logo
سدد وقارب

سدد وقارب

الوطن١٢-٠٥-٢٠٢٥

تأمل الفيلسوف الشاب الذي يعلن بثقة، «أن تكون أو لا تكون، تلك هي المسألة»، بينما يناقش أحدث صيحات «تيك توك». قد يتساءل المرء ما إذا كان شكسبير قد تخيل يومًا أن تأملاته الوجودية ستستخدم لتبرير تحدي رقص! ومع ذلك، نحن هنا، نعيش في زمن تُنتزع فيه الاقتباسات من حدائقها الأدبية وتُلقى حولها كالألعاب النارية في موكب، مُجردة من جذورها ومعانيها.
في عالم حيث الحكمة مجرد نقرة بعيدة، أتقن شباب اليوم فن السطحية. لقد ولت الأيام التي كانت تتطلب فيها المعرفة قراءة عميقة وتفكيرًا نقديًا. بدلًا من ذلك، نعيش في عصر أصبح فيه الاقتباس من العظماء رياضة تنافسية، حتى لو كان السياق مفقودًا كما تضيع الجوارب في غياهب الغسالة.
لحظة يجب ألّا ننسى وليمة الأخطاء الإملائية! اليوم، يستخرج الشباب هواتفهم، ويكتبون بسرعة، لكن بنتائج محبطة: مثلًا، كلمة «تلعن» بدلًا من «تعلن» و«يشتعل» بدلًا من «يشتغل»، و«بالتأكيد» غالبًا ما تُكتب «بالتأكييد» - وهو مصطلح يبدو أنه يحدد نهج جيل كامل تجاه اللغة: سدد وقارب!
ثم تخيل نقاشًا حادًا حول تغير المناخ، حيث يصر أحد الشباب، أن «العالم في حالة احتراق، وعلينا أن نتصرف الآن!» ليُتبعه باقتباس يُنسب إلى ألبرت أينشتاين: «الخيال أهم من المعرفة»، رائع! إلا أنه، كما يتضح، يتم غالبًا نسب هذا الاقتباس بشكل خاطئ، لكن من يحتاج إلى الدقة عندما تكون في ذروة الحماس؟
في هذا العالم الجديد الجريء يجب أن تكون المعرفة بسيطة وواضحة وسهلة الهضم - مثل الوجبات السريعة للعقل! حقًا لماذا نقرأ نصًا فلسفيًا كثيفًا بينما يمكننا مشاهدة ملخص على يوتيوب لمدة خمس دقائق؟! لقد حُلت متعة التفكير العميق بمتعة مشاهدة فيديوهات «أفضل 10 اقتباسات من المفكرين المشهورين»، على أي حال من يحتاج إلى مواجهة نقد العقل الخالص لكانط عندما يمكنك اقتباسه خارج السياق لتبدو ذكيًا؟
وهنالك الباحث السطحي؛ وهو الطالب المزود بهاتفه الذكي، الذي يعلن وبكل فخر، «قرأت الكتاب كاملًا!» ليظهر لاحقًا أنه شاهَد سلسلة من مقاطع «تيك توك» تلخص المحتوى، نعم يستطيع سرد المصطلحات الرئيسية لكنه بالوقت نفسه يجد صعوبة في الانخراط في مناقشة ذات معنى. هذه هي النتيجة: مفكر جديد وجريء، لكن ما الثمن؟!
على الطلاب أن يسعوا لخلق روابط بين الأفكار وفهم السياقات التي تأتي منها؛ وهذا يعني أنه يجب عليهم قراءة المرجع الأصلي بالكامل بدلًا من الاكتفاء بمقاطع أو آراء الآخرين، إن الفهم العميق يتطلب التفكير النقدي والمناقشة، ما يعزز قدرة الفرد على استخدام المعرفة بشكل فعال، فعندما يقرأ الطلاب النصوص الأصلية، يتمكنون من فهم المعاني الدقيقة والارتباطات الثقافية والتاريخية التي تحملها، مما يجعلهم أكثر قدرة على الانخراط في حوارات ذات مغزى. لقد شملت المناهج الدراسية السابقة طيفًا واسعًا من المواد الدراسية، ما شجع على التنمية الشاملة. أما اليوم، فهناك توجه نحو المعرفة المتخصصة، مما قد يحد