logo
صدمة ترامب والشرع... هل تعيد الإخوان في مصر إلى سباق السلطة؟

صدمة ترامب والشرع... هل تعيد الإخوان في مصر إلى سباق السلطة؟

النهارمنذ 3 ساعات

أعاد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في السعودية، خلط أوراق المشهد السياسي في المنطقة، وأشعل من جديد أحلام تيارات الإسلام السياسي، وفي طليعتها جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر. فبين بيان غامض عن حلّ الجماعة وتجميد عملها السياسي ونقاشات خفية في أروقة التنظيم، بدأت مؤشرات تُقرأ على أنها محاولة لاقتناص لحظة دولية مربكة تعيد الجماعة إلى السلطة.
وكان ترامب قد أثنى على الرئيس السوري خلال جولته الخليجية، كما وصف ماضيه بأنه "قوي". وقد أثار هذا الوصف تحديداً سجالات حادّة، لا سيما أن ماضي الشرع، المعروف سابقاً بـ"أبو محمد الجولاني"، مرتبط بأخطر التنظيمات الإرهابية في العالم؛ فبعدما قاتل في صفوف "داعش"، تركها لتأسيس "جبهة النصرة" بدعم من "القاعدة"، قبل أن تتحوّل لاحقاً إلى "هيئة تحرير الشام" التي قادت هجوم إسقط نظام بشار الأسد في أيلول / سبتمبر الماضي ثم سيطرت على الحكم في دمشق.
شهية مفتوحة
يرى الدكتور عمرو عبد المنعم، الباحث الأكاديمي المتخصص في حركات الإسلام السياسي، أن "شهية بعض تيارات الإسلام السياسي انفتحت بالفعل من جديد للوصول إلى السلطة".
ويقول لـ"النهار" إنّ البيان المنسوب لـ"الإخوان" يمثل أحد المؤشرات إلى هذا الانفتاح، وهو محاولة لجسّ نبض النظام الحاكم في مصر من قِبل ما يُعرف بـ"جناح لندن"، أحد أجنحة "الإخوان" في الخارج، التي أجرت مراجعات وتسعى للعودة إلى المشهد السياسي المحلي.
ويضيف: "البيان صدر عن أحد كوادر جناح لندن المعروف باسم أحمد مالك، وأعتقد أن الهدف منه هو اختبار مدى استعداد السلطة في مصر لتقبّل عودة عناصر الجماعة، باعتبارهم شخصيات وطنية يمكن التعامل معهم كمواطنين عاديين".
من جهته، يؤكد الباحث الإيطالي المتخصص في الجماعات المتطرفة في أوروبا جيوفاني جياكالوني، لـ"النهار"، وجود "خطر من أن تبدأ جماعة الإخوان أنشطة جديدة في شمال أفريقيا، وخصوصاً في مصر، حيث تنتمي تاريخياً ولها جذور عميقة".
أما المحللة السياسية الأميركية إيرينا تسوكرمان، فترى أن "احتضان ترامب لأحمد الشرع أحدث هزّات تتجاوز حدود سوريا. الإسلاميون من القاهرة إلى إسطنبول رأوا في ذلك فرصة، وقد فسّر الإخوان تصريحات ترامب كمؤشر إلى أن الإسلام السياسي بات مقبولاً مجدداً في واشنطن".
وتضيف: "إشادة ترامب بدور الشرع في تحقيق الاستقرار لا تمثل تحولاً صريحاً في موقف الجمهوريين، الذين يتسمون تقليدياً بالتشكيك في حكم الإسلاميين. وعلى عكس إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، التي أبدت اهتماماً أيديولوجياً بالإسلام السياسي كمحرّك للديموقراطية، فإن الترامبية تفتقر لأي عقيدة فكرية واضحة، إذ لا تتعامل مع الأفكار، بل مع موازين النفوذ".
كذلك، تشير إلى "اختراق بعض العناصر الموالية للجماعة" الإدارة الأميركية الجديدة، بالإضافة إلى تنامي نفوذ بعض الكيانات المرتبطة بـ"الإخوان" في الولايات المتحدة، وعلى رأسها "كير".
النفوذ كشرط
من جانبه، يقول الباحث في شؤون الأمن الإقليمي مصطفى كمال إن "القراءة الدقيقة للتطورات الأخيرة تُظهر أنها لا تصب في مصلحة الإسلام السياسي، بل تعكس توجهاً متزايداً نحو تعزيز نموذج الاستبداد الوظيفي، الذي يقدّم الأمن والاستقرار كشرط أساسي للشراكة الدولية، حتى لو كان ذلك على حساب التعددية أو الديموقراطية".
ويضيف: "ترامب، الذي حاول في السابق تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، لا يُقدّمهم اليوم كشريك محتمل، بل يوظّف لقاءه مع الشرع في سياقين متوازيين: داخلياً، لتعزيز صورته كرجل صفقات قادر على إعادة تشكيل التحالفات؛ وخارجياً، للتأكيد على أن واشنطن الجديدة لا ترى بأساً في التحالف مع الأنظمة السلطوية، طالما أنها تخدم مصالحها الاستراتيجية".
ويتابع: "الحديث عن آمال جديدة دبت في أوصال تيارات الإسلام السياسي نتيجة هذا اللقاء، قراءة تتجاهل عمق التحولات التي مرّت بها المنطقة منذ عام 2013. فالإخوان اليوم يعانون من تراجع تنظيمي حاد، وصراع داخلي مرير بين جبهات متناحرة، وغياب شبه كامل للفاعلية السياسية أو المجتمعية، سواء داخل مصر أو في المهجر. كما أن خطابهم السياسي فقد جاذبيته، والمظلّة الأيديولوجية التي كانت تحشد الشباب باتت محلّ تساؤل ونقد علني من داخل قواعدهم السابقة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"أكسيوس" تكشف تفاصيل استعدادات "الضربة الإسرائيلية على إيران"
"أكسيوس" تكشف تفاصيل استعدادات "الضربة الإسرائيلية على إيران"

