أحدث الأخبار مع #«البطل»


الشرق الأوسط
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشرق الأوسط
سعاد بشناق لـ«الشرق الأوسط»: متعة العمل في مسلسل رمضاني تحضّني على إعادة التجربة
تطبعك موسيقى مسلسل «البطل» الرمضاني من شارته، مروراً بمقطوعات ترافق أحداثه، وصولاً إلى جنريك النهاية. المؤلفة الموسيقية سعاد بشناق نقلت مشاعر وذكريات خاصة بها، انعكست على العمل صوتاً لا يبارح أذن المشاهد، فكانت تلك المقطوعات نجوماً من نوع آخر. وكان مسلسل «البطل» قد حقق نجاحاً في موسم رمضان 2025، ومع أبطاله بسام كوسا ومحمود نصر ونور علي وخالد شباط وغيرهم، سجّل الاختلاف. لا سيما أن موضوعه المكتوب بقلم رامي كوسا وكاميرا المخرج الليث حجّو وضعه في مكانة بارزة، فنقل مشاهده من واقع المجتمع السوري أثناء الحرب، إلى مواضيع عدة بينها الفساد والتضحية والحب وغيرها. تحمل بشناق الجنسيتين الكندية والأردنية. سبق ووضعت موسيقى لأكثر من 40 عملاً مصوراً لأفلام سينمائية طويلة وقصيرة. شاركت في مهرجانات عدة مثل فينيسيا السينمائي الدولي ولوكارنو. كما وضعت موسيقى «المنعطف» لرفيق عساف. تحضّر اليوم لوضع موسيقى لفيلم سعودي، وآخر أميركي - بوسني من نوع «الوثائقي المتحرك» عن حرب البوسنة. وتفضّل في المقابل العمل على أعمال عربية، لأنها نابعة من قصص عايشتها. مقيمة في كندا وتنسب لها الفضل في إعطائها فرصاً كبيرة، وبينها ترشيحها 4 مرات لجائزة الـ«بافتا» و«أوسكار كندا». تقول سعاد بشناق في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن تجربتها مع مسلسل «البطل» كانت ممتعة. صحيح أنها تطلّبت الجهد والتعب، ولكنها زوّدتها بحماس كبير لم يسبق أن عاشت مثله. وتتابع: «كنت أعمل يومياً نحو 12 ساعة في إعداد الموسيقى. والجميل في هذه التجربة تلقي ردود الفعل مباشرة بعيد عرض كل حلقة. وفي الحلقات السبع الأخيرة بكيت تأثراً. فأدركت أن رحلتي مع (البطل) تشارف على النهاية، وكان هذا الأمر صعباً عليّ». في الموسيقى التصويرية لمسلسل ما، يجب على مؤلّفها أن يسير بين النقاط. فلا يبالغ باستعمالها من ناحية، ولا يبقيها شبه صامتة من ناحية ثانية، توضح بشناق: «الموسيقى تعطي هوية للعمل. وكأي نجم من نجوم العمل يجب أن تؤدي دورها من دون زيادة أو نقصان. وبالتالي لا تطغي على أذن المشاهد وتبدو صارخة. والمطلوب أن تحمل المشهد على أكتافها. وكانت هناك اتصالات يومية بيني وبين منتج العمل محمود جيان، فنتشاور حول تحديد مواقع الموسيقى في كل حلقة». تفضّل سعاد بشناق العمل على أعمال عربية لأنها تشبهها (حسابها على {انستغرام}) في اتصالاتها مع المخرج الليث حجو تكلّما حول الخطوط العريضة لموسيقى «البطل». «كنا على اتفاق تام بأنها لا يجب أن تكون شرقية بحتة. لا بل ذهبنا بها إلى تلك التركية والأرمنية. وكذلك إلى البوسنية حيث تتحدر أصولي التاريخية. ولذلك حضرت آلات موسيقية مثل الـ(أكورديون) و(كلارينيت) و(سارز)، إضافة لـ(تشيللو) و(القانون)». تعدّ بشناق موسيقى الأكورديون الأجمل بين باقي الآلات، تتميز بتنوع استخدامها وتليق بها أي موسيقى لآلة أخرى. في واحد من المشاهد التي تحبها في «البطل»، يجمع بين مشاعر الحزن والفرح لجأت إلى الـ«أكورديون». فهذه الآلة تعبّر عن الفرح كما عن الحنين والنوستالجيا. وعما إذا تصورت لكل نجم في العمل موسيقى خاصة به، تردّ: «اكتشفت من خلال خبرتي المهنية أن هذا الأمر بإمكانه أن يقيّدني. وكذلك يمكنه أن يوقعني في فخ التكرار. ولكن في الوقت