
الطائفة الدرزية في فلسطين تطالب بحماية أبناء السويداء في سوريا من إسرائيل
الطائفة الدرزية في فلسطين تطالب بحماية أبناء السويداء في سوريا من إسرائيل
ممكن يعجبك: مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 14 آخرين في كمين ببيت حانون
وجاءت هذه المطالبة في ظل تصاعد التوترات الأمنية والاشتباكات التي شهدتها المنطقة، مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا وإصابة العديد.
دروز إسرائيل يضغطون على نتنياهو لحماية أقرانهم في سوريا
تسعى الطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة إلى زيادة الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو، في الوقت الذي وضعت فيه إسرائيل قواتها في حالة جاهزية هجومية ودفاعية، وكررت تحذيراتها لسوريا من المساس بالطائفة الدرزية في أراضيها.
جاءت المطالبات لنتنياهو بالتدخل رغم أنه أمر بالفعل بشن هجمات على القوات الحكومية السورية، وقد نُفذت هذه الهجمات، إذ شن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على قوات الحكومة السورية التي تقدمت لفرض الأمن في السويداء، ذات الغالبية الدرزية جنوب سوريا.
عبّر الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ موفق طريف، في مقابلة مع هيئة البث الرسمية 'كان'، عن استهجانه لسماح إسرائيل بوصول دبابات سورية إلى السويداء، مؤكدًا أن ذلك يتناقض مع تعهداتها.
كانت إسرائيل قد تعهدت بحماية الطائفة الدرزية في سوريا عقب سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، وأضاف طريف: 'ما يحدث في السويداء مذبحة، وعلى العالم أن يتدخل'
جاءت رسالة الزعيم الدرزي المؤثر معبرة عن تحرك درزي أوسع للضغط على حكومة نتنياهو للتدخل.
كما أعلن الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، تراجعه عن البيان السابق الذي رحب بدخول قوات الجيش والأمن السوري إلى مدينة السويداء.
أوضح الهجري في بيان جديد، صدر مساء الثلاثاء، أن بيان الترحيب 'فُرض علينا من دمشق وتحت ضغوط خارجية'، مشيرًا إلى أن قبوله بالتهدئة جاء فقط 'لحقن دماء أبناء الطائفة'.
وأضاف أن المحادثات التي جرت مع دمشق 'لم تُفضِ إلى أي نتائج حقيقية'، داعيًا إلى تصعيد الموقف في ظل ما وصفه بـ'حرب إبادة شاملة يتعرض لها الدروز'.
كانت الرئاسة الروحية للطائفة قد أصدرت بيانًا صباح الثلاثاء رحبت فيه بدخول قوات وزارة الداخلية السورية إلى السويداء، ودعت الفصائل المسلحة في المدينة إلى عدم مقاومتها وتسليم سلاحها، كما دعت إلى فتح حوار مع الحكومة السورية 'لعلاج تداعيات الأحداث وتفعيل مؤسسات الدولة بالتعاون مع أبناء المحافظة'.
تقدمت قوات الأمن العام السورية نحو مدينة السويداء مساء الاثنين، بعد معارك عنيفة مع مجموعات مسلّحة محلية.
جنود دروز يطالبون نتنياهو بالتدخل عسكريًا في السويداء
خرج الدكتور أمير خنيفس، رئيس الحركة الدرزية من أجل المساواة في إسرائيل، برسالة قال فيها إن هذا 'وقت اختبار التحالف الدائم بين الشعب اليهودي والطائفة الدرزية'، بينما أرسلت جمعية الجنود الدروز المسرّحين في إسرائيل رسالة إلى رئيس الحكومة تطالبه بالتدخل، وجاء في الرسالة: 'هذه هي المرة الثانية التي نخاطبك فيها بشأن ما يجري، وقلوبنا مثقلة بالحزن والقلق'، ورأت الرسالة أن أبناء الطائفة الدرزية في سوريا يتعرضون لـ'هجمات شرسة من جماعات متطرفة'
طالبت الرسالة، بحسب القناة 12 الإسرائيلية، نتنياهو بتحمل المسؤولية، وتقديم المساعدة العسكرية والإنسانية، وإنشاء ممر آمن للدروز المعرّضين للهجوم.
