logo
جائزة بمليون دولار لفك لغز نصٍّ حيّر العلماء 15 قرناً

جائزة بمليون دولار لفك لغز نصٍّ حيّر العلماء 15 قرناً

خبر للأنباء٠٥-٠٣-٢٠٢٥

من أسماك تَحتَ سقف، إلى رموز غامضة تشبه المُجرفات، تُحيّر نصوص حضارة وادي السند ــ إحدى أقدم الحضارات البشرية ــ العلماء منذ أكثر من 150 عامًا. والآن، تُقدِّم حكومة ولاية هندية جائزة قيمتها مليون دولار لأي شخص يُفلح في فك شفرتها، في محاولة لفكِّ أحد ألغاز التاريخ التي قد تُعيد كتابة فهمنا لجذور الحضارات الآسيوية.
امتدت حضارة وادي السند (3300–1300 ق.م) عبر باكستان وشمال الهند اليوم، واشتهرت بتخطيط مدنها الذكي، مثل "موهينجو دارو"، التي تضم أنظمة صرف صحي متقدمة ومباني منظمة تشبه مدنًا حديثة. لكن انهيارها المفاجئ حوالي 1800 ق.م ترك وراءه آلاف النقوش القصيرة على الأختام والفخار، لم يُفسَّر معناها حتى الآن.
لماذا يعجز العلم عن فك الشفرة؟
نُدرة النقوش: عُثر على 4 آلاف نقش فقط، مقارنة بملايين النصوص المصرية القديمة.
غياب النصوص الثنائية اللغة: لا توجد قطع أثرية تحتوي على النص وترجمة موازية بلغة معروفة.
قِصر النصوص: معظم الرموز لا تتجاوز 5 علامات، ما يُعقّد تحليلها الإحصائي.
قال أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة واشنطن بأمريكا، راجيش راو، الذي حاول حل اللغز لأكثر من عقد: "قد يتم حلّ سؤال مهم للغاية حول فترة ما قبل التاريخ في جنوب آسيا بشكلٍ كامل إذا تمكنا من فك شفرة النص تمامًا".
وفي حال فكّ شفرته، يمكن أن يقدم النص لمحة عن هذه الحضارة من العصر البرونزي، والتي يُعتقد أنّها نافست مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين.
لكن ما نعرفه عن حضارة وادي السند محدود مقارنة بثروة المعلومات المتاحة عن الحضارات الأخرى، مثل مصر القديمة، وبلاد ما بين النهرين، والمايا.
ويعود هذا لحدٍ كبير إلى نَصّها غير المشفر، والذي عُثِر عليه بقطع أثرية مثل الفخار والأختام الحجرية.
أما صعوبة فكّ الرموز فيرجع إلى عدّة عوامل، حيث لا يوجد مثلاً الكثير من القطع الأثرية التي يمكن تحليلها، إذ عثر علماء الآثار على حوالي 4 آلاف نقش فقط، مقارنة بنحو 5 ملايين كلمة متوفرة في اللغة المصرية القديمة.
وتُعتبر آثار وادي السند صغيرة جدًا، ما يعني أنّ نصوصها قصيرة.
والأهم من ذلك هو انعدام قطعة أثرية ثنائية اللغة تحتوي على نص وادي السند وترجمته إلى لغة أخرى.