نفسه ألّفت موسيقى لمواقف معينة. كما في مشاهد الميكروباص، ومشاهد الحب بين مريم (نور علي) ومروان (خالد شباط). كذلك استحدثتها في مشاهد تدعو إلى السعادة. أما الكلارينيت فالتزمتها لمرافقة شخصية الأستاذ يوسف». وتتابع في سياق حديثها: «الجميل في عمل المسلسلات هو الثيمة. ويجب الإشارة إليها في الوقت المناسب. قد نلجأ إلى التغيير فيها حسب كثافة مشاعر اللحظة. ولكنني استمتعت بتفاصيل ثيمة (البطل) وسكنتني طيلة إعدادي لموسيقاه». وتضيف: «حتى إن الثيمة الرئيسية لجنيريك البداية اتبعت فيها التنويع في سياق عرض الحلقات. ويمكن القول إن موسيقى (البطل) نسجتها بالخيط نفسه ولكن بتطريزات مختلفة». تأثرت بشخصية أستاذ يوسف في مسلسل {البطل} (حسابها على {انستغرام}) تبتعد سعاد بشناق عن الحشو الموسيقي في مؤلفاتها. «لأنه يضعف العمل بدل الرفع من شأنه. فحضورها بالمكان والوقت الصحيحين يجب أن يدرس بدقة. وفي مشاهد صامتة يصبح تأثيرها أبلغ وأعمق. فهي ليست مجرّد خلفية بل تساند المشاعر والأداء». أكثر الشخصيات التي تأثرت بها في المسلسل أستاذ يوسف. وقدّمه الممثل بسام كوسا باحترافية كبيرة. وتعلق بشناق: «لقد ذكّرني كثيراً بوالدي الذي يقبع مريضاً اليوم. وهو يعيش أيضاً على كرسي متحرّك. وكان شخصاً مثقفاً يتكلم ثلاث لغات، ويتمتع بعمق في التفكير ويعدّه المقربون منه مرجعاً يستشيرونه لحل مشكلاتهم. شعرت بأنه يحضر في المسلسل من خلال هذه الشخصية. في أحد المشاهد لأستاذ يوسف يجري حواراً صامتاً بينه وبين ابنته مريم (نور علي). ذكّرني كثيراً بوالدي عندما كان يبتسم لي صباحاً وهو يعطيني فنجان القهوة. تأثرت وبكيت لأن الأستاذ يوسف كان يملك نظرات والدي ساهر بشناق نفسها». سكنها مسلسل «البطل» من أوله لآخره، تعلّقت بشخصياته وأحداثه إلى حدّ الإدمان. «تخيلي أنه في إحدى المرات تأخر توصيل الحلقة لي يوماً كاملاً، فصرت أدور في مكاني لا أعرف كيف سأمضي وقت الانتظار. فقصة المسلسل بحد ذاتها تجذب مشاهدها. فكيف إذا ما كنت جزءاً منها؟». تتمنى بشناق التعاون مجدداً مع المخرج الليث حجو في تجارب أخرى مستقبلاً (حسابها على {انستغرام}) كانت تشاهد كل حلقة ترغب بإعداد موسيقى لها أكثر من 5 مرات. «كنت دقيقة في وضعي للجمل الموسيقية في مكانها المناسب، حتى بعد إعدادي الموسيقي كنت أعود وأتفرّج على الحلقة كي أتحقق من الخيارات». رغم كل الجهد الذي تطلّبه عملها في «البطل» تؤكّد سعاد بشناق أنها مستعدة لإعادة التجربة من دون تردد. وتعلّق: «لموسم رمضان نكهته الدرامية الخاصة. فشعرت وكأني أعيش في بيوت المشاهدين وواحدة من أفراد عائلاتهم. وهذا العمل المتواصل له متعته، لا سيما مع مخرج بقيمة الليث حجو. فإذا ما عرضت علي التجربة مرة جديدة معه، وفي رمضان فلن أتأخّر أبداً». تقول إن المسلسل ولّد عندها مشاعر كثيرة. «استرجعت ذكرياتي في الشام لأنني درست فيها 4 سنوات. وكذلك ذكرني بأصولي كوني من أم سورية وأب فلسطيني. أحببت جميع شخصياته، ولا سيما الأستاذ يوسف». ولآلة القانون حصّتها في موسيقى «البطل». «استخدمت هذه الآلة إضافة إلى آلة الـ(ساز)، وهي آلة موسيقية وترية تتشارك فيها مختلف الثقافات في الشرقين الأوسط والأدنى. كانتا آليتين موسيقيتين شرقيتين بطابع سوري. فكتبت جملاً غير تقليدية تشبه إلى حدّ ما موسيقى الـ(باروك)». وتعلّق: «موسيقى الأعمال المصورة ترفع من قيمة العمل، وإذا ما أغمضنا أعيننا ونحن نستمع إليها خارج سياق العرض فلا بد أن تذكرنا بالعمل الذي تنتمي إليه».


