logo
نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل

نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل

الجزيرةمنذ 4 ساعات

في ظل الاعتقادات الدينية التي ترافق الدعم المطلق لقيام دولة إسرائيل الذي يقدمه أتباع المسيحية الصهيونية في أميركا -المعروفين بالألفيين- تطرح تساؤلات كبيرة عن موقع حرب إسرائيل على إيران في تلك المعتقدات.
وفي معتقدات هؤلاء أن إنشاء دولة إسرائيل وتجميع اليهود في فلسطين هو تحقيق لنبوءات العهد القديم وشرط لمجيء الملك المسيح ليحكم ألف سنة، لتحقيق ما يسمونه بالخلاص المسيحاني في نهاية الزمان.
ويزعم أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه منح مرسوما إلهيا لتحقيق النبوءات المسيحية بمواجهة إيران، وأن تدخله بشكل مباشر في هذه الحرب ما هو إلا استجابة لنداء الرب، كما زعم سفيره في إسرائيل مايك هاكابي.
ففي مقال بعنوان: "قد تكون النظرة الإنجيلية لمايك هاكابي هي المفتاح" نشرته على موقع "فوروورد" تؤكد الأستاذة المُحاضرة في الجغرافيا البشرية بجامعة كوينز بلفاست الأميركية تريستان ستورم أن المسيحيين الصهاينة يرون في المواجهة الحالية بين إسرائيل وإيران تحقيقا لنبوءة توراتية بالغة الأهمية.
وتنقل ستورم عن المؤرخ الفرنسي فرانسوا هارتوغ قوله إن المؤشرات على نهاية العالم باتت كثيرة، وإن الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران يعد خطوة في هذا الاتجاه خصوصا بالنسبة للمسيحيين الصهاينة الذين يترقبون هذا الحدث بفارغ الصبر.
عملية روحية
وفي السياق ذاته اعتبرت افتتاحية لمجلة "تريبين كريستيين" (المنبر المسيحي) الفرنسية بعنوان: "إسرائيل وإيران: هل تتحقق نبوءة حزقيال؟" نشرت الثلاثاء الماضي أن حدة المواجهة بين إسرائيل وإيران تدل على أن هذا الصراع أكثر من مجرد تنافس إستراتيجي "إنها حرب ذات جذور توراتية، تنبأ بها النبي حزقيال قبل آلاف السنين".
وتختار المجلة اقتباسات من هذه النصوص المزعومة جاء في أحدها: "يا ابن آدم، وجّه وجهك نحو أرض مأجوج.. وتنبأ عليه.. واخرج أنت وكل جيشك.. معهم فارس وكوش كلهم ​​بدروع وخوذ.. إلى أرض مستعادة.. سأكسرك أنت وجيشك على جبال إسرائيل".
وتشرح المجلة المسيحية الفرنسية أنه بالنسبة لمعتنقي الصهيونية الدينية، فإن هذه المقاطع هي تفسير لأحداث الأزمنة الحالية: تجميع اليهود وهجوم تحالف من الأعداء من الشمال بما في ذلك بلاد فارس، ثم الحرب الشاملة.
وتوضح المجلة أنه مما يعضد الجانب الديني في هذه المواجهة تنامي نفوذ الشخصيات الدينية والقومية في إسرائيل التي ترى أن الحرب ضد إيران ليست دفاعية فحسب، بل هي جزء من عملية روحية، وخطوة نحو ما تصفه بالخلاص الذي وعد به الأنبياء.
وتؤكد المجلة أنه حتى لدى الطرف الآخر (إيران) فإن الصبغة الدينية لهذه الحرب حاضرة أيضا، إذ ينتظر معتنقو المذهب الشيعي الإثني عشري عودة المهدي، أو من يصفونه بالإمام الغائب، الذي سيقضي بمجيئه على الظلم في الأرض.
