logo
تداولات قوية تعيد التوازن إلى السوق السعودية في جلسة متقلبة

تداولات قوية تعيد التوازن إلى السوق السعودية في جلسة متقلبة

Independent عربيةمنذ 21 ساعات
أنهى المؤشر العام للسوق المالية السعودية جلسته على ارتفاع طفيف بلغت نسبته 0.1 في المئة، ليغلق عند 10839 نقطة مرتفعاً 6 نقاط فقط، بعد جلسة شهدت تقلبات ملحوظة وضغوطاً بيعية خلال فتراتها الأولى، وتراجعت السوق في بداية الجلسة إلى أدنى مستوياتها عند 10725 نقطة، بخسائر فاقت 100 نقطة، قبل أن تقلّص تلك الخسائر تدريجاً وتغلق في المنطقة الخضراء، بدعم من بعض الأسهم القيادية وأسهم النمو التي تلقت اهتماماً شرائياً.
وبلغت قيمة التداولات في الجلسة نحو 5 مليارات ريال (1.33 مليار دولار)، ما يعكس نشاطاً متزايداً مقارنة بالجلسات السابقة، ويؤشر إلى وجود شهية استثمارية على رغم التذبذب الذي ساد المؤشر العام، وسجّلت فيها أسهم 138 شركة ارتفاعاً في قيمتها، وأغلقت أسهم 110 شركات على تراجع.
وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) مرتفعاً 135.55 نقطة ليقفل عند مستوى 26891.39 نقطة، بتداولات بلغت قيمتها 21 مليون ريال (5.6 مليون دولار)، وبلغت كمية الأسهم المتداولة أكثر من 3 ملايين سهم.
قلق وترقب في الأسواق فما الأسباب؟
أوضح المحلل المالي علي الشهري، أن حال القلق والترقب، التي تشهدها السوق المحلية والأسواق الخليجية، هي امتداد للأسواق العالمية التي شهدتها إثر صدور بيانات أميركية تقلصت فيها وظائف يوليو (تموز) الماضي إلى 73000 وظيفة فقط، مع مراجعة بيانات مايو (أيار) ويونيو (حزيران) الماضيين بشكل سلبي، ما عزز التكهنات بخفض أسعار الفائدة من "الاحتياطي الفيدرالي" خلال سبتمبر (أيلول)، في الوقت الذي تراجعت أسعار النفط مجدداً، إذ بلغ سعر خام "برنت" إلى 69.3 دولار للبرميل (هبوط بين 1–1.9 في المئة)، وسجل خام غرب تكساس الوسيط 66.0 دولار (انخفاض 2–2.2 في المئة)، وجاء الضغط نتيجة قرار "أوبك+" زيادة الإنتاج بنحو 547 إلى 548 ألف برميل يومياً اعتباراً من سبتمبر المقبل، في إطار سعي لتوسيع الحصة السوقية.
هل نجح امتصاص الضغوط؟
وحول التداول اليومي، أشار المصرفي باسم الياسين، إلى أنه على رغم التذبذب الحاد الذي طبع جلسة اليوم، إلا أن مؤشر السوق استطاع أن يغلق في المنطقة الإيجابية، بدعم من أسهم مؤثرة مثل "أكوا باور" و"مصرف الراجحي"، ويعكس هذا السلوك قدرة المؤشر على امتصاص الضغوط وتحقيق توازن نسبي، مدعوماً بتحركات نشطة في الأسهم المضاربية، مرجحاً أن تبقى السوق في حال ترقب خلال الأيام المقبلة، بانتظار نتائج إضافية للشركات الكبرى، وحركة أسعار النفط العالمية، مع استمرار التركيز على أسهم النمو ذات المحفزات المالية المباشرة.
دعم محدود وصعود انتقائي