الرأي
٢٩-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الرأي
الدراما العربية في رمضان
لا تبدو الدراما العربية المتزاحمة خلال شهر رمضان المبارك المنقضي بعيدة عن أوضاعنا العربية الأخرى، حيث إن الأموال التي تم إنفاقها على إنتاج الدراما كانت كفيلة بتوفير الدعم لمشاريع التنمية بالكثير من البلدان العربية التي كانت وما زالت تعاني هي وأهلها من نقص في الماء والغذاء والدواء وبقية الخدمات الأكثر أهمية من مشاهدة مسلسل لا يرقى ليكون قريباً من قلوب وعقول رجل الشارع العربي. ولا يعني ذلك أنه لا توجد مسلسلات كانت تستحق المشاهدة لكن مستواها دون مستوى الطموح، بينما السواد الأعظم هي فقاعات درامية انتهت مع انتهاء شهر رمضان المبارك لدرجة أنها لم تلفت انتباه النقاد والفنانين الملتزمين بالوقت ذاته. وعندما يأتي ذكر المسلسلات أرى حنيناً عميقاً نحو الأعمال الدرامية القديمة سواءً في الكويت ومنطقة الخليج العربي أو على المستوى العربي، مثل «درب الزلق» كويتياً و«أحلى الأيام» و«طاش ما طاش»، خليجياً و«ليالي الحلمية» و«الشهد والدموع» عربياً. ومن أبرز المسلسلات هذا العام برز مسلسل سوري يحمل اسم «البطل» بطولة بسام كوسا، وإخراج الليث حجو، الذي تناول شخصيات عدة ضمتها القرية في ظروف استثنائية يوثق جزءاً من تاريخ سوريا الحديث. وبعد ذلك برز الفنان سامح حسين، وهو يقدم برنامج «قطايف رمضان» وهو وإن كان عملاً على «اليوتيوب» إلا أنه استطاع جذب العديد من الجمهور والنقاد لأنه قدم مادة قيمة بمواصفات راقية مكنتها من دخول قلوب الجماهير المصرية والعربية دون استئذان، فاستوطن مكانة مرموقة عجز الكثير من الفنانين الوصول إلى حدودها. ويأتي الإعلامي أحمد الشقيري، وهو يقدم برنامجاً رائعاً يحمل اسم «سين» حيث يقدم محتوى مختلفاً كثيراً عن سلسلة طويلة من البرامج غير المفيدة، كما أنها تقدم معلومات نادرة جداً في بلادنا العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، إضافة الى بقية الدول العربية والبلاد الغربية. ولا تبدو الدراما الكويتية بوضع مرض للكثير من الناس ومنهم صانعو تلك الدراما فما شاهدناه من أعمال فنية إنما هي أعمال دون مستوى الطموح و«تفشل» من حيث المضمون والأفكار وكذلك هي الأنماط التقليدية في القضايا وفي الرؤية الإخراجية. وكم كنت حزيناً وأنا أرى بعض نجوم الكويت قد اختفوا لأنهم لم يجدوا ما يناسبهم ويناسب تاريخهم الفني، فأثروا الغياب بينما وجد البعض فرصة للمشاركة بنجوميته رغم أن ما قدموه يسيء إلى تاريخهم الإبداعي كما أن بعض البرامج استضاف البعض منهم اعتقاداً منهم بأنه «ماكياج إعلامي» يعمل على إخفاء تشوهات فنية ما، بينما شاهدها المشاهد وانطبعت في خياله وقناعاته بأن تلك الدراما مأسوف عليها. ولعل المشكلة تكمن في ندرة النص الدرامي المميز وإلى نوعية ومدى ثقافة القائمين على شركات الإنتاج وكذلك المخرجون، بل إن بعض القنوات يسعى إلى التسطيح وتقديم المتعة والتسلية والتفاهة التي بتنا نعاني منها بصورة كبيرة والاستثناءات قليلة. إن الحصول على نص درامي محفز للإبداع الدرامي ليس صعباً لكنه بحاجة الى جهد وتحضير ورؤية ودعم مادي، كون تاريخنا الإسلامي والعربي يزخر بالكثير من القصص والأحداث التي يمكن تناولها في عمل درامي، وكذلك بعض الشخصيات السياسية والدينية والتاريخية