logo
كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في حماية النحل وإنقاذ مستقبلنا الغذائي؟

كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في حماية النحل وإنقاذ مستقبلنا الغذائي؟

رؤيا نيوز١٨-٠٧-٢٠٢٥
تواجه مستعمرات النحل، الشريك الأساسي في نظامنا الغذائي العالمي، أزمة وجودية تهدد بقاءها، وبقاء العديد من المحاصيل الزراعية التي نعتمد عليها، وفي مواجهة هذه الأزمة تقدم شركة (Beewise) حلًا جذريًا ومبتكرًا يتمثل في خلايا نحل آلية تعمل بالذكاء الاصطناعي، تهدف إلى إحداث تغيير جذري في صناعة تربية النحل، التي لم تتغير منذ 170 عامًا، والحفاظ على حياة هذا الملقح الحيوي.
فقد ابتكرت شركة (Beewise) وحدات لتربية النحل باستخدام الذكاء الاصطناعي تحمل اسم (BeeHome)، وهي عبارة عن خلايا نحل ذكية تُشكل ترقية جذرية لخلايا النحل الخشبية التقليدية، فعند رفع غطاء وحدة (BeeHome) سيبدو الأمر وكأنك تفحص محرك سيارة لا خلية نحل تضم آلاف الملقحات، ويعكس ذلك مدى التقنية المتقدمة التي تحتويها هذه الوحدات.
وحدة (BeeHome).. قفزة تقنية من الخشب إلى الذكاء الاصطناعي:
على عكس خلايا (لانجستروث) Langstroth الخشبية التقليدية، تتميز وحدات (BeeHome) بتصميمها العصري، فهي مكسوة بالكامل بالمعدن الأبيض والألواح الشمسية، مما يضمن استدامتها وكفاءتها. وأهم من ذلك، أنه يكمن الابتكار الحقيقي في نظام عملها، إذ تحتوي الوحدة من الداخل على نظام متكامل يشمل:
ماسحًا ضوئيًا عالي التقنية وكاميرات:
لالتقاط صور منتظمة ودقيقة لآلاف الخلايا الشمعية داخل الإطارات.
ذراعًا آلية تعمل بالذكاء الاصطناعي:
قادرة على تنفيذ مهام دقيقة داخل الخلية دون أي تدخل بشري.
نظام ذكاء اصطناعي:
يحلل البيانات والصور لحظيًا لتقييم صحة المستعمرة واتخاذ الإجراءات اللازمة.
ويُعدّ هذا النظام قادرًا على استبدال نسبة تبلغ 90% من المهام التي يقوم بها مربو النحل في الحقل، مما يمثل تحولًا جذريًا في إدارة المناحل.
وتُستخدم هذه الوحدات حاليًا على نطاق واسع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، إذ يُقدر عددها بنحو 300 ألف وحدة موزعة في حقول اللوز، والكانولا، والفستق، وغيرها من المحاصيل التي تعتمد بنحو كبير على التلقيح.
أزمة النحل.. تهديد متصاعد وإحصائيات مقلقة:
شهد العالم وخاصة الولايات المتحدة ارتفاعًا مفاجئًا في معدلات موت النحل منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ويعود السبب في ذلك إلى مجموعة من العوامل التي تضعف المستعمرات وتقضي عليها، وتشمل: الطفيليات الحاملة للأمراض، والتقلبات المناخية، والمبيدات الحشرية السامة، وغيرها من الضغوط التي تهدد بالقضاء على مستعمرات النحل بأكملها، وقد عرَّض هذا الوضع محاصيل بمليارات الدولارات – من اللوز إلى الأفوكادو – التي تعتمد على الملقحات، للخطر.
وقد كانت النتائج كارثية، فخلال الاثني عشر شهرًا المنتهية في شهر أبريل الماضي، قُضي على أكثر من 56% من مستعمرات النحل التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية فقط، وهو أسوأ رقم مسجل على الإطلاق، وقد كلفت هذه الخسائر مربي النحل ما يقدر بنحو 600 مليون دولار في أقل من عام، وذلك وفقًا لتحالف صحة نحل العسل.
مصير البشر يرتبط بمصير النحل:
يرتبط مصير البشر ارتباطًا وثيقًا بمصير النحل؛ لأنه يُعد المُلقِّح الأهم في العالم، فما يقرب من 75% من المحاصيل تتطلب وجود الملقحات، وتعتمد المكسرات والفواكه بنحو خاص عليها، ومع أن أنواعًا أخرى من الحشرات – مثل الفراشات، والدبابير، والذباب، والخنافس، وبعض الطيور والخفافيش – يمكن أن تؤدي دورًا في التلقيح، لكنها لا تستطيع أن تحل محل نحل العسل بالكامل.
ويكمن السبب في ذلك في سلوك النحل الفريد، فالنحل لا يزور الأزهار فقط للغذاء، بل يجمع حبوب اللقاح ويخزنها في الخلايا، مما يجعله يحمل كميات كبيرة من حبوب اللقاح وينقلها بين الأزهار بفعالية فائقة، وعلى النقيض، تزور باقي الملقحات الأزهار أساسًا لإطعام نفسها.
