logo
عامان من بداية حرب السودان.. أين مبابي؟

عامان من بداية حرب السودان.. أين مبابي؟

سودارس١٦-٠٤-٢٠٢٥

وتعتبر الحدود الغربية واحدة من أكثر الحدود التي يستخدمها السودانيون للهروب، يتركون الحرب والموت خلفهم ليستقروا في إحدى أفقر دول العالم، تشاد.
وبحسب "ماركا"، وصل أكثر من 700 ألف شخص من دارفور، خلال العامين الماضيين، وانضموا إلى ما يقرب من نصف مليون سوداني كانوا لاجئين بالفعل قبل الحرب، والآن يعيشون في ظروف قاسية من الفقر وسوء الصرف الصحي وسوء التغذية والمرض والعنف.
بالنسبة لآلاف الأشخاص والعائلات، كل يوم هو بمثابة تحد جديد، ويكون الشيء الوحيد المهم هو الوصول إلى اليوم التالي على قيد الحياة، وتعد المخيمات مسرحا لأعمال بطولية ومآسي وقصص البقاء على قيد الحياة والأمل.
ملجأ كرة القدم
مازن ومعاذ، اثنان من آلاف الأطفال الذين يقضون طفولتهم بعيدا عن المنزل، في بلدة أدري الحدودية.
مازن ومعاذ شقيقان، ولدا ونشأ في مكان يمكن أن تصل فيه درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية.
مازن محجوب أحمد ويبلغ من العمر 12 عما، عرف نفسه، قائلا: أنا من الجنينة ، الأكبر بين ستة أشقاء، أختان وثلاثة إخوة، أعيش هنا منذ ما يقارب العامين، وأتشارك الملجأ مع اثنين من أبناء خالتي، عادت خالتي، أخت والدتي، إلى السودان في محاولة العثور على زوجها المفقود منذ أشهر.
وأضاف: الحياة هنا جميلة، أيامي مليئة بلعب كرة القدم، ومساعدة والدتي، ثم العودة للعبها، عندما ألعب، أشارك دائما في نفس المركز، ظهير، فريقي المفضل هو ريال مدريد ، انظروا! شعارهم على بنطالي الرياضي، ولا يزال كريستيانو رونالدو مفضلا لدي، مع أنه لم يعد يلعب في ريال مدريد.
وزاد مازن: ما زلنا قادرين على اللعب، حالفنا الحظ لأن بعض أطفال الحي المجاور لديهم كرة – تماما كالكرة الحقيقية، مصنوعة من الجلد وما شابه ذلك، جمعوا القليل من المال لشرائها، إنها مفرغة من الهواء، لكننا نلعب بها، عادة ما تكون مبارياتنا من الساعة 3 إلى 4 ونصف عصرا، ثم يأتي الكبار للعب، فنترك لهم الملعب، عندما كنت لا أزال في السودان، كنت أشاهد ريال مدريد طوال الوقت، لكن هنا لا يوجد تلفزيون، ولم أعد أستطيع متابعتهم، في المخيم توجد بعض الملاجئ الكبيرة إذ يمكن للناس توصيل أجهزة التلفزيون والهوائيات لمشاهدة المباريات، لكن عليك أن تدفع للدخول، وليس لدي أي مال.
وكشفت "ماركا" أن قصة مازن وصلت إلى مسامع أحد المقربين من ريال مدريد ، من خلال منظمة أطباء بلا حدود، حصل مازن على 60 قميصا أبيض للفرق وكرات وصور موقعة، كان الأمر جنونيا بالنسبة للأطفال الذين لم يصدقوا ما حصلوا عليه.
توقيع مبابي
