logo
فيتنام في قلب الحرب التجارية بين واشنطن وبكين

فيتنام في قلب الحرب التجارية بين واشنطن وبكين

العربية٢٠-٠٤-٢٠٢٥

برزت فيتنام في السنوات الأخيرة كنجم صاعد في سلاسل التوريد العالمية، خصوصًا في قطاع التكنولوجيا، مستفيدة من النزاع التجاري بين أميركا والصين.
ولكن مع تصاعد التوترات مجددًا، تجد الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا نفسها على خط النار.
بدأت رحلة فيتنام نحو التحول إلى مركز تصنيع تكنولوجي عالمي منذ عام 2008 مع دخول "سامسونغ"، ولكن الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد الصين في 2018 أعطت فيتنام دفعة هائلة، بحسب تقرير نشره موقع "restofworld" واطلعت عليه "العربية Business".
سعت الشركات العالمية إلى تنويع سلاسل التوريد الخاصة بها بعيدًا عن الصين، لتجد في فيتنام أرضًا خصبة، أيدٍ عاملة رخيصة، موقع جغرافي استراتيجي، ودولة مرحبة بالاستثمارات.
بحلول منتصف العقد، تحولت مدن مثل باك نينه إلى مراكز إنتاج لشركات مثل"أبل"، و"فوكسكون"، و"إنتل"، و"نينتندو"، وغيرها.
وسرعان ما أصبحت "إستراتيجية الصين +1" مرادفًا لفيتنام.
ضغوط جديدة من واشنطن
لكن هذه النجاحات لم تأتِ من دون ثمن، في زيارة مثيرة للجدل، وقع الرئيس الصيني شي جين بينغ اتفاقيات استراتيجية مع فيتنام لتعزيز التعاون في سلاسل التوريد والبنية التحتية، في وقت تتصاعد فيه النزعة الحمائية من جانب واشنطن.
وصف الرئيس ترامب الاجتماع بين شي ونظيره الفيتنامي بأنه خدعة ضد أميركا.
لاحقًا، فرض ترامب تعريفات جمركية بنسبة 46% على الواردات من فيتنام، قبل أن يمنحها مهلة تفاوضية لمدة 90 يومًا.
هذه الرسوم تهدد واحدة من أكثر ركائز الاقتصاد الفيتنامي حيوية، حيث تُصنّع معظم هواتف "سامسونغ" الذكية هناك، إلى جانب منتجات متعددة لشركات أميركية.
نمو سريع وهشاشة مقلقة
ورغم هذا النمو، لا تزال الصناعة الفيتنامية شديدة الحساسية للتقلبات.
ففي عام 2023، تسببت أزمة الطلب العالمي في موجة تسريحات ضخمة، فقد خلالها أكثر من 45 ألف عامل وظائفهم.
ومع تحسن الأوضاع، واجهت المصانع تحديًا من نوع آخر، وهو نقص الأيدي العاملة. لجأت الشركات إلى حوافز سخية، بل وحتى حملات دعائية على "تيك توك" لاستقطاب العمال.
وتعكس هذه الديناميكية هشاشة نموذج التصنيع الفيتنامي، القائم بشكل كبير على الاستثمارات الأجنبية وسلاسل التوريد العابرة للحدود.
فيتنام بين المطرقة والسندان
يقول الباحث هانه نغوين، المتخصص في اقتصاد وأمن جنوب شرق آسيا، إن فيتنام تواجه مأزقًا معقدًا.
فبينما تستفيد من النزاع الأميركي-الصيني على المدى القصير، فإن فرض رسوم جمركية عليها أو على شركائها التجاريين - كالصين التي تُزود فيتنام بالمكوّنات الإلكترونية - يهدد بعرقلة النمو.
ويضيف: "الاستراحة المؤقتة من التعريفات الجمركية ليست ضمانًا طويل الأمد. وتظل فيتنام بحاجة ماسة إلى موازنة علاقتها مع بكين وواشنطن، دون خسارة أحد الطرفين".
يعتبر تحوّل فيتنام من بديل للصين إلى لاعب أساسي في سلاسل التوريد العالمية وضعها في قلب صراع العمالقة.
وبين التنافس الجيوسياسي والتقلبات الاقتصادية، سيكون على فيتنام أن تتقن فن التوازن الدقيق لتستمر في لعب دورها المحوري دون أن تصبح ضحية للصراع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

روبيو: عدد التأشيرات التي ألغتها أميركا يقدر بالآلاف
روبيو: عدد التأشيرات التي ألغتها أميركا يقدر بالآلاف

