
بالصور: حفل التخرج الخامس والثلاثون لطلاب الـNDU
إحتفلت جامعة سيّدة اللويزة، بحفل تخرج طلابها السنوي الخامس والثلاثين لعام 2024-2025، بدعوةٍ من رئيسِها الأب بشارة الخوري، وبحضور ضيف الشرف وخطيب الحفل النائب فواد مخزومي، وذلك يوم الجمعة 13 حزيران 2025 في الحرم الرئيسي- زوق مصبح.
شارك في الحفل، الى جانب أهالي الخرّيجين، وزير الصناعة الأستاذ دجو عيسى الخوري ممثِلاً فخامةَ رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون ودولة رئيس مجلس النوّاب الأستاذ نبيه بري ودولةَ رئيس الحكومة القاضي نوّاف سلام، غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى مؤسّس جامعة سيدة اللويزة ممثلا بسيادة المطران حنا علوان النائب البطريركي العام، سماحة مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلاً بفضيلة الشيخ محمد الخطيب، سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ممثلاً بالدكتور غازي قانصو، سماحة شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز سامي أبي المنى ممثلاً بالأستاذ مازن فيّاض، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأورثوذوكس المطران الياس عودة ممثلاً بحضرة المتقدّم في الكهنة الأب بولس وهبة، قدس الرؤساء العامين، الرئيسات العامات وممثليهم، الآباء، الكهنة والراهبات، أصحاب المعالي والسعادة النواب: ندى البستاني، شوقي الدكاش، ميشال معوّض، فريد البستاني، غسان سكاف، الشيخ وديع الخازن عميد المجلس العام الماروني، ممثلي قيادة الجيش، المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، المديرية العامة للأمن العام، المديرية العامة لأمن الدولة، مدير عام الدفاع المدني العميد نبيل فرح، ممثلي الأحزاب: التيار الوطني الحر، القوات اللبنانيّة، الكتائب اللبنانيَّة، التقدّمي الإشتراكي، حركة الإستقلال، عطوفة الأميرة حياة إرسلان منسقّة طاولة حوار المجتمع المدني، السيّدة مي مخزومي رئيسة مؤسسة مخزومي والوفد المرافق، نقباء المحامين، الأطباء، المحرّرين وأهل الإعلام والصحافة، المدراء العامين، السفير الدكتور خليل كرم رئيس الرابطة المارونية والوفد المرافق، الأستاذ ميشال متى رئيس المجلس العام الماروني والوفد المرافق، الشخصيات القضائيّة، المصرفيّة، الأكاديمية، رؤساء المجالس البلديّة والإختياريّة، رئيس بلدية بيروت الأستاذ إبراهيم زيدان، رئيس بلدية ذوق مصبح الأستاذ إيلي صابر، قدس الآباتي إدمون رزق السامي الإحترام رئيس عام الرهبانيَّة المارونيَّة المريميَّة ورئيس المجلس الأعلى لجامعة سيّدة اللويزة والآباء المدبّرين، صاحب المعالي الأستاذ زياد بارود رئيس مجلس أمناء جامعة سيّدة اللويزة وأعضاء المجلس، رابطة خرّيجي الجامعة برئاسة الأستاذ إيلي حنا، إضافة إلى أسرة جامعة سيدة اللويزة مع هيئاتها الاداريَّة والتعليميَّة.
إستهل اللقاء بالنشيد الوطني من إنشاد جوقة جامعة سيّدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة، ومن ثم كلمة الإفتتاح مع عِريف الحفل، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديميَّة الدكتور ميشال حايك، ليتلو بعدها رئيس عام الرهبانيَّة المارونيَّة المريميَّة قدس الأباتي إدمون رزق، صلاة بارك فيها الجامعة والخريجين والحضور قائلاً: 'أبدأ صلاتي وكلمتي اليوم، بذكرِ الثالوثِ الأقدسِ، إلهَنا الأوحدِ، لأنّنا قد انطلقنا في زمنِ العنصرةِ، الّتي تجعلنا كلّنا عناصرَ مباركةً في الإيمانِ وتُجَدِّدُنا في سعيِنا نحوَ الخلاصِ.'
وتابع الأب العام: ' أشكرَ اللهَ على كلِّ من تعبَ ولا يزالُ يتعبُ، وسهرَ ولا يزالُ يسهرُ، على إنجاحِ هذه المسيرةِ الجامعيّةِ، من إداريّينَ، وأُمناءَ، ودكاترةٍ، وعاملينَ، ومحبّينَ… لأنّ بكم وبجهادكم تتحقّقُ الرسالةُ'.
وأضاف الاباتي رزق:' في زمنِ الروحِ القدسِ، نصلّي أن تكونوا مِثلَ التلاميذِ في العليّةِ، تخرجون إلى العالمِ وتعملون صدقًا للحقيقةِ، تشهدون للإيمان بالله وبالمواهب البشريّة الّتي تمجِّدُهُ. فالعالمُ لا يحتاجُ إلى أذكياءَ فقط، بل إلى أُمناءِ…ولن ننسى أن نسألكِ أيّتُها العذراءِ الساهرة، سيدةِ اللويزةِ، أن تباركي هذا اللقاء وهذه الجماعة، أنتِ الحاضرة هنا منذ الخطوةِ الأولى، وتعتلينَ عرشَ جامعةِ سيدةِ اللويزةِ، لتجعلي منها بيتًا لكلِّ أفرادِها'.
وأنهى الأب العام:' تعالَ يا روحَ الربِّ، وباركْ هؤلاءِ الطلّابَ ليبقَوا دائمًا طلّابَ معرفةٍ وشهودَ حقٍّ، وليقيموا في العالمِ ورشَ سلامٍ فيوقظوهُ ويحوّلوهُ إلى عالمٍ يصبو إلى الحقِّ والخيرِ والجمالِ. ففي زمنِ العنصرةِ، في سنةِ الرجاءِ، وتحت نظرِ العذراءِ الساهرةِ. فلنسِرْ معًا، دائمًا، من هنا… من حيث بدأنا سنةَ 1987، إلى حيثُ يدعونا الروحُ أن نكونَ نورًا في العالمِ'.