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

"أكسيوس" تكشف تفاصيل استعدادات "الضربة الإسرائيلية على إيران"

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تُجري "إسرائيل" إستعدادات لتوجيه ضربة سريعة لمنشآت إيران النووية إذا انهارت المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، وفقًا لما أفاد به مصدران "إسرائيليان" مطّلعان لموقع "أكسيوس". وقال المصدران إن الاستخبارات "الإسرائيلية" بدلت اعتقادها بأن التوصل لاتفاق نووي بات وشيكًا إلى الاعتقاد بأن المحادثات على وشك الانهيار. وأشار أحد المصدرين إلى أن الجيش "الإسرائيلي" يعتقد أن "نافذة الفرصة" لتنفيذ ضربة ناجحة قد تُغلق قريبًا، لذا إذا فشلت المفاوضات، سيتعيّن على "إسرائيل" التحرك بسرعة، فيما رفض المصدر الإفصاح عن سبب اعتقاد الجيش بأن فعالية الضربة ستقل لاحقًا. وأكد المصدران تقريرًا سابقًا لشبكة "سي إن إن" الأميركية مفاده بأن الجيش "الإسرائيلي" يُجري تدريبات واستعدادات لشن ضربة محتملة في إيران. وقال أحدهما إنه "تم إجراء الكثير من التدريبات، والجيش الأميركي يراقب كل شيء ويدرك أن إسرائيل تستعد". وأضاف مصدر "إسرائيلي" آخر إن "بنيامين نتنياهو ينتظر انهيار المحادثات النووية ولحظة خيبة أمل ترامب من المفاوضات، حتى يكون منفتحًا لإعطاء الضوء الأخضر". وأفاد مسؤول أميركي لـ "أكسيوس" بأن إدارة ترامب قلقة من احتمال أن يُقدِم نتنياهو على تنفيذ الضربة دون الحصول على موافقة مسبقة من الرئيس ترامب. وأفاد مسؤول "إسرائيلي" بأن نتنياهو عقد هذا الأسبوع اجتماعًا حساسًا مع مجموعة من كبار الوزراء ومسؤولي الأمن والاستخبارات، لمناقشة حالة المحادثات النووية. على الجانب الآخر، من المقرر أن تبدأ الجولة الخامسة من المحادثات النووية الأميركية الإيرانية يوم الجمعة في روما.

