
حملات إلكترونية تبرز الدور الإنساني الأردني في غزة وتواجه التشويه بالحقائق
اضافة اعلان
عمان- جنبا إلى جنب، يقف الصوت الشعبي الأردني مع مواقف بلاده الرسمية في التصدي لحملات التحريض المتواصلة التي تستهدف دور الأردن الإنساني في دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ليجد الأردنيون أنفسهم أمام حملة هجوم تستدعي منهم الدفاع عن وطنهم، والفخر بمواقفه الإنسانية الراسخة عبر عقود من الزمن.وشكلت مواقع التواصل الاجتماعي الساحة الأبرز التي عبر من خلالها الأردنيون، وكل من يقدر مواقف الأردن، عن تضامنهم في مواجهة محاولات كسر الدور الإنساني الأردني في غزة، في ظل حرب التجويع التي تعد الأشد منذ اندلاع الحرب، لا سيما وأن تلك الحملات ترافقت مع "اعتداءات على مقرات لبعثات دبلوماسية أردنية في عدة دول".مشاعر الفخر والتضامن تجلت بوضوح في التعليقات والمنشورات، المكتوبة والمصورة، التي نشرها الأردنيون عبر حساباتهم لتكون بمثابة رسالة للعالم تؤكد أنهم، بكل ما أوتوا من طاقة وقدرة وتسهيلات، يقفون في الصف الأول لمد يد العون لأهلهم في غزة. فقد كان الأردن أول من كسر الحصار، وقدم المساعدات الغذائية.وبعيدا عن رسائل التشكيك والتحريض ومحاولات التقليل من حجم المساعدات الأردنية ومصداقية وصولها، أكدت الحكومة الأردنية عبر وزير الاتصال الحكومي والناطق الرسمي باسمها، الدكتور محمد المومني، أن "الأردن يقوم بواجبه تجاه أهل غزة، ويواصل إرسال المساعدات الإنسانية، بغض النظر عن أي نقاشات سياسية"، مشددا على رفض الأردن التعامل مع هذه المساعدات خارج إطارها الإنساني أو إصدار أحكام سياسية بشأنها.ولم يكن الرد مقتصرا على الجانب الرسمي، بل كان للعديد من مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي وروادها في الأردن وخارجه دور بارز في التصدي لتلك الأصوات "الناشزة" التي تنتقص من الدور الإنساني الأردني في غزة.ومن بين هذه الردود، البيان الصادر عن جمعية "سند للفكر والعمل الشبابي"، ممثلة بمديرها سلطان الخلايلة، والذي استنكر الاعتداءات والهجوم الذي استهدف الأردن بكل مكوناته الرسمية والشعبية.وأشادت الجمعية "بالدور الإنساني الذي تقوم به الحكومة الأردنية من خلال إرسال قوافل الإغاثة والمساعدات الطبية والغذائية، واستقبال الجرحى وتقديم الرعاية الصحية، رغم التحديات الداخلية"، مؤكدة أن هذا الالتزام الثابت يعكس موقفا قوميا وإنسانيا لا ينكره إلا جاحد، ومشددة على أن "من أراد نصرة القضية فليدعم جهود الملك والدولة الأردنية، لا أن يهاجمها أو يشوه صورتها أمام العالم".ورغم الأصوات الكثيرة القادمة من داخل قطاع غزة التي تشيد بالدور الأردني في تسيير قوافل المساعدات، وخاصة أن الأردن كان الدولة الأولى التي كسرت حصار التجويع عن القطاع، إلا أن ذلك لم يكن كفيلا بإسكات الأصوات التي تهاجم وتنتقص من هذا الدور الإنساني الكبير والمؤثر. وهو ما دفع رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى التصدي لتلك الحملات، سواء الممنهجة منها، أو تلك التي تصدر من معلقين على حسابات مختلفة.وكتب هاشم عربيات، في تعليقه ودفاعه عن الأردن في مواجهة هذا الهجوم: "الأردن، كان وما يزال، وطن المواقف الثابتة والشجاعة، وأهله القلة الوثابة التي لا تتراجع حين يتراجع الآخرون. لم تنحرف بوصلة الأردن يوما عن فلسطين والقدس الشريف، ولا عن الوصاية الهاشمية على المقدسات".