
مصطفى حمزة يكتب: أقصى درجات الغل والحقد على الوطن
«الوطن عبارة عن حفنة من تراب عفن» في نظر تيارات ما يعرف بالإسلام السياسي مثلما قال القيادي الإخواني الأشهر سيد قطب، وهو ما يعكس عقيدة هذه التيارات تجاه الحروب الوطنية ومعارك التحرير التي قادتها الجيوش النظامية لهذه الدول، والتي على رأسها معركة العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر عام 1973م، التي مثلت لمصر انتصارًا حقيقيًا على العدو اليهودي في المنطقة أعاد لها هيبتها ورد إليها كرامتها بعد نكسة 1967م.
وقد تباينت مواقف التيارات الإسلامية من حرب أكتوبر المجيدة، ففي الوقت الذي وصفها السلفيون على اختلاف تياراتهم ومدارسهم بأنها نوع من أنواع الجهاد، حتى وإن لم تتوافر فيها بعض شروط الجهاد الشرعي، ونظرت هذه التيارات إلى الرئيس السادات على اعتباره حاكماً مسلماً باستثناء تيار السلفية الجهادية التي لم تكن تبلورت وقتها بشكل تنظيمي وإنما كانت واضحة في فكر بعض الأشخاص الذين ينتمون للتيار السلفي بشكل عام، ولكنهم يحملون أفكاراً تكفيرية.
بالإضافة إلى أنهم يعتقدون اعتقادًا فاسدًا يتمثل في أن الحرب كانت لأهداف سياسية للدفاع عن الوطن وليس عن الإسلام، أي أنها رفعت راية »الوطنية« ولم ترفع راية »الدين» وراية الوطنية عندهم راية جاهلية يحرم القتال خلفها، مع ما يترتب على ذلك من أحكام للمشاركين في هذه الحرب في حال موتهم، فهم يموتون ميتة جاهلية عند هؤلاء المتطرفين، على الرغم من أنهم عند الله شهداء.
نفاق الإسلاميين
أما التيارات الأخرى، فقد استخدمت الجماعات الإسلامية المتنوعة سياسة ازدواجية المعايير، وذلك بتصدير خطابين مختلفين يختلف كل منهما حسب الجمهور الذي تخاطبه تلك التيارات، ففي حين تؤكد هذه الجماعات على اختلاف تنوعها في خطابها المعلن أن حرب أكتوبر أعادت العزة للدولة المصرية، ومثلت انتصاراً حقيقياً على العدو "اليهودي"، حتى يظهروا وكأنهم وطنيون محبون لمصر، إلا أن هناك خطاباً آخر لا يتم الإعلان عنه إلا للمنتمين لكل جماعة من هذه الجماعات، بحيث تؤكد فيه موقفها من الحرب المجيدة وفق مرجعيتها الدينية الخاصة بها، وهو الأمر الذي انكشفت بوضوح بعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١م.
فجماعة الإخوان المسلمين التي تعتبر الجماعة الأم لكل الجماعات لا تعترف بحرب أكتوبر وتعتبرها في مزابل التاريخ وليست حرباً حقيقية، ولكنهم يعترفون بحرب ١٩٤٨م ويعتبرونها الحرب الوحيدة التي تستحق الفخر، بسبب الانتصارات الوهمية التي ينسبونها لأنفسهم في هذه الحرب، ولو كان الإخوان يعظمون حرب أكتوبر لعظموا قادتها.
وأثنى محمود الصباغ على قتلة الرئيس السادات، في كتابه "حقيقة التنظيم الخاص ودوره في دعوة الإخوان المسلمين"، الذي قدم له المرشد الخامس مصطفى مشهور، حيث قال في ص ٢٩: "فسلط عليه شبابا من شباب مصر وأظلهم بظله فباغتوه في وضح النهار وفى أوج زينته وعزه يستعرض قواته المسلحة ولا يرى فيهم إلا عبيدا له ينحنون وبقوته وعظمته يشهدون وإذا بهم سادة يقذفونه بالنار ويدفعون عن أنفسهم وصمة الذل والعار والشنار"، فشبه السادات بالإله وشبه رجال الجيش البواسل بالعبيد الذين ينحنون له، ليزرع في قلوب أتباعه تكفير الرئيس، واستحقاقه للقتل كما لا يخفى من ثنائه على القتلة الذين زعم أن الله أظلهم بظله ليرتكبوا جريمتهم عياذًا بالله.
