح محمود وكيل وزارة الشوؤن الاجتماعية على جهودهم المستمرة ومساندتهم لنا ودعمهم للعمل الإنساني والمجتمعي والخيري .. كما نشكر رئيسة مؤسسة كنوز للتراث والتنمية المستدامة الاستاذة سماح احمد محمد على تنظيم هذا الملتقى .. متمنيا ان يخرج هذا الملتقى بتوصيات للمشاركين في هذا الملتقى وتسليط الضوء على الاحتياجات الانسانية، وأن يضع نصب عينيه أولويات الاستجابة الانسانية كركيزة أساسية في مواجهة الازمات الأكثر إلحاحا والتي لا يمكن مجابهتها دون مساهمات أهل الخير القيمة.
واختتم الشيخ صابر كلمته قائلا : أن الأزمات الإنسانية اليوم تجاوزت جميع الحدود مما يفرض على المجتمع الدولي ضرورة بذل المزيد من الجهد والتعاون والتحاور والتوصل الى قرارات سريعة وفعالة للاستجابات الانسانية، والاستمرار في تقديم يد العون بطريقة أكثر فاعلية.
من جانبها قالت رئيسة مؤسسة كنوز للتراث والتنمية المستدامة الأستاذة سماح احمد محمد. كلمة عبرت فيها حول أهمية هذا الملتقى لقادة العمل الانساني من اجل تعزيز التواصل بين مختلف الجهات والمؤسسات العاملة في المجال الإنساني. .. موضحا بأن العمل الإنساني في اليمن ثقافة مجتمعية قائمة على حب العطاء والتي بنيت على أسس إنسانية، وإيماناً بأهمية المضي قدماً في النهج الإنساني الراسخ، لذا تسعى مؤسسة كنوز للتراث والتنمية المستدامة دائماً إلى دعم وتعزيز الإنسانية، والمساهمة بتخفيف المعاناة وإعانة المحتاجين والفئات الأكثر عرضة للضرر، وتلتزم بالمشاركة في مبادرات العمل الإنساني ايمانا بأن أساس العمل الإنساني هو القيمة المجتمعية المتأصلة في المجتمع الذي يعتبر العمل الخيري والإنساني أبرز سماته.
كما استعراضت الأستاذة سماح احمد رئيسة مؤسسة كنوز للتراث والتنمية المستدامة بأن المؤسسة هي غير ربحية ملتزمة بالحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز التنمية المستدامة وكذلك على بناء القدرات المحلية من خلال الشراكات مع المجتمعات المحلية والمنظمات ذات التفكير المماتل .
كما تخلل الحفل عدد من راقصات شعبية والفقرات واغاني الفنية نالت استحسان الحاضرين وكما تم عرض فيلم وثائقي عن انجازات مؤسسات المجتمع المدني في مجال العمل الانساني.
وفي ختام الملتقى تم تكريم جميع مؤسسات المجتمع المدني المشاركون في هذا الملتقى قادة العمل الانساني على جهودهم المشرفة في مجال العمل الإنساني.. مشيدا بما يقومان به من أعمال إنسانية .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ يوم واحد
- العربية
وصف العرب للعرب: نقائض أم فبركات مجهولة؟
تجادل هذه المقالة بأن معظم معاركنا العربية-العربية الكلامية على صفحات الإعلام الاجتماعي (الـ"سوشيال ميديا") هذه الأيام هي من نسج الفبركات، وأن وراءها حسابات وهمية، وأخرى مزيفة، ولعلها مخططة ومدروسة، فالوهمي يتخذ اسماً حركياً غالباً ما ينتسب للطيور وللحيوانات، الطائر الملون والأسد الهصور والغزال الشارد والسلحفاة الطائرة وهكذا... بينما تتخذ بعض الحسابات أسماء علم مثل عبدالله سعد وسعد العجمي وخالد المطيري وفهد البغدادي ومدحت المصري إلخ. لكن المتابع لا يمكن أن يلغي النقائض في التوصيف والتنميط، أي إننا ننمّط بعضنا بعضاً بمجالسنا الخاصة في الغالب، ولكن هناك من يراقب ويتابع ويدرس كيف