التعليم العالي ركيزة الاستقلال وبوابة المستقبل
تأتي الذكرى التاسعة والسبعون للاستقلال هذا العام في ظل ظروف دقيقة ومعقّدة تمر بها المنطقة، وتحديات تمسّ مختلف جوانب الحياة. ورغم ذلك، فإن الأردن اجتاز عبر تاريخه الطويل العديد من التحديات بصبر وحكمة واقتدار، مستندًا إلى رؤية قادته وبصيرة شعبه. ولا يمكننا أن ننسى أولئك الذين بنوا الاستقلال، وكيف قادوا الوطن وسط العواصف إلى برّ الأمان. فلا تغيب عن الأذهان تضحيات الملك المؤسس في سبيل القدس، ولا صمود الحسين بن طلال في وجه نكسة حزيران، وتحقيق نصر الكرامة، ثم بناء الدولة الحديثة، وصولًا إلى قيادة الملك عبدالله الثاني الذي حافظ على استقرار الأردن وسط محيطٍ مشتعل.
ونستذكر هنا قول الشهيد وصفي التل: 'الأردن وُلد في النار وسيبقى ولن يحترق'. وقد أثبتت الأيام صدق هذه العبارة؛ إذ التهمت النار من حولنا، لكن الأردن ظل صامدًا، متماسكًا، فوق كل الظروف. ولهذا، فإن مسؤوليتنا اليوم أن نوحد الصفوف ونقف جميعًا في وجه التحديات، يدًا بيد، لإفشال كل المخططات التي تستهدف استقرار الأردن ووحدته الوطنية.
وفي هذا السياق، فإن التعليم العالي يُعدّ الركيزة الأساسية لتعزيز الاستقلال، فهو الجسر الحقيقي إلى المستقبل، ووسيلة النهضة الفكرية والاقتصادية والسياسية.
فالجامعات ليست مجرد مؤسسات تعليمية، بل مصانع للوعي والتحرر والمعرفة. ويؤدي التعليم العالي دورًا محوريًا في تعزيز الاستقلال على المستويين الفردي والمجتمعي، من خلال عدة جوانب:
•الاستقلال الفكري: تشجع الجامعات على التفكير النقدي وطرح الأسئلة وتكوين الرأي والرأي الآخر، مما يُسهم في تشكيل شخصية الطالب المستقلة، ويحرره من القوالب الجاهزة والتفكير التبعي.
•الاستقلال الاقتصادي: تزوّد الجامعات الطلبة بالمهارات الحياتية والمعرفة التخصصية، وتمكّنهم من دخول سوق العمل بكفاءة، مما يخفف من الاعتماد على الغير، ويعزز قدرتهم على تحقيق دخل ذاتي مستقر.
•الاستقلال الاكاديمي : تتمتع الجامعات بالاستقلال الأكاديمي والإداري، مما يخلق بيئة تعليمية حرة تسهم في رفع جودة التعليم والبحث العلمي بعيدًا عن التأثيرات السياسية أو الأيديولوجية.
•تعزيز المواطنة: من خلال المناهج التي تركز على الهوية الوطنية والتاريخ والسيادة، تعمل الجامعات على ترسيخ مفهوم الاستقلال في وعي الطلبة، وتحثهم على حمايته وتطويره.
الابتكار والبحث العلمي: يسهم البحث العلمي في إيجاد حلول محلية مستقلة عن الخارج، ويقلل من التبعية التقنية والعلمية، مما يعزز سيادة الدولة في مختلف المجالات.
وها هي الجامعة الأردنية في طليعة هذه المؤسسات، تقود عبر السنوات نهضة علمية بارزة جعلتها من أبرز الجامعات على مستوى الوطن والعالم العربي. وحققت قفزات نوعية بفضل إدارة أكاديمية تؤمن بأن التعليم ليس تلقينًا، بل عملية شاملة لبناء الإنسان والوطن. وقد وضعت الجامعة استراتيجيات واضحة تركز على الجودة، والبحث العلمي، والانفتاح العالمي، وتنفيذ خطط قابلة للقياس والتطوير.