وتخلص المجلة إلى أنه رغم أهمية القضايا الجيوسياسية والنووية وقضايا الطاقة في الصراع الحالي فإن صعود الخطاب الديني على الجانبين يجعل الصراع أكثر غموضا وأكثر خطورة، حيث إن الحرب التي يعتقد كل طرف فيها أنه يتصرف باسم الله تصبح حرب اللاعودة.
وفي مقال على موقع هارفست الأميركي بعنوان "هجوم إسرائيل على إيران: تحديث لنبوءات الكتاب المقدس" يتساءل كبير قساوسة كنيسة هارفست في كاليفورنيا وهاواي جريج لوري كيف تتوافق هذه المرحلة الجديدة من الصراع بين إسرائيل وإيران مع نبوءات الكتاب المقدس؟ وهل تُمثل هذه اللحظة تحقيقًا لنبوءة محددة عن نهاية العالم؟
يجيب كبير القساوسة: "نعم ولا. فقد تنبأ الكتاب المقدس بوضوح بأن إسرائيل ستتشتت ثم تتجمع من جديد، وقد تحقق ذلك في 14 مايو/أيار 1948، كما تنبأ الكتاب المقدس أيضًا "بأنه في الأيام الأخيرة سيظهر تحالف عظيم من الشمال – بما في ذلك بلاد فارس- ضد إسرائيل مع أن ما نراه اليوم ليس تحقيقًا كاملًا لتلك النبوءة، إلا أنه بلا شك نذير شؤم".
لكن لوري يقول إن الكتاب المقدس لم يقتصر على الإشارة إلى تجميع اليهود بل أوضح أنه ستزداد عزلتهم، وهذا ما يحدث، كما تنبأ الكتاب المقدس بتصاعد معاداة السامية في آخر الزمان، وهذا ما يحدث أيضا.
ترامب والمرسوم الإلهي بشأن إيران
تتجلى نظرة الصهيونية الدينية لهذه الحرب بشكل واضح في رسالة السفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكابي التي وجهها إلى ترامب في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، وكتب فيها "لقد نجاك الله في بنسلفانيا.. أعتقد أنك ستسمع من السماء لصوت أهم بكثير من صوتي أو صوت أي شخص آخر".
وتعتبر الباحثة ستورم في مقالها أن هاكابي هو أقوى صهيوني مسيحي في العالم، وتؤكد أن هذه ليست المرة الأولى التي يُصوّر فيها أنصار ترامب الإنجيليون ترامب على أنه مُنح مرسومًا إلهيًا فيما يتعلق بإيران.
ففي ولايته الأولى قارنوه بالملكة إستر، حيث قال وزير الخارجية آنذاك مايك بومبيو إن ترامب "رُبِّيَ لمثل هذا الوقت، تمامًا مثل الملكة إستر، للمساعدة في إنقاذ الشعب اليهودي من الخطر الإيراني".
كما قارنه البعض بالملك كورش الذي يوصف أيضا في المعتقدات التوراتية بأنه أداة الله الفارسية التي حرّرت اليهود.
والآن، يُكلف الله ترامب -حسب أنصاره من الإنجيليين- بمهمة توراتية مماثلة، ولكن على عكس كورش وإستر، فإن مهمة ترامب -كما تصورها هاكابي- ليست إنقاذ اليهود، "بل هو لإحداث خطفٍ وشيك، يُرفع خلاله جميع المؤمنين الحقيقيين إلى مقاعد المدرجات في السماء لمشاهدة المسيح يهزم جيوش المسيح الدجال في تل مجدو".
لكن المفارقة أنه حسب هذا الاعتقاد سيموت معظم اليهود باستثناء قلة ممن سيتحولون إلى المسيحية.
وتعتبر الباحثة أن رسالة هاكابي تحثّ ترامب، بشكلٍ غير مباشر، على الانضمام إلى الحرب على اعتبار أن الصراع الإسرائيلي الإيراني مُنبأ به في الكتاب المقدس: "لم تطلبوا هذه اللحظة، بل هذه اللحظة طلبتكم"، كما جاء في الرسالة.