وأضاف الياسين أن عدداً من الأسهم الكبرى أسهم في دعم المؤشر العام، وعلى رأسها سهم "أكوا باور" الذي سجل مكاسب 3 في المئة ليغلق عند 220.10 ريال (58.73 دولار)، مدعوماً بثقة المستثمرين في أدائه التشغيلي، وكذلك ارتفع سهم "مصرف الراجحي" واحداً في المئة ليغلق عند 95.15 ريال (25.41 دولار)، مما أضفى دعماً إضافياً على أداء القطاع البنكي، بينما تراجع سهم "البنك الأهلي السعودي" 3 في المئة إلى 36.26 ريال (9.68 دولارات)، عقب نهاية أحقية توزيعات نقدية، في تراجع فني معتاد في مثل هذه المناسبات.
أما سهم "أرامكو السعودية"، فسجل تراجعاً طفيفاً بأقل من واحد في المئة، مغلقاً عند 23.91 ريال (6.38 دولار)، في ظل تقلبات أسعار النفط العالمية وغياب المحفزات المباشرة للسهم، وفق إفادة المتحدث.
ماذا وراء الأداء اللافت والتحركات النشطة؟
وأوضح بأن بعض الأسهم شهدت تحركات حادة، كان أبرزها سهم "أديس" الذي ارتفع بنسبة 5 في المئة ليغلق عند 13.14 ريال (3.51 دولار)، مدفوعاً بإعلان الشركة عن نتائج مالية إيجابية وتوزيعات نقدية للمساهمين، أما نجم الجلسة فكان سهم "شمس" الذي تصدّر الارتفاعات بنسبة 10 في المئة ليغلق عند 1.03 ريال (0.28 دولار)، وسط تداولات ضخمة بلغت 200 مليون سهم، ما يعكس موجة مضاربات نشطة على السهم.
في المقابل، تصدّر التراجعات سهم "نايس ون" الذي هبط 10 في المئة ليغلق عند 26.74 ريال (7.14 دولار)، وذلك عقب إعلان الشركة عن تسجيل خسائر في الربع الثاني من العام الحالي، ما دفع المستثمرين إلى عمليات بيع مكثفة انعكست على حركة السهم.
بورصة الكويت تغلق على انخفاض
من جانب آخر، أغلقت بورصة الكويت تعاملاتها على انخفاض مؤشرها العام بنحو 43.65 نقطة، ما يعادل 0.51 في المئة، ليبلغ مستوى 8550.74 نقطة، وشهدت جلسة التعاملات تداول 366.11 مليون سهم، عبر تنفيذ 25751 صفقة نقدية، بقيمة 79.5 مليون دينار (242.4 مليون دولار).
وانخفض مؤشر السوق الرئيس 7.64 نقطة، أي 0.10 في المئة، ليبلغ مستوى 7648.20 نقطة، بعد تداول 248.18 مليون سهم، عقب تنفيذ 17363 صفقة نقدية، بقيمة 36.5 مليون دينار (111.3 مليون دولار).
وانخفض مؤشر السوق الأول 54.79 نقطة، بنسبة 0.59 في المئة، ليبلغ مستوى 9198.43 نقطة، من خلال تداول 117.9 مليون سهم، عبر إبرام 8388 صفقة نقدية، بقيمة 42.9 مليون دينار (130.8 مليون دولار).
وانخفض أيضاً مؤشر (رئيسي 50) بنحو 44.05 نقطة، ما يعادل 0.58 في المئة، ليبلغ مستوى 7573.09 نقطة، عقب تداول 178.5 مليون سهم، عبر إبرام 7919 صفقة نقدية بقيمة 22.7 مليون دينار (69.2 مليون دولار).
مؤشر الدوحة يرتفع 11 نقطة
وفي الدوحة، أغلق مؤشر بورصة قطر تداولاته مرتفعاً بواقع 11.97 نقطة، ما يعادل 0.11 في المئة، ليبلغ مستوى 11179.72 نقطة، وسط تداول 178.519 مليون سهم، بقيمة 363.121 مليون ريال قطري (98.04 مليون دولار)، عبر تنفيذ 30827 صفقة في جميع القطاعات.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفعت في الجلسة أسهم 32 شركة، بينما انخفضت أسهم 20 شركة أخرى، فيما حافظت شركة واحدة على سعر إغلاقها السابق. وبلغت رسملة السوق في نهاية جلسة التداول 664.488 مليار ريال قطري (179.41 مليار دولار)، مقارنة بـ 663.393 مليار ريال قطري (179.12 مليار دولار) في الجلسة السابقة.
