logo
حرارة قياسية في أبريل والخبراء يحذرون من الأسوأ

حرارة قياسية في أبريل والخبراء يحذرون من الأسوأ

الجزيرةمنذ 6 أيام

أظهرت تحليلات أن حرارة الأرض في شهر أبريل/نيسان 2025 سجلت أعلى متوسط لدرجات الحرارة منذ عام 1850، وذلك يشير إلى أشهر أشد سخونة قادمة رغم توقعات خبراء الأرصاد الجوية انخفاضا نسبيا في درجات الحرارة هذا العام.
وأشارت البيانات التي نشرت بدراسة في مجلة "بيركلي إيرث" إلى أن شهر أبريل/نيسان شهد حرارة أكثر بحوالي 1.49 درجة مئوية من متوسط الفترة 1850-1900، مما يجعله قريبا من الرقم القياسي المسجل في أبريل/نيسان 2024.
وقالت سامانثا بورجيس مسؤولة الإستراتيجية المناخية في المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى: "على الصعيد العالمي، كان شهر أبريل/نيسان 2025 ثاني أكثر شهر سخونة على الإطلاق، ضمن سلسلة طويلة من الشهور التي تجاوزت فيها درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية عن المعدلات ما قبل الصناعة".
وأكد الخبراء في الدراسة أن 21 من الأشهر الـ22 الماضية ظلت عند أو أعلى من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وهي العتبة الحرجة التي نصت عليها في اتفاقية باريس للمناخ.
كذلك حدد الخبراء أن ما يقرب من 4% من سطح الكوكب شهد أعلى درجة حرارة مسجلة في شهر أبريل/نيسان من هذا العام. وعلى الرغم من تفاوت درجات الحرارة بين المناطق، فإن الاتجاه العام يُظهر احترارًا متصاعدًا من غير المرجح أن يتراجع قريبًا.
وشهدت أسطح المحيطات بدورها ارتفاعا في درجات الحرارة، إذ سجلت ثالث أعلى متوسط حرارة لشهر أبريل/نيسان، من دون ظهور علامات واضحة على التراجع وفق التحليلات.
وحسب الدراسة، شهدت بعض المناطق، مثل أجزاء من الشرق الأوسط، مستويات غير مسبوقة من درجات الحرارة، فقد سجلت 51.6 في بعض المناطق بالإمارات وتجاوزت 49 درجة مئوية بالعراق.
وسجلت إيران أيضا أعلى درجة حرارة في شهر أبريل/نيسان على الإطلاق، متجاوزة الرقم القياسي السابق، وهو ما يعكس ارتفاع درجات الحرارة المحلية بأكثر من درجتين مئويتين منذ عام 1960.
وبات شهر/أبريل نيسان سادس أكثر شهر حرارة في السجلات المناخية في أوروبا، وشهدت معظم أنحاء القارة قراءات أعلى من المعدلات الطبيعية، باستثناء بعض المناطق الباردة في أجزاء من تركيا وشمال شرق أوروبا.
ويشير ذلك إلى تأثير الاحتباس الحراري ا لمحلي الذي يدفع أنماط الطقس الاعتيادية نحو مستويات قياسية، ويرجع الخبراء هذه الشذوذات المناخية إلى ارتفاع درجات الحرارة على المدى البعيد، مما يؤدي إلى تضخيم حتى الأحداث المعتدلة من حيث الحرارة.
وعادة ما تُسبب ظاهرة "النينيا" انخفاضا في درجات الحرارة العالمية، إلا أن أحدث حلقة منها لم تُخفف من وطأة الاحترار. ويتوقع العديد من المراقبين الآن ظهور ظاهرة " النينيو" التي تؤثر على اتجاهات المناخ القصيرة الأجل، وذلك قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في درجات الحرارة.
وقال روبرت رود، كبير العلماء في مركز "بيركلي إيرث"، إن ظاهرة النينيا التي انتهت مؤخرا لم توفر القدر الكافي من التبريد الذي كان متوقعًا في العادة".
وبحسب الاتجاهات الحالية، فإن هناك احتمالا بنسبة 18% أن يصبح عام 2025 الأكثر سخونة على الإطلاق، واحتمالًا بنسبة 53% لاحتلال المركز الثاني، مع احتمال بنسبة 52% لتجاوز متوسط 1.5 درجة مئوية للعام بأكمله.
وتشير الدراسة إلى أن التحولات الموسمية عادة ما تؤدي إلى تراجع درجات الحرارة نحو المتوسط المستقر على مدار 30 عاما، ولكن البيانات الأخيرة تشير إلى استمرار درجات الحرارة عند مستويات مرتفعة مقلقة.
من جهة أخرى، تشير التحليلات إلى أن مساحة الجليد البحري في القطب الشمالي انخفضت بنسبة تقارب 3% عن المتوسط لشهر أبريل/نيسان، مسجلة سادس أدنى مستوى منذ بدء سجلات الأقمار الصناعية. كما تراجع جليد البحر في القطب الجنوبي بنسبة تقارب 10% عن المتوسط، ليسجل عاشر أدنى مستوى له في الشهر نفسه.
ويشير كل ذلك إلى وصول نقاط التحول المناخي إلى عتبة خطيرة وتزايد التأثيرات المدمرة للاحتباس الحراري العالمي، وضيق الوقت أمام الجهود العالمية لاحتوائه من خلال خفض الانبعاثات المسببة له، وفق ما جاء في اتفاقية باريس لعام 2015.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران ترفض تقرير الطاقة الذرية وتتعهد باتخاذ "الإجراءات المناسبة"
إيران ترفض تقرير الطاقة الذرية وتتعهد باتخاذ "الإجراءات المناسبة"

