logo
القباب.. أصل العمارة المصرية القديمة

القباب.. أصل العمارة المصرية القديمة

البوابة١٩-٠٣-٢٠٢٥

الحقيقة أن الإبهار المعماري في القباب الإسلامية والقبطية يأخذ البصر بعيدًا ويجعل الخيال ينطلق متناغمًا مع انسيابية البناء وجمال الزخرفة ورشاقة ودقة التكامل المعماري وبراعته.
ولكن يبقى السؤال لماذا القبة؟
نجد القبة شامخة فوق ساحة كنيسة مار جرجس في مجمع الأديان، كما نراها سامقة فوق ضريح السلطان قلاوون في شارع المعز لدين الله الفاطمي أو فوق ساحة جامع أبو الدهب في الأزهر، فما السبب في اعتماد القبة كبناء ديني جنائزي سواء في العمارة القبطية أو الإسلامية.
والحقيقة -وعذرًا على تكرار الكلمة فالآثار هي من تقرر الحقائق دائمًا- إن القبة من مميزات العمارة المصرية، ولا نجد في القبة سواء بكنيسة أو جامع أو ضريح إلا امتدادًا للعمارة المصرية القديمة والتي برعت في صنع وبناء الأسقف المقببة.
وفي الأيام الأخيرة طالعتنا الصحف ونشرات الأخبار عن كشف أثري لبعثة أثرية عاملة في سوهاج وضمن مكونات الكشف مقبرة ملكية لأحد الملوك السابقين على ملك يُدعى سنب كاي.
وهي أكبر بكثير من المقابر الأخرى المعروفة سابقا والمنسوبة إلى "أسرة أبيدوس"، وأقر الدكتور جوزيف وجنر رئيس البعثة المصرية الأميركية العاملة بأبيدوس، أنه تم العثور على المقبرة الملكية على عمق يصل إلى حوالي 7 متر تحت سطح الأرض، وتتكون من غرفة للدفن من الحجر الجيري، مغطاة بأقبية من الطوب اللبن يصل ارتفاعها في الأصل إلى حوالي 5 متر، كما يوجد بها بقايا نقوش على جانبي المدخل المؤدي إلى غرفة الدفن للمعبودتين إيزيس ونفتيس، مع أشرطة كتابية صفراء كانت تحمل ذات يوم اسم الملك بالهيروغليفية، ويشبه أسلوب الزخارف والنصوص في طرازه تلك التي تم اكتشافها سابقا في مقبرة الملك "سنب كاي".
هنا نجد أن سقف الغرفة على هيئة قبو، وذلك لأن السقف المقبب هو الأكثر قدرة على حمل ما فوقه، فهنا نحن لا نبني بخراسانات مدعمة بالحديد وإنما نستعين بالمهارة الهندسية في توزيع الأحمال ودا عن طريق الأسقف المقببة.
كما نجد العقود وهي الـArshes والتي عرفها المصري القديم ونجد نموذج لها في معبد الأقصر.
كما نجد الأسقف المقببة لمقابر الكتاكومب في الإسكندرية وهي ذات مناطق انتقال، حيث حول المعماري الشكل المربع لدائري من خلال المثلثات الكروية مما مكن له صنع السقف المقبي.
كما أن لدينا سقف رواق الرامسيوم في الأقصر وتحديدًا مخازن الغلال الخاصة بالرامسيوم وهي أسقف مقببة كأفضل ما يكون، كما نجد البدايات للقباب الضريحية في سقف قبر الملك زوسر في سقارة، حيث نجد أن المعماري جعل السقف عبارة عن قبة ضحلة، واستعان بكتل من الخشب في الأربعة أجناب والتي تشبه مناطق الانتقال في القباب القبطية والاسلامية والتي نطلق عليها الآن المقرنصات.
إذًا فالفكرة والتصميم نابعان من العصور المصرية القديمة، فكرة القبة والتحايل على الشكل المربع كي نصل به لشكل دائري، ولقد وصلت القبة لتمامها واكتمالها في العصر المملوكي الجركسي الذي نجد فيه قباب غاية في البهاء والرشاقة.
والقبة تعطي هيبة عظيمة مرتبطة بنفسية المصري منذ القدم، فسقف المقابر المصرية القديمة في العديد منها مقبب، فهي تدل على أن هناك من هو مدفون هنا.
ثم هي حيلة معمارية بارعة لإغلاق السقف وتحريم البناء فوقه بقوة المعمار وبراعة الهندسة ودون الحاجة لقوانين، فمن سيستطيع البناء فوق الشكل المقبب، بالضبط كالأسقف الجمالون في أوروبا والتي تحد من تعلية الأدوار ببراعة.
وكذلك القبة تحاكي فلسفيًا قبة السماء، فكأن المدفون قد وضعنا فوقه قبة السماء، وهو ما يصلح كتفسير لماذا لجأ له المصري القديم، فقد يكون يريد أن يحاكي بيئة الربة نوت ربة السماء، وبالطبع في العمارة الإسلامية يحاكي المعماري قبة السماء وكأنه لم يخالف الأمر النبوي بعدم البناء فوق الأضرحة، فيما يبدو أنه معين واحد، وارتباط نفسي ممتد عبر العصور.
أخيرًا السقف المقبب أكثر تحملًا ومقاومة لعوامل الجو من مطر وغيره، ففوق القبة لا تتجمع أمطار، كما أن الحِمل المعماري على الجدران وليس على القبة نفسها.
بعد العرض السابق قرر علماء الآثار أن أصول القبة مصري قديم أو أن الفكرة داعبت أذهان قدماء المصريين فطبقوها وسلموا الراية لمن ورثهم فطوروها.
WhatsApp Image 2025-03-19 at 2.43.17 PM (1)
WhatsApp Image 2025-03-19 at 2.43.17 PM

