
فضل الله: لبنان لا يُبنى بمنطق الإقصاء والعزل وعلينا التصرّف كإطفائيين لإسقاط ثقافة الكراهية
عقد العلّامة السيّد علي فضل الله لقاءً حواريًا في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك، تحدث فيه عن «العصبية وآثارها السلبية في المجتمع»، ومن ثم أجاب خلاله على عدد من الأسئلة والاستفسارات…
في البداية، تحدث فضل الله عن موقف الإسلام من العصبية، حيث أكد ان «الاسلام رفض منطق العصبيات سواء كانت عصبيّاتٍ عائليّةً، أو حزبية او شخصية أو مناطقية وغير ذلك»، مشيرا إلى أن «العصبيّة تجعل الإنسان يتحرّك غرائزيّاً، وتدفعه إلى أن يعادي كل الذين يختلف معهم»، مؤكدا أن «الإسلام اعتبر المتعصّب لا يحمل قيم الإسلام فهو يدعي احتكار الحقّ والحقيقة، وأنّه يملك اليقين والرّؤية الواضحة ويمثل الدين أو المذهب والوطن». وأضاف: «المجتمعات البشريَّة عرفت منطق التعصّب في كل مراحلها سواء على مستوى الأفراد والجماعات، بين عائلةٍ وعائلة، أو مدينةٍ ومدينة، وبين دولةٍ ودولة، أو بين شعبٍ وشعب، أو طائفةٍ وطائفة»، مشيرا إلى أن «التعصّب ليس من الفطرة الإنسانية، بل هو من عمل الشيطان. لذلك، لا يجتمع التعصّب والدّين تحت سقفٍ واحدٍ، ولا مع الحسّ الإنساني. وقد يتعصب الإنسان لاعتباراتٍ دنيوية زائفة لجاهٍ هنا أو زعامةٍ هناك أو مصلحةٍ خاصة ويقيم الحواجز مع من يختلف معهم»، مشيرا إلى أن «الاختلاف في الرأي أو في السياسة وغير السياسة هو حقّ مشروع، ولكن ما ليس مشروعاً، أن يحوّل أحدنا هذا الحقّ إلى منصّة لإطلاق الشّتائم أو التصريحات المستفزة أو التّشكيك في وطنية هذا المكون او ذاك…». وشدد على «ضرورة أن نحبّ الّذين نلتقي معهم، لنؤكّد مواقع اللّقاء على القيم والمبادئ، ونحبّ الّذين نختلف معهم، من أجل تأكيد لغة التّواصل والحوار، ونحبّ كلّ النّاس وبحيث نعمل على ان نحاصر كل الذين يفسدون لهم الحياة عندما لا يكون هناك مجالٌ لإصلاحهم».
ورأى أن «المشكلة في واقعنا لم تكن أبداً من تنوّع الطّوائف والمذاهب والأحزاب، بل عندما نغلق الأبواب على بعضنا البعض، وننصب الحواجز والمتاريس فلا نتعارف ولا نتلاقى، ويرفض كلّ منّا الآخر برغم كلّ الإيجابيات الّتي تكون عنده، ونخسر كلّ ذلك الجوّ التعارفيّ الإيجابيّ، وهذا ما جعل الآخرين ينجحون في تعميق الهوّة في ما بيننا، من خلال العصبيّات الّتي تمزّقنا وتعمي أبصارنا عمّا يراد لنا».