والغريب أنهم اتخذوا هذا الموقف مع الرئيس الذي فتح لهم باب الدعوة وأعادهم إلى الحياة السياسية مرة أخرى بعد أن فقدوا الأمل من الخروج من سجون الرئيس الراحل عبد الناصر، ليدفع حياته ثمنًا لغدرهم، لأنهم لا عهد لهم، ويقابلون الإحسان بأشد الإساءة.
ولكن الجماعة صدرت خطابًا آخر يتناسب مع نظرة المجتمع لهذا النصر المجيد وتمثل ذلك في وصف الدكتور عبد الرحمن البر، مفتي جماعة الإخوان المسلمين، حرب أكتوبر بأنها من أهم الأيام في تاريخنا الحديث، معتبراً أنها أول نصر حقيقي للأمة في تاريخها الحديث على "الصهاينة"، بعد هزائم متتالية تجرعت الأمة مرارتها، لا سيما الهزيمة الكبرى في الخامس من يونيو سنة ١٩٦٧م، مشيراً إلى أن تصحيح العقائد والاستمساك بالدين في هذه الحرب هو أهم أسباب نصر الجنود المصريين الذين وصفهم بالمجاهدين.
الإرهابيون.. أبطالًا!
بل زاد على ذلك المؤرخ الإخواني راغب السرجاني بتأكيده أن الرئيس أنور السادات كان يعمل بشكل شخصي مع قيادة الجيش المصري على التخطيط لهذه الحرب التي أتت مباغتة للجيش الإسرائيلي، إلا أن هذه التصريحات المعلنة لقادة الجماعة جاءت مناقضة لما ظهر من جماعة الإخوان فيما بعد، حينما وصلت لسدة الحكم في مصر، حينما احتفل الرئيس المخلوع محمد مرسي بهذه الحرب ليكشف عما تكنه صدور جماعته من الرؤية الاعتقادية تجاه هذه الحرب المجيدة، حيث استبعد جميع قادة الحرب من الاحتفال لإذلالهم، ودعا قادة الدم والإرهاب وقتلة السادات للجلوس على منصة الاحتفال، وكأنهم أبطال النصر، وهذا من وقاحتهم وغياب مروءتهم وشهامتهم.
والترجمة الفعلية لهذه العقيدة الإخوانية تجاه الحرب تمثلت في أول رد فعل لجماعة الإخوان على انتصارات أكتوبر بعد الحرب بستة أشهر حينما نفذت مجموعة إرهابية أول هجوم عسكري على موقع الكلية الفنية العسكرية المصرية في يوم ١٨ أبريل ١٩٧٤م، وتنظيم الفنية العسكرية هو الجناح العسكري للإخوان في ذلك الوقت، حسب اعترافات طلال الأنصاري القيادي في المجموعة التي نفذت المجزرة، والذي قال إنهم بايعوا المرشد العام حسن الهضيبي في بيت زينب الغزالي، وأن التنظيم كان علي علاقة عضوية ومباشرة بجماعة الإخوان المسلمين، وبمثابة الجناح العسكري لها.
وقد كشفت أحداث يناير ٢٠١١ وما تلاها من تطورات، النقاب عن الوجه القبيح للجماعة تجاه الجيش المصري، حيث يرى التكفيري الهارب وجدي غنيم أن الجيش الإسرائيلي أفضل من الجيش المصري، لأن الأخير مرتد، ولكن الأول كافر، ومعلوم أن المرتد أشد خطورة من الكافر الأصلي، وكذلك فتاوى القرضاوي في تكفير جيش مصر واستعدائه الدول عليه من أجل القضاء على هذا الجيش، وهو ما يعبر عن عمق الفكر التكفيري عند الإخوان، بالإضافة إلى مطالبة المدعو سلامة عبد القوي أنصار جماعته بقتل عناصر الشرطة والجيش، معتبرًا ذلك نوعًا من الجهاد في سبيل الله.
