
الولايات المتحدة: جون بولتون يواصل حملته الداعمة للبوليساريو والجزائر
عاد جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق في عهد إدارة دونالد ترامب، إلى الساحة الدولية مدافعًا عن جبهة البوليساريو، في وقت تتعالى فيه الأصوات داخل الولايات المتحدة للمطالبة بإدراج الجبهة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. وفي مقال له، دعا بولتون إلى دعم إجراء استفتاء يتيح للصحراويين تقرير مستقبلهم، معتبراً أن هذا هو المسار الذي ينبغي للولايات المتحدة أن تسلكه.
وبشكل لافت، ربط بولتون دعوته تلك بتهديد ما سماه "التأثير المتزايد للصين وروسيا" في منطقة غرب إفريقيا، محذرًا من احتمال تنامي هذا النفوذ في حال استمرار واشنطن في دعم الموقف المغربي.
في دفاعه عن البوليساريو، استند بولتون إلى القرار 690 الصادر عن مجلس الأمن، والذي أنشأ بموجبه بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) عام 1991، بدعم أمريكي. هذه المقاربة تُحاكي إلى حد كبير موقف كل من الجزائر والبوليساريو، اللتين تتمسكان بتنظيم استفتاء لتقرير المصير وتطبيق خطة التسوية الإفريقية.
غير أن هذا الخيار تم التخلي عنه رسميًا من قبل الأمم المتحدة في مطلع الألفية الثالثة، خلال فترة الأمين العام الأسبق كوفي عنان، الذي قرر حل اللجنة المكلفة بتحديد المؤهلين للمشاركة في الاستفتاء.
ورغم أن بولتون شغل منصب المندوب الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة بين عامي 2005 و2006، فإنه تجاهل الإشارة إلى هذا التحول الحاسم في مسار الملف.
"البوليساريو ليست تحت تأثير إيران"
وفي سياق دفاعه، انتقد بولتون ما وصفه بـ"عرقلة المغرب" لتنظيم الاستفتاء، مدافعًا عن ما أسماه "شرف البوليساريو". وقال: "يروج معارضو البوليساريو لدعاية جديدة لا أساس لها، تزعم أن الجبهة خاضعة لنفوذ إيران. وقد تهدف هذه المزاعم المضللة إلى صرف أنظار واشنطن عن العرقلة المغربية المتواصلة منذ عقود".
وأضاف أن "المعارضين الصحراويين ذهبوا إلى حد الادعاء بأن مقاتلي البوليساريو شاركوا ضمن ميليشيات أجنبية دربتها إيران في سوريا تحت حكم الأسد، الذي لم يعد قائماً اليوم".
ونقل بولتون في مقاله عن صحيفة واشنطن بوست ومصادر أخرى أن كلًا من الحكومة السورية والبوليساريو نفيا بشدة هذه الاتهامات، رغم أن بعض حلفاء المغرب في الغرب لا يزالون يروجون لها. وأشار إلى أن هذه الدعاية قد تكون أثرت في بعض النواب، مثل الجمهوري جو ويلسون، الذي قدّم مشروع قانون في الكونغرس لتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية.
أصر بولتون على أن "الصحراويين لم يكونوا في يوم من الأيام عرضة للتطرف الذي اجتاح الشرق الأوسط بعد الثورة الإيرانية عام 1979"، معتبراً أن الادعاءات التي تربطهم بالدعاية الشيعية الإيرانية تتناقض مع الواقع، في ضوء الوجود الطويل الأمد للمنظمات الدينية وغير الحكومية الأمريكية التي تنشط في مخيمات تندوف وتقدم خدمات تعليمية.
مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد أعلنت في أكتوبر 2019 عن مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد مكان أو اعتقال عدنان أبو وليد الصحراوي، وهو عضو سابق في البوليساريو انضم لاحقًا إلى داعش وأصبح من أبرز قادة الإرهاب في منطقة الساحل.
وفي الأسبوع الماضي، ذكّر روبرت جرينواي، مدير مركز أليسون للأمن القومي التابع لمؤسسة "هيريتيج" المحافظة، الرئيس السابق دونالد ترامب، بأن جبهة البوليساريو كانت قد قتلت خمسة مواطنين أمريكيين في عام 1988.