قال الجنود المسرّحون: 'هذه معركة أخلاقية من الدرجة الأولى، لقد حارب أبناء الطائفة إلى جانب جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، وبنوا شراكة حقيقية، والآن حين يصرخ إخوتنا وراء الحدود طلبًا للمساعدة، لا يجوز لنا أن نصمت'
يخدم عدد كبير من الدروز في صفوف الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وسقط عدد منهم قتلى على يد مقاتلي المقاومة الفلسطينية في القطاع.
مشاورات إسرائيلية عاجلة بشأن أحداث السويداء
أجرى نتنياهو مشاورات عاجلة، الثلاثاء، مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان أيال زامير، قبل أن يصدر بيانًا مشتركًا مع كاتس، أعلنا فيه أنهما أوعزا بشن غارات على القوات السورية في الجنوب السوري.
أكد الجيش الإسرائيلي أنه هاجم عددًا من المركبات المدرعة التابعة لحكومة دمشق، من بينها دبابات وناقلات جند ومدافع، إضافة إلى طرق إمداد، بهدف تعطيل تقدم القوات السورية نحو جبل الدروز (جبل العرب في السويداء).
ممكن يعجبك: وفاة الرئيس النيجيري السابق محمد بخاري عن 85 عاماً
رأى مصدر أمني إسرائيلي أن حجم الضربات 'غير مسبوق'، ويعكس التزام إسرائيل بسياساتها في نزع السلاح جنوب سوريا، وضمان عدم المساس بالطائفة الدرزية.
بحسب صحيفة معاريف، كانت الولايات المتحدة على علم مسبق بالضربات الإسرائيلية على القوات السورية، وأضافت الصحيفة أن الوضع في سوريا 'مؤشر على عدم استقرار أمني وحكومي'، وتابعت: 'إذا استمر هذا الوضع، فمن الصعب توقع حدوث تقدم حقيقي نحو اتفاقات بين إسرائيل وسوريا، رغم المحادثات الأخيرة'
إضافة إلى الضربات، أفادت قناة 'i24NEWS' العبرية بأن سرية من حرس الحدود نُشرت على الحدود السورية عقب أحداث السويداء، لمنع الاضطرابات وامتدادها عبر الحدود، ومن المتوقع وصول سريتين احتياطيتين إضافيتين قريبًا، وفقًا للتطورات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار المصرية
منذ يوم واحد
- النهار المصرية
أهداف إسرائيل الخفية من التدخل في الشأن السوري سيناريو «قديمة حديثة»
شهدت الفترة الأخيرة تصاعداً لوتيرة التدخل الإسرائيلي في الشأن السوري بشكل فج وغير مسبوق، حيث كثفت إسرائيل من غاراتها داخل الأراضي السورية تحت ذريعة استهداف الوجود الإيراني أو حزب الله في لبنان، لكن في الواقع فإن التدخل الإسرائيلي في سوريا يحمل العديد من الأبعاد السياسية والاستراتيجية التي تستهدف استغلال الأوضاع في داخل سوريا بعد سقوط نظام الأسد لإعادة تشكيل التوازنات الإقليمية على حدودها الشمالية، والتأثير في مسار الأزمة السورية بما يخدم المصالح الجيوسياسية لإسرائيل. هبة شكري، باحث أول بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن أبرز ما تسعى إليه إسرائيل في هذا السياق هو تحويل جنوب سوريا إلى منطقة عازلة تضمن القضاء على أي تهديد مستقبلي قد يواجها في المستقبل: «الحقيقة أن أهداف إسرائيل في سوريا لا تقف عند حدود الأمن التكتيكي، بل تأتي في إطار رؤية أوسع ترتبط بطموحاتها لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى على ارض الواقع». وفق ما روته هبة ل«النهار»، فإن حلم إسرائيل الكبرى يرتكز على إضعاف وتفكيك دول الجوار، بما فيهم سوريا، التي تحتل مكانة محورية داخل هذا التصور، نظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي وارتباطها التاريخي بالقضية الفلسطينية، فضلاً عن تركيبتها الطائفية