logo
مهندس يكشف خطة جذرية قد تنقذ البندقية من الغرق لبضعة عقود

مهندس يكشف خطة جذرية قد تنقذ البندقية من الغرق لبضعة عقود

CNN عربية١٠-٠٥-٢٠٢٥

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تعرف البندقية بـ"المدينة العائمة"، لكنها قد تصبح قريبًا المدينة الغارقة. فخلال القرن الماضي، انخفضت المدينة الإيطالية حوالي 25 سنتيمترًا. وفي الوقت ذاته، ارتفع متوسط ​​مستوى سطح البحر في البندقية نحو 30 سنتيمترا منذ العام 1900.
هذا لا يعني مجرد فيضانات معتادة، بل غرقًا حتميًا لهذه المدينة المحبوبة، في أعماق بحيرتها الشهيرة.
وبالنسبة للزوار، فإن وضعها المتأرجح يعد جزءًا من جاذبية البندقية، أي الحاجة الملحة إلى زيارتها الآن قبل فوات الأوان، ورمزًا لعجز البشرية أمام قوة الطبيعة.
أما بالنسبة لسكان البندقية، وفّرت لهم المدينة عبر القرون ملجأ من الغزوات، لكنها جلبت معها أيضًا التحديات. فالمد والجزر أصبحا أعلى وأكثر تكرارًا مع تفاقم أزمة المناخ. وتغوص المدينة حوالي مليمترين سنويًا نتيجة الانخساف المنتظم.
اليونسكو توصي بإدراج البندقية على قائمة مواقع التراث العالمي المهدّد بالخطر
لكن، ماذا لو كان بالإمكان رفع المدينة؟ قد تبدو فكرة لفيلم خيال علمي، لكنها في الواقع فكرة لمهندس مرموق يعتقد أنها قد تكون الحل لإنقاذ البندقية.
وفيما تنفق الحكومة الإيطالية حالياً ملايين اليوروهات سنوياً على رفع الحواجز المائية لمنع المد العالي الاستثنائي من دخول البحيرة، يرى بيترو تياتيني، أستاذ مساعد بعلم المياه والهندسة الهيدروليكية في جامعة بادوفا، أن ضخ المياه إلى أعماق الأرض تحت المدينة يمكن أن يرفع قاع البحر الذي تقوم عليه، ما يدفع بمدينة البندقية إلى الأعلى.
فهل يمكن أن يرفع ذلك المدينة فوق مستوى المياه؟ أم أن الأمور قد تسوء بشدة، وتؤدي إلى انهيار المباني في مشاهد أشبه بأفلام هوليوود؟
يوضح تياتيني أن خطته يمكن أن تمنح البندقية فترة سماح تقارب 50 عاماً، بالتوازي مع عمل الحواجز الحالية، ما يتيح للسلطات التوصّل إلى حل دائم و"جذري". ويعتقد أن نظامه يمكن أن يرفع المدينة 30 سنتيمتراً.
لكن المشاريع الهندسية للحفاظ على مدينة البندقية ليست بالأمر الجديد.
فخلال تاريخها الممتد لألف عام كجمهورية، كان مسؤولو "لا سيرينيسيما"، الدولة "الأكثر هدوءاً" كما كانت تُعرف، يقومون باستمرار بإعادة توجيه الأنهار، وحفر قنوات جديدة، وإعادة توجيه مياه البحيرة لتخدم المدينة بأفضل شكل ممكن.
لكن خلال القرن العشرين، بدأت الأمور تتدهور. ففي الستينيات والسبعينيات، تم ضخ المياه الجوفية من منطقة "مارغيرا" الصناعية الواقعة على اليابسة المقابلة للبحيرة. وكان ذلك بمثابة خطأ كبير، إذ تسبب في هبوط المنطقة بأكملها. وبين العامين 1950 و1970، هبط مركز المدينة الثمين في البندقية بنحو خمس بوصات تقريباً.