تستحق تسليط الضوء عليها وتقديمها ليس إلى الأجيال الحديثة بل إلى العالم بأسره، وما قدمه الأديب الفلسطيني الراحل وليد سيف، مع المخرج السوري الراحل حاتم علي، إلا دليل على إمكانية تحقيق إنتاج مثل تلك الأعمال. ويمكن العودة إلى المكتبة العالمية والإسلامية والعربية والكويتية حيث تحويل الروايات إلى أعمال درامية راقية خصوصاً في الكويت التي تعاني من ندرة وضعف النصوص الدرامية وهي حالة فنية تعاني منها معظم الدول العربية، خصوصاً أن هناك أربع بيئات في الكويت هي البحر والمدينة والصحراء والقرية، وفي كل بيئة هناك سلسلة طويلة من القصص الواقعية التي يمكن أن تكون عناصر مادة درامية متى ما وجدت المؤلف المتميز وكاتب السيناريو المحترف والمخرج ذو الرؤية الثاقبة وكذلك المنتج الواعي لنوعية تلك الأعمال. وأتمنى من وزارة الإعلام والمعهد العالي للفنون المسرحية ونقابة الفنانين بمشاركة الفنانين والمخرجين والمنتجين والنقاد تنظيم ندوة من شأنها أن تعمل على معرفة مكان الداء والدواء لتلك الظاهرة المستمرة منذ عقود من الزمن ويبدو أنها سوف تستمر إلى ما لا نهاية! ولطالما أننا أمة لا تقرأ فإن الفرصة سانحة للقنوات الفضائية لتقديم أمهات الكتب والأحداث التاريخية إلى الجيل الجديد المشغول بالهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث إن هناك أكثر من قناة وثائقية مثل الألمانية التي تبث بعض برامجها على تلفزيون «الراي» وكذلك هناك البي بي سي والفرنسية التي تقدم مادة ثقافية مميزة، ولعمري إننا في الكويت نعاني من شح البرامج الوثائقية. وكانت قناة الجزيرة الوثائقية ملاذاً حيث إنها قدمت برامج جميلة مسلية ومفيدة لأنها تقدم معلومات كل من شاهدها استشف أن المعدين بذلوا جهداً كبيراً في إعداد كل حلقة، خاصة برنامج يحمل عنوان «مسلمو العصر الفيكتوري»، حيث إنه يتتبع بداية انتشار الدين الإسلامي في بريطانيا والذي يعود إلى حقبة قديمة وليست حديثة كما يعتقد الكثير. إضافة الى برنامج «الرحالة» عن بعض علماء المسلمين أمثال الإدريسي ورحلته الشهيرة إلى صقلية ومؤلفه الخالد «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق»، إضافة إلى حلقة أخرى عن العالم العربي ابن جبير الأندلسي، الذي ولد في إسبانيا وتوفي في مصر. وكذلك أبي البركات العبدري وآخرون أمثال المغربي محمد العبدري الحاحي، عبر برنامج رحالة الذي يتم تقديمه إلى المشاهدين بطريقة درامية رائعة تجمع بين الراوية والتمثيل. وهناك برنامج آخر على الجزيرة الوثائقية يحمل اسم «قلب مدينة» حيث يتناول بعض المدن العربية العريقة وأهم معالمها الثقافية بمفهومها الشامل من معمار وموروث. إضافة إلى بعض البرامج المعادة منها برنامج يحمل اسم «مقاهي عتيقة»، حيث يتناول المقاهي العربية القديمة وتاريخها في عدد من العواصم العربية العريقة وكذلك يأتي ذكر بعض القصص والشخصيات التي كانت تتردد عليها. إضافة إلى برنامج «قصة طبق»، وكذلك البرنامج المميز الذي يحمل اسم «الحروب الصليبية» التي تقدم مادة تاريخية من قبل أهل الاختصاص العرب والأجانب. وكذلك الأداء الدرامي حيث التمثيل الأمر الذي يجعله برنامجاً جذاباً للمشاهدين والمحتوى راقٍ يلخص مئات الكتب التي تناولت حقبة صلاح الدين الأيوبي وتحرير القدس. همسة: الفن رسالة مهمة في بناء مجتمع مثقف قوي في عصر العولمة.