ننظر إلى بعضنا بعضاً كمجاميع عربية بحسب التجمعات الجغرافية، فيختار من هذه التوصيفات ما يثير التراشق والغضب والحنق، بالتالي معارك على حسابات الـ"سوشيال ميديا". فأهل الخليج عند بعض العرب "الغاضبة"، على سبيل المثال، بدو متخلفون وهمج لا يفهمون، يركبون الجمال ويأكلون الضبان، بل هم أنكى من ذلك بأن وصفهم الله في القرآن الكريم بأنهم أعراب وأشد الناس كفراً ونفاقاً. لكنهم "بعين الرضا" عند عرب آخرين أهل الكرم والمروءة والشمائل العربية الحميدة، يغيثون الملهوف ويعينون المحتاج ويساندون القضايا العربية ويقدمون المساعدات النفطية والبترودولارية لكل العرب الآخرين. وزد على هذا أن نبي الإسلام واحد منهم وعندهم الحرمان الشريفان. وينظر بعض العرب إلى الفلسطينيين نظرة تعميمية سوداوية غير إنسانية بالمرة، غدارون منافقون حاقدون باعوا أرضهم ويقتتلون في ما بينهم ويتكسبون على قضيتهم. لكن المناقض لهذا التوصيف يصف مَن يقولون ذلك بالصهينة وخذلان الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، ويرى أن الفلسطينيين قدموا وما زالوا يقدمون الغالي والثمين من الأرواح والممتلكات، نضالاً من أجل تحرير أرضهم وتقرير مصيرهم. العراق مهد الحضارات البشرية ومنبع الكتابة والقوانين منذ أيام قانون حمورابي، وهو سومر وبابل وعاصمة الخلافة العربية العباسية ومحج الثقافة والعلم والفنون قروناً طويلة. لكن النقضاء العرب يسمونه أرض النفاق والشقاق وقتلة آل البيت والغدر والانقلاب والدموية البشعة ومنبع للخزعبلات والخرافات. مصر هي سبعة آلاف سنة من الحضارة الفرعونية، وهي بلد الثقافة والعلم والأزهر والتقدم وقلب العروبة النابض، منها خرج المعلمون والمثقفون والفنانون والنحاتون والرسامون والمهندسون، لكن مناقضي هذا القول يرددون ما نسب لعمرو بن العاص زوراً، "أرضها ذهب ونساؤها لعب والأمر فيها لمن غلب". ولا يرون في مصر شيئاً من الجمال ويتهمون أهلها بأبشع الصفات والأوصاف. أما ما يقوله عرب المغرب العربي عن بعضهم، فقد لا يكون صالحاً للنشر، وما يقوله السودانيون في الشمال عن السودانيين بالجنوب قول عنصري لا يليق بالقلم في هذا المقام، وهكذا، فلا تكاد توجد منطقة عربية داخل البلد الواحد إلا ولها تصنيف متناقض عند المناطق الأخرى. والحق أن هذه النقائض ليست حكراً علينا في المنطقة العربية، فكل دول العالم لديها تصنيفات وتنميط لبعضها بعضاً يصعب التطرق إليهما بشمولية في هذه المقالة، لكن ما يهم هنا هو تصنيف وتنميط العرب لبعضهم بعضاً، وهو تنميط في غالبه سيئ هذه الأيام، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي، مما قد يوحي بأن "وراء الأكمة ما وراءها". ففجأة تشتعل حرب إعلامية بين مصر والسعودية، وبين سوريا والعراق، وبين الجزائر والمغرب بل بين داخل دول الخليج نفسها وهلم جرا. وتستخدم في هذه الحروب كافة أسلحة التنميط الشامل الذي يعم ولا يخص، وكل أدوات التصنيف التعميمية على البلدان بكل شعوبها وطوائفها وأجناسها. أمر خطر أن تنجرف الناس لحروب النقائض هذه، وأخطرها جميعاً حروب الطوائف من وراء الشاشات وامتشاق لوحات المفاتيح لخوضها، فقديماً قيل، "الحرب أولها كلام". العقلاء هم مطافئ هذه الحروب، وأنجع سلاح لمقاومتها تجاهلها وتجنبها وعدم تصديق من يقف وراءها.