رسائل ترامب الشرق أوسطية..
رسائل ترامب الشرق أوسطية..

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

رسائل ترامب الشرق أوسطية..

لم تكن جولة ترامب الخليجية كسابقتها التي جرت في عام 2017، وخصوصاً في ما يتعلق بالمصالح والتوجهات الاستراتيجية للولايات المتحدة التي يبدو أنها تغيّرت، وبشكل كبير. ففي عام 2017، كان الهدف الأساسي هو حشد التأييد حول ما يسمّى "محاربة الإرهاب"، في حين كان العنوان الأبرز لهذه الزيارة هو استعادة منطقة الشرق الأوسط التي كانت تاريخياً منطقة نفوذ أميركي، أدى تراجع اهتمام الديمقراطيين بها (أوباما وترامب)، إلى مزيد من الحضور الروسي والصيني فيها. غياب "إسرائيل" عن جدول أعمال الزيارة، زاد من التكهنات حول ما يسمّى بخلاف أميركي-إسرائيلي، وحاول الإعلام العربي جاهداً تضخيم ذلك، لتبرير ما حصل عليه ترامب من مكاسب خلال تلك الجولة. شملت الجولة زيارة قطر، بعد أن تجاهلها في عام 2017، لعدم إزعاج الدول الخليجية التي كانت تحاول فرض طوق من العزلة على قطر آنذاك. السمة الأبرز لهذه الجولة كانت الاستماع إلى المطالب العربية، وخصوصاً في ما يتعلق برفع العقوبات عن سوريا، والرغبة في إيجاد تسوية للملف النووي الإيراني، بعيداً من خيارات المواجهة التي تسعى "إسرائيل" إلى تحقيقها. ركزت جولة ترامب على الاقتصاد والسعي لتوظيف السياسة في خدمته، ولم يعد الاهتمام بالجغرافيا السياسية هو المحدد الأول للسياسة الأميركية في المنطقة. التركيز على الاقتصاد عائد لما يعانيه الاقتصاد الأميركي من مؤشرات سلبية دفعت ترامب إلى إعلان حربه التجارية على الصين وبقية دول العالم، أملاً منه في تحسين الواقع الاقتصادي ما أمكن. دول الخليج ترى في الولايات المتحدة شريكاً يمكن الوثوق به، وخصوصاً لجهة حمايتها من الأطماع الخارجية، فهي دول صغيرة تعاني حالة من "الانكشاف الاستراتيجي"، تجعلها غير قادرة على حماية نفسها، كما حدث مع الكويت في عام 1990. التوقيع على تلك الاتفاقيات كان بمنزلة تأكيد استمرار مظلة الحماية الأميركية، والسعي لتأمين تنمية اقتصادية لعصر ما بعد النفط. فجرى الانتقال من الاهتمام بالبنى الأساسية التقليدية إلى البنية التكنولوجية، ولا سيما ما يتعلق بقضايا الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وتأمين الرقائق الإلكترونية المتطورة التي تحتاجها تلك الدول. صحيح أن المشهد بدا وكأنه "لحظة أميركية"، لكن "إسرائيل" كانت حاضرة، ومحدّداً رئيسياً حاكماً للعلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من الدول العربية. تسعى المملكة العربية السعودية لتقديم نفسها كقائد للنظام الرسمي العربي، لما تمتلكه من مقومات اقتصادية، وما تتمتع به من علاقات مع غالبية دول العالم، إضافة إلى مكانتها الدينية باعتبارها قبلة العالم الإسلامي. في عام 2009، اختار أوباما جامعة القاهرة ليلقي