وقالت الباحثة في معهد "تاتا" للأبحاث الأساسية في الهند، نيشا ياداف، والتي عملت مع راو في المشروع ودرست النص لعشرين عامًا تقريبًا إنه حتى بعد عقود "لم يتم فك رموز أي علامة حتى الآن".
نظريات مثيرة للجدل
لا يُعد فك الرموز مسألة فضول أو دراسة أكاديمية لبعض الأشخاص، بل هو سؤال وجودي عالي المخاطر، إذ يعتقد هؤلاء أنّه قد يحسم الجدل حول أصل شعب وادي السند، ولأي اتجاه تدفقت الهجرة، سواءً كانت داخل أو خارج الهند.
هناك مجموعتان رئيسيتان تدّعيان بأنّ حضارة وادي السند تابعة لهما. وتزعم إحدى المجموعتين أنّ النص يرتبط باللغات الهندو-أوروبية، مثل السنسكريتية القديمة، التي تفرّعت إلى العديد من اللغات المُستخدمة شمال الهند الآن.
ويعتقد غالبية العلماء أنّ المهاجرين الآريين من آسيا الوسطى جلبوا اللغات الهندو-أوروبية إلى الهند.
لكن هذه المجموعة تزعم أنّ العكس هو الصحيح، وأنّ السنسكريتية واللغات المتعلقة بها نشأت في حضارة وادي السند وانتشرت نحو أوروبا.
ومن ثمّ هناك مجموعة ثانية تَعتقد أنّ النص مرتبط بعائلة اللغة الدرافيدية المُستَخدمة الآن على نطاق واسع في جميع أنحاء جنوب الهند، ما يشير إلى أنّ اللغات الدرافيدية كانت موجودة أولاً، ومنتشرة على نطاقٍ واسع في جميع أنحاء المنطقة قبل اختفائها مع وصول الآريين إلى الشمال.
كيف يحاول العلماء العثور على الحل؟
لطالما أذهل النص الباحثين والهواة على حدٍ سواء، وكرّس بعضهم حياتهم المهنية لحل اللغز.
وحاول البعض، مثل أسكو باربولا، وهو من الخبراء البارزين في هذا المجال، معرفة المعنى وراء علامات معينة.
على سبيل المثال، اقترح باربولا أنّه في العديد من اللغات الدرافيدية، تُعد كلمة "سمك" و"نجم" متشابهة، وغالبًا ما كانت النجوم تُستخدم لترمز إلى الآلهة في النصوص القديمة الأخرى، لذلك قد تمثل رموز وادي السند التي تشبه الأسماك الآلهة.
ويركز باحثون آخرون، مثل راو وياداف، بشكلٍ أكبر في العثور على الأنماط داخل النص.
ويقوم الباحثان بتدريب نماذج الحاسوب على تحليل سلسلة من العلامات، ومن ثم إزالة علامات معينة حتى يتمكن الحاسوب من تخمين الرموز المفقودة بشكلٍ دقيق.
وبعد أعوام طويلة، يتأرجح راو بين مشاعر التفاؤل والاستسلام.
وأفاد أنّ أي تقدم في هذا المجال سيتطلب عملاً جماعيًا متعدد التخصصات على المستوى الدولي، وتمويلًا ضخمًا، إلى جانب مفاوضات سياسية للسماح بالتنقيب في المناطق الحدودية المتنازع عليها بين الهند وباكستان.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شبيهة جلد القرش تقلل استهلاك وقود الطائرات
شبيهة جلد القرش تقلل استهلاك وقود الطائرات