الجزيرة

timeمنذ 8 ساعات

  • الجزيرة

إيران ترفض تقرير الطاقة الذرية وتتعهد باتخاذ "الإجراءات المناسبة"

رفضت إيران ، اليوم السبت، ما ورد في تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، متهمة الوكالة بالخضوع لضغوط سياسية وترويج مزاعم قديمة تستند إلى معلومات مصدرها إسرائيل. وأصدرت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية بيانا مشتركا أعربتا فيه عن أسفهما إزاء نشر التقرير، الذي اعتبرتاه "مسيّسا"، مشددتين على أن طهران أكدت مرارا وتكرارا عدم وجود أي مواقع أو أنشطة نووية غير معلنة. واعتبرت الخارجية الإيرانية أن التقرير يستند إلى "مزاعم حول أنشطة ومواقع تعود لعقود ماضية"، ولا يعكس مستوى التعاون الحقيقي الذي أبدته إيران للوكالة. وأضاف البيان أن إيران ستتخذ "التدابير المناسبة" ردا على أي محاولة لاتخاذ إجراءات ضدها خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة. أنشطة سرية وكشف تقرير سري أعدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بطلب من مجلس محافظيها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن إيران قامت سابقا بأنشطة نووية غير معلنة استخدمت فيها مواد نووية في 3 مواقع لا تزال قيد التحقيق، إلى جانب مواقع أخرى محتملة، في إطار ما وصفه التقرير بأنه "برنامج نووي منظم غير معلن" استمر حتى أوائل العقد الأول من القرن الـ21. وأوضح التقرير أن إيران زادت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، مشيرا إلى أن مخزونها من هذا النوع بلغ نحو 409 كيلوغرامات -بزيادة بنسبة تقارب 49% منذ تقرير فبراير/شباط الماضي- وهي كمية كافية لتصنيع سلاح نووي في حال تم تخصيبها إلى مستوى 90%. أما إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بجميع درجاته، فقدر التقرير أنه بلغ 9247.6 كيلوغراما، وهو ما يتجاوز بنحو 45 مرة الحد المسموح به وفق الاتفاق النووي لعام 2015، والذي حدد السقف عند 202.8 كيلوغرام بنسبة تخصيب 3.67%. إسرائيل تطالب بتحرك دولي وردا على التقرير، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المجتمع الدولي باتخاذ "إجراءات فورية" لوقف البرنامج النووي الإيراني، مؤكدا أن "البرنامج الإيراني ليس سلميا" وأن "مستوى التخصيب الذي تبلغه إيران لا يبرره أي استخدام مدني". وأضاف نتنياهو في بيان رسمي: "هذا التقرير يعزز ما قلناه منذ سنوات: إيران مصممة على امتلاك سلاح نووي، ويجب التحرك الآن". من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه حذر نتنياهو من اتخاذ أي خطوات من شأنها "عرقلة المحادثات مع إيران"، إلا أنه جدد تأكيده أن "إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحا نوويا"، ملمحا إلى اقتراب الطرفين من التوصل إلى اتفاق. بالمقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن "السلاح النووي غير مقبول" بالنسبة لإيران، قائلا: "إذا كانت المشكلة هي الأسلحة النووية، نعم، نحن نعتبرها أيضا غير مقبولة. نحن متفقون مع الأميركيين في هذه النقطة". وشدد عراقجي على أن المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة -والتي عقدت 5 جولات منها بوساطة عمانية منذ أبريل/نيسان- تحقق تقدما رغم التباينات، مشيرا إلى أن إيران "غير واثقة" من التوصل إلى اتفاق قريب، لكنها مستعدة لمواصلة الحوار. وفي هذا السياق، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أن الحديث عن "صفر تخصيب" هو مطلب إسرائيلي، وليس مطروحا في مفاوضات طهران مع واشنطن، مضيفا أن إيران تسعى إلى تطوير قدراتها النووية السلمية، بما في ذلك إنتاج الكهرباء والعلاج الطبي. وأعلن إسلامي أن إيران تمتلك حاليا محطة نووية في بوشهر بقدرة ألف ميغاواط، وأنتجت نحو 7.3 مليارات كيلوواط/ساعة من الكهرباء في العام الماضي.

