logo
حماس تفرج عن 6 رهائن السبت، ولقاء "غير رسمي" في السعودية لبحث بدائل خطة ترامب بشأن غزة

حماس تفرج عن 6 رهائن السبت، ولقاء "غير رسمي" في السعودية لبحث بدائل خطة ترامب بشأن غزة

BBC عربية٢١-٠٢-٢٠٢٥

أعلنت حركة حماس أنها ستفرج السبت عن ستة رهائن إسرائيليين جدد، كانت قد احتجزتهم في هجومها على إسرائيل يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة المبرم بين طرفي الحرب، والمتضمن وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والسجناء.
وأورد بيان للمتحدث باسم الحركة، أبو عبيدة، أسماء ست رهائن، تطابقت مع تلك التي نشرها منتدى عائلات الرهائن هذا الأسبوع، وهم إيليا كوهن، عمر شيم توف، عومر فانكرت، تال شوهام، أفرا منغيستو، وهشام السيد.
في المقابل، قال ما يعرف بـ "مكتب إعلام الأسرى"، التابع لحركة حماس، إنه سيتم السبت الإفراج عن 50 سجيناً فلسطينياً محكوماً بالسجن المؤبد، إضافة إلى 60 سجيناً من ذوي "الأحكام العالية"، و47 سجينا ممن تم إعادة اعتقالهم بعد أن كان قد أفرج عنهم ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، فضلاً عن 445 سجيناً ومعتقلا من قطاع غزة، ممن تم اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
يذكر أن صفقة "وفاء الأحرار" أو ما يعرف بصفقة "شاليط" وقعت عام 2011 بين إسرائيل وحركة حماس، إذ أفرجت الحركة بموجبها عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل إفراج إسرائيل عن أكثر من 1000 سجينٍ فلسطيني، كان من بينهم زعيم حماس الراحل، يحيى السنوار.
ومنذ سريان وقف إطلاق النار، تمّ إطلاق سراح 19 رهينة كانوا محتجزين في قطاع غزة مقابل أكثر من 1100 معتقل فلسطيني.
جدال بشأن جثة الرهينة بيباس
وكانت حماس قد سلّمت إسرائيل الخميس جثث أربع رهائن بينهم طفلان.
وغداة يوم حداد وطني في إسرائيل تمّ خلاله تسليم رفات ثلاث رهائن كانوا محتجزين في قطاع غزة، من بينهم الطفلان بيباس، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ الجثّة الرابعة لم تكن لوالدتهما شيري بيباس، بل لامرأة من غزة.
وعلى وقع ذلك، توعّد نتنياهو الجمعة بجعل حركة حماس تدفع ثمن ما اعتبره "انتهاكاً وحشياً" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعدما تبيّن أنّ الجثة ليست للرهينة شيري بيباس كما كانت قد أعلنت.
وقال نتنياهو: "لم يكتفوا بخطف الأب ياردين بيباس والأم الشابة شيري وطفليهما الصغيرين بطريقة سفيهة لا يمكن تصوّرها، بل فشلوا أيضاً في إعادة شيري إلى طفليها الصغيرين، الملاكين الصغيرين، ووضعوا بدلاً من ذلك جثة امرأة من غزة في نعش".
وأضاف "سنتحرّك بحزم لإعادة شيري إلى الديار، إلى جانب كل رهائننا، الأحياء والأموات، وضمان أن تدفع حماس الثمن كاملاً لهذا الانتهاك الوحشي والشرير للاتفاق".
ورفضت حماس تهديدات نتنياهو، مؤكدة "ضرورة المضي قدماً في تنفيذ استحقاقات الاتفاق على كافة المستويات".
وقالت في بيان "تلقينا من الإخوة الوسطاء ادعاءات ومزاعم الاحتلال، وسنقوم بفحص هذه الادعاءات بجدية تامة، وسنعلن عن النتائج بوضوح"، مشيرة إلى "احتمال وجود خطأ أو تداخل في الجثامين".
وتابعت "سنُعلم الإخوة الوسطاء بنتائج الفحص والتحقيق من جانبنا"، ودعت إلى إعادة الجثمان الذي قالت إسرائيل إنه يعود لفلسطينية.
واعتبر منتدى عائلات الرهائن أنّ عدم إعادة حركة حماس الرهينة شيري بيباس مع جثتي طفلَيها "أمر محزن ومروّع".
ودعا نتنياهو دول العالم الجمعة إلى إدانة "القتل المروع" للطفلين بيباس، مطالباً "العالم المتحضر برمته أن يدين عمليات القتل المروعة هذه".
حماس تطالب بتحقيق دولي
أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بمقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي الجمعة في حي الجنينة شرق رفح جنوب قطاع غزة.
وقالت الوكالة إن قوات إسرائيلية أطلقت الرصاص صوب فلسطينيين في حي الجنينة، كما أطلقت الآليات العسكرية نيران أسلحتها الرشاشة شرق وشمال شرق مخيم البريج، وشرق حي الشجاعية بمدينة غزة.
وفي إحصائية غير نهائية لوزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة الحرب بين إسرائيل وحماس في القطاع إلى 48.319 قتيل، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى 111.749 مصاباً.
