
مسؤول أمريكي: ترامب ومسؤولون أعربوا عن قلقهم من أن نتنياهو قد يأمر بضرب منشآت إيران النووية
حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي الأسبوع الماضي، من الإضرار بالمفاوضات بين واشنطن وطهران.
ونقل موقع 'واللا'، عن مسؤول أمريكي، قوله إن 'ترامب ومسؤولون كبار أعربوا عن قلقهم من أن نتنياهو قد يأمر بضرب منشآت إيران النووية'، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي أعرب عن قلقه من خطوات قد يتخذها نتنياهو لتخريب الدبلوماسية بين واشنطن وطهران.
ووفقا للمسؤول الأمريكي، أبلغ ترامب، نتنياهو أنه يريد التوصل لحل دبلوماسي مع إيران ولا يريد أن يقف أي شيء في طريقه، لافتا إلى أن 'رسالة ترامب لنتنياهو كانت أن الوقت ليس مناسبا لتفاقم الوضع بينما يحاول هو حل المشاكل'.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الخميس الماضي، عن 'مراسلة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن ومدير وكالة الطاقة الذرية بشأن تهديدات إسرائيل الأخيرة'.
وقال عراقجي، في رسالته، إن 'تهديد إسرائيل بالهجوم على المنشآت النووية السلمية في إيران خطر على السلام والأمن الإقليمي والدولي'، مؤكدا ضرورة اتخاذ تدابير خاصة لحماية المنشآت والمواد النووية الإيرانية.
ودعا مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، مشددًا على ضرورة أن تبادر الوكالة الدولية للتحقيق في هذه التهديدات وإدانتها بوضوح حفاظا على مصداقيتها.
وكشفت مصادر إسرائيلية، في وقت سابق، تفاصيل استعدادات إسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية بسرعة في حال انهيار المفاوضات، وذلك قبل يوم من انطلاق الجولة الخامسة من المحادثات الأمريكية الإيرانية، يوم الجمعة.
وأفاد مصدران إسرائيليان مطلعان بأن 'أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تحولت خلال الأيام القليلة الماضية من الاعتقاد بقرب التوصل إلى اتفاق نووي إلى الاعتقاد بإمكانية انهيار المحادثات قريبًا'، وذلك ، وفق ما نقل موقع 'أكسيوس'.
وقال مصدر مطلع إن 'الجيش الإسرائيلي يعتقد أن فرصته العملية لشن ضربة ناجحة قد تتلاشى قريبًا، لذا يتعين على إسرائيل التحرك بسرعة في حال فشلت المحادثات'، إلا أنه رفض توضيح سبب اعتقاد الجيش بأن الضربة ستكون أقل فعالية لاحقًا.
كما أضاف مصدر إسرائيلي آخر أن 'رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتظر انهيار المحادثات النووية، ما قد يجعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منفتحًا أكثر على فكرة التحرك العسكري، وقد يمنح تل أبيب الضوء الأخضر'.
وكشف أن 'نتنياهو عقد اجتماعًا حساسًا للغاية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، مع مجموعة من كبار الوزراء ومسؤولي الأمن والاستخبارات بشأن وضع المحادثات النووية'.
في حين أوضح مسؤول أمريكي أن 'إدارة ترامب قلقة من إمكانية إقدام نتنياهو على مثل هذه الخطوة حتى دون موافقة الرئيس الأمريكي'.
وكشفت وسائل أمريكية، الأربعاء الماضي، أن الولايات المتحدة تلقت معلومات استخبارية حول استعدادات إسرائيلية محتملة لشن ضربات على المنشآت النووية الإيرانية.
وذكرت شبكة 'سي إن إن' الإخبارية نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن 'الولايات المتحدة تلقت معلومات استخبارية جديدة تشير إلى أن إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية'.
وقالت المصادر إنه 'من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت القيادة الإسرائيلية قد اتخذت قرارا نهائيا بشأن الضربات'.