Independent عربية
منذ 2 أيام
- Independent عربية
وصف العرب للعرب: نقائض أم فبركات مجهولة؟
تجادل هذه المقالة بأن معظم معاركنا العربية-العربية الكلامية على صفحات الإعلام الاجتماعي (الـ"سوشيال ميديا") هذه الأيام هي من نسج الفبركات، وأن وراءها حسابات وهمية، وأخرى مزيفة، ولعلها مخططة ومدروسة، فالوهمي يتخذ اسماً حركياً غالباً ما ينتسب للطيور وللحيوانات، الطائر الملون والأسد الهصور والغزال الشارد والسلحفاة الطائرة وهكذا... بينما تتخذ بعض الحسابات أسماء علم مثل عبدالله سعد وسعد العجمي وخالد المطيري وفهد البغدادي ومدحت المصري إلخ. لكن المتابع لا يمكن أن يلغي النقائض في التوصيف والتنميط، أي إننا ننمّط بعضنا بعضاً بمجالسنا الخاصة في الغالب، ولكن هناك من يراقب ويتابع ويدرس كيف ننظر إلى بعضنا بعضاً كمجاميع عربية بحسب التجمعات الجغرافية، فيختار من هذه التوصيفات ما يثير التراشق والغضب والحنق، بالتالي معارك على حسابات الـ"سوشيال ميديا". فأهل الخليج عند بعض العرب "الغاضبة"، على سبيل المثال، بدو متخلفون وهمج لا يفهمون، يركبون الجمال ويأكلون الضبان، بل هم أنكى من ذلك بأن وصفهم الله في القرآن الكريم بأنهم أعراب وأشد الناس كفراً ونفاقاً. لكنهم "بعين الرضا" عند عرب آخرين أهل الكرم والمروءة والشمائل العربية الحميدة، يغيثون الملهوف ويعينون المحتاج ويساندون القضايا العربية ويقدمون المساعدات النفطية والبترودولارية لكل العرب الآخرين. وزد على هذا أن نبي الإسلام واحد منهم وعندهم الحرمان الشريفان. وينظر بعض العرب إلى الفلسطينيين نظرة تعميمية سوداوية غير إنسانية بالمرة، غدارون منافقون حاقدون باعوا أرضهم ويقتتلون في ما بينهم ويتكسبون على قضيتهم. لكن المناقض لهذا التوصيف يصف مَن يقولون ذلك بالصهينة وخذلان الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، ويرى أن الفلسطينيين قدموا وما زالوا يقدمون الغالي والثمين من الأرواح والممتلكات، نضالاً من أجل تحرير أرضهم وتقرير مصيرهم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) العراق مهد الحضارات البشرية ومنبع الكتابة والقوانين منذ أيام قانون حمورابي، وهو سومر وبابل وعاصمة الخلافة العربية العباسية ومحج الثقافة والعلم والفنون قروناً طويلة. لكن النقضاء العرب يسمونه أرض النفاق والشقاق وقتلة آل البيت والغدر والانقلاب والدموية البشعة ومنبع للخزعبلات والخرافات. مصر هي سبعة آلاف سنة من الحضارة الفرعونية، وهي بلد الثقافة والعلم والأزهر والتقدم وقلب العروبة النابض، منها خرج المعلمون والمثقفون والفنانون والنحاتون والرسامون والمهندسون، لكن مناقضي هذا القول يرددون ما نسب لعمرو بن العاص زوراً، "أرضها ذهب ونساؤها لعب والأمر فيها لمن غلب". ولا يرون في مصر شيئاً من الجمال ويتهمون أهلها بأبشع الصفات والأوصاف. أما ما يقوله عرب المغرب العربي عن بعضهم، فقد لا يكون صالحاً للنشر، وما يقوله السودانيون في الشمال عن السودانيين بالجنوب قول عنصري لا يليق بالقلم في هذا المقام، وهكذا، فلا