logo
الاستقلال: ذاكرة وطن وبوابة المستقبل

الاستقلال: ذاكرة وطن وبوابة المستقبل

عمونمنذ 4 ساعات

في الخامس والعشرين من أيار من كل عام، يحتفل الأردنيون بذكرى الاستقلال، تلك المناسبة الخالدة التي تشكل علامة فارقة في تاريخ الدولة الأردنية، وتجسد أسمى معاني العزة والكرامة والسيادة الوطنية. ففي مثل هذا اليوم من عام 1946، أعلن الأردن تحرره من الانتداب البريطاني، وتوج هذا الإعلان بقيادة هاشمية حكيمة، قادها جلالة المغفور له الملك عبدالله الأول ابن الحسين، طيب الله ثراه، لترسم ملامح الدولة الأردنية الحديثة.
لقد كان الاستقلال الأردني ثمرة نضال طويل خاضه الأردنيون بقيادتهم الهاشمية الشريفة، الذين لم يدخروا جهدًا في سبيل نيل الحرية والسيادة. ولم يكن إعلان الاستقلال مجرد خروج من عباءة الاستعمار، بل كان بداية مشروع نهضوي شامل، استند إلى بناء مؤسسات الدولة، وترسيخ مبادئ الحكم الرشيد، وتعزيز روح المواطنة والانتماء.
وما إن أشرقت شمس الاستقلال، حتى بدأت مسيرة البناء التي قادها ملوك بني هاشم، الواحد تلو الآخر، بكل حكمة وتفانٍ. وقد تميز الأردن، بفضل هذه القيادة الفذة، في قدرته على تجاوز التحديات الداخلية والخارجية، وتثبيت أركان دولة القانون والمؤسسات، وبناء اقتصاد وطني متماسك، وتعزيز دوره الإقليمي والدولي كقوة استقرار واعتدال.
إن عيد الاستقلال ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو محطة لتجديد العهد مع الوطن، واستحضار تضحيات الآباء والأجداد، ومراجعة ما تحقق، والتطلع نحو المستقبل بعزيمة لا تلين. فهو مناسبة نستذكر فيها بطولات نشامى الجيش العربي، وجهود العاملين في مختلف ميادين التنمية، وإسهامات المؤسسات التعليمية في إعداد أجيال تؤمن بالوطن وتفخر بانتمائها إليه.
وفي جامعة عجلون الوطنية، نحرص على ترسيخ مفاهيم الاستقلال في نفوس طلبتنا، ونغرس فيهم قيم الولاء والانتماء، عبر برامج علمية وثقافية تنطلق من تاريخ الأردن المجيد، وتسلط الضوء على مراحله السياسية والاجتماعية والاقتصادية. كما ننظم في هذه المناسبة ندوات ومحاضرات تثقيفية تبرز مسيرة الدولة الأردنية، وتدعو إلى المساهمة الفاعلة في بناء مستقبل يليق بتضحيات من سبقونا.
وانطلاقًا من إيماننا العميق بأن الاستقلال مسؤولية مستمرة تتجدد في كل جيل، تسعى الجامعة بشكل متواصل إلى تعزيز وعي الطلبة بمعاني الاستقلال وترسيخ ارتباطهم بالهوية الوطنية. وقد تم إدراج مفاهيم الهوية الوطنية والتنمية السياسية ضمن بعض المساقات الدراسية، كما تحرص الجامعة على تشجيع الأنشطة الطلابية والمشاريع البحثية التي تتناول قضايا السيادة والتنمية والاستقلال بمختلف أبعاده، وذلك ضمن رؤية تهدف إلى تحويل الاستقلال من مجرد ذكرى إلى ممارسة حية تتجلى في الوعي والسلوك والمبادرة
إن الحفاظ على مكتسبات الاستقلال مسؤولية مشتركة تقع على عاتقنا جميعًا، قيادةً وشعبًا ومؤسسات. وعلينا اليوم، في ظل التحديات المعاصرة، أن نستلهم روح الاستقلال في كل ما نقوم به، وأن نواصل العمل الجاد في بناء أردن قوي مزدهر، يستند إلى إرثه الوطني العريق، ويستشرف آفاق المستقبل بثقة وثبات.
وفي هذه الذكرى العزيزة، نرفع أكفّ الدعاء لله تعالى أن يحفظ الأردن قيادةً وشعبًا وجيشًا، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار، في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.
كل عام والأردن بألف خير، وكل عام وشعبه وقيادته وجيشه الباسل في عزّ ورفعة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نادي الجالية الأردنية في سلطنة عُمان يهنئ بالاستقلال
نادي الجالية الأردنية في سلطنة عُمان يهنئ بالاستقلال