وشهدت الجامعة الأردنية تطورًا ملحوظًا في النشر العلمي، إذ ارتفعت نسبة الأبحاث المنشورة في مجلات محكّمة ومصنفة دوليًا، كما زاد التعاون البحثي مع مؤسسات أكاديمية عالمية، مما عزز موقعها في التصنيفات العالمية مثل QS Ranking وTimes Higher Education.
كما أطلقت الجامعة برامج أكاديمية حديثة تواكب سوق العمل المحلي والعالمي، في تخصصات مثل الذكاء الاصطناعي، والهندسة الحيوية، والتحول الرقمي. وقد طورت المناهج التعليمية لتأهيل جيل قادر على الابتكار والمنافسة.
وفي إطار التحول الرقمي، استثمرت الجامعة في البنية التحتية الرقمية، وطورت أنظمة التعليم الإلكتروني، ووفّرت بيئة تعليمية تفاعلية ساهمت في رفع كفاءة العملية التعليمية. ويُعد مشروع 'رقمنة المحتوى التعليمي وإنتاج المحاضرات التفاعلية' الأول من نوعه في المنطقة، وخارطة طريق نحو التحديث والمرونة المؤسسية في قطاع التعليم العالي.
ولم تغفل الجامعة الأردنية دورها في دعم الإبداع وريادة الأعمال، حيث شجعت الطلبة على تحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعية، ما يعزز ثقافة الاستقلال والإنتاج، ويقلل من نسب البطالة بين الخريجين.
كما فتحت الجامعة أبوابها نحو العالم عبر شراكات دولية، واتفاقيات تبادل أكاديمي، واستقطبت أساتذة من جامعات مرموقة، مما وفر فرصًا قيّمة للطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية للاطلاع على تجارب وثقافات متنوعة.
وأخيرًا، لم تنسَ الجامعة رسالتها الوطنية والإنسانية؛ فهي تزرع في أجيالها قيم الانتماء والمواطنة والاستقلال، وتسهم في بناء أردن جديد متجذر في هويته، منفتح على العالم.
إن الجامعة الأردنية ليست مجرد مؤسسة أكاديمية، بل منارة علمية تقود ثورة فكرية وعلمية بهدوء وثبات، وتؤكد أن الجامعات العربية قادرة على التميز عالميًا إذا توفرت الرؤية والإرادة والنية الصادقة للبناء والتطوير.
وفي الختام، تبقى الجامعات حواضن الاستقلال، ومصانع الوعي والعمل والبناء، ورسالة الاستقلال إلى المستقبل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صراحة نيوز
منذ 38 دقائق
- صراحة نيوز
محافظة البلقاء تحتفل بعيد الاستقلال الـ79
صراحة نيوز ـ احتفلت محافظة البلقاء اليوم الجمعة ، في مجمع الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الرياضي بمدينة السلط بعيد الاستقلال التاسع والسبعين، بحضور محافظ البلقاء سلمان النجادا ورؤساء البلديات ومدراء الدوائر ورئيس وأعضاء مجلس المحافظة والفعاليات الأهلية والشعبية. وقال محافظ البلقاء سلمان النجادا، نرفع في محافظة البلقاء التهاني والتبريكات بهذا المناسبة الوطنية إلى مقام جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، لافتًا إلى أن الاستقلال الذي تحقق بتضحيات الأردنيين والتفافهم حول قيادتهم الهاشمية يعد صفحة مضيئة في سجل الوطن الخالد، داعيًا الله أن يديم الأمن والأمان على الأردن. بدوره، قال رئيس بلدية السلط الكبرى المهندس محمد الحياري لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الاحتفال بالاستقلال يأتي تعبيرًا عما يجيش في صدور أبناء الأسرة الأردنية الواحدة من مشاعر عز وكبرياء وتجسيدًا وعرفانًا بالإنجازات التي تحققت في المملكة منذ الاستقلال وعلى مختلف الصعد بقيادة هاشمية حكيمة تمتلك الشرعية الدينية والقومية والتاريخية. وأشار رئيس مجلس محافظة البلقاء إبراهيم العواملة، إلى أنه في يوم الاستقلال نقف إجلالًا لوطنٍ كتب تاريخه بمداد العزة ونسج مستقبله بخيوط العزم والكرامة، ونستذكر بهذه المناسبة الوطنية بإكبار تضحيات من مهدوا الطريق رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه وبنوا صرح هذا الوطن على قيم الحق والانتماء والسيادة. وعبر المشاركون في الاحتفال، عن أصدق معاني الولاء والانتماء واعتزازهم بقيادتهم الهاشمية وحكمة جلالة الملك عبدالله الثاني، في الوصول بالأردن إلى مواقع متميزة على مستوى العالم وقراراته الحكيمة في المحافظة على أمن المملكة في ظل الأحداث بالإقليم. واشتملت الاحتفالات على أغاني وطنية وأهازيج وقصائد شعرية وافتتاح بازار وألعاب وعروض فلكلورية لفرقة شابات السلط وعروض مسرحية ومسابقات وعروض أطفال وفقرة غنائية للفنان يحيى صويص

الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
الآلاف يحتشدون احتفالا بعيد الاستقلال في إربد .. صور
اربد ـ الدستور- حازم الصياحين احتشد الآلاف من المواطنين في محافظة إربد اليوم في شوارع المدينة احتفالاً بالذكرى الـ79 لعيد الاستقلال الأردني، حيث عبّروا عن فرحتهم وفخرهم بهذه المناسبة الوطنية الغالية. وجاب المواطنون الشوارع الرئيسية حاملين العلم الأردني وصور جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وسط هتافات تعبّر عن الولاء والانتماء للوطن والقيادة. وفي فضاء ساحات مدينة الحسن للشباب في محافظة اربد بدأ فعاليات الاحتفال الرئيسي بعيد الاستقلال وسط حضور جماهيري حاشد تغنيا بالاستقلال ودلالاته ومعانيه بحضور محافظ اربد رضوان العتوم وقادة الاجهزة الامنية والدوائر الرسمية . وقال محافظ اربد رضوان العتوم أنها مناسبة وطنية غالية على قلوب كل الاردنيين نستذكر فيها معاني الفخر والانتماء، ونستلهم منها الدروس والعبر لمواصلة مسيرة البناء ، تذكرنا بتضحيات الأجداد، ودافعنا للعمل الجاد من أجل رفعة الوطن، و دافع الانطلاق لمستقبل مشرق، مستندين الى روح الماضي ومستلهمين القوة والعزيمة من القائد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه . وأضاف أن عيد الاستقلال يمثل مناسبة لتجديد الولاء للقيادة الهاشمية و لتاريخ الأردن الغني، حيث يتجمع الأردنيون في مختلف المدن للاحتفال بهذه المناسبة و تتزين الطرق بالأعلام الأردنية، وتُقام الحفلات والمهرجانات الموسيقية و الفنية، مما يعكس روح الفرح والفخر بالهوية الوطنية و يعزز من روح الانتماء والوحدة بين المواطنين. وقال أن عيد الاستقلال يعد فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ قيم التلاحم والتعاضد بين أفراد الشعب الأردني ، يجسد إرادة الشعب وقيادته في بناء وطن حر ومستقل وإن عيد الاستقلال في الأردن يُعتبر من المناسبات الوطنية الهامة التي يحتفل بها الأردنيون في 25 مايو من كل عام، حيث يمثل هذا اليوم ذكرى استقلال المملكة الأردنية الهاشمية . ولفت العتوم إلى أن عيد الاستقلال في الأردن ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو تجسيد للهوية الوطنية، ورمز للحرية، حيث يحتفل الأردنيون بهذا اليوم بفخر واعتزاز، مستذكرين تضحيات الأجداد، و مؤكدين التزامهم بمستقبل أفضل للأجيال القادمة، فعيد الاستقلال يمثل لحظة تاريخية تنعكس في قلوب الأردنيين، وتجسد رغبتهم في الحفاظ على وطنهم وتعزيز وحدتهم. وأكد المشاركون في الاحتفال أن عيد الاستقلال يمثل مناسبةً لتجديد العهد والولاء للوطن والقيادة الهاشمية، مشيرين إلى ما تحقق من إنجازات على مدار 79 عاماً بقيادة الملوك الهاشميين وقالوا نحتفل اليوم بذكرى استقلال بلدنا الغالي، ونؤكد وقوفنا خلف قيادتنا الرشيدة في كل خطوة نحو المستقبل. واشتملت فعاليات اليوم الاول من الاحتفال على فقرات السلام وافتتاح بازار المأكولات الشعبية والحرف اليدويية والعاب اطفال ورسم على الوجوه واغاني وطنية وفقرة فنية للفنان عيسى الصقار وتستمر فعاليات الاحتفال لمدة ثلاث ايام.