أما اليوم، فتعتمد المدينة في حمايتها الرئيسية من المد العالي على نظام "MOSE" من الحواجز المائية، الذي يرتفع من قاع البحر ليقطع البحيرة عن البحر الأدرياتيكي خلال حالات المد الاستثنائي العالي.
يخت الملياردير جيف بيزوس الكبير قد يواجه تحديًا في البندقية قبل زفافه الفاخر
وقد خضع النظام للاختبار لأول مرة في العام 2020، لكنه كان قد خُطط له في الثمانينيات، حين كان من المتوقع أن تُرفع الحواجز حوالي خمس مرات في السنة.
لكن مع مساهمة تغير المناخ في ارتفاع المد والجزر، أصبحت الصورة الآن مختلفة تماما. ففي السنوات العشرين الماضية، تجاوز منسوب المد في البحيرة 110 سنتيمترات، وهو المستوى الذي يمكن أن يُسبب فيضانات كارثية للمدينة، وليس مجرد فيضانات "اعتيادية".
وعوض رفع الحواجز خمس مرات في السنة، تم تشغيل نظام "MOSE" بالفعل حوالي 100 مرة منذ تدشينه في أكتوبر/ تشرين الأول العام 2020. ومع ذلك، لا تزال الحواجز في مرحلة الاختبار ولم تُعلن بعد كمنشآت تشغيلية رسمية. ويقدّر أن المشروع قد كلف حتى الآن حوالي 6 مليارات يورو.
في هذه الأثناء، في كل مرة تُرفع فيها الحواجز، يتم فعليًا إغلاق البحيرة، وهو أمر لا يؤثر فقط على حركة المرور الآتية إلى البندقية (ثاني أكثر موانئ إيطاليا ازدحامًا، والخامس في البحر الأبيض المتوسط)، بل يمنع أيضًا العملية الطبيعية للبحيرة في تطهير نفسها من خلال حركة المد والجزر. وكلما زادت مرات رفع الحواجز، زاد خطر تغير النظام البيئي.
رغم ذلك، تستمر البندقية بالهبوط في معدل يقارب مليمترين سنويًا، بينما ترتفع مستويات المد بمعدل يقارب 5 مليمترات سنويًا.
وهنا يأتي دور مشروع تياتيني لمنح البندقية بعض الوقت.
فعبر رفع مستوى المدينة بمقدار 30 سنتيمترًا، يعتقد أنه يمنح البندقية بين عقدين وثلاثة عقود، ويمكن للمدينة خلالها إيجاد حل دائم لمواجهة ارتفاع منسوب المياه.
ويقول تياتيني : "يمكننا القول إن أمامنا 50 عامًا (ضمنًا العمر الافتراضي لمشروع MOSE) لتطوير استراتيجية جديدة. علينا تطوير مشروع أكثر جذرية بكثير".
ويقترح المشروع حفر حوالي 12 بئراً في دائرة قطرها 10 كيلومترات حول مدينة البندقية، مع التأكد من إبقائها جميعاً داخل البحيرة، من دون التمدد إلى البحر الأدرياتيكي أو التوغل تحت اليابسة.
وتوجد طبقة سميكة من الطين تحت سطح البحيرة، ما يعني أنه لا توجد فرصة لتسرب المياه إلى الأعلى.
يؤكد أن المشروع لن يلوث مصادر المياه العذبة، ولن يتطلب جلب المياه من مناطق بعيدة.