ويتابع عربيات: "اليوم، كما عهدناه يواصل الأردن أداء دوره التاريخي، فكسر الحصار بإرسال المساعدات الغذائية لأهلنا في غزة، والجوع لن يكسر إرادتهم، فالأردن لا يخذل قضيته المركزية".بينما يقول عبد اللّه مبيضين، عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي "في مواجهة التشكيك، المعرفة والتاريخ هما الرد، حيث أن هذا التشكيك في جهود ودور الأردن ليس حالة عابرة، بل ظاهرة متكررة تقع ضمن سياقات سياسية وإعلامية ونفسية واجتماعية، وعبر عقود، طور الأردنيون (رسميا وشعبيا)، مناعة فكرية واعية في مواجهة هذه الظاهرة، من خلال فرزها، تفكيك دوافعها، وفضح مصادرها وحملات التشكيك تتداخل مع نظريات مثل "غسل الوعي" و"التأطير السلبي"، وتستخدم أدوات الإعلام الرقمي لتكرار رسائل مضللة".لذا، كان من الأهمية بمكان استثمار أدوات الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة متاحة في الدفاع عن مواقف الأردن والرد على الحملات المختلفة. وكما يوضح اختصاصي علم الاجتماع الدكتور محمد جريبيع، فإن اللافت في خضم هذا المشهد هو بروز منصات إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي، أخذت على عاتقها التعبير عن وجدان المواطن الأردني ومواقفه الوطنية، ليس فقط من باب التفاعل، بل من باب صناعة سردية وطنية جديدة تستند إلى التاريخ، وتستحضر المواقف الثابتة للدولة الأردنية تجاه فلسطين.وفي هذا العصر، الذي باتت فيه وسائل التواصل الاجتماعي مساحة شاسعة يتفاعل من خلالها الأفراد ويتبادلون الآراء والمواقف، تحولت هذه المنصات إلى ساحة افتراضية فاعلة، بل إلى منصة سياسية حقيقية. فلم يعد الفضاء الرقمي مجرد وسيلة للتواصل، بل أصبح جغرافيا جديدة يعبّر من خلالها الأردني عن مواقفه، ويخوض عبرها معارك الدفاع عن وطنه وهويته ودوره القومي.ويرى جريبيع أن المواطن الأردني استطاع خلال هذه الفترة أن يعيد قراءة تاريخه السياسي بعين الحاضر، وأن يبني على هذا التاريخ روايته الخاصة، المتناغمة مع رواية الدولة، في دعمها وتعزيزها ومنحها شرعية شعبية متجددة. وقد شكل الرجوع إلى محطات تاريخية مضيئة في مسيرة الأردن تجاه فلسطين لحظة وعي وطني عميقة، رسخت المعرفة، وأعلت من مكانة الموقف الشعبي، وربطت الحاضر بالماضي، لخلق وعي سياسي أكثر نضجا وثباتا.وفي ذات السياق، يقول هاشم العامر إن "الموضوع لا يقتصر على المساعدات أو غيرها من التفاصيل، ولا ينبغي لأحد أن يسعى لإثبات شيء. وحتى وإن كانت المساعدات الحالية غير كافية نظرا لحصار القطاع وجوعه الكامل، فإن ما يحتاجه هو تدخل أممي، وليس جهود دولة واحدة فقط".ويضيف العامر أن المفاجأة كانت بوجود حملة معادية للأردن، تنكر إرسال المساعدات الأردنية، وتتهمه بالتخاذل والنكران والتقصير. ولهذا، يرى العامر أن من الضروري التصدي لهذا الهجوم، ورفض الصمت، وعدم السماح لمن يثير الفتن التي تضر بالمصلحة الوطنية، وبالغزيين في آن واحد.وفي كل مرة تُشن فيها حملات للتشكيك بمواقف الأردن أو النيل من دوره، يؤكد الدكتور محمد جريبيع أن ملامح التلاحم الوطني تظهر بوضوح، إذ ينهض الشارع الأردني، بكل مكوناته وأطيافه، دفاعا عن وطنه، ويعبّر عن موقفه الثابت في دعم سياسات الدولة. وغالبًا ما يسبق هذا الوعي الشعبي الردود الرسمية، فيكون صوته أعلى وأبلغ، مؤكدا أن الأردن ليس دولة يمكن النيل منها بسهولة، وأن ما يجمع أبناءه أكبر من أي محاولة للتشويه أو التفرقة.