عمون
منذ 4 ساعات
- عمون
في عيد الاستقلال الـ79: الأردن يجدد عهده بالثبات والرّيادة
يحتفل الأردنيون في الـ 25 من أيار من كل عام بذكرى الاستقلال، تلك المناسبة الوطنية الراسخة التي تمثل محطة مضيئة في مسيرة الدولة الأردنية، وتجسّد الإرادة الحرّة التي قادت إلى نيل الإستقلال الكامل في عام 1946، وبداية عهد السّيادة والبناء للدولة الأردنية. لقد استطاع الأردن بفضل القيادة الهاشمية، أن يُرسّخ حضوره السياسي إقليمياً ودولياً، مستنداً إلى سياسة خارجية (متزنة)، تقوم على احترام القانون الدولي، وتعزيز الأمن والسلم العالميين، والدفاع الثابت عن القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وفي ظل المتغيرات (المتسارعة) التي يشهدها الإقليم والعالم، يبرز الأردن بقيادة الملك بوصفه دولة (ثابتة) المبادئ، استضافت الملايين من اللاجئين، وحافظت على دورها الإنساني والأخلاقي، (تؤمن) بالحوار والتعاون الدولي لبناء مستقبل آمن. ويأتي الدعم الأردني المتواصل لغزة كأحد أبرز تجليات هذه السياسة، حيث يستمر الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله، وولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، في تقديم الدعم الإنساني والسياسي والاقتصادي للقطاع، تأكيداً منهم على التزام الأردن الثابت بالقضية الفلسطينية وحقوقهم المشروعة. كما تلعب "الهيئة الخيرية الأردنية" دوراً محورياً في تقديم الدعم المباشر والمستدام للقطاع الصحي والتنموي في غزة، مما يعكس (التضامن) الأردني الشعبي والرّسمي مع الأشقاء في القطاع. ماليّاً بذل (الملك) جهوداً حثيثة لضمان حصول الأردن على المنح والدعم الأمريكي الكامل دون أي نقص، مما سيسهم في دعم الإقتصاد الوطني وتوفير موارد حيوية لمشاريع التنمية والإصلاح. وقد كانت هذه المنحة ركيزة أساسية في تعزيز قدرة الأردن على مواجهة التحديات الاقتصادية، ودعم برامج الحماية الاجتماعية، وتطوير البنية التحتية. كما حافظ الأردن على تصنيفه الائتماني (الإيجابي) لدى أبرز وكالات التصنيف العالمية مثل: موديز: (Ba3)، ستاندرد آند بورز: (BB-) وفيتش: (BB-) مع نظرة مستقبلية مستقرة. أما فيما يتعلق بمسيرة التحديث والإصلاح السياسي والاقتصادي، فبالرغم من بطء بعض من الإجراءات المتعلقة بها، إلا أنه قد تم تعزيز نهج المشاركة الشعبية، وتكريس مبادئ سيادة القانون لتوسيع قاعدة العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة. أما ما يتعلق بقطاع دعم وتمكين (الشباب)، فلقد إستمر دور ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بشكل خاص في هذا الجانب من خلال إطلاقه لمبادرات (ريادية) مثل حاضنات الشباب، التي تهدف إلى توفير بيئة ملهمة وآمنة للإبتكار وريادة الأعمال، مما يعزز فرص التوظيف ويدعم الإقتصاد الوطني. ختاماً أقول؛ في ذكرى الإستقلال يجدد الأردنيون عهد الولاء والانتماء، ماضين خلف قيادتهم نحو مزيد من الإنجازات بالرغم من كافة التحديات، مؤمنين بأن (الحفاظ) على الوطن وتعزيز منعته هو مسؤولية جماعية، وواجب وطني لا يقبل القسمة أو التهاون أو التخاذل. كل عام والأردن بخير،،