إرشاد الرب
وتوضح الباحثة أنه انطلاقا من هذه المعتقدات فإن الصهاينة المسيحيين يدعون أن أفعالهم بإرشاد الرب، وهو ما يرون أنه يجردهم من أي مسؤولية سياسية عما يقع بسبب أفعالهم بما في ذلك تبرعهم بملايين الدولارات للمستوطنات وللجيش الإسرائيلي، رغم ما يمارسه من جرائم إبادة في قطاع غزة.
وهم مدفوعون باعتقاد مفاده أن الدولة اليهودية يجب أن تغطي الأرض الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط وأن تمحى الأراضي الفلسطينية، كجزء من العملية المؤدية إلى نهاية العالم.
وتعتبر ستورم أنه لم يعد ممكنا التعامل مع التنبؤات الصهيونية المسيحية باعتبارها مجرد خرافات جيوسياسية عنصرية، فقد تغلغلت في الدوائر الغربية خصوصا في أميركا.
ودخل المسيحيون الصهاينة، الذين يؤمنون بها إيمانًا راسخًا، إلى أروقة السلطة، لا سيما ضمن الفريق الحاكم حاليا في البيت الأبيض ، بدءا بالرئيس ترامب ومرورا بوزير الدفاع بيت هيغسيث ووصولا إلى السفير هاكابي، وهو ما يجعل المخاطر مرتفعة لإمكانية أن يدفع الفكر المسيحي الصهيوني الولايات المتحدة إلى صدام مباشر مع إيران.
ماذا تقول النبوءات عن إيران؟
نقل موقع شبكة ترينيتي التلفزيونية المسيحية الأكثر مشاهدة في أميركا عن القس جويل روزنبرغ قوله إن هناك نبوءتين في الكتاب المقدس يتجاهلهما معظم الناس تتعلقان بمستقبل إيران، إحداهما كتبها النبي حزقيال عن حرب يأجوج ومأجوج، والأخرى كتبها النبي إرميا، وستحدث كلتاهما قبيل عودة المسيح ليُرسّخ حكمه الأرضي.
وأضاف روزنبرغ أن "الرب يقول إنه سيدمر القدرة العسكرية لإيران"، ويستدل على هذا بنص مزعوم جاء فيه "وأجلب على عيلام (اسم قديم لإيران) الرياح الأربع من 4 جهات السماء، وبددهم بكل تلك الرياح، ولا تكون أمة إلا ويدخل عليها منفيو عيلام".
يعتبر روزنبرغ أن ذلك تحقق ابتداء من عام 1979 مع الثورة الإسلامية في إيران التي أطاحت بنظام الشاه، حيث تشتت الإيرانيون بعدها وتفرقوا في أنحاء العالم، فعندما تلتقي الإيرانيين الذين يعيشون في المنفى تلاحظ أنهم تركوا الإسلام واعتنقوا الإيمان، حسب وصفه.
ويضيف روزنبرغ ثم تأتي نقطة التحول عندما يقول الله لإرميا إن المستقبل هو إيران، "سأضع عرشي في عيلام"، وهو ما يفسره قائلا: "إن الله سينقل عرشه الروحي إلى إيران، وسوف يدمر النظام، سوف يدمر جيشهم، فهو سيباركهم بأن يجعل يسوع يستقر في إيران لتتحول إلى بلد مرسل للمبشرين وليتحول المسلمون الشيعة المتطرفون والمتعصبون الذين يكرهون إسرائيل حاليًا إلى أمة من "الرسل مثل بولس".
الفرس لا يعادون إسرائيل
وفي السياق ذاته تبحث دراسة على موقع "إغليز ديي فيفان" بعنوان "العماليق وإيران والنبوءة" في أسباب التغير المفاجئ في العلاقات بين إيران وإسرائيل بعد الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي في عام 1979، وكيف تحول صديق سابق لإسرائيل والولايات المتحدة، بين عشية وضحاها، إلى أسوأ عدو لهما.