خطابه الموجّه إلى المنطقة، نظراً لما تتمتع به مصر من مكانة باعتبارها تشكل قلب العالم العربي، وكان يريد تبريد الصراع مع الدول الإسلامية، بعد الحروب التي شنّها الرئيس بوش الابن كردّ فعل على أحداث 11 سبتمبر 2001. وفي عام 2022، كانت القمة العربية-الصينية في الرياض، والتي استطاعت من خلالها السعودية إرسال رسائل سياسية إلى الولايات المتحدة الأميركية قوامها أن هناك بدائل وأصدقاء يمكن للمملكة التعامل معهم، فيما لو أصرت إدارة بايدن على القطيعة بين الجانبين. حديث ترامب عن حبه للمملكة العربية السعودية وللأمير محمد بن سلمان ليس سوى تجديد للحب الذي بدأ بين البلدين في عام 1945، حين التقى الرئيس روزفلت الملك عبد العزيز آل سعود في يوم عيد الحب (14 شباط/ فيراير)، على متن مدمّرة أميركية في البحيرات المرة بقناة السويس. كان روزفلت يخشى حينها أن يسيطر حلفاؤه الإنكليز على نفط المملكة، كما فعلوا من قبل مع كل من إيران والعراق والكويت، لكن الملك طمأنه أن نفط المملكة لن يكون إلا للولايات المتحدة الأميركية. 21 أيار 09:16 20 أيار 09:26 اليوم، التاريخ يعيد نفسه، والولايات المتحدة تسعى لتأمين نفط المملكة، فإن لم تعد بحاجة إليه كمصدر للطاقة، لكنها بكل تأكيد تحتاجه دعماً للدولار الذي لا يباع كثيراً من النفط إلا به. أما قطر فقد أعلن الرئيس بايدن في عام 2022 اعتبارها حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة من خارج حلف "الناتو"، ما يؤكد أهمية العلاقات بين البلدين. كما إن الولايات المتحدة بحاجة إلى الاستثمار في علاقات قطر المتطورة مع الجماعات الإسلامية والمنظمات الجهادية المنتشرة في جميع أنحاء العالم، والتي مكنت قطر من لعب الكثير من أدوار الوساطة بين الجانبين. وتعد قاعدة العديد في قطر أكبر قاعدة جوية أميركية في الخارج، وقد استخدمتها الولايات المتحدة في عام 2003 في حربها ضد العراق، بعد أن رفضت تركيا السماح باستخدام القواعد الموجودة على أراضيها. أما الإمارات العربية المتحدة، فتشهد نهضة تنموية كبيرة، ويبدو أن الحرب التجارية التي أعلنها ترامب ضد الصين وباقي دول العالم أدت إلى هجرة عدد كبير من الشركات إلى الإمارات، لذا فإن الإمارات ترغب في شراء كل ما يمكن للولايات المتحدة بيعه من الشرائح الإلكترونية المتطورة. كثرت النقاشات حول من يقود الآخر، "إسرائيل" أم الولايات المتحدة الأميركية. ويبدو أن الإجابة تتعلق بشخص الرئيس الجالس في البيت الأبيض، ومدى قدرته على مواجهة التأثير الصهيوني على القرار الأميركي. شهدت إدارة بايدن حالة من "التفلت" الإسرائيلي وعدم الاستماع للنصائح الأميركية، وصلت إلى درجة عدم الانصياع للمطالب الأميركية، وخصوصاً ما يتعلق منها بوقف الحرب في غزة، والحديث عن اليوم التالي. حاول ترامب كسر هذه القاعدة فأسمع نتنياهو ما لا يطيق سماعه خلال الاجتماع به في البيت