في بلدة أدري يمر الوقت ببطء، إن التواصل مع ما يحدث في العالم يكاد يكون معدوما، كل هذا يعود إلى ما يحدث هناك، إلى النضال اليومي.
ما كان بمثابة خبر عالمي في العالم، وهو توقيع مبابي لريال مدريد ، لم يكن موجودا في أدري، إذ كشف مازن: لم أكن أعلم بانضمام مبابي إلى ريال مدريد بعد أشهر، بعدما أخبرني أحد الأطباء، كانت آخر مباراة شاهدتها على التلفاز قبل عامين قبل فرارنا من الجنينة كانت مواجهة الكلاسيكو، فاز فيها ريال مدريد 4-0 على برشلونة في "كامب نو".
الكلاسيكو الذي يتحدث عنه مازن هي مباراة الإياب في كأس الملك التي أقيمت قبل موسمين في 6 أبريل 2023، أي قبل أسبوع واحد من حرب السودان.
قميص النصر
ينظر معاذ "8 أعوام" إلى أخيه الأكبر مازن باعتباره قدوته، على الرغم من وجود مشكلة، لأن مازن من مشجعي ريال مدريد ، ومعاذ مع برشلونة ، بالنسبة له ميسي أسطورة على الرغم من أنه نادرا ما شاهده يلعب.
ولكن لدى معاذ مشكلة أخرى، فهو يرتدي قميص النصر السعودي الذي يحمل اسم كريستيانو رونالدو، اشترته أمه من السوق لأنها قالت أنه يحتاج إلى قميص جديد، لأن قميص برشلونة كان باليا جدا، وأبان معاذ بنبرة غاضبة: كنت أكره قميص رونالدو، حتى أيام قليلة مضت، كنت أرفض ارتداءه.
تجلس بجانبهما والدتهما وهي تبتسم، وفي خضم الدراما التي يعيشونها، يظل أطفالهم مصدرا للأمل والفرح والرغبة في المضي قدما.
تقول والدتهما: إنهم أفضل الأطفال، وأفضل الأشقاء، ينسجمون بشكل رائع، لكن عندما يكونون في الملعب، يبدو الأمر كما لو أنهم لا يعرفون بعضهم البعض، أتمنى فقط لو كانت هناك شبكات للكرة الطائرة في المخيم، حتى أتمكن أنا والنساء الأخريات من اللعب معا.
ربما يتمكن مازن ومعاذ من مشاهدة نهائي كأس الملك يوم 26 أبريل بين ريال مدريد وبرشلونة.
يقول مازن: أخي من مشجعي برشلونة ، يرتدي قميصهم طوال الوقت، هكذا نلعب دائما، مدريد ضد برشلونة ، في البداية كانت لدينا كرة، لكنها تآكلت مع مرور الوقت، لذلك ملأنا جوربا بالبلاستيك ولعبنا به، هناك ملعب لكرة القدم بالقرب من المخيم، المكان الذي نلعب فيه دائما، نفس الأطفال البالغ عددهم 24 طفلا، وهو ما يكفي لتشكيل فريقين، لقد التقيت ببعضهم في المعسكر، ولكنني كنت أعرف آخرين بالفعل من الجنينة.
نور في ظلام
ريال مدريد وبرشلونة يضيئان الحياة اليومية لمازن ومعاذ وأصدقائهما، في مكان يكثر فيه الخطر وسوء الحظ والمعاناة، تشكل الكرة راحة للكل.
إن التبرعات، مثل إرسال قمصان أو كرات قدم لفريقي ريال مدريد وبرشلونة هي بمثابة ذهب في الصحراء.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ريكوبا: مصر محظوظة بتواجد محمد صلاح لأنه استثنائي
ريكوبا: مصر محظوظة بتواجد محمد صلاح لأنه استثنائي