البطل يدفع الثمن
أما الجماعة الإسلامية فكانت ترى أن شروط الجهاد الشرعي لا تتوافر في حرب أكتوبر والتي من أهمها القتال خلف قائد مسلم، وقد كانوا يكفرون الرئيس السادات ولا يعتبرونه قائد حرب، وقد أظهر ذلك فتوى الشيخ عمر عبد الرحمن، أمير الجماعة الإسلامية في ذلك الوقت بإهدار دم السادات على الرغم من دوره الوطني في حرب التحرير، وكان للفتوى دور كبير في اغتيال السادات في يوم ذكرى الحرب المجيدة وأثناء استعراضه لتشكيلات من القوات المصرية التي شاركت فيها عام ١٩٨١م.
كما أن محمد عبد السلام فرج، صاحب كتاب الفريضة الغائبة، وصف قوات الشرطة والجيش في كتابه بأنهم من الطائفة المرتدة، وهو ما كان يمثل معتقد أغلب شباب وقيادات الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد آنذاك، فالجيش المقاتل في ١٩٧٣م عندهم جيش مرتد.
ولكن هذا الموقف الرسمي القديم للجماعة من الحرب يختلف عن الموقف بعد المراجعات والذي ظهر جلياً في مقال للدكتور ناجح إبراهيم أحد القادة التاريخيين للجماعة عبر الموقع الرسمي لهم على شبكة الإنترنت حيث اعتبر نصر أكتوبر من أهم روافد الإسلام والدين وإحياء الموات في الشعب المصري من جديد، لافتاً إلى أن هذا النصر ضخ في شرايين مصر من جديد روح العزيمة وحب الشهادة في سبيل الله.
وأشار إلى أن الأجواء الإيمانية التي صنعها النصر لا يستطيع مليون خطيب أو داعية أو واعظ أو مرب أن يصنعها في ظرف غير هذا الظرف وفي جو غير هذه الأجواء، مستنكراً تقليد بعض الإسلاميين لغير المنصفين الذين دفعتهم كراهيتهم العمياء للسادات للقول بأن حرب أكتوبر هي تمثيلية بين السادات وإسرائيل لتحريك الموقف السياسي المتجمد بينهما، وهذا والله لا يقول به عاقل أو منصف أو عنده ذرة من علم التاريخ، والذي يقول ذلك لم يقرأ أو يعرف عن حرب أكتوبر شيئا.
وأرجع عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية الراحل، تكريم محمد مرسي، للرئيس أنور السادات، بسبب اتخاذه قرار حرب أكتوبر، الذي وصفه بأنه من أعظم قرارات حياته التي لا يستطيع أن يختلف معه بشأنها أحد.
وأشار دربالة في تصريحات صحفية كان قد أدلى بها في حكم الإخوان إلى بعض أخطاء السادات، التي وصفها بالجسيمة مثل توقيعه لمعاهدة كامب ديفيد ودخوله في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بشكل منفرد، موضحًا أن خوض السادات لهذه المفاوضات بعيدًا عن شركائه من الجانب العربي أضعف المفاوض المصري والعربي خلال المفاوضات مع إسرائيل.
واستثمرت الجماعات الإسلامية على اختلاف أنواعها هذا الحدث المهم وحاولت توظيفه في تشويه صورة السادات، وكانوا يتمنون أن تنتهي الحرب بهزيمة السادات لأنه في نظرهم كافر مرتد لا يقيم شرع الله، ومن ثم لا يستحق النصر، حسب اعتقادهم.
الحق ما شهد به الأعداء
تأتي شهادات قادة إسرائيل الذين عاصروا حرب ١٩٧٣م لتفضح تشكيك الإسلاميين فيها، لأن الحكمة تقول "الحق ما شهد به الأعداء"، فلا تزال الحكومة الإسرائيلية تستعيد ذكريات هزيمتها في مثل هذا الموعد من كل عام على الرغم من مرور ٤٣ عامًا مما يدل على أن الجراح لم تندمل بعد، مثلما يقول الخبير العسكري، اللواء حسام سويلم.
والدليل على ذلك اعتراف جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك، وهي تصرخ في مكالمتها الهاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر فجر يوم ٩ أكتوبر، قائلة: "لقد خسرنا حتى اليوم ٤٥٠ دبابة و١٢٠ طائرة، وأخشى أن نخسر سيناء"، فأجابها كيسنجر: "بل أخشى أن تخسروا إسرائيل ذاتها".
