logo
هل السلاح شرٌّ لا بدَّ منهُ؟

هل السلاح شرٌّ لا بدَّ منهُ؟

الجمهوريةمنذ يوم واحد

نَزْعُ السلاح، تسليمُ السلاح، دمْجُ السلاح، وجودُ السلاح... ليست هنا المشكلة.
السلاحُ: ليس آلةً متحّركةً بذاتها، وليس رجُلاً آلياً، أوْ ترسانةً تخوض الحرب بواسطة الذكاء الإصطناعي والفانوس السحري.
السلاحُ بحدِّ ذاتهِ بريءٌ من دمِ الصدّيقين الذين تساقطوا ويتساقطون كالطيور المذبوحة، كلّما شاء الهنودُ الحمر أنْ يمارسوا لعبة الرقص حول مهرجان النار.
الذنبُ ليس ذنبَ البندقية التي تلفظُ النار، بلْ هو ذنبُ الإصبع التي تضغطُ على الزناد.
عندما تتجيَّشُ النفوس بجنون العظَمةِ وشهوةِ السيطرة بالعنف، فلا تعود أداةُ الحرب محصورةً بالسلاح، بل تصبح الغريزةُ سلاحاً، والعصبيّة سلاحاً والإيديولوجية سلاحاً، والأحزابُ سلاحاً، والدين سلاحاً.
يقول وزير الخارجية الأميركي في عهد إيزنهاور «جون فوستر دالاس»: «إنّ الدين هو السلاح الأكثر فعالية في العالم الثالث...».
لبنان، ليس دولةً محاربة، الدولة التي تصنعها الحرب تصبح دولةً للحرب، وغـرَضُ السلاح في لبنان هو غرَضٌ دفاعي لا هجومي، يقتصر على الدفاع عن النفس، والدفاع عن النفس هو غرَضُ الحرب في الإسلام: «قاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا... (1)».
تجنّدنا للحرب وحدنا دفاعاً عن القضيّة الفلسطينية، كمثل ما قام الضابط الفرنسي «المركيز دي لافاييت» على رأس قوة عسكرية لمساندة أميركا في حرب استقلالها ضدّ الإنكليز سنة 1777، فكان ما أنفقَتْهُ فرنسا من كِلْفةِ الحرب لمساعدة أميركا، أنْ أدّى إلى اندلاع ثورةٍ في داخلها.
حمَلَ لبنانُ السلاح دفاعاً عن قضية العرب الأولى، وراح معها يَطوف في الأرض كأنّه مخوَّلٌ للدفاع عن قضايا الأمم، فيما كان الأردن يوقّع اتفاق «وادي العرَبة» للسلام مع إسرائيل سنة 1994.
وكانت معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية مع إسرائيل سنة 1979.
وسبقتها إتفاقية «فضّ الإشتباك»، بين سوريا وإسرائيل سنة 1974.
وهناك مَن التَحَقَ بالركْبِ الذي اعتبروه من المعاصي ولم يستتروا.
أما، وقد أدّينا قسطنا للعُلى في «إسناد غزة»، وأدّتْ هي أيضاً قسطها للعلى، فلا بُدّ للسيف من أن يعتصم في الغِمْدِ، إلّا من أجل إسناد لبنان... ومثلما يكون السلاح أداةً للحرب يمكن أن يكون السلاح أيضاً آليَّـةً للحلّ.
عندما تنحرف مهمّـة السلاح عن الهدف الطبيعي ترتدُّ حرباً على الذات، هكذا قام هتلر بقصف منزل إبن أخيه «ليفربول» فانضمّ إبنُ أخيه إلى البحرية الأميركية لمحاربته.
وعندما ينخرط السلاح في مشروع خارجي، يناهض سلاح الدولة في الداخل يرتدُّ السلاح الداخلي حرباً ضدّ الذات.
الإمام موسى الصدر إعتصم صائماً في الكنيسة، منتفضاً «ضدّ السلاح الداخلي الذي يستعمله المواطن بصورة وحشية ضدَّ مواطنيه، ودعا إلى الصيام عن العنف وعن الأسلحة التي تعرّض المواطن والأمة للإنفجار (2)...».
تعالوا، لنصلّي مع الإمام الصدر، ونصوم عن العنف المسلّح الذي يعرّض الأمـة للإنفجار حتى لا نقول مع الشاعر:
صلّى وصامَ لأمرٍ كان يطلبُه فلما انقضى الأمرُ لا صلَّى ولا صاما.
1 - سورة البقرة: 190.
2 - مجلة الحوادث: 11/7/1975.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مأزق جديد لـ"حركة النهضة" في تونس بعد قرار فرنسا مواجهة "الأخوان المسلمين"
مأزق جديد لـ"حركة النهضة" في تونس بعد قرار فرنسا مواجهة "الأخوان المسلمين"