ماذا عن مؤشر بورصة مسقط؟
أغلق مؤشر بورصة (مسقط 30) جلسته على ارتفاع، مسجلاً 4799.87 نقطة، إذ ارتفع بـ 29.4 نقطة، أي 0.62 في المئة، مقارنة مع آخر جلسة تداول.
وسجلت قيمة التداول ارتفاعاً بنسبة 88.7 في المئة، لتبلغ 34.559 مليون ريال عماني (89.85 مليون دولار)، مقارنة مع 18.314 مليون ريال عماني (47.62 مليون دولار). وأشار التقرير إلى أن القيمة السوقية ارتفعت بنسبة 0.231 في المئة وبلغت ما يقارب 29.17 مليار ريال عماني (75.84 مليار دولار).
تراجع هامشي في المنامة
وفي المنامة، أقفل مؤشر البحرين العام عند 1949.46 بانخفاض 2.07 نقطة عن معدل الإقفال السابق، لتراجع مؤشرات قطاع الاتصالات والمواد الأساسية، في حين أقفل مؤشر البحرين الإسلامي عند 852.36 بارتفاع 1.48 نقطة.
وبلغت كمية الأسهم المتداولة 743.427 ألف سهم، بقيمة إجمالية 276 ألف دينار بحريني (731.4 ألف دولار)، عبر 64 صفقة، وتركز النشاط على أسهم قطاع المال بنسبة 54.02 في المئة من القيمة الإجمالية للتداولات.
انخفاض في سوق أبو ظبي
إلى ذلك، انخفض مؤشر سوق أبو ظبي للأوراق المالية في ختام تداولاته بنسبة 0.2 في المئة ليغلق عند مستوى 10299 نقطة، وسط تداولات بقيمة إجمالية بلغت 994 مليون درهم (270.57 مليون دولار)، ومن أصل 92 شركة، ارتفعت أسهم 28 شركة، وانخفضت أسهم 52 شركة، فيما استقرت أسهم 12 شركة.
وأقفل سهم "رأس الخيمة العقارية" على انخفاض 0.7 في المئة بتداولات تجاوزت 20 مليون سهم، وسهم "أدنوك للغاز" تراجع 0.6 في المئة بتداولات تفوقت على 14 مليون سهم، بينما ارتفع سهم "برجيل القابضة" 3.4 في المئة بتداولات قربت 13 مليون سهم، وسهم "أدنوك للحفر" تراجع 1 في المئة بتداولات قاربت 8 ملايين سهم، وكان أكثر الأسهم تداولاً "مجموعة ملتيبلاي" الذي واصل ارتفاعه بنسبة 2.8 في المئة مع تداولات قاربت 80 مليون سهم.
مكاسب في أسهم دبي
أقفل مؤشر سوق دبي المالي على ارتفاع 0.2 في المئة عند مستوى 6126 نقطة، مع تداولات بقيمة إجمالية بلغت 502 مليون درهم (136.7 مليون دولار)، وارتفعت أسهم 16 شركة من أصل 52 شركة متداولة، بينما انخفضت أسهم 27 شركة، وبقيت 9 من دون تغيير.
وأغلق سهم "إعمار العقارية" من دون تغيير مع تداولات تجاوزت 8 ملايين سهم، بينما ارتفع سهم "بنك دبي الإسلامي" 0.5 في المئة بتداولات تجاوزت 3 ملايين سهم، مسجلاً أعلى إغلاق له منذ يناير (كانون الثاني) 2006، وهبط سهم "الاتحاد العقارية" 1.2 في المئة بتداولات قاربت 27 مليون سهم، في حين ارتفع سهم "سالك" 0.9 في المئة بتداولات تجاوزت 4 ملايين سهم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«أرامكو» تحقق أعلى أرباح بين عمالقة الطاقة العالمية في الربع الثاني من 2025
«أرامكو» تحقق أعلى أرباح بين عمالقة الطاقة العالمية في الربع الثاني من 2025