بعد كلمة الأباتي رزق، أنشدت جَوقة الجامعة نشيد 'العذراء أنتِ المَلِكة'، كلمات وألحان جِهاد زيدان، بقيادة الأب خليل رحمة'.
ثمَّ كان لمدير الشؤون العامة، البروتوكول والعلاقات الإعلاميّة، في الجامعة الأستاذ ماجد بوهدير كلمة رحب فيها بضيف الشرف وبالحضور قائلاً:' ثلاثةُ عقودٍ ونصف العقد، في خلالها رفدت جامعةُ سيّدة اللويزة المجتمعات المحليّة والعالميّة بآلاف خيرة شباب الوطن الذين انصقلوا في معاجن الثقافةِ، العلمِ، الأخلاق، القيمِ، المواطنةِ، الحداثةِ، والأكثر الوفاءِ لوطنهم وأرضهم'.
وتابع مقدمًا رئيس جامعة سيّدة اللويزة الأب بشارة الخوري قائلاً:' هو ومع سليل رؤساء الجامعة وعلى رأسهم غبطة البطريرك الراعي، ثبّتوا مداد الرسالة والإرتقاء المستدامَين. وضع نصبَ عينيه، حدودَ السماء، الساهرة على إبقاء شعلةِ بركتِها، بأمانة شفيعتِها مريم. ورفعَ رايةً لا تعرف تنكيساً، هي راية الإنسان المتكامل كما خاض ويخوض بدفع من طموح داخله، صلابةً، عزماً، تصميماً، ثقةً، بأنّ وصول جامعة سيدة اللويزة إلى نادي الجامعات العالميّ ما هو إلا البداية. هو رئيس جامعة سيّدة اللويزة الأب الدكتور بشارة الخوري'.
بدوره توجه الأب بشارة الخوري بكلمة ترحيبية لضيف الشرف قائلاً:' في غَمْرَةِ ما نَشْهَدُهُ من تغيُّراتٍ سورياليَّةٍ في المنطقَةِ، وفي غُرّةِ عهدِ الوفاقِ والتوافقِ والحوارِ، في هذا العهدِ الجديدِ، الممثل فيما بيننا من خلال الشخصيات الرسمية، محاطة بممثلي الطوائف، والمؤسسات الأمنية والأحزاب والفاعليات والضيوف الأعزاء، نحنُ مسرورونَ بأنْ يكونَ في مُقَدَّمِنا هذا المساءَ رَجُلٌ استَشْرَفَ هذا الحاضِرَ الذي نحنُ فيهِ قَبْلَ أن يكونَ، وها هو يسْتَشْرِفُ المستقبَلَ والآتيَ من الأيّامِ من خلالِ حركةٍ نهضويَّةٍ قائمةٍ على التخطيطِ والتفكيرِ الاستثنائيْ والبعيدِ، والمؤشِّراتُ على ما نقولُ ليْسَتْ خافيةً على أَحَدٍ، حَيْثُ يقومُ سعادَةُ المهندسِ فؤاد مخزومي بما يقوم، بفِكْرٍ نَيِّرٍ، بِتعالٍ على التفاهاتِ، وفي مُناخٍ حواريٍّ وتَبادُليٍّ وفاقيٍّ وتوافُقيٍّ حتى إنه صارَ يُدعى رَجُلَ الوفاقِ في لبنان'.
وأكمل الأب الخوري متوجهًا الى الطلاب:' سنواتٌ مرّتْ، تخرَّجَتْ في خِلالِها عشراتُ الأفواجِ بآلافِ الطلّاب، وكنّا فيها تحتَ الوصايةِ أو الحَرْبِ او الصراعاتِ… أما أنتم فَتُشكّلونَ الفوجَ الأوّلَ الذي يتخَرَّجُ فيما يَنعَمُ لبنانُ بكثيرٍ من الحريّةِ والسَّلامِ، وهذه فرصَةٌ لإلغاءِ العديدِ من الأعذارِ. لذا أنتُمْ مدعوّون إلى الانتقال من موقِع المتفرّجينَ إلى موقِعِ لعِبِ الأدوارِ، وبنجاحٍ لتنتزعوا مِنّا الدَّعْمَ والتشجيعَ والتصفيقَ الحارّ، خصوصاً إذا ما أدَّيْتُم أدوارَكُم هُنا على مَسْرَحِ البلدِ وليسَ في المُغترباتِ…'
وتابع الأب الرئيس:' نريدُكُم أنْ تُزْهِروا هُنا من قلبِ الرماد، وأن تحوّلوا بإبداعاتِكُم الخرابَ عُمرانا…فأرسموا الغَدَ الجميلَ في عقولِكُم ومخيِّلاتِكُم وعيونِكم. واستنبطوا الأفكارَ والمشاريعَ. ولا تُضَيّعوا وقتَكُم في حلَّ أزماتِهِم'.
وقال: 'نحن اليوم في رحاب جامعةٍ لا تكتفي بالتعليم، بل تفتخر بأرقى الاعتمادات الأكاديمية التي تُثبت جودة التعليم فيها وتألّقها العلمي والثقافي. هي جامعةٌ منفتحةٌ على الحضارات والطوائف والأديان، تؤمن أن المعرفة نور، وأن النور حق لكل إنسان، تؤمن بالجودة، وتخدم طلابها بضمير رسولي، ومؤتمنةٌ على تراثها المارونيّ اللبنانيّ المريميّ اللويزيّ، تراثٍ صان الهوية وحافظ على القيم، ورسّخ أن العلم رسالة، وأن للجامعة دورًا أعمق من منح الشهادات.'
