logo
تعقيدات تقنية.. "مخاطر عالية" تنتظر واشنطن حال قصف منشأة "فوردو" الإيرانية

تعقيدات تقنية.. "مخاطر عالية" تنتظر واشنطن حال قصف منشأة "فوردو" الإيرانية

الدستورمنذ 2 أيام

تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير تحليلي، احتمالات نجاح ضربة أمريكية لتدمير منشأة "فوردو" الإيرانية، والتي تُعد من أهم مواقع تخصيب اليورانيوم في إيران، مشيرة إلى أن المهمة رغم كونها ممكنة تقنيًا، تنطوي على "مخاطرة عالية"، خاصة أن العمق الحقيقي للمنشأة حسب الخبراء العسكريون والجيولوجيون الأمريكيون "ما زال غير مؤكد".
وأشارت الصحيفة الأمريكية، في تحليلها المعمق والمدعم بصور توضيحية بعنوان "طريق طويل.. ما يلزم لضرب أعمق موقع نووي في إيران"، إلى أن منشأة فوردو النووية الإيرانية، الواقعة تحت جبل جنوب طهران، تُعد من أكثر المواقع تحصينًا في العالم، وبُنيت خصيصًا لتفادي الضربات الجوية.
وأوضحت أن المنشأة تقع تحت مئات الأقدام من الصخور والخرسانة، على عمق قد يتجاوز 110 أمتار، ما يجعل تدميرها مهمة معقدة لا يمكن تنفيذها "نظريًا" إلا باستخدام القنبلة الأمريكية الثقيلة الخارقة للتحصينات التي تزن 30 ألف رطل، حبث يمكنها اختراق أكثر من 60 مترًا من الصخور والخرسانة.
وأضافت أن "هذا السلاح، المعروف باسم GBU-57، لم يُستخدم في أي معركة من قبل، ويقتصر حمله على طائرات الشبح الأمريكية من طراز B-2، ما يعني أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا يمكنها تنفيذ هذه المهمة وحدها".
وتابعت "رغم قوة هذا السلاح، تشير التقديرات إلى أن ضربة واحدة لا تكفي لاختراق عمق المنشأة بالكامل، التي يُعتقد أنها تقع على عمق بين 80 إلى 110 أمتار، ما يستلزم تنفيذ عدة ضربات متتالية في نفس نقطة الاصطدام، وهي عملية محفوفة بالتعقيدات التقنية والخطر العسكري، وفق الخبراء العسكريون والجيولوجيون".
وحذرت من أن "أي هجوم على المنشأة قد لا ينهي البرنامج النووي الإيراني، بل قد يدفع طهران إلى تسريع جهودها لتصنيع سلاح نووي"، مشيرة إلى أن "فوردو" يعد الموقع الأكثر استراتيجية اليوم بعد تضرر منشآت نطنز وأصفهان من الضربات الإسرائيلية الأخيرة.
واستعرضت "نيويورك تايمز" تفاصيل حول قنبلة GBU-57"، مشيرة إلى "أنها صُممت خصيصًا لتدمير المنشآت النووية المحصنة تحت الأرض. ويبلغ طولها نحو 6 أمتار وتزن ما يعادل حافلة مدرسية، وتستطيع حمل 5 آلاف رطل من المتفجرات، وتُلقى من ارتفاعات شاهقة بسرعات تقترب من سرعة الصوت، وتستخدم نظام GPS لتحديد نقطة الاصطدام بدقة شديدة".
الغموض يحيط بفوردو من الداخل
ونوهت بأنه وفقًا لتقديرات الخبراء، فإن هذه القنبلة قادرة على اختراق 25 قدمًا من الخرسانة عالية الصلابة، وما يصل إلى 200 قدم من الصخور متوسطة القساوة. وهذا يعني وفق قولها إن قنبلة واحد لن تكون كافية للوصول إلى منشأة فوردو التي تقع، على الأرجح، في عمق يتجاوز مائتي قدمًا.
وقالت هيذر ويليامز، مديرة مشروع القضايا النووية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن هناك الكثير مما لا يُعرف عن المنشأة.
وأضافت أنه "قد تكون هناك بعض الأنفاق أو المنشآت الإضافية المدفونة على عمق أكبر في الجبل"، متابعة "يُقال إن الحد الأدنى لعمق المنشأة يبلغ نحو 260 قدمًا على الأقل، لكن آخرين يقولون إنه قد يكون أعمق بكثير".
وأشارت الصحيفة إلى أنه مما زاد من الغموض تصريح، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي الذي زار المنشأة، الأسبوع الماضي بأنها تقع على عمق نصف ميل تحت الأرض.
وقالت: "لكن ربما كان جروسي يتحدث بشكل عام، فمعظم التقديرات تشير إلى أنها تقع على عمق يتراوح بين 260 و360 قدمًا تحت سطح الجبل.
موقع استراتيجي لا يمكن تجاوزه
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن منشأة فوردو، الواقعة في موقع حساس على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب طهران و25 كيلومترًا من مدينة قم، التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليون نسمة، أصبحت اليوم الركيزة الأهم في برنامج إيران النووي، بعد تضرر نطنز وأصفهان جزئيًا.
وأشارت إلى أن أجهزة الطرد المركزي المتقدمة فيها تعتبر الأكثر كفاءة، ويمكن إعادة ترتيبها لتسريع إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب.
لذلك يعتقد خبراء أن فوردو ستكون المكان الأمثل إذا قررت إيران فعليًا إنتاج سلاح نووي، إذ أن لديها في الوقت الحالي ما يكفي لإنتاج نحو 9 رؤوس نووية خلال أسابيع، وفق نص التقرير.
خطر التلوث الإشعاعي.. محدود
وتطرق التقرير إلى خطر التلوث الإشعاعي التي قد ينتج إثر ضرب المنشأة: إنه "رغم حساسية الموقع، إلا أن خطر التلوث النووي الناتج عن ضربه قد يكون محدودًا".
وبحسب مارك فيتزباتريك، الخبير النووي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن غاز "اليورانيوم سداسي الفلوريد" المستخدم في أجهزة الطرد المركزي أثقل من الهواء، ومن المحتمل أن يبقى محاصرًا داخل الجبل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس "الأمان النووي" السابق: لا خطر إشعاعي بعد الضربات الأمريكية على المنشآت الإيرانية
رئيس "الأمان النووي" السابق: لا خطر إشعاعي بعد الضربات الأمريكية على المنشآت الإيرانية