والعام الماضي، شنت إيران هجومين صاروخيين على إسرائيل، الأول كان في 14 أبريل/ نيسان ردا على هجوم إسرائيل على القنصلية العامة الإيرانية في دمشق، والثاني كان في ليلة 19 أبريل، فيما ردت إسرائيل بشن ضربة محدودة على أهداف في إيران.
وكان ترامب قد هدد باستخدام القوة العسكرية ضد إيران إذا لم توقف برنامجها النووي. من جانبها، أكدت الحكومة الإيرانية على استعدادها للتفاوض بشرط الاحترام المتبادل.
يُذكر أنه في عام 2015، توصلت بريطانيا وألمانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا إلى اتفاق مع إيران، بشأن برنامجها النووي ينص على تخفيف العقوبات مقابل فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني.
وانسحبت الولايات المتحدة، خلال ولاية ترامب السابقة، من الاتفاق النووي في مايو/ أيار 2018، وأعادت فرض العقوبات على طهران. وردت إيران على ذلك بإعلان خفض تدريجي لالتزاماتها بموجب الاتفاق، متخلية على وجه الخصوص عن القيود المفروضة على الأبحاث النووية ومستوى تخصيب اليورانيوم.
ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني 2025، أعادت واشنطن تفعيل سياسة 'الضغوط القصوى' على إيران، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات التضخم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يمنات الأخباري
منذ 2 ساعات
- يمنات الأخباري
قناة اسرائيلية: ترامب أوقف التنسيق مع إسرائيل لمنع هجوم محتمل على إيران
يمنات كشفت القناة '12' العبرية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر بوقف التنسيق العسكري مع إسرائيل، خشية أن يعرقل هجومها المحتمل على منشآت إيران النووية المحادثات الجارية مع طهران. وبحسب تقرير القناة، أجرى ترامب مؤخرا اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حذره خلاله 'بلهجة حادة' من القيام بهجوم منفرد على المنشآت الإيرانية. واعتبر ترامب أن توقيت مثل هذه الضربة المحتملة 'غير مناسب'، وقد يضر بفرص التوصل إلى اتفاق نووي 'قوي' يخدم أيضا المصالح الأمنية لإسرائيل، وفق المصدر نفسه. وأضاف التقرير أن إسرائيل واصلت استعداداتها لهجوم منفرد على إيران، ما دفع الإدارة الأمريكية إلى التدخل ووقف أي شكل من التنسيق العسكري المشترك في هذا الشأن. وأوضحت القناة أن ترامب أمر الجيش الأمريكي بتجميد أي تعاون عسكري مع إسرائيل فيما يتعلق بضرب المنشآت النووية الإيرانية. وأكدت أن إسرائيل بحاجة ماسة إلى التنسيق مع الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بأنظمة الدفاع ضد الصواريخ، وهو ما يجعل أي تصعيد منفرد من جانبها مخاطرة كبيرة. وأشارت القناة إلى أن المكالمة الأخيرة بين نتنياهو وترامب كانت 'مشحونة بالخلافات الجوهرية' بشأن التعاطي مع الملف الإيراني. وذكرت أن ترامب أعرب خلال تلك المكالمة عن تمسكه بالمسار الدبلوماسي، مؤكدا قناعته بإمكانية التوصل إلى 'اتفاق جيد' يلبي احتياجات إسرائيل الأمنية أيضا. والأسبوع الماضي، تحدثت شبكة 'سي إن إن' الأمريكية أن ترامب يعتقد أن بلاده باتت قريبة جدا من التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، وقد يتم توقيع اتفاق مرحلي خلال الاجتماع القادم بين الطرفين، ما يمهّد لمفاوضات أوسع. وقال ترامب في تصريحات صحفية بعد المكالمة: 'نعم، كنت صريحًا مع نتنياهو، قلت له إن الأمر غير مناسب الآن، إذا تمكّنا من التوصل إلى اتفاق قوي، فسنُنقذ كثير من الأرواح'. وتابع ترامب: 'أعتقد أن الإيرانيين يريدون اتفاقا، لكن كل شيء قد يتغير في مكالمة واحدة'. والأربعاء، قال وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، إن المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني مستمرة بين طهران وواشنطن، معربا عن تطلعه لأن تحقق المفاوضات النتائج المرجوة. وتقوم عمان بدور وساطة في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران لإنهاء خلافات جوهرية، حيث عقدت 5 جولات، 3 منها في مسقط، وسط ترقب لجولة سادسة. وتواصل طهران وواشنطن عملية التفاوض بشأن الملف النووي الإيراني، حيث تسعى إيران إلى رفع العقوبات المفروضة عليها مقابل الحد من بعض أنشطتها النووية، بما لا يمس حقها في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية. وقبل أيام، قال المرشد الإيراني علي خامنئي، إنه 'لا يعتقد أن المفاوضات مع الولايات المتحدة ستسفر عن أي نتائج'، وإن بلاده 'لا تحتاج إلى إذن أحد بشأن تخصيب اليورانيوم'. تأتي هذه التطورات في ظل جمود طويل في المفاوضات النووية بين إيران والقوى الغربية، منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق خلال ولاية ترامب الأولى في 2018، وسط محاولات متكررة لإعادة إحيائه بشروط جديدة من الجانبين.


يمن مونيتور
منذ 12 ساعات
- يمن مونيتور
تداعيات اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين.. وجهة نظر أمريكية
ترجمة وتحرير 'يمن مونيتور' المصدر/ المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في واشنطن العاصمة/ جريجوري أفتانديليان إعلان الرئيس دونالد ترامب المفاجئ في 6 مايو/أيار عن اتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين في اليمن – والذي تعهدت فيه الجماعة المسلحة بعدم استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر مقابل التزام أمريكي بعدم مهاجمتهم – له تداعيات تتجاوز وقف هذا العنف. يبدو أن ترامب قد رأى أن حملته للقصف المكثف على الحوثيين التي استمرت شهرين أصبحت باهظة التكلفة، وقد تؤدي إلى تورط الولايات المتحدة في صراع آخر في الشرق الأوسط. إن سعادة الجناح الأكثر انعزالية داخل الدائرة المقربة من ترامب بالاتفاق، وملاحظة ترامب أن الولايات المتحدة 'خرجت' الآن من الصراع اليمني، تشيران إلى أنه لا يملك شهية للمساعدة في إنهاء الحرب الأهلية الطويلة في اليمن، وهو صراع أودى بحياة مئات الآلاف وتسبب في كارثة إنسانية. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن ترامب لم يصر على أن يتضمن الاتفاق موافقة الحوثيين على وقف مهاجمة إسرائيل، كما كانت الجماعة تفعل منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. هذا يشير إلى أن ترامب بدأ يفقد صبره مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الحرب في غزة، وسيسعى أحيانًا لتحقيق ما يراه مصالح أمريكية دون استشارة إسرائيل. حركة أيديولوجية صعبة لطالما عارض الحوثيون، الذين يسمون حركتهم 'أنصار الله' ويتبعون المذهب الزيدي من الإسلام الشيعي، الحكومة المركزية في اليمن. في سبتمبر /أيلول 2014، شنوا حملة عسكرية من قاعدتهم الرئيسية في أقصى الشمال وسيطروا على العاصمة صنعاء والمناطق المحيطة بها؛ وبعد بضعة أشهر فر قادة الحكومة اليمنية الحالية جنوبًا إلى مدينة عدن. في مارس/آذار 2015، قامت المملكة العربية السعودية بتنظيم تحالف من الدول العربية السنية لهزيمة الحوثيين، الذين اعتبرتهم وكلاء لإيران، وإعادة الحكومة اليمنية المخلوعة والمعترف بها دوليًا إلى السلطة بسرعة. لكن الأمور لم تسر كما هو مخطط لها. لعبت السعودية والإمارات العربية المتحدة فقط أدوارًا مهمة في التحالف العسكري العربي – قدم الأعضاء الآخرون مساعدة ضئيلة أو معدومة – وأثبت الحوثيون أنهم