
المغرب يواصل جلب الاستثمارات رغم التحديات الجيوسياسية(تقرير)
وجاء ذلك في سياق إقليمي اتسم بتراجع ملحوظ في إجمالي رؤوس الأموال الموجهة للمنطقة بنسبة 40.7 في المائة، حيث كان التراجع أشد في إفريقيا (-48.7 في المائة) مقارنة بالشرق الأوسط (-36.7 في المائة).
وتصدر المشهد الإقليمي من حيث عدد المشاريع كل من الإمارات العربية المتحدة التي جذبت 1325 مشروعًا جديدًا بزيادة 2.3 في المائة، تلتها المملكة العربية السعودية بـ364 مشروعًا بزيادة 1.1 في المائة، ثم جنوب إفريقيا بـ149 مشروعًا بزيادة 2.8 في المائة، فيما حلت مصر في المركز الرابع بـ139 مشروعًا بنمو 3.7 في المائة.
وسجلت قطر أداء لافتًا بحصدها 122 مشروعًا بزيادة قوية بلغت 40.2 في المائة، لتأتي قبل المغرب الذي حافظ على موقعه متقدمًا على سلطنة عمان التي سجلت 39 مشروعًا بزيادة 5.4 في المائة، والبحرين بـ31 مشروعًا بزيادة 19.2 في المائة.
وعكست هذه الأرقام تغيرات في سلوك المستثمرين الدوليين، إذ اتجهت الشركات إلى تقليص حجم الاستثمارات الفردية رغم استمرار النشاط من حيث عدد المشاريع، وهو ما يظهر جليًا على المستوى العالمي حيث تم الإعلان عن أكثر من 17 ألف مشروع استثمار أجنبي مباشر خلال 2024 بقيمة إجمالية تقدر بـ1.291 تريليون دولار، مسجلة زيادة طفيفة في عدد المشاريع بنسبة 0.82 في المائة مقارنة بالعام السابق، مقابل انخفاض في القيمة الإجمالية للاستثمارات بنسبة 6.1 في المائة عن المستوى القياسي المسجل في 2023.
كما أبرز التقرير أن هذا الأداء يأتي في ظل بيئة استثمارية عالمية مضطربة، تجمع بين استقرار نسبي في أعداد المشاريع المعلنة وتراجع في رؤوس الأموال الملتزم بها، وهو ما يضع المغرب أمام تحدي تعظيم القيمة المضافة لهذه الاستثمارات عبر التركيز على المشاريع عالية التأثير في خلق فرص العمل ونقل التكنولوجيا، مع الحفاظ على عوامل الجذب التي مكنته من الثبات وسط منافسة إقليمية قوية وظروف اقتصادية وجيوسياسية متقلبة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأيام
منذ ساعة واحدة
- الأيام
فشل صفقة إسبانية-أمريكية..هل يختل التوازن العسكري الإقليمي لصالح المغرب؟
فشل صفقة طائرات F-35… هل يختل التوازن العسكري الإقليمي لصالح المغرب؟ في تطور لافت قد يعيد رسم بعض ملامح التوازن العسكري في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط، كشفت صحيفة 'الباييس' الإسبانية، نقلًا عن مصادر حكومية لم تُسمّها، أن مدريد قررت تعليق خطط شراء مقاتلات 'F-35' الأمريكية المتطورة من شركة 'لوكهيد مارتن'، رغم تخصيص مبلغ ضخم لها في موازنة 2023 بلغ 6.25 مليار يورو (نحو 7.24 مليار دولار). وبحسب المصدر، فإن قرار الحكومة الإسبانية بالتوجه لإنفاق الجزء الأكبر من الميزانية الدفاعية الإضافية لعام 2025، البالغة 10.5 مليار يورو، داخل أوروبا، جعل من المستبعد شراء هذه الطائرات الأمريكية، في خطوة تُقرأ في إطار توجّه أوروبي لتقليل الاعتماد على التكنولوجيا العسكرية الأمريكية لصالح الصناعات الدفاعية الأوروبية. لكن هذا القرار الإسباني لا يُمكن قراءته بمعزل عن السياق الإقليمي، وتحديدًا سباق التسلح المتصاعد بين المغرب وإسبانيا، البلدين الجارين اللذين يتنافسان على النفوذ الاستراتيجي في مضيق جبل طارق والمنطقة المغاربية عمومًا. فشل صفقة الـF-35 يأتي في وقت حرج، إذ إن المغرب يُواصل تعزيز ترسانته العسكرية بوتيرة متسارعة، وبعقود تسليح نوعية، أبرزها صفقة مبرمة مع الولايات المتحدة لاقتناء مقاتلات من طراز F-16 Viper، وهي من بين الأحدث في فئتها، إلى جانب نظام الدفاع الجوي 'باتريوت'، وأنظمة مراقبة واستطلاع متطورة، وتوجهات