بيد أنّ تنفيذ المشروع يتطلب إجراء تجربة مشروع تمهيدي، يتمثل في حفر بئر بقطر 20 سنتيمترًا وعمق ألف متر، وتركيب أنبوب مزوّد بمرشح في القاع.
إلا أنّ رفع مدينة البندقية على وسادة تشبه سرير الماء بينما تبقى الأراضي المحيطة بها على المستوى ذاته قد يبدو وصفة لكارثة.
لكن تياتيني يُصرّ على أن هذه هي الطريقة الآمنة للقيام بذلك. وهو حريص على توضيح أن هذه العملية لا تُشبه التكسير الهيدروليكي الذي يقوم على حقن سوائل في باطن الأرض تحت ضغط عالٍ لتكسير الطبقات الصخرية تحت السطح من أجل الوصول إلى احتياطيات النفط والغاز. فحقن السوائل بضغط مرتفع يمكن أن يسبب هزات أرضية.
ويقول: "لدينا ارتفاع أقصى بمقدار 20 إلى 30 سنتيمترًا لأننا لا نريد أن نُحدث تشققات. إذا بدأنا بإحداث تشققات، فستكون كارثة. نحن نريد الحفاظ على ضغط منخفض عند مستوى منخفض، لذا سنُضيف مادة تساعد على الحفاظ على التمدد في التكوين الجيولوجي، لكن من دون حدوث تشققات".
ويضيف أنه رغم إمكانية حدوث مشاكل إذا تم ضخ المياه في طبقات المياه الجوفية الضحلة، فإن ضخ المياه على أعماق تتراوح بين 600 و1000 متر يسمح لها بالدخول في نظام ثلاثي البعد في أعماق الأرض. ويقول: "حتى وإن لم يكن التمدد في العمق منتظمًا، إلا أنه عندما يصل إلى سطح الأرض يصبح أكثر سلاسة".
وبغض النظر عن المسار الذي سيتم اتباعه، فستكلّف العملية ملايين، إن لم تكن مليارات من اليوروهات. ومع ذلك، يؤكد تياتيني أن هذا لا يزال يعد استثمارًا صغيرًا نسبيًا على مستوى الحكومة.
ويرى تياتيني إن ترك المدينة لمصيرها هو "الخيار الأكثر تطرفًا الذي يمكن أن نتخيله".
ويضيف: "ستبقى على حالها لبضع عقود، ثم شيئًا فشيئًا ستبدأ في الغرق".
وعلى النقيض من ذلك، أعرب بعض الخبراء عن مخاوفهم بشأن فكرته.
وقال ديفيد دوبسون، وهو أستاذ المواد الأرضية في كلية لندن الجامعية، إنه شعر بـ"تفاؤل مشوب بالشك" عندما سمع بالفكرة عبر CNN.
وأضاف: "أعتقد أنه إذا تمكن من إجراء تجربة على مدى سنوات عدة تُظهر أنهم يتحكمون بمعدل ضخ المياه بشكل صحيح، وأظهر التمدد القابل للقياس لسطح الأرض، فقد يكون من المنطقي حينها تجربة تنفيذها".
وحذّر دوبسون من أن هذا النوع من النشاط ليس بسيطًا على الإطلاق. فإذا كانت طبقة المياه الجوفية قد فقدت بالفعل جزءًا من سائلها، فإن الصخور تنهار على بعضها البعض، ما يخلق ما يعرف باسم "أحزمة الانضغاط" وهي غير قابلة للعكس.
.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أغلقوا الباب بسرير..هكذا حاول سكان بومبي الاحتماء من ثوران بركان فيزوف
أغلقوا الباب بسرير..هكذا حاول سكان بومبي الاحتماء من ثوران بركان فيزوف