مقاتلون. أصبح الصراع حربًا أهلية طويلة الأمد، حيث لقي عشرات الآلاف من المدنيين حتفهم مباشرة بسبب القتال، وأكثر من ذلك بكثير بسبب سوء التغذية والأمراض. وقد تضرر الأطفال اليمنيون بشكل خاص. تصور أيديولوجية الحوثيين إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها العرب مثل السعودية كجزء من عصابة 'إمبريالية' شريرة يجب مواجهتها. بمجرد أن بدأت إسرائيل حربها على غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، بدأ الحوثيون، تضامناً مع الفلسطينيين، في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على الأهداف الإسرائيلية ومهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر التي يُزعم أنها كانت متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي أو مرتبطة بإسرائيل بطريقة أخرى. وسع الحوثيون أهدافهم لتشمل سفنًا تجارية من دول مختلفة، بالإضافة إلى سفن البحرية الأمريكية. وتعهد الحوثيون بمواصلة هذه الهجمات حتى تنهي إسرائيل حربها على غزة. بينما تلقى الحوثيون صواريخ وطائرات مسيرة وأسلحة أخرى من طهران، فإن مدى تورط إيران في هجمات الجماعات في البحر الأحمر هو موضوع نقاش. قد تكون إيران سعيدة بأن الحوثيين يمارسون الضغط على إسرائيل، لكن ما إذا كانت هي من يوجه الأمور، إن جاز التعبير، أمر غير معروف. كحركة أيديولوجية، فإن الحوثيين قادرون تمامًا على القيام بهذه الحملة بمفردهم. على الرغم من أن عددًا قليلاً من صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة قد سقطت بالفعل في إسرائيل (تم اعتراض الجزء الأكبر منها من قبل الدفاعات الإسرائيلية مثل نظام آرو)، فإن استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر قد أضر بالاقتصاد العالمي. قامت العديد من الشركات التي تشحن البضائع عادة عبر البحر الأحمر وقناة السويس بتحويل بضائعها عبر طريق أطول بكثير حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا. هذا لم يؤد فقط إلى ارتفاع تكاليف الشحن بسبب الوقت والوقود الإضافيين، ولكنه أدى أيضًا إلى انخفاض حاد في رسوم قناة السويس لمصر، التي كانت تمر بأوقات اقتصادية صعبة حتى قبل هجمات الحوثيين. الرد العسكري الأمريكي… الرئيس السابق جو بايدن، الذي قدم للحوثيين غصن الزيتون عندما تولى منصبه لأول مرة بإلغاء تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية، وحاول العمل مع الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية اليمنية، خاب أمله سريعًا بسبب إطالة الحوثيين للصراع. ردًا على هجمات البحر الأحمر، أمر بايدن في أوائل عام 2024 بشن ضربات جوية أمريكية (بمساعدة المملكة المتحدة أحيانًا) على أهداف عسكرية حوثية. ولكن عندما سأله مراسل عما إذا كانت الضربات الأمريكية تعمل على وقف الحوثيين، قال بايدن بصراحة 'لا'، مضيفًا أنها ستستمر على أي حال. بعد انهيار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في مارس /آذار 2025، قام ترامب، رغبة منه في تصوير سلفه على أنه ضعيف، بتصعيد الحملة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين. في أقل من شهرين، شنت القوات المسلحة الأمريكية أكثر من 1100 هجوم على مواقع وأصول الحوثيين، أكثر مما كان عليه الحال في عهد بايدن، مع توسيع إدارة ترامب للضربات لاستهداف قادة الجماعة. …وإعادة تقييم ترامب ولكن بعد فترة وجيزة، رأى ترامب أن حملته القصفية المكثفة في اليمن مكلفة ومدمرة للجاهزية العسكرية الأمريكية. وفقًا لتقرير استقصائي من صحيفة نيويورك تايمز، طلب ترامب تقييمًا للجهد الأمريكي بعد 31 يومًا فقط من بدئه. وجد