بلد نيوز

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • بلد نيوز

شبيهة جلد القرش تقلل استهلاك وقود الطائرات

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: شبيهة جلد القرش تقلل استهلاك وقود الطائرات - بلد نيوز, اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 04:58 مساءً طور باحثون أستراليون، من شركة «ميكرو تاو» الأسترالية، طبقة غشائية للطائرات، شبيهة لجلد سمك القرش، تسهم في تقليل مقاومة الهواء وزيادة كفاءة استهلاك الوقود للطائرات، في خطوة واعدة نحو مستقبل طيران أكثر استدامة وأقل كلفة. وقالت الشركة في بيان لها: «يساعد الغشاء الطائرات على تقليل الاضطرابات، وزيادة سرعة الطيران، وخفض استهلاك الوقود، ويوفر الطلاء 4% من استهلاك الوقود، إلى جانب خفض مئات الملايين من الأطنان من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فعلى سبيل المثال، إذا استخدام الطلاء على طائرة من طراز إيرباص A380، ستبلغ وفورات الوقود 5000 دولار في الرحلة الواحدة بين سيدني ولوس أنجلوس، إضافة إلى تقليل 18 طناً من انبعاثات الكربون.

200 مليار دولار كلفة بناء حاسوب 2030
200 مليار دولار كلفة بناء حاسوب 2030

بلد نيوز

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • بلد نيوز

200 مليار دولار كلفة بناء حاسوب 2030

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: 200 مليار دولار كلفة بناء حاسوب 2030 - بلد نيوز, اليوم الأحد 27 أبريل 2025 03:32 مساءً أظهرت دراسة حديثة، بالتعاون بين جامعة جورج تاون وشركة Epoch AI ومؤسسة Rand، مؤسسة الأبحاث والتطوير أن الجيل القادم من الحواسيب العملاقة الخاصة بالذكاء الاصطناعي سيشهد قفزة هائلة في الحجم والكلفة واستهلاك الطاقة، ما يثير مخاوف جدية بشأن استدامة هذا التطور التكنولوجي السريع. وتتوقع الدراسة أن تبلغ كلفة بناء حاسوب بحلول عام 2030 نحو 200 مليار دولار، مزود بمليوني شريحة إلكترونية، وباستهلاك طاقة يصل إلى 9 جيجاوات، أي ما يعادل الطاقة المنتجة من تسعة مفاعلات نووية أو ما يكفي لتزويد الكهرباء لقرابة 9 ملايين منزل. والسبب في الكلفة العالية هو عدد الشرائح المستخدمة والاستهلاك الهائل للطاقة والبنية التحتية واللوجستية والطلب الزائد على الحوسبة. ورغم تحسن كفاءة مراكز البيانات، فإن وتيرة توسع الذكاء الاصطناعي تضع عبئاً كبيراً على الموارد البيئية. كما تُشير الدراسة إلى تحول ملحوظ في مشهد الحوسبة الفائقة، حيث باتت ملكية هذه الأنظمة تنتقل تدريجياً من المؤسسات الأكاديمية إلى القطاع الخاص، الذي من المتوقع أن يستحوذ على 80% منها بحلول عام 2025، مقابل 40% فقط في عام 2019. ومن الأمثلة البارزة على هذا التحول، جهاز «Colossus» من شركة xAI، الذي يُعد حالياً أقوى حاسوب ذكاء اصطناعي في العالم، وتم بناؤه خلال 214 يوماً بكلفة تجاوزت 7 مليارات دولار، ما يعكس حجم السباق العالمي نحو تعزيز القدرات الحوسبية في هذا المجال. وتعد كلفة الحواسيب العملاقة المتوسطة المتخصصة للأبحاث الجامعية أو التطبيقات الصناعية المحدودة بين 10 إلى 100 مليون دولار. أما الحواسيب الفائقة للأبحاث المتقدمة والطقس والمناخ بين 100 إلى 500 مليون دولار بينما كلفة الحواسيب العملاقة المستخدمة في أنظمة الذكاء الاصطناعي العملاقة بين 500 مليون إلى 1 مليار دولار.

"تسونامي ضرب مدينة جيجل سنة 1856"
"تسونامي ضرب مدينة جيجل سنة 1856"

الخبر

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • الخبر

"تسونامي ضرب مدينة جيجل سنة 1856"

