logo
سعاد بشناق لـ«الشرق الأوسط»: متعة العمل في مسلسل رمضاني تحضّني على إعادة التجربة

سعاد بشناق لـ«الشرق الأوسط»: متعة العمل في مسلسل رمضاني تحضّني على إعادة التجربة

الشرق الأوسط١٨-٠٤-٢٠٢٥

تطبعك موسيقى مسلسل «البطل» الرمضاني من شارته، مروراً بمقطوعات ترافق أحداثه، وصولاً إلى جنريك النهاية. المؤلفة الموسيقية سعاد بشناق نقلت مشاعر وذكريات خاصة بها، انعكست على العمل صوتاً لا يبارح أذن المشاهد، فكانت تلك المقطوعات نجوماً من نوع آخر.
وكان مسلسل «البطل» قد حقق نجاحاً في موسم رمضان 2025، ومع أبطاله بسام كوسا ومحمود نصر ونور علي وخالد شباط وغيرهم، سجّل الاختلاف. لا سيما أن موضوعه المكتوب بقلم رامي كوسا وكاميرا المخرج الليث حجّو وضعه في مكانة بارزة، فنقل مشاهده من واقع المجتمع السوري أثناء الحرب، إلى مواضيع عدة بينها الفساد والتضحية والحب وغيرها.
تحمل بشناق الجنسيتين الكندية والأردنية. سبق ووضعت موسيقى لأكثر من 40 عملاً مصوراً لأفلام سينمائية طويلة وقصيرة. شاركت في مهرجانات عدة مثل فينيسيا السينمائي الدولي ولوكارنو. كما وضعت موسيقى «المنعطف» لرفيق عساف. تحضّر اليوم لوضع موسيقى لفيلم سعودي، وآخر أميركي - بوسني من نوع «الوثائقي المتحرك» عن حرب البوسنة. وتفضّل في المقابل العمل على أعمال عربية، لأنها نابعة من قصص عايشتها. مقيمة في كندا وتنسب لها الفضل في إعطائها فرصاً كبيرة، وبينها ترشيحها 4 مرات لجائزة الـ«بافتا» و«أوسكار كندا».
تقول سعاد بشناق في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن تجربتها مع مسلسل «البطل» كانت ممتعة. صحيح أنها تطلّبت الجهد والتعب، ولكنها زوّدتها بحماس كبير لم يسبق أن عاشت مثله. وتتابع: «كنت أعمل يومياً نحو 12 ساعة في إعداد الموسيقى. والجميل في هذه التجربة تلقي ردود الفعل مباشرة بعيد عرض كل حلقة. وفي الحلقات السبع الأخيرة بكيت تأثراً. فأدركت أن رحلتي مع (البطل) تشارف على النهاية، وكان هذا الأمر صعباً عليّ».
في الموسيقى التصويرية لمسلسل ما، يجب على مؤلّفها أن يسير بين النقاط. فلا يبالغ باستعمالها من ناحية، ولا يبقيها شبه صامتة من ناحية ثانية، توضح بشناق: «الموسيقى تعطي هوية للعمل. وكأي نجم من نجوم العمل يجب أن تؤدي دورها من دون زيادة أو نقصان. وبالتالي لا تطغي على أذن المشاهد وتبدو صارخة. والمطلوب أن تحمل المشهد على أكتافها. وكانت هناك اتصالات يومية بيني وبين منتج العمل محمود جيان، فنتشاور حول تحديد مواقع الموسيقى في كل حلقة».
تفضّل سعاد بشناق العمل على أعمال عربية لأنها تشبهها (حسابها على {انستغرام})
في اتصالاتها مع المخرج الليث حجو تكلّما حول الخطوط العريضة لموسيقى «البطل». «كنا على اتفاق تام بأنها لا يجب أن تكون شرقية بحتة. لا بل ذهبنا بها إلى تلك التركية والأرمنية. وكذلك إلى البوسنية حيث تتحدر أصولي التاريخية. ولذلك حضرت آلات موسيقية مثل الـ(أكورديون) و(كلارينيت) و(سارز)، إضافة لـ(تشيللو) و(القانون)».
تعدّ بشناق موسيقى الأكورديون الأجمل بين باقي الآلات، تتميز بتنوع استخدامها وتليق بها أي موسيقى لآلة أخرى. في واحد من المشاهد التي تحبها في «البطل»، يجمع بين مشاعر الحزن والفرح لجأت إلى الـ«أكورديون». فهذه الآلة تعبّر عن الفرح كما عن الحنين والنوستالجيا.
وعما إذا تصورت لكل نجم في العمل موسيقى خاصة به، تردّ: «اكتشفت من خلال خبرتي المهنية أن هذا الأمر بإمكانه أن يقيّدني. وكذلك يمكنه أن يوقعني في فخ التكرار. ولكن في الوقت نفسه ألّفت موسيقى لمواقف معينة. كما في مشاهد الميكروباص، ومشاهد الحب بين مريم (نور علي) ومروان (خالد شباط). كذلك استحدثتها في مشاهد تدعو إلى السعادة. أما الكلارينيت فالتزمتها لمرافقة شخصية الأستاذ يوسف».