الأبيض، ولا سيما ما يتعلق بالإعلان عن استئناف المفاوضات مع طهران حول برنامجها النووي، والاعتراف بالدور التركي في سوريا، حيث دعا نتنياهو إلى ضرورة التنسيق مع أنقرة في ما يتعلق بالملف السوري. استبعاد "إسرائيل" من جولة ترامب في المنطقة لا يعني تخلي الولايات المتحدة، فأمن "إسرائيل" هو التزام أميركي أولاً، وغربي ثانياً، بغض النظر عن حزب الرئيس، سواءً أكان جمهورياً أم ديمقراطياً. كانت "إسرائيل" حاضرة خصوصاً في ما يتعلق بموضوع السلام الإبراهيمي، ودعوة كل من السعودية وسوريا إلى التوقيع على تلك الاتفاقيات، لكنه لم يعد شرطاً ومطلباً تسعى الولايات المتحدة لتحقيقه بسرعة كما كان في عام 2017. في الماضي، جرى الاشتراط على السعودية أن تذهب في هذه الاتفاقيات مقابل دعمها في الحصول على برنامجها النووي، لكن الأمر بات اليوم متروكاً لرغبتها في تحقيق ذلك. أما بالنسبة إلى سوريا، فلم يتم تحديد جدول زمني لذلك، وكان المهم هو إعلان الحكومة السورية رغبتها في توقيع اتفاق للسلام مع "إسرائيل"، وأن الأمر بات متروكاً إلى حين اكتمال الظروف الموضوعية المناسبة لذلك. لقد سعى ترامب إلى عدم السماح لـ"إسرائيل" بالتأثير على مصالح الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، قابله استياء إسرائيلي "صامت"، تحدثت عنه وسائل الإعلام الصهيونية. لم يعد الحديث عن مواجهة إيران أمراً محتملاً على المدى المنظور على أقل تقدير، لأسباب كثيرة أهمها أن أي مواجهة، إذا ما وقعت، ستطال جميع دول المنطقة، وبالتالي لا مجال هنا للحديث عن التنمية التي تحتاج إلى الاستقرار أولاً وقبل كل شيء. انفتاح طهران ورغبتها في إيجاد تسوية لملفها النووي أمر يمكن البناء عليه، وفقاً لرؤية العديد من الدول العربية، وفي مقدمتها قطر والمملكة العربية السعودية. استخدام القوة العسكرية ضد طهران أمر غير مرغوب به إلا من قبل نتنياهو، ومن المستبعد أن تلجأ "إسرائيل" إلى مثل هذا العمل بشكل منفرد. المقارنة بين مفاعل إيران والمفاعل النووي العراقي أمر غير صحيح، فإيران تمتلك اليورانيوم وتعمل على تخصيبه، وقد قطعت أشواطاً في هذا المجال. بينما كان المفاعل النووي العراقي مجرد مبنى جرى استهدافه قبل أن يباشر العمل. التسوية في المنطقة تصب في مصلحة الجميع، ولا يمكن الحديث عن التنمية والاستقرار فيها، من دون الأخذ في الاعتبار الحفاظ على أمن جميع الدول واستقرارها. ما قاله ترامب عن إيران يعدّ كلاماً إيجابياً، خصوصاً أن طهران عرضت على الولايات المتحدة استثمارات تقدر بـ 4 تريليون دولار، كما أشار، وبشكل واضح، إلى مساعي الأمير تميم لدعم التوصل إلى اتفاق مع طهران. مساعي الإعلام العربي لتصوير ترامب كرجل سلام يسعى لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة أمر مبالغ فيه، الهدف منه حرف الأنظار عن الغنائم التي حصل عليها خلال جولته في المنطقة.