وإن دل هذا على شيء، فإنه يدل، وفق جريبيع، على أن المواطن الأردني هو صمام الأمان للوطن، والمدافع عن كرامته، والمحامي الذي لا يكلّ ولا يملّ في الدفاع عن مواقفه ودوره ومقدراته، بكل وعيه وحسه الوطني، وإيمانه العميق بأن لا وطن بديلا، ولا هوية قابلة للمساومة. كما يكشف هذا الزيف في الادعاءات.مؤمن المجالي، كتب عبر مشاركته في الردود التي يشاهدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن "مساعدات الأردن لغزة هي التزام إنساني ومنذ اليوم الأول في العدوان على غزة فتح الأردن جبهة إسناد للإغاثة أهل غزة والدعم الذي يوجه لغزة هو دعم حكومي وشعبي".ويضيف "ورغم كل الجهود التي يبذلها الأردن إلا أنه لم يسلم من حملات التشكيك التي تروج لمزاعم باطلة فالأردن لا يقايض مواقفه الإنسانية ومواقفه القومية والأردن البلد العروبي الذي استقبل ملايين النازحين واللاجئين الذي جاءوا للأردن جراء الحروب ولن يستطيع أحد أن يراهن على مواقف الأردن المشرفة وهذا كله بإرادة شعبية وتوجيه من القيادة الحكيمة".ويؤكد جريبيع أن مما لا شك فيه أن الأردن، في الفترة الأخيرة، كان هدفا لحملات منظمة ومغرضة شنتها جهات متعددة، حاولت تحميله مسؤوليات لا تمت له بصلة، وتجاهلت الحقائق على الأرض، وهذا يدفعنا لأن نذكر بحقيقة تاريخية ثابتة، وهي أن الأردن لطالما كان عرضة لمحاولات التشويه والتقليل من شأنه، والتشكيك بمواقفه الوطنية والقومية.ورغم ذلك، فإن الأردن ظل راسخا في مواقفه، ثابتا على مبادئه، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، التي يعتبرها قضيته المركزية الأولى، ويشيد جريبيع بتلك المواقف الداعمة للموقف الأردني، والتي حملت هتافاتها وتفاصيلها تبن مجتمعي للرواية الوطنية التي تعكس الدور الأردني الثابت والمقدّس في الدفاع عن القضية الفلسطينية، والتي لا يراها الأردن ملفًا سياسيًا عابرًا، بل التزامًا تاريخيًا وأخلاقيًا ووطنيًا، يمتد في عمق وجدان الدولة والشعب معًا.وما نراه اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي يؤكد هذا التحوّل بوضوح، بحيث أصبح الأردنيون، بحسب جريبيع، جنودًا رقميين، يكتبون، يناقشون، يدحضون الإشاعات، ويفندون الروايات المشبوهة، الذي يدل على مدى التوافق العميق بين موقف الشارع الأردني والدولة، وأن هذا الاصطفاف ليس وليد اللحظة، بل انعكاس لوعي وطني متجذّر.ما نراه اليوم من التفاف شعبي حول الموقف الرسمي الأردني ليس مجرد تفاعل عاطفي، بل مؤشر عميق يحمل رسائل متعددة للداخل والخارج، بتقدم الشارع الأردني للدفاع عن وطنه، دون انتظار توجيه أو دعوة، وهي رسالة سياسية بالغة التأثير، بأن هذا ليس موقف حكومة أو نظام فقط، بل موقف شعب كامل يؤمن بعدالة قضيته وبثبات دوره.ويشدد جريبيع على أن هذه الرسالة الشعبية قد تكون أبلغ وأقوى من البيانات والخطابات، لأنها نابعة من القاعدة، من الناس الذين يعبرون بعفويتهم وصدقهم ووعيهم الوطني عن وحدة الصف ووضوح الاتجاه، وأن "الأردن دولة ذات تقاليد سياسية ومؤسسية راسخة تدرك أين توجه خطابها، والدولة تترك المساحة للموقف الشعبي أن يتصدر المشهد، لأنه حين يعلو صوت الناس بالحق، يصعب على أي جهة خارجية أن تزاود أو تُشكك أو تُحرّف الحقائق، وان هناك ثقة متبادلة الموقف بين الشارع والدولة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 2 ساعات
- الغد
لماذا بقي وزيرا الداخلية والخارجية؟