ليختم الأب الرئيس: ' العالَمُ لَكُم… هيّا انطلقوا وانجحوا حيْثُ فَشِلَ كثيرون. إذهبوا أقوياءَ، فالجامعة مكَّنَتْكُم وأعْطَتْكُم ما تحتاجونَ إليهِ لمواجهة تحدّيات العصرِ وفي مُقَدِّمِها الذكاءً الاصطناعيّ المطلوب استثماره بذكائِكُم الطبيعيّ. الجامعة رَفَعَتْ مناعَتِكُم الفِكريّةِ لتكونوا روّاداً وقادةً وَصُنّاعَ حداثةٍ ومستقبل. لا ترضَوا بأن تكونوا سلعةً للتصديرِ أو للبيعِ في الأسواقِ. كابروا واعرفوا قيمةَ أنفُسِكُم وأهميّةَ الشهادةَ التي ستتسلّمون بعد قليلٍ، ولتكُنْ جوازَ سَفَرِكُم وعُبورِكُم إلى الابداع والتألق. كونوا أرقاماً صعبةً في شتّى معادلاتِ التغيير وكونوا أبرز اللاعبين على حَلَبَةِ التفوّق… هيّا انطلقوا، اجتاحوا العالمَ، فالعالمُ لَكُم'.
بعد كلمة الأب الخوري، رحب بوهدير بضيف الشرف النائب فؤاد مخزومي قائلاً: ' المفارقة هذا العام، تتجسّد من خلال مَشهدية غير مَسبوقة، خطّيبُ احتفاليّتنا، أبٌ، أتى مع رَفيقة دربه، ومِشواره وهي أمٌّ. صحيحٌ أنّ في فؤاده لها المكانة الكبرى، وهي شكّلت موطن حبّه، ولكن فؤاده ينبض بالحبّ الكبير لوطنه لبنان'.
وتابع بو هدير: 'الوقفة على هذا المنبر تتطلّب الجرأةَ في بعض الأوقات، إستعملتها يراعتي بجسارة هذه المرّة مستشهدةً بقولِ وحيد رفيقي الدرب اللذين ذكرت وهو الذي لم يرحل وذكره دائم رامي فؤاد مخزومي الذي قال: إن مقاربتي للقيادة Leadership ترتكز على مبادئ أساسية مثل الإستماعِ، والأنانيةِ لنكران الذات، ووضوح الأهداف'. وكأني بالخمسمئة طالب من جامعة سيدة اللويزة هم بمثابة رامي لمن أتانا يرمي معنا في بحر أنانيتنا تواضع، ونروم معه إلى زرع بذور القيادة الحقّة، مستمعين إلى صوت الله في داخلنا، أن تكون أهدافُكم سامية، لكيما يكون الوصول أكيد'.
بعد كلمة الترحيب، استهل النائب مخزومي كلمته بتوجيه الشُكر لرئيس الجَامعة الأب الخوري ومجلس الأمناء على دعوتهم الكريمة، مؤكدًا اعتزازه بالمشاركة في هذا الحدث الذي وصفه بــ'اللحظة الرائعة والمشهد المُشرّف'.
وقال النائب مخزومي: ' نَحْنُ لَا نَخْتِتِمُ الْيَوْمَ فَصْلًا مِنْ فُصولِ حَيَاتِكُم، بَلْ نَفْتَتِحُ مَعًا عَهْدًا جَدِيدًا مِنَ الْجُرْأَةِ وَالطُّمُوح.'، معتبرًا أنّ خرّيجي هذه الدفعة هم جيل التحدّي والانتصار، الذين نجحوا في بلوغ هذه المرحلة رغم الأزمات الاقتصادية والانهيارات السياسية والمعيشية.'
وأشار النائب مخزومي إلى أنَّ ما ناله الخرّيجون اليوم 'ليس مُجَرّد شهادة، بل وِسَامُ صُمُود، شَهَادَةٌ عَلَى أَنَّكُمْ قَادِرُونَ عَلَى الِاسْتِمْرَارِ فِي وَطَنٍ يَتَأَرْجَح، وَلَكِنْ لَا يَسْقُطُ بِوُجُودِكُم'، مؤكدًا أن 'لبنان لا يزال جريحًا، لكنه لا يُقهر ما دام شبابه يرفضون الاستسلام'.
ونوّه النائب مخزومي بخيارات الشباب، قائلاً: 'أنتم اخترتم أن ترفعوا الصوت بدل أن تنطفئوا، وأن تصنعوا المعنى بدل أن تبحثوا عنه'، لافتًا إلى أنّ هذا الجيل أثبت التزامه العميق بقضايا الوطن، حيث 'لم يسقط أحد منكم، رغم التردّد أو الصمت أو السخرية'، بل على العكس، 'رأيتم الدولة تنهار فبنيتم أنظمة منكم وفيكم'.
وفي نداء وجّهه إلى صانعي المستقبل من الخريجين، دعا المهندسين إلى بناء أنظمة عادلة، والأطباء إلى إعادة إنسانية المهنة، والفنانين إلى جعل الجمال صوتًا للحق، والاقتصاديين إلى تحقيق العدالة بدل تكريس اللامساواة، والمبدعين إلى التمسّك بخيالهم كوقود للنهضة.
ثمَّ ختم النائب مخزومي كلمته برسالة وجدانية قال فيها: ' لَا تَحْتَفِلُوا بِمَا أَنْجَزْتُمْ فحسب، بَلْ بِمَا تَجْرُؤُونَ عَلَى إِنْجَازِهِ لَاحِقًا، واجْعَلوا شَجَرَةَ الأرْزِ لا مُجَرَّدَ رَمْزٍ لِماضٍ مَجيد، بَلْ رَايةً لِمُستَقْبَلٍ نَسْتَحِقُّه' كما كان يقول ابني الراحل رامي: الثَّابِتُ الْوَحِيدُ فِي الْحَيَاةِ هُوَ التَّغْيِير. فلُبْنَانَ لَا يَنْتَظِرُ شَهَادَاتِكُمْ فَقَطْ، بَلْ يَنْتَظِرُ قِيَادَتَكُم. فَلْتَكُنْ أَعْيُنُنَا عَلَيْكُم… تَرَقُّبًا، لَا رِقَابَة. وَأَيْادِيكُم عَلَى نَبْضِ هَذَا الْوَطَن… نَبْضًا لَا وَدَاعًا'.