أحيانًا من التعمق في مجالات متنوعة، كما يحد أيضًا دمج المواد الدراسية من اطّلاع الطلاب على نطاق واسع من المعرفة، وهو أمر بالغ الأهمية لتنمية أفراد متكاملين؛ فالمنهج الدراسي المتنوع يشجع على التفكير النقدي والإبداع، بينما تكثيف المواد الدراسية لجعلها أسهل استيعابًا، قد يؤدي إلى فهم سطحي للمواضيع المعقدة وغالبًا ما يُضحى بعمق المعرفة من أجل الإيجاز. نعم لقد سعت الدراسات التربوية للتركيز على بيئات التعلم المبتكرة كما أكدت على تفعيلها، إلا أنها يجب أن تُكمّل منهجًا دراسيًا قويًا يُقدّر كلًا من الاتساع والعمق في التعليم، كما أنه وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتعزيز التفكير النقدي، فلا يزال العديد من الطلاب يجدون صعوبة في تطبيق هذه المهارات بفعالية في سياقات العالم الحقيقي؛ بمعنى بدلًا من الاعتماد على معلومات سريعة وسطحية، ينبغي عليهم أن يأخذوا الوقت اللازم لاستكشاف الأفكار بشكل شامل، مما يساعدهم على تطوير مهارات التفكير النقدي وفهم أعمق للموضوعات المطروحة. بينما نتخبط بعيدًا في هذا البحر من السطحية، من الضروري أن ندرك تأثير ذلك على الأجيال القادمة، لقد أصبحت المعرفة عبارة عن سلسلة من العبارات القصيرة، خالية من العمق والدقة وأصبح فن التفكير النقدي، الذي كان يُحترم في الماضي، الآن قطعة أثرية، مظللة بضغط الاستهلاك الرقمي.
إلى أين نحن ذاهبون؟ بتنا نقرأ اقتباسا من شكسبير وسط منافسة رقص على «تيك توك»! دعونا نترحم على أيام كانت النصيحة بـ«جمل» الذي تحول على أيدي أصحاب «سدد وقارب» إلى «حمل» وربما «عمل» أو «قمل» معشش في رؤوس الفصحاء الجدد!
لنساعد جيل اليوم والغد ببدء البحث عن الحلول بأنفسنا. هذه الحلول مدفونة بين الأرفف التي تغشاها الغبار والأتربة. هل نحن جادون في سعينا نحو المعرفة، أم سننتظر الحلول تأتي من أولئك الذين يروجون لمقاطع مثل: «هذا موضوع خطير أريد أن أحدثكم عنه اليوم، لذا لا تنسوا أن تضغطوا على زر الإعجاب والمتابعة»؟
إن الوقت قد حان لنخرج من حالة التراخي ونستعيد شغف التعلم، إن المعرفة ليست مجرد معلومات سريعة تُستهلك، بل هي كنز يحتاج إلى جهد وعناية. فلنبدأ في البحث، في القراءة، وفي الفهم، حتى نتمكن من بناء مستقبل يليق بنا، ويضمن لأبنائنا جيلًا واعيًا قادرًا على التمييز بين الحقائق والأوهام، بعيدًا عن ضوضاء السطحية.
إن لم نتحرك نحو التفكير النقدي، فقد نفقد القدرة على التمييز بين الحقيقة والخيال! يجب أن نستعيد قدرتنا على التفكير بعمق، وأن نقدر المعرفة كشيء يتطلب الجهد والوقت، وليس مجرد معلومات سريعة ! فلنبدأ بالتفكير مرة أخرى، ولنُعطِ الأفكار قيمة أكبر من مجرد كونها أدوات ترفيهية توزع كوجبات «تيك أوي» على صفحات السوشال ميديا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زوجة ديمبلي تخطف الأضواء بإطلالة محتشمة في احتفالات سان جيرمان .. صور
زوجة ديمبلي تخطف الأضواء بإطلالة محتشمة في احتفالات سان جيرمان .. صور