المعقدة، وهو ما جعلها في نظر صناع القرار الإسرائيليين دولة قابلة للتفكك وإعادة التشكيل بما يتسق مع الرغبة الإسرائيلية في إعادة رسم منطقة الشرق الأوسط وفقاً للأهداف الإسرائيلية، مؤكدة أن هذه الرؤية ليست تحليلاً افتراضياً، بل تم طرحها صراحة في وثائق استراتيجية إسرائيلية، أبرزها ما يُعرف بـ«وثيقة يينون» عام 1982، التي دعت صراحة إلى تفتيت المحيط العربي على أسس إثنية وطائفية. وحول علاقة إسرائيل بالدروز وأهدافها، أكدت هبة شكري، أنه على مدار عقود سعت إسرائيل إلى توظيف الدروز واستخدامهم كورقة ضغط داخلياً وخارجياً، ففي الداخل منحتهم تمييز فيما يتعلق بالهوية وفرضت التجنيد الإجباري عليهم كمحاولة لكسب ولائهم، وفي الخارج تعاملت معهم كورقة ضغط ضمن محاولات أوسع لتفكيك المجتمعات المحيطة إلى كانتونات مذهبية متناحرة، بما يسهم في إضعاف محيطها الإقليمي ويسمح لها بلعب دور الراعي الإقليمي للأقليات. أكدت «هبة»، أنه لا يمكن الحديث عن علاقة إسرائيل بالدروز من دون إدراك استراتيجية إسرائيل لخلق «تحالف الأقليات» وهو أحد محاور الفكر الأمني لـ«ديفيد بن غوريون»، والذي توسع بعد ذلك من خلال خطط إسرائيلية مختلفة شكلت أساساً للسياسة الإسرائيلية الهادفة إلى تفكيك سوريا، والتي تستهدف في النهاية التحول إلى شرق أوسط مجزأ تحت الهيمنة الإسرائيلية. وبشأن الحديث عن نتائج الهجمات الإسرائيلية، قالت الباحثة هبة شكري: «كان لها أثر واضح على البنية العسكرية السورية»، مؤكدة أنها لم تنجح في إحداث تغيير جذري في موازين القوى داخل سوريا، موضحة أنه يمكن اعتبار الهجمات التي استهدفت مواقع حيوية مثل وزارة الدفاع ومبنى القياد العامة للجيش وبعض الوحدات الإلكترونية والمخابراتية بمثابة إرسال رسالة تحذير مباشر للنظام السوري بعد تدخله العنيف في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، حيث شهدت المنطقة اشتباكات دموية بين الدروز والبدو، رافقها تدخل عسكري من قوات النظام، مفادها أن أي محاولة من النظام لكسر التوازن في السويداء أو فرض الهيمنة بالقوة على طائفة تحظى بعلاقات خاصة مع إسرائيل، ستُقابل برد مباشر، حتى في عمق العاصمة دمشق. وأشارت إلى إن ما يحدث ليس معزولا عن رغبة نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في العودة إلى نهج الردع، ففي وقت تشهد فيه محاولات حكومته للتوصل إلى اتفاق في غزة حالة من الجمود، وفي ظل هذا التعثر، يبدو أن نتنياهو يحاول تعويض ذلك باستعراض القوة على الساحة السورية، حيث يسعى إلى إيصال رسائل متعددة أولها للقيادة السورية، مفادها أن أي اقتراب من حدود إسرائيل الجنوبية سيواجه بالقوة، أما الرسالة الأخرى فموجهة للداخل الإسرائيلي، حيث يحتاج نتنياهو إلى تجديد شرعيته السياسية وسط الأزمات العديدة التي التي يواجهها في الداخل وتزايد الاتهامات لحكومته بالفشل في تحقيق اهداف الحرب في قطاع غزة أو استعادة الأسرى الإسرائيليين. من جانبها قال محمد عبد الرازق باحث أول بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه على الرغم من الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار من جانب المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك ورئاسة الجمهورية السورية فإن سيناريوهات التطورات في سوريا لا تزال مفتوحة، وهو ما يرجع إلى عدد من العوامل، أولها أن هذا الاتفاق ليس هو الأول من نوعه فيما يتعلق بالاشتباكات الأمنية