وتتابع في سياق حديثها: «الجميل في عمل المسلسلات هو الثيمة. ويجب الإشارة إليها في الوقت المناسب. قد نلجأ إلى التغيير فيها حسب كثافة مشاعر اللحظة. ولكنني استمتعت بتفاصيل ثيمة (البطل) وسكنتني طيلة إعدادي لموسيقاه». وتضيف: «حتى إن الثيمة الرئيسية لجنيريك البداية اتبعت فيها التنويع في سياق عرض الحلقات. ويمكن القول إن موسيقى (البطل) نسجتها بالخيط نفسه ولكن بتطريزات مختلفة».
تأثرت بشخصية أستاذ يوسف في مسلسل {البطل} (حسابها على {انستغرام})
تبتعد سعاد بشناق عن الحشو الموسيقي في مؤلفاتها. «لأنه يضعف العمل بدل الرفع من شأنه. فحضورها بالمكان والوقت الصحيحين يجب أن يدرس بدقة. وفي مشاهد صامتة يصبح تأثيرها أبلغ وأعمق. فهي ليست مجرّد خلفية بل تساند المشاعر والأداء».
أكثر الشخصيات التي تأثرت بها في المسلسل أستاذ يوسف. وقدّمه الممثل بسام كوسا باحترافية كبيرة. وتعلق بشناق: «لقد ذكّرني كثيراً بوالدي الذي يقبع مريضاً اليوم. وهو يعيش أيضاً على كرسي متحرّك. وكان شخصاً مثقفاً يتكلم ثلاث لغات، ويتمتع بعمق في التفكير ويعدّه المقربون منه مرجعاً يستشيرونه لحل مشكلاتهم. شعرت بأنه يحضر في المسلسل من خلال هذه الشخصية. في أحد المشاهد لأستاذ يوسف يجري حواراً صامتاً بينه وبين ابنته مريم (نور علي). ذكّرني كثيراً بوالدي عندما كان يبتسم لي صباحاً وهو يعطيني فنجان القهوة. تأثرت وبكيت لأن الأستاذ يوسف كان يملك نظرات والدي ساهر بشناق نفسها».
سكنها مسلسل «البطل» من أوله لآخره، تعلّقت بشخصياته وأحداثه إلى حدّ الإدمان. «تخيلي أنه في إحدى المرات تأخر توصيل الحلقة لي يوماً كاملاً، فصرت أدور في مكاني لا أعرف كيف سأمضي وقت الانتظار. فقصة المسلسل بحد ذاتها تجذب مشاهدها. فكيف إذا ما كنت جزءاً منها؟».
تتمنى بشناق التعاون مجدداً مع المخرج الليث حجو في تجارب أخرى مستقبلاً (حسابها على {انستغرام})
كانت تشاهد كل حلقة ترغب بإعداد موسيقى لها أكثر من 5 مرات. «كنت دقيقة في وضعي للجمل الموسيقية في مكانها المناسب، حتى بعد إعدادي الموسيقي كنت أعود وأتفرّج على الحلقة كي أتحقق من الخيارات».
رغم كل الجهد الذي تطلّبه عملها في «البطل» تؤكّد سعاد بشناق أنها مستعدة لإعادة التجربة من دون تردد. وتعلّق: «لموسم رمضان نكهته الدرامية الخاصة. فشعرت وكأني أعيش في بيوت المشاهدين وواحدة من أفراد عائلاتهم. وهذا العمل المتواصل له متعته، لا سيما مع مخرج بقيمة الليث حجو. فإذا ما عرضت علي التجربة مرة جديدة معه، وفي رمضان فلن أتأخّر أبداً».
تقول إن المسلسل ولّد عندها مشاعر كثيرة. «استرجعت ذكرياتي في الشام لأنني درست فيها 4 سنوات. وكذلك ذكرني بأصولي كوني من أم سورية وأب فلسطيني. أحببت جميع شخصياته، ولا سيما الأستاذ يوسف».
ولآلة القانون حصّتها في موسيقى «البطل». «استخدمت هذه الآلة إضافة إلى آلة الـ(ساز)، وهي آلة موسيقية وترية تتشارك فيها مختلف الثقافات في الشرقين الأوسط والأدنى. كانتا آليتين موسيقيتين شرقيتين بطابع سوري. فكتبت جملاً غير تقليدية تشبه إلى حدّ ما موسيقى الـ(باروك)». وتعلّق: «موسيقى الأعمال المصورة ترفع من قيمة العمل، وإذا ما أغمضنا أعيننا ونحن نستمع إليها خارج سياق العرض فلا بد أن تذكرنا بالعمل الذي تنتمي إليه».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

