logo
المخرج السعودي خالد زيدان: استغرقت عامين لصناعة «ميرا ميرا ميرا»

المخرج السعودي خالد زيدان: استغرقت عامين لصناعة «ميرا ميرا ميرا»

الشرق الأوسط١١-٠٥-٢٠٢٥

في أسبوع واحد، حصد الفيلم السعودي القصير «ميرا ميرا ميرا» جائزتين: الأولى هي الجائزة الفضية بمهرجان «الإسكندرية للفيلم القصير»، والثانية جائزة «لجنة التحكيم» من مهرجان «مالمو للسينما العربية» بالسويد، وهو الفيلم الذي عُرض للمرة الأولى في الدورة الماضية من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي»، وعُرض أيضاً بمهرجان «كليرمون فيران».
الفيلم تدور أحداثه حول شخصية شاب يُدعى سعيد، يستيقظ ذات صباح ليكتشف أنه فقد القدرة على الكلام، ولم يعد يستطيع نطق أي كلمة سوى «ميرا». وفي كل مرة يحاول أن يقول شيئاً، أو يتواصل مع من حوله، لا تخرج من فمه إلا هذه الكلمة. هذه المفارقة الغريبة شكّلت حجر الأساس في البناء الدرامي للفيلم، وفتحت باباً واسعاً أمام تأملات تتعلق بالعجز عن التعبير، والانفصال عن اللغة، وما قد يعنيه ذلك من عزلة داخلية.
مخرج الفيلم خالد زيدان كشف في حوار له مع «الشرق الأوسط» أن العمل مأخوذ عن قصة قصيرة تحمل العنوان نفسه نُشرت ضمن مجموعة أدبية بعنوان «نحن غرباء ونريد التحدث» للكاتب عبد العزيز العيسى. ويضيف: «رغم إعجابي العميق بالقصة منذ قراءتها للمرة الأولى، شعرت بأنها غير قابلة للتحول إلى عمل سينمائي، خصوصاً لما تحمله من عناصر فانتازية (خيالية) تصعب ترجمتها بصرياً، إلا أن الاقتراح الذي قدمه الكاتب بتحويل العمل إلى معالجة تنتمي إلى الواقعية السحرية، كان نقطة التحول التي فتحت أمامي أفقاً جديداً، ودفعتني لخوض تجربة أعتبرها الأصعب حتى الآن في الإخراج».
الملصق الدعائي للفيلم (الشركة المنتجة)
وأضاف زيدان أن «إسناد الدور الرئيسي للفنان إسماعيل الحسن لم يكن خياراً تقليدياً بالنسبة لي، فرغم أن إسماعيل معروف بأعماله الكوميدية الجماهيرية، فإنني رأيت فيه طاقة فنية مختلفة، وإمكانات لم تُستثمر بعد في نوعية الأعمال المستقلة والدرامية»، مشيراً إلى أنه «ممثل يمتلك قدرة نادرة على فهم الشخصية من الداخل، والتعامل مع النص كمادة فنية، لا كمجرد وسيلة للأداء».
وتابع أن «التحضير للعمل استغرق وقتاً طويلاً، من خلال العمل المشترك على تطوير النص، واختبار تقنيات في الأداء الجسدي والتعبير غير اللفظي، فقد كان التحدي مضاعفاً لأن الشخصية الرئيسية لا تتكلم، وتقتصر لغتها المنطوقة على كلمة واحدة».
ولفت إلى أنه لجأ إلى أساليب مبتكرة لبناء معجم تعبيري للشخصية، يحدد معنى كل تكرار لـ«ميرا» بحسب السياق، ثم ترجم هذا المعجم إلى لغة جسد وسلوك وانفعالات تتغير تبعاً للمواقف، مشيراً إلى أن الفضل الكبير في إنجاح هذه المقاربة يعود إلى التزام إسماعيل الحسن وقدرته على التجسيد الصادق.
وأوضح أن مرحلة تحضير الفيلم استغرقت عامين بدءاً من تحويل القصة إلى سيناريو، وتطوير النص، واختيار الطاقم، والتحضير للإنتاج، وهي فترة يعتبرها ضرورية لإنتاج فيلم يحمل بصمة شخصية قوية، مشيراً إلى أن مرحلة تطوير النص وكتابة 12 نسخة له كانت المرحلة الأصعب، لكنها ضرورية لصقل القصة وشخصياتها بما يتلاءم مع أسلوب الواقعية السحرية، وهو أمر مهّد للتصوير بسهولة مع انسجام فريق العمل.