وتقول الدراسة كان الشاه يعتبر نفسه الوريث لملوك الإمبراطورية الفارسية القديمة، وتؤكد الدراسات الديمغرافية إلى أن غالبية السكان الإيرانيين الحاليين لا يزالون من أصل فارسي، بينما تشير المصادر التاريخية والتوراتية إلى أن الشعب الفارسي لم يكن عدوا للشعب اليهودي.
وتضيف الدراسة إن كثيرا من الناس لا يفهمون أن الحكومة الإيرانية بعد سقوط الشاه سقطت في أيدي أقلية ليست من أصل فارسي، فمن هذه الأقلية؟
تعتبر الدراسة أنه استنادا للكتاب المقدس والتاريخ فإن ملوك الفرس منذ العصور القديمة كان لديهم موقف إيجابي عموما تجاه الشعب اليهودي، وهي سمة ظلت موجودة في زمن الشاه محمد رضا بهلوي في القرن الـ20 فقد كان بعض وزرائه من اليهود.
غير أن الدراسة تتحدث عن ملك من ملوك الإمبراطورية الفارسية كان استثناء بعداوته لليهود حيث حاربهم وأراد استئصالهم ويدعى هامان حسب الكتاب المقدس، لكنه لم يكن من أصل فارسي، بل كان عماليقيا.
وتشير الدراسة إلى التشابه بين موقف هامان العماليقي تجاه الشعب اليهودي وما حدث في إيران منذ تولي آية الله الخميني للسلطة بعد الإطاحة محمد رضا بهلوي، وتلاحظ الدراسة أن هناك تشابها حتى في الأسماء حيث يشترك "الخميني" في نفس الجذر مع اسم "هامان".
وتخلص الدراسة إلى أن الأمة الفارسية في إيران وقعت تحت تأثير أقلية العماليق الذين تولوا مقاليد السلطة بعد الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي.
تنبؤات مشكوك فيها
يعتبر رئيس تحرير مجلة "كريستيانيتي توداي" راسل مور في مقال بعنوان: "لا تُلقِ باللوم على نبوءات الكتاب المقدس في الحرب مع إيران" أن ربط مخططات النبوءات بالأحداث الجيوسياسية المعاصرة قد يثير حماس الجمهور وتخويفه، لكنه مدعاة لإثارة الشكوك أيضا.
ففي السابق ربط كثيرون بين تأسيس دولة إسرائيل ومجيء المسيح، ونسبوا للكتاب المقدس أن ذلك سيحدث خلال 40 عاما، لكن ثبت زيف ذلك.
ولاحقا اعتاد جيل الحرب الباردة سماع أن الاتحاد السوفياتي هو يأجوج ومأجوج، ولكن الاتحاد السوفياتي انهار، ثم قيل إن العراق بابل جديدة، وإن صدام حسين هو نبوخذنصر جديد، وبالتالي سيكون ما يسمى الخطف على الأبواب، ولم يحدث شيء من ذلك.
ورغم ما أورده الكاتب أعلاه من تنبؤات سابقة ثبت زيفها، تعود حاليا مزاعم النبوءات للواجهة في الدوائر الغربية فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية الإيرانية وفي النهاية تكتسب جمهورا.
ويفسر بعض الدارسين ذلك بتعقيد الطبيعة البشرية وأن الناس لا يتعلمون التعليم الصحيح، بل يختارون لأنفسهم معلمين ومرشدين حسب أهوائهم، فيبتعدون عن سماع الحق، وينحرفون إلى الخرافات التي يتلذذون بسماعها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحرس الثوري الإيراني يتوعد أميركا برد "موجع" خارج حساباتها
الحرس الثوري الإيراني يتوعد أميركا برد "موجع" خارج حساباتها