كشف البروفيسور عمر مغراوي المختص في الزلازل في محاضرته، اليوم الخميس، لأول مرة عن معلومات تاريخية تتعلق بتعرض" مدينة جيجل لتسونامي في 21 أوت 1856 وتحطم جدار الصد ووصل تسونامي لغاية بجاية لكن علوها على سطح البحر حال دون تضررها و في بجاية تم تثبيت مسمار بطول 3,5 وسط البحر لقياس طول الأمواج، وصلت الأمواج لغاية جزر البليار الاسبانية". حذر الباحث في الزلازل بجامعة ستراسبورغ بفرنسا وعضو الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات قائلا: "علمتنا التجارب والدراسات بان الزلازل تعود بعد مدة لتضرب نفس المواقع المتواجدة على حدود الصفيحة الأرضية للزلازل ". استعاد نبذة تاريخية حول زلزال 9اكتوبر 1790 بوهران "اطلعنا على وثائق اسبانية تؤكد تعرض مدن اسبانية لتسونامي و أمواج بعد زلزال 1790 الذي شمل مدن معسكر و تلمسان و خاصة مستغانم التي تأثرت بتسونامي." كانت المحاضرة بمناسبة يوم علمي "المخاطر الكبرى" بجامعة وهران 2 محمد بن أحمد، لاختتام الأسبوع العلمي، المنظم من طرف الاكاديمية الجزائرية للعلوم و التكنولوجيا التابعة لرئاسة الجمهورية. تطرق مغراوي لزلازل أخرى مثل بسكرة 1869 الأصنام سنة 1954 و المسلية 1965 زلزال الشلف أكتوبر 1980 وهو الاكبر في تاريخ الجزائر بدرجة 7.1 ويأتي بعده زلزال زموري بومرداس الذي تسبب في وقوع تسونامي ضرب جزر اسبانية بعد 30 دقيقة من تسجيل الزلزال. وهنا تكمن اهمية دراسة الزلازل مع الطلبة و إجراء عمليات محاكاة لاستشراف واستباق الامور وهذه هي مهمة العلماء لتقليل الاضرار المادية و البشرية". في هذا الإطار، قدم الباحث معطيات حول أضرار الزلازل "من 1954 لغاية 2022 بلغت 10 مليار دولار ". فضل في نهاية محاضرته تكريم ارواح اساتذته مثل الحاج بن علو و آسيا حربي. وتطرق لزلزال بومرداس وتأثيره على تعديل القانون المضاد للزلازل لكن انتقد حصر المنطقة المعنية فقط من الغرب لغاية وسط الجزائر رغم أن كل مناطق الوطن عرفت حدوث زلازل في الشرق و منطقة الأطلس و الهضاب العليا. من جهته، تناول الأستاذ جيلالي بن نوار من جامعة باب الزوار استراتيجية تسيير الكوارث الطبيعة و انطلق من فكرة مفادها أن " المخاطر طبيعية و الكوارث غير طبيعية" في إشارة إلى مسؤولية الإنسان في الكوارث في حالة عدم التحضير و الهشاشة في مواجهة الخطر و عدم القدرة على الإبداع و تغيير ثقافة الأشخاص حيال المخاطر. أبرز الزالي سمير شيباني بأن موضوع هذا اللقاء يعتبر أحد أهم المواضيع التي تحظى بإهتمام خاص من طرف الدولة وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لما له علاقة بأمن المواطنين و البلاد و إستقرارها، فعندما يتحول الخطر إلى كارثة يؤثر بصورة مباشرة على مختلف الجوانب خاصة الإقتصاد، و هذا يجعلنا نعمل معا على وضع خطط وقائية إستباقية. ذكّر بإصدار مرسومين سنة 1985 حول الوقاية من الكوارث و تنظيم الإسعافات،وبعد زلزال بومرداس سنة 2003 و حيال جسامة الخطر أنذاك تم تحضير البلاد للتكفل الأمثل بالكوارث من خلال سياسة وقائية ، وأصدر القانون رقم 20/04 المتعلق بالوقاية من الكوارث وتسييرها في إطار التنمية المستدامة. ومن جهته أكّد محمد هشام قارة رئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات، أن إطلاق فعاليات هذا الأسبوع العلمي من العاصمة الجزائر جاء بفكرة إبداعيًة بادرت بها الأكاديمية وهي عبارة عن تبادلات بين نخبة من الأكاديميين و تلاميذ المدارس الثانوية، الهدف منها تقريب مجال العلوم من الأجيال الناشئة من أجل تغذية فضولهم و مساعدتهم في التحضير لمستقبلهم الدراسي الجامعي، و كذا تسليط الضوء على المسارات المهنية الرائعة لعينة من الأكاديميين الذين اكتسبوا معارفهم الأولى بفضل المدرسة الجزائرية،كما أكّد أن هذه المبادرة تهدف إلى لفت انتباه أبنائنا و بناتنا إلى الإمكانات والفرص المتاحة في بلادنا و حمايتهم من الإغراءات التي تهدف إلى تحويلهم نحو وجهات أجنبية. وفي كلمته الافتتاحية، عبر الأستاذ أحمد شعلال، مدير جامعة وهران 2، عن فخر المؤسسة الجامعية باحتضان هذا اليوم العلمي الرفيع، الذي يجمع نخبة من الأكاديميين والخبراء من مختلف التخصصات، مؤكداً حرص الجامعة على أن تبقى فضاءً مفتوحا للنقاش العلمي حول القضايا الراهنة، لاسيما المرتبطة بالمخاطر الكبرى وتحديات التنمية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store