حضرموت نت

timeمنذ 6 ساعات

  • حضرموت نت

ريكوبا: مصر محظوظة بتواجد محمد صلاح لأنه استثنائي

أكد الأسطورة ريكوبا لاعب إنتر ميلان الإيطالي السابق أن محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي سيتواجد ضمن قائمة أساطير كرة القدم بعد اعتزاله. وقال ريكوبا في تصريحاته لبرنامج رقم 10 مع الإعلامي كريم رمزي: ' صلاح لاعب مذهل واستثنائي هذه الكلمة تلخص ما أقصده، صلاح يمتلك الكاريزما ورائع على المستوى الشخصي، متواضع ويمتلك قيمة كبيرة ومثال للاعب المحترف، اعتقد أن مصر محظوظة بتواجد محمد صلاح لانه لاعب استثنائي'. وأضاف ريكوبا: 'هناك عدد قليل من لاعبي كرة القدم يصنعون التاريخ، صلاح أحد الأسماء التي ستظل في ذاكرة الجماهير، أحب شخصية صلاح بعيدًاعن الملعب لأنه يبعث الأمل والتفاؤول بين الجميع'. وتابع: ' صلاح مثال رائع للجميع، بعد فترة سنقول أن صلاح أحد عظماء كرة القدم سنقول ذلك بعد سنوات لأنه يستحق الوصول للقمة'.

مورينيو عن احتمال عودته للعمل مع رونالدو: أنا شخص وفي!
مورينيو عن احتمال عودته للعمل مع رونالدو: أنا شخص وفي!

الشرق الأوسط

timeمنذ 9 ساعات

  • الشرق الأوسط

مورينيو عن احتمال عودته للعمل مع رونالدو: أنا شخص وفي!

في ظل ازدياد الشائعات حول مستقبله التدريبي، وإمكانية عودته للعمل في البرتغال، خرج المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو عن صمته مؤكداً ولاءه الكامل لناديه الحالي فنربخشة، ونافياً وجود أي تواصل مع الاتحاد البرتغالي لكرة القدم. وقال مورينيو في تصريحات صحافية: «أستطيع أن أنفي تماماً أنني عقدت أي اجتماع مع الاتحاد البرتغالي. أنا شخص وفيّ». ووفقاً لصحيفة «ماركا» الإسبانية، فإن المدرب المخضرم أوضح أن المرة الوحيدة التي تواصل فيها مع نادٍ آخر كانت في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وأكد أنه أبلغ إدارة فنربخشة بالأمر مسبقاً بكل شفافية. وأضاف: «نعم، تواصلت مع نادٍ آخر، لكن ذلك كان في يناير (كانون الثاني) وليس الآن، وأبلغت فنربخشة بالأمر حتى قبل عقد الاجتماع. لم أقبل العرض، ولكن كنت صريحاً مع النادي». وفي ما يتعلق بمستقبله، رفض مورينيو الكشف عن أي تفاصيل تخص الموسم المقبل، مشيراً إلى أن أي قرار سيتخذ سيكون داخلياً وبعيداً عن وسائل الإعلام، قائلاً: «لن أتحدث عن الموسم المقبل. هذا أمر أناقشه داخلياً فقط. وإذا كان هناك ما يجب إعلانه، فسيكون ذلك من خلال احترام كامل لرئيس النادي ولمجلس الإدارة». وتناولت صحيفة «ماركا» الإسبانية هذه التصريحات، مشيرة إلى أن مورينيو، رغم بقائه حالياً مع فنربخشة، لا يزال محور حديث في الأوساط الرياضية، خصوصاً في ظل الحديث عن لقاء محتمل مع كريستيانو رونالدو في نادٍ جديد.

دي بروين قادر على التألق في بطولة لم تعد «دوري متقاعدين»
دي بروين قادر على التألق في بطولة لم تعد «دوري متقاعدين»

الشرق الأوسط

timeمنذ 9 ساعات

  • الشرق الأوسط

دي بروين قادر على التألق في بطولة لم تعد «دوري متقاعدين»