وجاءت الجائزتان التي حصل عليهما الفيلم الأسبوع الماضي بعد جائزة «النخلة الذهبية» في الدورة الماضية من «مهرجان أفلام السعودية»، وهي جوائز لم تكن مفاجئة بالنسبة للمخرج الذي أكد أن «إعجاب لجان تحكيم مختلفة بالفيلم كان ثمرة تخطيط واعٍ منذ البداية، ساهم فيه المنتج بكر الدحيم الذي عمل على إيصال الفيلم إلى منصات دولية، ليس فقط لنيل الجوائز، بل لبناء حضور مهني عالمي للفيلم وصناعه».
ويشير زيدان إلى تفهمه الكامل لاختلاف الذائقة والمعايير من مهرجان إلى آخر، وعن ذلك يقول: «لا أبني أفلامي على مقاس الجوائز أو رغبات اللجان، بل على ما أشعر بصدقه الفني، وأنه قادر على التأثير في الجمهور»، لافتاً إلى أن ما يعنيه حقاً هو تجربة المشاهدة: «هل استمتع بها الجمهور؟ هل تفاعل مع الفيلم؟ هذه الأسئلة هي البوصلة التي توجهني في عملي، أكثر من أي اعتبارات خارجية».
وحول التعليقات المتكررة التي يسمعها ممن يظنون أن أفلامه موجهة خصوصاً للمهرجانات، قال: «هذا غير صحيح، فأنا أصنع أفلاماً للمتعة والتأمل، تصل للناس، وما نيلها للجوائز إلا نتيجة طبيعية لصدقها الفني، فالوصول للمهرجانات والحصول على جوائز ليس غاية بحد ذاته».
وأكد أن تجربة «ميرا ميرا ميرا» كانت بالنسبة له أرض اختبار حقيقية، خاض فيها مغامرة الواقع السحري لأول مرة، وتعلّم خلالها الكثير عن أدوات الإخراج، وقدرته على التعامل مع فريق كبير وهو يتفرغ للإخراج فقط، دون أن يتولى أدواراً أخرى كما فعل في أعماله السابقة، قال إن التجربة «أعادت تشكيل رؤيته للسينما، وفتحت أمامه آفاقاً جديدة لمشاريع مستقبلية قد تكون أطول زمناً، لكنها مبنية على نفس القناعات من الصدق، التجريب، والشغف بالحكاية».
وقال زيدان إن مشروعه السينمائي القادم سيكون أول تجربة له في الفيلم الروائي الطويل، ويحمل عنوان «جِسمان أخضر»، وتدور أحداثه في منطقة جازان جنوب السعودية، وهي المنطقة التي ينتمي إليها، موضحاً أن «الفيلم يستند إلى قصة اجتماعية ذات أبعاد واقعية تدور حول شاب في الثامنة عشرة من عمره يُدعى (مالك)، يعشق كرة القدم لكنه لا يتمتع بمهارة عالية فيها، رغم تمتعه بسرعة كبيرة داخل الملعب جعلت من حوله يلقبونه بـ(البرق)».
وأضاف: «موهبة (مالك) الفريدة في الجري جذبت انتباه أحد الرياضيين المحترفين، فقرّر تحويل مساره إلى رياضة الجري، لتنطلق رحلته الجديدة كعدّاء». وتابع أن «القصة تتعمق في الظروف الشخصية لـ(مالك)، المنتمي إلى أسرة متواضعة، فوالده الذي يعمل سائقاً لشاحنة نقل موتى، يستخدم هذه المركبة أيضاً في الترويج لنبتة ممنوعة تُعد بمثابة مخدر في السعودية؛ مما يؤثر على حياة (مالك) بشكل غير متوقع».
وخلص زيدان إلى أن الفيلم يطرح تساؤلات حول الخيارات الشخصية والتحديات الاجتماعية، مبيناً أن العمل يحمل طابعاً واقعياً ممزوجاً بدراما إنسانية تعكس التحولات التي يعيشها الشباب في البيئات المهمّشة، متوقعاً انطلاق التصوير نهاية العام المقبل أو مطلع 2027 بعد الانتهاء من التحضيرات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أبرز العارضين وأهم الفعاليات في داون تاون ديزاين الرياض
أبرز العارضين وأهم الفعاليات في داون تاون ديزاين الرياض