انتقادات أميركية لعرض عسكري ضخم في واشنطن يتزامن مع عيد ميلاد ترامب
انتقادات أميركية لعرض عسكري ضخم في واشنطن يتزامن مع عيد ميلاد ترامب

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

انتقادات أميركية لعرض عسكري ضخم في واشنطن يتزامن مع عيد ميلاد ترامب

أعلن الجيش الأميركي، أمس الأربعاء، أنّه سيقيم في واشنطن في 14 حزيران/يونيو المقبل، عرضاً عسكرياً ضخماً بمناسبة مرور 250 عاماً على تأسيسه، في حدث سيتزامن أيضاً مع احتفال الرئيس دونالد ترامب بعيد ميلاده الـ79، وستشارك عشرات الدبابات والمدرعات والمروحيات القتالية في هذا العرض العسكري النادر في العاصمة الأميركية. وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي ستيف وارن، إنّ العرض ستشارك فيه 28 دبابة من طراز (أبرامز إم1 إيه1)، و28 مركبة قتالية مدرّعة من طراز (برادلي)، بالإضافة إلى 50 طائرة هليكوبتر قتالية. وتُقدّر التكلفة الإجمالية لهذا الاستعراض العسكري، بما في ذلك عرض ضخم بالألعاب النارية، بنحو 45 مليون دولار. وأوضح المتحدث أنّ الهدف من تنظيم هذا العرض هو "سرد قصة الجيش الأميركي عبر التاريخ"، مضيفاً أنّ السرد "سيبدأ بحرب الاستقلال ثم سيستعرض النزاعات الكبرى، وصولاً إلى اليوم". في المقابل، دعا معارضون لهذه الفعالية إلى تنظيم تظاهرة مضادّة، معتبرين إياها مظهراً "يليق بنظام استبدادي". اليوم 08:57 اليوم 08:11 وأعربت مورييل باوزر، رئيسة بلدية واشنطن عن قلقها بشأن العرض العسكري، معتبرة أنّ تجوّل الدبابات والمدرعات في شوارع العاصمة "لن يكون أمراً جيّداً". وقالت باوزر أنه "إذا استخدُمت دبّابات عسكرية قتالية، فيجب أيضاً أن نحصل على ملايين الدولارات لإصلاح الطرق". لكنّ الجيش أكّد أنّه سيحمي الطرقات بألواح معدنية وأنّه سيتحمّل مسؤولية أيّ ضرر. وفي نهاية العرض العسكري، سيقدّم مظليون في الجيش إلى ترامب، القائد الأعلى للقوات المسلحة، العلم الأميركي. وخلال فترة ولايته الأولى، ثمّن ترامب عالياً ما تضمّنه العرض العسكري الذي جرى في باريس بمناسبة العيد الوطني الفرنسي في 14 تموز/يوليو 2017 والذي دعاه إليه يومها نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. ويُذكر أن آخر عرض عسكري كبير في الولايات المتحدة أقيم في 1991، وذلك في العاصمة واشنطن أيضاً للاحتفال بانتهاء حرب الخليج. وفي منتصف أيلول/سبتمبر 2024، أكدت وكالة "بلومبرغ" الأميركية أنّ الجيش الأميركي، وعلى الرغم من إنفاق تريليون دولار عليه سنوياً، "لا يزال متخلفاً عن الركب"، إذ "تكافح وزارة الدفاع في الولايات المتحدة لتحديث السفن والغواصات والأسلحة النووية، بينما روسيا والصين هما على أهبة الاستعداد للحرب". ويُضاف إلى ما أوردته "بلومبرغ"، تحذير صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية من غياب استعداد الجيش الأميركي لـ"انتشار الأسلحة المستقلة المدعومة بالذكاء الاصطناعي عالمياً"، إذ يقف العالم اليوم على أعتاب ثورة أكثر تأثيراً في الشؤون العسكرية، على حدّ توصيفها. كذلك أكدت دراسة في مجلة "فوكس نيوز" الأميركية أنّ"الجيش الأميركي ضعيف ويواجه خطر عدم القدرة على الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة الحيوية في جميع أنحاء العالم".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store