في محافظة السويداء؛ إذ توصلت الحكومة السورية مع وجهاء وشيوخ المحافظة إلى عدة اتفاقات سابقة لاحتواء التوترات الأمنية، ومنها اتفاقي مارس ومايو الماضيين، وهو ما يشير إلى طبيعة الوضع الأمني في المحافظة وما تفرضه من تطورات تجعل من الصعب تنفيذ الاتفاقات الموقع عليها. وأوضح في تصريحات خاصة للنهار، أن العامل الثاني هو أن الاشتباكات الأخيرة وطبيعة ما جرى فيها من أحداث يكشف عن أن الإدارة السورية لا تزال غير قادرة على السيطرة على المقاتلين الأجانب وشديدي التطرف الذين أُلحقوا بالقوى الأمنية والعسكرية للدولة، والذين لا يمكن التأكد من مسار ممارساتهم خلال المرحلة المقبلة وما يمكن أن تتسبب فيه هذه الممارسات من اندلاع الاشتباكات من جديد، أما العامل الثالث أن انخراط العشائر العربية في المواجهات الأخيرة قد ولّد مناخًا انتقاميًا للعلاقة بين المكونين العشائري والدرزي في محافظة السويداء ومحيطها، وهو ما يُحتمل معه حدوث أي توترات مستقبلية. ونوه إلى أنه من المتوقع أن تستمر عدة مشكلات في المشهد السوري خلال الشهور المقبلة، أهمها ملف الاندماج في الدولة السورية بما يتضمن بشكل أساسي دمج الفصائل العسكرية المسلحة في المؤسسات الرسمية للدولة، وهو أمر يواجه تحديات كبيرة في ضوء الاشتباكات الأخيرة في محافظة السويداء وما يتوقع معه من تعنت الفصائل المحلية هناك في هذا الملف، بالإضافة إلى فشل المباحثات مع قوات سوريا الديمقراطية بشأن تنفيذ الاتفاق الموقع من قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في مارس 2025، حيث يُحتمل أن يستمر إصرار قوات سوريا الديمقراطية على موقفها في ضوء التطورات الخاصة بالدروز في محافظة السويداء. ونوه إلى أن نجاح الإدارة السورية الجديدة في لم شمل وحدة سوريا يعتمد على اتخاذ خطوات حقيقية في مسار التشاركية وشمولية الحكم خلال المرحلة المقبلة، والابتعاد عن المنهج المركزي والإقصائي للحكم الذي خيّم على الشهور الماضية من حكمها، والتي شهدت سيطرة هيئة تحرير الشام والفصائل العسكرية المسلحة على كافة مقاليد الأمور. وقد يمثل اختيار مجلس الشعب المقبل الذي تشكلت اللجنة العليا لانتخابه الشهر الماضي ومن المفترض أن تنهي أعمالها في غضون بضعة أشهر.


المصري اليوم
منذ 2 أيام
- المصري اليوم
جيش الاحتلال يعلن مداهمة مقرّات «كوماندوز» لنظام الأسد بجبل الشيخ والعثور على ثلاثة أطنان من الأسلحة
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي،ّ مداهمة «مقرّات كوماندوز» كانت تابعة بالسابق لنظام بشار الأسد، بجبل الشيخ، وادّعى العثور على ثلاثة أطنان من الأسلحة والمعدات والقنابل. وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، أنّه «خلال هذا الأسبوع، عثرت كتائب الاحتياط على عدد من مقرّات الكوماندوز المركزيّة للنظام السوريّ السابق في جبل الشيخ، والتي كان يُعتقد أنها كانت ضمن القطاع السوريّ- اللبنانيّ، خلال عهد نظام الأسد». وأضاف أنه «خلال المداهمة، عثرت القوات على معدّات عسكرية، وأكثر من ثلاثة أطنان من الأسلحة، بما في ذلك ألغام مضادة للدبابات، وعشرات العبوات الناسفة، وصواريخ». وأشار البيان ذاته إلى أن «القوات قد صادرت جميع هذه المضبوطات». وذكر أنّ «عمليات التفتيش هذه، كانت في منطقة الحدود السورية اللبنانية، تهدف إلى منع محاولات تهريب الأسلحة بين البلدين، بهدف حماية أمن مواطني إسرائيل، وسكان مرتفعات الجولان، تحديدًا».