السوسنة

timeمنذ 22 دقائق

  • السوسنة

نادي الجالية الأردنية في سلطنة عُمان يهنئ بالاستقلال

مسقط – السوسنة - رفع نادي الجالية الأردنية في سلطنة عُمان، ممثلًا برئيس مجلس الإدارة السيد عمار علي عبيدات وأعضاء مجلس الإدارة والجمعية العمومية، أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين للمملكة الأردنية الهاشمية.وأكد النادي في بيان بهذه المناسبة الوطنية الغالية، أن يوم الاستقلال سيبقى محفورًا في وجدان الأردنيين، بما يحمله من معاني الفخر والاعتزاز والوفاء لكل من بذل وقدّم وضحّى في سبيل رفعة الوطن، مستذكرين أرواح الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً للأردن.وجاء في البيان:"نستقبل هذه المناسبة بكل مشاعر الفرح بما تحقق، والفخر بما أُنجز، والوفاء لتضحيات الأجداد، والدعاء بأن يديم الله نعمة الأمن والاستقرار على أردننا الغالي تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة."كما عبر النادي عن اعتزازه بالماضي، وفخره بالحاضر، وتطلعه إلى مستقبل أفضل، مؤكدًا التزامه بالعمل الصادق والإخلاص في سبيل تقدم الأردن وازدهاره.وختم النادي تهنئته بالدعاء إلى الله أن يحفظ الأردن، قيادةً وشعبًا وحكومة، وأن يديم على جلالة الملك وولي عهده موفور الصحة والعافية.

الأردن في عيد استقلاله
الأردن في عيد استقلاله

السوسنة

timeمنذ 23 دقائق

  • السوسنة

الأردن في عيد استقلاله

على مدار التاسعة والسبعين، ونحن على ثبات موقف واحد تجاه أردننا الحبيب، يكبر كل يوم معنا، لكنه لا يشيخ، ويبقى في عرين شبابه معطاءً، قويًا، يزيد صلابة. الأردن لم يكن في الوجود حلمًا يريد أن يتحقق، بل الأردن واقع جميع رسمته حدوده أحلامنا، وحرسه عيون جنودنا، وحفظت أرضه أقدامنا. الأردن لم يكن وسيلة في يوم، بل كان جسرًا للعطاء والخير، حافظ على كرامة الإنسان، بل صانها كما صان ترابه وسمائه. وحينما يسألوننا: "أنت من الأردن؟" بكل فخر نقول نحن أردنيون، من ديار الهاشميين، وأسماؤنا النشامى، وعروبتنا أصيلة، وجذورنا متينة. نحن من عرفنا بالجود، وقضيتنا الأردن في عالم يختل فيه مبادئ العدالة والوجود. هناك حروب، وهناك قتل، وهناك دمار، وهناك نزوح، وهناك في الأردن وطن وسع الجميع، رحب بالزائرين، قدم العون بالرغم من الإمكانيات المحدودة، لكن أثبت دور الأردن على مستوى العالم بالرغم من زمن زادت فيه قوى التشكيك، وبعض زخم الإعلام السلبي الذي لم يؤثر علينا، لأننا وطن عرف نفسه وأثبت أنه لم يتخلَ عن دوره تجاه العرب.ولن نقول إن التحديات قد انتهت، لكننا على يقين أن للوطن قائدًا وجيشًا وشعبًا، كالدماء في الجسد يسري في عروقه. بدون مجاملة على حساب الوطن أبدًا، لكن الحقيقة في واقع صخب الإعلام وبث الإشاعات وكثرة وسائل الاتصالات وتزييف الأخبار. وما زلنا ننظر إلى وطننا على أنه حقيقة تتجدد. رفع علمه كل الأجيال وعلى مدار تسعة وسبعين عامًا، لم تغادرنا سنة إلا ونحن نحتفل في يوم الاستقلال، ونحن بفضل الله في أحسن حال. كان الأردن قد وُلِد من جديد، بنفس الشعور. حب الأردن يولد ويكبر معنا، ولن يغادرنا.

الاستقلال..
الاستقلال..

رؤيا نيوز

timeمنذ 30 دقائق

  • رؤيا نيوز

الاستقلال..

