
نابولي ودييجو.. مجد.. خيانة.. هاوية.. وعقد أبدي
في 7 يوليو 1984، هبطت في نابولي طائرة على متنها رجل غيَّر المدينة إلى الأبد، وفعلت هي الأمر نفسه به.
فتحت الأبواب، نزل فتى في ريعان شبابه، عمره 23 عامًا، قصير القامة، شعره المجعد يتراقص مع النسيم، يحمل شنطة داخلها 7 ملايين يورو، مبلغ لم يتحصل عليه حينها أحد من جيله وعقد وقَّعه في برشلونة، أصبح لاحقًا لا نهاية له.
في صالة القدوم في مطار كابوديكينو، أعطى جوازه للموظف الذي نظر إليه بإجلال وقال: «دييجو مارادونا، اسمك جواز سفر عالمي»، ولم يختمه. توجه دييجو مباشرة إلى ملعب سان باولو، هناك 75 ألف عاشق احتشدوا في استقبال ملكي أشبه بتنصيب زعيم، ومن هنا بدأت أسطورة لم تغير نابولي فحسب، بل جعلتها تتنفس حبه.
قبل نابولي، كان مارادونا في برشلونة، المدينة الإسبانية الأنيقة التي لم تستطع احتواء روحه المتمردة.
كُسِر كاحله هناك، وكادت رتابتها وصراعات خوزيه نونيز، رئيس النادي، أن تكسر روحه أيضًا، «باعوني بحجة أنني أتعاطى المخدرات، إنه كاذب»، هكذا كتب دييجو في مذكراته.
اختار نابولي، المدينة الفوضوية التي عكست طفولته المؤلمة، ووجد فيها وطنًا ثانيًا بعد ولادته في 30 أكتوبر 1960 في بوينس آيرس، وسط حي فقير يُدعى فيا فيوريتو، بين ثمانية أطفال لعائلة متواضعة، والده عامل مصنع وأمه ربة منزل.
نابولي، المدينة ذات الألوان الزرقاء الفاتحة المستوحاة من خليجها الساحر، كانت غارقة في الفقر والهامشية مقارنة بشمال إيطاليا الصناعي، تأسس ناديها عام 1926، وحقق نجاحات متقطعة مثل كأس إيطاليا في 1962 و1976، لكنه ظلَّ بعيدًا عن الأضواء التي سيطر عليها ناديا يوفنتوس وميلان، كانت المدينة تتوق لبطل يحمل طموحاتها، ووجدته في مارادونا.
في كأس العالم 1986، راوغ مارادونا كما يرقص التانجو، جندل الخصوم ببراعة خرافية، سجَّل هدفين أسطوريين ضد إنجلترا، أحدهما «هدف القرن» سحب فيه خمسة لاعبين في 60 مترًا، ووضع الأرجنتين على عرش الكون.
هذا السحر انتقل إلى نابولي، حين قاده لأول لقب دوري في 1986ـ1987، محطمًا هيمنة عمالقة الشمال، لم يكن ذلك مجرد انتصار رياضي، بل ثورة جعلت المدينة بأكملها على الخارطة، ورفع رأسها مثلما انحنت أمامه هامات كبرى.
أعاد مارادونا الإنجاز في 1990، إلى جانب كأس إيطاليا «1987»، كأس السوبر الإيطالي «1990»، وكأس الاتحاد الأوروبي «1989».
سجَّل 115 هدفًا في 259 مباراة، لكن تأثيره تجاوز الأرقام، كان قائدًا شعبيًّا، يعيش نبض المدينة، يتحدث لغتها، ويحمل همومها، غير أنه لم يكن ملاكًا، فضائح عاطفية وإدمان طارداه، أثار غضب الإيطاليين حين دعا نابولي لمؤازرة الأرجنتين ضدهم في مونديال 1990، قائلًا: «نابولي ليست إيطاليا» استجاب النابوليون، وفازت الأرجنتين بركلات الترجيح، لكن ذلك جعلهم منبوذين ووصفوا بالخونة.
في 1991، انهار كل شيء، فشل دييجو في اختبار المخدرات أوقفه 15 شهرًا، غادر نابولي في 1992 وسط ديون وفضائح، تاركًا جرحًا غائرًا وفراغًا لم يملأه أحد.
النادي غرق في أزمات مالية، وأُعلن إفلاسه عام 2004 بديون 70 مليون يورو، لكن أوريليو دي لورينتيس، المنتج السينمائي، أعاد إحياءه بـ10 ملايين يورو، فصعد إلى دوري النخبة في 2007. وفاز بكأس إيطاليا «2012، 2014، 2020»، وكأس السوبر «2014»، قبل أن يظفر بالأهم 2022ـ2023، محققًا لقب الدوري الثالث بقيادة لوتشانو سباليتي ونجوم مثل أوسيمين وكفاراتسخيليا، ثم يحتفل الجمعة بالدوري الرابع مع أنتونيو كونتي، سكوت ماكتومناي، وروميلو لوكاكو.
بعد رحيله في 25 نوفمبر 2020، ظلَّ الأسطورة نبض نابولي، مبانيها مزينة بجدارياته، وراياتها خفاقة بصوره وملعب دييجو أرماندو مارادونا يحمل اسمه.