من جهته، طالب عبد اللطيف القانوع، المتحدث باسم حركة حماس، بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في استخدام إسرائيل "أسلحة محرمة" دولياً، مؤكداً التزام الحركة "باتفاق وقف إطلاق النار ما التزم به الاحتلال الصهيوني".
وقال القانوع، في بيان نشرته حماس على تلغرام، إن مفاوضات المرحلة الثانية لم تبدأ عملياً، لكنهم جاهزون للانخراط فيها حسب ما نصّ عليه الاتفاق، مشيراً إلى أن "نتنياهو يماطل بشأن المرحلة الثانية".
"خطة شاملة للتعافي المبكر"
أكدت مصر أنها بصدد إتمام خطة شاملة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة، مع ضمان أن يبقى الشعب الفلسطيني في وطنه، وذلك بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.
جاءت هذه التصريحات خلال كلمة مُسجلة ألقاها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الخميس في اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين المُنعقد في جوهانسبرج.
كما جدد الوزير رفض مصر "لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو ضم أراضيهم"، موكداً أن "تلك المساعي تقوض آفاق السلام وحل الدولتين، وسيترتب عنها توسيع رقعة النزاع بما يُهدد أمن المنطقة واستقرارها".
وأضاف عبد العاطي أن معالجة الوضع في غزة لا يمكن أن تنجح بمعزل عن الوضع في الضفة الغربية، مُشيراً إلى أن الإجراءات والأعمال الأحادية، مثل "ضم الأراضي، وأنشطة الاستيطان، وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة، والاقتحامات العسكرية، تؤدي إلى تعميق هوه النزاع وإعاقة جهود السلام".
وأشار عبد العاطي إلى استضافة مصر لمؤتمر إعادة إعمار غزة، بالتعاون مع الأمم المتحدة، إذ أعلنت الخارجية المصرية الثلاثاء الماضي انعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة في الرابع من مارس آذار المقبل.
وأكد، في كلمته أمس، أن مصر تعمل بكل جد مع الشركاء الدوليين لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة.
كما شدد على أن ما وصفه بـ"العدوان الاسرائيلي" على غزة، الذي استمر لأكثر من 15 شهراً، كان له "تداعيات كارثية، بما في ذلك على حركة التجارة الدولية والملاحة البحرية".
يُذكر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يشارك الجمعة في "لقاء أخوي ودي" دعا إليه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحضور الملك الأردني وقادة من دول مجلس التعاون الخليجي.
ومن المقرر أن يبحث الاجتماع خطة لإعادة إعمار غزة بوجود أهلها، رداً على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضية بنقل سكان القطاع إلى دول مثل مصر والأردن.
"لقاء أخوي غير رسمي" في الرياض
وفي السياق، سعت الرياض إلى خفض سقف التوقعات بتأكيدها أن الاجتماع هو "لقاء أخوي غير رسمي" بين قادة الدول الثماني، وأن قراراته ستكون ضمن جدول أعمال القمة العربية الطارئة التي ستقعد في مصر في الرابع من مارس/آذار.
وعلى رغم أن القمة قد تشوبها خلافات حول من سيحكم غزة بعد الحرب ومسألة تمويل إعادة الإعمار في القطاع المدمّر جراء الحرب بين إسرائيل وحماس، إلا أنها تكتسي أهمية لكونها تعكس "إجماعاً" عربياً نادراً على رفض تهجير الفلسطينيين في لحظة يقدم ترامب طروحات كفيلة بخلط الأوراق في الشرق الأوسط.
وأثار ترامب ذهولاً عندما اقترح قبل أسبوعين سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمّرة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد ترحيل السكان البالغ عددهم 2,4 مليون إلى مكان آخر، خصوصاً مصر والأردن، من دون خطة لإعادتهم.
وأفاد مصدر مقرب من الحكومة السعودية لوكالة الأنباء الفرنسية بأنّ القادة سيناقشون "خطة إعادة إعمار مضادة لخطة ترامب بشأن غزة"، موضحاً أن "نسخة من الخطة المصريّة" ستكون على الطاولة.
ولم تعلن السعودية موعد أو مكان انعقاد القمة في الرياض، في إجراء معتاد في المملكة الخليجية تعزوه السلطات دائما لاعتبارات أمنية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إصابات في هجوم بزجاجات حارقة على فعالية مؤيدة لإسرائيل في كولورادو، والمشتبه به قيد الاحتجاز
إصابات في هجوم بزجاجات حارقة على فعالية مؤيدة لإسرائيل في كولورادو، والمشتبه به قيد الاحتجاز