منيرة المهدية في حياة أم كلثوم: ظالمة أم مظلومة؟
منيرة المهدية في حياة أم كلثوم: ظالمة أم مظلومة؟

عكاظ

timeمنذ 20 ساعات

  • عكاظ

منيرة المهدية في حياة أم كلثوم: ظالمة أم مظلومة؟

تابعوا عكاظ على في ذاكرة الطرب العربي، تبرز منيرة المهدية كأول نجمة مسرح وغناء في مصر، امرأة تمرَّدت على الأعراف، وشقت طريقها بصوتها وجرأتها في زمن الرجال. لكنها حين التقت على حلبة الفن مع صعود أم كلثوم، كُتبت الحكاية بوجهين: موهبةٌ تتوهج، وأخرى تتوارى. تشير روايات صحفية إلى أن منيرة، وقد كانت في قمة مجدها، شعرت بتهديد حقيقي من الطفلة الريفية التي صعد نجمها بسرعة. فخططت، وفقاً لتلك الروايات، لحملة تشويه ضد أم كلثوم، عبر الصحفي محمد عبد المجيد، وصلت إلى فبركة اتهام أخلاقي خطير. وبحسب القصة، فإن تدخّل الشيخ أمين المهدي، حال دون انهيار مستقبل كوكب الشرق، بل جعل الجماهير تتعاطف معها، فازداد بريقها وسقطت الحيلة. كما أوردت بعض المصادر الإعلامية المصرية أن منيرة دعت أم كلثوم للغناء على مسرحها، ثم أطفأت الأنوار عمداً أثناء فقرتها لإرباكها وتشويه ظهورها أمام الجمهور، غير أن أم كلثوم، بثبات أعصابها، واصلت الغناء في الظلام، لتحوّل الموقف إلى لحظة إعجاب استثنائية، أحرجت بها صاحبة المسرح. لكن هل منيرة المهدية، ظالمة فعلاً؟ أم أنها ضحية توقيت ومقارنة ظالمة؟ لا مصادر مؤكدة توثق تلك الوقائع من جهة مستقلة، ولا شيء يثبت أنها وحدها كانت تقف ضد أم كلثوم، في معركة الشهرة والنفوذ. ما نعلمه أن الزمان كان قد تغيّر، والجمهور كان يبحث عن صوتٍ جديد، وصورة مختلفة. قد تكون منيرة أساءت التقدير، أو خانها الزمن، أو ظلمها التاريخ حين لم يُنصف دورها الريادي. وفي كل الأحوال، تبقى القصّة انعكاساً لصراع الأضواء في عالم لا يحتمل نجمتين في سماء واحدة. أخبار ذات صلة /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} منيرة المهدية و أم كلثوم

الحديث عن طلاق أحمد السقا ومها الصغير يخطف الاهتمام في مصر
الحديث عن طلاق أحمد السقا ومها الصغير يخطف الاهتمام في مصر

