
إنها القراءة
يا لجمال كلمة (ٱقرَأ) جاءت للعالم كله، هذه الكلمة القرآنية العظيمة التي تحمل الكثير من المعاني، أنزلت على خير البشر محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم. فالكلمة مكونة من أربعة أحرف ترسم الطريق الصحيح وبوضوح للفرد والمجتمع، بل وللإنسانية عامة كيف ينطلق الجميع إذا تمكنوا من قيمة القراءة وعاشوا معها، وما كلمة (ٱقرَأ) إلاّ دليل على مكانتها في ديننا وحضارتنا الممتدة طوال القرون الماضية وما زالت حية لها منزلتها ومكانتها وعظيم شرفها. ألا تعلم أخي القارئ أن أول معركة في الإسلام غزوة بدر يوم أن أسر في المعركة من الكافرين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلّموا من أبناء المسلمين القراءة والكتابة حتى يفك أسرهم ويرجعوا إلى قومهم، ألا له من مشهد عملي حضاري علمه القائد لنا صلى الله عليه وسلم، وأراد أن يكون له قيمة ومساحة في حياة أمتنا. إنها القراءة والكتابة!.
ويطل علينا معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته 34 بشعار له الكثير من الدلالات «من النقش إلى الكتابة»، وهو دليل على ما زال الكتاب حاضراً بيننا والقراءة كذلك. قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله في كتابه النفيس: (صيد الخاطر) «وإني أخبر عن حالي! ما أشبع عن مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتاباً لم أقرأه فكأنى وقعت على كنز...». وقال عباس العقاد رحمه الله «يقول لك المرشدون: اقرأ ما ينفعك، ولكنى أقول: بل انتفع بما تقرأ». انطلق إلى معرض الكتاب في أيامه فستجد فيها أقلام الكبار معروضة عليك، وما لك إلاّ أن تختار ما يفرحك وينهض بك إلى مساحات الحياة الواعية.
ومن مشاهد الكبار مع قيمة القراءة ما يلفت الانتباه، كيف كان القوم رحمهم الله مع الكتاب محبة وشدة حرص وتعلق، ومن لا تحركه مشاهد الكبار مع القراءة والكتاب فهو يتيم لا أنيس له!. فمن هذه المشاهد المبهجة والمحفزة على قيمة القراءة واقتناء الكتب والعيش معها:-
كان أبو بكر الخياط النحوي رحمه الله «يدرس في جميع أوقاته حتى في الطريق، وكان ربما سقط في جرف أو خبطته دابة». وأما الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله يُكثر الجلوس في بيته، فقيل له ألا تستوحش؟ فقال: كيف أستوحشُ وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه» يعني النظر في الكتب. وأما أبو عثمان عمرو المعروف بالجاحظ رحمه الله إذا وقع في يده كتاب قرأه من أوله إلى آخره. وجاء في الدرر الكامنة لابن حجر رحمه الله «أن شافع بن علي العسقلاني كان كفيفا ومغرماً بجمع الكتب، حتى إنه من شدة حبها إذا لمس كتاباً منها يقول هذا الكتاب قد ملكته في الوقت الفلاني، وإذا طلب منه شيء منها قام إلى خزانة كتبه فتناوله كما وضعه فيه». وأما أديب الفقهاء وفقيه الأدباء الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله يقول «استعرت من مكتبة ندوة العلماء كتباً منها تاريخ الخلفاء للأمام السيوطي رحمه الله، وأنا مولع بهذا الكتاب، وقد قرأته مرات كثيرة». ألا ما أجمل هذه المشاهد وغيرها الكثير فالله درهم وجميل صنعهم!.
ولا تلتفت أبداً إلى من يقول لك ماذا ستفعل بك القراءة، ولا من يبعث إليك رسائل التشاؤم والسلبية ما فائدة ما تقرأه؟!. مسكين هذا وذاك، محروم من البناء العقلي وبناء المشاعر وبناء الأمل والفأل!. والله المستعان!.