نافذة على العالم
منذ 3 أيام
- نافذة على العالم
أخبار العالم : حكمت الهجري: من مرجعية روحية إلى أداة تفكيك سياسي بإيقاع إسرائيلي
الثلاثاء 22 يوليو 2025 09:40 مساءً نافذة على العالم - في مدينة السويداء، حيث تواجهت قوى الأمن السوري مع مجموعات مسلّحة خارجة عن القانون، حسب توصيف الحكومة، في صدام دموي، برزت لهجة استعمارية مألوفة أعاد بثّها الاحتلال الإسرائيلي، متدثّرًا بخطاب 'الحماية' بدل الاحتلال، ومتحينًا لحظة الفوضى لتوسيع نفوذه تحت عباءة الدفاع عن 'الأقليات'. لكن اللافت أن هذا الخطاب تماهى، على نحو صادم، مع تصريحات الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز المرجعيات الدينية لدى طائفة الموحدين الدروز في سوريا. خرج الهجري بمواقف متتالية هاجم فيها الحكومة السورية علنًا، ووجّه نداءات للتدخل إلى قادة أجانب، من بينهم دونالد ترامب، وبنيامين نتنياهو نفسه، المتهم بارتكاب جرائم حرب. في تصعيد سياسي يطرح أسئلة كثيرة عن موقع الهجري وتاريخ اصطفافاته. يقدّم هذا التقرير قراءة في المسار الروحي والسياسي للشيخ حكمت الهجري، منذ توليه موقع مشيخة العقل عام 2012، وصولًا إلى تحوّله إلى فاعل في الشأن العام، وانخراطه المتصاعد في ديناميات ما بعد سقوط نظام الأسد. النشأة والخلفية الاجتماعية وُلد حكمت سلمان الهجري في التاسع من يونيو/حزيران عام 1965 في فنزويلا، حيث كان والده يعمل حينها. بعد فترة قصيرة، عادت العائلة إلى سوريا، وهناك أكمل الهجري تعليمه من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية. نشأ في عائلة دينية معروفة في السويداء، توارثت المشيخة لأجيال، وكان والده الشيخ سلمان الهجري من أبرز مشايخ الطائفة. التحق بكلية الحقوق في جامعة دمشق عام 1985، وتخرّج منها عام 1990. بعد التخرج، استقر في مسقط رأسه للعمل، ثم عاد إلى بلدته قنوات عام 1998 ليستقر فيها بشكل دائم. ومهدت البيئة التي نشأ فيها، إلى جانب خلفيته القانونية، الطريق للعب أدوار مجتمعية متقدمة داخل الطائفة، مستفيدًا من موقعه العائلي ومن شبكة علاقاته الواسعة في جبل العرب. تسلّم حكمت الهجري منصب الرئاسة الروحية للموحدين الدروز في سوريا عام 2012، بعد وفاة شقيقه الشيخ أحمد الهجري في حادث سير من نفس العام، يُقال أنه بترتيب من نظام الأسد، لموقفه من عمليات انشقاق أبناء الطائفة الدرزية عن قوات الأسد عام 2011، وانضمام بعضهم إلى كتائب الجيش السوري الحر وقتها. حيث كان قد شغل أحمد المنصب منذ عام 1989، خلفًا لوالده الشيخ سلمان الهجري، وهو ما يعكس توارث المنصب داخل العائلة لثلاثة أجيال متتالية. واجهت خلافة الهجري تحديات غير مسبوقة ارتبطت بتأييده السريع والعلني لبشار الأسد في الأيام الأولى لتوليه المشيخة، حيث قدم دعمه للنظام في عدة بيانات، في ظل تصاعد الغضب الشعبي في المدينة ضد السلطة في ذلك الحين، مما أدى إلى تضرر شعبيته بين العامة، بما فيها إلحاق الضرر بسمعة آل الهجري كمرجعية دينية تاريخية في