قبل أن يودع كيفن دي بروين، لاعب فريق مانشستر سيتي، جماهير فريقه - في المواجهة أمام بورنموث مساء الثلاثاء - ويقول وهو يبكي إنه يأمل أن تتذكره الجماهير بالسعادة والفرحة. كان مديره الفني جوسيب غوارديولا قد قال، في وقت سابق، إن دي بروين لم يعد قادراً على الركض أو على الأقل لم يعد كما كان في السابق! يبدو أن هذا كان رأي غوارديولا الفعلي، الذي أشار بشكل غير مباشر إلى نقص «اللياقة البدنية» كسبب أساسي لاستبعاد النجم البلجيكي من التشكيلة الأساسية للفريق أمام ريال مدريد في فبراير (شباط) الماضي. دي بروين وزوجته واطفاله يودعون جماهير مانشستر سيتي (رويترز) لكن بعض البيانات تشير إلى أن دي بروين لا يزال يركض كما كان في أوج عطائه الكروي، وعندما كان هو مَن يُحفز باقي لاعبي مانشستر سيتي على ممارسة الضغط العالي على المنافسين. وتشير الإحصائيات إلى أن دي بروين ركض بمعدل 11.6 كيلومتر لكل 90 دقيقة في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، مقابل 11.5 كيلومتر لكل 90 دقيقة في موسم 2019 - 2020 بالدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الموسم الذي فاز فيه النجم البلجيكي بجائزة أفضل لاعب في الدوري من رابطة اللاعبين المحترفين، قبل أن يفوز بها في الموسم التالي أيضاً. ومع ذلك، فإن سرعته القصوى تحكي قصة أخرى. ففي عام 2022، سجل دي بروين أقصى سرعة للجري في دوري أبطال أوروبا منذ أن بدأ تتبع هذه الإحصائية في عام 2016 بسرعة 39.1 كم في الساعة. أمّا خلال الموسم الحالي، فكانت السرعة القصوى لدي بروين في المسابقات الأوروبية 32.25 كم في الساعة. والأكثر من ذلك، أنه كان على أرض الملعب في أقل من نصف إجمالي الوقت الذي لعبه مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم - في الموسم الماضي، لعب دي بروين 35.7 في المائة فقط. لقد غاب النجم البلجيكي عن 42 مباراة بسبب الإصابات التي تعرض لها في أوتار الركبة خلال هذين الموسمين. ومع ذلك، لا يزال دي بروين قادراً على التألق، كما رأينا جميعاً أمام كريستال بالاس في 12 أبريل (نيسان) الماضي، عندما سجل هدفاً وقدم تمريرة حاسمة وثلاث تمريرات مفتاحية أخرى. وداع بالدموع بين دي بروين وهالاند (رويترز) Cutout قد يختلف دي بروين نفسه مع أسباب رحيله عن مانشستر سيتي، لكن عقده سينتهي بنهاية هذا الموسم عندما يبلغ 34 عاماً، ليضع حداً لواحدة من أفضل مسيرات لاعبي خط الوسط في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز بعد عشر سنوات كاملة مع سيتي. من المرجح أن ينتقل دي بروين إلى الدوري الأميركي؛ حيث تتنافس العديد من الفرق بالفعل للتعاقد معه، لأنها تؤمن بشكل قاطع بأنه لا يزال قادراً على التألق في الدوري الأميركي. وإذا توصل أحد هذه الأندية إلى دفع مبلغ مقبول لدي بروين بعد أن كان يحصل على 25.5 مليون دولار (نحو 19.2 مليون جنيه إسترليني) سنوياً مع مانشستر سيتي، فإن اللاعب البلجيكي سيكون إضافة هائلة له، بفضل تمريراته الساحرة وقراءته الرائعة للمباريات. ومن المعروف عن النجم البلجيكي أنه صريح للغاية وليس دبلوماسياً في ردوده، فعندما سألته صحيفة «الغارديان» عما إذا كانت بلجيكا قادرة على الفوز بكأس العالم 2022 قبل انطلاق تلك البطولة، رد على طبيعته وبتلقائية شديدة، قائلاً: «لا أمل، فنحن فريق كبير جداً في السن!»