
شعار الصرخة.. صدارة المشروع القرآني
في الوقت الذي كانت أمريكا وإسرائيل تثقل الأمة الإسلامية بهجمات شرسة من مختلف الحروب والإجرام، حيث سخرت كل قدراتها في تضليل وتشتيت وتفرقة أبناء الأمة الإسلامية بحروبها الميدانية بجانب حروبها الناعمة التضليلة والتي هي أشد خطراً وفتكاً، حتى ظهر من أقصى اليمن قائدٌ يسعى حاملاً معه شعار الحرية والبراءة، شعار العداء لمن هو عدو للأمة، كبدايةٍ تنويريةٍ لانطلاقِ مشروعٍ قرآني عظيم أخرج الأمة من حالة الغفلة والصمت والخنوع، من حالة التدجين والخضوع والاستسلام إلى حالة التحرك العملي والجدي كما ينبغي لها أن تكون تجاه العدو الأخطر الذي يهددها ويستهدفها، فما كاد هذا القائد أن يُصوب صدى شعاره هاتفاً هو ومعه ثلة قليلة من المؤمنين صميم قلب العدو وأذرعه، حتى فتت مزاعمهم وشرد جمعهم، وأطبق سماء الزعامة عليهم.
شعارٌ رسخ في نفوس أبناء الأمة الإسلامية حالة السخط تجاه أمريكا وإسرائيل- من هم أئمة الكفر من أهل الكتاب – وحصن الأمة من مؤامراتهم وخططهم وكشف وجوههم الحقيقة التي تظهر العداء والموت لأبناء هذه الأمة بكل السبُل الممكنة لديهم، كموقف لفظي تثبته الأفعال الصادقة من هذا المشروع القرآني ويُجسد الحالة الحقيقية التي تجب أن تكون الأمة عليها؛ وهي حالة إعلان العداء لأهل الكتاب المتمثلة بالصهيونية اليوم أمريكا وإسرائيل.
شعار الصرخة الذي تبناه الشهيد القائد رضوان الله عليه كأول موقف لمشروعه القرآني يثبت مدى شمولية هذا المشروع، فالصرخة تتعاظم بمقرونيتها مع المشروع القرآني فهو شعار مفرداته مستوحاة من كتاب الله، وهو استجابة لله سبحانه وتعالى وعملا بتوجيهاته، حيث أن له الأثر البالغ الذي أدى إلى إظهار حالة الرعب والنفور والغضب من قِبل العدو وأذرعه تجاه هذا المشروع العظيم، فالصرخة كما قال عنها الشهيد القائد: 'هي الحكمة والحكمة ضالة المؤمن أنّا وجدها أخذها'.
في حالة سعى المتخاذلون في تشكيك الأمة من هذا الشعار في هجمة شرسة يشنها العدو بأدواته وعملائه ضد حاملي الشعار ومتصدريه، في جهالة تامة أن مضمونات هذا الشعار تكمن في الموت لأمريكا ولإسرائيل كوعي ثقافي قرآني لأبناء الأمة الإسلامية من هؤلاء الأعداء في مرحلة أرادت أمريكا وإسرائيل وعملاؤها المنافقون وأولياؤها المرجفون من أبناء الأمة الإسلامية بتقديس الصهيونية المتمثلة بأم الإرهاب أمريكا وربيبتها إسرائيل وأن تخضع الأمة لهم، وأن تفسح المجال لهم بأن تفعل بالأمة ماتشاء وماتريد وأن تقتل وتميت من أبنائها دون رفع صوتٌ واحد من هذه الأمة،وأن تكون أمة ذليلة خانعة مستباحة من قبل العدو الأمريكي والإسرائيلي، معرّضة لجميع أصناف الجرائم والقتل والاحتلال والاستحوذ على مقدراتها وثرواتها،في حالة إعلان «الموت» لهذه الأمة الإسلامية، الموت ذلاً وخضوعاً، الموت صمتاً واستسلاماً، الموت بجميع الوسائل الممكنة المعنوية والمادية على يد العدو الأمريكي والإسرائيلي وأدواته في المنطقة دون أن يكون هناك موقفٌ واحد يصدر من هذه الأمة.
واليوم فقد أثبتت الوقائع والأحداث أن « شعار الصرخة »مثّل خطوة حكيمة وعظيمة وفعّالة حيث أن الشعوب التي رفعته تمكنت للوصول إلى ماهو أرقى وأسمى لها من بين بقية الشعوب من العزة والكرامة والغلبة والتأييد الإلهي ،وأن لها القدرة والكفاءة بأن تخوض كبار المعارك مع كبار طواغيت الشر المتمثل بأمريكا وإسرائيل وهي في أهبة الاستعداد وبثبات عظيم ومعية عظيمة من الله وتوفيق منه، فقد كان هذا الشعار التنويري هو تطبيق عملي لأوامر الله سبحانة وتعالى في قوله: 'وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ'. فقد كان هذا الشعار من ضمن الإعداد ضد أعداء الله بما يُرهبهم كأهمية الاستعداد والتحضير لمواجهة الأعداء، من خلال إعداد القوة والعتاد اللازمين، لتحقيق الرهبة والخوف في قلوبهم، وحماية المؤمنين منهم.
فتحرك الشعب اليمني بهذا الشعار كان من واقع عملي إيماني قرآني لمواجهة الكفر والظلم وهو نتاج لما وصل إليه هذا الشعب من موقفه العظيم والثابت والراسخ لتحديات المرحلة الحاسمة في مواجهته اليوم المباشرة لطواغيت الشر ورأسه أمريكا وإسرائيل ، فقد كان شعار الأولوية والصدارة في مواجهة مشروعهم الذي يستهدف ديننا وبلادنا وثرواتنا وعزتنا وكرامتنا وهو أيضاً الشعار المتصدر الذي قطع يد وصايتهم على شعبنا و أزال العون والسند الداعم لهؤلاء الفاسدين الذين هم نتاج وثمرة الهيمنة والاستعمار لبلدنا في الفترات السابقة.