في شوارع المدينة الضيقة، حيث تمتزج رائحة البيتزا بأنغام الأغاني الشعبية، يتردد اسم دييجو كنشيد وطني، مات مارادونا، لكن نابولي لا تزال تعيش أسطورته، في كل فرح، وكل مجد، عقد عشق خالد لا ينتهي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدينة
منذ ساعة واحدة
- المدينة
الهلال ينتظر رد إنزاجي على عرضه الأخير
كشفت صحيفة «ليكيب» الفرنسية، أن نادي الهلال أرسل عرضًا لمدة عامين للتعاقد مع الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني لفريق انتر ميلان الإيطالي براتب سنوي يصل إلى 50 مليون يورو، وينتظر الهلاليون رد إنزاجي النهائي.وتسعى إدارة الهلال إلى حسم ملف بديل البرتغالي خورخي جيسوس المدرب السابق للأزرق.ليكون المدرب الجديد جاهزا قبل انطلاق بطولة كأس العالم للأندية، الشهر المقبل، في مدينة ميامي الأمريكية.وأكدت الصحيفة الفرنسية أن إ دارة الهلال جهزت قائمة بأسماء أخرى في حال فشل المفاوضات مع إنزاجي.


الرياضية
منذ 2 ساعات
- الرياضية
إيطاليا.. بطل الكأس يودع الدوري بخسارة
تلقى فريق بولونيا الإيطالي الأول لكرة القدم خسارة قاسية على ملعبه أمام جنوى 1-3، السبت في المرحلة الـ 38 والأخيرة من الدوري لينهي الموسم في المركز الثامن برصيد 62 نقطة. وعلى الرغم من خيبة الدوري يبقى هذا أحد أفضل مواسم بولونيا بعد أن توّج بقيادة مدربه فينتشنزو إيتاليانو بلقب كأس إيطاليا للمرة الثالثة في تاريخه بعد فوزه على ميلان بالنهائي. في المقابل، كسر جنوى سلسلة اللافوز بعد ست مباريات وحقق انتصاره العاشر، رافعًا رصيده إلى 43 نقطة في المركز الثالث عشر. وافتتح البرتغالي فيتينيا التسجيل لجنوى بعد تمريرة من الإسباني آرون مارتين «18»، ثم أضاف لورنتسو فينتورينو الثاني بعدها بثماني دقائق، في أول أهدافه هذا الموسم، قبل أن يؤمّن الفوز بالثالث حين وصلته كرة من فيتينيا سددها قريبة من المرمى «43». وبطريقة مذهلة، استلم ريكاردو أورسوليني تمريرة طويلة من نيكولو كازالي، حضّرها بصدره وسددها قوية ارتطمت بالعارضة إلى داخل المرمى، ليقلّص الفارق لبولونيا «64». وكان لاعبو بولونيا احتفلوا مع جماهيرهم بلقب كأس إيطاليا في مشهد أنساهم خسارة المباراة الأخيرة بالدوري.


رواتب السعودية
منذ 2 ساعات
- رواتب السعودية
الهلال يسعى للتعاقد مع ظهير ميلان
نشر في: 24 مايو، 2025 - بواسطة: خالد العلي عاد الحديث مجددًا عن رغبة نادي الهلال في التعاقد مع الفرنسي ثيو هيرنانديز، ظهير ميلان الإيطالي، وذلك خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. وارتبط اسم هيرنانديز بالهلال في أكثر من مناسبة سابقة، خصوصًا بعد المستويات المميزة التي يقدمها مع ميلان، ما دفع جماهير الزعيم للمطالبة بضمه لتعزيز الجهة اليسرى. بدأ النجم الفرنسي مسيرته مع أتلتيكو مدريد، قبل أن يُعار إلى ديبورتيفو ألافيس، ثم انتقل إلى ريال مدريد في عام 2017 مقابل 24 مليون يورو، حيث لم يجد الفرصة الكاملة، لينتقل معارًا إلى ريال سوسيداد، ثم إلى ميلان عام 2019 بصفقة بلغت 22.8 مليون يورو. ومنذ انضمامه إلى ميلان أصبح أحد أعمدة الفريق الأساسية، حيث فاز معهم بلقب الدوري الإيطالي وكأس السوبر، كما تُوج مع منتخب فرنسا بلقب دوري الأمم الأوروبية عام 2021. وخلال الموسم الحالي، لعب هيرنانديز 43 مباراة في مختلف البطولات، سجل خلالها 5 أهداف وقدم 6 تمريرات حاسمة، ما يعكس قدراته الهجومية والدفاعية، ويجعله هدفًا جذابًا للهلال ضمن خطة دعم الفريق بنجوم عالميين. الرجاء تلخيص المقال التالى الى 50 كلمة فقط عاد الحديث مجددًا عن رغبة نادي الهلال في التعاقد مع الفرنسي ثيو هيرنانديز، ظهير ميلان الإيطالي، وذلك خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. وارتبط اسم هيرنانديز بالهلال في أكثر من مناسبة سابقة، خصوصًا بعد المستويات المميزة التي يقدمها مع ميلان، ما دفع جماهير الزعيم للمطالبة بضمه لتعزيز الجهة اليسرى. بدأ النجم الفرنسي مسيرته مع أتلتيكو مدريد، قبل أن يُعار إلى ديبورتيفو ألافيس، ثم انتقل إلى ريال مدريد في عام 2017 مقابل 24 مليون يورو، حيث لم يجد الفرصة الكاملة، لينتقل معارًا إلى ريال سوسيداد، ثم إلى ميلان عام 2019 بصفقة بلغت 22.8 مليون يورو. ومنذ انضمامه إلى ميلان أصبح أحد أعمدة الفريق الأساسية، حيث فاز معهم بلقب الدوري الإيطالي وكأس السوبر، كما تُوج مع منتخب فرنسا بلقب دوري الأمم الأوروبية عام 2021. وخلال الموسم الحالي، لعب هيرنانديز 43 مباراة في مختلف البطولات، سجل خلالها 5 أهداف وقدم 6 تمريرات حاسمة، ما يعكس قدراته الهجومية والدفاعية، ويجعله هدفًا جذابًا للهلال ضمن خطة دعم الفريق بنجوم عالميين. المصدر: صدى