تكاد توجد منطقة عربية داخل البلد الواحد إلا ولها تصنيف متناقض عند المناطق الأخرى. والحق أن هذه النقائض ليست حكراً علينا في المنطقة العربية، فكل دول العالم لديها تصنيفات وتنميط لبعضها بعضاً يصعب التطرق إليهما بشمولية في هذه المقالة، لكن ما يهم هنا هو تصنيف وتنميط العرب لبعضهم بعضاً، وهو تنميط في غالبه سيئ هذه الأيام، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي، مما قد يوحي بأن "وراء الأكمة ما وراءها". ففجأة تشتعل حرب إعلامية بين مصر والسعودية، وبين سوريا والعراق، وبين الجزائر والمغرب بل بين داخل دول الخليج نفسها وهلم جرا. وتستخدم في هذه الحروب كافة أسلحة التنميط الشامل الذي يعم ولا يخص، وكل أدوات التصنيف التعميمية على البلدان بكل شعوبها وطوائفها وأجناسها. أمر خطر أن تنجرف الناس لحروب النقائض هذه، وأخطرها جميعاً حروب الطوائف من وراء الشاشات وامتشاق لوحات المفاتيح لخوضها، فقديماً قيل، "الحرب أولها كلام". العقلاء هم مطافئ هذه الحروب، وأنجع سلاح لمقاومتها تجاهلها وتجنبها وعدم تصديق من يقف وراءها.


ميادين
منذ 4 أيام
- ميادين
محمد لحبيب ولد معزوز يكتب: "التحديات التي تواجه الأمن القومي الموريتاني"
التحدي والتهديد: فرق كبير بين التحدي والتهديد، كلاهما مبعث قلق وتخوف، كلاهما خطر على الدولة وعلى المجتمع في تماسكه وبقائه. التحدي هو الخطر المؤجل، والتهديد هو الخطر الوشيك. بلدنا تحف به المخاطر من كل جانب كأي بلد مفتوح بمساحة شاسعة وقلة في السكان، فكيف إذا كانت تعووزه الوسائل رغم سباحته على بحر من الثروات ينظر إليها الطامعون بنية مضمرة على التوثب والتعدي. الأخطار من الداخل قد لا تكون أقل ضررا على الدولة من تلك التي نرصدها من الخارج خاصة إذا كانت مدفوعة من قوى خارجية هدفها بطبعها إشعال الفتن وإضرام الثورات. سأتناول هذا العنون إن شاء الله في عدة حلقات وفي كل حلقة موضوع واحد وإن زاد فبواحد. 1- الهوية. 2- الفتنة الإنقلابية. 3- موقع العاصمة. 4- قراءة في المتغيرات الجيوسياسية. 5- المنظومة الإدارية في الميزان. 6- المنظومة التعليمية في الميزان. 7- مشكلة الهجرة بين الإحلال والاستبدال. 8- العزوف المزمن عن العمل بنظام الخدمة الوطنية. 9- الاختلال الديمغرافي ونقص السكان. 10- الفقر والتفاوت الطبقي. 11- الصحراء الغربية بين الحياد السلبي والإيجابي. 12- التصحر. 13- عناصر قوة الدولة. 1ـ الهوية: أول التحديات التي تواجه البلد في صميمه وعقر داره هو قضية انعدام الإنسجام الاجتماعي وعدم وجود نخبة تحوز على ثقة غالبية السكان التي اعتبرها المؤرخ البريطاني الكبير أرلوند اتوندي 1889ـ1975م وصاحب كتاب "موسوعة الحضارة" أنها من أسباب زوال الحضارات. إنها التحدي الأول والأخطر من بين كل التحديات التي تواجه بلدنا والتي تعود في الأساس إلى غياب إرادة سياسية وسياسة إعلامية وتربوية وإدارية فاعلة، شكلت ثغرة دخل منها الغريب والتغريب منذ قيام الدولة الوطنية. وجد الإعلام لتبليغ الناس رسالة إيجابية تنهض بهممهم من وضع