التقييم أن الحوثيين أسقطوا العديد من طائرات الدرون الأمريكية باهظة الثمن من طراز ريبر، واستمروا في إطلاق النار على الأصول البحرية الأمريكية في البحر الأحمر على الرغم من الضربات الأمريكية المتواصلة. وكشف أيضًا أن الأسلحة والذخائر الأمريكية المطلوبة كانت تكلف ما يزيد عن مليار دولار شهريًا. وكان هذا الإنفاق بالإضافة إلى خسارة طائرتين أمريكيتين من طراز هورنت (بقيمة 67 مليون دولار لكل منهما) سقطتا في البحر الأحمر أثناء محاولتهما تجنب نيران الحوثيين. على الرغم من أن قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا أراد، حسبما ورد، مواصلة حملة عسكرية قوية، إلا أن رئيس الأركان المشتركة الجديد لترامب، الجنرال دان كاين، كان يعتقد، حسبما ورد، أن استمرار الحملة سيستنزف الموارد العسكرية الأمريكية من منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، أيد المستشارون المدنيون لترامب خطة القيادة المركزية الأمريكية لكنهم 'أساءوا تقدير مدى تحمل رئيسهم للصراع العسكري في المنطقة'. وهكذا، عندما تواصل المسؤولون العمانيون مع مبعوث الرئيس ستيف ويتكوف في أوائل مايو/أيار باقتراح لإنهاء الصراع الأمريكي مع الحوثيين، أبلغ البيت الأبيض على الفور، ووافق ترامب على الصفقة. أمر ترامب القيادة المركزية الأمريكية في 5 مايو بوقف العمليات الهجومية في اليمن، وأعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار في اليوم التالي. على الرغم من أن الرئيس الأمريكي قال أمام الكاميرات إن الحوثيين 'استسلموا' و'لم يعودوا يريدون القتال'، إلا أنه أضاف 'نحن نكرم التزامهم وكلمتهم [بالالتزام بوقف إطلاق النار]'. من جانبهم، أعلن الحوثيون النصر، ونشروا على وسائل التواصل الاجتماعي 'اليمن يهزم أمريكا'. بينما لم تهزم الجماعة أمريكا، كان من الواضح أن ترامب هو من أراد إنهاء الأعمال العدائية، على الرغم من أن الحوثيين قد عانوا من بعض الخسائر العسكرية. إسرائيليون مستاءون من اتفاق وقف إطلاق النار تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار دون تأمين موافقة الحوثيين على وقف مهاجمة إسرائيل، وحتى على ما يبدو دون استشارة البيت الأبيض لقادتها أولاً. على الرغم من أن ترامب قدم لإسرائيل جميع الأسلحة العسكرية التي تريدها، بما في ذلك بعض القنابل التي احتجزها بايدن، إلا أن اتفاق الحوثيين كان مفاجأة لنتنياهو، مما يشير إلى توتر في علاقاته مع ترامب. أشار السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل دانيال كورتزر إلى أن 'ترامب من المحتمل أن يكون منزعجًا من أن نتنياهو أعاد إشعال الحرب في غزة ويهدد بمزيد من التصعيد. هذا يتعارض مع تبجح ترامب بأنه سينهي الحرب فور توليه منصبه'. ربما حسب ترامب أيضًا أنه بما أنه قدم الكثير من الخدمات السياسية لنتنياهو – الذي وصف الرئيس الأمريكي بأنه أعظم صديق لإسرائيل على الإطلاق في البيت الأبيض – فلن يكون هناك أي ضرر عليه إذا ابتعد عن رئيس الوزراء الإسرائيلي. (أمل ترامب في التوصل إلى اتفاق نووي أمريكي-إيراني، وهو ما يعارضه نتنياهو، هو علامة أخرى على توتر العلاقات بين الاثنين). قبل وقت قصير من إعلان ترامب عن اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين، سقط صاروخ حوثي بالقرب من مطار بن غوريون، متفاديًا بطريقة ما أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية. وقد دفع هذا الهجوم شركات الطيران الدولية إلى تعليق الرحلات الجوية إلى إسرائيل مؤقتًا، وأدى إلى شن نتنياهو غارات جوية ضد الجماعة (هاجمت إسرائيل الحوثيين عدة مرات منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023). من المرجح أن تستمر مثل هذه الضربات المتبادلة. طالما أن ترامب يعتقد أن نتنياهو لا يتبع توجيهاته لإنهاء حرب غزة، فقد يكون هناك حافز ضئيل للرئيس الأمريكي لإعادة النظر في اتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين لإجبارهم على عدم مهاجمة إسرائيل. الحملة الأمريكية القصيرة ضد الحوثيين مؤشر على نهج ترامب لقد واجه علماء السياسة صعوبة في وصف سياسة الأمن القومي لترامب، حيث يبدو أنها مزيج من الانعزالية مع رشقات عرضية من الضربات العسكرية والسياسة الخارجية التبادلية التي تعطي الأولوية للصفقات التجارية. في خطابه الأخير في الرياض، ألمح ترامب إلى حملته العسكرية ضد الحوثيين واتفاق وقف إطلاق النار قائلاً: 'بسبب 52 يومًا من الرعد والبرق لم يروا مثله من قبل'، وافق الحوثيون على وقف مهاجمة السفن التجارية 'أو أي شيء أمريكي'. أضاف ترامب: 'كان هذا استخدامًا سريعًا وشرسًا وحاسمًا وناجحًا للغاية للقوة العسكرية… لقد ضربناهم بقوة. حصلنا على ما أتينا من أجله، ثم خرجنا'. العبارة الأخيرة جديرة بالملاحظة، حيث تعبر عن رغبة ترامب في عدم التورط في حرب طويلة الأمد، خاصة في الشرق الأوسط. في خطابه، انتقد ترامب الإدارات الأمريكية السابقة لمحاولتها تغيير البلدان في المنطقة بحماقة على حساب العديد من الأرواح والكثير من الثروات. نهج خطير غير تدخلي في الحرب الأهلية اليمنية أعرب أعضاء الجناح الأكثر انعزالية في فريق ترامب، مثل نائب الرئيس ج.د. فانس، عن سعادتهم بصفقة الحوثيين. هناك خطر أن يؤدي هذا الموقف بإدارة ترامب إلى تجنب محاولة المساعدة في حل النزاع اليمني تمامًا، والذي لا يزال يمثل إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العقود الأخيرة. لقد صرح فانس علنًا أنه إذا توقف الحوثيون عن إطلاق النار في البحر الأحمر، فيمكنهم 'العودة إلى ما كانوا يفعلونه قبل مهاجمة السفن المدنية'. وبما أن كلا من الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا قد اتهما بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، فإن تعليق نائب الرئيس بعيد كل البعد عن أن يكون مطمئنًا للشعب اليمني الذي طالت معاناته. هذا الموقف، إلى جانب تخفيضات ترامب الحادة في المساعدات الخارجية الأمريكية، بما في ذلك للمدنيين اليمنيين، يشير إلى تراجع أمريكي عن مساعدة أولئك الذين هم في أمس الحاجة. في 14 مايو/أيار، أبلغ المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس جروندبرغ، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن الاتفاق بين الولايات المتحدة والحوثيين يوفر فرصة لتنشيط عملية السلام اليمنية. وأكد جروندبرغ أن الوضع الراهن في اليمن لا يمكن استمراره، مشيرًا إلى أنه لا يزال هناك انعدام ثقة مستمر بين الأطراف، وأن الاقتصاد اليمني على وشك الانهيار. ذكر مسؤولو الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في عام 2024 أن أكثر من 2.7 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد؛ ومن المرجح أن تكون الظروف قد ساءت منذ ذلك الحين. يجب على إدارة ترامب أن تستجيب لدعوة جروندبرغ وتستخدم علاقاتها الوثيقة مع العمانيين، الذين يحتفظون بعلاقات مع كل من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والحوثيين، للعمل مع الأمم المتحدة لتحقيق السلام. تشير التعليقات الأخيرة لترامب وفانس إلى أن الدور الأمريكي القوي في إنهاء الحرب الأهلية، للأسف، ليس أولوية. هذا الوضع هو بالفعل مثال على سياسة 'أمريكا أولاً' التي تخدم مصالحها الذاتية والأنانية.