BBC عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • BBC عربية

إصابات في هجوم بزجاجات حارقة على فعالية مؤيدة لإسرائيل في كولورادو، والمشتبه به قيد الاحتجاز

أعلن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (إف بي آي) الأحد أن الوكالة تحقق في "هجوم إرهابي مستهدف" في بولدر بولاية كولورادو وسط تقارير عن هجوم على تظاهرة مؤيدة لإسرائيل في المدينة. وقال كاش باتيل عبر منصة إكس "نحن على علم بهجوم إرهابي مستهدف في بولدر بولاية كولورادو ونحقق فيه بشكل كامل". وأضاف "عناصرنا وقوات إنفاذ القانون المحلية موجودة في الموقع، وسوف نشارك التحديثات مع توفر المزيد من المعلومات". هذا ونقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان قولهم إن رجلاً ألقى شيئاً يشبه زجاجة حارقة بدائية الصنع على مجموعة من المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل. في الأثناء، قالت شرطة بولدر على منصة إكس إن عناصرها "يستجيبون لتقرير عن هجوم في شارعي الثالث عشر وبيرل" في قلب المدينة "مع تقارير عن عدة ضحايا". وأفادت شبكة "سي بي إس" الإخبارية، الشريكة لبي بي سي، نقلاً عن مصدر في جهات إنفاذ القانون، أن مشتبهاً به في هجوم بزجاجات حارقة استهدف تجمعاً في محكمة مقاطعة بولدر التاريخية، قد تم وضعه قيد الاحتجاز. وأسفر الهجوم عن إصابة خمسة أشخاص على الأقل بحروق، بينهم شخص أو اثنان في حالة حرجة ويتلقون العلاج في المستشفى، وفق المصدر ذاته. وذكرت "سي بي إس" أن زجاجات تحتوي على سائل قابل للاشتعال أُلقيت على الحاضرين خلال فعالية نظمت لرفع الوعي بقضية الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في غزة. وأعرب السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة في نيويورك عن غضبه إزاء الهجوم. وقال في بيان "الإرهاب ضد اليهود لا يتوقف عند حدود غزة (...) بل بدأ يحرق شوارع أمريكا". وأضاف "اليوم، في بولدر في كولورادو، تظاهر يهود حاملين مطلباً أخلاقياً وإنسانياً: إعادة الرهائن. ورداً على ذلك، تعرض المتظاهرون اليهود لهجوم وحشي، حيث ألقى مهاجم عليهم زجاجة حارقة". وقال عبر حسابه على منصة إكس: ""هذه معاداة سامية بحتة، تُغذّيها افتراءات الدم المنتشرة في وسائل الإعلام. تحدثتُ مع سفيرنا في الولايات المتحدة وقنصلنا العام في لوس أنجلوس". وتابع "هذا ليس احتجاجاً سياسياً، هذا إرهاب". من جهتها، قالت "رابطة مكافحة التشهير"، وهي مجموعة ناشطة يهودية، على منصة إكس إنها "على علم بتقارير عن هجوم في فعالية" في بولدر. هذه الحادثة هي الثانية من نوعها بعد مقتل يارون ليشينسكي وسارة لين ميلغريم، وهما موظفان في السفارة الإسرائيلية، على يد رجل يدعى إلياس رودريغيز، خارج متحف يهودي في واشنطن العاصمة، هتف "الحرية لفلسطين" أثناء اعتقاله، ووُجهت إليه تهمة القتل من الدرجة الأولى. ما هي حركة "اركضوا لإنقاذ حياتهم"؟ كانت حركة "اركضوا لإنقاذ حياتهم" هي المجموعة التي نظمت مسيرةً عند وقوع الهجوم. وفقاً لموقعها الإلكتروني، تُنظم الحركة فعالياتٍ للمشي والجري حول العالم للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس. وتُشير إلى أن فعالياتها ليست احتجاجات، بل "مسيرات سلمية". ويُشير موقعها الإلكتروني إلى وجود 230 مجموعة نشطة حول العالم، معظمها في أمريكا الشمالية وأوروبا. تلتقي المجموعات مرةً واحدةً أسبوعياً في مسيرةٍ بطول كيلومتر واحد، ويرتدون قمصاناً حمراء. كما يحملون أعلاماً وطنيةً للإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين من بين الرهائن في غزة. يتابع حساب "اركضوا لإنقاذ حياتهم" على إنستغرام أكثر من 6000 شخص، بينما تضم مجموعتهم على فيسبوك أكثر من 2000 عضو. بدأت الحركة مجموعة من الإسرائيليين في كاليفورنيا، ولكن الفعاليات المحلية "تُدار بشكل مستقل"، وفقاً لموقعها الإلكتروني.

