كيف تواجه الأمة واقعها اليوم (3)
يقول المولى سبحانه (وَلَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) تنفذ في الأمة كل مشاريع التدمير والتخريب ونحن نعي ونعايش هذه المؤامرات التي تنفذ لإضعافنا، لكن لماذا لا نصحو ونعمل على إفشال هذه المخططات التدميرية ؟
أصبحنا أمة مستسلمة شبه ميتة ما يحتم على هذه الأمة، بل يجب أن تقف وقفة جادة مع أنفسها في كل بلد مسلم بما في ذلك بلد الإيمان والحكمة الذي كان ولا يزال ان شاء الله مدد لهذه الأمة منذ ان بُعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها، لذلك يجب على قادة الأمة ان تستعد وأن تنهض من سباتها، وان تصطف وتوحد المواقف وتغير من هذا الحال حال الضعف والوهن والاستسلام، فالكل يجب أن يعي مسؤوليته، ويغير من سلوكه، وطريقة تعامله مع عدوا أمته ويعرف واجبه نحو دينه وأمته..
الخطب عظيم والواجب يحتم على الكل الإحساس والشعور بالمسؤولية أمام الله، فالعدو الخارجي لا يدخل إلا من قبل تواطئ البعض ولا ينفذ للهدم والتفريق وشق الصف إلا بواسطة عملاء زرعهم من الداخل يقول سبحانه وتعالى : (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا كُلّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ).
أمة الإسلام تمتلك من المقومات ما لا تمتلكه أمم الأرض وشعوبها مليار وستمائة مليون عدد هذه الأمة يقابله عدد بسيط من يهود العالم لا يتجاوز الثلاثين مليون نسمة، متفرقين على دول العالم لكنهم ناس فاعلين منظمين ملتزمين بتلمودهم وتوراتهم المحرفة ، وهم الذين يعيثون في المعمورة الفساد، ويحركون الأساطيل، ويحركون اقتصاد الأمم ، ويحركون الجيوش من أجل ان يثبتوا أقدامهم ، ومن أجل ان يبسطوا هيمنتهم على الأمم ، وينهبون مقدراتها، ومواردها المالية، فلدى أمة الإسلام ثروات وموارد اقتصادية لا تتوفر عند أمم الأرض لو أن الأمة تكاملت في مواردها لما احتاجت إلى غيرها، بل ان غيرها محتاج اليها، ولهذا جاءوا من كل حدب وصوب من أجل ألا تبقى هذه المزايا للأمة، وأمة تتبوأ موقعاً استراتيجياً مهماً حيث تقع وسط العالم وتسيطر على أهم الممرات الاستراتيجية الهامة، فهي تشرف على بحار تربط الشرق بالغرب وتسيطر على أهم المضائق العالمية الهامة بدءاً من جبل طارق إلى مضيق هرمز، ومضيق باب المندب، وقناة السويس ، ومضيق ملقا ومعضلة الجغرافيا يُعتبر هذا المضيق الذي يربط بين المحيطين الهندي والهادئ، ويقع بين سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا أهم نقطة اختناق بحرية على الإطلاق، وكذلك هناك مضيق البوسفور أو مضيق إسطنبول ، وكذلك مضيق الدردنيل في تركيا هذه المضايق العالمية الاستراتيجية كلها في أرض إسلامية، ولكنها لم تستغل من أهلها الإستغلال الأمثل ولا يسيطر عليها أصحابها، بل أصبحت تهيمن عليها القوى العالمية، وهذه المواقع الاستراتيجية وأمة بهذه المقومات والميزات تجعل أمة الإسلام لو فطنت تتبوأ المكانة اللائقة بها بين الأمم ، وتنشر قيم الخير، وقيم البر وقيم الصدق التي افتقدتها الأمم بأجمعها، فالأمم الأن تنحط بالأخلاق ومن قيمها، وفي مبادئها، حتى أمة الإسلام مع الأسف أصبحت اليوم خامدة وجامدة فإذا قيض الله لها قيادة مؤمنة تعيدها إلى الطريق القويم، وهدي سيد المرسلين فستنير السبيل وتهدي الأمم ، كما هدتها في وقت مضى .. اليوم أرض الإسلام تنفذ فيها مؤامرات الأعداء حتى أصبحت مستباحة، وتحولت إلى وكر للفتن والفوضى والفقر والعوز والتقاتل البيني شعب يقتل شعب، وفوضى عارمة في معظم بلدان الإسلام ، تنهب ثرواتها وتُجبى خيراتها