مستقبلية لاقتناء طائرات بدون طيار هجومية ومنظومات سيبرانية متقدمة. وفي ظل هذا السباق، كانت صفقة الـF-35 ستمثل لإسبانيا نقلة نوعية تعيد لها التفوق الجوي الإقليمي، نظرًا لما تتمتع به هذه الطائرات من قدرات شبحية، وتكنولوجيا رصد وقتال إلكتروني متقدمة. غياب هذه الورقة من ترسانة مدريد المستقبلية، في الوقت الراهن على الأقل، قد يفسح المجال لتفوق جوي نوعي مؤقت لصالح المغرب، خاصة إن استطاع استكمال خططه لاقتناء تقنيات جوية مماثلة أو تعزيز شبكته الدفاعية الأمريكية الصنع. إضافة إلى البعد الثنائي المغربي-الإسباني، يعكس القرار الإسباني أيضًا توترًا ضمنيًا بين الالتزامات الأوروبية والاحتياجات الأمنية الوطنية. فمدريد تبدو مُلزمة سياسيًا بتعزيز الصناعة الدفاعية الأوروبية – وربما التزامات تجاه مشاريع كالمقاتلة الأوروبية المستقبلية (FCAS) – ما يجعلها أقل مرونة في اقتناء معدات أمريكية متطورة على المدى القريب. لكن هذا الانضباط الأوروبي قد يكون مكلفًا على المستوى الجيو-استراتيجي، إذا ما استمر المغرب في تعزيز شراكاته الدفاعية مع واشنطن وإسرائيل، وتحقيق قفزات نوعية في التحديث العسكري الشامل، ما سيزيد الضغط على مدريد لإعادة تقييم أولوياتها الدفاعية.


الأيام
منذ ساعة واحدة
- الأيام
المغرب يقترب من الحصول على فخر السلاح الأمريكي
أفاد تقرير حديث لموقع 'أفريكا ميليتاري'، المتخصص في الشؤون الدفاعية والعسكرية بالقارة الإفريقية، أن المغرب بات قريبًا من التوصل إلى اتفاق ضخم لاقتناء 32 طائرة مقاتلة من الجيل الخامس من طراز 'F-35 لايتنينغ II'، المصنعة من قبل شركة 'لوكهيد مارتن' الأمريكية. وفي حال إتمام هذه الصفقة، سيكون المغرب أول بلد في العالم العربي وإفريقيا يشغّل هذه المقاتلات الشبحية المتطورة. ويُنظر إلى هذا التوجه المغربي باعتباره نقطة تحول استراتيجية في موازين القوى بشمال إفريقيا، لاسيما في ظل التوترات الإقليمية والصراعات المرتبطة بالحدود والنفوذ. ويضيف التقرير أن موافقة إسرائيل – التي تمتلك تأثيرًا حاسمًا على تصدير هذا النوع من التكنولوجيا إلى الدول العربية – تعتبر شرطًا أساسياً لإتمام الصفقة، والتي قد تصل قيمتها الإجمالية إلى 17 مليار دولار على مدى 45 عامًا، وتشمل عمليات الشراء والصيانة والدعم الفني طويل الأمد. وتتميز طائرات F-35 بقدراتها العالية في التخفي من الرادارات، بالإضافة إلى تقنيات إلكترونية متقدمة ومحرك قوي يسمح لها بالوصول إلى سرعات تتجاوز 1.6 ماخ، ومدى قتالي يبلغ قرابة 669 ميلاً بحريًا، وإن كانت هذه الخصائص تختلف باختلاف النسخ المطورة من المقاتلة. وأشار التقرير إلى أن ممثلين عن شركة 'لوكهيد مارتن' عرضوا تفاصيل الصفقة على ضباط مغاربة خلال مشاركتهم في معرض الدفاع الدولي 'إيديكس' بأبوظبي. ويُتوقع أن يمنح هذا التحديث الجوي للمغرب قفزة نوعية في قدراته العسكرية، خاصة مع إمكانية دمج مقاتلات F-35 مع أسطول F-16 الذي يمتلكه الجيش المغربي حاليًا، مستفيدًا من برامج التدريب والتعاون التقني مع شركاء حلف الناتو، على أن تكتمل الجاهزية التشغيلية بحلول عام 2035. وعلى الجانب الآخر، يرى التقرير أن الجزائر تتابع هذا التحرك المغربي بقلق، لما له من تأثير مباشر على تفوقها الجوي في المنطقة. وفي هذا الإطار، تخطط الجزائر لتعزيز قوتها الجوية من خلال الحصول على مقاتلات روسية متطورة من طراز 'Su-57 فيلون'، لتكون بذلك أول دولة تستورد هذا النوع من المقاتلات الشبحية. وتشمل الخطط الجزائرية أيضًا اقتناء 14 طائرة من طراز Su-57 و18 طائرة Su-35، في إطار دعم أسطولها الحالي من طائرات Su-30MKA، مع انطلاق عمليات التسليم هذا العام وتدريب الطيارين في روسيا.