غزة : لحظة مراجعة فلسطينية كبرى؟
غزة : لحظة مراجعة فلسطينية كبرى؟

القدس العربي

timeمنذ 2 ساعات

  • القدس العربي

غزة : لحظة مراجعة فلسطينية كبرى؟

أعلنت حركة «حماس» وفصائل المقاومة، أمس الأحد، تعديلات على المقترح الأمريكي على اتفاق لوقف إطلاق نار في قطاع غزة، وهو ما اعتبرته إسرائيل رفضا للهدنة ومبررا لاستئناف مسلسل الإبادة. تعتبر هذه مناسبة لمراجعة فلسطينية كبرى للأحداث المهولة التي تعرّض لها الفلسطينيون، وفي صلب هذه المراجعة بالتأكيد، تحميل كثيرين مسؤولية ما حصل لـ «حماس» (وليس لإسرائيل). أعادت الأحداث التي جرت بعد 7 تشرين أول/ أكتوبر 2023 وضع الشعب الفلسطيني في ظروف تذكر بأحوال نكبة 1948، وحمّلت حركة «حماس» مسؤولية تعريض الشعب الفلسطيني لهذه المحنة الكبرى التي تهدد بإنهاء الوجود الفيزيائي للفلسطينيين على أرضهم التاريخية، عبر أشكال تتدرج من الاستيطان المتوسع، وخطط التطهير العرقي، وصولا إلى ممارسة الإبادة الفعلية والثقافية. تفترض الانتقادات لحركة «حماس» أنه لو لم تحصل عملية «طوفان الأقصى» فإن هذه الخطط الإسرائيلية كان يمكن مجابهتها بالسياسة والدعم العربي والدولي للفلسطينيين، وأن تلك العملية أعطت نتنياهو المبرر للخروج من الأزمة التي كانت تقسم المجتمع الإسرائيلي بين العلمانيين والمتدينين ومكنته من توحيد الإسرائيليين خلفه، ووفّرت له الغطاء السياسي (والسلاح) الأمريكي والأوروبي لشن حرب شاملة على الفلسطينيين ضمن «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» و«القضاء على إرهاب حماس». من الانتقادات المهمة أيضا لـ«حماس» أن الحركة لم تقم باستشارة الفلسطينيين في غزة أو الضفة الغربية أو التنسيق مع السلطة الفلسطينية والدول العربية في هذا القرار الخطير جدا بمواجهة إسرائيل، وهي بالتالي تتحمل مسؤولية آلاف الأرواح التي أزهقت، والتداعيات المهولة التي زلزلت أركان الشعب الفلسطيني، وأزهقت أرواح عشرات الآلاف من أبنائه. من الانتقادات المتكررة أيضا للحركة أنها لم تفهم أو تقدر توازنات العالم، وأنها ورطت حلفاء لها في المنطقة، من إيران واليمن إلى العراق وسوريا ولبنان الخ. تتجاهل هذه