وتصادر مواردها وتسفك دماء الامة، وتشرد أبناؤها بسبب تخاذل المسلمين ، وبسبب تواكلهم فلو ان شعوب الامة وقفوا وقفة جادة لما وجد العدو موقع قدم، ولما وجد منفذاً ينقله إليه عن طريق الجو، ولا منفذاً ينفذ منه عبر البحر، ولا مكان يضع قدمه فيه عن طريق البر ولكن توسعت أرض الإسلام لأولئك الأعلاج لكي يهيمنوا علينا، ولكي يقطعوا جزءاً من أرض الإسلام ، وشعباً من شعوبها، بل القلب من الأمة لكي يهيمنوا من خلاله علينا ويعتبر قاعدة متقدمة للغرب الصليبي الصهيوني الماكر، وهذا يجعلنا نحس بثقل المسئولية، وبعظم ما نحن فيه وكي لا نتولى أعداءنا ولا نتكاسل، فيجب علينا أن نتوحد ونتعاضد، ونجهز أنفسنا، ونعد للمواجهة إعداداً روحياً وإعداداً عقلياً، وإعداداً بدنيا واعداداً عسكرياً واعداداً صناعياً واقتصادياً ورياضياً، فالمؤمن القوي كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف القوي الإيمان .. لذا علينا أن نحظى بالقوة المادية، والقوة المعرفية، والقوة الثقافية، والقوة الصناعية، والقوة الزراعية والقوة العسكرية، والقوة الجسمانية كما يجب ان نوفر لأنفسنا كل وسائل القوة حتى ننطلق من أرض صلبة، ومن قاعدة قوية فالأمم الآن بقوتها المادية، ونحن في قوتنا الأخلاقية، والروحية، والمادية حتى يتسنى لنا إمكانية المواجهة الحاسمة ضد أعداء الأمة..

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ 26 دقائق
- خبر صح
أحمد موسى يوضح كيف يفتح العدوان الأمريكي على إيران أبواب الجحيم
عقّب الإعلامي أحمد موسى على العدوان الأمريكي المفاجئ ضد منشآت نووية في إيران، معتبراً أن الولايات المتحدة تكرر 'جرائمها في العراق'، وتنفذ أوامر الكيان الصهيوني لتدمير البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل. أحمد موسى يوضح كيف يفتح العدوان الأمريكي على إيران أبواب الجحيم اقرأ كمان: مصر للطيران تسير 10 رحلات غدًا من جدة إلى القاهرة لبدء عودة الحجاج العدوان الأمريكى على إيران يذكرنا بجرائم الولايات المتحدة ضد العراق، فهم ينفذون مطالب الكيان الصهيوني، المؤكد أن الولايات المتحدة قررت إنهاء البرنامج النووى الإيرانى بالكامل خاصة فى المفاعل الأخطر فوردو بجانب موقعى نطنز وأصفهان، إيران خسرت برنامجها النووى خلال دقائق معدودة،…. — أحمد موسى – Ahmed Mousa (@ahmeda_mousa). من نفس التصنيف: محافظ كفر الشيخ يفتتح معرض الحرف اليدوية والغذائية في دسوق مع صور وقال أحمد موسى – في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بمنصة 'إكس' – 'إن العدوان الأمريكي على إيران يذكرنا بجرائم الولايات المتحدة ضد العراق، هم ينفذون مطالب الكيان الصهيوني، المؤكد أن الولايات المتحدة قررت إنهاء البرنامج النووى الإيراني بالكامل خاصة فى المفاعل الأخطر فوردو بجانب موقعى نطنز وأصفهان'. الغرب لا أخلاق له والعدوان على إيران كشف الوجه الحقيقي لأمريكا وأضاف أحمد موسى في تغريدته: 'إيران خسرت برنامجها النووى خلال دقائق معدودة، الساعات القادمة ستحدد هل ستعود إيران للتفاوض بدون شروط، كما أراد ترامب من هذه الضربات لكى يدفع إيران للاستسلام، أم سترد بالانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووى، وتوجيه ضربات بصواريخها الفرط صوتية لاستهداف مفاعل ديمونه ومناطق وأهداف استراتيجية في إسرائيل، وإغلاق مضيق هرمز واستهداف المصالح الأمريكية' وأشار: 'نحن أمام سيناريوهات تدفع المنطقة لحرب شاملة، وفى تقديرى أننا في مرحلة فاصلة إما قبول إيران بوقف الحرب أو تفجير المنطقة، وهو أمر نتمنى عدم