النهار

timeمنذ يوم واحد

  • النهار

مأزق جديد لـ"حركة النهضة" في تونس بعد قرار فرنسا مواجهة "الأخوان المسلمين"

في وقت يعيش فيه إسلاميو تونس واحدة من أحلك فترات وجودهم، قد تأتي القرارات الفرنسية المرتقبة ضد التنظيمات الأخوانية كـ"الملح على الجرح"، لتزيد من عزلة "حركة النهضة الإسلامية" وتعمّق أزمتها. فقد أعلنت فرنسا، قبل أيام، ما وصفه البعض بـ"الحرب على جماعة الأخوان المسلمين"، عبر تقرير رسمي حذّر من تغلغل الجماعة في مفاصل الدولة، مشيراً إلى خطورة ذلك على النمط المجتمعي الفرنسي. ويرى التقرير أن تراجع نفوذ التنظيمات السياسية المرتبطة بـ"الأخوان المسلمين" في شمال أفريقيا، والقيود المفروضة عليها في دول المشرق، وتصنيفها كتنظيمات إرهابية في بعض البلدان، دفعها إلى تركيز جهودها على عدد من الدول الأوروبية. وبحسب صحيفة "لوفيغارو"، فإن وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو أكد أن الأجهزة الاستخباراتية والأمنية ستكون في طليعة المواجهة ضد تغلغل "الأخوان المسلمين". تراجع النفوذ ويشير التقرير الفرنسي إلى انحسار نفوذ "حركة النهضة" في تونس خلال السنوات الأخيرة، وإلى تقلّص تأثير "الأخوان" في شمال أفريقيا بعد اتساع نفوذهم خلال مرحلة الربيع العربي. ومع ذلك، يشدد على استمرار وجودهم من خلال شبكات دولية وإقليمية، خاصة تلك التي لها صلات بتركيا وقطر. وفي أعقاب أحداث عام 2021، تراجعت مكانة "حركة النهضة" في تونس، إذ تمت ملاحقة أبرز قيادات الصفين الأول والثاني بتهم تتعلق بالإرهاب وتبييض الأموال، كما أُغلقت مقراتها ومُنع تنظيم تجمعاتها، في وقت تعالت فيه الدعوات لحظرها بالكامل. ملاذ آمن وترتبط "حركة النهضة" بعدد من الشبكات والتنظيمات الدولية التي قدمت لها دعماً مادياً وسياسياً. كما كانت فرنسا، إلى جانب دول أوروبية أخرى، ملاذاً تاريخياً لقياداتها. وتحتفظ الحركة بحضور ملموس في فرنسا، من خلال فرعها النشط، أو عبر قياداتها حاملة الجنسية الفرنسية أو المقيمة هناك، إضافة إلى من لجأوا إلى هذا البلد الأوروبي بعد أحداث 25 تموز/يوليو 2021. كذلك، تؤثر الحركة في أوساط الجالية التونسية بفرنسا، وهي الأكبر بين الجاليات التونسية في الخارج، سواء من خلال تنظيم المؤتمرات واللقاءات أو عبر توظيف وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع أنصارها. يقول أستاذ العلوم الجيوسياسية في الجامعة التونسية رافع طبيب، لـ"النهار"، إن فرنسا كانت تاريخياً "ملاذاً آمناً لأخوان تونس ولكل من يدور في فلكهم من أحزاب وجمعيات وأفراد". ويذكّر بموقف باريس عقب أحداث 2021، حين أبدت دعماً لـ"حركة النهضة"، لافتاً إلى أن "الحركة كانت تراهن على إعادة بناء قاعدتها انطلاقاً من فرنسا". ويؤكد طبيب أن باريس دعمت الحركة سياسياً منذ عام 2011، قائلاً: "النهضة حولت فرنسا وساستها إلى لاعب في معادلة الحكم في تونس، بعدما فتحت أمامها باب التدخل في الشأن الداخلي". ويرى مراقبون أن الخطاب الفرنسي والأوروبي المتشدد قد يُستخدم من قبل خصوم الإسلاميين في تونس كذريعة لمزيد من الضغط عليهم والدفع نحو حظر أنشطتهم، خصوصاً في ضوء التغيرات السياسية التي أعقبت 25 تموز/يوليو 2021. ويعتقد طبيب أن "رفع باريس غطاءها السياسي عن الإسلاميين، الذين كانت توفر لهم الحصانة، سيزيد من عزلتهم محلياً، مشيراً إلى أن هذه الانعطافة دليل على أن دورهم انتهى". شرايين التمويل ومع تصاعد التنسيق الأوروبي لمواجهة الإسلام السياسي، قد تجد الحركات الإسلامية التونسية صعوبة متزايدة في التحرك أو التواصل مع شبكات الدعم الخارجية. وفي ظل الاتهامات الموجهة للإسلاميين في تونس بتلقي تمويلات أجنبية والتآمر على أمن الدولة، من المرجّح أن تؤدي القرارات الفرنسية المرتقبة إلى حرمان "حركة النهضة" من أحد أهم أسلحتها. ويشدّد طبيب على أن فرنسا لم تكن فقط قاعدة للعمل الجماهيري، بل كانت أيضاً منطقة لتجميع الأموال التي استُثمرت في ما يُعرف بـ"اقتصاد الظل". ويضيف أن "النهضة، كغيرها من الحركات الأخوانية، تعتمد على المال لكسب الولاءات"، محذراً من أن "سن قوانين جديدة في فرنسا تُضيّق مصادر التمويل أو تفرض قيوداً على الجمعيات والشخصيات المرتبطة بالأخوان قد يقطع عنها شرايين التمويل، ما سيفقدها نفوذها وقدرتها على الاستقطاب أو شراء الذمم".