مجلة سيدتي

timeمنذ 22 دقائق

  • مجلة سيدتي

أبرز العارضين وأهم الفعاليات في داون تاون ديزاين الرياض

انطلق اليوم الثلاثاء الموافق 20 مايو 2025 معرض " داون تاون ديزاين الرياض"، والذي سيستمر حتى 23 مايو الجاري. ويقام المعرض في المركز الإبداعي "حي جاكس"، بالشراكة مع هيئة فنون العمارة والتصميم التابعة لوزارة الثقافة السعودية، ويُعد محطة بارزة في مسيرة تطوّر المشهد الإبداعي في المملكة العربية السعودية. وكان معرض داون تاون ديزاين الرياض قد أعلن عن قائمة العارضين وأبرز فعالياته، وسيتيح المعرض للمصممين المحترفين، والمنشآت المتخصصة في القطاع، والمهتمين في التصميم، فرصة الاطلاع على تصاميم معاصرة ومحدودة الإصدار من مختلف أنحاء العالم، مع تسليط الضوء على المواهب المحلية. نمو متسارع لقطاع التصميم في السعودية وبمناسبة انطلاق المعرض قالت الدكتورة سمية السليمان، الرئيس التنفيذي ل هيئة فنون العمارة والتصميم:" يشهد قطاع التصميم في المملكة العربية السعودية نموًا متسارعًا وملحوظًا. وانطلاقًا من أهداف هيئة العمارة والتصميم، نلتزم بدعم هذا التقدّم من خلال إبراز التميّز الإبداعي المحلي واستقطاب المعارض الدولية الرائدة والمتخصصة في مجال التصميم. ومن أبرز أهدافنا ترسيخ مكانة المملكة كوجهة عالمية للتصميم من خلال استضافة معارض مرموقة وتعزيز التبادل الثقافي مع مختلف دول العالم. ويعكس معرض "داون تاون ديزاين الرياض" من خلال برنامجه المُنظّم بعناية وتكامله بين الخبرات المحلية والعالمية رؤيتنا لبناء مجتمع تصميم متجدد ويجسد تنوّع وغنى الهوية الثقافية للمملكة". فيما قالت ميتي ديجن كريستنسن، مديرة معرض "داون تاون ديزاين":" نشعر بالسعادة والشغف تجاه مجتمع التصميم في السعودية، ويسعدنا إطلاق معرض "داون تاون ديزاين الرياض" سنقدم تجربة فريدة من نوعها، حيث سيكون أول معرض للتصميم المعاصر الراقي في المملكة، يجمع بين العلامات التجارية العالمية والإقليمية وبين نخبة من المعماريين والمصممين الداخليين والمطورين وعشاق التصميم". وأضافت قائلة:" نعمل على خلق بيئة حافلة بالاتصال المثمر والتعاون الإبداعي، مع رغبة صادقة في تعزيز وتطوير مشهد التصميم في البلاد، وبفضل السمعة المتميزة التي اكتسبها معرض "داون تاون ديزاين" على مدار عقد من الزمن في الشرق الأوسط، يُشرفنا التعاون مع هيئة فنون العمارة والتصميم التابعة لوزارة الثقافة السعودية. سنعمل معًا على تعزيز قطاع التصميم الإقليمي والدولي، مما يتيح له فرصة الوصول إلى هذه السوق الديناميكية من خلال تقديم مُنظم ومتميز لأفضل التصاميم المعاصرة". ومن المتوقع أن يشهد سوق التصميم الداخلي في السعودية نموًا ملحوظًا، حيث تُقدر قيمته بحوالي 3.66 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ليصل إلى 4.63 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029. يأتي هذا النمو مدفوعًا بالتطورات العقارية في مجالات التجزئة والضيافة والعقارات السكنية الفاخرة. ومن بين المشاريع البارزة التي تسهم في هذا الطلب المتزايد المشاريع المعترف بها عالميًا مثل: نيوم، ذا لاين، وبوابة الدرعية. بالإضافة إلى أنّ المعرض سيلعب دورًا مهمًا في تلبية احتياجات هذا القطاع المتنامي، متماشياً مع رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تحقيق أعلى مستويات الجودة الثقافية. أبرز العارضين في داون تاون ديزاين الرياض يشار إلى أنّ معرض داون تاون ديزاين الرياض يتميز بنطاقه الواسع، وتعدد العلامات التجارية فيه، حيث ستقدم شركة إنارة الهدى للتجارة 10 علامات رائدة في مجال الإضاءة المعمارية والديكورات، بما في ذلك: أرتيكولو وبروكيس وتوم ديكسون. وستعرض شركة باوري الأثاث الاسكندنافي العصري من أودو كوبنهاغن وجوبي وآند تراديشن. كما ستسجل سكارليت سبليندور ظهورها الأول في المنطقة بتصاميم جريئة تشمل قطعًا من النحاس الخالص من تصميم ريتشارد هوتن. وسيربط العمل التركيبي المعماري الذي قدمه استوديو بابنيمنيم الكويتي لكوزنتينو بين التراث والابتكار، بينما سيعرض معرض ألوان، المنظم من قبل جوتن، أعمالًا تعاونية مع مصممين محليين. فيما سيطلق ميزون لويس دراكر تعاونه الرقمي مع تريم وأراندا/لاسش، موحدًا بين الإمكانات الخوارزمية للتصميم الرقمي والحرفية التقليدية. كما سيعرض معرض "طيبْ الصُنع" لمسة معاصرة على قطع تصميمية ذات جذور ثقافية سعودية، فيما ستسلط مبادرة "صُمم في السعودية" الضوء على تطور قطاع التصميم الصناعي في المملكة العربية السعودية. أعمال فنية نادرة في داون تاون ديزاين تجدر الإشارة إلى أنه وفي قسم مخصص، يمكن للزوار استكشاف أعمال فنية نادرة ومجموعات فائقة الجودة تقدمها معارض فنية دولية ومصممون مستقلون، ومصنعون، حيث تُعرض براعة حرفية استثنائية وإبداع معاصر. وسيقدم معرض "كوليكشونال" عرضًا منسقًا لقطع بإصدار محدود من أسماء مرموقة عالميًّا، بما في ذلك كريستوف ديلكورت، الذي يعرف بأثاثه المصنوع يدويًّا والذي يمزج بين المواد الطبيعية والتصميم البسيط، والأضواء النحتية الأيقونية من استوديو أباراتوس في نيويورك، والثنائي التجريبي "دراجا آند أوريل" المعروفين بأعمالهما الجريئة المستوحاة من الطراز القديم، إلى جانب العديد من الأعمال الأخرى. كما سيُقدّم معرض "أيكو" ومقرّه مومباي، أول أعماله في الشرق الأوسط، حيث يعرض مجموعة جديدة من الأعمال للمصممة الهولندية ليند فريا تانجيلدر، التي تُسلّط الضوء على الحرفية الهندية من خلال تعاونها مع الحرفي جيفارام سوثار. ومن أبرز الفعاليات الأخرى عرض "فينيني" الذي يقدّم أعمال الزجاج المنفوخ يدويًّا بالتعاون مع ميشيل دي لوتشي وبيتر مارينو، إلى جانب مجموعة من الأسماء البارزة. كما سيسلط المعرض الضوء على فنون "فيزيونير" الراقية وأثاث "سيرافيني" العملي، ليُبرز التراث الإيطالي من خلال تجربة متعددة الأبعاد. أبرز فعاليات داون تاون ديزاين الرياض سيقدم معرض "داون تاون ديزاين الرياض" في جميع أجنحة حي جاكس برنامجًا غنيًّا بالتجارب الديناميكية والمتاجر المؤقتة، بدءًا من مفاهيم المطبخ الإبداعي وصولًا إلى المعارض الثقافية، بالإضافة إلى مجموعة من الجلسات الحوارية وحلقات النقاش المثيرة. كما سيكشف استوديو التصميم متعدد التخصصات "كريم+إلياس"، بقيادة كريم تامرجي وإلياس حاج، عن مشروع "ستراتا" الخارجي النموذجي، المصنوع يدويًّا من رمال السعودية باستخدام تقنية التربة المدكوكة. عرض هذا المنشور على Instagram ‏ تمت مشاركة منشور بواسطة ‏Downtown Design‏ (@‏downtowndesignd‏) ‏