عالم جزر غالاباغوس الفريد تحت وطأة التغير المناخي
عالم جزر غالاباغوس الفريد تحت وطأة التغير المناخي

الجزيرة

timeمنذ 18 ساعات

  • الجزيرة

عالم جزر غالاباغوس الفريد تحت وطأة التغير المناخي

ينعكس ضوء الصباح الدافئ على بقايا قوس صخري طبيعي قرب جزيرة داروين، إحدى أكثر جزر غالاباغوس عزلة. في المياه الزرقاء الصافية العميقة، تتحرك آلاف الكائنات البحرية مثل أسماك وقرش المطرقة وإغوانات بحرية بحثا عن الطعام. كان انهيار قوس داروين، الذي سُمي على اسم عالم الطبيعة البريطاني الشهير صاحب نظرية التطور، عام 2021 نتيجةً للتآكل الطبيعي. لكن زواله سلّط الضوء على هشاشة أرخبيل شاسع يتعرض لضغوط متزايدةٍ من تغيّر المناخ والأنواع الغازية. يؤثر ارتفاع درجة حرارة المحيطات على مصادر الغذاء للعديد من الحيوانات البحرية في جزر غالاباغوس. تواجه الإغوانا البحرية، وهي من الأنواع العديدة المتوطنة أو الفريدة في جزر غالاباغوس، صعوبة في العثور على الطحالب الحمراء والخضراء التي تفضلها. كما تجد السلاحف البحرية صعوبة في بناء أعشاشها في درجات الحرارة الأكثر ارتفاعا. وتزداد صعوبة تربية صغارها مع ارتفاع درجة حرارة المياه وقلة العناصر الغذائية المتاحة. أضاف الاحترار الكبير الناجم عن تغير المناخ في السنوات الأخيرة ضغوطا على العديد من الأنواع في الجزر النائية قبالة سواحل الإكوادور. تقول ناتاشا كابيزاس، وهي مرشدة طبيعية، "لدينا هنا شيء من كل شيء، ولهذا السبب يقول الناس إن جزر غالاباغوس متنوعة للغاية، ولكن لدينا عدد صغير من كل شيء". لطالما كانت جزر غالاباغوس حساسة لتغيرات درجة حرارة المحيط. يقع الأرخبيل نفسه عند نقطة التقاء التيارات المحيطية الرئيسية، الباردة من الجنوب، والدافئة من الشمال، والتيار الصاعد البارد من الغرب. ثم هناك ظاهرة النينيو، وهي ارتفاع دوري وطبيعي في درجة حرارة المحيط الهادئ يؤثر على الطقس في جميع أنحاء العالم. وبينما تتفاوت درجات الحرارة تبعا للفصول والأحداث المناخية الطبيعية الأخرى، فإن درجات حرارة المحيطات آخذة في الارتفاع بسبب تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان، إذ تمتص المحيطات الغالبية العظمى من الحرارة الزائدة في الغلاف الجوي. وقد شهد المحيط أسخن عقد له منذ القرن الـ19 على الأقل خلال السنوات العشر الماضية، وكان عام 2024 أدفأ عام على اليابسة وفي المحيطات على الإطلاق. مع بداية شهر يونيو/حزيران، يحل الشتاء في نصف الكرة الجنوبي، ويجلب تيار كرومويل أسماك قرش الحوت