يا أهل التعليم مكنوا طلابنا-خاصة في المراحل الأولى الابتدائية- من قيمة القراءة والتعلق بالكتاب، ليصبح معهم في مسيرة حياتهم لا تنقطع، ففي ذلك الخير الكثير!. ولنصنع لهم من القراءة وصحبة كتاب ما يبلغهم معالي الأمور والبعد عن التوافه!. وصدق الجاحظ رحمه الله في قوله:
أوفى صديقٍ إنْ خلوتُ كتابي ألهُو بهِ إنْ خانني أصحابي
لا مُفشياً سرّاً إذا أودَعْتُهُ وأفوزُ منهُ بحكمةٍ وصوابِ
«ومضة»
جاء عن مصطفى الرافعي رحمه الله «إذا رأيت كتاباً يُثير فيك شهية القراءة فاحتضنه كأنك وجدت كنزاً، فإن الكتاب صديق لا يُخذلك أبداً.» إنها متعة القراءة وجمال الكتاب فكونوا من أهل القراءة وصحبة كتاب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الشرق
منذ 14 ساعات
- صحيفة الشرق
وزيرة التربية والتعليم تزور مصور "الجزيرة" فادي الوحيدي بالمستشفى
محليات 110 A+ A- الدوحة – موقع الشرق زارت سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، مصور قناة الجزيرة في قطاع غزة فادي الوحيدي، الذي يباشر علاجه حالياً في قطر. وقال الوحيدي – على حسابه بمنصة إكس – "تشرفت بزيارة سعادة الوزيرة لولوة الخاطر والكاتب أدهم شرقاوي للاطمئنان على صحتي". وفي مارس الماضي، وصل الوحيدي إلى الدوحة للعلاج، قائلاً: "بحمد الله، وصلتُ إلى الدوحة بعد معاناة طويلة إثر إصابتي برصاصة قناص إسرائيلي". وأضاف: "أتوجه بجزيل الشكر إلى سعادة لولوة الخاطر وإدارة قناة الجزيرة والزملاء الأعزاء، الذين حرصوا منذ اللحظة الأولى على متابعة حالتي الصحية وتسهيل إجراءات سفري للعلاج في الخارج، ولم يدخروا جهدًا في التواصل والمتابعة وتذليل العقبات". وتابع: "أسأل الله الشفاء العاجل وأن يهون عليّ هذا المصاب، ولا تنسوني من خالص دعواتكم". وأصيب الوحيدي في 9 أكتوبر 2024 بشمال قطاع غزة بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار عليه بشكل مباشر، إذ اخترقت رصاصة رقبة الوحيدي، مما أدى إلى إصابته وتدهور حالته الصحية. مساحة إعلانية


صحيفة الشرق
منذ يوم واحد
- صحيفة الشرق
بعد تعرضه للتنمر.. غانم المفتاح: لا أملك ساقين لكن قلبي لا يخاف ولم أنشر فيديو القرش لأجل الترند
محليات 146 غانم المفتاح يسبح مع قرش الحوت الدوحة - موقع الشرق أكد بطلنا غانم المفتاح أن الهدف من نشره مقطع الفيديو الذي يسبحه فيه بالقرب مع قرش الحوت قبل أيام وحقق ملايين المشاهدات هو توثيق التجرية وتسليط الضوء على هذا الكنر الموجود في قطر، وليس لاجل الترند والحصول على مشاهدات. ونشر المفتاح قبل أيام فيديو وهو يقفز في البحر ويسبح مع قرش الحوت معلقا عليه: انتظرت سنة كاملة علشان هاللحظة.. وكانت تستاهل كل الانتظار. ورد المفتاح على بعض التعليقات التي وصفها بالموجعة المليئة بالتنمر، قائلاً: ربما لا أملك ساقين لكنني أملك ما هو أعظم قلبا لا يخاف وروحا لا تستسلم سبحت مع الحوت القرش وكنت وجها لوجه مع واحد من أعظم مخلوقات الله في أعماق البحر كانت تلك اللحظة من أجمل التجارب في حياتي شعرت أنني لا أحتاج قدمي كي أعيش المغامرة بل أحتاج فقط إلى إيمان وشجاعة وقلب يحب الحياة. وأضاف المفتاح: وثقت التجربة بكل فخر ونشرتها لا لأبهر أحدا بل لأشارك رسالة أن الإعاقة ليست في الجسد بل في الاستسلام حققت ملايين المشاهدات ووصلت التجربة إلى كل مكان لكن مع كل إعجاب جاءت تعليقات موجعة مليئة بالتنمر ولمن أساء أقول ديننا أوصانا بالكلمة الطيبة وبألا نقلل من أحد وقد علمني ربي أن الرد لا يكون بالشتائم بل بالأخلاق. وتابع المفتاح: أنا لم أنشر الفيديو لأجل الترند بل لألقي الضوء على كنز موجود في بلادي الغالية قطر الحوت القرش يزور سواحلنا سنويا لعدة أشهر وتلك نعمة وسياحة وفرصة فريدة علينا أن نظهرها للعالم مساحة إعلانية