الجزيرة

timeمنذ 25 دقائق

  • الجزيرة

الحرس الثوري الإيراني يتوعد أميركا برد "موجع" خارج حساباتها

توعد الحرس الثوري الإيراني الولايات المتحدة "برد موجع" على الهجوم الذي شنته فجر اليوم الأحد على المنشآت النووية الإيرانية، وأكد أن الهجوم يمثل انتهاكا للقوانين والأعراف الدولية. وقال الحرس الثوري في بيان -اليوم الأحد- إن "النظام الأميركي المجرم ارتكب بتنسيق كامل مع النظام الصهيوني جريمة صارخة وغير مسبوقة". وأكد الحرس الثوري في بيانه أن "اعتداء أميركا سيدفعنا لاستخدام خيارات خارج فهم وحسابات المعتدين دفاعا عن النفس". كما أكد أن الهجوم الأميركي يعد انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعاهدة منع الانتشار النووي، كما ينتهك المبادئ الأساسية لاحترام السيادة الوطنية وسلامة أراضي الدول. وقال الحرس الثوري الإيراني إن "أميركا وضعت نفسها بالخط الأمامي للعدوان على إيران باستهداف منشآتها النووية السلمية". وأضاف "نؤكد بقوة أن التكنولوجيا النووية الإيرانية والسلمية لا يمكن تدميرها بأي هجوم". وأشار إلى أن انتشار القواعد الأميركية بالمنطقة لا يعتبر نقطة قوة بل يزيد من احتمال تعرضها للخطر. وقال "تعرفنا على مواقع إقلاع الطائرات المشاركة في الهجوم على منشآت البلاد ووضعت تحت المراقبة". كما أكد بيان الحرس الثوري الإيراني أن "عملية الوعد الصادق 3 ستستمر ردا على اعتداءات وجرائم العدو وعلى المعتدين توقع رد موجع". ويأتي هذا البيان بعد الهجمات الأميركية فجر اليوم الأحد الذي استهدف 3 منشآت نووية في كل من فوردو ونطنز وأصفهان، ووصفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها "ناجحة"، بينما نقلت وكالة رويترز عن مصدر إيراني كبير قوله إن معظم اليورانيوم عالي التخصيب بمنشأة النووية الإيرانية نقل إلى مكان غير معلن قبل الضربة الأميركية.