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

روبيو: عدد التأشيرات التي ألغتها أميركا يقدر بالآلاف

اتهمت جماعات مدافعة عن حقوق المهاجرين ومحامون إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، بترحيل نحو 12 مهاجرا من دول منها ميانمار وفيتنام إلى جنوب السودان في انتهاك لأمر قضائي، وطلبوا من قاض أن يأمر بإعادتهم، نقلا عن "رويترز". وقدمت الجماعات والمحامون مستندات إلى قاض اتحادي في بوسطن كان منع إدارة ترامب من ترحيل مهاجرين بسرعة إلى بلدان أخرى غير بلدانهم دون الاستماع أولا إلى أي مخاوف من احتمال تعرضهم للتعذيب أو الاضطهاد إذا ما تم إرسالهم إلى هناك. وأكد المحامون أن هذه الترحيلات تنتهك أمرا قضائيا يمنع ترحيل الأشخاص إلى دول غير بلدانهم الأصلية من دون منحهم فرصة للطعن في ذلك أمام المحكمة، بحسب "أسوشيتد برس". وفي ملف الهجرة، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، أن عدد التأشيرات التي ألغتها الولايات المتحدة "ربما بالآلاف"، مضيفا أنه يعتقد أنه لا يزال هناك مزيد لفعله. وذكر روبيو أمام لجنة فرعية في مجلس الشيوخ: "لا أعرف أحدث عدد، ولكن ربما لا يزال أمامنا المزيد للقيام به". وتابع: "التأشيرة ليست حقا، إنها امتياز". وقال مسؤولون في إدارة ترامب إن حاملي تأشيرات الطلاب والبطاقات الخضراء معرضون للترحيل بسبب دعمهم للفلسطينيين وانتقادهم لسلوك إسرائيل في الحرب على غزة، واصفين أفعالهم بأنها تهديد للسياسة الخارجية الأميركية واتهموهم بدعم حماس. ووصف منتقدو ترامب تلك الجهود بأنها اعتداء على حرية التعبير وانتهاك للدستور. وفي وقت سابق من الشهر الجاري احتجزت طالبة تركية من جامعة تافتس لأكثر من 6 أسابيع في مركز احتجاز للمهاجرين في لويزيانا بعد مشاركتها في كتابة مقال ينتقد رد فعل جامعتها على حرب إسرائيل على غزة. وأمرت محكمة اتحادية بالإفراج عنها بكفالة.

بتكلفة إجمالية تصل لحوالي 175 مليار دولار .. ترامب يعلن بناء درعا صاروخية تحت مسمى القبة الذهبية
بتكلفة إجمالية تصل لحوالي 175 مليار دولار .. ترامب يعلن بناء درعا صاروخية تحت مسمى القبة الذهبية

أرقام

timeمنذ 2 ساعات

  • أرقام

بتكلفة إجمالية تصل لحوالي 175 مليار دولار .. ترامب يعلن بناء درعا صاروخية تحت مسمى القبة الذهبية

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط بناء درع صاروخية تحت مسمى "القبة الذهبية" بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية مؤكدا أنها ستوضع في الخدمة في نهاية ولايته الثانية. وقال ترامب في البيت الأبيض "خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعا صاروخية متطورة جدا"، وأضاف "يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة". وقال إن الكلفة الإجمالية للمشروع ستصل إلى "حوالى 175 مليار دولار" عند إنجازه. وفي نهاية كانون الثاني/يناير، وقّع ترامب مرسوما لبناء "قبة حديدية أميركية"، تكون وفق البيت الأبيض درعا دفاعية متكاملة مضادة للصواريخ لحماية أراضي الولايات المتحدة. وكانت روسيا والصين وجّهتا انتقادات لذاك الإعلان الذي رأت فيه موسكو مشروعا "أشبه بحرب النجوم"، في إشارة إلى المصطلح الذي استُخدم للدلالة على مبادرة الدفاع الاستراتيجي الأميركي في عهد الرئيس رونالد ريغان إبان الحرب الباردة. وكان ترامب قد أشار بالفعل إلى هذا المشروع خلال حملته الانتخابية، لكن خبراء كثرا يؤكدون أن هذه الأنظمة مصمّمة في الأصل للتصدي لهجمات تشنّ من مسافات قصيرة أو متوسطة، وليس لاعتراض صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب الولايات المتحدة.

'جنرال موتورز' تتوقف عن شحن بعض سياراتها من أمريكا إلى الصين بسبب الرسوم الجمركية
'جنرال موتورز' تتوقف عن شحن بعض سياراتها من أمريكا إلى الصين بسبب الرسوم الجمركية

سويفت نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • سويفت نيوز

'جنرال موتورز' تتوقف عن شحن بعض سياراتها من أمريكا إلى الصين بسبب الرسوم الجمركية

ميشيغان – سويفت نيوز: أوقفت شركة جنرال موتورز شحن عدد محدود من السيارات المصنّعة في الولايات المتحدة إلى الصين، وذلك في ظل تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي أثرت على قطاع السيارات العالمي. تأتي هذه الخطوة كجزء من إعادة هيكلة Durant Guild وهي ذراع تابعة لشركة جنرال موتورز والتي أُطلقت في عام 2022 بهدف إدخال طرازات فاخرة من سياراتها، مثل GMC Yukon وChevrolet Tahoe إلى السوق الصينية. وأكدت 'جنرال موتورز' التزامها بمواصلة تطوير أعمالها في السوق الصينية، لكنها أشارت إلى وجود تغيرات كبيرة في الظروف الاقتصادية تؤثر على عملياتها. ولا تزال الشركة تحتفظ بشراكات استراتيجية مع شركاء محليين في الصين، تمكّنت من خلالها من بيع نحو 442 ألف مركبة خلال الربع الأول من العام الجاري، مؤكدة التزامها بهذه المشاريع المشتركة رغم التحديات. مقالات ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store