اضافة اعلان أجرى رئيس الحكومة د. جعفر حسان تعديله الأول على حكومته وهو على أعتاب العام الأول، مباغتا الكل بالموعد حتى لا يقول البعض إنه توقع الموعد، بل أرسى سنّة جديدة تعلن مسبقا عن يوم التعديل وقسم اليمين.التعديل لم يكن مفاجأة بالمعنى المتعارف عليه، بل إن أهم دلالة سياسية فيه بقاء وزيري الداخلية والخارجية في موقعيهما على الرغم من التهيئة عبر الإشاعات لمغادرتهما، والضخ الجائر لمعلومات غير دقيقة حول هذا الأمر.في تواقيت سابقة كانت كثرة المعلومات المصطنعة وغير الدقيقة حول مغادرة اسم معين في أي حكومة تؤدي في مرات إلى رحيله حقا، بعد صناعة رأي عام ضد هذا الاسم أو ذاك، لكن ما حدث هذه المرة مختلف.لم تكن هناك معلومات دقيقة أصلا حول مغادرة مازن الفراية وأيمن الصفدي، والفرق كبير في الأردن بين محاولات الإطاحة وبين الواقع.بقاء وزير الخارجية لم يكن مشكوكا فيه وحتى الذين تذرعوا بكون وزير الخارجية خرب علاقاتنا الدولية بسبب تصريحاته الثورية، في ملف غزة، واستدلوا بعدم لقاء الصفدي بوزير الخارجية الأميركية في بدايات حكم ترامب، والذي عاد والتقاه، عادوا اليوم وسكتوا، لأن الصفدي كان يعبر عن الدولة وليس عن شخصه فقط، وعرّض نفسه لأحمال ثقيلة داخليا وخارجيا، لا يمكن الاستهانة بها، وهذا أمر يحسب له، فيما قناته الوزارية مع الأميركيين سالكة لأن الأردن هو الذي يحل هذه التعقيدات، مع كل الأطراف وليس استبدال الأسماء وهوياتهم، في سياقات ترتبط أصلا بمبررات الموقف الأردني تجاه غزة، وكيفية إدارة علاقات الأردن الدولية.أما وزير الداخلية فهو بلا شك شخصية وازنة، لا يختلف عليها أحد، لا سياسيا ولا شخصيا، ولا مهنيا، مبادر وفعال، ويكفي أنه في موقعه حل عقدا كثيرة داخل وزارة الداخلية، على مستوى المعابر والحدود والتسهيلات على مستوى التأشيرات وأعاد الآلاف إلى بيوتهم الذين خسروا حياتهم بسبب قضايا الثأر والإجلاء، وقضايا ثانية يمكن حسبانها للوزير، ولهذا بقي الوزير لأسباب يستحقها، حاله حال وزير الخارجية، الذي بقي أيضا في موقعه.هذا يعني أن وزيرين في وزارتين سياديتين لم يخرجا ولم يخرج أحدهما كما أشيع سابقا، أو توقع البعض، لأن من يتوقع يتناسى أيضا عوامل القوة والإسناد الناعم لكليهما وهي عوامل قد لا تكون ظاهرة أمام الإعلام بشكل علني، فيأتي التقييم سطحيا، وناقصا، ويرتبط على الأغلب بالأهواء.في كل الأحوال التعديل لم يكن إلا عملية جراحية صغيرة على حكومة الرئيس جعفر حسان، وكان حسنا ما فعله الرئيس بتغيير بعض الحقائب والأسماء، واستعانته بأسماء مهمة من بينها الدكتور إبراهيم البدور وزير الصحة، وغيره من أسماء، دون أن ننسى هنا أن هناك أسماء خرجت تعرضت أصلا لحملات متواصلة خلال الفترة الماضية، وخروجها لم يكن مفاجأة لأن تلك الحملات كانت تعبّر عن مشاكل في الوزارات وليس استهدافا شخصيا، كما أن بعض الأسماء التي دخلت الحكومة دخلت في سياقات تقترب من حسابات داخلية تمزج بين التعويض السياسي والترضية، وفي حالات تقوية للفريق الاقتصادي كحالة وزير الاستثمار وقدومه أصلا من الديوان الملكي، وخبرته في التحديث الاقتصادي وملفات التنمية.التعديل الأول احتاج قرابة العام، لكن أبرز قراءة تقول إن الحكومة غير راحلة كليا كما كان يتردد، وأن سيناريو حل الحكومة للبرلمان واستقالتها والذي كان يتردد ليس دقيقا، فالتعديل لا يمنع التغيير، لكنه يعطي إشارة على الثبات والاستقرار، حتى يشاء الله أمرا كان مفعولا نهاية المطاف.ما يحتاجه الأردنيون نهاية ليس أخبار التعديل، بل يريدون تغييرا يستحقونه على حياتهم وحل مشاكلهم، وهذا ما نطلبه من الحكومة أولا وأخيرا.