كما قالت في كتاب لها بعنوان "حياتي": "إن المصريين عبروا القناة وضربوا بشدة قواتنا في سيناء وتوغل السوريون في العمق علي مرتفعات الجولان وتكبدنا خسائر جسيمة علي الجبهتين وكان السؤال المؤلم في ذلك الوقت هو ما إذا كنا نطلع الأمة علي حقيقة الموقف السيئ أم لا، الكتابة عن حرب يوم الغفران يجب ألا تكون كتقرير عسكري بل ككارثة قريبة أو كابوس مروع عانيت منه أنا نفسي وسوف يلازمني مدي الحياة."
ووصف "موشي ديان" وزير الدفاع الإسرائيلي حينئذ في مذكرات منسوبة له حرب أكتوبر بـ"الزلزال" الذي تعرضت له إسرائيل، مؤكدًا أن ما حدث في هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون و"أظهر لنا ما لم نكن نراه قبلها وأدي كل ذلك إلي تغيير عقلية القادة الإسرائيليين".
واعترف أهارون ياريف مدير المخابرات الإسرائيلية الأسبق، في ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس في ١٦ سبتمبر ١٩٧٤ بأن الإسرائيليين قد خرجوا من الحرب ممزقين وضعفاء، مستشهدًا بتصريحات الرئيس الراحل أنور السادات حينما سئل: هل انتصرت في الحرب؟ فأجاب: "انظروا إلي ما يجري في إسرائيل بعد الحرب وأنتم تعرفون الإجابة عن هذا السؤال".
ويقول حاييم هيرتزوج الرئيس السادس لإسرائيل: "لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل السادس من أكتوبر، وكان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون، بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم، لقد كانوا يتميزون بالصبر كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا، كانوا يقولون ويعلنون الحقائق حتي بدأ العالم الخارجي يتجه إلي الثقة بأقوالهم وبياناتهم."
بينما يرى ناحوم جولدمان في كتاب له بعنوان "إلي أين تمضي إسرائيل" أن الحرب وضعت حدًا لأسطورة إسرائيل في مواجهة العرب، وكلفت إسرائيل ثمنًا باهظًا نحو خمسة مليارات دولار، وأحدثت تغيرًا جذريًا في الوضع الاقتصادي في الدولة الإسرائيلية التي انتقلت من حالة الازدهار التي كانت تعيشها قبل عام، مشيرًا إلى أن النتائج الأكثر خطورة كانت تلك التي حدثت علي الصعيد النفسي وتمثلت في انتهاء ثقة الإسرائيليين في تفوقهم الدائم.
وفي نوفمبر ١٩٧٣م قال "أبا إيبان" وزير خارجية إسرائيل: "لقد طرأت متغيرات كثيرة منذ السادس من أكتوبر، لذلك ينبغي ألا نبالغ في مسألة التفوق العسكري الإسرائيلي بل علي العكس فإن هناك شعورًا طاغيًا في إسرائيل الآن بضرورة إعادة النظر في علم البلاغة الوطنية، إن علينا أن نكون أكثر واقعية وأن نبتعد عن المبالغة."
ويقول "زئيف شيف" المعلق العسكري الإسرائيلي، في كتابه "زلزال أكتوبر": "هذه هي أول حرب للجيش الإسرائيلي التي يعالج فيها الأطباء جنودًا كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون إلي علاج نفسي، هناك من نسوا أسماءهم، لقد أذهل إسرائيل نجاح العرب في المفاجأة في حرب يوم عيد الغفران وفي تحقيق نجاحات عسكرية، لقد أثبتت هذه الحرب أن علي إسرائيل أن تعيد تقدير المحارب العربي"
وعلى الرغم من هذه الشهادات والاعترافات التي خرجت من أفواه القادة الإسرائيليين أنفسهم، إلا أن تيارات إسلامية تصر على التشكيك في القدرات التي اجتازتها مصر خلال هذه المعركة التي أعادت الكرامة للأمة العربية كلها، وأنهت أسطورة "إسرائيل التي لا تقهر" التي روجت لها إسرائيل في الغرب قبل الشرق، ودفنت هذه المقولة تحت التراب المصري، وقضت على ثقة الإسرائيليين في تفوقهم الدائم، ولكنها لم تقض على نظرية المؤامرة التي سيطرت ولا تزال تسيطر على عقول الإسلاميين المريضة التي تخيلوا بها أن حرب أكتوبر "تمثيلية" بين السادات وإسرائيل لتحريك المياه السياسية الراكدة.