ولإن أمريكا وإسرائيل هما أئمة الكفر،وأرباب الظلم والفساد وهم رأس الطغيان والإجرام والإرهاب فكان حقٌ علينا بترديد هذا الشعار،ورفعه والهتاف به بكل قوة وعنفوان وعزة وكرامة وثبات،فليس لأمريكا عندنا إلا الموت بأصنافه ،وليس لإسرائيل إلا الزوال والفناء، كمنطلق لمواصلة مشروعنا القرآني الذي بدأه الشهيد القائد لنكمله نحن الأنصار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 القاهرة
منذ ساعة واحدة
- 24 القاهرة
ماذا ينبغي أن يقال عند المرور على مقابر المسلمين؟.. المفتي يوضح
تلقى الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، سؤالا ورد إليه، نصه: ما الذي ينبغي أن يقال عند المرور على مقابر المسلمين؟ فإني أمرُّ على المقابر كثيرًا لقربها من الطريق في بلدتي، فأرجو من فضيلتكم بيان الأذكار أو الأدعية التي تُقال عند المرور على مقابر المسلمين؟ وهل هذا خاص بالرجال؟ وقال فضيلة المفتي عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية: يُسن أن يقول المارُّ بالمقابر: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ"، وأن يدعو لهم بما يشاء من الرحمة والمغفرة وغير ذلك، وكذا يجوز له قراءة سورة الفاتحة، أو قل هو الله أحد، وهبة ثواب ذلك لمن في المقبرة، إذ الأمر في هذا واسع، ويستوي في ذلك الرجال والنساء. مرصد الأزهر يحذر: منظمات الهيكل تحرض على اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى الاثنين المقبل الأزهر يُدين همجية الاحتلال وإطلاقه النار على وفد دولي من 25 سفيرًا.. ويطالب بسرعة إدخال المساعدات لغزة ما الذي ينبغي أن يقال عند المرور على مقابر المسلمين؟ وتابع: ندب الشرع الشريف إلى الدعاء للأموات، وقد دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ، سورة الحشر، الآية رقم: 10، وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا صلى على جنازة قال: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ، رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، والحاكم. وأضاف: وقد أجمع العلماء على أن الدعاء ينفع الموتى ويصل إليهم ثوابه، ينظر: الأذكار للإمام النووي، وعمدة القاري للإمام العيني، وشرح متن الرسالة للإمام زروق.


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : الدكتور على جمعة يوضح دور الصحابة فى جمع ونشر السنة النبوية
الجمعة 23/مايو/2025 - 01:50 ص 5/23/2025 1:50:13 AM أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، دور الصحابة واتباع الرسول- صلى الله عليه وسلم- في جمع ونشر وتدوين السُنة النبوية، قائلًا:" إن عملية توثيق السنة النبوية الشريفة بدأت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أذن لبعض الصحابة بكتابتها مثل حديث "اكتبوا لأبي شاه"، وكان عبد الله بن عمرو بن العاص من أوائل من دوَّن السنة في صحيفة سُميت بـ"الصحيفة الصادقة". وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، خلال بودكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن مرحلة جديدة من التوثيق بدأت في عصر التابعين، حين أخذ وهب بن منبه صحيفة تحتوي على 132 حديثًا وبدأ في روايتها للتابعين، ومن أبرزهم الإمام محمد بن شهاب الزهري، أحد كبار علماء المدينة، والذي تتلمذ على أيدي الصحابة وكبار التابعين، وكان له دور محوري في حفظ السنة وتعليمها لتلاميذ عظام مثل الإمام مالك وسعيد بن أبي عروبة وابن أبي ذئب. وأشار إلى أن الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، الذي عُرف بعدله وورعه، هو أول من أمر بتدوين السنة بشكل رسمي على مستوى الدولة، حيث أرسل إلى أبي بكر بن حزم – وكان من كبار العلماء آنذاك – يطلب منه جمع الأحاديث من العلماء وتوثيقها، إلا أن المشروع واجه صعوبات بسبب الدقة الشديدة في نقل ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم، وتحفّظ بعض الرواة خشية التحريف أو الزيادة أو النقص. وأوضح أن الإمام الزهري، الذي كان يرى هذا الجهد، بادر من تلقاء نفسه بالمساهمة الفعالة في جمع الأحاديث، مستفيدًا من علاقاته الواسعة بعلماء المدينة وتتلمذه على أيدي الصحابة، فكان ما قام به الزهري من تدوين ممنهج وموسع بمثابة اللبنة الأساسية لمشروع توثيق السنة، وهو الذي سلّم الراية لتلاميذه من أمثال الإمام مالك، الذي دوّن "الموطأ" كأول كتاب حديث جامع وصلنا بشكل منظم.

مصرس
منذ 3 ساعات
- مصرس
شيخ الأزهر يعزي المستشار عدلي منصور في وفاة شقيقه
بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره، يتقدم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بخالص العزاء إلى المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية السابق، في وفاة شقيقه عادل منصور، الذي انتقل إلى جوار ربه. كما يتقدم فضيلته بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة الفقيد الراحل، داعيًا المولى -عز وجل- أن يرحمه رحمة واسعة، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، وينزله منازل الأبرار، ويرزق أهله وذويه الصبر والسُّلوان.اقرأ أيضا | شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يدعوان لوقف الحرب في غزة وأوكرانيا والسودان