CNN عربية

timeمنذ 8 ساعات

  • CNN عربية

أغلقوا الباب بسرير..هكذا حاول سكان بومبي الاحتماء من ثوران بركان فيزوف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اكتشف علماء الآثار أدلةً على أن أربعة أشخاص، من بينهم طفل، في مدينة بومبي الرومانية القديمة في إيطاليا استخدموا قطع الأثاث لسدّ باب غرفة نوم وحماية أنفسهم من ثوران بركان جبل فيزوف في عام 79 بعد الميلاد. لكن في نهاية المطاف، أصبح المنزل مرقدهم الأخير، وفقًا لبحث جديد نُشر في أبريل/نيسان بمجلة "Pompeii Excavations" الإلكترونية.خلال الثوران الكارثي، قذف البركان غازاتٍ ساخنةً قاتلةً ورمادًا في الهواء، ما أدى إلى مقتل غالبية سكان المدينة ببطء، ومن ثم غطى الرماد والصخور البركانية (المعروفة باسم الخفاف) مدينة بومبي وسكانها بشكلٍ حافظ على اللحظات الأخيرة للضحايا بشكلٍ غريب لآلاف السنين. توصل فريق التنقيب إلى هذا الاكتشاف أثناء التحقيق في منزل "هيلي وفريكسوس"، المسمى تيمنًا بلوحة أسطورية عُثر عليها في المنزل. أجرى الباحثون تحقيقات جزئية في الغرف الأمامية للمنزل بين عامي 2018 و2019، ولكن الفريق الذي أجرى الدراسة الجديدة أعاد زيارة الموقع خلال العامين الماضيين، كاشفًا عن ثلث المبنى استعدادًا لترميمه وفتحه للجمهور، بحسب مدير حديقة بومبي الأثرية، جابرييل زوختريغل. أفاد زوختريغل في بيان: "التنقيب في بومبي وزيارتها يعني مواجهة جمال الفن، وهشاشة حياتنا".كما كشف التحقيق أن المنزل كان قيد التجديد خلال فترة ثوران البركان.أثناء أعمال التنقيب، اكتشف الفريق ردهة تتضمن حوضًا لتجميع المياه، وقاعة ولائم بجدران مزخرفة بشكلٍ فاخر، وغرفة بفتحة مركزية لمياه الأمطار، بالإضافةً لغرفة نوم. يُحتمل أنّ شظايا صغيرة من الحطام البركاني تساقطت كالمطر من خلال الفتحة خلال المراحل الأولى من الثوران، ما دفع الأشخاص الأربعة داخل المنزل للاندفاع إلى غرفة النوم، وسدّها بسرير لحماية أنفسهم. لكن مع استمرار تداعيات الثوران، يعتقد الباحثون أنّ السكان سحبوا السرير من مكانه، وحاولوا الهرب. عُثِر على رفات السكان في قاعة الولائم. أكّد زوختريغل أنّ هذا المشهد ليس سوى مثال واحد من بين أمثلة عديدة تجسّد الرعب والمعاناة التي واجهها سكان بومبي، وهم يحاولون البحث عن مأوى، موضحًا: "لجأ الكثيرون إلى غرف صغيرة في المباني، ربّما لأنهم شعروا بأمان أكبر مقارنةً بالتواجد في المناطق المفتوحة المعرضة للمواد البركانية المتساقطة".أشارت إزالة العتبات، والزخارف المفقودة، وأجزاء من الحجارة المقطوعة عند المدخل إلى أن المنزل كان يخضع لعملية تجديد، لكن لم تكن العمليات كبيرة بما يكفي لمنع الأشخاص من العيش فيه أو البحث عن ملجأ أثناء الثوران. وقال زوختريغل إنّ المنزل كان لا يزال مليئًا بالقطع الأنيقة، وكان مزينًا بشكل جيد.إلى جانب الرفات البشرية، عثر الفريق أيضًا على تميمة تُدعى "بولا" كان يرتديها الصبية حتى بلوغهم سن الرشد. واكتُشِفت آنية "أمفورا"، وهي جرار ذات مقبضين تُستخدم لتخزين السوائل، في قبو كان يُستخدم كمخزن. أمريكي انتقل إلى ريف إيطاليا هربًا من"ستاربكس" و"ماكدونالدز" واحتوت بعض الجرار على صلصة "جاروم" النفاذة المصنوعة من الأسماك، والتي كانت شائعة في ذلك الوقت. كما عثر الباحثون على مجموعة من الأواني البرونزية، بما في ذلك كأس على شكل صدفة، وسلة على شكل مزهرية، وملعقة كبيرة، وجَرَّة بمقبض واحد. أكد زوختريغل أن "كل منزل في بومبي فريد من نوعه"، مشيرًا إلى أن "لكلٍ بيت خصوصيته، وزخارفه الفريدة، وتشكيلته الخاصة من القطع التي تعكس خيارات وأذواق سكانه، بالإضافة إلى مصير السكان القدماء. حلم الجنسية أصبح صعبًا.. إيطاليا تُغير لوائحها بشأن جوازات السفر

اكتشاف أحفورة زيز قديم محفوظة جيدًا حتى أوردة أجنحته ظاهرة
اكتشاف أحفورة زيز قديم محفوظة جيدًا حتى أوردة أجنحته ظاهرة