يُذكر أن بولتون سبق أن انتقد بشدة اعتراف الرئيس ترامب، في 10 دجنبر 2020، بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ 17 دقائق
- هبة بريس
هل إسقاط "رافال" بداية لتحوّل بكين إلى مركز الصفقات العسكرية العالمية؟؟
هبة بريس – عبد اللطيف بركة في تطور دراماتيكي قد يترك أثرًا بعيد المدى على ميزان سوق السلاح العالمي، أسقطت القوات الجوية الباكستانية مقاتلات هندية، بينها طائرات 'رافال' الفرنسية الشهيرة، خلال مواجهات جوية متصاعدة على الحدود بين البلدين. الحادثة، التي وصفها خبراء بأنها 'ضربة رمزية موجعة'، وضعت الطائرة التي لطالما تغنّت بها شركات التسليح الأوروبية، تحت اختبار ناري لأول مرة في مواجهة مباشرة مع أسلحة من إنتاج الصين. – رافال تسقط… والموازين تهتز رغم صمت نيودلهي، أكدت مصادر استخباراتية غربية أن واحدة على الأقل من طائرات 'رافال' أُسقطت فعلياً، بينما أشارت تقارير باكستانية إلى سقوط ثلاث منها. الأمر الذي أثار تساؤلات حقيقية حول كفاءة المقاتلة التي تتجاوز قيمتها 120 مليون دولار، مقارنة بنظيرتها الصينية 'جيه 10 سي'، الأقل سعراً بأكثر من النصف. ساحة المعركة لم تكن فقط بين دولتين نوويتين، بل تحوّلت إلى حلبة اختبار فعلية لتنافس تكنولوجي بين الغرب والصين، وبينما كانت الهند تراهن على الرافال كذراع هجومية متقدمة، نجحت باكستان في قلب المعادلة بمقاتلات صينية وأنظمة دفاع محلية أثبتت فاعلية لافتة. – باريس في موقف محرج… وخسائر اقتصادية فورية ما إن بدأت تفاصيل المواجهة تتسرّب إلى وسائل الإعلام، حتى سجّل سهم شركة 'داسو أفييشن' المصنعة للطائرة الفرنسية انخفاضًا حادًا تجاوز 6%، في مؤشر واضح على فقدان السوق لشيء من ثقته بمنتج طالما رُوّج له كرمز للتفوّق التكنولوجي الأوروبي. هذا الحدث، الذي يعتبر أول إسقاط مؤكد لمقاتلة 'رافال' في معركة حقيقية، يضع صفقات الشركة الفرنسية مع عدد من الدول قيد المراجعة، وعلى رأسها عقود الدعم والصيانة والتحديث، وسط تكهنات بإعادة تفاوض أو حتى إلغاء بعض الصفقات المحتملة. بكين على خط المكاسب في المقابل، برزت الصين كلاعب رئيسي في المشهد، بعد أن أثبتت مقاتلاتها القدرة على مواجهة نظيراتها الغربية، ليس فقط بالكفاءة، بل بالتكلفة الأقل والاعتماد على تكنولوجيا محلية. محللون يرون أن هذا النجاح التكتيكي للصين في اختبار غير مباشر أمام فرنسا والغرب، قد يمهّد الطريق أمام بكين لتوسيع صادراتها من الأسلحة، خاصة في الأسواق الإفريقية والآسيوية التي تبحث عن حلول فعالة ومنخفضة الكلفة. وفي هذا السياق، تُطرح أسئلة جدية: هل بدأنا نشهد تحولًا فعليًا في سوق السلاح العالمي من باريس وواشنطن إلى بكين؟ وهل يُمكن لإسقاط طائرة واحدة أن يُعيد تشكيل خريطة النفوذ العسكري؟. – الهند: بين الإنكار والضغوط في الهند، ورغم التكتم الرسمي، بدأت التساؤلات تتصاعد داخل الأوساط السياسية والعسكرية، حول أسباب الإخفاق، وجدوى الاعتماد المكثف على مقاتلات الرافال. تقارير لمراكز دراسات أمنية أوروبية تحدثت عن ضغوط داخلية تطالب بإعادة تقييم العلاقات الدفاعية مع فرنسا، وربما تنويع الموردين لتجنب الارتهان لتكنولوجيا واحدة قد تثبت هشاشتها في الحروب الفعلية. – الشرق يُصعّد… والغرب يُراجع حساباته من المؤكد أن ما جرى في سماء جنوب آسيا لن يبقى حدثاً عابراً. فللمرة الأولى منذ عقود، يجد الغرب نفسه أمام منافس صاعد يُثبت فعالية سلاحه في ساحة المعركة، لا في المعارض والأسواق فقط. ومع هذا التطور، تبدو بكين في موقع يؤهلها لانتزاع حصة متزايدة من سوق السلاح العالمي، بينما تستعد باريس لإجراءات احتواء تأثيرات 'سقوط الرافال'. هل يشكّل هذا بداية لتحوّل الصين إلى مركز ثقل عسكري عالمي؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X