السويداء. وهو ما أثار خلافات كبيرة داخل الطائفة نفسها، وفتح نقاشات كثيرة حول من يملك حق الزعامة الدينية والسياسية في جبل العرب. إذ انقسمت الهيئة الروحية إلى مجموعتين: واحدة يقودها الشيخ حكمت الهجري في بلدة قنوات، والأخرى يقودها الشيخ يوسف جربوع والشيخ حمود الحناوي في مقام 'عين الزمان'، الذي يُعتبر المركز الديني الأهم للطائفة في سوريا. علاقته بنظام الأسد وموقفه من الثورة منذ توليه مشيخة العقل عام 2012، حافظ حكمت الهجري على موقف واضح في تأييده لنظام الأسد البائد. ففي أول ظهور علني له بعد وفاة شقيقه، ألقى كلمة أمام الأسد خلال زيارة الأخير إلى بلدة قنوات لتقديم العزاء، قال فيها: 'حضرتك الأمل، أنت بشار الأمل، بشار الوطن، بشار العروبة والعرب، الله يطولنا بعمرك'. هذا الخطاب مثّل إعلان ولاء صريح للنظام. وبحسب دراسة صادرة عن مركز جسور عام 2020، عبّر الهجري بشكل متكرر عن اصطفافه مع النظام السوري، واستقبل وفودًا من الحشد الشعبي العراقي، وأصدر في مارس/آذار 2015 بيانًا طالب فيه بتسليح أبناء الطائفة. كما قام بالتنسيق المباشر مع القصر الجمهوري في ملفات إدارية ومحلية، من بينها الوساطة لإعادة موظفين مفصولين إلى أعمالهم. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2018، دعا أبناء الطائفة إلى الالتحاق بالخدمة الإلزامية، بعد حادثة اختطاف نفّذها تنظيم داعش، كما أشرف على تشكيل فصيل مسلح بالتنسيق مع فرع الأمن العسكري، وهو نواة الميلشيا التابعة له حاليًا. استمر الهجري بإظهار ولائه للأسد رغم تصاعد الاحتجاجات في السويداء، ومقتل متظاهرين برصاص قوات النظام، مما عرّضه لانتقادات حادة من ناشطين محليين، اتهموه بالانحياز الكامل للنظام، لا سيما بعد تحطيم تمثال حافظ الأسد وسط المدينة، اللحظة الأبرز في تاريخ محافظة السويداء خلال سنوات الثورة السورية. لم يقتصر موقف الهجري المؤيد للنظام على البيانات والمواقف العامة، بل شارك عام 2015، مع مشايخ آخرين، في إصدار قرار من مشيخة العقل يقضي بإبعاد الشيخ وحيد البلعوس، مؤسس رجال الكرامة، وعدد من رجال الدين المناهضين للأسد عن الطائفة، حيث اتهمهم بالخروج عن المسار الديني. وكان البلعوس يعتبر من أبرز مشايخ الطائفة وأكثرهم حضورًا شعبيًا، وهو قائد حركة 'رجال الكرامة' التي عارضت نظام الأسد علنًا، قبل أن يُغتال في انفجار سيارة مفخخة بمدينة السويداء، أعقبه تفجير ثانٍ استهدف المستشفى الذي نُقل إليه. حيث اتهم ابنه ليث البلعوس في عام 2021، كلاً من إيران و'حزب الله' اللبناني بالوقوف وراء عملية الاغتيال. مجددًا، وبعد أقل من عام على تلك الحادثة، ظهر الشيخ حكمت الهجري في مقابلة صحفية مدافعًا عن اللواء عصام زهر الدين، أحد أبرز الضباط في الحرس الجمهوري والمنحدر من السويداء، ووصفه بأنه 'متفانٍ في خدمة وطنه وجيشه'. زهر الدين كان من القادة العسكريين الذين اعتمد عليهم النظام بشكل أساسي في قمع الثورة، وارتبط اسمه بانتهاكات موثقة في مناطق عدة مثل دير