بوابة الفجر

timeمنذ ساعة واحدة

  • بوابة الفجر

رئيس "الأمان النووي" السابق: لا خطر إشعاعي بعد الضربات الأمريكية على المنشآت الإيرانية

أكد الدكتور كريم الأدهم، رئيس مركز الأمان النووي السابق، أن سر عدم حدوث تسريب نووي عقب الضربة الأمريكية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية، يعود إلى أن هذه المواقع هي منشآت لتخصيب اليورانيوم، وهي الوحيدة التي تُنتج المادة اللازمة لصناعة السلاح النووي، لذلك جرى التركيز على استهدافها. وأوضح كريم الأدهم، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن التسريب النووي الإشعاعي مرتبط بشكل كبير بالمركب الكيميائي المستخدم في تخصيب اليورانيوم، مشيرًا إلى أن هذه المادة تكون في الحالة الغازية عند درجة حرارة 70، وإذا انخفضت عن هذه الدرجة تتحول إلى الحالة السائلة وتترسب بجانب المحطة، ويكون التلوث في هذه الحالة محليًا ومحدودًا بالمنطقة المحيطة. وأضاف كريم الادهم، أن الكمية المخصبة من اليورانيوم تم نقلها مسبقًا وتم توفير الحماية لها، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية، مؤكدًا أنه لا يوجد خطر على المنطقة من وجود تلوث إشعاعي ناتج عن منشآت إيران النووية، مشيرًا إلى أن الجهات الرقابية في الدول المجاورة، مثل مصر والكويت والسعودية، أجرت قياسات دقيقة، ولم تُسجل أي زيادة في مستويات الإشعاع. وتابع: "في حال وجود أجهزة طرد مركزي، فإن ما تملكه إيران من يورانيوم مخصب يمكن استخدامه لتصنيع المادة النووية اللازمة لصناعة السلاح النووي، وهو أمر وارد"، موضحًا أن مفاعل "بوشهر" هو المنشأة التي قد تمثل خطرًا إشعاعيًا في حال استهدافه، لكنه لا يُعتبر هدفًا استراتيجيًا لإسرائيل.

خبير في الأمن الإقليمي: الضربة عطّلت البرنامج النووي الإيراني مؤقتًا
خبير في الأمن الإقليمي: الضربة عطّلت البرنامج النووي الإيراني مؤقتًا

