
"شكرا أستاذي.. حمست أصحاب الامتحانات الرسمية"
حاورته: رزيقة أدرغال
ترك الفنان الصادق جمعاوي بصمته في الساحة الفنية، من خلال أنشودة "شكرا أستاذي"، التي كبر معها أفضل جيل من حيث المستوى العلمي... أغنية كنا نسمعها ونرددها كل صباح، ونذرف الدموع على إيقاعها ونحن نودع أساتذتنا في نهاية العام الدراسي.
"الخبر" كان لها حوار مع مؤسس الفرقة الغنائية البحارة حول سر هذه الأنشودة التي تجاوزت حدود الوطن.
حققت "شكرا أستاذي" نجاحا جماهيرا ساحقا، واستلهم منها المرشحون للبكالوريا طاقة إيجابية حمستهم لتخطي أسوار الجامعة. فما السر وراء هذه الأنشودة التربوية؟
تعود بي هذه الأغنية إلى زمن الأبيض والأسود، كنت آنذاك طالبا في المعهد البلدي للموسيقى، وبينما أنا جالس وزملائي لمشاهدة حصة حول يوميات المعلم على شاشة التلفزيون الجزائري، تأثرت بروبورتاج عن أستاذ ينام داخل الحمام، فتبلورت لدي فكرة كتابة أغنية شكرا أستاذي تمجيدا وتكريما واحتراما لجهود المعلم.
بعدها التقيت بوزير التربية محمد الشريف خروبي، رحمه الله، في ولاية غرداية واقترحت عليه عن طريق مدير التشريفات كتابة أغنية تروج للمدرسة الأساسية، فواقف بعد أسبوع تقريبا، لأنطلق في كتابة كلمات هذه الأغنية التي استلهمتها من أنبل المهن، حيث تحدثت عن المعلم، الطيار، المهندس، الضابط في الجيش والإمام.
وأذكر أنه عندما عرضتها على الوزير وطاقمه ابتسم قائلا: "لو طلبنا من المطرب المصري محمد عبد الوهاب كتابة هذه الأغنية لا أظن أنه سيوافق فيها مثل الصادق"، ليعطي الضوء الأخضر بتسجيلها الذي كان في أستوديو التلفزيون الجزائري.
حدثنا عن الأسماء المشاركة في الأغنية؟
من بين الأشخاص الذين رشحتهم لأداء الأغنية عبدو درياسة، ابن الراحل صاحب رائعة نجمة قطبية، لكن خجله الشديد يوم تسجيل الأغنية حال دون ذلك، فاستنجدت حينها بابن أختي دون أن أنسى باقي المشاركين، من بينهم التلميذة التي ظهرت في الفيديو وأنا أمسكها من إحدى يديها، وهي اليوم إطار في وزارة المالية، إضافة إلى عازف الناي حليموش الذي كان له دور كبير في فرقة البحارة، والحمد لله حققت الأغنية نجاحا باهرا، وأصبحت نشيدا للمدرسة الجزائرية.
برأيكم إلى أي مدى أعطت "شكرا أستاذي" جرعة أمل للمقبلين على الامتحانات الرسمية؟
حقيقة هذه الأغنية حفزت الكثير من الطلبة على تحقيق أكبر النجاحات، فقد كنت ألتقي في الشارع بطلبة وتلاميذ أخبروني بأن الأغنية حمستهم على نيل شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا. وأذكر أنه في آخر احتفالية بيوم الفنان التقيت بوزيرة قالت لي أن شكرا أستاذي كانت مصدر تحفيز لعدة أجيال، وما يزيدني فخرا واعتزازا وتواضعا أنني أملك درع الكمال الثقافي لكل ولاية.
هل فكرتم في كتابة أغنية مشابهة لشكرا أستاذي تتماشى والجيل الجديد من تلاميذ وأساتذة؟
للعلم، شكرا أستاذي، لم تكن أول ولا آخر أغنية تربوية، بل توجد 50 أغنية جسدت فيها الحالة النفسية للتلميذ والطفل الجزائري، هي حبيسة أدراج مكتبة الإذاعة الوطنية، وبالمناسبة أقول للمسؤولين فيها بأن برمجة أغاني الطفل غير عقلانية، فيما تخصص ساعات طويلة لأغاني هابطة.
فعلا، ألفت كتابا تحت عنوان "الاحتقار وانحراف الغرب"، توقفت فيه عند مصطلح الاحتقار، ككلمة صغيرة تولد الكراهية، ثم العنف فالدمار، وتكلمت فيه أيضا عن حقوق المرأة عند الغرب.
