
انفجار مرفأ بيروت... الحقيقة لا الفخّ
في السادسة من مساء 4 آب/أغسطس 2020، انفجرت أطنان من نيترات الأمنيوم المخزّنة في العنابر، مشاهد عناصر الإطفاء قبيل لحظات من الدويّ المرعب، تلاها بدقائق شوارع غارقة في الدم والجثث والردم والركام راسخة تسأل وتتذمر وتستغيث، لا تطلب شيئاً سوى الحقيقة.
قوة التفجير الهائلة التي دفعت وسائل الإعلام إلى تسمية الانفجار بـ"بيروتشيما"، نسبة إلى القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية، العصف الزلزالي الذي دمّر أجزاء واسعة من أحياء الجميزة ومار مخايل والكرنتينا، ووصلت آثاره إلى بُعد عشرات الكيلومترات من العاصمة، قُتل المئات، جُرح وشُرد الآلاف، كل هذا لم يكن كافياً.
في المدينة، ما زالت بعض الكتابات تتكئ على جدرانها: "لن ننسى"، "بيروت ليست بخير" وشارع أُطلق عليه مؤخراً "شارع ضحايا الرابع من آب"، ولكن ماذا بعد؟
نتذكر اليوم، هذه الجريمة من باب الحسرة والسخرية المرّة. فلبنان المقيّد بالولاءات المزمنة، لم يعرف حقيقة واحدة مجردة من "الأنا"، ينفض غبار حروبه واغتيالاته، يطوي الصفحة، ويخرج إلى أخرى بل يخرج إلى زمن آخر زمن فيه إعادة إعمار ومبادرات خارجية، إقليمية ودولية، وكأن شيئاً لم يكن.
يزورنا رؤساء، مبعوثون، شخصيات، يطبطبون على جراحنا، يشدّدون، يؤكدون، يدعون، أما نحن فنرفض الاعتراف ولو بخفوت عن حال اليأس التي وصلنا إليها، نحمل نجاتنا سائرين إلى من فقدناهم لنخبرهم أننا باقون متمسكون بهذا الخراب نراقص الموت كل على طريقته.
لا بدّ أننا ومن شدّة الفقد، نسينا أو تناسينا الإحساس أحدنا بالآخر. منا من يشاغل همومه بالسهر والرقص، ومنا من لم يعد يعنيه ومنذ زمن بعيد لا العدالة لأهالي ضحايا انفجار المرفأ ولا محاسبة المسؤولين، ولا الغلاء ولا سعر الدولار ولا الأموال التي تبخرت في المصارف، ولا سكان القرى الحدودية في جنوب لبنان الذين دُمرت بيوتهم، ولا تهديدات إسرائيل بأن هذه القرى ستبقى فارغة، ولا حتى سكان ضاحية بيروت الجنوبية الذين غدا كثيرون منهم بلا منازل تؤويهم، ولا حتى الشبّان والشابات الذين هاجروا من البلد إلى الأبد، كلّ منا أصبح يعيش في كوكب منفصل عن الآخر.
وها هي الأم التي فقدت ابنها في انفجار المرفأ، تحمل صورة ابنها على صدرها بالأمس وحيدة أيضاً أمام دموع رئيس الحكومة نواف سلام، حالها كحال ليليان شعيتو التي تحاول العودة إلى الحياة محرومة من رؤية ابنها وحيدة أيضاً.
لا عزاء لهذه الأمّ ولا ليليان ولا لتلك العائلات التي فقدت أفراداً منها في بلد ممزق يحمل أبناءه إلى المنافي ويجرفه الفساد والتسويات من الداخل، وحروب نختلف فقط إن كانت حروبنا أو حروب الآخرين على أرضنا غير آبهين بأنه حين تحين ساعة العواصف والغرق لن ينفعنا لا مبعوث ولا تسوية. لن ينفعنا إلا انفسنا.