ما معنى الترند وكيف يختلف بين الماضي والحاضر ولماذا يتبعه البعض رغم خطورته؟
ما معنى الترند وكيف يختلف بين الماضي والحاضر ولماذا يتبعه البعض رغم خطورته؟

مجلة سيدتي

timeمنذ 25 دقائق

  • مجلة سيدتي

ما معنى الترند وكيف يختلف بين الماضي والحاضر ولماذا يتبعه البعض رغم خطورته؟

الإنسان بطبيعته كائن يحب التغيير لا تألف طبيعته السكون والثبات، وإنما تجنح إلى الحرية والتغيير والاختلاف، فيتحرك دائمًا وراء الجديد، وينساق وراءه الكثيرون سواء من المبهورين والمؤيدين أو التابعين المريدين ومن هنا تنشأ الصرعات والموضات والاتجاهات الحديثة بكل عصر، وتظل الموضة بإرهاصاتها الأولى مثيرة ملفتة صاخبة فترة من الزمن ثم ما تلبث أن تخفت وتخبو وتطمس في ظل ظهور صرعة جديدة أو موضة أخرى والتي يُشار إليها حاليًا بمصطلح الترند. الترند موجود منذ قديم الزمن تقول هديل نجيب راضي، باحث في علم الاجتماع- جامعة الإسكندرية لسيدتي: الموضات أو الترندات موجودة منذ قديم الزمن، وهي نمط العصر ويمكننا تعريفها أنها ممارسة شعبية أو سلوك بشري معين يتم من خلاله ابتكار نمط سلوكي معين يتم ممارسته في فترة زمنية محددة، ثم يزيد الإقبال عليه لينتشر بين الناس فيستخدمه أو يمارسه آخرون فيصبح مستهلكًا بعد أن صار عادة أو أسلوب حياة، ثم ما يفتأ يقل الاهتمام به أو يُترك ويهمل فيخبو وتنقشع غلالة إبهاره ليظهر نمط آخر أو ممارسة أخرى. تؤكد هديل أن الصرعات أو الموضات والتي نطلق عليها اليوم (الترند) تتسع لتشمل كل مجالات الحياة بدءًا من الطعام والشراب وصولًا للملابس والأحذية والعطور والأكسسوارات والزينة أو الأثاث لأساليب القراءة والثقافة وحتى بنمط الحياة وفي الألعاب و الأنشطة اليومية المعتادة، فكل ما نفعله اليوم كان يثير الانتباه والاندهاش بالأمس، وكل ممارسة اعتدناها وتعودناها كانت سلوكًا غريبًا ومختلفًا بالأمس وظل هكذا برهة من الزمن حتى يتحول لأمر اعتياديًا يمكن لكل الأشخاص ممارسته . قد ترغبون في التعرف كيف ألهمت الموسيقى مصممي الأزياء على مدى العصور معنى الترند تقول هديل: كلمة ترند تعني الاتجاه" أو الميل إلى وتعني كذلك الموضة أو الصرعة، وبلغة الجدات فهي تعني "التقاليع" أو "المدهشات" وتشير إلى اتجاه سائد يتغير فيه شيء ما أو يتطور بمرور الوقت في سلوكيات عدد من الأفراد أو نشاطهم أو اهتماماتهم، بينما الصيحات هي انفجارات شعبية مؤقتة تتسع دائرة انتشارها وفقًا لمقتضيات العصر الذي تظهر به. كل ما يحيط بنا يبدأ بلبنة بسيطة تبدو غريبة أو مدهشة ثم يتبلور ويتسع سياقاته لينتشر بين العامة فيتمّ فعله مراراً وتكراراً من غير جهد حتى أنه قد يدخل بسياق العادات والتقاليد، فمثلًا لو عدنا لعصر الفراعنة فرسم العيون بالكحل كان أمرًا ذكوريًا ذا سياقات دينية، ثم انتشر بعد ذلك بين الذكور والإناث واختفى بمرور الزمن ليعود ما بين فترة أخرى كعنصر تزيين نسائي، كذلك فتعطير المنازل بالبخور والعطور المختلفة في المواسم والأعياد كان في بدايته صرعة قديمة بمنازل الأثرياء يتبارزون في اختيار الروائح الأغلى ثمنًا ذات السياقات الروحية، لينتشر بين عامة الشعب وينحسر مرة أخرى بين بيوت الشعبيين في مصر بأيام الجمعة والآحاد، كذلك فإن ارتداء الطربوش في بلادنا العربية كان صرعة أو موضة انتشرت بعهد الدولة العثمانية وكانت تقتصر على فئة معينة لتنتشر وتتوغل للكثير من الأقطار العربية بعد ذلك. وإذا كنا