عددpdf

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 3 ساعات
- الاتحاد
عمار بن حميد: تعزيز الشراكات مع المدن الصينية الكبرى
تشونغتشينغ (وام) التقى سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي، معالي يوان جيا جون، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، سكرتير الحزب بمدينة تشونغتشينغ، وعدداً من كبار المسؤولين، وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها سموه إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة. وبحث سموه مع معالي يوان جيا جون وكبار المسؤولين في حكومة المدينة، سبل تعزيز التعاون في عدد من القطاعات، منها التكنولوجيا الحديثة، والصناعة، والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى استكشاف الفرص الاستثمارية والتجارية بين عجمان وتشونغتشينغ. ووجَّه سموه الدعوة، خلال اللقاء، إلى معالي يوان جيا جون وكبار المسؤولين الحكوميين في تشونغتشينغ إلى زيارة إمارة عجمان، بهدف تعميق علاقات التعاون وتوطيد الروابط بين الجانبين. وقال سمو ولي عهد عجمان: «ترتكز رؤيتنا على تعزيز الابتكار، واستخدام التكنولوجيا المتقدمة في مختلف المجالات، وتفعيل التعاون الدولي من أجل تحقيق التنمية المستدامة والشاملة. ونحن في عجمان نؤمن بأن تعزيز الشراكات مع المدن الصينية الكبرى، يسهم في دفع عجلة النمو والازدهار لكل من الجانبين». وأضاف سموه: «بدأت العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات والصين منذ عام 1984، واحتفلنا مؤخراً بمرور 40 عاماً من الشراكة الناجحة والمتنامية في مختلف المجالات، وفي عام 2018، قام فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة تاريخية لدولة الإمارات، أسست لشراكة استراتيجية شاملة بين البلدين». وتابع سمو ولي عهد عجمان قائلاً: «استمرت الزيارات المهمة بين البلدين، أبرزها زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الصين في مايو 2024، حيث تم توقيع أكثر من 30 اتفاقية ومذكرة تفاهم». وأكد سمو ولي عهد عجمان أن الزيارات المتبادلة بين البلدين جعلت الإمارات أكبر شريك تجاري غير نفطي للصين في الشرق الأوسط، في حين باتت جمهورية الصين الشعبية الشريك التجاري الأكبر للإمارات، حيث تجاوز حجم التجارة غير النفطية 90 مليار دولار في عام 2024، ونتطلع إلى زيادته إلى أكثر من 200 مليار دولار بحلول 2030. وقال سموه: «أطلقت إمارة عجمان في عام 2024 رؤية عجمان 2030 إيماناً منا بأهمية استشراف المستقبل، وخلق بيئة أعمال تنافسية ومناخ استثماري يدفع عجلة النمو الاقتصادي، وتؤكد زيارتنا رغبتنا في بناء شراكات استراتيجية مع مدينة تشونغتشينغ تفتح آفاقاً جديدة للاستثمار في مجالات واعدة». ووجَّه سموه الشكر إلى معالي يوان جيا جون على حفاوة الاستقبال. حضر اللقاء، الشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي، رئيس دائرة التنمية السياحية بعجمان، والشيخ راشد بن عمار بن حميد النعيمي، نائب رئيس نادي عجمان الرياضي. آفاق جديدة أكد معالي يوان جيا جون عمق العلاقات الصينية - الإماراتية، مشيراً إلى أن زيارة سمو ولي عهد عجمان تفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين الجانبين، خاصة في قطاعات الاقتصاد الرقمي، والتصنيع، والتنمية المستدامة. وتُعد مدينة تشونغتشينغ من أكبر المدن في الصين، وتتمتع بموقع استراتيجي ومكانة بارزة في قطاعات الصناعة والطاقة والتجارة، ما يجعلها شريكاً محورياً في تعزيز التعاون بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية. الحضور حضر اللقاء معالي حسين الحمادي، سفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية، والشيخ الدكتور محمد بن عبدالله النعيمي، رئيس دائرة ميناء وجمارك عجمان، وعبدالله بن محمد المويجعي، رئيس مجلس إدارة غرفة عجمان، والدكتور سعيد سيف المطروشي، الأمين العام للمجلس التنفيذي بعجمان. كما حضر اللقاء الدكتور مروان عبيد المهيري، مدير عام الديوان الأميري، ويوسف النعيمي، مدير عام دائرة التشريفات والضيافة، وأحمد الرئيسي، مدير مكتب سمو رئيس المجلس التنفيذي، ومحمد الكعبي، المدير التنفيذي للمكتب الإعلامي لحكومة عجمان. وحضر اللقاء من الجانب الصيني تشنغ شيانغدونغ، نائب عمدة مدينة تشونغتشينغ، وعدد من كبار المسؤولين.