صدى الالكترونية

timeمنذ 15 ساعات

  • صدى الالكترونية

زوجة ديمبلي تخطف الأضواء بإطلالة محتشمة في احتفالات سان جيرمان .. صور

خطفت المغربية ريما إدبوش، زوجة نجم باريس سان جيرمان عثمان ديمبلي، الأنظار خلال احتفالات الفريق بتتويجه بلقب الدوري الفرنسي، بعد الفوز على أوكسير بـ 3-1، في اللقاء الذي أقيم على ملعب حديقة الأمراء السبت الماضي. وظهرت ريما بإطلالة أنيقة التزمت فيها بالتقاليد، مرتدية الحجاب والكمامة، وامتنعت عن الكشف عن وجهها للكاميرات، وهو ما أثار إعجاب الحاضرين وتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي. الحفل شهد حضور عائلات لاعبي الفريق، وسط أجواء من الفرح، حيث حرص نجوم الفريق الباريسي على الاحتفال باللقب رفقة أحبائهم، لكن ريما كانت من أبرز الحضور بسبب حضورها اللافت ورسالتها البصرية الهادئة. يُشار إلى أن ريما إدبوش من أصول مغربية، ولدت عام 1999، ونشأت في فرنسا، بينما تفيد تقارير بأنها تعود إلى قرية دوار أغبالو قرب كلميم، أو ربما ولدت في إيطاليا لعائلة مغربية مهاجرة. وعرفت ريما شهرة كبيرة على 'تيك توك' قبل أن تُغلق حسابها، كما أطلقت علامتها التجارية الخاصة بالأزياء الإسلامية، وتحافظ على خصوصية حياتها العائلية. وتزوجت من عثمان ديمبلي في 2021 وفق التقاليد المغربية، ورُزقا بابنتهما الأولى في سبتمبر 2022، ويعيشان حاليًا في فرنسا، حيث يواصل ديمبلي تألقه مع باريس سان جيرمان والمنتخب الفرنسي.

لجين عمران تبوح بتفاصيل شخصية مثيرة بلقاء عفوي مع الإعلامية رانيا برغوث
لجين عمران تبوح بتفاصيل شخصية مثيرة بلقاء عفوي مع الإعلامية رانيا برغوث

ياسمينا

timeمنذ 16 ساعات

  • ياسمينا

لجين عمران تبوح بتفاصيل شخصية مثيرة بلقاء عفوي مع الإعلامية رانيا برغوث

حلّت الإعلامية السعودية لجين عمران ضيفة في بودكاست نقطة عالسطر مع الإعلامية رانيا برغوث، حيث كشفت تفاصيل شخصية مثير في هذا اللقاء العفوي. إلتقت الزميلتين لجين عمران ورانيا برغوث في جلسة مليئة بالمرح والعفوية للحديث عن محطات وأسرار شخصية في حياة الإعلامية لجين عمران التي تحدثت أيضًا عن آراءها وعن برنامجها توعوي الجديد الذي يحمل عنوان 'فيلر من أول السطر' . تفاصيل 'الكذبة البيضاء' التي كانت بداية مشوارها الإعلامي استضافت الإعلامية رانيا برغوث في برنامجها الحواري 'نقطة عالسطر' لجين عمران في لقاء تم بثه يوم أمس على منصة 'يوتيوب'، والذي حمل في طياته الكثير من التفاصيل المثيرة المتعلقة بحياة لجين عمران الإعلامية والمؤثرة، حيث استهلت رانيا الحديث بسؤالها عن تفاصيل البرنامج الجديد الذي ستقدمه لجين عمران والمختص في التوعية حول الإجراءات التجميلية، حيث وضّحت لجين عمران السبب وراء فكرة البرنامج و أهدافه وأسلوبه الذي يعتمد على آراء مختصين في المجال للكشف عن أبرز الأخطاء المتعلقة بالتجميل. وضمن سياق الحوار طرحت رانيا برغوث سؤالًا عن بدايات لجين عمران في المجال الإعلامي، وكيف صارحت عائلتها بموضوع السفر للاستقرار في بيروت لبدء حياتها المهنية كإعلامية هناك، لتجيب لجين أن عائلتها رغم إنفتاحها إلا أنها اعتبرت إنتقالها إلى لبنان بمثابة تحوّل كبير في حياتها، حيث أنها أخفت موضوع الإستقرار هناك عن عائلتها في الفترة الأولى وأبلغتهم بأنها ستسافر لمدة شهرين فقط لتصوير برنامج وهذا ما إعتبرته 'كذبة بيضاء' كونة لم يضر أحد على حسب تعبيرها. بعدها استرسلت لجين عمران بالحديث عن كونها مؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وكيف تمكنت من تكوين شخصية قوية لتجاوز التعليقات السلبية وحماية نفسها من التأثر، وتطرقت أيضًا إلى طموح الجيل الجديد الذي أصبح يسعى وراء الشهرة بدون وعي، كما أنتقدت بشكل صريح متابعة الناس للأشخاص الذين يقدمون محتوى سيء رغبة في زيادة المشاهدات وتصدر 'الترند'. كما أكدت لجين عمران أن السبب وراء تدهور المحتوى على منصات مواقع التواصل يعود بشكل كبير على المتابعين الذين يعطون بعض المؤثرين الضوء الأخضر للاستمرار بتقديم محتوى مستفز وغير مفيد، ووثقت ذلك من خلال تجربة شخصية لها عندما قارنت بين نشرها لمحتوى خاص بكتاب مفيد وما بين حديثها عن نوع ماسكارا، حيث حصدت صورة الماسكارا على كمية هائلة من التفاعل مقارنةً بالكتاب. وضمن المواضيع الشائكة التي تناولتها في الحلقة كانت مشاركتها في برنامج ' دبي بلينج'، حيث أكدت بأنها لم تكتشف أن هذه التجربة لم تلائمها بعد أن خاضت غمارها، وأشارت أنها كانت في الجزء الأول بشخصيتها الحقيقية أكثر من الجزء الثاني، كما بررت سبب المشاكل والدرما التي حدثت بالجزء الثاني.