هل السلاح شرٌّ لا بدَّ منهُ؟
هل السلاح شرٌّ لا بدَّ منهُ؟

الجمهورية

timeمنذ يوم واحد

  • الجمهورية

هل السلاح شرٌّ لا بدَّ منهُ؟

نَزْعُ السلاح، تسليمُ السلاح، دمْجُ السلاح، وجودُ السلاح... ليست هنا المشكلة. السلاحُ: ليس آلةً متحّركةً بذاتها، وليس رجُلاً آلياً، أوْ ترسانةً تخوض الحرب بواسطة الذكاء الإصطناعي والفانوس السحري. السلاحُ بحدِّ ذاتهِ بريءٌ من دمِ الصدّيقين الذين تساقطوا ويتساقطون كالطيور المذبوحة، كلّما شاء الهنودُ الحمر أنْ يمارسوا لعبة الرقص حول مهرجان النار. الذنبُ ليس ذنبَ البندقية التي تلفظُ النار، بلْ هو ذنبُ الإصبع التي تضغطُ على الزناد. عندما تتجيَّشُ النفوس بجنون العظَمةِ وشهوةِ السيطرة بالعنف، فلا تعود أداةُ الحرب محصورةً بالسلاح، بل تصبح الغريزةُ سلاحاً، والعصبيّة سلاحاً والإيديولوجية سلاحاً، والأحزابُ سلاحاً، والدين سلاحاً. يقول وزير الخارجية الأميركي في عهد إيزنهاور «جون فوستر دالاس»: «إنّ الدين هو السلاح الأكثر فعالية في العالم الثالث...». لبنان، ليس دولةً محاربة، الدولة التي تصنعها الحرب تصبح دولةً للحرب، وغـرَضُ السلاح في لبنان هو غرَضٌ دفاعي لا هجومي، يقتصر على الدفاع عن النفس، والدفاع عن النفس هو غرَضُ الحرب في الإسلام: «قاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا... (1)». تجنّدنا للحرب وحدنا دفاعاً عن القضيّة الفلسطينية، كمثل ما قام الضابط الفرنسي «المركيز دي لافاييت» على رأس قوة عسكرية لمساندة أميركا في حرب استقلالها ضدّ الإنكليز سنة 1777، فكان ما أنفقَتْهُ فرنسا من كِلْفةِ الحرب لمساعدة أميركا، أنْ أدّى إلى اندلاع ثورةٍ في داخلها. حمَلَ لبنانُ السلاح دفاعاً عن قضية العرب الأولى، وراح معها يَطوف في الأرض كأنّه مخوَّلٌ للدفاع عن قضايا الأمم، فيما كان الأردن يوقّع اتفاق «وادي العرَبة» للسلام مع إسرائيل سنة 1994. وكانت معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية مع إسرائيل سنة 1979. وسبقتها إتفاقية «فضّ الإشتباك»، بين سوريا وإسرائيل سنة 1974. وهناك مَن التَحَقَ بالركْبِ الذي اعتبروه من المعاصي ولم يستتروا. أما، وقد أدّينا قسطنا للعُلى في «إسناد غزة»، وأدّتْ هي أيضاً قسطها للعلى، فلا بُدّ للسيف من أن يعتصم في الغِمْدِ، إلّا من أجل إسناد لبنان... ومثلما