ويؤكد زاك إليس، مدير قسم الزراعة في شركة (OFI)، وهي شركة عالمية لبيع الأغذية والمكونات الغذائية، هذا الدور المحوري للنحل بقوله: 'لن يكون هناك محصول أساسًا من دون النحل'. ويسلط ذلك الضوء على الحاجة الماسة إلى الابتكار التكنولوجي لحماية هذه الكائنات الحيوية واستدامة الأمن الغذائي.
لذلك تقدم شركة (Beewise) خلايا النحل الذكية، التي تهدف إلى حماية نحل العسل، ومن ثم، تضمن استدامة الغذاء العالمي ومستقبل الزراعة.
ثورة الذكاء الاصطناعي في رعاية النحل.. من المراقبة إلى التدخل الفوري:
يكمن تفوق وحدات (BeeHome) التي تطورها شركة (Beewise) في قدرتها على الانتقال من المراقبة إلى التدخل الفوري، فبينما يتمكن مربو النحل من فحص خلاياهم كل أسبوع أو أسبوعين، يمكن لنظام (Beewise) مراقبة المستعمرة على مدار الساعة، مما يمنح مربي النحل القدرة على الاستجابة الفورية للمشكلات، وعلاوة على ذلك يمكن للنظام القيام ببعض المهام فورًا دون الحاجة إلى أي تدخل بشري.
إذ تُجهز كل وحدة (BeeHome) بكاميرا وذراع آلية، مما يُمكّنها من التقاط صور منتظمة للإطارات في الداخل، ويشبّه (سار سفرا)، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة (Beewise)، هذه العملية بـ (التصوير بالرنين المغناطيسي) لشدة دقتها وتفصيلها.
ثم يحلل الذكاء الاصطناعي آلاف نقاط البيانات من صور الإطارات، وعند رصد أي علامة خطر – مثل نقص اليرقات الجديدة، أو وجود طفيليات، أو تغير في درجة الحرارة – يقوم النظام بما يلي:
إرسال تنبيه فوري:
يصل إشعار فوري إلى مربي النحل عبر تطبيق في الهاتف، يُفيد بأن إحدى المستعمرات تتطلب الاهتمام.
التصرف بطريقة آلية:
يمكن للذراع الروبوتية إعطاء الدواء والغذاء للنحل أو المكملات الغذائية، وتنظيم درجة الحرارة والرطوبة عبر فتح فتحات التهوية وإغلاقها، وحماية النحل من عمليات رش المبيدات القريبة.
نتائج مثبتة وطموحات كبيرة:
فعالية هذا النظام ليست نظرية فقط، فقد أظهرت وحدات (BeeHome) انخفاضًا كبيرًا في خسائر المستعمرات، إذ بلغت نسبة الفقد نحو 8% فقط، مقارنة بالمتوسط السنوي في الصناعة الذي يتجاوز 40%.
وقد أثبتت هذه الوحدات متانتها حتى في وجه الكوارث الطبيعية، إذ ظلت تعمل بعد الأعاصير، التي ضربت فلوريدا العام الماضي والتي دمرت الخلايا الخشبية التقليدية.
ونتيجة لهذه النجاحات، يخطط عملاء مثل (زاك إليس) من شركة (OFI) – الذي يستخدم وحدات (BeeHome) بنسبة تبلغ 30% من الفدانات التي يديرها – إلى زيادة استخدامها لتغطية نسبة تبلغ 100% من أراضيهم خلال ثلاث سنوات.
كما تطمح شركة (Beewise)، التي جمعت ما يقرب من 170 مليون دولار كتمويل، إلى زيادة عدد وحداتها العاملة من 300 ألف حاليًا إلى مليون وحدة في غضون ثلاث سنوات، وتتوقع تحقيق إيرادات بقيمة تبلغ 100 مليون دولار هذا العام.
الخاتمة.. سباق مع الزمن لإنقاذ حليف لا غنى عنه:
يعتمد مصير البشر بنحو وثيق على مصير النحل، إذ تتطلب نسبة تبلغ نحو 75% من محاصيلنا الغذائية التلقيح، ويصف الخبراء وحدات (BeeHome) أنها عبارة عن (فندق ريتز كارلتون) للملقحات، لما توفره من رعاية فائقة. وفي سباق مع الزمن لإنقاذ النحل، تقدم تكنولوجيا شركة (Beewise) أملًا حقيقيًا، وتثبت أن الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي والروبوتات قد يكون المفتاح لضمان استمرارية هذا الحليف الحيوي، ومن ثم؛ ضمان استدامة أمننا الغذائي العالمي.
ولكن يكمن التحدي الأكبر الآن في إقناع صناعة عريقة بالتحول من تقاليدها التي دامت قرونًا إلى تبني مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذكاء الاصطناعي يتحول إلى صديق رقمي للمراهقين
الذكاء الاصطناعي يتحول إلى صديق رقمي للمراهقين