وقال: «تعالوا لأجل أن نفكّر بعقلٍ وتقوى ومسؤوليّة، وسنجد أنّ هناك أكثر من فرصةٍ للتّكامل والتّعاون والوصول إلى أهدافنا الكبيرة. وإعلاء ثقافة السّلام، والتصرّف كإطفائيّين، لإسقاط ثقافة الكراهية التي يروج لها البعض ويحرض عليها ويستخدم كل الوسائل من اجل تحقيق مصالحه الخاصة والذاتية». وختم: «هذا الوطن لا يبنى بمنطق التعصب وسياسة الإقصاء والعزل لهذا المكون او ذاك بل بتضافر جهود جميع أبنائه وتكاتفهم لمواجهة كل الضغوط التي تمارس ضد هذا الوطن فنحن جربنا في السابق سياسة العزل فماذا اثمرت الا القتل والتمزيق والانقسام داعيا إلى عدم تكرار تجربة الماضي حتى لا نندم من جديد وندمر بلدنا ونجعله ساحة للصراعات والفتن بدلا من ان يكون واحة للتلاقي والمحبة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 21 دقائق
- النهار
هذا الفيديو لا يظهر أحمد الشرع وهو يرد على تورطه في الهجوم على إسرائيل FactCheck#
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع وهو يرد على تورطه في الهجوم على اسرائيل". الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. الحقيقة: هذا الفيديو مجتزأ في شكل مضلل من مشاهد أطول تظهر الشرع مصرحاً خلال استقباله الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في قصر الشعب بدمشق، في 22 كانون الاول 2024. وكان يتكلّم على رؤيته الى مستقبل سوريا. FactCheck# "النّهار" دقّقت من أجلكم 10 ثوان فقط. تظهر المشاهد الشرع قائلا: "شو علاقتنا بالموضوع؟ ما إلنا علاقة. مو نحنا قتلنا الناس، يعني ما منعرف". وقد تكثّف التشارك في المقطع خلال الساعات الماضية عبر حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني يتلعثم خوفا وهو يرد على تورطه في الهجوم على إسرائيل". 🎖️ 🎖️". عاجل 🚨 🚨 زعيم هيئة تحرير الشام الإرهااابية أبو محمد الجولاني يرد على إسرائيل رد مزلزل بشأن تورطه في الهجوم على إسرائيل. — اخبار روسيا الاتحادية (@Su_35m) June 3, 2025 الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي صحتها. فالبحث عن المقطع، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشوراً بنسخة أطول في حسابات ، لا سيما ا خبارية ، مع شرح انه يظهر الشرع متكلماً، خلال استقباله الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في قصر الشعب بدمشق، في 22 كانون الاول 2024. ويمكن الاستماع الى كلام الشرع، في سياقه الأطول، في فيديو نشره حساب موقع "زمان الوصل" في يوتيوب (التوقيت 5.26). خلال استقباله جنبلاط يومذاك في مقدم وفد درزي كبير ضمّ نجله تيمور ونوابا من كتلته البرلمانية ورجال دين دروز، تعهد الشرع بأن بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذا "سلبيا" في لبنان وستحترم سيادة هذا البلد المجاور. وأكد أن "سوريا لن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان على الاطلاق وستحترم سيادة لبنان ووحدة أراضيه واستقلال قراره واستقراره الأمني". وقال إن بلاده "تقف على مسافة واحدة من الجميع"، مشيرا إلى أنها "كانت مصدر قلق وإزعاج" في لبنان. وتعهد أن "يكون هناك تاريخ جديد في لبنان نبنيه معا بدون حالات استخدام العنف والاغتيالات... و أرجو ان تمحى الذاكرة السورية السابقة في لبنان". ومما جاء في حرفية كلامه في ذلك اللقاء، خصوصاً في