بوابة الفجر

timeمنذ ساعة واحدة

  • بوابة الفجر

خبير في الأمن الإقليمي: الضربة عطّلت البرنامج النووي الإيراني مؤقتًا

كشف العميد محمود محيي الدين، الخبير في الأمن الإقليمي، أن إيران اتخذت إجراءات وقائية استباقية قبل الضربة العسكرية بـ48 ساعة، تمثلت في نقل نحو 408 كجم من اليورانيوم من منشأة فوردو إلى مخازن سرية في دروب جبلية قريبة، وذلك بناءً على صور أقمار صناعية حديثة. منشأة فوردو ضُربت وهي شبه خالية وأضاف "محيي الدين" خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON، مساء الأحد، أن إيران نقلت كذلك أجهزة الطرد المركزي والمعدات عالية القيمة عبر أسطول من العربات المتخصصة. وأوضح أن منشأة فوردو بالفعل تم استهدافها عسكريًا، لكن بعد أن تم إخلاؤها من العلماء والفنيين ومعظم المعدات، ولم يكن بداخلها سوى عدد محدود من عناصر الحراسة والتأمين، مشيرًا إلى أن الضربة لم تكن مفاجئة للجانب الإيراني. نطنز الهدف الأساسي وأكد أن منشأة نطنز النووية تعرضت لتدمير شبه كامل، لسببين رئيسيين: أنها الوحدة المسؤولة عن التخصيب القانوني الخاضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية اكتشاف منشأة سرية داخل عمق الجبل المجاور لها، لم تتمكن إسرائيل من الوصول إليها وأشار إلى أن نسبة التخصيب في نطنز كانت قد وصلت إلى 60%، وربما اقتربت من 87%، وهي نسبة تمكّن من إنتاج قنبلة نووية. ونفى أن تكون الضربة الأمريكية قد قضت على البرنامج النووي الإيراني بالكامل، موضحًا أن الضربة عطّلت البرنامج لمدة تتراوح بين عامين إلى ثلاثة أعوام، لكن إذا قررت إيران إعادة التشغيل تحت إشراف هيئة الطاقة الذرية، يمكنها استعادة القدرة خلال 3 أشهر فقط الضربة "رسالة داخلية" لنتنياهو وأوضح أن إسرائيل سعت إلى استهداف العلماء الإيرانيين ضمن خطتها لحرمان إيران من استئناف التخصيب، مضيفًا أن الضربة أيضًا حملت بعدًا سياسيًا داخليًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي سعى للظهور أمام شعبه بمظهر المنتصر الذي أنهى البرنامج النووي الإيراني. وأشار إلى أن منشأة أصفهان لا تزال صالحة جزئيًا للعمل، حيث بقيت أجزاء منها يمكن إعادة تشغيلها، لتبقى نطنز هي المنشأة الوحيدة التي انتهت فعليًا. ولفت إلى أن قاعدة دييجو جارسيا الأمريكية لم تُفعّل فجأة، بل كانت مفعّلة منذ بداية العمليات ضد الحوثيين في المحيط الهندي، ونُقلت إليها قاذفات شبحية، بعد أن عجزت أمريكا وبريطانيا وإسرائيل عن استهداف قيادات الحوثيين المتحصنة في الجبال.

خبير نووي: استهداف منشآت التخصيب يعطل البرنامج الإيراني ولا ينهيه
خبير نووي: استهداف منشآت التخصيب يعطل البرنامج الإيراني ولا ينهيه

بوابة الفجر

timeمنذ ساعة واحدة

  • بوابة الفجر

خبير نووي: استهداف منشآت التخصيب يعطل البرنامج الإيراني ولا ينهيه

قال الدكتور كريم الأدهم، الرئيس الأسبق لمركز الأمان النووي، إن منشآت التخصيب تمثل العمود الفقري للبرنامج النووي الإيراني، نظرًا لأنها الوحيدة القادرة على إنتاج المواد الأساسية لتصنيع سلاح نووي، لذا جاء التركيز في الضربات على منشآت نطنز، أصفهان، وفوردو. فرق بين اليورانيوم المخصب والبرنامج النووي المتكامل وأوضح "الأدهم" خلال مداخلة عبر تطبيق "زووم" في برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة ON، مساء الأحد، أن من المهم التمييز بين كمية اليورانيوم المخصب وبين بنية البرنامج النووي ذاته. وأكد أن البرنامج يتكون من منشآت، وثائق، وكوادر بشرية مؤهلة حتى في حال اغتيال بعض العلماء، لا تزال هناك أجيال شاركت في تأسيس البرنامج وقادرة على استمراره وشدد أن الضربات الأخيرة عطلت البرنامج لكنها لم تُنهِه، كما وصفها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. لا مخاوف من الإشعاع وحول مخاوف الإشعاع بعد استهداف محطة فوردو، طمأن الأدهم الرأي العام قائلًا إن: المادة الأساسية المستخدمة هي سداسي فلوريد اليورانيوم (UF6) عند انخفاض الحرارة، تتحول إلى حالة صلبة وتترسب داخل المنشأة وبالتالي، لا تنتشر إشعاعات في البيئة المحيطة غالبًا، إذا جرى الاستهداف بشكل مباشر مفاعل بوشهر ليس هدفًا عسكريًا أما بخصوص مفاعل بوشهر النووي، فقد أوضح الأدهم أنه مخصص لتوليد الطاقة عبر عملية انشطار اليورانيوم، وتنتج عنها مواد عالية الإشعاع، بعضها غازي وبعضها صلب. ورغم خطورة استهدافه من حيث التأثير البيئي، استبعد الأدهم أن يكون هدفًا لإسرائيل، مؤكدًا أنه لا يدخل ضمن البرنامج العسكري الإيراني، ولا يمثل أولوية استراتيجية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store