إن كان التأقلم ملاذنا الأخير للاستمرار، فلنتأقلم. ولكن ونحن نرفض طيّ الصفحة، وتطالب بالحقيقة. لا عبر تبادل الاتهامات ولا عبر تنكيس الأعلام ولا بالدموع، بل بصدور قرار ظني غير مسيّس. هاتوا صور الأقمار الاصطناعية مثلاً. هاتوا من قالوا إنهم سمعوا صوت الطيران قبيل الانفجار. هاتوا من كانوا على كراسي القرار حينها. هاتوا من كانوا يعرفون حق المعرفة أن قنبلة كانت موجودة بين الأحياء السكنية ومن ادّعوا أنهم لا يعرفون. هاتوا لنا الحقيقة بلا فخّ!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
'الوفاء للمقاومة': السلاح خط أحمر.. وسلام انقلب على التعهدات
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب حذّرت كتلة 'الوفاء للمقاومة' في مجلس النواب اللبناني من أنّ المنطقة ولبنان يمران بإحدى أكثر المراحل حراجة وخطورة، بفعل ما وصفته بـ'الهجمة العدوانية الإسرائيلية المدعومة أميركياً، والمدعومة أيضاً من بعض الأنظمة العربية وشركاء غربيين'، مؤكدة أن هذه المرحلة تحمل تهديدات وجودية على جغرافيا وأمن واقتصاد المنطقة وشعوبها. وأشارت الكتلة إلى ما يتعرض له قطاع غزة من 'جريمة إبادة جماعية موصوفة'، رغم ما وصفته بـ'الصمود الأسطوري والشجاعة الاستثنائية' لأهله ورجال المقاومة، معتبرة أن صمت العالم ومؤسساته الحقوقية 'إدانة موصوفة لهذه الجهات، وشراكة غير مباشرة في الجرائم المرتكبة'. كما شددت على أن سوريا 'تواجه هجمة عدوانية تهدد تكوينها الاجتماعي ووحدتها'، متهمة العدو الإسرائيلي بمحاولة فرض وقائع جديدة عبر الاحتلال وتقسيم البلاد وضرب استقرارها الداخلي. أما في الشأن اللبناني، فقد اتهمت الكتلة بعض القوى السياسية و'أهل السلطة' بالانصياع للضغوط الخارجية، وتحديداً الأميركية، على حساب المصلحة الوطنية والوحدة الداخلية، معتبرة أن تبنّي رئيس الحكومة نواف سلام لورقة الموفد الأميركي آموس هو 'انقلاب واضح على بيان الحكومة وخطاب القسم الرئاسي، وضرب لأسس اتفاق الطائف'. ورأت الكتلة أن محاولات نزع سلاح المقاومة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر 'خدمة مجانية للعدو' وتجريد للبنان من أحد أبرز عناصر قوته، مشيرة إلى أن القوى الوطنية، ومن ضمنها 'الثنائي الوطني' وشخصيات من مختلف الطوائف، عبّروا بوضوح عن رفضهم لهذه المحاولات. ودعت كتلة 'الوفاء للمقاومة' الحكومة إلى 'تصحيح مسارها' ورفض الانصياع للمطالب الأميركية، مؤكدة ضرورة 'استنفار الدبلوماسية اللبنانية للضغط على إسرائيل من أجل تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار'، مطالبة بإعداد استراتيجية وطنية شاملة تضمن حماية لبنان وسيادته وشعبه.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 3 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
في جلستها الثانية.. الحكومة تستكمل مناقشة بند "حصر السلاح" وهذه أبرز التفاصيل