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الشرق الأوسط

الحديث عن طلاق أحمد السقا ومها الصغير يخطف الاهتمام في مصر

أثار الحديث عن طلاق الفنان المصري أحمد السقا، والإعلامية مها الصغير، بعد زواج دام أكثر من 25 عاماً تفاعلاً وجدلاً كبيراً في مصر، وتصدر اسم مها الصغير «التريند» بموقع «غوغل»، الأربعاء، وخصوصاً بعد إعلان الخبر عبر حساب يحمل اسم السقا على «فيسبوك». وكتب السقا عبر حساب منسوب إليه موجهاً حديثه لكل من يسأل عن الأمر، «أنا والسيدة مها محمد عبد المنعم منفصلين منذ 6 أشهر، بينما تم الطلاق منذ شهرين تقريباً»، مضيفاً: «حالياً أعيش لأولادي وعملي وأصدقائي المقربين وأمي وأختي». وأضاف السقا: «سبحان مقلب القلوب»، و«أعتقد أن إعلاني عن الخبر بينما هي تأخرت يعد قمة الاحترام والرقي، ولها كامل الاحترام في توضيح هذه الرغبة قريباً، وتمنياتي لها بالسعادة والنجاح في حياتها المستقبلية، وفي اختياراتها وقرارها الذي فوجئت به مثلكم». أحمد السقا ومها الصغير وابنهما ياسين - حساب السقا بـ«إنستغرام» وتمنى السقا بحسب المنشور المنسوب إليه «التوفيق والستر لأم أولاده»، وفق قوله، مشدداً على«أنه لا يريد الحديث في هذا الأمر كثيراً، من جانب الصفحات الخاصة والصحافة». وتساءل متابعون عن عدم إعلان السقا لخبر الطلاق عبر حساباته الرسمية والموثقة بالسوشيال ميديا. وتفاعل فنانون ومخرجون مصريون مع الخبر وتمنوا السعادة للطرفين. وعلى مدار سنوات الزواج طال الثنائي السقا والصغير، كثير من الإشاعات التي تؤكد انفصالهما أكثر من مرة، آخرها كان العام الماضي، حيث نفى الثنائي الخبر بعد ظهورهما معاً في إحدى المناسبات العامة. من جانبها، لم تعلق مها الصغير على خبر الطلاق الذي أعلنه السقا بشكل مباشر، بينما كتبت عبر حسابها الرسمي بموقع «فيسبوك»، «لا يوجد شيء مبهر في الدنيا مثل وقفة ربنا بجانبك في كل مرة تحتاجه». مها الصغير ووالدها محمد الصغير - حسابها «إنستغرام» ويرى الناقد الفني المصري محمد عبد الخالق أن «اهتمام الناس بخبر طلاق السقا والصغير يعود لكون السقا مثل أي فنان مشهور يهتم الجمهور بمتابعة أخبار حياته الشخصية». وتعليقاً على تصدرهم «التريند»، أوضح عبد الخالق لـ«الشرق الأوسط»، «أن أخبار انفصال أحمد ومها ترددت أكثر من مرة خلال الفترة السابقة، وعلى مدار ما يقرب من 6 أشهر، وكان الثنائي حريصاً على نفيها بشكل قاطع في كل وسائل الإعلام، إلى أن أكد البيان الذي أصدره السقا فجر اليوم ما كان يتردد عن انفصالهما، وكان يحرص على نفيه، وهو ما أضاف اهتماماً مضاعفاً بالقصة». ويضيف عبد الخالق: «ما زاد من غرابة القصة تلك الصياغة التي كتب بها السقا بيانه، التي وجد فيها البعض (جملاً غامضة وأخرى تحمل تأويلات)، وفتحت الباب أمام التكهنات والبحث عن أسباب الطلاق، وانتظار توضيح من الطرف الآخر». وتعمل الإعلامية مها الصغير، وهي ابنة مصفف الشعر الشهير محمد الصغير، بالتقديم التلفزيوني منذ سنوات عبر برنامج «الستات ميعرفوش يكدبوا»، وقبل ذلك عملت في برنامج «It's Show time». وقبل جدل خبر طلاق السقا والصغير أثار انفصال عدد كبير من الفنانين جدلاً واسعاً في مصر. من بينهم، أحمد فهمي وهنا الزاهد، وأحمد العوضي وياسمين عبد العزيز، ويوسف الشريف وإنجي علاء، ونيللي كريم وهشام عاشور، وشيرين وحسام حبيب، وشيري عادل وطارق صبري، وتامر حسني وبسمة بوسيل، وغيرهم. وتأتي هذه الأنباء في الوقت الذي ينتظر الفنان أحمد السقا عرض أحدث أفلامه السينمائية «أحمد وأحمد»، قريباً، الذي يشاركه في بطولته الفنان أحمد فهمي، كما شهد مسلسل «العتاولة 2»، الذي عرض في موسم رمضان الماضي أحدث مشاركاته بالدراما التلفزيونية. يشار إلى أن السقا شارك خلال مشواره الفني الذي بدأه أواخر ثمانينات القرن الماضي، في عدد كبير من الأعمال الفنية من بينها مسلسلات «نصف ربيع الآخر»، «من الذي لا يحب فاطمة»، و«زيزينيا»، و«حلم الجنوبي»، و«رد قلبي» والكثير غيرها. أحمد السقا ومها الصغير- حساب السقا بـ«إنستغرام» الملصق الترويجي لفيلم «أحمد وأحمد»- حساب السقا بـ«فيسبوك»

المخرج الإيراني جعفر بناهي في كان بعد 15 عاما.. بحثا عن الهوية والحرية
المخرج الإيراني جعفر بناهي في كان بعد 15 عاما.. بحثا عن الهوية والحرية