الغد

timeمنذ 14 ساعات

  • الغد

الذكاء الاصطناعي يتحول إلى صديق رقمي للمراهقين

في السنوات الأخيرة، شهد الذكاء الاصطناعي تطورًا لافتًا، لم يقتصر على تقديم المعلومات أو أداء المهام الذكية، بل امتد ليصبح جزءًا من الحياة اليومية للمراهقين، ليس فقط كأداة للمساعدة، بل كمصدر للدعم العاطفي وبديل للعلاقات الاجتماعية. اضافة اعلان دراسة حديثة أعدتها مؤسسة Common Sense Media، التي تُعنى بمراقبة استخدام التكنولوجيا بين الأطفال والشباب، كشفت أن أكثر من 70% من المراهقين استخدموا ما يُعرف بـ"رفقاء الذكاء الاصطناعي" مرة واحدة على الأقل، بينما يستخدمه نصفهم بانتظام. وتشير الدراسة إلى أن 31% من هؤلاء وصفوا المحادثات مع الذكاء الاصطناعي بأنها مرضية أو أكثر من محادثاتهم مع أصدقائهم الفعليين. كما تبين أن 33% ناقشوا قضايا شخصية أو عاطفية مع الذكاء الاصطناعي بدلاً من التوجه إلى أشخاص حقيقيين. ويحذر الدكتور مايكل روب، الباحث الرئيسي في المؤسسة، من أن الذكاء الاصطناعي أصبح متغلغلًا في مرحلة حساسة من النمو الاجتماعي والعاطفي. يقول روب: "المراهقة فترة محورية لتكوين الهوية وتعلم المهارات الاجتماعية. وإذا نشأ الشباب وهم يتلقون استجابات دائمة الموافقة والتأييد من أدوات ذكاء اصطناعي، دون تحدٍ أو تعقيد في التفاعل، فإنهم سيكونون أقل استعدادًا للتعامل مع الواقع والعلاقات الحقيقية." كما رصد التقرير ضعفًا في أنظمة الرقابة على هذه المنصات، إذ أظهرت تحليلات "تقييم المخاطر" أن بعض هذه التطبيقات الذكية تقدم محتوى غير مناسب للفئة العمرية، وقد تتضمن موادًا ذات طابع جنسي أو نصائح قد تكون ضارة نفسيًا أو سلوكيًا. ولهذا توصي المؤسسة بعدم استخدام الأطفال والمراهقين لتلك المنصات دون إشراف مباشر. من جانبها، تؤكد الدكتورة إيفا تيلزر، أستاذة علم النفس وعلوم الأعصاب بجامعة نورث كارولاينا، أن انتشار استخدام المراهقين للذكاء الاصطناعي تم بوتيرة أسرع مما يتصور الأهالي، بل ويمتد حتى للأطفال بعمر 8 سنوات. ووجدت أبحاثها أن كثيرًا من الشباب يلجؤون إلى هذه الأدوات الرقمية لاستكشاف ذواتهم، أو التفاعل مع مواقف حساسة، ما قد يؤدي إلى تعلّق نفسي أو بناء علاقات غير متوازنة مع أنظمة غير بشرية. وتضيف تيلزر أن أحد أخطر التحولات الملحوظة هو تراجع ثقة المراهقين في قدرتهم على اتخاذ قرارات بأنفسهم، إذ بات العديد منهم يعتمدون على رأي الذكاء الاصطناعي قبل إرسال رسالة أو اتخاذ خطوة شخصية. وتشير إلى أن هذا النمط يعزز التبعية ويضعف مهارات الحكم الذاتي. ويجمع الخبراء على أن الذكاء الاصطناعي يختلف في تأثيره عن وسائل التواصل الاجتماعي. فبينما كانت الأخيرة تلبي حاجات الإنسان للظهور والانتماء، فإن الذكاء الاصطناعي يتغلغل أعمق، ويستجيب لحاجة دفينة في الشعور بالتعاطف والارتباط العاطفي. وهو ما يجعل تأثيره النفسي طويل الأمد وأكثر تعقيدًا. في ظل غياب تنظيم دقيق لاستخدام هذه المنصات، ودون توعية كافية من الأهل والمعلمين، يتزايد الخوف من أن تحل أدوات الذكاء الاصطناعي محل العلاقات الإنسانية الحقيقية، خاصة بين فئة المراهقين الذين يمرون بأكثر مراحل الحياة حساسية في تشكيل هويتهم الاجتماعية والنفسية.