صحيفة الشرق
منذ يوم واحد
- صحيفة الشرق
وأسدل الستار على النسخة 34 لمعرض الكتاب
666 نعم.. وأسدل الستار على معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته 34 «من النقش إلى الكتابة»، حيث كان فضاءً واسعاً فكرياً وثقافياً، فتشوّق إلى نسخته القادمة 35 بإذن الله. ويكون في أبهى حلة جديدة ومبادرات جديدة مبتكرة في عرض الكتب. فهذا المعرض وما يأتي من معارض للكتاب في قادم الأيام يسجل منجزاً حضارياً لدولة قطر - حفظها الله، ويجسد صورة مشرقة ومشرفة، في أن دولتنا تشجع على قيمة القراءة وتولي الاهتمام بالكتاب وتعزيز قيمته بين أفراد المجمتع بمختلف أعماره، فشكراً لكل المؤسسات وخاصة التربوية التعليمية التي تمكّن طلابنا من القراءة قوة وجمالاً، وتعزيزا لقيمة الكتاب لديهم بمختلف المراحل التعليمية في الميدان التربوي التعليمي المدرسي. ويؤكد الجميع بلا استثناء على أن الكتاب والقراءة يحققان البناء التربوي والتعليمي والفكري والثقافي في نفوس فئات المجتمع، ولهما أثرهما المستدام الحي في التنمية الحضارية ذات البناء الإيجابي الفاعل، وتحقق كذلك أحد مرتكزات رؤية قطر 2030. فلنطلق مناشط وبرامج ابتكارية إبداعية عملية طوال العام في كل مؤسسات الدولة، تحفز على القراءة والاهتمام بالكتاب، فمؤسساتنا قادرة بإذن الله على تحقيق ذلك واقعاً. فهل سنرى ما يفرح الجميع ونأتي على مشاهد الجمال في مجتمعنا!. فهي من أمتع المشاهد على الإطلاق حين يقرأ ويسير مع الكتاب. وسيبقى معرض الكتاب الذي يقام هنا وهناك هو سيد وأيقونة المعارض أياً كان نوعها والمجالات التي تقام من أجلها. وسيبقى الكتاب الورقي بجمال عرضه وروعة مؤلفيه الكبار أصحاب القيم والمبادئ والثوابت، ناشري الخير والفكر في المجتمع والأمة بل والإنسانية الذي يبني ولا يهدم، وكاتبي الروايات التي تنهض وتثبت المبادئ والقيم لا الروايات الهابطة المبتذلة. وستظل كلمة ((اقْرَأْ)) هي الكلمة الأولى الحية في مجتمعنا وأمتنا والإنسانية لها من الاهتمام والرعاية، ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)) فيها من الأفراح والمباهج في حاضرنا وقادم الأيام. وسيبقى الكتاب أمتع شيء لك، هو الأنيس إذا غاب عنك الأحباب، وهو القريب إذا ابتعد من حولك وانشغلوا عنك، وهو الصديق المقرب إذا قطعك من كنتَ تصادقهم، وقد أتى أبو عثمان الجاحظ رحمه الله على هذا المعنى فقال «ولا أعلم رفيقاً أطوع ولا معلماً أخضع ولا صاحباً أظهر كفايةً ولا أقل جنايةً ولا أكثر أعجوبةً وتصرفاً ولا أقل تصلفاً وتكلفاً من كتاب». وصدق المتنبي حين وصف الكتاب بأنه خير صاحب: أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ وأخيراً.. سيبقى كتاب ربنا سبحانه وتعالى القرآن الكريم هو أغلى صاحب وأعلى منزلة، فلا تنسَ صحبته في كل يوم ووردك اليومي منه، فهو زادك، وهو راحة لك واطمئنان لقلبك، ونور لعقلك ومسيرتك في مساحات الحياة وحركتك فيها. قال الإمام الشاطبي رحمه الله:- وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَوْثَقُ شَافِعٍ وَأَغْنَى غَنَاءٍ وَاهِبًا مُتَفَضِّلًا وَخَيْرُ جَلِيسٍ لَا يُمَلُّ حَدِيثُهُ وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلًا «ومضة» وستبقى أجمل هدية تُهدى الكتاب يبقى، أكثر من جمال الورد المتعدد ألوانه يُهدى ثم يُرمى!. فهنيئاً لمن كان الكتاب صاحبه!. مساحة إعلانية