الانتقادات، بداية، أن هذه الحرب الأخيرة سبقتها حروب إسرائيلية سابقة ضد غزة في 2008 و2012 و2014 و2019 و2021، كما تفترض لأخذها على محمل الجد أن الاستيطان واحتلال ومصادرة الأراضي، وخطط تهويد القدس والأقصى، والعمل على إنهاء القضية الفلسطينية ومشروعاتها السياسية، لم تكن جزءا أساسيا من برامج وسلوكيات قوى اليمين الإسرائيلي من الليكود، مرورا بطيف سياسي إسرائيلي واسع موافق على هذا البرنامج. تمثّل الحرب الأخيرة، بهذا المعنى، استكمالا لسياق عسكري ـ سياسيّ متواصل، ويعتبر انفجارها، وكذلك تداعياتها اللاحقة، تطوّرا طبيعيا لسياق غير طبيعي، هو تعريف إسرائيل باعتبارها إلغاء لفلسطين والفلسطينيين، وليست حدثا منفصلا عن الواقع أو فكرة «انتحارية» خطرت في بال يحيى السنوار وقيادة «كتائب القسام» وحركة «حماس» فنفذتها. في المقابل، وضعت النكبة الجديدة للفلسطينيين معادلات العالم، والإقليم، والمنظومة العربية، في أزمة ذات أبعاد كبيرة استدعت تدخلات مباشرة من أمريكا (بالتعاون مع قطر ومصر) لرعاية اتفاق لوقف إطلاق النار، وضغوطا متزايدة من أوروبا على إسرائيل لوقف حصارها التجويعي للقطاع ووقف المجازر فيه، كما أعادت تفعيل الجهد العربي بطرق جديدة تعتمد الصفقات والعلاقات المباشرة مع الإدارة الأمريكية. نتج عن الدينامية الكبرى لتداعيات الحدث ظهور نظام حكم جديد في سوريا بعد حقبة دكتاتورية استمرت 55 عاما، وانتخاب رئيس لبناني ورئيس وزراء متوافق عليهما عربيا وعالميا، ومفاوضات على مشروع إيران النووي (ونفوذها في المنطقة العربية). فجر قرار عملية «حماس» العسكرية التوازنات بين الفلسطينيين وإسرائيل، ووضع المشروعين الإسرائيلي والفلسطيني في مواجهة قصوى، وهو ما وضع العرب (الذين كانوا يتحضرون للتطبيع مع إسرائيل) والعالم (المتواطئ مع إسرائيل) أمام الواقع الصريح للطبيعة الإبادية الإسرائيلية، دافعا المسار البطيء المتدرّج للإبادة والاستيطان والتطهير العرقي إلى حدّه الأقصى الممكن، كما رفع الحاجة لحل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية إلى مستوى غير مسبوق. الخيار الآن هو بين سيادة الهمجية في العالم وبقاء الفلسطينيين.