"ميس رايتشل" تتعرض لحملة تحريض لدفاعها عن أطفال غزة
"ميس رايتشل" تتعرض لحملة تحريض لدفاعها عن أطفال غزة

Independent عربية

timeمنذ 18 ساعات

  • Independent عربية

"ميس رايتشل" تتعرض لحملة تحريض لدفاعها عن أطفال غزة

عرفت "ميس رايتشل" لفترة طويلة كشخصية مؤثرة في منصات التواصل الاجتماعي تقدم بوجهها الطفولي الباسم أشرطة مصورة لتعليم الأطفال وتقديم النصائح لذويهم، إلى أن بدأت برفع الصوت دفاعاً عن الأطفال في قطاع غزة، مما أثار انقساماً بين ملايين المتابعين وانتقادات بلغت حد المطالبة بفتح تحقيق في حقها بالولايات المتحدة. منذ العام الماضي بدأت الأميركية رايتشل أكورسو المعروفة بـ"ميس رايتشل" تتحدث عن المآسي التي يواجهها الأطفال في قطاع غزة جراء الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في تغيير جذري عن الصورة التي صنعت شهرتها، وهي التحدث بأسلوب طفولي محبب وهي ترتدي زياً من الجينز وتلف رأسها بربطة زهرية اللون. وقالت المرأة البالغة 42 سنة، وهي أم لولدين، "أعتقد أن عدم قول أي شيء هو ما يجب أن يثير الجدل"، وذلك في مقابلة أجرتها أخيراً مع الإعلامي الأميركي البريطاني مهدي حسن، وعلقت خلالها على الانتقادات المتزايدة التي تتعرض لها على خلفية حملات جمع التبرعات والمناصرة التي تقوم بها لمساندة الأطفال في القطاع الفلسطيني. وأضافت، "من المحزن أن يحاول الناس إثارة الجدل ضد من يرفع الصوت دفاعاً عن أطفال يتعرضون لمعاناة لا تُقاس. الصمت لم يكن خياراً بالنسبة إليَّ". فيديوهات للبالغين سلط هذا الاندفاع الضوء على الشخصية المحبوبة التي دخلت بابتسامتها العريضة ووجها البشوش، قلوب ومنازل ملايين من العائلات في الولايات المتحدة، وأصبحت من أبرز الوجوه على منصات التواصل الاجتماعي التي تقدم النصائح لمرحلة الطفولة المبكرة. ويناهز عدد متابعي "ميس رايتشل" على منصة يوتيوب 15 مليون شخص. ويأتي الجدل حولها في وقت تزداد حدة الأزمة الإنسانية في غزة، مع منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر منذ الثاني من مارس (آذار)، مما أثار انتقادات دولية لاذعة لتل أبيب التي قالت إنها ستعاود السماح بدخول "كمية أساسية" من المعونات. لكن الانتقادات المثارة حول فيديوهات "ميس رايتشل" التي تتطرق إلى معاناة الأطفال في غزة، والموجهة إلى البالغين من متابعيها وبقيت منفصلة عن أشرطتها التعليمية للصغار، تعكس الانقسام العمودي في الولايات المتحدة في شأن الحرب المستمرة في غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والتي اندلعت عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنته "حماس" على جنوب إسرائيل. وأثارت هذه الحرب في الولايات المتحدة، الحليفة التاريخية لإسرائيل، انقسامات عميقة على مستويات مختلفة، من الجامعات إلى المؤسسات الخاصة والمجتمع بصورة عامة. اتهامات ودعوات إلى التحقيق مع "ميس رايتشل" في مايو (أيار) 2024 أطلقت "ميس رايتشل" حملة جمعت خلالها 50 ألف دولار لمصلحة منظمة "سايف ذا تشيلدرن". وتحدثت بتأثر بالغ عن تعليقات قاسية