إلى وضع أحسن في الوعي بخفايا الأمور، منافعها ومضارها على المجتمع والدولة، وجدت التربية لصقل الشخصية وتخليصها من شوائب الأمور اقتداء بأصلح الناس ووجدت الإدارة لتيسيير الأمور وتقريب الناس من بعضهم وتعميم الثقة في أهل الحل والعقد من خلال العدل والعدالة وبالإرادة السياسية تحسم العقد والمعاضل. الإعلام في بلدنا تعوزه الرؤية الواضحة فيما يجب تناوله من مواضيع تزيد من وعي الناس من خلال وضعهم في الصورة عن تاريخيهم الاجتماعي والديني وما يترصدهم من أخطار ومخاطر. هوية البلد هي المنطلق لكل توجه هادف جامع. هوية البلد يجب أن تكون معلومة لكل من يحمل بطاقة التعريف الوطنية ومجسدة فيه، كما هو الحال في كل بلد يقوم على أسس الشراكة والمواطنة في السنغال المجاورة من لا يتحدث الولفية لغة الأغلبية ويتقنها مشكوك في مواطنته ووطنيته. هويتنا بشقيتها الحضاري والثقافي تعني حضاريا الانتماء للإسلام عقيدة وشرعة ومنهاجا، وثقافيا الانتماء للغة القرآن العظيم تربية وتعليما وإدارة وفكرا. جميع الموريتانيين من حيث الانتماء الحضاري ينسبون للإسلام وجميعهم ينتمون ثقافيا إلى لغة القرآن العظيم بحكم انتمائهم إلى الإسلام، ما لم يكن هناك قصور في الفهم والتفقه والعزوف عن الدعوات العصبية التي نهى الإسلام نهيا قاطعا عنها لقوله صلى الله عليه وسلم "ليس منا من دعا إلى عصبية" ذلك بأنها من دعوى الجاهلية. يقينا، لا أحد يقدم لغة الإستعمار الأجنبي على لغة القرآن العظيم وهو على الإسلام ولا أحد من أهل البلد ينتمي حضاريا لغير الإسلام، فأين المشكل إذن! يبدو أن المشكل في بعض المنتفعين الذين يقتاتون على الخلافات وحتى وإن لم تكن موجودة فهي بالنسبة لهم ضالة ورأس مال واستثمار. أمضت فرنسا الاستعمارية في بلدنا قبل الاستقلال ما أمضت من عقود ولم تستطع تغيير دين فرد واحد من أبناء المرابطين. ما عجزت عنه فرنسا حضاريا حاولت بواسطة مستشرقيها ومخابراتها الحصول عليه ثقافيا. تعرف فرنسا جيدا أن استهداف لغة القرآن العظيم هو استهداف للإسلام دينا وثقافة، لذا، عملت على تغذية روح الاعتزاز لدى الشعوب العربية بلهجاتها على حساب الفصحى كونها عمود العلوم الخادمة للقرآن العظيم. لم تفلح في لبنان ولم تفلح في سوريا ولم تفلح لا في المغرب ولا في الجزائر ولا في تونس. ركزت فرنسا في حربها على لغة القرآن العظيم بعد فشلها الذريع في بلاد العرب على خط الدفاع الأول والأخير "بلاد شنقيط"، فعملت على الاستثمار في تشجيع لغات محلية مزاحمة للغة القرآن العظيم. لم تركز على السنغال مثلا ولا على مالي ولا على غينيا ولا على النيجر حتى لا تزاحم اللغة الفرنسية، ولأن الهدف ليس خدمة هذه اللهجات المحلية بقدر ما أن المستهدف هو دين الإسلام، فمتى استهدفت لغة القرآن فكأنما استهدف الإسلام دينا وثقافة. لم يكن جهاد الشيخ عثمان دان فوديو (1754ـ 1817) في بلاد الهوسا ودلتا النجير بنيجيريا المستميت ضد الإنجليز إلا لأنهم كانوا يستهدفون الإسلام أولا، ولم يكن جهاد الحاج عمر تال (1770ـ 1864م) في فوتا تورو في السنغال وفي