CNN عربية

timeمنذ 4 أيام

  • CNN عربية

اكتشاف أحفورة زيز قديم محفوظة جيدًا حتى أوردة أجنحته ظاهرة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مضغوطًا في قطعة من الصخور.. هكذا عثر الباحثون على جسم زيز مسطّح يعود تاريخه إلى 47 مليون سنة. يبلغ طوله حوالي 26.5 ملم مع جناحين يبلغ طولهما 68.2 ملم، وتعتبر هيئته المتحجرة شبه كاملة، مع بروز الأوردة في جناحيه المفتوحين. وصّف العلماء أخيرًا الحشرة بأنها جنس ونوع جديد، استنادًا إلى هذه الأحفورة وواحدة أخرى محفوظة بشكل مماثل، عثر عليها أيضًا في ذات الموقع. ورغم أنّ العيّنتان لإناث، فإنّ موقعهما على شجرة عائلة الزيز يشير إلى أن الذكور من هذا النوع قد تتمتّع بالقدرة على الغناء إسوة بالزيزان الحديثة. إذ عُثر عليها في ألمانيا منذ عقود، ويكشف وجودها هناك أنّ الزيزان المغنية انتشرت في أوروبا منذ ملايين السنين، أكثر ممّا اعتُقد في السابق. كما أنّ الحفريات تعتبر أقدم أمثلة على "الزيزان المغنية الحقيقية" في عائلة Cicadidae، بحسب ما أفاد الباحثون بمجلة Scientific Reports في 29 أبريل/ نيسان. فمعظم الزيزان الحديثة تنتمي إلى هذه العائلة، ضمنًا الزيزان السنوية التي تظهر كل صيف في جميع أنحاء العالم، وكذلك تجمعات الزيزان ذات الأجسام السوداء والعينين الحمراوين، التي تظهر بين مايو/ أيار ويونيو/ حزيران في شمال أمريكا الشرقية، بدورات تتراوح مدّتها بين 13 و17 عامًا. تجد الزيزان في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية، وهناك أكثر من 3 آلاف نوع منها. دراسة: أحفورة 'استثنائية' تكشف عن أقدم نوع نمل معروف للعلم الحديث سجل الحفريات للعديد من الحشرات عمومًا، متوافر في عدد قليل من المواقع، ورغم أنّ الأنواع الحديثة من الزيزان كثيرة اليوم، فقد وثق علماء الحفريات 44 أحفورة فقط لعائلة Cicadidae. واكتُشفت أقدم أحفورة مؤكّدة لزيز مغني اكتُشفت في مونتانا، وتعود إلى فترة تتراوح بين 59 مليون و56 مليون سنة، بحسب الدكتور هوي جيانغ، مؤلف الدراسة الرئيسي، وعالم الأحافير، والباحث بمعهد بيولوجيا الكائنات الحية في جامعة بون بألمانيا. وأوضح جيانغ لـCNN أنّ أقارب هذه الأحفورة المكتشفة حديثًا هي أقدم الزيزان المغنية في أوروبا. نظرًا لأن هياكل الجسم في الأحفورتين الأوروبيتين كانتا محفوظتين بشكل جيد، تمكن العلماء من تصنيف الحشرة القديمة في قبيلة حديثة من الزيزان تسمى Platypleurini، "تتوزع حاليًا بشكل رئيسي في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية بأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا، لكنها غائبة عن أوروبا"، وفق جيانغ. مليارات من حشرات الزيز تستعد لظهور نادر خلال فصل الربيع وأشارت الأبحاث السابقة إلى أنّ هذا الخط التطوري نشأ في أفريقيا قبل حوالي 30 إلى 25 مليون سنة، ثم انتشر من هناك، بحسب جيانغ. وأضاف الباحث: "تؤجل هذه الأحفورة السجل الأحفوري المعروف للزيزان المنتجة للصوت في قبيلة Platypleurini بنحو 20 مليون سنة تقريبًا، ما يشير إلى أن تنوع هذه المجموعة حدث في وقت أبكر بكثير ممّا كان يُعتقد سابقًا". وقال الدكتور كونراد لاباندايرا، الجيولوجي البارز والأمين المسؤول عن الأحفوريات اللافقارية في متحف سميثسونيان للتاريخ الطبيعي بواشنطن، إن الاكتشاف يشير إلى أن هذه المجموعة من الزيزان تطورت بشكل أبطأ من التقديرات السابقة المستندة إلى البيانات الجزيئية. وقال لاباندايرا، غير المشارك في البحث: "يشير هذا إلى أن الأحفوريات الأقدم من Platypleurini لم تُكتشف بعد"، مضيفًا أنه "من شأن مثل هذه الاكتشافات أن