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القباب.. أصل العمارة المصرية القديمة
القباب.. أصل العمارة المصرية القديمة

البوابة

time١٩-٠٣-٢٠٢٥

  • البوابة

القباب.. أصل العمارة المصرية القديمة

الحقيقة أن الإبهار المعماري في القباب الإسلامية والقبطية يأخذ البصر بعيدًا ويجعل الخيال ينطلق متناغمًا مع انسيابية البناء وجمال الزخرفة ورشاقة ودقة التكامل المعماري وبراعته. ولكن يبقى السؤال لماذا القبة؟ نجد القبة شامخة فوق ساحة كنيسة مار جرجس في مجمع الأديان، كما نراها سامقة فوق ضريح السلطان قلاوون في شارع المعز لدين الله الفاطمي أو فوق ساحة جامع أبو الدهب في الأزهر، فما السبب في اعتماد القبة كبناء ديني جنائزي سواء في العمارة القبطية أو الإسلامية. والحقيقة -وعذرًا على تكرار الكلمة فالآثار هي من تقرر الحقائق دائمًا- إن القبة من مميزات العمارة المصرية، ولا نجد في القبة سواء بكنيسة أو جامع أو ضريح إلا امتدادًا للعمارة المصرية القديمة والتي برعت في صنع وبناء الأسقف المقببة. وفي الأيام الأخيرة طالعتنا الصحف ونشرات الأخبار عن كشف أثري لبعثة أثرية عاملة في سوهاج وضمن مكونات الكشف مقبرة ملكية لأحد الملوك السابقين على ملك يُدعى سنب كاي. وهي أكبر بكثير من المقابر الأخرى المعروفة سابقا والمنسوبة إلى "أسرة أبيدوس"، وأقر الدكتور جوزيف وجنر رئيس البعثة المصرية الأميركية العاملة بأبيدوس، أنه تم العثور على المقبرة الملكية على عمق يصل إلى حوالي 7 متر تحت سطح الأرض، وتتكون من غرفة للدفن من الحجر الجيري، مغطاة بأقبية من الطوب اللبن يصل ارتفاعها في الأصل إلى حوالي 5 متر، كما يوجد بها بقايا نقوش على جانبي المدخل المؤدي إلى غرفة الدفن للمعبودتين إيزيس ونفتيس، مع أشرطة كتابية صفراء كانت تحمل ذات يوم اسم الملك بالهيروغليفية، ويشبه أسلوب الزخارف والنصوص في طرازه تلك التي تم اكتشافها سابقا في مقبرة الملك "سنب كاي". هنا نجد أن سقف الغرفة على هيئة قبو، وذلك لأن السقف المقبب هو الأكثر قدرة على حمل ما فوقه، فهنا نحن لا نبني بخراسانات مدعمة بالحديد وإنما نستعين بالمهارة الهندسية في توزيع الأحمال ودا عن طريق الأسقف المقببة. كما نجد العقود وهي الـArshes والتي عرفها المصري القديم ونجد نموذج لها في معبد الأقصر. كما نجد الأسقف المقببة