وأسماك المطرقة وسمك الشمس الضخم إلى السطح. كما يوفر هذا التيار المغذيات لطيور البطريق والسحالي البحرية وأسود البحر بحثا عن الطعام. ومع ظهور المزيد من هذه الحيوانات هذا الموسم، يتتبع العلماء كيفية تأثرها بظاهرة النينيو العام الماضي. قد يؤدي النينيو إلى نقص في الغذاء لبعض الأنواع، مثل الإغوانا البحرية والسلاحف البحرية، إذ يعني ارتفاع درجة حرارة المحيط تناقص مصادر الغذاء. وقد لاحظ العلماء الذين يراقبون هذه الأنواع انخفاضا كبيرا في أعدادها خلال أحداث النينيو. تسبح الإغوانا البحرية كالأفاعي في الماء من صخرة إلى صخرة، في وقت تتلاطم فيه الأمواج على شاطئ جزيرة فرناندينا. وبينما تتشبث بالصخور تحت الماء لتتغذى على الطحالب التي تنمو هناك، تدور أسود البحر حولها كالجراء باحثة عن من تلعب معه. وقال خورخي كاريون مدير هيئة الحفاظ على جزر غالاباغوس إن "الإغوانا كانت من أكثر الأنواع المتضررة من ظاهرة النينيو العام الماضي، وهي لا تزال تتعافى الآن". مع تهديد ارتفاع درجات حرارة المحيطات للكائنات البحرية والمائية، تواجه اليابسة مشكلة مختلفة. فالحيوانات البرية مثل القطط البرية والكلاب والخنازير والماعز والأبقار -وهي ليست حيوانات محلية- تهدد الأنواع الفريدة في الجزر. تُشكّل الحيوانات الدخيلة تهديدا خاصا للسلاحف العملاقة المرتبطة ارتباطا وثيقا بجزر غالاباغوس. انخفضت أعداد السلاحف بشكل كبير في القرن 19 بسبب الصيد الجائر، وقد سعت السلطات جاهدة لحمايتها من البشر. ويُحظر قتل السلاحف العملاقة منذ عام 1933. وقال خورخي كاريون مدير هيئة الحفاظ على جزر غالاباغوس "في ليلة واحدة، يستطيع خنزير بري تدمير جميع مواقع التعشيش في منطقة ما.. يحاول حراس المتنزهات زيارة مواقع التعشيش مرة واحدة يوميا، ويقتلون الخنازير عند عثورهم عليها. لكن الخنازير يصعب الوصول إليها". تتغذى القطط البرية على فقس الإيغوانا البحرية، كما يتنافس كل من الخنازير والقطط مع السلاحف على الطعام القليل. وإذا لم تكن الأنواع الغازية وارتفاع درجة حرارة المحيطات كافيين، فهناك البلاستيك الذي يُمثل مشكلة واسعة الانتشار في محيطات العالم. وقد أفادت دراسة حديثة بوجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في بطون طيور البطريق في جزر غالاباغوس. ويقول كاريون "لا يوجد حيوانات في جزر غالاباغوس لا يحتوي غذاؤها على جزيئات بلاستيكية دقيقة".

تقرير يرجح دخول الأرض عتبة مناخية حرجة خلال عامين
تقرير يرجح دخول الأرض عتبة مناخية حرجة خلال عامين