عندما أسست فرقة البحارة بمدينة عين طاية، من طرف موسيقيين هواة مبتدئين من المنطقة، كان أولاد الحي يطلقون علي اسم أسطورة موسيقى الريغي المغني الجامايكي بوب مارلي، رغم أني لا أشبهه ولا أقلده، وقد حافظت على هذه التسريحة لأن جمهوري أحبني وعرفني بها في "شكرا يا أستاذي"، و"جيبوها يا لولاد".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الخبر
منذ 2 أيام
- الخبر
"شكرا أستاذي.. حمست أصحاب الامتحانات الرسمية"
حاورته: رزيقة أدرغال ترك الفنان الصادق جمعاوي بصمته في الساحة الفنية، من خلال أنشودة "شكرا أستاذي"، التي كبر معها أفضل جيل من حيث المستوى العلمي... أغنية كنا نسمعها ونرددها كل صباح، ونذرف الدموع على إيقاعها ونحن نودع أساتذتنا في نهاية العام الدراسي. "الخبر" كان لها حوار مع مؤسس الفرقة الغنائية البحارة حول سر هذه الأنشودة التي تجاوزت حدود الوطن. حققت "شكرا أستاذي" نجاحا جماهيرا ساحقا، واستلهم منها المرشحون للبكالوريا طاقة إيجابية حمستهم لتخطي أسوار الجامعة. فما السر وراء هذه الأنشودة التربوية؟ تعود بي هذه الأغنية إلى زمن الأبيض والأسود، كنت آنذاك طالبا في المعهد البلدي للموسيقى، وبينما أنا جالس وزملائي لمشاهدة حصة حول يوميات المعلم على شاشة التلفزيون الجزائري، تأثرت بروبورتاج عن أستاذ ينام داخل الحمام، فتبلورت لدي فكرة كتابة أغنية شكرا أستاذي تمجيدا وتكريما واحتراما لجهود المعلم. بعدها التقيت بوزير التربية محمد الشريف خروبي، رحمه الله، في ولاية غرداية واقترحت عليه عن طريق مدير التشريفات كتابة أغنية تروج للمدرسة الأساسية، فواقف بعد أسبوع تقريبا، لأنطلق في كتابة كلمات هذه الأغنية التي استلهمتها من أنبل المهن، حيث تحدثت عن المعلم، الطيار، المهندس، الضابط في الجيش والإمام. وأذكر أنه عندما عرضتها على الوزير وطاقمه ابتسم قائلا: "لو طلبنا من المطرب المصري محمد عبد الوهاب كتابة هذه الأغنية لا أظن أنه سيوافق فيها مثل الصادق"، ليعطي الضوء الأخضر بتسجيلها الذي كان في أستوديو التلفزيون الجزائري. حدثنا عن الأسماء المشاركة في الأغنية؟ من بين الأشخاص الذين رشحتهم لأداء الأغنية عبدو درياسة، ابن الراحل صاحب رائعة نجمة قطبية، لكن خجله الشديد يوم تسجيل الأغنية حال دون ذلك، فاستنجدت حينها بابن أختي دون أن أنسى باقي المشاركين، من بينهم التلميذة التي ظهرت في الفيديو وأنا أمسكها من إحدى يديها، وهي اليوم إطار في وزارة المالية، إضافة إلى عازف الناي حليموش الذي كان له دور كبير في فرقة البحارة، والحمد لله حققت الأغنية نجاحا باهرا، وأصبحت نشيدا للمدرسة الجزائرية. برأيكم إلى أي مدى أعطت "شكرا أستاذي" جرعة أمل للمقبلين على الامتحانات الرسمية؟ حقيقة هذه الأغنية حفزت الكثير من الطلبة على تحقيق أكبر النجاحات، فقد كنت ألتقي في الشارع بطلبة وتلاميذ أخبروني بأن الأغنية حمستهم على نيل شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا. وأذكر أنه في آخر احتفالية بيوم الفنان التقيت بوزيرة قالت لي أن شكرا أستاذي كانت مصدر تحفيز لعدة أجيال، وما يزيدني فخرا واعتزازا وتواضعا أنني أملك درع الكمال الثقافي لكل ولاية. هل فكرتم في كتابة أغنية مشابهة لشكرا أستاذي تتماشى والجيل الجديد من تلاميذ وأساتذة؟ للعلم، شكرا أستاذي، لم تكن أول ولا آخر أغنية تربوية، بل توجد 50 أغنية جسدت فيها الحالة النفسية للتلميذ والطفل الجزائري، هي حبيسة أدراج مكتبة الإذاعة الوطنية، وبالمناسبة أقول للمسؤولين فيها بأن برمجة أغاني الطفل غير عقلانية، فيما تخصص ساعات طويلة لأغاني هابطة. فعلا، ألفت كتابا تحت عنوان "الاحتقار وانحراف الغرب"، توقفت فيه عند مصطلح الاحتقار، ككلمة صغيرة تولد الكراهية، ثم العنف فالدمار، وتكلمت فيه أيضا عن حقوق المرأة عند الغرب. عندما أسست فرقة البحارة بمدينة عين طاية، من طرف موسيقيين هواة مبتدئين من المنطقة، كان أولاد الحي يطلقون علي اسم أسطورة موسيقى الريغي المغني الجامايكي بوب مارلي، رغم أني لا أشبهه ولا أقلده، وقد حافظت على هذه التسريحة لأن جمهوري أحبني وعرفني بها في "شكرا يا أستاذي"، و"جيبوها يا لولاد".