الشرق الأوسط

timeمنذ 11 دقائق

  • الشرق الأوسط

«أرامكو» تحقق أعلى أرباح بين عمالقة الطاقة العالمية في الربع الثاني من 2025

تواصل شركة «أرامكو السعودية» تصدرها قائمة شركات الطاقة العالمية من حيث الأرباح، مسجلةً 22.6 مليار دولار في الربع الثاني من عام 2025. ورغم هذا الأداء القوي الذي وضعها في المركز الأول بفارق كبير عن أقرب منافسيها، شهدت الشركة تراجعاً في صافي الأرباح بنسبة 22 في المائة على أساس سنوي. تأتي هذه الأرباح لتؤكد مكانة «أرامكو» بصفتها عملاقاً في القطاع، متفوقةً على شركات كبرى مثل «إكسون موبيل» التي حققت أرباحاً بلغت 7.1 مليار دولار، و«شل» التي سجلت 4.3 مليار دولار، في حين حققت «توتال إنرجيز» 2.7 مليار دولار، و«شيفرون» 2.5 مليار دولار، و«بي بي» 2.4 مليار دولار. يُعزى هذا التراجع في أرباح معظم الشركات الكبرى إلى تقلبات أسعار النفط والغاز العالمية، لكن «أرامكو» حافظت على صدارتها بفضل حجم إنتاجها الكبير وكفاءتها التشغيلية. وواجهت شركات الطاقة الكبرى تحديات مالية خلال الربع الثاني من العام، حيث شهدت أرباحها في الربع الثاني من عام 2025 تراجعاً بنسب تراوحت بين 22 و44 في المائة.

أرامكو تسجل تراجعاً في الأرباح وتخفض توزيعاتها الفصلية
أرامكو تسجل تراجعاً في الأرباح وتخفض توزيعاتها الفصلية

الشرق للأعمال

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق للأعمال

أرامكو تسجل تراجعاً في الأرباح وتخفض توزيعاتها الفصلية

واصلت أسعار النفط المنخفضة الضغط على نتائج أعمال شركة "أرامكو" السعودية، التي أعلنت عن أرباح خلال الربع الثاني من العام الجاري دون توقعات المحللين، بعد انخفاضها بنسبة 22% إلى 85.02 مليار ريال، ما أثر أيضاً على التوزيعات. قالت "أرامكو" إن تراجع إيراداتها بنسبة 11% جاء بسبب انخفاض أسعار النفط الخام بنسبة 22% خلال تلك الفترة على أساس سنوي، بجانب انخفاض أسعار المنتجات المكررة والكيميائية. وجاءت هذه النتائج رغم ارتفاع الكميات المتداولة من النفط الخام مقارنة مع الربع المماثل من العام الماضي. وتراجع سهم "أرامكو" 0.25% في مطلع تداولات السوق السعودية ليهبط إلى 23.85 ريال، وهو أدنى مستوى له هذا العام. زيادة في إنتاج النفط والغاز أنفقت الشركة ما يناهز 35 مليار ريال خلال الربع الثاني، وذلك في مشاريع زيادة إنتاج النفط الخام للمحافظة على الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة عند 12 مليون برميل يومياً، والتوسع الاستراتيجي المستمر لأعمال الغاز بالشركة، وفق القوائم المالية للشركة. وقالت إنها بدأت المرحلة الأولى من مشروع تطوير حقل الدمام هذا العام، لزيادة إجمالي الطاقة الإنتاجية بنحو 75 ألف برميل يومياً. وجرى تحقيق تقدم في أعمال الشراء والإنشاء الخاصة بمشروعي زيادة إنتاج النفط الخام في حقلي البري والمرجان، ومن المتوقع اكتمالهما هذا العام، ما يضيف 250 ألف برميل يومياً من النفط و300 ألف برميل يومياً على التوالي. وفي إطار اتجاه الشركة لزيادة طاقة إنتاج الغاز بأكثر من 60%، قالت إنها تبنّت ثلاثة محاور رئيسية تمثّلت في: تواصل أعمال الإنشاء في معمل الغاز في رأس تناقيب، ضمن برنامج تطوير حقل المرجان. ومن المتوقع أن يكتمل المعمل في 2025، وأن يُسهم في زيادة طاقة معالجة الغاز الخام بواقع 2.6 مليار قدم مكعب قياسي في اليوم من حقلي المرجان والظلوف. تواصلت أعمال الشراء والإنشاء في معمل الغاز في الجافورة، ضمن مشروع تطوير حقل غاز الجافورة غير التقليدي. ويُتوقع اكتمال المرحلة الأولى في 2025. ومن المتوقع أن يصل إنتاج غاز البيع من الحقل إلى معدل مستدام يبلغ ملياري قدم مكعب في اليوم بحلول 2030، إلى جانب إنتاج كميات كبيرة من الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي والمكثفات. أحرزت أعمال الشركة تقدّماً في معمل الغاز في الفاضلي، الذي من المتوقع أن يُسهم في زيادة طاقة معالجة الغاز الخام بواقع 1.5 مليار قدم مكعب قياسي في اليوم بحلول 2027. اقرأ أيضاً: أرامكو تقترب من بيع حصة في مشروع الجافورة مقابل 10 مليارات دولار توقّعات بارتفاع الطلب على النفط في النصف الثاني وقال أمين الناصر، الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين في "أرامكو"، إنه على الرغم من بعض التحديات الجيوسياسية، فإن الشركة واصلت توفير الطاقة بموثوقية استثنائية لعملائها على الصعيدين المحلي والعالمي. ويرى أن أساسيات السوق ما زالت قوية، إذ يُتوقع أن يرتفع الطلب على النفط في النصف الثاني من 2025 بأكثر من مليوني برميل يومياً مقارنة بالنصف الأول من العام. وستواصل الشركة الاستثمار في مبادرات متعددة مثل مصادر الطاقة الجديدة، والابتكار الرقمي مع التركيز على الذكاء الاصطناعي، بهدف الاستفادة من تعدد نطاق أعمالها وتكلفتها المنخفضة وتطوراتها التقنية لتحقيق النجاح على المدى الطويل. ومن أبرز نتائج الشركة خلال الربع الثاني:

ربّ الأسرة في الصيف بين حرارة المطالب وبرودة الجيب
ربّ الأسرة في الصيف بين حرارة المطالب وبرودة الجيب

الوطن

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوطن

ربّ الأسرة في الصيف بين حرارة المطالب وبرودة الجيب

في المملكة العربية السعودية، لا يُعد فصل الصيف مجرد فترة زمنية ترتفع فيها درجات الحرارة، بل هو فصل مزدحم اجتماعيًا ومليء بالتحديات الاقتصادية والنفسية على مستوى الأسرة. فمع بداية الإجازة المدرسية وازدياد المناسبات العائلية والأنشطة الترفيهية، ترتفع التكاليف بشكل ملحوظ، لتجد كثيرًا من أرباب الأسر – وعلى رأسهم الأب – في مواجهة موسمية مع المسؤوليات المالية التي تثقل كاهله وتؤثر في صحته النفسية واستقراره الأسري. إن ما يبدو موسمًا للراحة لدى البعض، يتحوّل في واقع الحال إلى مصدر توتر وضغط متواصل على رب الأسرة، الذي يُتوقع منه أن يكون قادرًا على تلبية رغبات الجميع، من دون أن يُمنح المساحة الكافية للتعبير عن قدرته أو حدوده. دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة BMC Public Health نهاية عام 2024 كشفت أن انعدام الأمن المالي مرتبط بارتفاع مستويات التوتر والقلق لدى الآباء، خاصة في السياقات المشابهة للمجتمعات الخليجية، حيث يُعد الإنفاق العائلي مسؤوليةً فردية يتحمّلها الأب غالبًا بمفرده. وليس ذلك مجرد استنتاج نظري، بل تؤكده الأرقام كذلك. فقد كشف تقرير ميزانية المملكة لعام 2025 أن حجم الإنفاق الداخلي على الأنشطة الصيفية بلغ نحو 10.5 مليار ريال سعودي، عبر أكثر من 6.9 مليون زائر ومستهلك خلال حملات الترفيه الموسمية، وهو ما شكّل عبئًا حقيقيًا على كثير من ميزانيات العائلات محدودة ومتوسطة الدخل. وعلى الصعيد العالمي، أشار تقرير Business Insider في يوليو 2024 إلى أن ربع العائلات تنفق ما يزيد عن 1000 دولار شهريًا لكل طفل على البرامج الصيفية وحدها، مما يجعل فصل الإجازة من أكثر الفترات استنزافًا للموارد المالية في حياة الأسرة. وما يزيد من تعقيد المشكلة هو البُعد الاجتماعي المتمثل في المقارنات الدائمة بين الأسر. فمشاهد السفر، والمشتريات، والأنشطة المرفّهة التي تتداولها وسائل التواصل الاجتماعي تُضخم التوقعات داخل الأسرة، خصوصًا عند الأبناء والزوجات، دون أن يُؤخذ في الحسبان واقع الدخل أو الإمكانات المادية للأسرة نفسها. هذه الظاهرة التي أكدها تقرير صادر عن Atlantic Council وArab News أوضحت كيف تؤثر وسائل الإعلام الحديثة في تضخيم الحاجات وتحويل الرغبات إلى مطالب ضاغطة، ما يزيد من العبء النفسي على ربّ الأسرة. ومن جانب آخر، فإن ضعف الثقافة المالية داخل بعض البيوت