نتحدث عن العصر الحديث فمن أشهر صرعاته أو ترنداته الهولا هوب في خمسينات القرن الماضي، وكابيج باتش كيدز الدمى الفريدة بالثمانينات، وموسيقى البيت روك ومكعب روبيك بالسبعينات، وكذلك مصابيح لافا الديكورية بالستينات وألعاب البوكيمون بالتسعينات غيرها، على أن الأزياء والأحذية فالحديث فيها لا ينتهي عن الموضات والصرعات التي لا تتوقف لتظل الموضة أو الصرعة في كل جزئية من الحياة تكرس لبداية جديدة تنتشر عاجلًا أم آجلًا حتى أننا يمكننا القول أن أغلب أنماط حياتنا لم تكن ببدايتها إلا موضة أو صرعة ما .. أو ترند..! تؤكد هديل أن الصرعات عادة ما تعكس هي والموضات أو التقاليع باللغة الدارجة، الذوق العام والهوية، ويعُدها الخبراء ترجمة فورية للتوجه الثقافي المجتمعي فتكرس لتحولات مجتمعية أو ثقافية أوسع، فتعبر عن توتر العالم، تمرده، ألمه، رغبته في التغيير، أو رفاهيته، ويكون لها عمر أطول من الصيحات والتي غالبًا ما تكون مدفوعة بوسائل التواصل الاجتماعي أو التسويق حاليًا بعصرنا الحديث أو الكلام الشفهي المتناقل بالعصور القديمة على أنه من الممكن أن تختفي الصيحات بسرعة بمجرد زوال حداثتها. عصر الترندات تستكمل هديل الحديث: يشهد عصرنا الحديث العديد من الصرعات، على أن اللافت أن الفترة الزمنية التي تقف ما بين ترند وآخر قصرت لدرجة غريبة فبالأجيال السابقة كان خروج موضة ما أو ظهور صرعة ما للنور وحتى يعتاد الناس عليها فيقبلونها ويمارسونها أو يرفضونها ويلفظونها كان الأمر يأخذ عدة سنوات، بينما مؤخرًا الموضات أو الترندات أصبحت أقصر في العمر الزمني حتى أننا يمكننا القول أننا في عصر الترندات فما بين ترند وترند يظهر ترند آخر أكثر فرادة وابتكارًا، وينتشر بفعل التكنولوجيا على نطاق يتخطى المحلية.. فبضغطة زر يمكنك الوصول لمحتوى ترند في الجزء الآخر من العالم.. يمكنك ممارسته أو تقليده أو أيًا ما يكون سياقه. تقول هديل: اللافت أن عصر الترندات الذي يتخطفنا ونعيش بسياقاته تخطى الحدود وظهرت سيئاته، وخطورته على الأجيال الجديدة التي تنساق لكل غريب وفريد ومدهش، فالأمر تخطى حدود الأزياء المدهشة والأطعمة غريبة المكونات أو قطع الأثاث و الابتكارات ، أو حتى غرابة الألوان ودهشتها، فقد وصل الترند بمحتواه لأفعال خطيرة تنشرها منصات التواصل الإجتماعي بمختلف أشكالها لما يسمى بالتحديات التي تشمل الألعاب الخطرة، واختبارات الشجاعة، أو الأعمال المثيرة التي يمكن أن تؤدي إلى إصابات، ويؤديها ويتنافس بها الكبار والصغار، مثل تحدي "Tide Pod Challenge"، حيث كان على المشاركين قضم كبسولات المنظفات، والذي تم حظره، وترند ألعاب خطر مثل الحوت الأزرق وغيرها، وترند صناديق الحليب وغيرها الكثير من الترندات الخطيرة والتي تم حظرها، كما أن هناك ترندات غير هادفة يمارسها الشباب فقط لضياع الوقت مثل ترند تحدي المخدة، ترند العطسة، دلو الثلج، وترند الوشم على مختلف أنحاء الجسد. بالنهاية تؤكد هديل أهمية ألا ننساق للصيحات أوالموضات و الترندات فأغلبها يكون سلبيًا وغربيًا ويشيع سلوكيات قد تكون خطيرة بين الشباب خاصة في هذا العصر والذي تختلط به الأمور، وتختفي الحدود بين الأشياء وتتشابك الحقائق بالأكاذيب ، ولذلك يجب الانتباه لما تسوقه لنا السوشيال ميديا والمجتمعات الافتراضية وما تقدمه لنا على أنه تحدٍ خطير أو ترند مثير فالأمر أبعد من مجرد ترند ينتشر فيروسيًا بين الشباب..! بالسياق التالي ولكل