بدوره، شكر طليع الدورة، الطالب سيرج روسياليان من كليَّة العلوم الطبيعيَّة والتطبيقيَّة، جامعة سيّدة اللويزة إدارةً وأساتذة، وقال:' أعبّر عن فخري وامتناني لوقوفي بينكم في هذه اللحظة الاستثنائية التي تؤكد أننا لا نحتاج ظروفًا مثالية لنواصل التقدّم في الحياة. فرغم التحديات، ما زلنا نحلم حاملين شهاداتنا وقيمنا معًا. فاليوم يبدأ فصل جديد في حياتنا، مُفعم بالأمل، لكن من الطبيعي ألا نعرف كل خطواتنا بعد، فهذه المَرحلة مخصصة للاستكشاف والنضوج الفكري'.
وتابع:' الحَياة ليست فقط إنجازات بل علاقات وذكريات وقيم نحملها من عائلاتنا وأحبّتنا'، خاتمًا كلمته:' لا تسيروا خلف التوقّعات، بل اتبعوا قلوبكم، واصنعوا لأنفسكم طريقًا يُشبهكم. بالنعمة وصلنا، وبها سنمضي قُدمًا'.
في ختام حفل التخرج، قدم الأب الرئيس الخوري هدية تذكاريّة للنائب مخزومي، تمثّل أيقونة بِشارة العذراء مريم، أُمّ جميع اللبنانيين، مذيّلة بنص الإنجيل المقدّس للقديس لوقا، وسورة آل عمران في القرآن الكريم، فهذه هي أبهى صورة للوحدة الوطنية التي نتّكىء على مدماك ثبات وطننا عليها.
بعدها تمَّ توزيع الشهادات على الخرّيجين والتقاط الصّور التذكاريَّة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 13 ساعات
- صدى البلد
دعاء كفارة المجلس من الغيبة والنميمة.. احذر من الخوض في الأعراض
يستحب لمن جلس في مجلس تضمن غيبة أو نميمة أو مخالفات شرعية، فعليه أن يردد دعاء كفارة المجلس ويندم على الخوض في هذه الذنوب والمعاصي التي تعتبر من الكبائر في الإسلام. دعاء كفارة المجلس وعن دعاء كفارة المجلس، فقد روى أبوهريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ» رواه الترمذي. رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ. استغفرُ اللهَ العظيمَ الذي لا إلهَ إلَّا هو الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليه، من قاله غفر له وإن كان فرّ من الزحف. اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وأَسْرَرْتُ وأَعْلَنْتُ، أنْتَ إلَهِي لا إلَهَ لي غَيْرُكَ. اللهم إن حسناتي من عطائك وسيئاتي من قضائك، فجد بما أنعمت علي، جللت أن تطاع إلا بإذنك، أو تعصى إلا بعلمك، اللهم ما عصيتك حين عصيتك استخفافًا بحقك، ولا استهانة بعذابك، لكن لسابقة سبق بها علمك، فالتوبة إليك، والمغفرة لديك، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ. دعاء سيد الاستغفار عَن شَدّادِ بنِ أَوْسٍ "أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: «ألاَ أَدُلّكَ عَلَى سَيّدِ الاسْتِغْفَارِ؟ اللّهُمّ أَنْتَ رَبّي لاَ إِله إلاّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأنَا عَبْدُكَ وَأنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِن شَرّ ما صَنَعْتُ وأَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيّ وأعتَرِفُ بِذُنُوبِي فاغْفِرْ لِي ذُنُوبي إنّهُ لا يَغْفِرُ الذّنُوبَ إلاّ أنْتَ، لاَ يَقُولُهَا أحَدُكُمْ حِينَ يُمْسِي فَيَأْتِي عَلَيْهِ قَدَرٌ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ إلاّ وَجَبَتْ لَهُ الجَنّةُ وَلاَ يَقُولُهَا حِينَ يُصْبِحُ فَيَأْتِي عَلَيْهِ قَدَرٌ قَبْلَ أنْ يُمْسِي إلاّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنّةُ»، رواه الترمذى، حديثٌ حَسَنٌ. قال الإمام صفى الرحمن المباركفوري فى شرحه لجامع الترمذي، إن قول النبى: « ألاَ أَدُلّكَ عَلَى سَيّدِ الاسْتِغْفَارِ؟»، قال الطيبي: لما كان هذا الدعاء جامعًا لمعاني التوبة كلها استعير له إسم السيد وهو في الأصل الرئيس الذي يقصد في الحوائج ويرجع إليه في الأمور، وقوله –صلى الله عليه وسلم- «خَلَقْتَنِي وَأنَا عَبْدُكَ» هى بيان للتربية والتأدب مع الله تعالى، أي أنا مخلوقك ومملوكك. كفارة الغيبة والنميمة وعلى المسلم أن يبتعد عمّا هو محرّم شرعًا وما نهى عنه الإسلام واجتناب ما نهى عنه الرسول - صلى الله عليه وسلّم- ومن بينها "الغيبة والنميمة" والتي تؤدي إلى التهلكة، ومن وقع في المحظور فيجب عليه ما يلي: 1- التوبة النصوحة: وهي عدم العودة إلى الخطيئة مرة أخرى. 2- الاستغفار: فإنّ الاستغفار وسيلة لطلب المغفرة والرحمة من الله تعالى والاستغفار للمغتاب به. 3- أن يتذكّر عقوبة الغيبة والنميمة عند الله تعالى وما فيها من حرمان من جنّات النعيم والخلود في نار جهنم. 4- طلب العفو، فإذا علم بأنّ كلامه قد وصل إلى المتكلّم عليه فليذهب إليه ويطلب منه العفو والصفح.