ما يتعلق بالمقطع المتناقل (بالعامية): "نتكلم مع الرئيس وليد بك، ونقول له الله يرحم بيك، قتلو النظام. ونتكلم مع آل الجميل ونقول لهم قتلو بشير الجميل. منحكي مع آل الحريري، ونقول لهم الله يرحم بيكم، قتلو النظام السوري. فسوريا كانت مصدر قلق وإزعاج، وهي اللي يعني شوي كان تدخلها في الشأن اللبناني تدخل سلبي في الأيام السابقة، بيركز على إثارة النعرات بين الناس حتى يبقى متحكم في المشهد اللبناني بشكل أو آخر. ولما طلع الجيش السوري من لبنان، خلّف وراه كمان حزب ما أعطى لبنان قدره يللي يستحق، فأدخله في أتون صراعات ونزاعات وسيطرة على مؤسسات وملفات الدولة على حساب التوازنات الداخلية في لبنان. للي بقولو أنه نحن اليوم الله عز وجل منّ علينا بعد الثورة السورية المباركة، واستطعنا أن نقتلع هذا النظام وأن نريح المنطقة والأقليم بأكمله من خطر استراتيجي كان محقق. بقاء وثبات كان الميليشيات المدعومة من قبل إيران في المنطقة لم تكن مصدر قلق لسوريا فحسب، رغم كل الجرائم التي ارتكبت في حق السوريين. عم نتكلم اليوم عن أكتر من 15 مليون إنسان بين نازح ولاجئ أثقلو كاهل الدول المحيطة بسوريا. عم نتكلم عن أكتر من مليون ونص نازح ولاجئ في لبنان، مع كل تبعات وجود اللجوء السوري في لبنان، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ولبنان كان بلد لا يحتمل، وبالأساس عنده اشكالات عميقة في بنيته الاقتصادية والاجتماعية. الأردن أيضا صدرلو أكتر من مليون ونص إنسان نازح ولاجئ، ومع ما يعانيه أيضا. وإلى تركيا صدر ملايين من الناس، تقريبا ثلاثة- أربعة مليون، عدا اللي ذهبوا إلى أوروبا والناس اللي غرقت في البحار وقتلت في الطريق. فالنظام السابق مع الميليشيات المدعومة إيرانيا عملت على تشتيت شمل السوريين وفرقت جمع الناس وشتت شملهم. انظروا اليوم إلى الفيديوهات العفوية التي تخرج على الإعلام، ترى أن الإبن لم ير أمه من 14 سنة، والأخ لم ير أخوه من 12 سنة. والحمد لله بالعمل اللي قمنا فيه، كان عمل سلس، وبأقل الخسائر، دخلنا إلى حواضر مدن كبرى لم تهدم فيها يعني قطعة واحدة، ولم ينزح منها أحد، مع كل التنوع الثقافي وكل مكونات الشعب السوري والطوائف الموجودة فيها، رغم أن النظام حاول خلال الـ50 السنة الماضية أن يشد العصب الطائفي داخل مكونات المجتمع السوري حتى يحافظ على بقائه، فأوهم الناس بأنه إذا سقط حكمه، فلن يكون هناك حياة للطوائف الأخرى. وأعتقد أن المعركة كانت في سلوكها وفي دخولها إلى المدن وفي تواصلها مع جميع مكونات المجتمع السوري، كل ما زرعه من ثقافة كره داخل المجتمع السوري خلال الـ50 سنة الماضية كذب في أحد عشر يوم وظهرت حقيقته، رغم أنها كانت معركة عسكرية، لكن كان يطغو عليها الرحمة والرأفة. كنا نقول اللهم نصر لا ثأر فيه، رغم كل الجراحات بين السورين. لكن إذا أردنا أن نفكر بعقلية بناء الدولة وبناء مؤسساتها، لا ينبغي أن تحضر عقلية الانتقام والثأر. عقلية الانتقام والثأر عقلية هدامة. اليوم سوريا الحمد لله أصبحت في مصاف آخر. هذه المعركة من أحد فوائدها أيضا أنها أنقذت المنطقة من حرب إقليمية كبيرة جدا، لا أبالغ إن قلت تكاد أن تصل شرارتها إلى أن تصبح حرب عالمية ثالثة، لأن سوريا اجتمع فيها أطراف دولية كبرى وأطراف إقليمية كبرى، أمريكا من جهة، وروسيا من جهة، وإيران من جهة، وتركيا أيضا من