العربية

timeمنذ 2 أيام

  • العربية

المخرج الإيراني جعفر بناهي في كان بعد 15 عاما.. بحثا عن الهوية والحرية

تمكن المخرج الإيراني جعفر بناهي من المشاركة شخصيا في مهرجان كان، للمرة الأولى منذ 15 عاما، لتقديم فيلمه الجديد "مجرد حادث"، "It Was Just an Accident" الزاخر بالانتقادات للسلطات في طهران. و ُيعد هذا العرض أول ظهور شخصي لبناهي في مهرجان كان منذ العام 2003 بعد فترة طويلة من المنع من السفر والعمل السينمائي بسبب مواقفه السياسية ورغم رفع الحظر عنه.. الا ًان القيود المفروضة عليه تدفعه متحديا للعمل بسرية داخل إيران.. ومنذ إدانته في عام 2010 بتهمة "الدعاية ضد النظام"، لم يتمكن من حضور أي من هذه الأحداث السينمائية الدولية. ولا أحد يعلم المصير الذي تخبئه له السلطات في طهران بعد عرض هذا الفيلم الروائي الحادي عشر الذي يهاجمها بشكل مباشر وينتقد الإجراءات التعسفية المرتكبة من قبل قوات الأمن. وقد حملت خطوات بناهي (64 عاما) وفريقه على السجادة الحمراء رمزية كبيرة، نظرا لكون المخرج أحد ألمع الأسماء في السينما الإيرانية. وقد اعتاد السينمائي المعروف خصوصا بفيلمي "تاكسي طهران" و"ثلاثة وجوه"، رؤية أعماله تفوز بجوائز في أكبر المهرجانات، لكنه قلّما كان يطلّ أمام الجمهور على السجادة الحمراء. قصة الفيلم فيلم "مجرد حادث" يتناول "قصة رجل اختطفه سجناء سابقون لاقتناعهم بأنه كان يعذّبهم في السجن.. ويقدّم فرصة للتأمل في مبدأ العدالة والانتقام في مواجهة التعسف. هذا الرجل يدعى إقبال، يقود سيارته ليلا برفقة زوجته الحامل، واثناء سياقتة المحفوفة بالمخاطر يصطدم بكلب وسط الطريق، مما يؤدي إلى تعطل سيارته، ويطلب المساعدة من ورشة يملكها وحيد، الذي يعتقد أن إقبال هو الضابط الذي عّذبه في السجن سابًقا .. يبدأ وحيد في مراقبة إقبال ويختطفه، معتزًما دفنه حًيا، لكنه يتردد في تنفيذ خطته ويستعين بعدة أشخاص تعرضوا للتعذيب من قبل نفس الضابط المزعوم، ويتنقلون مًعا في سيارة فان، متسائلين عن هوية الرجل المحتجز وما إذا كان يستحق العقاب. سرية التصوير تم تصوير الفيلم بشكل سري دون الحصول على تصريح رسمي من السلطات الأيرانية، وهو ما يعكس تحدي بناهي للقيود المفروضة عليه في "فيلم حادث بسيط " والفيلم شهادة على إصرار بناهي على التعبير الفني رغم التحديات.. ويعد أضافة قوية الى رصيده السينمائي الذي ُيعرف بجرأته في تناول القضايا الاجتماعية والسياسية. وقال بناهي في مؤتمره الصحفي "الأهم هو أن الفيلم قد أُنتج. لم أُفكر في ما قد يحدث بعد ذلك. أشعر بأني حيّ ما دمت أصنع أفلاما. إن لم أصنع أفلاما، فلن يُهمني ما يحدث لي بعد الآن". البحث عن الحرية وعلى غرار رسولوف، اختار بناهي العمل في الخفاء. وفي تحد للقانون الإيراني، ظهرت العديد من الممثلات في أعماله بشعر مكشوف، كما حدث أخيرا في فيلم "كعكتي المفضلة" للمخرجين مريم مقدم وبهتاش صناعيها اللذين اختير عملهما للمشاركة في مهرجان برلين العام الماضي ثم حُكم عليهما بالسجن مع وقف التنفيذ في إيران بتهمة "الدعاية ضد النظام والترويج للفحشاء". الفيلم مرشح لإحدى جوائز المهرجان وبهذا الفيلم، يصبح بناهي الذي سُجن مرتين في بلاده، مرشحا قويا لنيل جائزة السعفة الذهبية التي تمنحها السبت المقبل لجنة التحكيم برئاسة جولييت بينوش. وكانت الممثلة الفرنسية المعروفة بالتزامها من الداعمين الدائمين لجعفر بناهي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store