لمقابر الكتاكومب في الإسكندرية وهي ذات مناطق انتقال، حيث حول المعماري الشكل المربع لدائري من خلال المثلثات الكروية مما مكن له صنع السقف المقبي. كما أن لدينا سقف رواق الرامسيوم في الأقصر وتحديدًا مخازن الغلال الخاصة بالرامسيوم وهي أسقف مقببة كأفضل ما يكون، كما نجد البدايات للقباب الضريحية في سقف قبر الملك زوسر في سقارة، حيث نجد أن المعماري جعل السقف عبارة عن قبة ضحلة، واستعان بكتل من الخشب في الأربعة أجناب والتي تشبه مناطق الانتقال في القباب القبطية والاسلامية والتي نطلق عليها الآن المقرنصات. إذًا فالفكرة والتصميم نابعان من العصور المصرية القديمة، فكرة القبة والتحايل على الشكل المربع كي نصل به لشكل دائري، ولقد وصلت القبة لتمامها واكتمالها في العصر المملوكي الجركسي الذي نجد فيه قباب غاية في البهاء والرشاقة. والقبة تعطي هيبة عظيمة مرتبطة بنفسية المصري منذ القدم، فسقف المقابر المصرية القديمة في العديد منها مقبب، فهي تدل على أن هناك من هو مدفون هنا. ثم هي حيلة معمارية بارعة لإغلاق السقف وتحريم البناء فوقه بقوة المعمار وبراعة الهندسة ودون الحاجة لقوانين، فمن سيستطيع البناء فوق الشكل المقبب، بالضبط كالأسقف الجمالون في أوروبا والتي تحد من تعلية الأدوار ببراعة. وكذلك القبة تحاكي فلسفيًا قبة السماء، فكأن المدفون قد وضعنا فوقه قبة السماء، وهو ما يصلح كتفسير لماذا لجأ له المصري القديم، فقد يكون يريد أن يحاكي بيئة الربة نوت ربة السماء، وبالطبع في العمارة الإسلامية يحاكي المعماري قبة السماء وكأنه لم يخالف الأمر النبوي بعدم البناء فوق الأضرحة، فيما يبدو أنه معين واحد، وارتباط نفسي ممتد عبر العصور. أخيرًا السقف المقبب أكثر تحملًا ومقاومة لعوامل الجو من مطر وغيره، ففوق القبة لا تتجمع أمطار، كما أن الحِمل المعماري على الجدران وليس على القبة نفسها. بعد العرض السابق قرر علماء الآثار أن أصول القبة مصري قديم أو أن الفكرة داعبت أذهان قدماء المصريين فطبقوها وسلموا الراية لمن ورثهم فطوروها. WhatsApp Image 2025-03-19 at 2.43.17 PM (1) WhatsApp Image 2025-03-19 at 2.43.17 PM

بعد 3700 عام.. العثور على مقبرة ملكية في مصر تعود إلى سلالة «أبيدوس» الغامضة
بعد 3700 عام.. العثور على مقبرة ملكية في مصر تعود إلى سلالة «أبيدوس» الغامضة