جهة، ومصالح دول خليجية من جهة، ومطامع إسرائيلية أيضا في المنطقة، وكان تواجد الميليشيات الإيرانية في سوريا مصدر قلق لكل الدول الإقليمية والعالمية. فللأسف أن هذه دمشق الحضارة، دمشق الضاربة في أطناب التاريخ، وصلت إلى أن تكون رهينة بأيدي بعض الميليشيات من شداذ الآفاق. أسماء لم نسمع بها من قبل، مشاهد لم نراها من قبل في أحياء دمشق. أهل الشام لم يعتادوا على رؤية مثل هكذا خطاب. أهل الشام مسالمين، هم أبسط من أن يدخلوا في حالة نعرات ثقافية وطائفية وتاريخية ليس لهم فيها ذنب. أحداث حصلت منذ 1400 سنة، ما علاقتنا نحن بها؟ يأتون اناس ليثأروا من أهل الشام على حدث تاريخي حصل قبل 1400 سنة. أي عقل هذا؟ أي منطق؟ (التوقيت 5.53 في الفيديو) شو علاقتنا بالموضوع؟ ما إلنا علاقة؟ مو نحنا قتلنا الناس، يعني ما منعرف. لكن على أية حال، لكن سبحان الله من سخرية القدر والأحداث المبكية المضحكة أنك ترى هناك من يستغل حالة فقهية أو شرعية، يلامس عواطف الناس بعناوين ليحتل أراضي وبلدان. قضية فلسطينية من جهة، قضية تاريخية من جهة، والنتيجة دائما تكون سقوط عواصم عربية في يد دولة، مثل إيران. أقول لكن المجتمع الدولي أيضا بنفس الوقت عجز عن حل المشكلة السورية خلال 14 عام، والحمد لله نحن أخذنا طريق مختلف عن باقي الناس، ليس لزهدنا بحال المجتمع الدولي، لكن ليقيننا بأن الشعوب لا تستطيع أن تأخذ حقها إلا بيدها...". وكما قرأتم وشاهدتم في الفيديو، لم يكن الشرع يرد على تورطه في الهجوم على اسرائيل كما زعمت حسابات في شكل خاطئ. سوريا تؤكد أنها "لن تشكل تهديدا" لأي طرف بعيد إطلاق مقذوفين نحو اسرائيل وجاء تداول المقطع بالمزاعم الخاطئة في وقت أكّدت السلطات السورية أنها لن تشكّل تهديدا لأي طرف في المنطقة، وذلك بعيد قصف إسرائيلي أمس الثلثاء 3 حزيران 2025 على جنوب البلاد، ردّا على إطلاق مقذوفين في اتجاه إسرائيل، منددة بمحاولة "زعزعة الاستقرار" (أ ف ب). وأعلنت إسرائيل أنها قصفت جنوب سوريا الثلثاء بعد إطلاق مقذوفين باتجاهها سقطا في مناطق غير مأهولة من دون أن يسفرا عن أضرار، في أول هجوم من هذا النوع من الجانب السوري منذ تولي الرئيس الانتقالي أحمد الشرع السلطة قبل ستة اشهر. وأكدت وزارة الخارجية السورية، وفقا لمكتبها الاعلامي، في تصريحات نقلها الإعلام الرسمي، أن "سوريا لم ولن تشكل تهديدا لأي طرف في المنطقة"، معتبرة أن هناك "أطرافا عديدة تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة". ورأت أن "التصعيد يمثّل انتهاكا صارخا للسيادة السورية، ويزيد من حالة التوتر في المنطقة، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التهدئة والحلول السلمية". وتشكّل العمليات الاسرائيلية المتواصلة على سوريا، منذ الإطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد، إحدى أبرز التحديات التي يواجهها الشرع في إطار مساعيه لبسط سلطته وضبط الأمن على كامل الأراضي السورية. تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع وهو يرد على تورطه في الهجوم على اسرائيل". في الحقيقة، هذا الفيديو مجتزأ في شكل مضلل من مشاهد أطول تظهر الشرع مصرحاً خلال استقباله الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في قصر الشعب بدمشق، في 22 كانون الاول 2024. وكان يتكلّم على رؤيته الى مستقبل سوريا.