الجيش اللبناني
منذ 2 أيام
- الجيش اللبناني
تاريخ حديث
تشكيل الحكومات اللبنانية خلال خمسين عامًا (1926-1976) إعداد: د. ألكسندر أبي يونس باحث وأستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية واجه لبنان معضلة أساسية خلال العشرين سنة الأخيرة على صعيد تشكيل الحكومات الذي بات يستغرق وقتًا طويلًا، ما انعكس سلبًا على سير أمور الدولة الإدارية والاقتصادية ومصالح الشعب اللبناني. فتأليف الحكومة خلال عهد الانتداب الفرنسي وعهد الاستقلال وما بعده لم يكن يستغرق أكثر من يومٍ واحد أو يومين وبالأكثر 5 أيامٍ، وفي معظم الأوقات كانت تُشكَّل في اليوم ذاته، لكنّ الأمر في أيامنا بات يتطلّب أسابيعًا وشهورًا. من جهة أخرى، كانت الحكومات في ما مضى مصغّرة وقد أنجزت الكثير على صعيد بناء المؤسسات في مطلع عهد الاستقلال، لكنّ عدد أعضائها راح يتصاعد فيما الإنجازات تقل! يذكر الرئيس بشارة الخوري في مذكراته حول هذا الموضوع الآتي: «خلال شهر آب 1945، قمت باستشاراتٍ واسعة بين النواب، فرشّح كثيرون منهم سامي الصلح لتشكيل الوزارة الجديدة فدعوته وكلّفته، وطال أمره في التشكيل (5 أيام)، ولم يُوقّع على مراسيم الوزراء الذين ألّفوا الوزارة الرابعة إلّا في 22 من آب». ويقول رئيس الحكومة السابق سامي الصلح في كتابه «لبنان العبث السياسي والمصير المجهول»، إنّ رئيس الجمهورية كميل شمعون استدعاه مساء 16 أيلول 1954 وكلّفه بتشكيل الوزارة الجديدة، فأنجز المهمة في «بضع ساعات» واستعدّ لمواجهة أخطر مراحل التحولات في لبنان والشرق الأوسط. يُفهم من هذا الكلام أنّ تشكيل الحكومة خلال 5 أيام كان يُعتبر تأخيرًا يؤدّي إلى نقمة وامتعاض من قبل الشعب اللبناني الذي كان ينتقد هذا التأخير، مع العلم أنّ الدستور اللبناني (الصادر سنة 1926 والمعدّل سنة 1927 و1929 و1943 و1947، و1990)، لا يُلزم الرئيس المكلَّف بتشكيل الحكومة بأي مهلة زمنية محدّدة، فيما يفرض على الحكومة الجديدة المشكّلة تقديم بيانها الوزاري إلى مجلس النواب خلال شهر واحد فقط من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها (المادة 64/ بند2). تناولت معظم المقالات والدراسات المنشورة فترة تشكيل الحكومات اللبنانية ما بعد الطائف وليس ما قبل الحرب اللبنانية. غير أنّ ما كان معمولًا به منذ إقرار الدستور اللبناني وإعلان الجمهورية اللبنانية في 23 أيار 1926 حتى العام 1976، أي خلال خمسين سنة (1926-1976)، يختلف عن المرحلة الحالية وذلك بسبب تعديل بنود الدستور المتعلّقة بهذا الموضوع، وبسبب الظروف السياسية والأمنية لكل مرحلة والتأثيرات الخارجية. من هذا المنطلق، سنتناول في موضوعنا المواد الدستورية التي حكمت عملية تشكيل الحكومات اللبنانية ما بين العامين 1926 و1976 وتعديلاتها، فضلًا عن الفترة التي اقتضاها التشكيل من مرحلة الانتداب الفرنسي وصولًا إلى عهد الرئيس سليمان فرنجية، وعدد أعضائها، مع الإشارة إلى أنّ العدد يشمل ضمنًا رئيس الحكومة. وعندما نقول إنّ الحكومة ضمّت 3 وزراء مثلًا، فذلك يعني أنّها كانت تضم إضافة إلى رئيسها وزيرين فقط. وتجدر الإشارة إلى أنّ ولاية الحكومة اللبنانية تمتد من صدور مرسوم تشكيلها حتى صدور مرسوم تشكيل الحكومة التي تخلفها، بما فيها فترة تصريف الأعمال، وهذا ما تدوّنه في سجلّاتها، لذلك عانينا بعض الصعوبات على صعيد معرفة تاريخ استقالة الحكومة فعليًا وفترة تصريفها الأعمال، وهذه العملية تطلّبت منا بحثًا في الصحف وفي مذكرات السياسيين لمعرفة فترة تشكيل الحكومة بالضبط. المواد المتعلّقة بالسلطة الإجرائية كما وردت في الدستور اللبناني الصادر سنة 1926 وتعديلاتها: – المادة 17: تُناط السلطة الإجرائية برئيس الجمهورية وهو يتولّاها بمعاونة الوزراء وفق أحكام هذا الدستور. عُدّلت هذه المادة بالقانون الدستوري الصادر في 21/9/1990، وأصبحت على الشكل الآتي: تُناط السلطة الإجرائية بمجلس الوزراء، وهو يتولّاها وفق أحكام هذا الدستور. – المادة 28 المعدّلة في 8/5/1929: يجوز الجمع بين النيابة ووظيفة الوزارة. أما الوزراء فيجوز انتقاؤهم من أعضاء المجلس النيابي أو من أشخاص خارجين عنه أو من كليهما. غير أنّ هذه المادة تتعارض مع الفقرة (هـ) من مقدمة الدستور التي تنص على أنّ النظام قائم على مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها. – المادة 53: رئيس الجمهورية يعيّن الوزراء ويسمّي منهم رئيسًا ويقيلهم