الشرق الأوسط
٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشرق الأوسط
مسلسل «البطل» السوري... الحرب بائسة وأقدارها بلا رحمة
يُحقّق مسلسل «البطل» تصدُّراً لافتاً بين الأعمال. حكايته من لؤم الواقع وشخوصه أحياء في بعضٍ منا؛ نلمحهم في ذاكرةٍ ما. نُشاهد ويلات الحرب وهي تُعمِّق الفجوة بين الموت والحياة، ونتابع مسار الأحداث في تصاعُدها نحو إعلان عبثيتها. العمل يُمسك تفاصيل العيش البائس ويرويها بما يحلو انتظاره. النصّ لرامي كوسا والإخراج لليث حجو المتألّق بالكاميرا والنظرة إلى الأشياء. المكان القروي، وأغصان الأشجار العارية تحت السماء المُلبَّدة بغيم يُنذر بالهطول، وأحياناً يؤجّله، أو يستغني عنه، أو يُبقيه حبيس اللحظة، يتيحان للصورة علاقة خاصة مع ألوانها وبُعدها العاطفي. ذلك يمنح المخرج دورَ بطولةٍ آخر، فيحضُر بما لا يقلّ على حضور الآخرين. يُحقّق مسلسل «البطل» تصدُّراً لافتاً بين الأعمال (البوستر الرسمي) هذه سوريا تحت الوجع. تحت النار. في عروق الأوتار المقطوعة. نسمع القصف وهو يؤرق فاقدي الأمان في الليالي الطويلة. ونتعايش مع أهواله على شكل عوزٍ بشريّ، وتهجير، واحتكار، ورفع أسعار، وانسداد أفق. فمن خلال الشخصيات، تُستعاد الأعوام السورية الصعبة وارتكاباتها الفظيعة. تلك المُطلَّة بشبحها كلما ظنَّ الناجون أنهم نجوا، والحائمة مثل غراب جائع يُطلق عويلاً رهيباً فوق أحمال الذاكرة وصورها التي لا تُمحَى. البطولة لبسام كوسا بشخصية «الأستاذ يوسف» الاستثنائية. مبهر في إفساح المجال للخير فيتقدّم ويَبرُز ثم يسطع ويلمع وسط الشرور كلّها. تركيبة الدور ترفض صَبْغ جميع البشر بلون واحد. وهو غالباً السواد العميم. فمن خلال «يوسف» يتجلّى حُسن النية واقتران القول بالفعل والاستعداد للعطاء رغم الجيوب الفارغة. تخرُج الشخصية من عمق الخراب لتقول إنّ الدنيا لا تزال بخير، وإذا كان البغض مُحرَّك الإنسان، ومُشعِلَ حروبه، وراسم أقداره البائسة، فإنّ الحبَّ يتيح تسلُّل الضوء فيجعل الحياة تُحتَمل. ضياع «مريم» قدرٌ جماعي (لقطة لنور علي من المسلسل) نشهد على صراع العائلة من أجل النجاة وبقايا الأحلام. الجميع في وضعية تخبُّط، مثل مراكب عائمة على موج غاضب: «مريم» (أداء لافت لنور علي) بإسكاتها دموعها وتيهها الكبير. ابنةُ «يوسف» والزوجة المستقبلية لـ«مروان» (خالد شباط)، واقعة بين الرجلين، لا تقوى على تفضيل أحدهما على الآخر. إنه الهَمّ وهو يسكُن الأبناء على مصائر الآباء المتروكين في عرائهم. والأرض عراء حين تُشتِّت مَن عليها. والوطن عراء بإرساله السقوف الآمنة إلى حتفها. ضياع «مريم» قدرٌ جماعي، فتلتهم الحيرة رأس ضحيتها وتَصعبُ القرارات حدّ التطرُّف في اتّخاذ بعضها، فنجد الخطيبَيْن بوضعية حميمية لا يأبهان بالقصف خارج الغرفة. «فرج» من الشخصيات الملوَّعة بقدرها (لقطة لمحمود نصر من المسلسل) و«فرج» (أداء متألق لمحمود نصر) من الشخصيات الملوَّعة بقدرها. هذا الدور غير مفهوم تماماً. يحتمل أكثر من تفسير. لا ندري أهو خير أو شرٌّ قد تأجَّل. وحدها ظروفه الواضحة. يرث الندوب ويُكمل طريقه محاولاً تخطّيها، لكنها لا ترحم. كما لم يرحم المجتمع مهنة والدته (تغسيل الموتى) وماضيها الشاق. تؤدّي جيانا عيد دوراً يُظهِر الثمن المدفوع بالعملة الصعبة. أحياناً الأبناء مجرّد ضحايا. الويل من قسوة الآخرين واللعنات المحمولة على ظهور مكسورة. تؤدّي جيانا عيد دوراً يُظهِر الثمن