'ويتكوف' بين مطالبة حماس بالضمانات وخبث نتنياهو.. وتصعيد في إسرائيل بين الجيش والحكومة
'ويتكوف' بين مطالبة حماس بالضمانات وخبث نتنياهو.. وتصعيد في إسرائيل بين الجيش والحكومة

القدس العربي

timeمنذ 8 ساعات

  • القدس العربي

'ويتكوف' بين مطالبة حماس بالضمانات وخبث نتنياهو.. وتصعيد في إسرائيل بين الجيش والحكومة

عاموس هرئيل عاد ترامب وأكد أن إسرائيل وحماس قريبتان من صفقة تبادل جديدة. 'أعتقد بوجود احتمالية. سأبلغكم عن ذلك اليوم أو غداً'، قال الرئيس وتوقع قرب اتفاق بين أمريكا وإيران حول كبح المشروع النووي الإيراني. حتى أمس، لم تصل التحديثات التي وعد بها. ربما ستعطى قريباً. كالعادة، لا يدخل إلى التفاصيل، ويبدو أن الأمر يتعلق بنرجسية لجذب انتباه وسائل الإعلام. التوقع اليائس لكثير من الإسرائيليين والفلسطينيين لبشرى جيدة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، أقل أهمية عنده. الاتصالات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لم تعد تجري مع طاقم المفاوضات الإسرائيلي الآن، ولا تقوم بإشراك الوسطاء، مصر وقطر. ترامب ومبعوثوه يتحدثون مباشرة مع نتنياهو، والمبعوثون في اتصال مباشر أيضاً مع قيادة حماس في الخارج، التي يوجد كبار قادتها في الدوحة. بعد أن أعلنت إسرائيل عن قبول الخطة الجديدة التي عرضها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، باتت الكرة الآن في يد حماس. الاتصالات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لم تعد تجري مع طاقم المفاوضات الإسرائيلي الآن، ولا تقوم بإشراك الوسطاء، مصر وقطر أعطت حماس أمس بعد الظهر رداً أساسه 'نعم، لكن'. ربما يمكن التغلب على بعض التحفظات التي قالتها حماس، لكن مطالبة حماس الأساسية هي تقديم ضمانات أمريكية توفر لها مستوى أمان مرتفعا بعدم عودة إسرائيل للقتال بعد حصولها على الـ 10 مخطوفين الأحياء والـ 18 جثة. أمس، رفض ويتكوف رد حماس، وقال انه 'غير مقبول'، وأعاد المحادثات إلى الوراء. إزاء صعوبة استمرار الحرب لوقت طويل، بسبب تحفظات ترامب، سيطلب نتنياهو صفقة جزئية فقط. فبعد وقف إطلاق النار الذي سيستمر شهرين تقريباً، سينوي استئناف القتال. هذا هو السيناريو الذي تخشاه حماس، لذلك يطالبون بضمانات من ترامب وويتكوف. السؤال هو: هل ستكون حماس على قناعة بأن الرئيس سيفي بأقواله ويفرض على نتنياهو بعد ذلك إنهاء الحرب وانسحاباً شاملاً للقوات الإسرائيلية من القطاع مقابل تحرير جميع المخطوفين وإعادة الجثث. ما زال القتال يجري ببطء، إلى جانب هجمات جوية كثيفة. يبدو أن إسرائيل تستخدم الآن حركة القوات البرية كتهديد على ما يتوقع للفلسطينيين وحماس إذا لم تتحقق صفقة التبادل. يبذل الجيش أيضاً جهوداً كبيرة للدفع قدماً بالخطة الجديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية. المراكز اللوجستية تواصل العمل بإدارة أمريكية، رغم تشويش نابع من تدفق الجمهور للحصول على مساعدة ورغم محاولة حماس تخريب هذه العملية. إسرائيل لا تنجح في تجنيد الأمم المتحدة لهذه العملية، والوكالات العاملة من قبلها ترفض التعاون معها. في الوقت نفسه، تواصل حكومة نتنياهو إدارة حرب مانعة ضد اتفاقات اليوم التالي للحرب، لكيلا يشمل الحل في القطاع السلطة الفلسطينية. اليوم قد يلتقي مع محمود عباس في رام الله وزراء خارجية