بدأت جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا لاستكمال مناقشة بند "حصر السلاح"، الذي تمّ تأجيله خلال جلسة الثلاثاء الأخيرة. وكان قد وصل وزراء ثنائي "أمل - حزب الله" للمشاركة في جلسة مجلس الوزراء باستثناء وزير المال ياسين جابر الموجود خارج البلاد. وقُبيل انعقاد الجلسة، التقى الرئيس جوزاف عون رئيس الحكومة نواف سلام. مواقف قبل الجلسة وقبل انطلاق الجلسة، اعتبر الوزير فادي مكي أنّ جلسة الحكومة اليوم من دون انضاج العملية السياسية لن تخدم المصلحة العامة. وقال:" جلسة الحكومة اليوم من دون انضاج العملية السياسية وفي حال تغيب وزراء امل وحزب الله لن تخدم المصلحة العامة". أضاف:" أنا لن أستطيع ان أتحمل ان تمر قرارات مصيرية بهذا الحجم من دون حضور الوزراء الشيعة". جلسة الثلاثاء الماضي وكان قد أعلن رئيس الحكومة نواف سلام، أن مجلس الوزراء قرر تكليف الجيش اللبناني وضع خطة تطبيقية لحصر السلاح بيد الجهات المحددة قانوناً، على أن تُعرض الخطة على مجلس الوزراء قبل نهاية العام الحالي. وأشار سلام، في تصريح بعد انتهاء جلسة الحكومة، إلى أن المجلس قرر أيضاً استكمال النقاش بشأن الورقة التي تقدم بها الجانب الأميركي لوقف الأعمال العدائية، مؤكداً أنّ هذا النقاش سيُستأنف في الجلسة المقبلة نهار الخميس 7 آب. في السياق، أشار وزير الإعلام بول مرقص خلال تلاوته مقررات مجلس الوزراء، إلى أن "الرئيس عون شدد خلال الجلسة على أهمية الوحدة الداخلية لتجاوز الصعاب". وأوضح أن "الوزيرين تمارا الزين وركان ناصر الدين انسحبا من الجلسة لعدم موافقتهما على قرار مجلس الوزراء الذي تلاه لاحقاً رئيس الحكومة نواف سلام". وذكر بأن "مجلس الوزراء وضع مهلة حتى آخر العام لتوحيد السلاح بيد الدولة اللبنانية". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 5 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
الهيئة الناظمة لزراعة القنب تعقد اجتماعها الأول
تقديرًا للدعم المباشر والتوجيه المسؤول من رئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام، وفي خطوة تؤسس لانطلاقة العمل المؤسسي المنظم لزراعة القنب لأغراض صناعية وطبية، عقدت الهيئة الناظمة لزراعة القنب اجتماعها الجماعي الأول في مكتب وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، الذي كان له الدور المحوري في إنجاز ملف التعيينات ومواكبة هذا الاستحقاق الوطني الحساس. وجاء هذا اللقاء تقديرًا للجهود التي بذلها الوزير هاني في سبيل تشكيل الهيئة ومتابعة مراحل الإعداد القانونية والإدارية لإطلاقها. وقد شكّل الاجتماع مناسبة تعارف بين أعضاء الهيئة، حيث استعرض كلّ عضو خلفيته العلمية أو المهنية، سواء في الشأن الوزاري أو البحثي، ما أرسى قاعدة تفاهم وانسجام للعمل المشترك. وأكد الحاضرون على أهمية هذه الخطوة في سياق تنظيم هذا القطاع الحيوي وفقًا للقوانين المرعية، وبما يضمن حماية المصلحة الوطنية العليا ويعزز الثقة العامة بمسار التقنين والإدارة الرشيدة، مع توجيه شكر لدولة رئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام على دعمه وتوجيهه في هذا المسار الوطني المسؤول. وفي ختام اللقاء، أعرب رئيس الهيئة الناظمة وأعضاؤها عن امتنانهم لدعم الوزير هاني، وتمنّوا عليه مواصلة مواكبته للعمل التنفيذي للهيئة في مراحلها المقبلة، بما يعزز فرص النجاح ويكرّس دور لبنان الريادي في اعتماد نماذج إنتاج زراعي مبتكرة ومسؤولة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News