حدث كم
منذ 3 أيام
- حدث كم
الممثلة المقتدرة نعيمة بوحمالة في ذمة الله
انتقلت الى جوار ربها يومه الاربعاء 28 مايو 2025، الممثلة المقتدرة نعيمة بوحمالة، أبرز الوجوه الفنية في المشهد المغربي، عن سن يناهز 77 سنة. وبهذه المناسبة الاليمة نتقدم بانحر التعازي والمواساة الى اسرتها الضغيرة، والى جميع الفنانين المغاربة واصدقاء الراحلة، راجين من العلي القدر ان يتغمد الراحلة برحمته الواسعة، ويسكنها مع النبيئين الصديقين والشهداء والصالحين، وحسن اولئك رفيقا ، ويلهم اخلها الصبر والسلوان. انا لله وانا اليه راجعون.


النهار
منذ 6 أيام
- النهار
عيب خلقي جعلني رهينة الاحزان.. كيف لي أن أحيا مثل تريباتي ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أردت اليوم أن أفتح قلبي لك سيدتي و أمام كل قراء ركن قلوب حائرة حتى ابث بين يديك ما يؤلمني وما جعل الحزن. يرتسم على ملامحي وأنا فتاة لم أتجاوز الثلاثين من عمري بعد. أجل، أنا فتاة والحمد لله أملك الأخلاق والدين والنسب والمال، لكن بي عيب في جسدي لا أريد أن أذكره. أي نعم أنا مليحة الوجه ولكنني ابتليت بعيب عضوي وراثي، لكنه أبدا لم يمنعني من الارتقاء، فلست أمدح في نفسي لأنني ناجحة على كل المستويات. أنهيت دراستي العليا، لكن بسبب تنمر الناس فضلت البقاء دون عمل. أعيش رفق والدتي المرضية أرعاها وأخدمها، كل يوم أعيش في مخيلتي أتقمص دور الفتاة المتزوجة. أحلم كيف أكون ربة أسرة وأدير شؤون عائلتي بكل محبة. لكن هذا الحلم طال تحقيقه، والسبب هو نفور الخطاب مني كلما رأوني ورأوا ذلك العيب الذي لا ذنب لي فيه. الوحيد الذي قبل بي وقبلت به تبين في الأخير أنه يريد المال فقط، وأنا أبدا لن أبيع نفسي. ولست مستعدة لأشتري زوجا يوهمني بالحب فقط لينال مني. كما أرفض الاستجابة لنداء الذئاب، لأنني ببساطة أريد من يقدرني، ومن يحبني لنفسي، فماذا أفعل وما هو ذنبي؟ أختكم ش.أروى من الشرق الجزائري. الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد: وعليكم السلام ورحمة الله، ومرحبا بك أختاه في منبر قلوب حائرة، وأتمنى في البداية قبل أن أقول أي كلمة أن يمسح الله حزن. وأن يجبر كسر قلبك جبرا يتعجب له أهل الأرض والسماء، ثم دعيني أطرح عليك هذا السؤال: مهما كان هذا العيب هل يمكن اختصار مسألة تأخر زواجك فيه..؟. فلو كان كذلك، فما سبب تأخر نصيب ملايين الفتيات من بينهن الجميلات؟، الزواج قسمة ونصيب. ومن حقك مثل أي بنت أن تحلمين به، مع التسليم بأن الزواج قد يكون مصدرا حقيقيا للسعادة. لكنه يبقى رزق من الله تعالى يسوق على قدر، وأما إن حرمنا الله من هذا الرزق فهل تنتهي الحياة ونستسلم للوحدة والفراغ والشجن؟. أكيد لا حبيبتي، فالله خلقنا لغرض عبادته، وكل ما يحصل معنا لحكمة لا يعلمها إلا هو. فلا ترهني سعادتك وبسمتك وقيمتك بالزواج.. عليك أولاً أن تحبي نفسك وجسدك كما هو، وحاولي أن تكتشفي مواطن جمالك أبرزيها أمام عينيك. فلن يتقبلك الآخرون ولن يروك جميلة إلا إذا أنت تقبلتِ نفسك ورأيتها كذلك.. غذي عقلك ومشاعرك بالجمال والحب وتأملي قول الشاعر: ولا خير في حسن الجسوم وطولها… إذا لم يزن حسن الجسوم عقول عزيزتي، اعتصمي بحبل الله فهو أول وخير عاصم، وهوني على نفسك، ولا تبقي حبيسة أفكار سلبية لن تسمن ولن تغني من جوع، لا تغلقي على أحزانك في سلة عقلك،