بيروت نيوز
منذ 23 دقائق
- بيروت نيوز
نرفض استمرار الاحتلال والاعتداءات في فلسطين ولبنان
وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة إلى اللبنانيين من مكة المكرمة، لمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك جاء فيها: 'في كل عام ملايين المسلمين في ضيافة الرحمن، فيتقبل الله طاعتهم وحجهم ودعاءهم وصلاتهم، فيعود الحاج كيومَ ولدته أمه. فهي سلسلة الرحمة المتصلة منذ إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لا تنقطع، ولا تضعف، ولا تتراجع. وعندما نؤدي الفريضة التي كُتبت علينا، لا نتذكر دعوة إبراهيم عليه السلام فقط، بل نتذكر أيضا تضحيته وهي الرمز الذي يراعيه المسلمون في شعائر الحج. إنه الأصل الأصيل للعراقة في الدعوة والرسالة، وفي توجه النبي الخاتَم وهو من مكة موئل البيت الحرام وقد قال صلوات الله وسلامة عليه: إن مكة مسقط رأسه، وبسبب وجود البيت الحرام فيها، هي أحب بقاع الأرض إليه، ولولا أن القوم أخرجوه منها لما خرج. هو موسم ماجد من أي جهة أتيته، في الإخلاص لله، والتضحية والعبادة الخالصة لوجهه، ورجاء بل يقين الفرج بالدعاء عند البيت العتيق. منذ ما يزيد عن مائة عام يقاتل الفلسطينيون من أجل الحرية والدولة، وهم يتعرضون لمذابح وإبادة ما شهدت البشرية مثلها في غير الحروب الكبرى، لماذا يحصل ذلك؟ لأنه لا حساب ولا عقاب ولا عتاب على المستوى الدولي، والقُطُر المفروض أنها سائدة في العالم. أين السواد وأين الإصغاء لنداءات الأطفال والنساء والشيوخ والعجَّز وصرخاتهم؟ وأين هي حقوق الإنسان التي هي من شِرعة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن تجاه هؤلاء المعذبين في فلسطين؟ وفي كل فترة آخرها قبل أيام، يقوم أحد الصهاينة المحتلين باقتحام المسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين. كل الجهات تحذر من الحروب الدينية، لكن جهات النفوذ والتأثير وصُناع القرار لا تقول شيئا عندما يجري اقتحام المسجد الأقصى من جانب عصابات من المستوطنين. ما يزالون يبحثون عن آثار للهيكل المزعوم في هذه المساحة التي لا تتسع لهذه الأهوال، لكنه التعصب الأعمى الذي لم يعرفه المسلمون ولا البشرية في تاريخهم القديم، ولا يريدون معرفته في العصر الحاضر، لكنه يوشك أن يكون مفروضا عليهم. لا نريد أن نُخيف العالم، ولا أن نخاف منه، وإنما نريد العيش الآمن والعزيز في هذا العالم. في الواقع لا يريد أحد هذا النهر الجاري من الدماء البريئة المسفوكة. وكما يريد الفلسطينيون التخلص من المحتل، فكذلك لبنان وجنوبه. ما عادت الاعتداءات الإسرائيلية قابلة للهضم بأي صيغة، ولا بأي ثمن. ولذلك يكون على المجتمع الدولي المسارعة في إدانة حرب البغي والعدوان، والعمل على وقف النار. إنها صرخة تهتز لها القلوب والعزائم ومشاعر البشر. نريد أن يتوقف هذا القتل والإبادة للبشر والحجر، وهذا الازدراء للمقدسات، وهذا العمل العدواني على الأفراد والمجموعات، والأمل في مستقبل آخر وأجيال أخرى ستكون بالتأكيد أشد حرصا على مكافحة العدوان! أيها الإخوة، السلام قيمة كبرى ولا حياة ولا بقاء للبشر بدونه. لكن أهل العدوان لا يريدون ذلك لهذه الملايين في غزة، وفي خارج غزة. وهم لا يريدونه لنا في لبنان الذي ما يزالون