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

تقرير يرجح دخول الأرض عتبة مناخية حرجة خلال عامين

يشير تقرير جديد صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى نهاية الهدف العالمي المتمثل في الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة. قبل سبع سنوات، توقعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، أن درجة حرارة العالم لن ترتفع بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة حتى عام 2040، ثم قبل عامين، توقعت المجموعة أن العالم سوف يتجاوز تلك العتبة بين عامي 2030 و2035، ومع أن هذه التوقعات لم تكن حاسمة في تحديد المدة، أكدت بيانات جديدة أصدرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن الأرض ستعبر هذه النقطة في غضون عامين فقط. ويرجع هذا التسارع إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات أعلى من المتوقع خلال السنوات القليلة الماضية، وارتفاع تلوث الهواء وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي يستمر في الارتفاع عالميا على الرغم من نمو الطاقة المتجددة. ويعني ذلك حسب التقرير، أن نقاط التحول غير القابلة للعكس في النظام المناخي، مثل ذوبان الصفائح الجليدية في القطب الشمالي أو الانهيار الواسع النطاق للشعاب المرجانية باتت أقرب إلى الواقع مما كان يعتقد العلماء في السابق. وتوقع تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية 5 سنوات أخرى من درجات الحرارة المرتفعة للغاية، وهو ما يعني، إلى جانب الظروف الأكثر حرارة الناجمة عن نمط الطقس النينيو، أن الكوكب على وشك أن يسخن رسميا بمقدار 1.5 درجة مئوية على مدى فترة مستدامة بحلول عام 2027. وقال زيك هاوسفاذر، عالم المناخ ورئيس أبحاث المناخ في شركة سترايب للمدفوعات: "لا سبيل، إلا بالهندسة الجيولوجية، لمنع ارتفاع درجات الحرارة العالمية عن 1.5 درجة مئوية". وتشير الهندسة الجيولوجية إلى تبريد الكوكب عمدا، على سبيل المثال عن طريق حقن الهباء الجوي في الغلاف الجوي – وهي ممارسة محل جدل حاد، على الصعيد العلمي والإجرائي. عتبة اللاعودة في عام 2015، اتفق مندوبو أكثر من 190 دولة في باريس على مواصلة الجهود الرامية إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، بعد أن احتجت الدول الجزرية الصغيرة على أن ارتفاع درجات الحرارة من شأنه أن يؤدي إلى غرق أراضيها تحت الأمواج المرتفعة، وهو هدف يبدو الآن بعيد المنال. وفي حين لا يوجد تعريف رسمي، فإن معظم العلماء والهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة يفهمون أن الهدف هو متوسط درجة حرارة طويل الأمد، على مدى 20 أو 30 عاما. (في عام واحد، قد ترتفع درجات الحرارة بشدة بسبب ظاهرة النينيو أو عوامل مؤقتة أخرى). ومع توقعات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الجديدة، تبددت حتى تلك الآمال الضئيلة. ووفق التحليل الجديد، من المرجح أن تتجاوز درجات الحرارة في السنوات الـ 5 المقبلة، في المتوسط، 1.5 درجة مئوية. ومع إضافة العامين الماضيين، وارتفاع درجات الحرارة المتوقع بعد عام 2030، يرجح أن عام 2027 سيكون على أول عام يتجاوز فيه متوسط درجة الحرارة هذا الحد على نحو مستدام، وفقا لما ذكره زيك هاوسفاذر. وبعد توقيع اتفاق باريس للمناخ، أعرب بعض العلماء والخبراء سرا عن قلقهم من استحالة تحقيق هدف الإبقاء على درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، نظرا لصعوبة تحويل نظام الطاقة الذي يعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري. وقال ديفيد فيكتور، أستاذ السياسات العامة بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، والذي شكك في جدوى هذا الهدف منذ ما قبل اتفاقية باريس: "هناك جمود هائل في النظام الصناعي. إنه لا يتغير بسرعة". وعلى الرغم من النمو الهائل الذي شهدته مصادر الطاقة المتجددة خلال العقد الماضي، إلا أنها لا تزال تُشكل ما يقارب ثلث مزيج الطاقة العالمي. وحتى مع تزايد استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات في الشبكة، يستهلك العالم أيضا الكهرباء أكثر من أي وقت مضى. وحسب الدراسات، سيمثل عدم تحقيق هدف البقاء عند حدود 1.5 درجة مئوية نهاية مرحلة واعدة في معركة العالم ضد تغير المناخ، وبداية فترة من عدم اليقين بشأن ما سيأتي. في الوقت نفسه، ستواجه البشرية ظواهر مناخية متطرفة متزايدة، بما فيها موجات حر قاتلة تتفاقم قوتها مع كل عُشر درجة من ارتفاع درجة الحرارة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store