الزور، مسرابا، وبابا عمرو في حمص. شهد هذا الوضع تحولاً تدريجياً مع بداية عام 2021، حين أُهين الشيخ الهجري على يد ضابط من جهاز الأمن العسكري التابع للنظام، ما أثار استياءً واسعاً في أوساط أهالي السويداء، وانتهى الأمر بتقديم دمشق اعتذاراً رسمياً. اعتُبرت تلك الواقعة منعطفاً حاسماً في موقف الهجري، إذ بدأ بعدها يوجّه انتقادات متزايدة لسياسات النظام، وعبّر بوضوح عن تأييده لمطالب احتجاجات عام 2023 التي رفعت شعارات تدعو إلى تغيير سياسي جذري وخروج النظام من المحافظة. دوره في الأحداث الجارية مع سقوط الأسد وهروبه أواخر عام 2024، وجد حكمت الهجري نفسه خارج المعادلة السياسية التي تشكّلت. إذ لم تعترف الحكومة المؤقتة بقيادة أحمد الشرع بأحقيته كممثل للطائفة الدرزية بأكملها، فعملت على تحجيم حضوره واستبعاده من الوفود الرسمية التي زارت دمشق والتقت بالرئيس الجديد. في المقابل، أُعطي الاهتمام الرسمي لشخصيات وطنية أخرى مثل سليمان عبد الباقي، قائد 'تجمع أحرار جبل العرب'، وليث البلعوس، نجل الشيخ وحيد البلعوس وقائد مضافة الكرامة. حيث ظهر كلاهما في لقاءات مع الحكومة الجديدة، ضمن مسعى واضح لتفكيك الهيمنة التي لطالما ارتبطت بعائلة الهجري. الأمر الذي دفع الهجري للتصعيد من لهجته تدريجيًا، حيث بدأ برفض مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ووجّه انتقادات متكررة للإجراءات الحكومية، قبل أن يطرح دعوات علنية لتدخّل دولي لضمان 'الانتقال السياسي'، كما قال. وفي 17 شباط/فبراير 2025، أصدر بيانًا يصف العلاقة مع الحكومة بأنها 'قائمة على الشراكة'، في محاولة متأخرة لإثبات حضوره. وفي 6 آذار/مارس، شهدت السويداء مظاهرات رفعت صور الهجري وأعلام الطائفة، مرددة هتافات ضد حكومة الشرع، شارك فيها حزب اللواء السوري، والمجلس العسكري في السويداء، وتيارات علمانية وفيدرالية تطالب بالحكم الذاتي أو الانفصال. وعلى وقع هذه الأحداث، أعلن الهجري في 15 آذار/مارس أنه 'لا وفاق ولا توافق' مع الحكومة، واصفًا الحكومة بـ'المتطرفة والمطلوبة للعدالة'، ومؤكدًا أن البلاد في مرحلة 'نكون أو لا نكون'. فيما جاءت دعوات الهجري العلنية لتدخل خارجي، وتواصله مع قادة أجانب، من بينهم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التحول الجذري الأخطر في موقعه. إذ فتح الهجري بذريعة 'حماية الدروز'، الباب أمام تدخلات إسرائيلية مباشرة، ترافقت لاحقًا مع قصف استهدف العاصمة دمشق، ما أثار موجة غضب شديدة في الأوساط الوطنية السورية، بما في ذلك داخل الطائفة الدرزية نفسها. بهذا المسار، يكون الهجري قد تجاوز موقع المرجع الديني المحلي، ليصبح فاعلًا متشابكًا مع مشاريع خارجية تهدد وحدة البلاد. فيما يبدو أن تحوّله من مؤيد لنظام الأسد إلى خصم للحكومة الجديدة، لم يكن تعبيرًا عن استقلال سياسي، بل اصطفافًا ضمن شبكة تدخلات إقليمية باتت تتعامل معه كواجهة داخلية تُستخدم تحت لافتة الطائفة، بينما هي تستهدف السيادة الوطنية في الصورة الأعم.