العين الإخبارية

time١٧-٠٣-٢٠٢٥

  • العين الإخبارية

بعد 3700 عام.. العثور على مقبرة ملكية في مصر تعود إلى سلالة «أبيدوس» الغامضة

تم تحديثه الإثنين 2025/3/17 11:09 م بتوقيت أبوظبي أعلنت بعثة أثرية مشتركة بين مصر والولايات المتحدة عن اكتشاف مقبرة ملكية تعود إلى أحد ملوك سلالة أبيدوس، التي تعد واحدة من أكثر السلالات غموضًا في تاريخ مصر القديمة. يعود هذا الاكتشاف إلى ما يقرب من 3700 عام، ويسلط الضوء على تفاصيل غير معروفة عن تلك الحقبة، إذ كشفت الحفريات عن نقوش فرعونية نادرة وهيكل معماري مميز للمقبرة، التي وُجدت دون أي جسد محنط بداخلها. تفاصيل مقبرة سلالة "أبيدوس" الغامضة في مصر وفقًا لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، حكمت وتُعد هذه المدينة من أقدم المدن المصرية وأكثرها قداسة في العصور الفرعونية. أين تقع مقبرة الفرعون الغامض في مصر؟ تقع المقبرة المكتشفة في جبل أنوبيس، وتضم تصميمات هندسية متطورة تتكون من أحجار جيرية وأقواس ضخمة مبنية من الطوب الطيني المجفف تحت أشعة الشمس. وتقع المقبرة على عمق 7 أمتار تحت سطح الأرض، بينما يصل ارتفاع الأقبية إلى حوالي 5 أمتار، ما يعكس أسلوبًا معماريًا متقدمًا في ذلك العصر. ورغم أهمية الموقع، فإن عدم العثور على جسد محنط داخل المقبرة يثير تساؤلات عديدة حول هوية الملك المدفون وأسباب عدم تحنيطه، وهو ما اعتبره علماء الآثار دليلًا جديدًا على التغيرات التي طرأت على الممارسات الجنائزية خلال فترة الانتقال الثاني في مصر القديمة. أهمية اكتشاف مقبرة أبيدوس وفي تصريح لمحمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، أكد أن "هذا الاكتشاف يوفر معلومات غير مسبوقة حول تطور المقابر الملكية في تلك الحقبة، ويعزز من فهمنا لطبيعة الحياة السياسية والاجتماعية في تلك الفترة". إلى جانب المقبرة الملكية، تم العثور أيضًا على ورشة فخار تعود إلى العصر الروماني في قرية بناويت، التي كانت واحدة من أكبر مراكز التصنيع في الإقليم التاسع بصعيد مصر، حيث كانت تزود المنطقة بالفخار والزجاج، ما يضيف بُعدًا اقتصاديًا مهمًا لهذا الاكتشاف. aXA6IDMxLjU5LjE2LjExIA== جزيرة ام اند امز GB

كاهن كنيسة مارجرجس بأسيوط يحصل على الدكتوراه من إكليريكية الأنبا رويس
كاهن كنيسة مارجرجس بأسيوط يحصل على الدكتوراه من إكليريكية الأنبا رويس

البوابة

time٢١-١٠-٢٠٢٤

  • البوابة

كاهن كنيسة مارجرجس بأسيوط يحصل على الدكتوراه من إكليريكية الأنبا رويس

حصل الباحث الأب القس صموئيل حسني عزيز، كاهن كنيسة الشهيد مارجرجس بقرية كوم بوها التابعة لإيبارشية صنبو وديروط والمدرس بإكليريكية الدير المحرق بأسيوط، على درجة الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من قسم العبادة والليتورچية بالكلية الإكليريكية اللاهوتية بالأنبا رويس بالقاهرة، والتى جاءت تحت عنوان ليتورچية القديس غريغوريوس اللاهوتي بحسب التقليد الإسكندري القبطي (تحقيق علمي)". تكونت لجنة المناقشة من الأنبا مكاري، الأسقف العام ووكيل الكلية مشرفًا ثانيًا، والأرشيدياكون الدكتور رشدي واصف، رئيسًا ومشرفًا، والأب القس الدكتور غريغوريوس رشيدي مناقشًا، والدكتور نجلاء حمدي مناقشًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store