يكون السلاح أداةً للحرب يمكن أن يكون السلاح أيضاً آليَّـةً للحلّ. عندما تنحرف مهمّـة السلاح عن الهدف الطبيعي ترتدُّ حرباً على الذات، هكذا قام هتلر بقصف منزل إبن أخيه «ليفربول» فانضمّ إبنُ أخيه إلى البحرية الأميركية لمحاربته. وعندما ينخرط السلاح في مشروع خارجي، يناهض سلاح الدولة في الداخل يرتدُّ السلاح الداخلي حرباً ضدّ الذات. الإمام موسى الصدر إعتصم صائماً في الكنيسة، منتفضاً «ضدّ السلاح الداخلي الذي يستعمله المواطن بصورة وحشية ضدَّ مواطنيه، ودعا إلى الصيام عن العنف وعن الأسلحة التي تعرّض المواطن والأمة للإنفجار (2)...». تعالوا، لنصلّي مع الإمام الصدر، ونصوم عن العنف المسلّح الذي يعرّض الأمـة للإنفجار حتى لا نقول مع الشاعر: صلّى وصامَ لأمرٍ كان يطلبُه فلما انقضى الأمرُ لا صلَّى ولا صاما. 1 - سورة البقرة: 190. 2 - مجلة الحوادث: 11/7/1975.

بالوكجي:  المطلوب اليوم الإسراع في نزع السلاح من الجنوب بالتزامن مع بدء عملية إعادة الإعمار وإلا
بالوكجي:  المطلوب اليوم الإسراع في نزع السلاح من الجنوب بالتزامن مع بدء عملية إعادة الإعمار وإلا

صوت لبنان

timeمنذ 3 أيام

  • صوت لبنان

بالوكجي: المطلوب اليوم الإسراع في نزع السلاح من الجنوب بالتزامن مع بدء عملية إعادة الإعمار وإلا

رأى العميد الركن المتقاعد مارسيل بالوكجي ان مسألة تنفيذ الاستراتيجية الدفاعية تحتاج مزيدا من الوقت بانتظار تنفيذ القرار الدولي وتسليم السلاح غير الشرعي، وقال "لبنان بحاجة الى انقلاب سياسي"، معتبرا ان طرح دمج المقاومة بالجيش غير قابل للتطبيق في ظل التركيبة الطائفية في لبنان.وفي حديث الى صوت كل لبنان، اشار بالوكجي الى ان التحدي الأساسي في ما خص سحب السلاح الفلسطيني يكمن في مخيم عين الحلوة الذي يضمّ قوّة من فتح الإسلام وجند الشام وحماس والتي لن تلتزم بأي اتفاق لتسليم السلاح.وإذ أشار بالوكجي الى ان الحديث يتركّز على نزع السلاح الثقيل، نبّه الى ان الاتفاق لا يشمل السلاح الفردي الذي يبقي على خطر التفلّت الأمني. وشدد على ان المطلوب اليوم الإسراع في نزع السلاح من الجنوب بالتزامن مع بدء عملية إعادة الإعمار وإلا فإن الساحة الجنوبية ستبقى ساحة صراع إذا تم اعتماد خطة على مراحل لنزع السلاح خارج الدولة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store