كلما مرت مناسبة وطنية في واحد من البلدان العربية، أحاول أن أرصد تعاطي الأردنيين معها، وكثيرا ما أجد تفاعلات عديدة من أردنيين يشاركون أشقاءهم العرب فرحهم وفخرهم ببلدانهم ومناسباتهم. لكن الأمر يأتي معاكسا حين تكون المناسبة أردنية، فحتى أولئك الأردنيين 'الناشطين قوميا' يختفون، وينسحبون من مشهد الاحتفال، وكأنما هم خجلون من أن يسجل عليهم أنهم احتفلوا بوطنهم مع أبناء شعبهم، وأن الفرح تسلل إلى قلوبهم في هذه المناسبة الغالية! في جميع الدول، تمثل ذكرى الاستقلال واحدة من المناسبات الخاصة التي تستدعي الشعور الوطني العارم والفخر، والتعبير عن الانتماء للأرض والتاريخ، وهو سلوك مباح لجميع الشعوب التي لا ترى فكاكا من اشتراطات الأرض والتاريخ، كما أنه سلوك ليس خاصا بفئة، بل هو للسلطة والموالاة والمعارضة معا، وينبغي أن لا يكون محل شك أو نزاع عند أي فئة منهم. لكن الأمر لا يقف عند 'ظاهرة الاختفاء' في المناسبة، بل يتعداه إلى تعبيرات غريبة، سواء كانت 'مواربة' أو بشكل مباشر، ففي ذكرى الاستقلال على وجه الخصوص، دائما ما نجد 'ململة' تحاول الانتقاص من المناسبة نفسها بدعاوى كثيرة، مثل أن يقول أحدهم: 'عن أي استقلال تتحدثون!'. أو 'نحن لسنا مستقلين سياسيا أو اقتصاديا'، وغيرها من التعبيرات التي تسعى جاهدة إلى زعزعة إيمان الأردني بوطنه ورموزه، وبث الشك في قدرة بلده على الصمود والتحديث والتطور. نعم؛ نحن في الأردن نعيش ظروفا سياسية محيطة غاية في الصعوبة، يفرضها علينا واقعنا الجيوسياسي الذي لا نحسد عليه، ونحن لم نتحرر من هذه الظروف على مدى قرن كامل من عمر الدولة، علاوة على المؤامرات السياسية التي واجهها الأردن من كثير من الدول 'الشقيقة والصديقة' والجماعات المارقة، التي لعبت على الحبلين، ومدت أيديها، وما تزال، للعبث في الداخل الأردني، محاولة هز الاستقرار، والإطاحة بأمن الناس. لكن جميع هذه المؤامرات؛ الصغيرة منها والكبيرة، تكسّرت على حدود الأردن، أو بين جباله وسهوله وغاباته، ليبقى بلدنا شامخا كما عهده العالم. ونحن نعلم أن المؤامرات لا تنتهي، لذلك نؤمن أن ما سيحمله المستقبل منها سوف يتكسر هو الآخر، وسنبقى واجهة للأمن في محيط يفيض بالعنف والكراهية والتفتت المذهبي والطائفي والإثني. وكذلك نعم؛ فنحن في وضع اقتصادي صعب، ولدينا تحديات حقيقية في أرقام البطالة والفقر والمديونية. لكن؛ أليس هذا هو حال دول العالم جميعها التي تعيش تحولات اقتصادية هائلة؟ لدينا اليوم إستراتيجيات تحديث اقتصادية، درست التحديات جيدا، وراعت جميع الفرص التي يمكن استثمارها، من أجل إنفاق رأسمالي مدروس يسهم برفع نسبة النمو، ورفع الناتج الإجمالي، لتوليد فرص عمل تستوعب العاطلين عن العمل، وتساعد في رفع مستوى معيشة المواطن، إضافة إلى مشاريع الحماية الاجتماعية التي تعنى بالطبقات الهشة. رغم جميع الظروف الصعبة؛ داخليا وفي المحيط، إلا أن ما هو متحقق لدينا اليوم في الأردن، لا تستطيع كثير من الدول توفيره لشعوبها، رغم أنها لا تعاني مما يعانيه بلدنا، فلماذا يتوجب علينا الخجل والشعور بالنقص تجاه مناسباتنا الوطنية؟! لكن مهلا؛ فالفخر الوطني ليس 'بورصة' ترتفع أسعار أسهمها مرة، وتنخفض مرة أخرى، تبعا للحال الاقتصادية أو الرغبات أو الميول أو الاصطفافات. إنه شعور يجري مع دم الإنسان، ولا يمكن لفاقده أن يحصل عليه، حتى لو أجريت له عمليات نقل دم بغزارة. إنه انتماء فطري لا يخضع للقياسات المتغيرة التي يحاول بعضهم إخضاعنا لها. لقد بُني هذا الوطن من عرق ودموع ودماء. وسيّجه أبناؤُه بالأمل، وبدعوات أمّهات الشهداء وزوجاتهم وبناتهم، وأغمضوا عليه جفون الأعين لكي يظل محروسا من الأذى، لذلك يحق لهم أن يفخروا بأنهم ينتمون إليه. كل عام وفرحة الاستقلال أكبر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store