الرأي
منذ 4 ساعات
- الرأي
"هآرتس": نتنياهو يغرق بوحل غزة ويسير عكس التيار كالمقامر
شنت صحيفة إسرائيلية، الأربعاء، هجوما حادا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على خلفية قراره إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل. وقالت "هآرتس" (يسارية) إن "نتنياهو يغرق في وحل قطاع غزة، ويسير عكس التيار كالمقامر، ويضحي بأرواح المختطفين (الأسرى الإسرائيليين) والجنود في غزة". رغم ذلك نقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي إسرائيلي لم تسمه تشكيكه في نية نتنياهو احتلال قطاع غزة. وقال المسؤول: "أشك في أن نتنياهو يريد حقا احتلال قطاع غزة، وفي الاجتماع الحكومي الأخير (مساء الثلاثاء)، بدا أسوأ من المعتاد، ويبدو أن عبئا كبيرا يقع على كاهله". وأضاف: "نتنياهو فشل في تحقيق هدفه من الضغط العسكري بغزة، ومحاولة عمل اختراق جزئي يتضمن إطلاق سراح بعض المختطفين مقابل وقف إطلاق نار مؤقت، مع الإبقاء على خيار استئناف القتال". وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة - بدعم أمريكي - أكثر من 211 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. المسؤول الإسرائيلي أضاف: "كثيرون يرون أن التلويح باحتلال غزة بالكامل مجرد تكتيك ومحاولة للضغط". ورجح أن "نتنياهو لن يقيل رئيس الأركان (إيال زامير)، وقد يتفقان على عملية عسكرية محدودة لإظهار الحزم". ووفق وسائل إعلام عبرية، تتصاعد خلافات في إسرائيل، إذ يتجه نتنياهو نحو إعادة احتلال قطاع غزة، بما يشمل المناطق المرجح وجود أسرى إسرائيليين فيها، وفق مكتب رئيس الوزراء. في المقابل، يطرح زامير "خطة تطويق" تشمل محاور عدة في غزة، بهدف ممارسة ضغط عسكري على حركة "حماس" لإجبارها على إطلاق الأسرى، دون الانجرار نحو "أفخاخ استراتيجية". وسبق أن احتلت إسرائيل قطاع غزة لمدة 38 عاما بين عامي 1967 و2005. وحذرت "هآرتس" من أن "قرار نتنياهو باحتلال قطاع غزة قد يتحول إلى واقع دام، وهو محاولة يائسة لإعادة حماس إلى طاولة المفاوضات، مع جرعة كبيرة من الإحباط". ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" غدا الخميس، لمناقشة خطة لاحتلال مدينة غزة والمعسكرات الوسطى، يعارضها زامير. والأسبوع الماضي، انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حماس بالدوحة، بعد تعنت تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات الإنسانية. ويُحمّل 52 بالمئة من الإسرائيليين حكومتهم المسؤولية كاملة أو جزئيا عن عدم إبرام اتفاق مع حماس، وفق استطلاع للرأي نشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي نتائجه الأحد. ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى أن نتنياهو يرغب في صفقات جزئية تتيح مواصلة الحرب بما يضمن بقاءه بالسلطة، إذ يخشى انهيار حكومته إذا انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب. ومحليا يُحاكم نتنياهو بتهم فساد تستوجب سجنه حال إدانته، وتطلب المحكمة الجنائية الدولية اعتقاله بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة. ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراض في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.