كيف تحمي ابنك المراهق من تأثير "رفقاء الذكاء الاصطناعي"؟
كيف تحمي ابنك المراهق من تأثير "رفقاء الذكاء الاصطناعي"؟

الغد

timeمنذ 14 ساعات

  • الغد

كيف تحمي ابنك المراهق من تأثير "رفقاء الذكاء الاصطناعي"؟

مع تسارع اندماج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، بدأ المراهقون يلجؤون إلى روبوتات المحادثة ليس فقط للحصول على المعلومات، بل للدردشة، طلب النصيحة، والتنفيس عن مشاعرهم. اضافة اعلان ومع ازدياد اعتمادهم على هذه الأدوات، يزداد القلق لدى المتخصصين في الصحة النفسية حول التأثير العاطفي لهذه العلاقة الرقمية على الجيل الجديد. بحسب دراسة جديدة أجرتها مؤسسة Common Sense Media، فإن أكثر من 70% من المراهقين في الولايات المتحدة استخدموا "رفقاء ذكاء اصطناعي" مرة واحدة على الأقل، فيما يتفاعل أكثر من نصفهم معهم بشكل منتظم. وتشمل هذه الأدوات منصات مثل Replika، وNomi، والتي تُعرف بأنها "أصدقاء رقميون" يُمكن التحدث إليهم في أي وقت، وغالبًا ما تُبرمج لتكون داعمة وودودة ومتاحة دائمًا. الخبراء يحذرون: هذه العلاقة ليست حقيقية الدكتور مايكل روب، كبير الباحثين في المؤسسة، يشير إلى أن أهم خطوة يمكن أن يقوم بها الأهل هي فتح حوار صريح مع أبنائهم دون إطلاق الأحكام. ويوصي بأن يبدأ الأهل بأسئلة بسيطة مثل: "هل سمعت عن رفقاء الذكاء الاصطناعي؟" أو "هل تستخدم تطبيقات تتحدث إليك كأنها صديق؟". الهدف من ذلك هو الفهم، وليس القلق أو المنع المباشر. ويؤكد روب أن هذه الأدوات مصممة لتكون دائمًا متفقة مع المستخدم، ما يجعلها علاقة "خالية من التحدي"، وهو أمر بعيد عن الواقع الاجتماعي الطبيعي الذي يتطلب التعامل مع وجهات نظر مختلفة وتفاعل بشري معقد. الذكاء الاصطناعي قد يُضعف العلاقات الواقعية من جهته، يرى الدكتور ميتش برنستين، رئيس قسم علم النفس في الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA)، أن القلق لا يتعلق فقط بمحتوى هذه المحادثات، بل أيضًا بالوقت الذي تسرقه من العلاقات الحقيقية. ويضيف: "يجب أن نُعلم المراهقين أن هذه الأدوات وسيلة ترفيهية، وليست بديلًا حقيقيًا للعلاقات الإنسانية." الجمعية الأمريكية لعلم النفس أصدرت مؤخرًا تحذيرًا صحيًا بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية للمراهقين، يتضمن نصائح للأهل حول كيفية المراقبة والتدخل. متى يكون القلق مبررًا؟ علامات الخطر يشير الدكتور روب إلى أن هناك سلوكيات معينة قد تعكس ارتباطًا غير صحي بين المراهق وأدوات الذكاء الاصطناعي، مثل تفضيله التفاعل مع الروبوتات على حساب علاقاته العائلية والاجتماعية، أو قضائه ساعات طويلة في محادثات رقمية على حساب وقته الواقعي، إضافةً إلى ظهور علامات انزعاج أو توتر نفسي عند الانفصال عن هذه الأدوات. في مثل هذه الحالات، يصبح التدخل ضروريًا، مع ضرورة توضيح أن العلاقة مع الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن تحلّ محل العلاقات الإنسانية الحقيقية أو تغني عن التواصل العاطفي والاجتماعي في الواقع. ضع قواعد واضحة... وافهم طبيعة الأدوات يوصي الخبراء بأن تكون هناك قواعد أسرية لتنظيم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، تمامًا كما هو الحال مع وقت الشاشة أو استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. بعض رفقاء الذكاء الاصطناعي مصممون خصيصًا للبالغين، ويتيحون سيناريوهات حوارية قد تكون رومانسية أو حميمية أو حتى لعب أدوار، وهو ما لا يناسب الفئات العمرية الصغيرة. كما يجب توضيح أن هذه الأدوات لا تمتلك القدرة الحقيقية على تقديم دعم نفسي في حالات الأزمات، مثل الاكتئاب أو اضطرابات الأكل أو الوحدة. في هذه الحالات، يحتاج الطفل إلى دعم إنساني حقيقي من الأسرة أو الأصدقاء أو اختصاصي نفسي. رسالة للأهل: لا تكن جاهلًا بالتكنولوجيا يحذر الدكتور برنستين من أن جهل الأهل بطبيعة هذه الأدوات قد يفاقم المشكلة. ويقول: "كثير من الآباء يرفعون أيديهم ويقولون: لا أفهم هذه الأشياء. هذا يبدو جنونيًا!" لكن هذا الموقف يُشعر الطفل بأنه لا يستطيع اللجوء إليهم إذا واجه مشكلة، لأنه سيتعرض للتقليل أو السخرية. الفهم العميق لما تفعله أدوات الذكاء الاصطناعي، وكيف يستخدمها الشباب، ولماذا أصبحت منتشرة بهذا الشكل، هو مفتاح الوقاية والتوجيه الصحيح. لا تمنع... لكن وجّه حتى بعض المراهقين الناضجين يؤكدون أن المنع الكامل ليس هو الحل. يقول أحدهم: "الذكاء الاصطناعي بات موجودًا في كل شيء. من المستحيل اليوم أن تتجنب استخدامه، تمامًا كما يصعب تجنب مواقع التواصل الاجتماعي. الأفضل أن تتعلم كيف تتعامل معه بطريقة ناضجة وتواجه التحديات بدلًا من الهروب منها." ويضيف: "الذكاء الاصطناعي يجعل كل شيء سهلًا، وهذا هو الخطر. كلما أحببت السهولة، أصبحت أكثر عرضة لفقدان التوازن في هذا العالم الجديد." بينما تبدو أدوات الذكاء الاصطناعي صديقة للمراهقين، فإنها ليست بديلاً عن العلاقات الإنسانية الحقيقية. دور الأهل اليوم لا يتمثل في الرفض أو الحظر، بل في الفهم، والمشاركة، والتوجيه، من أجل حماية الصحة النفسية والاجتماعية لجيل نشأ في ظل "أصدقاء رقميين" لا ينامون ولا يختلفون.

غوغل تحقّق إنجازًا تاريخيًا في أولمبياد الرياضيات العالمية
غوغل تحقّق إنجازًا تاريخيًا في أولمبياد الرياضيات العالمية