ويعيّن عددًا من الشيوخ عملًا بالمادة الثانية والعشرين ويولي الموظفين مناصب الدولة ما خلا تلك التي يعيّن القانون شكل التعيين لها على وجه آخر، ويرأس الحفلات الرسمية. عُدّلت هذه المادة بقانون 17/10/1927 بعد إلغاء مجلس الشيوخ وأصبحت كما يأتي: رئيس الجمهورية يعيّن الوزراء ويسمي منهم رئيسًا ويقيلهم ويعيّن عددًا من النواب عملًا بالمادة 24 ويولي الموظفين مناصب الدولة ما خلا التي يعيّن القانون شكل التعيين لها على وجه آخر. وفي 21/1/1947 عُدّلت أيضًا وفق الآتي: رئيس الجمهورية يعيّن الوزراء ويسمّي منهم رئيسًا ويقيلهم ويولي الموظفين مناصب الدولة ما خلا التي يحدد القانون شكل التعيين لها على وجه آخر ويرأس الحفلات الرسمية. وفي 21/9/1990 عدّلت هذه المادة لتشمل 12 بندًا نذكر منها ما يهم دراستنا: 1- يترأس رئيس الجمهورية مجلس الوزراء عندما يشاء من دون أن يُشارك في التصويت. 2- يسمّي رئيس الجمهورية رئيس الحكومة المكلّف بالتشاور مع رئيس مجلس النواب استنادًا إلى استشارات نيابية ملزمة يُطلعه رسميًا على نتائجها. 3- يُصدر رئيس الجمهورية مرسوم تسمية رئيس مجلس الوزراء منفردًا. 4- يُصدر بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة ومراسيم قبول استقالة الوزراء أو إقالتهم. 5- يُصدر منفردًا المراسيم بقبول استقالة الحكومة أو اعتبارها مستقيلة. – المادة 54: مقرّرات رئيس الجمهورية يجب أن يشترك معه في التوقيع عليها الوزير أو الوزراء المختصون ما خلا تولية الوزراء وإقالتهم قانونًا. عُدّلت هذه المادة في 21/9/1990 وأصبحت كما يأتي: مقررات رئيس الجمهورية يجب أن يشترك معه في التوقيع عليها رئيس الحكومة والوزير أو الوزراء المختصّون ما خلا مرسوم تسمية رئيس الحكومة ومرسوم قبول استقالة الحكومة أو اعتبارها مستقيلة. أما مرسوم إصدار القوانين فيشترك معه في التوقيع عليه رئيس الحكومة. – المادة 64: يتولّى الوزراء إدارة مصالح الدولة ويناط بهم تطبيق الأنظمة والقوانين كلٌّ بما يتعلّق بالأمور العائدة إلى إدارته وبما يختص به (عُدّلت هذه المادة في 21/9/1990). – المادة 66: يتحمّل الوزراء إفراديًا تبعة أفعالهم تجاه المجلسَين (مجلس النواب ومجلس الشيوخ) ويُعَدّ بيان خطة الحكومة ويُعرَض على المجلسين بواسطة رئيس الوزراء أو وزير يقوم مقامه (عُدّلت هذه المادة في 17/10/1927 بعد إلغاء مجلس الشيوخ، ومن ثم في 21/9/1990). – المادة 68: عندما يقرّر أحد المجلسَين (مجلس النواب ومجلس الشيوخ) عدم الثقة بأحد الوزراء وفق المادة السابعة والثلاثين وجب على هذا الوزير أن يستقيل (عُدّلت هذه المادة في 17/10/1927 وتمّ شطب مجلس الشيوخ). – المادة 69: لا يصدر قرار عدم الثقة بأحد الوزراء ما لم يكن ثلاثة أرباع المجلس على الأقل حضورًا. أما إذا طرح الوزير نفسه مسألة الثقة فيُكتفى بوجود الأكثرية العادية. وقد أُلغيت هذه المادة بتاريخ 8/5/1929، وأُعيدت من جديد بتاريخ 21/9/1990 تحت النص الآتي: 1- تعتبر الحكومة مستقيلة في الحالات الآتية: أ- إذا استقال رئيسها. ب- إذا فقدت أكثر من ثلث عدد أعضائها المحدد في مرسوم تشكيلها. ج- بوفاة رئيسها. د- عند بدء ولاية رئيس الجمهورية. ه- عند بدء ولاية مجلس النواب. و- عند نزع الثقة منها من قبل المجلس النيابي بمبادرة منه أو بناء على طرحها الثقة. 2- تكون إقالة الوزير بمرسوم يوقّعه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بعد موافقة ثلثي أعضاء الحكومة. 3- عند استقالة الحكومة أو اعتبارها مستقيلة يصبح مجلس النواب حُكمًا في دورة انعقاد استثنائية حتى تأليف حكومة جديدة ونيلها الثقة. – المادة 95: بصورة مؤقتة وعملًا بالمادة الأولى من صك الانتداب والتماسًا للعدل والوفاق تُمثَّل الطوائف بصورةٍ عادلة في الوظائف العامة وبتشكيل الوزارة من دون أن يؤول ذلك إلى الإضرار بمصلحة الدولة (عُدّلت هذه المادة في 9/11/1943 وشُطب منها صك الانتداب). آلية التشكيل اختلفت آلية تأليف الحكومات في لبنان بين مرحلة وأخرى خلال تاريخ لبنان المعاصر، ففي مرحلة الانتداب الفرنسي وعقب صدور الدستور اللبناني (1926-1943) كان يُعلّق الدستور ويُحل المجلس النيابي ويُصار إلى إقالة الحكومات بقرارٍ من المفوض السامي الفرنسي لأسبابٍ داخلية وخارجية. وأحيانًا كان رئيس الجمهورية اللبنانية ينفّذ إرادته ورغبته بموجب صلاحياته المنصوص عنها في المادة 53 وإن بهامشٍ ضيّق. أما خلال مرحلة