كاتب إسرائيلي: الانسحاب من غزة ضرورة إستراتيجية لمواجهة إيران
كاتب إسرائيلي: الانسحاب من غزة ضرورة إستراتيجية لمواجهة إيران

الجزيرة

timeمنذ 25 دقائق

  • الجزيرة

كاتب إسرائيلي: الانسحاب من غزة ضرورة إستراتيجية لمواجهة إيران

يدعو الكاتب الإسرائيلي بن درور يميني إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى، لأنه يرى أن استمرار القتال في غزة يشكل "عبئا إستراتيجيا خطيرا" على إسرائيل، ويعيق انخراطها الكامل في المواجهة الأهم ضد إيران، ويُفقدها الفرصة لتحقيق ما أسماه "نصرا إقليميا تاريخيا". ويعتبر يميني في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت أن الحرب في غزة تحولت إلى عبء يرهق الجيش ويضر بالمكانة السياسية لإسرائيل، مشددا على أن "الحكومة الإسرائيلية من خلال أفعالها وتصريحات مسؤوليها فعلت كل ما في وسعها للوصول بإسرائيل إلى أسوأ مستوى دبلوماسي في تاريخها"، في حين أن "المعركة الحقيقية" هي تلك التي تخوضها في مواجهة إيران. ويقول: "نعرف أنه يجب وقف القتال في غزة. لقد أصبحت مجرد مصدر إزعاج. بعد أكثر من 20 شهرا، لا يوجد نصر مطلق في الأفق، وإنما روتين قاس ومرهق. وعلى الصعيد السياسي، نحن ننهزم بأنفسنا". تآكل الدعم الدولي يرى الكاتب أن الدعم الغربي لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إيران ما زال قائما، لكنه مهدد بالتآكل بفعل استمرار الحرب في غزة، والدمار الواسع الذي ألحقته بها، إضافة إلى "التصريحات المتهورة لوزراء الحكومة". ويتحدث يميني عما أسماه بالإعلانات المتفاخرة عن الهلاك والانتقام واستخدام المصطلح التوراتي (عماليق) لتبرير إبادة الفلسطينيين والتحجج بعدم وجود أبرياء بينهم، ويقول "لم تكن الدعاية المؤيدة لحماس لتصل إلى المستويات التي وصلت إليها في الغرب لولا هذه التصريحات الغبية والعنصرية والفاشية التي أصر الوزراء وأعضاء الكنيست والشخصيات العامة والصحفيون على استخدامها، وأدت إلى تقويض الدعم الدولي لإسرائيل". ويشير إلى أن حملة التضامن الدولي مع إسرائيل خلال الهجوم الإيراني على أراضيها أواخر أبريل/نيسان، التي تضمنت "رحلات نقل أسلحة ومساعدات غير مسبوقة من موانئ غربية، رغم خضوعها لنقابات يسارية معادية"، (على حد زعمه)، لم تكن أمرا بديهيا، وأن استمرار هذه المعونة يرتبط كثيرا بـ"الرأي العام الذي يتأثر سلبا بما يحدث في غزة". ويستشهد يميني بالصحفي البريطاني بيرس مورغان كمؤشر على تحول الرأي العام في الغرب، ويعتبر أن مورغان بدأ داعما لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنه "غيّر موقفه بعد التصريحات التحريضية لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا إلى تدمير ما تبقى من غزة". ويصر الكاتب على أن سبب تغيير الغرب موقفه من إسرائيل هو المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الغزيين، وليس فقط تصريحات الوزراء المتطرفين، ويقول: "لم يكن كافيا أن تلاحق القادة والجنود الإسرائيليين محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية بتهم جرائم الحرب، بل أصر وزراؤنا على منح خصومنا الذخيرة، وإبعاد المتعاطفين عنا". ويضيف: "بعد الهجوم على إيران، عاد مورغان وأبدى تأييده لإسرائيل بناء على معطيات نووية وأمنية واضحة. لكن هذا الدعم مهدد، وهو السيناريو نفسه الذي حصل بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، حين فرطنا بدعم عالمي نادر بتصريحات انتقامية وغبية". التركيز على إيران وينتقد الكاتب بشدة تصريحات وزراء في الحكومة الحالية، مثل وزير الطاقة إيلي كوهين ووزيرة المواصلات ميري ريغيف، الذين دعوا إلى إسقاط مبان في إيران أو "تطهيرها بالكامل"، مشيرا إلى أن هذه التصريحات تعطي الانطباع أن إسرائيل في "حرب انتقامية ضد الشعب الإيراني"، لا ضد نظام يشكل تهديدا نوويا. ويعتبر أن "مثل هذه التصريحات تُحوّل الحرب على إيران إلى نسخة من حملة غزة"، وتساعد خصوم إسرائيل على تصويرها كدولة عدوانية، وتفقدها دعم الرأي العام الغربي، مما قد يؤدي إلى نجاح حملات شعبية تقودها نقابات العمال في أوروبا وأميركا للتوقف عن شحن الأسلحة والمعدات إلى إسرائيل. ويضيف ساخرا: "ألا يكفي أن ماكرون بدأ يطالب بوقف ضرب البنى التحتية للطاقة في إيران؟". ويختم يميني مقاله بمناشدة صريحة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزرائه، قائلا: "إذا تبقى لديكم ذرة عقل، غادروا غزة. أطلقوا سراح الرهائن. هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يساعد إسرائيل على التركيز في الهدف الأساسي الذي هو إيران". ويشدد على أن "إسرائيل أهم بكثير من القاعدة اليمينية المتعطشة للدماء التي يغازلها الوزراء بتصريحاتهم"، مضيفا أن التصرفات الحالية "تُقوّض الجهد العسكري والسياسي"، وقد تعيد سيناريو فقدان الدعم كما حصل في بداية الحرب على غزة.