الرأي
منذ 5 ساعات
- الرأي
شاحناتنا في مواجهة إرهابهم
بينما يكتفي العالم بالإدانة والمواقف الرمادية، يواصل الأردن دوره الإنساني بثبات، متحديا إرهاب المستوطنين الذين يحاولون عرقلة قوافل المساعدات الأردنية المتجهة لغزة تحت إشراف الهيئة الخيرية الهاشمية والقوات المسلحة، والتي أصبحت تتعرض للاعتداءات المتكررة، فلماذا لن نتوقف رغم كل هذا؟. الأردن وفي شهادات حية على صموده وإرادته، أرسل 178 قافلة تضم 7,834 شاحنة تحمل أكثر من 31 ألف طن من المساعدات، إلى جانب 358 عملية إسقاط جوي داخل غزة تقريبا، ووصول 53 طائرة إغاثة إلى مطار العريش، استفاد منها ما يقارب 717 ألف فلسطيني، والأهم ثلاث مستشفيات ميدانية ومبادرات لإعادة الأمل وغيرها، بينما بقي العالم متفرجا. في كل يوم، يواجه سائقونا اعتداءات مباشرة من المستوطنين، من تعطيل الشاحنات وتمزيق الحمولة، إلى تهديد السائقين أنفسهم، وكل ذلك على مرأى قوات الاحتلال التي تختار الصمت، في محاولة لفرض إدخال المساعدات عبر وساطات تجارية إسرائيلية،بهدف تسييس المأساة وتحويلها لسوق أبعد مايكون عن الانسانية. حاليا يقدم سائقو شاحناتنا المتجهة الى غزة نموذجا للتفاني والشجاعة في مواجهة المخاطر الكبيرة التي تحيط بهم، فهم لا يواجهون فقط صعوبات الطريق والتحديات اللوجستية، بل يتعرضون لتهديدات مباشرة من قبل المستوطنين الذين يمارسون العنف والإرهاب ضدهم ، وبالرغم من كل ذلك مازال ذباب "الإخوان" يواصل استهداف الأردن واتهامة بالتقصير والتخاذل، متجاهلين تماما حجم الجهود الجبارة التي يبذلها الأردن في دعم الأشقاء. في هذه الأوقات الصعبة المصيرية في تاريخ الآمة يبقى الأردن مثالا حيا على القيم النبيلة التي تتجاوز حدود السياسة والمصالح الضيقة، ويثبت يوما بعد يوم أن التضامن مع الشعب الفلسطيني ليس واجبا فقط بل رسالة إنسانية سامية لا تقبل المساومة، في زمن يغيب فيه الدعم الحقيقي والموقف الواضح من المجتمع الدولي. خلاصة القول، ما يقدمه الأردن ليس مجرد موقف عابر، بل هو تعبير عن وفاء متجذر لقضية عادلة لم ولن تغيب عن وجدان الاردنيين يوما، وبأن وقوفه إلى جانب غزة ترجمة حقيقية للإيمان بأن الصمت خيانة، وأن نصرة المظلوم واجب لا يؤجل. وستظل شاحنات وقوافل المساعدات الأردنية تشق الطريق نحو غزة، ولن تقف عند عتبة الخوف والتهديد بل ستمضي بثبات، لأن الواجب لا يؤدى بالتمني، بل بالفعل والتنفيذ والتضحية.