الاستقلال وما بعده حتى إقرار تعديلات الطائف (1943-1990)، فلم يكن رئيس الجمهورية يستخدم صلاحياته المنصوص عنها في المادة 53 بالمعنى الفعلي للمصطلح ما خلا الحالات النادرة ووفق الظروف الداخلية والإقليمية والدولية، وكان يُجري استشارات نيابية غير مُلزمة ولو صُوَرية ويشدّد على التوافق الوطني أو ما تختاره أكثرية النواب في ما يتعلّق بتأليف الحكومة. فقد نصّت المادة 53 من الدستور الذي كان نافذًا اعتبارًا من العام 1926 على أنّ رئيس الجمهورية صاحب صلاحية حصرية في تعيين الوزراء بصفته رئيسًا للسلطة الإجرائية، وهو يختار من بينهم رئيسًا. لكن عُرفًا، أرساه الرئيس إميل إده منذ العام 1937، قضى باستمزاج رأي النواب ولا سيّما منهم السنّة نظرًا لأنّ رئيس الحكومة يمثّل طائفته في الحكم، فقد أراد إميل إده إشراك هذه الطائفة في الحكم ضمن دولة لبنان الكبير بعدما كان البعض يُُطالب بسوريا الكبرى أو بالدولة العربية الكبرى. لذلك أصبح عُرفًا منذ ذلك الوقت أن يكون رئيس الحكومة من الطائفة السنية مع بعض الاستثناءات التي حصلت سنة 1952 عندما عمد الرئيس الشيخ بشارة الخوري إلى تعيين فؤاد شهاب رئيسًا للحكومة إثر الثورة البيضاء، وسنة 1988 عندما عَيَّنَ الرئيس أمين الجميّل في الدقائق الأخيرة من ولايته قائد الجيش آنذاك العماد ميشال عون رئيسًا للحكومة. وفي العام 1952، وفي حمأة الخلاف بين الرئيس بشارة الخوري وصائب سلام، احتجّ الأخير على الاستشارات النيابية التي يُجريها رئيس الجمهورية لأنّ الدستور لا ينص على إجرائها، هذا من جهة، لكن احتجاجه كان من جهة أخرى نتيجة رفضه تسمية سامي الصلح لتشكيل الحكومة. وعندما كُلّف بتشكيل حكومة جديدة في 14 أيلول 1952، كان الرئيس صائب سلام السبّاق إلى استحداث عُرف إجراء استشارات سياسية قبل تأليف حكومة جديدة. مُذ ذاك الحين درج الرؤساء المكلّفون تشكيل الحكومة على التزام هذا العُرف. وكان الرئيس بشارة الخوري قد اتّبع العرف الذي أرساه إميل إده، فتفاهم مع رياض الصلح، آخذًا بروح الميثاق الوطني والمشاركة في الحكم. وفي دستور الطائف أصبح العرف الذي يقضي باستمزاج رأي النواب قبل تكليف شخصية بتشكيل الحكومة إلزاميًا، إذ تمّ تعديل المادة 53. تشكيل الحكومات وحجمها في المراحل المتتالية كان تشكيل الحكومة خلال عهد الانتداب الفرنسي (شُكّلت 23 حكومة خلال هذا العهد) يتم في يوم التكليف، أو يتطلب يومًا واحدًا بالإجمال، وقد حصل أن تطلّب يومين (حكومتا بشارة الخوري وخالد شهاب)، ولمرة واحدة تم تشكيل الحكومة في غضون 4 أو 5 أيام (حكومتا عبد الله اليافي وأوغست باشا أديب). خلال هذه المرحلة، كان المفوض السامي الفرنسي يعمد أحيانًا إلى تعليق الدستور وتعيين رئيسٍ للحكومة على الرغم من أنّ بعض رؤساء الجمهورية اعترضوا وأرادوا استخدام صلاحياتهم بهذا الخصوص بموجب المادة 53 وبخاصةٍ الرؤساء: شارل دباس، إميل إده، ألفرد نقاش، وأيوب تابت (الجدول رقم 1). في ما يتعلّق بحجم الحكومات في هذه الفترة، فقد راوح بين 3 و7 وزراء فقط، وحدها حكومة أحمد الداعوق التي شُكّلت في العام 1941 ضمت 10 وزراء (الجدول رقم 1). في عهد الرئيس بشارة الخوري (الجدول رقم 2)، بقيت فترة تشكيل الحكومة تراوح إجمالًا بين يوم واحد ويومين أيضًا، باستثناء مرّة واحدة 4 أيام، ومرة 5 أيام، ومرة 8 أيام. وعندما طالت فترة تشكيل الحكومة في هذه المرّات الثلاث، عمّت النقمة على الصعيدين الرسمي والشعبي. وبالنسبة إلى عدد الوزراء في هذه الحكومات التي بلغ عددها 16 حكومة، فقد راوح بين 2 و10 وزراء كحدٍ أقصى، علمًا أنّ أربعًا منها ضمت 8 وزراء، وثلاث كان في كل منها 6 وزراء. أما في عهد الرئيس كميل شمعون، فمن أصل 12 حكومة شُكِّلت 6 حكومات في اليوم ذاته، وواحدة في يومٍ، والباقية استغرق تشكيلها ما بين 3 و10 أيام. وقد تولّى سامي الصلح تأليف 5 حكومات وعبد الله اليافي 4، أما عدد الوزراء في تلك الفترة فراوح بين 8 و10 وزراء مع استثناءَين، إذ بلغ عدد أعضاء الحكومة التي ألّفها في العام 1952 خالد شهاب 3 وزراء فقط، وتلك التي شكّلها في العام 1958 سامي الصلح 14 وزيرًا (الجدول رقم 3). عادت الحكومات في عهد الرئيس فؤاد شهاب إلى ما كانت عليه في عهد الانتداب، أي إنّها كانت تُشكَّل في يوم التكليف، أو في اليوم الذي يليه. وقد شُكّلت خلال هذا العهد 7 حكومات ضمّت 4 منها 8 وزراء، فيما ارتفع العدد في الثلاث الباقية ليكون على التوالي 