و"تنمر" تعرضت له عبر منصات التواصل الاجتماعي، واتهام منتقديها لها باتخاذ موقف منحاز مناهض لإسرائيل. وكتبت أكورسو رداً على ذلك أن "الأطفال الفلسطينيين، الأطفال الإسرائيليين، الأطفال في الولايات المتحدة، الأطفال المسلمين، اليهود، المسيحيين. كل الأطفال، في أي بلد كانوا". أضافت، "لا أحد مُستثنى". وأسفر هجوم "حماس" عن مقتل 1218 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين وفقاً لتعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية. في المقابل، قتل في غزة 53486 شخصاً منذ بدء الحرب، وفقاً لأحدث حصيلة أوردتها وزارة الصحة التابعة لـ"حماس"، من بينهم ما يزيد على 10 آلاف طفل. ومذ بدأت ترفع الصوت دفاعاً عن هؤلاء، تواجه "ميس رايتشل" اتهامات متزايدة بمعاداة السامية أو مناهضة إسرائيل. وطلبت مجموعة ضغط مؤيدة لتل أبيب الشهر الماضي من وزيرة العدل الأميركية بام بوندي، فتح تحقيق في شأن إذا ما كانت أكورسو "تتلقى تمويلاً من طرف خارجي للترويج لدعاية مناهضة لإسرائيل لتضليل الرأي العام". كما اتهمتها منظمة "StopAntisemitism" المناهضة لمعاداة السامية بأنها تعمل على ترويج "دعاية حماس"، وإن أقرت بأن أكورسو نشرت فيديوهات داعمة لأطفال إسرائيليين منهم أرييل وكفير بيباس، أصغر الرهائن سناً، واللذان لقيا حتفهما خلال الأسر في قطاع غزة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) "يجب أن تشعروا بالعار" قالت "ميس رايتشل" لصحيفة "نيويورك تايمز" إن اتهامها بالترويج لدعاية "حماس" هو "عبثي" و"كذب صريح". ونقلت عنها الصحيفة قولها، "الحقيقة المؤلمة... هي أن آلاف الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة قتلوا وما زالوا يقتلون، ويتعرضون للتشويه والتضور جوعاً. من الخطأ الاعتقاد أن الاهتمام بمجموعة من الأطفال يحول دون اهتمامنا بمجموعة أخرى من الأطفال". وألغت "ميس رايتشل" إمكان التعليق على بعض منشوراتها الداعمة لأطفال غزة، لكن مستخدمين لجأوا إلى منشوراتها الأخرى لتوجيه انتقاداتهم. ويعكس التفاوت في التعليقات الانقسام حولها، إذ كتب أحد المستخدمين، "أحب برنامجك وليس سياستك"، بينما اعتبر آخر أن "ميس رايتشل كنز وطني". ودافعت بعض الشخصيات عن "ميس رايتشل"، مثل تومي فيتور الذي كان ضمن فريق الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ويعمل حالياً كمقدم بودكاست. وكتب فيتور إن "معاداة السامية مشكلة حقيقية، والإدلاء بهذه التعليقات (بحق ميس رايتشل) بصورة خبيثة... لغايات سياسية، يجعل الأمور أسوأ". وتمسكت أكورسو بمواقفها على رغم الانتقادات، ونشرت حديثاً مرفقاً بصورة الطفلة رهف البالغة ثلاثة أعوام والتي فقدت ساقيها في الحرب. وعلقت على الصورة قائلة، "نعلم أن معاملة الأطفال كما يحصل في غزة ليست أمراً صائباً أخلاقياً. نعلم ذلك في قلوبنا وأرواحنا"، متوجهة بالقول إلى "القادة الملتزمين الصمت ولا يساعدون هؤلاء الأطفال، يجب أن تشعروا بالعار. صمتكم سيبقى في الذاكرة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store