يحتلون أرضه، ويضطهدون إنسانه. ولذلك وفي حضور الأضحى، أضحى إبراهيم ومحمد نقول ما قاله الله لإبراهيم عندما أرادوا به كيدا فجعلهم عز وجل الأخسرين، قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم. نحن في لبنان كلنا أمل بهذا العهد والحكومة ورئيسها التي نريد منها أن تعمل على إخراجنا من أزمة السلاح ومن استمرار العدوان إلى رحاب السلام. ونريد منها الخروج من الأزمات المالية، والاقتصادية، والمعيشية، والاجتماعية. ونطالب بالسياسات الصالحة والمستقيمة أن نتجاوز أزمنة ما كانت قيم العدالة والإنصاف والاستقامة سائدة فيها. فالإصلاح إرادة وقرار شجاع وحكيم، وضرورة وطنية قصوى وحاضرة، وهو دعوة الأنبياء والرسل، لبنان بحاجة إلى إصلاح متكامل في الحياة السياسية والوطنية والمؤسساتية في الأداء، ما كنا مسرورين بالأجواء المتشنجة في الانتخابات البلدية. لكننا كنا مطمئنين ومتفائلين بحضور الدولة ومؤسساتها الأمنية والسياسية وحياديتها وبنضالها، من أجل استعادة الثقة والاحترام، وبنزاهتها وتأمين كل سبل الحرية للمواطنين، ليتحملوا مسؤولية اختيارهم لهذه المجالس البلدية المؤتمنة على مصالح الناس في نطاق مهامها. أيها الإخوة، أيها المواطنون، نتشارك في الدولة الواحدة، والهوية الواحدة، والاحترام المتبادل، والعيش المشترك، وقيم المواطنة، والتضامن والسلام. ونريد لوطننا وإخواننا في الجوار الفلسطيني السوري أن تنفتح أجواؤهم وبيئاتهم على كل خير وسلام، وأمن بعد الشقاء، والقتل، والتهجير'. وهنأ مفتي الجمهورية اللبنانيين عامة، والمسلمين خاصة بعيد الأضحى المبارك.


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
دريان في رسالة الأضحى: الإصلاح إرادة وقرار شجاع وحكيم وضرورة وطنية
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة إلى اللبنانيين من مكة المكرمة، لمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك جاء فيها: "في كل عام ملايين المسلمين في ضيافة الرحمن، فيتقبل الله طاعتهم وحجهم ودعاءهم وصلاتهم، فيعود الحاج كيومَ ولدته أمه. فهي سلسلة الرحمة المتصلة منذ إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لا تنقطع، ولا تضعف، ولا تتراجع. وعندما نؤدي الفريضة التي كُتبت علينا، لا نتذكر دعوة إبراهيم عليه السلام فقط، بل نتذكر أيضا تضحيته وهي الرمز الذي يراعيه المسلمون في شعائر الحج. إنه الأصل الأصيل للعراقة في الدعوة والرسالة، وفي توجه النبي الخاتَم وهو من مكة موئل البيت الحرام وقد قال صلوات الله وسلامة عليه: إن مكة مسقط رأسه، وبسبب وجود البيت الحرام فيها، هي أحب بقاع الأرض إليه، ولولا أن القوم أخرجوه منها لما خرج. هو موسم ماجد من أي جهة أتيته، في الإخلاص لله، والتضحية والعبادة الخالصة لوجهه، ورجاء بل يقين الفرج بالدعاء عند البيت العتيق. منذ ما يزيد عن مائة عام يقاتل الفلسطينيون من أجل الحرية والدولة، وهم يتعرضون لمذابح وإبادة ما شهدت البشرية مثلها في غير الحروب الكبرى، لماذا يحصل ذلك؟ لأنه لا حساب ولا عقاب ولا عتاب على المستوى الدولي، والقُطُر المفروض أنها سائدة في العالم. أين السواد وأين الإصغاء لنداءات الأطفال والنساء والشيوخ والعجَّز وصرخاتهم؟ وأين هي حقوق الإنسان التي هي من شِرعة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن تجاه هؤلاء المعذبين في فلسطين؟ وفي كل فترة آخرها قبل أيام، يقوم أحد الصهاينة المحتلين باقتحام المسجد الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين. كل الجهات تحذر من الحروب الدينية، لكن جهات النفوذ والتأثير وصُناع القرار لا تقول شيئا عندما يجري اقتحام المسجد الأقصى من جانب عصابات من المستوطنين. ما يزالون يبحثون عن آثار للهيكل المزعوم في هذه المساحة التي لا تتسع لهذه الأهوال، لكنه التعصب الأعمى الذي لم يعرفه المسلمون ولا البشرية في تاريخهم القديم، ولا يريدون معرفته في العصر الحاضر، لكنه يوشك أن يكون مفروضا عليهم. لا نريد أن نُخيف العالم، ولا أن نخاف منه، وإنما نريد العيش الآمن والعزيز في هذا العالم. في الواقع لا يريد أحد هذا النهر الجاري من الدماء البريئة المسفوكة. وكما يريد الفلسطينيون التخلص من المحتل، فكذلك لبنان وجنوبه. ما عادت الاعتداءات الإسرائيلية قابلة للهضم بأي صيغة، ولا بأي ثمن. ولذلك يكون على المجتمع الدولي المسارعة في إدانة حرب البغي والعدوان، والعمل على وقف النار. إنها صرخة تهتز لها القلوب والعزائم ومشاعر البشر. نريد أن يتوقف هذا القتل والإبادة للبشر والحجر، وهذا الازدراء للمقدسات، وهذا العمل العدواني على الأفراد والمجموعات، والأمل في مستقبل آخر وأجيال أخرى ستكون بالتأكيد أشد حرصا على مكافحة العدوان! السلام قيمة كبرى ولا حياة ولا بقاء للبشر بدونه. لكن أهل العدوان لا يريدون ذلك لهذه الملايين في غزة، وفي خارج غزة. وهم لا يريدونه لنا في لبنان الذي ما يزالون يحتلون أرضه، ويضطهدون إنسانه. ولذلك وفي حضور الأضحى، أضحى إبراهيم ومحمد نقول ما قاله الله لإبراهيم عندما أرادوا به كيدا فجعلهم عز وجل الأخسرين، قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم. نحن في لبنان كلنا أمل بهذا العهد والحكومة ورئيسها التي نريد منها أن تعمل على إخراجنا من أزمة السلاح ومن استمرار العدوان إلى رحاب السلام. ونريد منها الخروج من الأزمات المالية، والاقتصادية، والمعيشية، والاجتماعية. ونطالب بالسياسات الصالحة والمستقيمة أن نتجاوز أزمنة ما كانت قيم العدالة والإنصاف والاستقامة سائدة فيها. فالإصلاح إرادة وقرار شجاع وحكيم، وضرورة وطنية قصوى وحاضرة، وهو دعوة الأنبياء والرسل، لبنان بحاجة إلى إصلاح متكامل في الحياة السياسية والوطنية والمؤسساتية في الأداء، ما كنا مسرورين بالأجواء المتشنجة في الانتخابات البلدية. لكننا كنا مطمئنين ومتفائلين بحضور الدولة ومؤسساتها الأمنية والسياسية وحياديتها وبنضالها، من أجل استعادة الثقة والاحترام، وبنزاهتها وتأمين كل سبل الحرية للمواطنين، ليتحملوا مسؤولية اختيارهم لهذه المجالس البلدية المؤتمنة على مصالح الناس في نطاق مهامها. أيها الإخوة، أيها المواطنون، نتشارك في الدولة الواحدة، والهوية الواحدة، والاحترام المتبادل، والعيش المشترك، وقيم المواطنة، والتضامن والسلام. ونريد لوطننا وإخواننا في الجوار الفلسطيني السوري أن تنفتح أجواؤهم وبيئاتهم على كل خير وسلام، وأمن بعد الشقاء، والقتل، والتهجير". وهنأ مفتي الجمهورية اللبنانيين عامة، والمسلمين خاصة بعيد الأضحى المبارك.