تساعد على توفير معايرات أفضل لتحديد معدل تطور أكثر واقعية". أطلق الباحثون اسم Eoplatypleura messelensis على الزيز، ويشير اسمه إلى المكان الذي تم اكتشاف العينات فيه: حفرة ميسيل في ألمانيا، وهي موقع غني بالأحفوريات يعود إلى عصر الإيوسيني (من 57 مليون إلى 36 مليون سنة مضت). تم التنقيب عن الحفريات في الثمانينيات، ومنذ ذلك الحين أصبحت جزءًا من مجموعة معهد سينكنبرغ للبحوث، ومتحف التاريخ الطبيعي في فرانكفورت بألمانيا، وفق ما ذكرت الدكتورة سونيا ويدمان، المؤلفة الرئيسية للدراسة، ورئيسة قسم الحشرات القديمة في سينكنبرغ. كانت حفرة ميسيل مملوءة سابقًا ببحيرة بركانية عميقة، حيث لم يصل الأوكسجين إلى قاعها. وخلق هذا الواقع البيئة المثالية للتصخر، حيث تحمل الرواسب الدقيقة من قاع هذه البحيرة السابقة مجموعة متنوعة من الحياة الإيوسينية، وفق ما قالت ويدمان لـCNN. وأضافت ويدمان: "الحفظ الممتاز لا يقتصر فقط على الحشرات، إنما يشمل جميع المجموعات الحية، هو السبب في أن ميسيل أصبحت موقع تراث عالمي لليونسكو"، وهي المكانة التي حصلت عليها في العام 1995. تبيض وليس لها أسنان.. أحفورة قديمة تكشف عن أصول تطور ثدييات غريبة للغاية وقالت ويدمان إن الحفريّة الأكثر اكتمالًا بين الإثنتين "تُعد واحدة من أفضل الحشرات المحفوظة من موقع حفرة ميسيل"، مضيفة أن "سينكنبرغ يملك مجموعة تضم أكثر من 20 ألف حشرة متحجرة من ميسيل، وبين هذه الحشرات تبرز هذه الحفرية بسبب حفظها الجميل والكامل للغاية". في ما يتعلق بشكل الرأس والجسم عموما، فإن E. messelensis تشبه إلى حد كبير الزيزان الحديثة. فأنفها الذي يشبه الفم المدبب، محفوظ بالكامل، لكن هناك حاجة إلى مزيد من التحليل لتحديد ما إذا كانت تستخدم هذا الأنف في التغذي على الأنسجة النباتية المعروفة بـالخشب، كما تفعل معظم الزيزان الحديثة، وفق لاباندايرا. تُظهر E. messelensis أيضًا تلميحات من الألوان والأنماط في أجنحتها. وهذه الميزة تُساعد الزيزان الحديثة على التمويه أثناء تمسكها بسيقان الأشجار، وقد يكون لها الغرض نفسه في E. messelensis، وفقًا لما ذكره جيانغ. ومع ذلك، تختلف E. messelensis عن الزيزان الحديثة بطرق دقيقة. على سبيل المثال، أجنحتها الأمامية أوسع وأقل طولًا من تلك التي لدى الأنواع الحية اليوم، ما قد يكون أثر في كيفية طيرانها. هل كان نداء الزيز القديم مشابهًا لنداءات أقاربه الحديثة؟ قال جيانغ: "لا يمكننا معرفة الأغنية الدقيقة"، لكن استنادًا إلى شكل جسم الزيز وموضعه في مجموعة الزيزات المغنية، "يُحتمل أنه كان يصدر أصواتًا مشابهة من حيث الوظيفة لتلك التي تصدرها الزيزان الحديثة". حفرية عثر عليها حديثا تكشف كيف نفقت بقرة بحر قبل ملايين السنين عندما يظهر التجمع الرابع عشر بأعداد هائلة في أواخر ربيع وأوائل صيف العام 2025، ستتراوح أصواتها بين 90 إلى 100 ديسيبل، وهو مستوى صوت قطار الأنفاق ذاته. أنواع أخرى من الزيزان تُنتج ضوضاء أكبر: حيث تصل أصوات الزيز الأفريقي Brevisana brevis إلى حوالي 107 ديسيبل، وهو مستوى صوت مماثل لإقلاع طائرة. قال جيانغ إن حجم أغاني الأنواع القديمة قد يكون أعلى من ذلك. فبطن E. messelensis أوسع وأكبر من تلك التي لدى أقاربها الحديثة، ما يشير إلى أن الذكور قد يكون لديها تجويف رنين أكبر، ما يضاعف هذا التجويف الصوت الناتج عن الهياكل المهتزة في بطونها، والمعروفة بـ التيمبال، لإنتاج طنين أعلى. وأضاف جيانغ: "بالطبع، هذه مجرد فرضية. الدراسات المستقبلية حول كيفية ارتباط الشكل مع إنتاج الصوت في الزيزان الحديثة ستساعد على اختبار هذه الفرضية".