أوائل حفاظ وحافظات جمعية خيركم يشيدون بدور القيادة في دعم القرآن الكريم
أوائل حفاظ وحافظات جمعية خيركم يشيدون بدور القيادة في دعم القرآن الكريم

صحيفة سبق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة سبق

أوائل حفاظ وحافظات جمعية خيركم يشيدون بدور القيادة في دعم القرآن الكريم

عبّر الحفاظ الـ 13 الأوائل المتنافسون على لقب جمعية خيركم لتعليم القرآن وتحفيظه ممن حظوا بحضور محافظ جدة الأمير سعود بن جلوي لحفل الجمعية السنوي لتكريم 2166 حافظًا وحافظة لكتاب الله، ومناسبة مرور خمسين عامًا على تأسيس الجمعية نيابة عن نائب أمير منطقة مكة الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، والذي اختتم مساء أمس الاثنين عبّروا عن فرحة فوزهم بحفظ القرآن الكريم والتي لا تعادلها فرحة ولا تصفها أي عبارات. وأكدوا اعتزازهم وسعادتهم بمناسبة الخمسين من عمر الجمعية، مشيرين إلى أن هذا اليوم انتظروه طويلاً وعملوا للوصول إليه بجد، مشيرين إلى أنهم وجدوا بركة القرآن في حياتهم وتفوقهم العلمي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store