الغد

timeمنذ 14 ساعات

  • الغد

غوغل تحقّق إنجازًا تاريخيًا في أولمبياد الرياضيات العالمية

قالت شركتا "غوغل" و"أوبن إيه آي" إن نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما فازت بميداليات ذهبية في أولمبياد الرياضيات الدولي، في إشارة إلى طفرة نوعية في قدرات الذكاء الاصطناعي على حل مسائل رياضية معقّدة، ضمن السباق نحو تطوير أنظمة تقارب الذكاء البشري. اضافة اعلان وقد شكّل هذا الإنجاز المرة الأولى التي تتخطى فيها أنظمة الذكاء الاصطناعي عتبة الميدالية الذهبية في أولمبياد الرياضيات الدولي (IMO) الخاص بطلاب المرحلة الثانوية. وبحسب ما ذكر موقع Reuters ، فإن كلا النموذجين تمكّنا من حل خمس مسائل من أصل ست، باستخدام نماذج "تفكير" عامة تعالج المفاهيم الرياضية عبر اللغة الطبيعية، بدلًا من الطرق الحسابية التقليدية التي اعتمدتها الشركات في السابق. وقد تعاونت غوغل، عبر وحدة "ديب مايند"، رسميًا مع اللجنة المنظمة للأولمبياد لتقييم نماذجها من قِبل اللجنة، بينما لم تشارك أوبن إيه آي رسميًا، لكنها نشرت نتائجها بعد تقييمها من ثلاثة فائزين سابقين بميداليات IMO، مشيرة إلى أن نماذجها حققت مستوى يستحق الميدالية الذهبية في مسائل هذا العام. ويرى البروفيسور في الرياضيات بجامعة براون والباحث الزائر في "ديب مايند"، جونهيُك جونغ، أن هذا الإنجاز يؤشر إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يصبح، خلال أقل من عام، أداةً لمساعدة الباحثين على حل مشكلات رياضية لم تُحل بعد في هذا المجال. وقال جونغ: "عندما نصل إلى قدرة على حل مسائل منطقية معقدة عبر اللغة الطبيعية، فسيفتح ذلك الباب أمام تعاون فعّال بين الذكاء الاصطناعي وعلماء الرياضيات". وقد اعتمدت أوبن إيه آي في نموذجها التجريبي على تكثيف قوة الحوسبة لحظة الاختبار (test-time compute)، من خلال السماح للنموذج بالتفكير لفترة أطول واستخدام الحوسبة المتوازية لتوليد عدة مسارات من التفكير في آنٍ واحد. ورفض الباحث في أوبن إيه آي نوام براون الإفصاح عن التكلفة الحوسبية، لكنه وصفها بأنها "باهظة جدًا". ويرى باحثو أوبن إيه آي أن هذه النتائج تبرهن مجددًا على قدرة النماذج على امتلاك مهارات استدلال قد تمتد إلى مجالات بحثية أخرى غير الرياضيات. وتشاطر غوغل هذا التفاؤل، إذ يرى جونغ أن هذه القدرة قد تُستخدم لاحقًا في مجالات مثل الفيزياء. وشارك في النسخة الـ66 من أولمبياد IMO، المقامة على ساحل صن شاين في ولاية كوينزلاند الأسترالية، 630 طالبًا، أحرز 67 منهم (نحو 11%) ميداليات ذهبية. وكانت وحدة ديب مايند التابعة لغوغل قد حصلت العام الماضي على ميدالية فضية عبر نموذج متخصص في الرياضيات. أما هذا العام، فاستخدمت الشركة نموذجها العام "Gemini Deep Think"، الذي تم الكشف عنه في مؤتمر المطورين الأخير في مايو. وبخلاف المحاولات السابقة التي اعتمدت على لغات رسمية وحسابات مطولة، فإن نهج غوغل هذا العام كان بالكامل عبر اللغة الطبيعية، وتمكن من حل المسائل ضمن المهلة الرسمية البالغة 4.5 ساعات، بحسب ما ورد في منشور عبر مدونة الشركة. أما أوبن إيه آي، فطورت هي الأخرى نموذجًا تجريبيًا للمسابقة، وفقًا لما نشره الباحث ألكسندر وي على منصة X، مشيرًا إلى أن الشركة لا تخطط لطرح هذا النموذج المتقدم علنًا خلال الأشهر المقبلة. وتُعد هذه المرة الأولى التي تتعاون فيها اللجنة المنظمة للمسابقة رسميًا مع مطوري الذكاء الاصطناعي، بعد سنوات من استخدامهم أولمبياد IMO لاختبار قدرات نماذجهم. وقد قامت اللجنة هذا العام بتوثيق واعتماد نتائج الشركات المشاركة، مثل غوغل، وطلبت منهم نشر النتائج في 28 يوليو. وقال ديميس هاسابيس، الرئيس التنفيذي لديب مايند، عبر منصة X: "احترمنا طلب لجنة IMO الأصلي بأن يتم إعلان نتائج المختبرات بعد التأكد من النتائج الرسمية وتكريم الطلاب أولًا". وبدورها، قالت أوبن إيه آي، التي أعلنت عن نتائجها يوم السبت وادّعت الفوز قبل التوثيق الرسمي، إنها حصلت على إذن من عضو في لجنة IMO للنشر بعد حفل الختام. وأكد غريغور دولينار، رئيس لجنة IMO، لوكالة رويترز، أن اللجنة سمحت للشركات المتعاونة بنشر نتائجها بدءًا من يوم الاثنين. - رويترز

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store