قرود شبيهة بكرة القطن تختبئ بعيدًا داخل "غابة مطيرة" في دبي
قرود شبيهة بكرة القطن تختبئ بعيدًا داخل "غابة مطيرة" في دبي

CNN عربية

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • CNN عربية

قرود شبيهة بكرة القطن تختبئ بعيدًا داخل "غابة مطيرة" في دبي

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعيونها الضخمة، والفراء الزغبي، تبدو قردة الطمارين قطنية الرأس ظريفة بلا شك. لكن شكلها الظريف كان سببًا في مأساتها، إذ أن أعدادها تتناقص في البرية بسبب الإتجار غير المشروع. تتواجد عائلة تتكونّ من 3 أفراد من هذه الفصيلة في "ذا جرين بلانيت"، وهي غابة مطيرة داخلية في إمارة دبي، بدولة الإمارات. تُعتبر هذه القردة، المتواجدة في منطقة صغيرة جدًا شمال غرب كولومبيا مهددة بالانقراض بسبب عوامل مختلفة، منها الاتجار غير القانوني، بحسب ما قالته عالِمة الأحياء في "ذا جرين بلانيت"، جيان مونتيليبانو، خلال مقابلة مع موقع CNN بالعربية. وشرحت مونتيليبانو: "غالبًا ما أقول للزوار إنّه إذا كان الحيوان ظريفًا للغاية، فإنه أكثر عرضة لأن يكون جزءًا من الاتجار غير القانوني للحيوانات". عند زيارتك لـ"ذا غرين بلانيت"، قد تحتاج إلى التدقيق مرتين عند مرورك بجوار المساحة الخاصة بقردة الطمارين قطنية الرأس، إذ قد تظن للوهلة الأولى أن ما تراه ليس سوى كُتل زغب بيضاء عالقة على شجرة أو داخل سلّة. في الحقيقة، يُعزى اسم هذه الكائنات الصغيرة إلى نمط الفرو المميز أعلى رأسها، والذي يجعلها تبدو ككرات قطنية.وأوضحت مونتيليبانو ضاحكةً: "يقول الكثير من الأشخاص: يا إلهي، إنّها تبدو مثل أينشتاين لأنّ فرو رأسها يبدو مُكهربًا، وهذا منطقي". أيقونة صحراء الأردن..هكذا عادت حيوانات المها العربي من حافة الانقراض تواجه هذه القردة العديد من التهديدات في كولومبيا بما أنّ عددها صغير جدًا حاليًا، وهي مصنَّفة كواحدة من أكثر الرئيسيات المهددة بالانقراض، وفقًا للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN). وأكّدت مونتيليبانو: "يعني ذلك أنّ هذه الفصيلة تواجه خطرًا أكبر للانقراض في البرية". إلى جانب استغلال هذه القردة في تجارة الحيوانات الأليفة غير القانونية، تشمل العوامل المهدِّدة لوجودها فقدان الموائل نتيجة إزالة الغابات، وقطع الأشجار، والاستيطان البشري، والزراعة. تقلصت أعدادها لتصل إلى 7 آلاف كائن فقط في البرية، حيث قالت مونتيليبانو إن هذه الكائنات محمية بالفعل بموجب القانون في سبيل الحفاظ عليها، لافتة إلى أهمية نشر التوعية عنها والصعوبات التي تواجهها. وأكدّت: "إذا استطعنا نشر الوعي عن وضعها في البرية، فربما نتمكن بالفعل من التأثير على الكثير من الأشخاص الشغوفين للمساعدة في الحفاظ عليها". حارس بيئي للإمارات..مصورة تبرز دور أشجار القرم بمكافحة تغير المناخ

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store