، من الواضح أن هذه التلقائية ستضفي المزيد من اللحظات الغريبة عندما يصطدم بالعديد من غرائب الدوري الأميركي لكرة القدم! لكن التعاقد مع دي بروين سيُعيد إشعال النقاش حول ما إذا كان الدوري الأميركي هو «دوري المتقاعدين» - وهو استمرارٌ لفكرة أن الدوري الأميركي مجرد مكانٍ للنجوم الذين تقدموا في السن ويبحثون عن اللعب في مكان مريح والحصول على الكثير من الأموال، ولا أكثر. هذا النقاش ليس مملاً فحسب، بل هو أيضاً علامة على عدم نضجٍ يكاد يكون لا علاج له في عالم كرة القدم. كما أنه لا يستند إلى الواقع، فالتركيز على الوافدين الأكبر سناً إلى الدوري الأميركي لكرة القدم يتجاهل حقيقة أن الأندية الأميركية تضم العديد من اللاعبين الرائعين الواعدين من أميركا الجنوبية والوسطى، والذين يفوق عددهم بكثير عدد اللاعبين البارزين الذين ينتقلون للدوري الأميركي. علاوة على ذلك، فالدوري الأميركي لكرة القدم في موسمه الثلاثين الآن، وبالتالي فهو دوري عريق ومحترم ويفكر بطريقة احترافية. ويجب الإشارة هنا إلى أن الدوري الإنجليزي الممتاز في التسعينات من القرن الماضي كان يتعاقد مع اللاعبين المتقدمين في السن القادمين من الدوري الإيطالي الممتاز، فعلى سبيل المثال لا الحصر انضم جيانفرانكو زولا إلى تشيلسي بعد بلوغه الثلاثين من عمره. وكان جيانلوكا فيالي قد انضم قبل بضعة أشهر وهو في الثانية والثلاثين من عمره. وينطبق الأمر نفسه أيضاً على باولو دي كانيو، وفابريزيو رافينيلي، وبييرلويغي كاسيراغي، الذين كانوا جميعاً في أواخر العشرينات من عمرهم. ومع ذلك، لم يكن أحد يشعر بالقلق على ما يعنيه كل هذا. وداع حزين بين غوارديولا ولاعبه دي بروين (رويترز) وعندما انضم زلاتان إبراهيموفيتش وديفيد بيكهام إلى لوس أنجليس غالاكسي، ازداد الحديث عن وصف الدوري الأميركي بأنه «دوري المتقاعدين». ومع ذلك، عندما استعاد ميلان خدمات زلاتان إبراهيموفيتش بكل سرور بعد فترة لعبه مع غالاكسي - كما حدث مع بيكهام مرتين - لم يتعثر الدوري الإيطالي الممتاز أو يواجه أزمة وجودية! وإذا كان البعض قد رأوا أن الدوري الإيطالي الممتاز قد تراجع كثيراً خلال تلك السنوات، فلم تكن تلك الصفقات هي السبب. لقد سجل زلاتان 34 هدفاً إضافياً في الدوري الإيطالي، ثم اعتزل. واليوم، فإن بعض فرق الدوري الإيطالي الممتاز، مثل ميلان الذي يضم حالياً 6 لاعبين تم التعاقد معهم بشكل مباشر من أندية إنجليزية، تُدير برنامجاً يعتمد على التعاقد مع اللاعبين غير القادرين على اللعب للفرق الستة الكبرى في الدوري الإنجليزي الممتاز. فهل يمثل هذا الأمر أي مشكلة؟ لا، ليس كذلك. إن التعاقد مع لاعبين كبار السن من الأسماء اللامعة لا يعني السعي الحثيث وراء استعادة النفوذ المفقود من قبل هذه الدوريات، بل قد يكون في بعض الأحيان مجرد فرصة لتحسين أداء الفريق من خلال بعض التعاقدات الذكية بأسعار غالباً ما تكون أقل من أسعار اللاعبين في السوق المحلية. ففي إنتر ميامي الأميركي، من الواضح أن ليونيل ميسي وأصدقاءه القدامى يقتربون كثيراً من نهاية مسيرتهم الكروية، لكنهم تمكنوا خلال الموسم الماضي من حصد أكبر عدد من النقاط في موسم واحد في تاريخ الدوري الأميركي لكرة القدم. وبينما يتقاضى ميسي وسيرجيو بوسكيتس أجراً جيداً بمعدل مضمون يبلغ نحو 30 مليون دولار، فإن جوردي ألبا ولويس سواريز يحصلان على 1.5 مليون دولار فقط لكل منهما. والآن، لم تعد الأندية الأميركية تعتمد على الأسماء الرنانة من «المحاربين القدامى» الذين يسعون لإنهاء مسيرتهم الكروية بشكل مريح، بل أصبحت أكثر اعتماداً على اللاعبين الذين لا يزالون قادرين على اللعب في أعلى مستوى ممكن من التنافسية. وفي الآونة الأخيرة، تراجع عدد اللاعبين المخضرمين، من أمثال لوثار ماتيوس ورافا ماركيز، الذين ينتقلون لأندية الدوري الأميركي، مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بعزيمة كبيرة مثل روبي كين أو تييري هنري، والذين يلعبون بحماس منقطع النظير من أجل تحقيق الفوز بغض النظر عن هوية الفريق الذي يلعبون له. وبغض النظر عن النادي الذي سيتعاقد مع دي بروين، فإنه سيستفيد كثيراً من قدرات وإمكانات النجم البلجيكي، حتى ولو لم يعد يتحلى بنفس سرعته السابقة. وسيكون من الممتع بلا شك رؤية دي بروين وهو يصول ويجول داخل المستطيل الأخضر، كما كان يفعل طوال مسيرته. اللاعب البلجيكي شارك في مباراته رقم 142، والأخيرة له، على ملعب الفريق، مساء الثلاثاء، التي فاز فيها مانشستر سيتي على بورنموث 3 - 1. وكان قريباً من إنهائها بتسجيل هدف ولكن تسديدته اصطدمت بالعارضة في الشوط الأول، قبل أن تقام له مراسم وداع مؤثرة على أرضية الملعب عقب نهاية اللقاء. وظهر جوارديولا وهو يبكي، أثناء عرض مقاطع فيديو تكريمية على الشاشة الكبيرة، شارك فيها عدد من زملاء دي بروين السابقين، مثل سيرخيو أغويرو، وفيرناندينيو، وفينسنت كومباني، بالإضافة إلى أسطورة النادي مايك سامربي، ومعجبين بارزين مثل تييري هنري. وصنع لاعبو مانشستر سيتي والجهاز الفني ممراً شرفياً لدي بروين أثناء دخوله للملعب مع زوجته ميشيل وأطفاله الثلاثة، ولم يتمالك اللاعب البالغ من العمر 33 عاماً نفسه عندما طُلب منه الحديث، لأول مرة. وقال دي بروين: «بالنسبة لي، مانشستر هو بيتي. مانشستر هو المكان الذي وُلد فيه أطفالي الصغار. جئت إلى هنا مع زوجتي ميشيل ولم نتوقع أن نبقى هنا 10 أعوام، وأن نحقق ما حققناه كفريق، مع الدعم من الجماهير وزملائي في الفريق». وقال دي بروين: «أردت الاستمتاع بكرة القدم، وأتمنى، وأعتقد، أن الجميع استمتع. كل الناس دفعتني بقوة من داخل وخارج النادي لأقدم أفضل ما عندي». وأضاف: «هؤلاء الأشخاص الذين تشاهدونهم عبر الشاشة وهؤلاء الأشخاص الذين يقفون أمامي، جعلوني أفضل مما كنت عليه. كان شرفاً كبيراً أن ألعب معهم. صنعت صداقات ستدوم مدى الحياة، وكما تعلمون جميعاً سنعود معاً بالتأكيد». ولدى سؤاله عن الطريقة التي يرغب في أن يتذكره بها الجماهير، قال دي بروين: «بالفرح. أردت أن أمتع الناس، وأن أفوز. هذا الفريق يعمل بقوة، هذا الفريق يريد أن يحقق الانتصارات، وسيفوزون في المستقبل سواء بوجودي أو من دوني». *خدمة «الغارديان»

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store