العين الإخبارية
منذ 4 ساعات
- العين الإخبارية
إبراهيم تراوري.. كيف أصبح زعيم بوركينا فاسو رمزًا؟
في ظل الغضب من الخلل الديمقراطي والتدخل الغربي في أفريقيا، يحظى إبراهيم تراوري، رئيس بوركينا فاسو بدعم متزايد في القارة السمراء. ففي مقطع فيديو مُعدّل بالذكاء الاصطناعي يغني المطرب الأمريكي "الله يحمي إبراهيم تراوري" على خلفية لقطات للقائد العسكري لبوركينا فاسو، البالغ من العمر 37 عامًا، وهو يقود قواته إلى المعركة ويسير وسط حشود المعجبين. الفيديو، الذي حصد ما يقرب من مليوني مشاهدة، يعكس موجة من الإشادات بتراوري الذي تحول منذ توليه السلطة في انقلاب عام 2022 من ضابط عسكري مغمور إلى رمز مناهض للغرب في القارة السمراء، وفقا لما ذكرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية. وأشارت الصحفة إلى أنه منذ تولى تراوري منصبه، أطلق حملات لمكافحة الفساد، وسعى إلى انتزاع سيطرة أكبر على ثروات بوركينا فاسو المعدنية من شركات التعدين العالمية، كما أعاد ترتيب أوراقه بعيدًا عن فرنسا، الدولة الاستعمارية السابقة، حيث تحرك باتجاه روسيا. وبفضل القبعة الحمراء المميزة لزعيم المجلس العسكري صاحب المظهر الجذاب والزي العسكري، تجاوز تراوري حدود بوركينا فاسو التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة حيث لمس وترا لدى الأفارقة الذين عانوا من الإحباط وسئموا من العنف المتفشي والأنظمة الديمقراطية غير الفعالة والتدخل الغربي. وقال إبينيزار أوباداري، الزميل البارز في دراسات أفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية إن هناك نوعا من الاحترام لتراوري. وفي واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، احتشد الآلاف الشهر الماضي دعمًا لتراوري الذي اتهمه مسؤول عسكري أمريكي بالفساد، فيما أعلن المجلس العسكري إحباط محاولة انقلاب "كبرى". وقال جان، وهو رجل في الثلاثينيات من عمره "الناس يحبونه.. إنه يتحدث عن الاستقلال عن فرنسا وبسط السيطرة.. الناس يحبون سماع ذلك". وقال ديفيد هونديين، الصحفي النيجيري الذي نشر تعليقات إيجابية عن تراوري على وسائل التواصل الاجتماعي إنه يدعم ما وصفه بـ"أيديولوجية" تراوري المتمثلة في الاعتماد على الذات اقتصاديًا ومعاداة الإمبريالية. وأضاف أن هذه السياسات من شأنها أن تساعد في معالجة المشكلات في البلدان الأفريقية مثل بلده حيث تكون الديمقراطية بعيدة كل البعد عن "المعيار الذهبي". وساعد الثناء المُفرط على الإنترنت في طمس سجل تراوري المتقلب في بوركينا فاسو، التي أصبحت بؤرة الأزمة الأمنية في غرب أفريقيا، حيث تسيطر الحكومة على أقل من نصف أراضيها في حين فرضت حكومته قيودًا على الصحافة والمجتمع المدني والمعارضين السياسيين. كان تراوري، الضابط السابق في القوات الخاصة، قد وصل إلى السلطة جنبًا إلى جنب مع القادة العسكريين في مالي والنيجر، في موجة من الانقلابات التي شهدتها منطقة الساحل، جنوب الصحراء الكبرى مع وعود باستعادة الأمن في البلدان التي تعاني من العنف الطائفي. وفي تصريحات لوسائل الإعلام الروسية الشهر الجاري، قال تراوري إن "الفرنسيين أنفسهم ساهموا في تراجع نفوذهم، لأن لديهم نظرة أبوية لعلاقاتنا". ووجد تراوري حليفًا