10 و14 ثم 18 في الحكومة التي ألّفها صائب سلام في العام 1960 (الجدول رقم 4). في عهد الرئيس شارل الحلو بات تشكيل الحكومات أصعب ويتطلّب مزيدًا من الوقت وذلك لأسبابٍ سياسية، فضلًا عن بدء تصدّع الوضع الأمني. وقد تم تأليف 9 حكومات 6 منها أُنجزت بسرعة، فيما بدأ التعثّر بعد ذلك وتطلّب تشكيل حكومة عبد الله اليافي سنة 1968 مشاورات على مدى 156 يومًا، ومن ثم ازدادت الأمور تعقيدًا ولم يستطع رشيد كرامي إعلان تشكيلته الوزارية سنة 1969 إلّا بعد 7 أشهر من تكليفه. وبالنسبة إلى عدد الوزراء فقد راوح بين 8 و16، فيما كان عدد أعضاء إحدى الحكومات 4 فقط (الجدول رقم 5). شهد عهد الرئيس سليمان فرنجية تأليف 9 حكومات، اثنتان منها لم تَمثُلا أمام المجلس النيابي (حكومة أمين الحافظ سنة 1973 وحكومة نور الدين الرفاعي في تموز 1975 أي بعد عدة أشهر من اندلاع حرب السنتين). وقد راوحت مدة التأليف بالإجمال ما بين 23 و36 يومًا. أما عدد الوزراء فاتّجه إلى التصاعد ليبلغ في حده الأقصى 22 وزيرًا (الجدول رقم 6). بالإجمال، يمكن القول إنّ تشكيل الحكومات في أول 50 سنة من عمر الجمهورية اللبنانية كان أفضل مما شهده لبنان في السنوات العشرين الأخيرة على صعيد مدة التأليف. لذلك فإنّ التعديل الدستوري يمكن أن يكون الباب لحل هذه المشكلة، وتحديد فترة التشكيل، كذلك تحديد فترة تقديم البيان الوزاري لكل حكومة جديدة. وهذا التعديل يُعتبر ضروريًا ومهمًا لمصلحة الوطن والمواطن. أما على صعيد عدد الوزراء فيمكن للمراقب أن يلاحظ أنّ حكومات صغيرة الحجم أنجزت أكثر بكثير من الحكومات الموسعة، يكفي أن نتذكّر أنّ بناء معظم المؤسسات تمّ في أول ثلاثة عهود من الاستقلال… المراجع – الدستور اللبناني الصادر في 23 أيار سنة 1926 مع جميع التعديلات. – أبي يونس، ألكسندر جرجي: إميل إدّه (1883-1949) قدّة الجمهورية اللبنانية، بيروت، 2019. – الخوري، بشارة خليل: حقائق لبنانية، 3 أجزاء، الدار اللبنانية للنشر الجامعي، بيروت، 1983. – الصلح، سامي: لبنان العبث السياسي والمصير المجهول، دار النهار، ط.2، بيروت، 2004. – ضاهر، عدنان محسن؛ وغنّام رياض: المعجم الوزاري اللبناني؛ سيرة وتراجم وزراء لبنان (1922-2008)، بيروت، 2008. – ضاهر، عدنان محسن؛ وغنّام رياض: معجم حكام لبنان والرؤساء (1842-2012)، بيروت، 2012. – صحف ومجلات ما بين 1926 و1976 (البيرق- الصياد- النهار)، ومحاضر مجلس النواب خلال الفترة نفسها. – الموقع الإلكتروني الرسمي لرئاسة الجمهورية اللبنانية ولرئاسة الحكومة اللبنانية.


صدى البلد
منذ 4 أيام
- صدى البلد
حكم الغش فى الامتحانات.. الأزهر للفتوى يوضح
ما حكم الغش فى الامتحانات؟ سؤال أجاب عنه مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية. وقال الأزهر للفتوى عبر موقعه الرسمى: إن الغش في الامتحانات سلوكٌ مُحرَّم، يُهدِر الحقوق، ويهدمُ مبدأ تكافؤ الفُرص، ويُؤثّر بالسّلب على مصالح الفرد والأمة. وأشار الى أن الإسلامُ حثّ على طلب العلم، ورغّب في تحصيله بجدّ واجتهاد، وبيَّن أن لطالبِ العلم آدابًا لا بد وأن يتحلَّى بها كالإخلاص لله، وتقواه عز وجل، ومراقبته في السر والعلن، والتَّحلي بمكارم الأخلاق، والبعد عن كل ما يُغضِب اللهَ سبحانه ويُنافي الفضائلَ والمحامد. حكم الغش فى الامتحانات وأوضح أن الغش في الامتحانات سلوك مُحرَّم يُهدر الحقوق، ويمنحها لغير أَكْفَاء، ويُسوي بين المُجدِّ المُتقِن والكسلان المُهمل، ويهدم مبدأ تكافؤ الفُرص؛ الأمر الذي يُضعف من هِمَّة المُجدِّين عن مواصلة طلب العلم، ويُوسِّد الأمور إلى غير أهلها؛ ومِن ثمَّ يُضعف الأمم وينال من عزمها وتقدُّمها؛ فحق العالم هو التقديم والرِّفعة؛ قال سبحانه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، وقال أيضًا: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}. [الزمر: 9] كما بين أن الإسلامُ المُعاونةَ على الإثم إثمًا، وشراكةً لصاحب الجريمة في جرمه، وقضى ألا تكون الإعانة إلَّا على معروف؛ قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }. [المائدة: 2] وذكر أن سيدُنا رسولُ الله ﷺ نفى عن الغشَّاش كمال الإيمان، وتبرأ من صفة الغش التي لا ينبغي أن يتصف بها مُسلمٌ مُنتسب لسنته ودينه؛ فقال ﷺ: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي» [أخرجه مسلم]، وهذا الحديث عام يشمل كل أنواع الغش في الامتحانات وغيرها.