ذا هيل: 5 نقاط بارزة بعد دخول الولايات المتحدة حربا مع إيران
ذا هيل: 5 نقاط بارزة بعد دخول الولايات المتحدة حربا مع إيران

الجزيرة

timeمنذ 35 دقائق

  • الجزيرة

ذا هيل: 5 نقاط بارزة بعد دخول الولايات المتحدة حربا مع إيران

قال موقع ذا هيل إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أن بلاده قصفت 3 مواقع نووية إيرانية، وحذر من استمرار ضرب إيران إذا "لم يتحقق السلام بسرعة"، فيما يعد تورطا في الحرب التي شنتها إسرائيل قبل أسبوعين. وقال ترامب، محاطا بنائبه جيه دي فانس ، ووزير الدفاع بيت هيغسيث ، ووزير الخارجية ماركو روبيو ، إن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، وأضاف "إما أن يتحقق السلام أو تقع مأساة لإيران، أكبر بكثير مما شهدناه خلال الأيام الثمانية الماضية". وكان البيت الأبيض قد أعلن يوم الخميس أن ترامب سيتخذ قرارا بشأن قصف إيران في غضون أسبوعين، لكن قاذفات " بي 2" بدأت عبور المحيط الهادي بعد ظهر السبت، وأعلن ترامب عن الضربات "الناجحة للغاية" في منشور على موقع "تروث سوشيال" وقال إن تلك المنشآت "دمرت تماما". واستعرض الموقع -في تقرير بقلم كولين ماين وإيلين ميتشل- أهم النقاط المستفادة من القصف كما يلي: قصف 3 مواقع نووية في منشور ترامب على موقع " تروث سوشيال"، قال إن "حمولة كاملة من القنابل" ألقيت على محطة فوردو ، وهي منشأة عميقة تحت الأرض تعتبر أساسية ل لبرنامج النووي الإيراني ، بالإضافة إلى مفاعل نطنز و أصفهان. وأفادت عدة وسائل إعلام إسقاط 6 قنابل خارقة للتحصينات على منشأة فوردو، وإطلاق 30 صاروخا من طراز توماهوك على نطنز وأصفهان، وأكد مسؤولون إيرانيون ووسائل إعلام رسمية وقوع القصف، لكنهم قالوا إن المنشآت النووية الثلاث قد أخليت سابقا. وقد ألقت قاذفات "بي-2" قنابل "جي بي يو-57" الخارقة للتحصينات، التي يبلغ وزنها 30 ألف رطل، والقادرة على اختراق الجبل الذي تقع فيه محطة فوردو، بعد أن طلبتها إسرائيل. الإجراء الحاسم الذي اتخذه الرئيس يمنع أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، تهتف "بالموت لأميركا"، من الحصول على أشد الأسلحة فتكا على وجه الأرض بواسطة انقسام المشرعين أظهرت الاستجابة الفورية للمشرعين من كلا الحزبين انقسامات عميقة حول دخول الولايات المتحدة في حرب جديدة في الشرق الأوسط -كما يقول الموقع- وكتب النائب الجمهوري توماس ماسي على موقع إكس "هذا ليس دستوريا"، وأيد موقفه النائب الديمقراطي جيم هايمز. وعلق السيناتور المستقل بيرني ساندرز على الخبر خلال تجمع انتخابي في تولسا بأوكلاهوما، واصفا إياه بأنه "غير دستوري تماما" بعد أن هتف الحشد "لا مزيد من الحرب". وأعرب كبار الجمهوريين، وأحد الديمقراطيين عن دعمهم للهجمات، وكتب رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون أن "الإجراء الحاسم الذي اتخذه الرئيس يمنع أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، تهتف "بالموت لأميركا"، من الحصول على أشد الأسلحة فتكا على وجه الأرض". وكتب السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام"جيد. كان هذا القرار صائبا. النظام يستحق ذلك"، وأيد السيناتور الديمقراطي جون فيترمان الضربات، وكتب على إكس "كان هذا هو القرار الصائب. إيران هي الراعي الرئيسي للإرهاب في العالم، ولا يمكنها امتلاك قدرات نووية". القوات الأميركية عرضة للخطر ذكر الموقع أن حوالي 40 ألف جندي أميركي ينتشرون في جميع أنحاء الشرق الأوسط ، في قواعد في سوريا والعراق والأردن والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة، مما يتيح لإيران فرصة واسعة للرد على المواطنين والمعدات والمصالح الأميركية. في الأيام التي سبقت الضربة الأميركية على إيران، حذر المرشد الأعلى علي خامنئي من أن أي تدخل عسكري أميركي في حربها مع إسرائيل "سيصاحبه بلا شك ضرر لا يمكن إصلاحه"، وقال مذيع أخبار على التلفزيون الإيراني الرسمي بعد الضربة، إن ترامب "بدأها، ونحن سننهيها". واستهدفت طهران القوات الأميركية آخر مرة في يناير/كانون الثاني 2020 بعد أن أمر ترامب، في ولايته الأولى، بشن غارة جوية أسفرت عن مقتل اللواء قاسم سليماني ، قائد فيلق القدس الإيراني، فقصفت قاعدة عين الأسد وقاعدة أميركية أخرى في أربيل بـ13 صاروخا باليستيا. جدول زمني متسرع قال ترامب في بيان قرأته السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت بعد ظهر يوم الجمعة "بناء على وجود فرصة كبيرة لإجراء مفاوضات مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري بشأن الذهاب (إلى الحرب) من عدمه في الأسبوعين المقبلين"، وكان ترامب قد أعرب عن شكوك متزايدة بشأن فرص التوصل إلى اتفاق. وأفادت التقارير بأن إيران وافقت على استئناف المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة بعد اجتماع بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وكبير الدبلوماسيين الإيرانيين يوم الجمعة، كما اجتمع سفراء من قطر والسعودية والإمارات والكويت مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي ، للتعبير عن مخاوفهم من عواقب أي هجوم أميركي. ماذا بعد؟ أشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل والوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تستغرق أياما قبل أن تتمكن من تقييم الأضرار الناجمة عن الضربات الأميركية، ليبقى السؤال عن مدى تأثير الضربات الأميركية والهجمات الإسرائيلية على البرنامج النووي لطهران. وقال ترامب في الأيام الأخيرة إنه يعتقد أن إيران على وشك أن تصبح قادرة على صنع قنبلة نووية، رغم نفي وكالات الاستخبارات الأميركية ذلك، كما أشار مسؤولون إسرائيليون أيضا إلى أن تغيير النظام في إيران من بين أهداف حربهم، وأن خامنئي قد يكون هدفا للاغتيال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store