في روسيا حيث أعادت موسكو فتح سفارتها في بوركينا فاسو عام 2023 بعد غياب دام 31 عامًا عقب سقوط الاتحاد السوفياتي، بينما أمضت مجموعة "لواء الدب" شبه العسكرية الروسية أشهرًا في البلاد العام الماضي لحراسة مسؤولي المجلس العسكري، بمن فيهم تراوري. من جانبه، قال تشيتا نوانزي، الشريك في شركة الاستشارات " SBM Intelligence " ومقرها لاغوس، إنه من الخطأ التقليل من شأن الدعم الحقيقي لتراوري بين الأفارقة. وأضاف أن الدعم الغربي لقادة استبداديين قدامى مثل يويري موسيفيني في أوغندا وبول كاغامي في رواندا يُعتبر معيارًا مزدوجًا يتعارض مع التزام الغرب المعلن بالديمقراطية مشيرا إلى أن العديد من الأفارقة ما زالوا يشعرون بخيبة أمل تجاه الغرب، مما يفتح المجال للآخرين. وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها شركة " Afrobarometer " أن غالبية الأفارقة يفضلون الديمقراطية على أشكال الحكم الأخرى، ومع ذلك فإن أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاعات سيقبلون الانقلابات إذا أزاحت السياسيين الذين "يسيئون استخدام السلطة لتحقيق مآربهم الخاصة". من جانبه، انتقد هونديين، "الهستيريا" المتعلقة بالنفوذ الروسي وقال إن الانتخابات المعيبة في ما يسمى بالديمقراطيات مثل نيجيريا زرعت بذور خيبة الأمل أكثر من أي دعاية روسية وتساءل "لنفترض أن هناك نوعًا من التدخل الروسي: ما الذي يجعل ذلك أمرًا فظيعًا؟". aXA6IDE1NC4yMS4yNC42MSA= جزيرة ام اند امز ES


الشارقة 24
منذ 5 ساعات
- الشارقة 24
عمار بن حميد يلتقي سكرتير الحزب الشيوعي في تشونغتشينغ
الشارقة 24 - وام: التقى سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي، معالي يوان جيا جون عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، سكرتير الحزب بمدينة تشونغتشينغ، وعدداً من كبار المسؤولين وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها سموه إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة. وبحث سموه مع معالي يوان جيا جون وكبار المسؤولين في حكومة المدينة سبل تعزيز التعاون في عدد من القطاعات، منها التكنولوجيا الحديثة، والصناعة، والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى استكشاف الفرص الاستثمارية والتجارية بين عجمان وتشونغتشينغ. ووجه سموه الدعوة، خلال اللقاء، إلى معالي يوان جيا جون وكبار المسؤولين الحكوميين في تشونغتشينغ إلى زيارة إمارة عجمان، بهدف تعميق علاقات التعاون وتوطيد الروابط بين الجانبين. وقال سمو ولي عهد عجمان " ترتكز رؤيتنا على تعزيز الابتكار، واستخدام التكنولوجيا المتقدمة في مختلف المجالات، وتفعيل التعاون الدولي من أجل تحقيق التنمية المستدامة والشاملة. ونحن في عجمان نؤمن بأن تعزيز الشراكات مع المدن الصينية الكبرى، يسهم في دفع عجلة النمو والازدهار لكل من الجانبين". وأضاف سموه " بدأت العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات والصين منذ عام 1984، واحتفلنا مؤخراً بمرور 40 عاماً من الشراكة الناجحة والمتنامية في مختلف المجالات، وفي عام 2018، قام فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة تاريخية لدولة الإمارات، أسست لشراكة إستراتيجية