بلبريس
منذ 2 ساعات
- بلبريس
أزمة تمويل: مفوضية اللاجئين تنهي عقود موظفيها بالصحراء
أبلغت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) موظفيها العاملين في مكتبها بمدينة العيون بقرار إنهاء عقود عملهم بحلول تاريخ 30 شتنبر 2025. ويأتي هذا الإجراء في إطار خطة تقليص عالمية واسعة للموارد البشرية تطبقها الوكالة الأممية لمواجهة أزمة تمويل خانقة. وتشمل هذه التخفيضات، التي أعلنت عنها المفوضية سابقاً، تقليص عدد موظفيها بنسبة قد تصل إلى 30% على مستوى العالم، وهو ما يعادل ما بين 3,000 و4,000 وظيفة من إجمالي 15,000 موظف. ويعود السبب الرئيسي لهذه الأزمة إلى انخفاض حاد في مساهمات الدول المانحة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية. وكانت الولايات المتحدة، وفقاً للمفوض السامي فيليبو غراندي، تغطي سابقاً نحو 40% من الميزانية السنوية للمفوضية، أي ما يقارب 2 مليار دولار. وتعكس هذه الإجراءات التحديات المالية الكبيرة التي تواجهها العديد من المنظمات الإنسانية وبعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حيث تُعد مفوضية شؤون اللاجئين من بين أكثر الوكالات تضرراً، خصوصاً بعد أن قلّصت الولايات المتحدة إسهاماتها بشكل كبير ضمن خطة تقشفية واسعة تبنتها الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة الرئيس دونالد ترامب. وفي هذا السياق، أشار المتحدث باسم المفوضية، ماثيو سولتمارش، إلى أن التخفيضات في الميزانية ستطال "تكاليف الموظفين بنسبة تصل إلى 30%"، وأن التصور الجديد للهيكل التنظيمي للمفوضية سيُستكمل بحلول شهر أكتوبر 2025.


هبة بريس
منذ 3 ساعات
- هبة بريس
ترامب لماكرون بعد فيديو 'دفع بريجيت': احرص على إبقاء الباب مغلقًا
علّق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على مقطع الفيديو الذي أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي ظهرت فيه بريجيت، زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهي تدفع وجهه أثناء نزولهما من الطائرة خلال زيارة رسمية إلى العاصمة الفيتنامية هانوي. وفي مؤتمر صحفي عقد في البيت الأبيض، تلقى ترامب سؤالًا من الصحفيين حول ما إذا كان لديه أي نصيحة زوجية يقدمها لماكرون، فتوقف للحظة قبل أن يرد مبتسمًا: 'احرص على إبقاء الباب مغلقًا'، واصفًا الحادثة بأنها 'ليست جيدة'. وأضاف ترامب: 'لم يكن ذلك جيدًا. لا. تحدثت إليه، وهو بخير، وهما بخير. إنهما شخصان رائعان بالفعل'، مشيرًا إلى أنه قضى هو وزوجته ميلانيا وقتًا طويلاً مع الرئيس الفرنسي وزوجته خلال عدد من المناسبات الرسمية. من جهته، قلل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أهمية الفيديو، وقال للصحفيين عقب انتشاره: 'هناك مقطع يظهرني وأنا أمازح زوجتي، وبطريقة ما، يتحول ذلك إلى ما يشبه كارثة جيولوجية عالمية، حيث يبدأ الناس في نسج نظريات حوله'. وأثار الفيديو موجة تفاعلات كبيرة على الإنترنت، وتناقلته وسائل الإعلام العالمية، وسط تعليقات تراوحت بين الطرافة والتحليل السياسي، قبل أن يخرج الطرفان بتصريحات تؤكد أن العلاقة بين ماكرون وزوجته بخير، وأن ما حدث كان في إطار المزاح العائلي ليس أكثر.