26 سبتمبر نيت
منذ 17 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
إيلون ماسك يؤكد خروجه من إدارة ترامب
أكد الملياردير إيلون ماسك الأربعاء تنحيه من منصبه في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدما تولى على مدى أشهر قيادة هيئة أطلق عليها اسم "الكفاءة الحكومية"، والتي هدفت إلى خفض الإنفاق الفدرالي. أكد الملياردير إيلون ماسك الأربعاء تنحيه من منصبه في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدما تولى على مدى أشهر قيادة هيئة أطلق عليها اسم "الكفاءة الحكومية"، والتي هدفت إلى خفض الإنفاق الفدرالي. وكتب ماسك في منشور على منصته "إكس" للتواصل الاجتماعي أن فترة عمله كموظف حكومي خاص قد انتهت، معربا عن شكره للرئيس ترامب على منحه الفرصة للإسهام في تقليص الإسراف في الإنفاق. وأضاف ماسك أن مهمة هيئة الكفاءة الحكومية ستتطور مع الوقت، مؤكدا أنها ستتحول إلى أسلوب عمل دائم في مختلف مؤسسات الحكومة. وكان قطب التكنولوجيا المولود في جنوب أفريقيا قد صرّح بأن مشروع القانون الذي طرحته إدارة ترامب ويجري حاليا إقراره في الكونغرس، من شأنه أن يزيد من عجز الحكومة الفدرالية ويقوّض جهود هيئة الكفاءة الحكومية، التي سرّحت حتى الآن عشرات الآلاف من الموظفين. وماسك، الذي وقف طويلًا إلى جانب ترامب قبل أن ينسحب للتركيز على أعماله في "سبيس إكس" و"تسلا"، اشتكى أيضا من أن هيئة الكفاءة الحكومية تحولت إلى "كبش فداء" نتيجة الخلافات بينها وبين الإدارة. وقال ماسك في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي بي إس نيوز" وبُثّت مقتطفات منها مساء الثلاثاء على أن تُبثّ كاملة الأحد: "بصراحة، لقد شعرت بخيبة أمل لرؤية مشروع قانون الإنفاق الضخم، الذي يزيد عجز الموازنة ويُقوّض العمل الذي يقوم به فريق هيئة الكفاءة الحكومية". ومشروع القانون الذي انتقده ماسك أُقر الأسبوع الماضي في مجلس النواب الأميركي، وانتقل حاليا إلى مجلس الشيوخ، ويتضمن إعفاءات ضريبية واسعة وتخفيضات كبيرة في الإنفاق. لكن منتقدي مشروع القانون يحذرون من أنه سيؤدي إلى تقليص خدمات الرعاية الصحية، ويرجّح أن يفاقم العجز الوطني بما يصل إلى 4 تريليونات دولار خلال السنوات العشر المقبلة. وسعى البيت الأبيض إلى التقليل من شأن أي خلافات بين الرئيس الجمهوري ومالك تسلا حول الإنفاق الحكومي، لكن من دون أن يسمّي ماسك مباشرة.