شاملة بين البلدين". وتابع سمو ولي عهد عجمان قائلا " استمرت الزيارات المهمة بين البلدين، أبرزها زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة 'حفظه الله'، إلى الصين في مايو 2024، حيث تم توقيع أكثر من 30 اتفاقية ومذكرة تفاهم". وأكد سمو ولي عهد عجمان أن الزيارات المتبادلة بين البلدين جعلت الإمارات أكبر شريك تجاري غير نفطي للصين في الشرق الأوسط، في حين باتت جمهورية الصين الشعبية الشريك التجاري الأكبر للإمارات، حيث تجاوز حجم التجارة غير النفطية 90 مليار دولار في عام 2024، ونتطلع إلى زيادته إلى أكثر من 200 مليار دولار بحلول 2030". وقال سموه " أطلقت إمارة عجمان في عام 2024 رؤية عجمان 2030 إيماناً منا بأهمية استشراف المستقبل، وخلق بيئة أعمال تنافسية ومناخ استثماري يدفع عجلة النمو الاقتصادي، وتؤكد زيارتنا رغبتنا في بناء شراكات إستراتيجية مع مدينة تشونغتشينغ تفتح آفاقاً جديدة للاستثمار في مجالات واعدة، كالطاقة النظيفة، والبنية التحتية الذكية، وإدارة النفايات وتدويرها". وأضاف سموه " نؤمن بأن الشراكة بين عجمان وتشونغتشينغ ستسهم في تحقيق أهدافنا المشتركة وتدعم رؤية عجمان 2030 نحو إمارة مزدهرة، باقتصاد تنافسي، وجودة حياة عالية، واستدامة بيئية، وحكومة مبتكرة". ووجه سموه الشكر إلى معالي يوان جيا جون على حفاوة الاستقبال، متمنيا أن يكون هذا اللقاء ثمرة لتعاون مثمر مزدهر بين عجمان وتشونغتشينغ، في إطار العلاقات الإماراتية الصينية المتميزة. من جانبه، أكد معالي يوان جيا جون عمق العلاقات الصينية - الإماراتية، مشيرا إلى أن زيارة سمو ولي عهد عجمان تفتح آفاقا جديدة للتعاون بين الجانبين، خاصة في قطاعات الاقتصاد الرقمي، والتصنيع، والتنمية المستدامة. حضر اللقاء الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي رئيس دائرة التنمية السياحية بعجمان، والشيخ راشد بن عمار بن حميد النعيمي، نائب رئيس نادي عجمان الرياضي. وتُعد مدينة تشونغتشينغ من أكبر المدن في الصين، وتتمتع بموقع إستراتيجي ومكانة بارزة في قطاعات الصناعة والطاقة والتجارة، ما يجعلها شريكاً محورياً في تعزيز التعاون بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية. حضر اللقاء معالي حسين الحمادي، سفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية وسعادة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الله النعيمي، رئيس دائرة ميناء وجمارك عجمان وسعادة عبد الله بن محمد المويجعي، رئيس مجلس إدارة غرفة عجمان، وسعادة الدكتور سعيد سيف المطروشي الأمين العام للمجلس التنفيذي بعجمان. كما حضر اللقاء سعادة الدكتور مروان عبيد المهيري، مدير عام الديوان الأميري، وسعادة يوسف النعيمي مدير عام دائرة التشريفات والضيافة، وسعادة أحمد الرئيسي مدير مكتب سمو رئيس المجلس التنفيذي وسعادة محمد الكعبي المدير التنفيذي للمكتب الإعلامي لحكومة عجمان. وحضر اللقاء من الجانب الصيني تشنغ شيانغدونغ نائب عمدة مدينة تشونغتشينغ، وليو شانغجين مدير المكتب العام لحكومة بلدية تشونغتشينغ، ولان تشينغ هوا مدير لجنة الاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات وعدد من كبار المسؤولين بمدينة تشونغتشينغ.