العيون الآن
منذ 2 ساعات
- العيون الآن
المغرب يجذب استثماراً بـ1.4 مليار دولار من 'ستيلانتيس' لتعزيز صناعة السيارات الكهربائية ومنافسة جنوب إفريقيا
العيون الآن. كشفت مجلة 'جون أفريك' الفرنسية أن مجموعة ستيلانتيس، أحد أكبر عمالقة صناعة السيارات في العالم، أطلقت منتصف يوليوز 2025 أشغال توسعة غير مسبوقة لمجمعها الصناعي بمدينة القنيطرة، باستثمار ضخم تبلغ قيمته 1.4 مليار دولار، في خطوة استراتيجية تعزز موقع المغرب كقوة صاعدة في صناعة السيارات الكهربائية وتضعه في منافسة مباشرة مع جنوب إفريقيا على زعامة القطاع بالقارة. دعم مغربي واسع وحوافز استثنائية وأوضحت المجلة أن المشروع لم يقتصر على رفع الطاقة الإنتاجية، بل يمثل رهاناً طموحاً لمضاعفة قدرة المصنع على تجميع المحركات ثلاث مرات، وتعزيز حصة المجموعة في سوق السيارات الكهربائية. وقد حظي هذا الاستثمار بدعم واسع من السلطات المغربية، التي وفرت له حزمة حوافز نوعية، شملت إعفاءات ضريبية، وتخصيص أرض مجانية لبناء الوحدات الجديدة، وبرامج تكوين مهني لتأهيل اليد العاملة المحلية وفق أحدث التقنيات. ويأتي هذا المشروع في إطار خطة وطنية لرفع الإنتاج السنوي من السيارات من 700 ألف وحدة في 2024 إلى مليون وحدة في 2025، ما يضع المغرب ضمن أكبر المنتجين خارج القارة الأوروبية. نقلة نوعية في صناعة السيارات المغربية ويرى خبراء الصناعة أن توسعة مصنع القنيطرة ستحدث نقلة نوعية، سواء من حيث حجم الإنتاج أو تنويع العلامات التجارية الموجهة للتصدير، حيث تضم محفظة ستيلانتيس علامات عالمية مثل بيجو، ستروين، أوبل، وفيات. هذا التنوع يعزز مرونة الصناعة المغربية وقدرتها على التكيف مع الطلب العالمي المتغير، خصوصاً في سوق السيارات الكهربائية. كما يطمح المغرب إلى إنتاج 100 ألف سيارة كهربائية سنوياً بعد أن سجلت مبيعات هذه الفئة نمواً لافتاً بنسبة 52% في 2024. وتدعم الحكومة هذا التوجه عبر توسيع البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية من 1000 محطة حالياً إلى 3500 محطة بحلول 2026. جنوب إفريقيا أمام تحديات صعبة في المقابل، أبرزت جون أفريك التحديات التي تواجه جنوب إفريقيا، التي ما تزال أكبر مركز لإنتاج السيارات في القارة لكنها تعاني من ضغوط متزايدة. فقد أدى التوسع الكبير للواردات الصينية إلى تراجع مبيعات كبرى الشركات مثل مرسيدس بنز وبي إم دبليو، كما زادت الأزمة تعقيداً بقرار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة، ما أوقف صادرات جنوب إفريقيا إلى ثاني أكبر أسواقها. ويرى الخبراء أن أكبر تحدي يواجه الصناعة الجنوب إفريقية هو الانتقال السريع نحو السيارات الكهربائية، إذ تواجه خطر فقدان 75% من صادراتها إذا لم تدخل بقوة في هذا المجال، خاصة مع قرارات الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة حظر سيارات محركات الاحتراق الداخلي ابتداء من 2035. موقع استراتيجي للمغرب في سلاسل القيمة العالمية ويعتبر محللون أن توسعة مصنع ستيلانتيس بالقنيطرة تعكس رؤية استراتيجية أوسع للمغرب، الذي يستغل موقعه الجغرافي كبوابة بين أوروبا وإفريقيا، إلى جانب استقراره السياسي وبنيته التحتية المتطورة في الموانئ والطرق والسكك الحديدية. كما أن المشروع ينسجم مع مسار إعادة تشكيل سلاسل القيمة العالمية بعد جائحة كوفيد-19، ومع رغبة أوروبا في تنويع مصادر الإمداد وتقليل الاعتماد على آسيا. ما يجعل من المغرب مرشحاً لقيادة محور صناعي مغربي–أوروبي قادر على منافسة المراكز الصناعية التقليدية في آسيا وأمريكا اللاتينية. سباق الزعامة الإفريقية وبينما يسرّع المغرب وتيرة الانتقال الطاقي وإدماج التكنولوجيا الحديثة في إنتاج السيارات، تجد جنوب إفريقيا نفسها مطالبة بإصلاحات هيكلية عاجلة للحفاظ على موقعها، وسط منافسة آسيوية متنامية وضغوط من شركائها التجاريين. ويرى المراقبون أن هذه التطورات قد تمنح المغرب فرصة تاريخية لتبوء موقع الريادة في صناعة السيارات بالقارة الإفريقية خلال السنوات المقبلة.