يفاقم الأزمة. فرغم أن وعي الشباب بأهمية إدارة المال آخذ في التحسن، بحسب تقرير «صوت الشباب السعودي 2023–2024» الصادر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، فإن الكثيرين لا يزالون يفتقرون إلى ممارسات أساسية مثل إعداد ميزانية موسمية أو ادخار طارئ، مما يجعل الإنفاق الصيفي فوضويًا وعشوائيًا في بعض الحالات. ومع تراكم هذه العوامل، فإن العلاج لا يكمن في إلقاء اللوم على طرف دون الآخر، بل في إعادة بناء ثقافة أسرية قائمة على المشاركة والتفاهم والتقدير. تبدأ هذه المعالجة من خلال اعتماد نمط تخطيط مالي تشاركي، تُحدّد فيه الأسرة ميزانيتها الصيفية بوضوح، وتُناقش فيه الأولويات، ويُفسح فيه المجال للأبناء والزوجة للمشاركة في اتخاذ القرار. فحين يشعر الجميع أنهم شركاء في المسؤولية، ينخفض الضغط عن رب الأسرة، وتتحول الميزانية من عبء فردي إلى مشروع جماعي. كما أن إعادة ضبط التوقعات العائلية أمر بالغ الأهمية. فليس كل متعة مرتبطة بتكاليف عالية، بل كثير من اللحظات الجميلة يمكن أن تُصنع في المنزل أو في الحدائق العامة أو عبر أنشطة بسيطة تحمل في طياتها دفء العلاقة، لا حرارة المصاريف. وفي ظل ارتفاع التكاليف، يمكن الاستفادة من برامج الدعم الحكومي مثل «حساب المواطن» وغيره من المبادرات المجتمعية، مع ضرورة ربط ذلك بتثقيف أفراد الأسرة – خاصة الأبناء – حول قيمة المال وحدود الموارد، بعيدًا عن لغة اللوم والمقارنة. ولا يقلّ الجانب المعنوي أهمية عن الجانب المادي. فالتقدير اللفظي من الأسرة، وإشعار الأب بأنه محل امتنان ومحبة، يُعدّ علاجًا نفسيًا عميق الأثر. وقد أظهرت دراسات حديثة في عام 2024 أن الدعم الأسري غير المادي، كالكلمات الطيبة ومشاركة القرارات، يُقلل من الشعور بالإرهاق النفسي لدى الآباء بنسبة كبيرة، ويعزّز من رضاهم عن أدوارهم داخل الأسرة. وفي هذا السياق، من المهم أن تعيد الأسر تقييم سلوكها تجاه ربّ الأسرة. فمطالبته الدائمة، ومقارنته بغيره، والضغط عليه دون مراعاة، ليست فقط غير منصفة، بل قد تضر بالتماسك العاطفي للأسرة. على الزوجة أن تُقدّر، وعلى الأبناء أن يتعلّموا، وعلى الجميع أن يفهموا أن الصيف ليس موسمًا للإنفاق فقط، بل فرصة للمحبة والتقارب وصلة الرحم. الضغوط المالية التي ترافق موسم الصيف ليست ظاهرة طارئة، بل واقع متكرر يستحق المعالجة الواعية. ومن هنا، فإن بقاء الأسرة متماسكة ومتفهمة يُعدّ بحد ذاته إنجازًا صيفيًا حقيقيًا، لا يقل قيمة عن السفر أو الترفيه. فالصيف الذي يُقاس بالتفاهم «أروق» من كل الفصول، حتى إن كان الجيب باردًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store