اللجوء إليه من كل الأطراف' واختتم موسى تغريدته قائلًا: 'خلاصة ما يحدث أصبحنا نعيش في عالم غير أخلاقي وغير عادل ويساند المعتدي، على أى حال لا تثقوا في الغرب والولايات المتحدة فهم يبحثون عن مصالحهم وأطماعهم وتنفيذ مخططاتهم تجاه المنطقة كلها، لننتظر ما هو قادم من سيناريوهات كارثية للأسف، حفظ الله مصر وشعبها وجيشها' في سياق آخر، كان قد حذّر الإعلامي عمرو أديب من السيناريو الأخطر في التصعيد الحالي بين أمريكا وإيران، متسائلًا عن احتمالية أن تؤدي الهجمات الأمريكية إلى إصابة منشأة نووية، ما قد يدخل المنطقة في كارثة إشعاعية مدمرة. قال عمرو أديب، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي 'إكس': 'السؤال المرعب: ماذا لو نجحت الهجمات الأمريكية في إصابة أي هدف نووي ودخلنا في مأساة التسرب والإشعاع، كيف سيكون وضع المنطقة كلها' عمرو أديب يُحذر: ماذا لو أصابت أمريكا منشأة نووية؟.. 'يوم القيامة قد يقترب' وأضاف 'أديب' متسائلًا: 'هل حرص الأمريكى على الضرب والتدمير بلا خطر أو إشعاع، هل لديه المعلومة والقدرة على جعل يوم الضرب عادي وليس يوم القيامة؟!'


يمني برس
منذ 33 دقائق
- يمني برس
مفتي الديار اليمنية: نثمن مواقف علماء اليمن ودورهم في تحريض الناس على الجهاد
يمني برس || صنعاء: ثمن مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين مواقف علماء اليمن المتقدمة ودورهم المهم في تحريض الناس على الجهاد. وقال العلامة شرف الدين في كلمة له خلال اللقاء الموسع لعلماء اليمن بصنعاء اليوم الأحد 26 ذو الحجة: العلماء يجب أن يكونوا في صدارة شعوب الامة يلهبون حماس الشعوب وهي مهمة مقدسة وشدد بالقول: علينا أن نكون واثقين بوعد الله ونحن في حالة مواجهة مباشرة مع الأمريكي والصهيوني والأمل معقود على الشعوب للتحرك وتفعيل سلاح المقاطعة بعد فقدان الأمل في تحرك الأنظمة الحاكمة.


النبأ
منذ ساعة واحدة
- النبأ
دار الإفتاء: الغش في الامتحانات سلوك محرم يهدم مبدأ تكافؤ الفرص
أكدت وحدة الفتوى الإلكترونية بدار الإفتاء المصرية أن الغش في الامتحانات سلوك محرم شرعًا، لما فيه من تعدٍ على الحقوق، وهدم لمبدأ تكافؤ الفرص، وتأثير سلبي بالغ على مصالح الأفراد والأوطان. وأوضحت الفتوى أن الإسلام حثّ على طلب العلم، وحفّز على تحصيله بجد واجتهاد، مشيرة إلى أن لطالب العلم آدابًا لا بد أن يتحلى بها، في مقدمتها الإخلاص لله، والتقوى، والمراقبة في السر والعلن، والتحلي بالأخلاق الفاضلة، والبعد عن كل ما يُغضب الله تعالى. وحذّرت الفتوى من أن الغش يمنح النجاح لمن لا يستحقه، ويضع المُهمل في مرتبة المجتهد، مما يُضعف عزائم الطلاب المخلصين، ويؤدي في النهاية إلى تسليم المهام إلى غير أهلها، وهو ما يؤثر سلبًا على قوة الأمة وتقدمها، مؤكدة أن "حق العالم هو التقديم والرفعة"، مستشهدة بقول الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، و*{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}* [الزمر: 9]. وشددت دار الإفتاء على أن الإعانة على الغش تُعد مشاركة في الإثم، منوهة بأن الإسلام جعل التعاون لا يكون إلا على البر والتقوى، لا على الإثم والعدوان، مستشهدة بقوله تعالى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]. واختتمت الفتوى بتأكيد أن النبي ﷺ نفى صفة الإيمان الكامل عمن يمارس الغش، قائلًا: «من غش فليس مني» [رواه مسلم]، مشيرة إلى أن هذا الحديث يشمل جميع صور الغش، سواء في المعاملات أو الامتحانات أو غيرها، وأن الغش لا يليق بمسلم يتبع سنة النبي الكريم.