المدفوع بالعملة الصعبة (لقطة من المسلسل) وجوه الشخصيات تُشبه التلبُّد غير المُنذِر بانفراجٍ آتٍ. الجميع تقريباً يجرُّ جرحاً. نانسي خوري بشخصية «سلافة» المتروكة لوحدتها بعد خذلان حتى الأقربين، فتجد في «مجد» (وسام رضا) فسحة طمأنينة. ورغم حالتها الاجتماعية وفارق السنّ، يتعلّق بها. كلاهما شيّعا الأمان إلى مثواه الأخير ولم يبقَ أمامهما سوى العاطفة القليلة. في موازاتهما، لم نرَ ابتسامة «راما» (رسل الحسين) سوى مرة واحدة حين خانتها خشبة السرير الزوجي فارتطمت و«فرج» على الأرض. ضحكتهما ذكَّرت بالبلسمة المُحتملة، لكنّ كلّ شعور آخر أطلَّ ليُعمِّق الجراح ويُطيل نزيفها. نُشاهد ويلات الحرب وهي تُعمِّق الفجوة بين الموت والحياة (مشهد من المسلسل) يكتُب «الأستاذ» لنفسه مفتتحاً الكتابة بعبارة «عزيزي يوسف». يُحاكي دواخله المُحمَّلة بالانتظار والخيبة. وبموازاة السطور، يمرُّ الذلّ على شكل صندوق مساعدات، والقهر على هيئة برد قارس، والتجاوزات من التهريب والتسلُّح إلى الأذى والذكورية وتضاؤل الرحمة. تحوُّل «يوسف» من السير على أقدام إلى استخدام الكرسي المتحرّك، يضيف إلى فكرة الأقدار المُباغتة سبباً إضافياً لتكون حال المسلسل. ينضمّ إلى اللائحة تعذُّر سفر «مروان»، وجرُّ «رانيا» (هيما إسماعيل بدور مؤثّر لشخصية الأم المتأرجحة بين الانهيار والصلابة) إلى أفخاخ مُعدَّة سلفاً لإيقاعها، وفي الطريق إلى التضييق عليها، ينكشف فساد متجذّر ولا يبقى الابتزاز طوال الوقت خفياً. ميزة «البطل» في التأثير العميق لمشهدياته (لقطة لخالد شباط في المسلسل) مشهد نزوح سكان القرية جراء اشتداد القصف موجع وقاسٍ. لقطات من الأسى الإنساني والمُقامرة بالأعمار. ميزة المسلسل في التأثير العميق لمشهدياته. فغصّة «يوسف» لإحساسه باقتراب سفر ابنته تُذكّر آباء هجرهم أحبّتهم بالفراق الصعب. آلام الهجرة منفلشة بأشكالها: مرة بالهروب من أسرةٍ ضاغطة كحالة «راما»، ومرة بالبحث عن فرصة كحالة «مروان»، ومرات بمغادرة المنازل لإنقاذ ما تبقّى من حياة. مسلسل «البطل» عما تُشوّهه الحروب. كأنه توثيق مرحلة وبوحٌ يناجي الشفاء.


الرأي
٠٤-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الرأي
محمد خير الجراح لـ «الراي»: كل الأعمال السورية تم تصويرها قبل الهروب
- ظروف البلد في سوريا تسبّبت ببعض الإشكالات على مستوى الدراما يُعتبر محمد خير الجراح من الفنانين الذين أَثْروا الساحة الفنية السورية بأعمال متنوعة في المسرح والتلفزيون، مع تركيزه على الكوميديا والدراما الاجتماعية، ما جعله يحظى بشعبية واسعة في العالم العربي. خير الجراح، الذي يشارك في الموسم الرمضاني الحالي بأربع مسلسلات، يرى في حوار مع «الراي» أن ظروف البلد في سوريا تسبّبت ببعض الإشكالات على مستوى الدراما، وهناك ممثّلون غادروها، لافتاً إلى أن كل الأعمال تم تصويرها قبل الهروب، وباعتقاده لن تكون هناك أعمال خارقة لأنه لم يتم استكمال تصوير كل المسلسلات كما كان مخطَّطاً لها بسبب مغادرة بعض الممثلين، ولذلك تمت «لملمتها» بطريقة أو بأخرى. • كيف تتوقع أن تكون الدراما السورية في الموسم الرمضاني 2025، خصوصاً مع دخول بعض الأسماء إليها وخروج أخرى منها؟ - بل إن الأسماء لا تزال كما هي. • المُخْرِجة رشا شربتجي ليس لها عمل خاص بها، وفي المقابل هناك مشاركة للمخرج الليث حجو في مسلسل «البطل» بعد فترةٍ من غياب؟ - رشا قدّمت عملاً العام الماضي كما أنها ستقدّم عملين هذه السنة. • بل هي تشارك شقيقها في إخراج مسلسلٍ ولكن تم تأجيل مسلسل «مطبخ المدينة»؟ - ظروف البلد في سوريا تسبّبت ببعض الإشكالات على مستوى الدراما، وهناك ممثّلون غادروها ولم يكملوا التصويرَ بسبب الظروف الحالية، والليث حجو يسجل عودة حميدة. كل الأعمال تم تصويرها قبل الهروب، ولا أعتقد أنه ستكون هناك أعمال خارقة لأنه لم يتم استكمال تصوير كل المسلسلات كما كان مخطَّطاً لها بسبب مغادرة بعض الممثلين، ولذلك تمت «لملمتها» بطريقة أو بأخرى. • وكيف تتحدث عن حضورك في الموسم الرمضاني؟ - أشارك في أربع مسلسلات، مسلسل لبناني بعنوان «ما اختلفنا 2»، وهو عبارة عن لوحات اجتماعية كوميدية ساخرة تتناول الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في لبنان، وأنا أعول عليه كثيراً. ومسلسلان سوريان، الأول «ليالي روكسي» للمخرج محمد عبدالعزيز وكتابة مجموعة من الكتّاب وبطولة أيمن زيدان وسلاف فواخرجي ومنى واصف ودريد لحام وبمشاركة مجموعة من الممثلين السوريين، والثاني «قطع وريد» للمخرج محمد تامر اسحق وكتابة سعيد حناوي وهو من بطولة باسم ياخور وشكران مرتجى وسلوم حداد وأنيس طيارة وغيرهم من الممثلين، والمسلسل الرابع إماراتي بعنوان «الباء تحته نقطة»، وهو عمل كوميدي للمخرجة هبة الصيّاغ وأشارك فيه كضيف. • هل توافق أن العمل مهم؟ كان مهماً فلن ينال حقه إذا لم يُعرض على قناة مهمة؟ - هذا صحيح. هناك كمّ كبير من الأعمال ينحصر عَرْضُها في الموسم الرمضاني، وخارجه يتم تقديم عدد محدود من الأعمال لكنها تحظى بنسبة عالية من المشاهدة. ولا شك في أن القناة العارضة تلعب دوراً مهماً إذا كانت تملك قدرة كبيرة على الضخ الإعلامي والترويجي عبر وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما أن الأخيرة أصبحت وسيلةً مهمة جداً لإيصال الأعمال إلى الجمهور ونقل الأخبار عنها. ومع ذلك سيكون الضغط كبيراً جداً لأنه لا يمكن لأي شخص أن يشاهد كل ما يُعرض خلال 24 ساعة يومياً، وهذا يعني أنه سيكون هناك انتقاء لبعض الأعمال التي تم تسليط الأضواء عليها من خلال الضخ الإعلامي والإعلاني، خصوصاً التي ستُعرض على القنوات التي تملك قدرة مادية كبيرة جداً، وبالتالي فإن أعمالها ستستحوذ على حصة كبيرة من المشاهدة، في حين أن هناك أعمالاً أخرى تتمتع بقيمة فنية عالية أكبر من التي تُعرض على تلك المحطات، ولكنها لن تحظى بنسبة مشاهدة مماثلة. • وهل أنت راضٍ عن التسويق لأعمالك؟ - المسلسلات لم تعد تُنفّذ لصالح شاشات التلفزيون العامة، بل لصالح المنصات، وهذه لها جمهورها الكبير وهي مهمة جداً وتستحوذ على الحصة الأكبر. ولكن حتى الآن يبقى لرمضان المبارك ألق خاص، علماً أن لدي إحساساً خاصاً بأن الضجيج والصخب الذي كان يرافق الأعمال الدرامية التي تُعرض في الشهر الفضيل لم يعد موجوداً اليوم، بل ما يحصل الآن هو مبرمَج ومُعَدّ له بشكل مسبق ومدفوع الثمن. في الماضي كان الناس يشاهدون الحلقات الأولى من المسلسل ومن خلال الانطباعات الإيجابية عنه كانوا يجذبون بعضهم البعض لمشاهدته، أما اليوم فإن التسويق للمسلسل يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات والبرامج التلفزيونية حيث يجري تسليط الضوء عليه وعلى كواليسه، وتحوّلت المسألة إلى صناعة وابتعدت عن الحقيقة الفنية. في السابق كان للدراما السورية وقع أكبر بين الناس وكذلك الدراما المصرية. مثلاً «ليالي الحلمية» كان يُجْلِس الناس في بيوتهم وكذلك «الفوازير» ومن دون تسويق. وبمجرد مشاهدة حلقتين من الفوازير كنا نتعلّق بشيريهان. • وهل تقصد أنه يتم التسويق لأعمال فارغة وسطحية؟ - ليس بالضرورة، ولكنّ هناك أعمالاً جيدة لا تحظى بالاهتمام كما يحصل بالنسبة إلى الأعمال الأخرى. ويمكن أن يتم الترويج لأعمالٍ بلا قيمة ولا طعْم، حتى انها تكون الأكثر مشاهَدة لأن الجمهور لا يشاهد غيرها بسبب عرْضها في أوقات الذروة، في حين أنه يتم بثّ أعمال مهمة عند الساعة الثامنة صباحاً، أي عندما يكون الناس متوجهين إلى أعمالهم، ومن الطبيعي ألا تحظى بالمشاهدة، وهذا لا يعني أن الأولى أهمّ من الثانية. • يبدو انحيازك واضحاً لمسلسل «ما اختلفنا 2» أكثر من أعمالك الأخرى؟ - ربما لأنه غني ومتنوع. فهو عمل كوميدي وساخر واجتماعي أكثر من المسلسلات الأخرى. الأعمال الأخرى مسلية، أما مسلسل «ما اختلفنا» فإنه يناقش قضايا وهموم الناس في عالمنا العربي، كالهجرة والضغوط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ولكن الهدف منه ليس نكء الجروح، بل تسليط الضوء على مشاكل يعانيها الناس ويجب الاهتمام بها.


زهرة الخليج
٢٤-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- زهرة الخليج
«البطل».. فيلم مغربي في صالات العرض الإماراتية
#سينما ومسلسلات مع استمرار نمو صناعة السينما في الإمارات، واحتضانها عروضاً سينمائية كبرى، تؤكد مكانتها كوجهة رئيسية لصناعة الأفلام في العالم العربي. ومن المتوقع أن يعزز التعاون السينمائي المغربي-الإماراتي المرتقب حجم الإنتاجات المشتركة، التي تعكس التنوع الثقافي والإبداعي في المنطقة. «البطل».. فيلم مغربي في صالات العرض الإماراتية يقدم فيلم «البطل» تجربة سينمائية تجمع بين الإثارة والكوميديا في قالب مميز، حيث تدور أحداثه حول «علي»، الشاب الطموح الذي يحلم بالشهرة السينمائية أثناء دراسته للمسرح. ويشارك «علي» في تجربة أداء لفيلم عالمي يعتمد على السينما الواقعية، لكنه يجد نفسه في مواجهة حقيقية مع عصابة دولية، متخصصة في تهريب التحف الفنية، في سلسلة من المواقف الطريفة، والمليئة بالمغامرة. «البطل».. فيلم مغربي في صالات العرض الإماراتية السيناريو من تأليف مهدي شهاب، فيما أشرفت النجمة فرح الفاسي على الجانب الفني، ما منح العمل توازنًا بين الإبداع البصري والمحتوى السردي، خاصة مع مشاركة نخبة من نجوم السينما المغربية، منهم: عمر لطفي، وعزيز داداس، ومجدولين الإدريسي، ورفيق بوبكر، وراوية، وفهد بنشمسي، مع مشاركة شرفية لـ«ريد وان»، وأسماء خمليشي، وطارق البخاري. «البطل».. فيلم مغربي في صالات العرض الإماراتية ومن المقرر أن ينطلق عرض فيلم «البطل» في دور السينما العربية والأوروبية، خلال الأسابيع المقبلة، ضمن خطة توزيع طموحة، تستهدف إيصال الفيلم إلى أوسع شريحة ممكنة من الجمهور العربي والدولي. «البطل».. فيلم مغربي في صالات العرض الإماراتية «البطل» تجربة سينمائية، تحمل بعدًا دراميًا مشوقًا، وتتناول قضايا اجتماعية بأسلوب يجمع بين الإثارة والإنسانية. ويعد هذا العرض خطوة جديدة في مسار انتشار السينما المغربية عربيًا، حيث ستتاح للجمهور فرصة مشاهدة الفيلم في صالات العرض الإماراتية. يشار إلى أن فيلم «البطل»، أول تجربة إخراج سينمائية لعمر لطفي، وهو من إنتاج العالمي نادر الخياط، المعروف إعلامياً بـ«ريد وان». وأكد لطفي أن العمل مع «ريد وان» بمثابة حلم تحقق، وفخر كبير بالنسبة له.