غينيا ومالي حيث صال وجال ضد الفرنسيين إلا لأنهم كانوا يستهدفون الإسلام أولا، وهكذا خلدهما التاريخ وكانوا بمثابة النبراس لمن سار على نهجهم ودعا بدعوتهم "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" الرعد/ الآية 17. فرنسا بأياديها الخفية ومن ورائها مراكز الاشتشراق العالمية والموساد الإسرائيلي هي من تمول وتنظم الحملات على لغة القرآن العظيم وهي من تعرقل الجهود الوطنية لحسم موضوع الهوية، فرغم أن الدستور الوطني يعتبر لغة القرآن العظيم هي اللغة الرسمية إلا أن الفرنسية التي تقع في ذيل الترتيب العالمي بين اللغات اللاتينية تتسيد المشهد التعليمي الوطني على ظهر الهوية ولغة الهوية والنتيجة فشل المنظومة التعليمية الوطنية بدليل التدني الرهيب لمستوى تحصيل التلاميذ والطلاب في بلدنا رغم الذكاء المتقد لدى الأطفال والشباب. والأخطر من ذلك أن لغة الاستعمار لا تزال هي لغة الإدارة الوطنية رغم رحيله بجيوشه لأن هناك من يخدمونه في غيابه، لذا، ظلت الإدارة في واد والشعب في واد. أبناؤنا في المدارس يكرهون هذه اللغة ويمقتونها لا لشيء إلا لأنها تمثل الاستعمار بعينه ولأنها سبب في إخفاقهم المزمن في المواد المهمة التي تدرس بها. إنه الاستعمار بشكله الأبشع، الإستمعمار الثقافي الذي يتعين على أبناء المرابطين التكاتف لإزاحته عن كاهلهم والتخلص من نير العبودية لفرنسا الصليبية. كل اللغات تموت إلا لغة واحدة بإجماع علماء اللسانيات في العالم وفي الغرب قبل الشرق لأنها أصل اللغات ولأنها أم اللغات واللغة الخالدة إنها لغة القرآن العظيم أجمل اللغات، أغنى اللغات، أعذب اللغات، أبرك اللغات، خير اللغات وأفصح اللغات. المتملقون لفرنسا من بين أظهرنا والمتاجرون بأنفسهم وأوطانهم لا يهمهم الانسجام الاجتماعي بين أفراد وجموع الشعب بقدر ما يهمهم ما يدخل جيوبهم من عملات وعمولات تعودوا أن تكون رأس مال أرزاقهم وإن اشتعلت البيوتات والقرى والمدن شجارا وشحناء لأنهم يعرفون أن الانضواء تحت لواء هوية واحدة جامعة هو التجسيد الحي للانسجام الاجتماعي فاختاروا التقاطع والتنافر الاجتماعي رسالة وديدنا. لقد قطع هؤلاء صلتهم بتراث وميراث أجدادهم تزلفا لأعداء الدين. كيف لمن يفضل لغة الأجنبي ولغة الإستعمار مستعبد الشعوب على لغة القرآن العظيم على إسلامه وهي لغته بحكم كونها لغة دينه أن يتوقع أن يعامل معاملة مواطن سوي وقد انسلخ من جلده وانسلخ من دينه. الإعلام في بلدنا يوجد في منطقة رمادية لا يعرف على أي رجل يقف ولا يعرف الوقوف على رجلين بدليل تقصيره في تبليغ الرسالة الحضارية المتعينة عليه. لا يجتمع الإيمان في قلب امرء مسلم وبغض لغة القرآن العظيم. نقضيان لا يجتمعان وضدان لا يلتقيان. التفريق بين أهل الملة الواحدة تعصبا للسراب والمجهول وتحت ذريعة العصبية خروج على الجماعة والإجماع ومروق من الدين. لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها .... ولكن أحلام الرجال تضيق لم نر الإعلام الوطني أو الحر بمختلف أبواقه وقنواته ينظم ندوة يشارك فيها الشيوخ والعلماء والدعاة والوجهاء لتناول هذا الموضوع على أهميته ورغم تعينه اليوم واليوم قبل الغد نصحا للأمة وذودا عن الدين واتقاء للفتنة. للأسف، الإعلام يقدم الفن والفنانين والسمر واللهو على أوجب واجباته والنتيجة قلما تجد اليوم من يشاهد التلفزة الوطنية على راحته. في كل بلاد العرب والمسلمين تجد التعليم مقرونا بالتربية إلا في بلدنا مما يعكس تدني أهمية التربية في المناهج وما تطاول الطلاب على المعلمين وانتفاء الحشمة بين البنات إلا دليل على ذلك. في مساجد انواكشوط الكبرى تنظم مواسم رمضانية نهارية تحت عنوان محاضرات فقهية وتوجيهات طبية وتغيب التربية من العنوان، في حين أن التوجيهات التربوية أولى بالتقديم. سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مدرسة في التربية والقدوة الحسنة والخلق العظيم. لا شيء يعدل الهوية في أهميتها ولا شيء أخطر على البلد من المس بهويته دون حراك ولا شيء أدعى إلى الوهن من التهاون في حسم مسألة الهوية، لا شيء يعدل ذلك في السوء والإيذاء والمضرة، ذلك بأن أمة بلا هوية أمة بلا حاضر ولا مستقبل وبلا أمل في النهوض والتطور والارتقاء والإبداع والابتكار. أمة بلا هوية أمة مسلوبة الإرادة، مسلوبة الحرية، أمة نكرة، مطموسة الذات، مشطورة القلب والوجدان. حينما يصبح التحدي قابلا للتحول إلى تهديد بين عيشة وضحاها، للمجتمع في تماسكه وانسجامه وللدولة في بقائها فهذا نذير من النذر يحطات منه ويحترز. (يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) الآية 32/ التوبة 2 ـ الفتنة الإنقلابية: حينما يكون التنازع على الحكم بين أقلية وأغلبية إلى درجة الصراع والصدام الدموي بعيدا عن الطرق المعهودة لتداول السلطة سلميا يمكن وصف هذه الحالة بالفتنة الانقلابية. في العام 1994 حدثت إبادة جماعية في رواندا وصفت بأنها الأبشع في التاريخ المعاصر في القارة الإفريقية، بسبب التنازع على السلطة بين أقلية تمثل 14% من عدد السكان هي التوتسي المهاجرين أصلا من الحبشة وأغلبية تمثل 85% من عدد السكان هي الهوتو وهم السكان الأصليين، وكان للاستعمار البلجيكي 1916 دور في بذر وإنبات هذه الفتنة ثم اليد الخفية الفرنسية في إذكاء وإشعال الصدام كما يقول المحققون. الهوتو مزارعون معتقداتهم إفريقية وثنية وإن كانت من بينهم أقليتان مسلمة ومسيحية مارسوا فلاحة الأرض كابرا عن كابر. التوتسي يمارسون الرعي وتربية المواشي خاصة الأبقار مسيحيون كاثوليك وبفضل ثرائهم وقربهم من المستعمر بحكم الديانة المشتركة كانت لهم اليد العليا في الوظائف والمنح الدراسية. فرق الإستعمار البلجيكي بين القبيلتين في الحظوة انطلاقا من سياسة فرق تسد، فاعتبر التوتسي عرقا متفوقا على الهوتو فولد ذلك شعورا من الاستياء والضغينة لدى الهوتو حيال من كانت لهم بلجيكا راعية وحامية. وفي العام 1959 كان السخط قد بلغ مبلغه فحدثت فتنة راح ضحيتها من التوتسي 20 ألف قتيل ألقي الكثير منهم في النيل وقاتلوهم يصيحون عودوا إلى أثيوبيا من حيث جئتم. فر الكثير من التوتسي إلى البلدان المجاورة بروندي ويوغندا خاصة. بعد ذلك بسنين تشكلت الجبهة الرواندية بقيادة بول كاغامي وكان هدفهم الإطاحة بالرئيس هابياريما وضم الساخطين من حكمه من الهوتو إلى صفوفهم فاستغل الرئيس هذا الوضع المتوتر الذي تخللته هجمات مميتة على الجيش داخل رواندا لتعبئة الشعب وخاصة الهوتو من خلال خطاب مشحون بمغازي وإيحاءات هي للحرب أقرب، والحرب أولها كلام والنار أولها دخان. اتهم التوتسي في الأثناء داخل البلاد صراحة بأنهم متعاونون مع الجبهة الوطنية المتمردة التوتسية. في العام 1993 وبعد أشهر من المفاوضات وقع اتفاق سلام بين الرئيس والجبهة الوطنية وكان هشا حيث تواصلت أعمال العنف على الحدود وضد قوات الجيش، وما إن أسقطت طائرة الرئيس يوم 6 أبريل 1994 فوق مطار كيغالي حيث لقي الرئيس حتفه حتى كان السيل قد بلغ الزبى وكان السيف قد سبق العذل. في 7 أبريل 1994 بدأت الإبادة الجماعية في رواندا وحتى منتصف شهر يوليو من نفس العام، حيث شن الهوتو الغاضبون أعمال عنف وحشية في حق التوتسي بدأت من العاصمة وانتشرت في كافة أرجاء البلاد لمدة 100 يوم متواصلة راح ضحيتها ثمانمائة ألف روادني من كلا الجانبين وإن كان أكثر الضحايا من التوتسي والبعض يرفع الرقم إلى أكثر من مليون. لقد كان لإسقاط الطائرة الرئاسية بصاروخ أرض جو فوق مطار كيغالي ومقتل الرئيس الهوتي الشرارة التي أشعلت الفتنة الدموية حيث اتهم التوتسي بإسقاطها واتجهت الأصابع إلى زعيم التوتسي بول كاغامي الرئيس الحالي ومعاونوه. خلال الإبادة الجماعية قتل الجيران جيرانهم كما قتل بعض الأزواج زواجتهم من التوتسي بحجة أنهم سوف يقتلون إن لم يفعلوا. التحقيقات في أسباب ما حدث أثبتت أن اليد الخفية الفرنسية كانت ضالعة في تحريض البعض على البعض بل وأكثر من ذلك. الخلاصة: قد تتشابه أحداث التاريخ وإن اختلفت الأماكن والأزمان وتظل الدروس المستفادة منها عبرة لمن يعتبر ودرسا لمن يعي ويتعظ، غير أن التاريخ علمنا أن الإفساد في الأرض شيمة المفسدين ودعاة الحرب والحرابة بعدوا أم قربوا. السؤال المطروح، هل الحل على الطريقة الرواندية الذي انتهى بتسلم أقلية انقلابية للحكم في البلاد هو الحل الأمثل،أم هي النار تحت الرماد. السؤال الأخير، هل السيناريو الرواندي قابل للتكرار في بلدان أفريقية أخرى؟ لسان حال المستعمر يقول لو عاد بنا الزمن لما غادرنا القارة أصلا، أما زمننا هذا فهو زمن تدوير المخلفات والخلافات لمن لا يعلم. وصل الله وسلم على سيدنا محمد الذي وأد الفتن وأرسى القيم ورفع الهمم وأتم الله على يديه الآيات والسنن وجاهد في الله حق جهادة حتى أتاه اليقين. انواكشوط بتاريخ 18 ذو القعدة 1446 هـ الموافق 16 مايو 2025م *ـ عقيد متقاعد من مواليد مدينة أطار الموريتانية المؤهلات العلمية: باكلوريا وطنية ليسانس حضارة وإعلام ـ المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية بكالوريوس علوم عسكرية ـ جامعة مؤتة الأردنية ماجستير علوم عسكرية وإدارية ـ جامعة مؤتة الأردنية ماجستير علوم إستراتيجية ـ أكاديمية ناصر العسكرية العليا ـ مصر 2