لعدة دول عربية وإسلامية، من بينها السعودية وقطر ومصر وتركيا. إسرائيل قررت منع هذه الزيارة رغم اعتمادها على هذه الدول في إدخال المساعدات إلى القطاع وبلورة تفاهمات عند انتهاء الحرب. الحوار الكثيف بين ترامب ونتنياهو يتناول أيضاً المفاوضات مع إيران. أمس، نشرت الوكالة الدولية للطاقة النووية تقريراً خطيراً جاء فيه بأن إيران تمتلك الآن كمية من اليورانيوم المخصب بمستوى 60 في المئة، الذي يكفي لإنتاج 10 قنابل نووية بعد تحويله إلى المستوى المطلوب، 90 في المئة. الكمية التي في يد إيران ازدادت 50 في المئة. وحسب المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية، فإن عملية إنتاج القنبلة نفسها قد تستغرق 6 – 18 شهراً آخر. أصدر نتنياهو بياناً استثنائياً السبت دعا فيه العالم للعمل. ولكن ترامب قد يستخدم هذه المعطيات في الاتجاه المعاكس، ويدعي بأنه دليل على ضرورة التوصل إلى اتفاق مع إيران سريعاً. ضريبة كلامية في الوقت الذي يدفع فيه نتنياهو والوزراء ضريبة كلامية لتحرير المخطوفين وإفشال تحقيق اتفاق بالفعل، فإن الشعور العام في إسرائيل مختلف كلياً، كما تدل على ذلك جميع الاستطلاعات التي تشير إلى دعم كبير للصفقة التي ستشمل إعادة جميع المخطوفين مقابل إنهاء الحرب. في الأسبوع الماضي، تم الاحتفال بالذكرى السنوية الـ 47 على سقوط قادة سرايا في لواء المظليين، النقيب نير زهافي والنقيب يفتاح عين، اللذين قتلا في عملية 'شليخت' في جنوب لبنان. ما كتبه أصدقاء غي زهافي، شقيق نير، تمت قراءته في هذا الاحتفال الذي جرى في ذكرى مرور 600 يوم على الحرب وعلى المخطوفين، حسب قوله. 'قبل أسبوع، قتل في غزة جندي من 'غولاني'، دانييلو موكنو'، كتب غي. 'لم أستطع الاستمرار عند جزء التحقيق في حادثة انهيار المبنى، التي بحسبها عمل الجنود لساعات من أجل إنقاذ دانييلو من تحت الأنقاض، والقادة المسؤولون لم يوافقوا على ترك المكان بدونه. هذه بالضبط قصة إنقاذ نير في عملية شليخت من المبنى في قاعدة الكوماندو البحري لـ 'فتح' بين صور وصيدا، الذي انهار عليه وعلى يفتاح. لا يتصرفون هكذا كشف روعي شارون الأسبوع الماضي قضية مقلقة. الجنديان من لواء 'الناحل'، اللذان كانا على وشك التسريح وخدم كل منهما مدة سنة ونصف في القطاع، أبلغا القادة بأنه لا يمكنهما الاستحمال أكثر، وهما يريدان إعفاءهما من دخول آخر إلى الحرب. حكم المسؤولون عنهما بعقوبة السجن الفعلي، أحدهما 15 يوماً والآخر 20. كل محاولات شارون وغيره لإلغاء أو تقليص سوء هذا المصير واجهها الجيش الإسرائيلي بمعارضة كبيرة. الجنديان من لواء 'الناحل'، اللذان كانا على وشك التسريح وخدم كل منهما مدة سنة ونصف في القطاع، أبلغا القادة بأنه لا يمكنهما الاستحمال أكثر، وهما يريدان إعفاءهما من دخول آخر إلى الحرب الجنديان من رجال الاحتياط، تجندا للخدمة الالزامية في آب 2022، ومؤخراً أنهيا الخدمة النظامية. الجيش الإسرائيلي في الواقع قرر مجددا تمديد الخدمة النظامية لثلاث سنوات بدلاً من 32 شهراً. ولكنها خطوة قوبلت بصعوبات تشريعية في الكنيست. لذلك، هو يتبع طريقة إشكالية التي يحصل فيها الجندي الذي على وشك التسريح فوراً على الأمر 8 ويتم تجنيده للاحتياط، ثم يذهب مباشرة للخدمة النظامية في إطار نفس الكتيبة النظامية التي خدم فيها. البعض يفترضون أن الجيش يخشى من انهيار كبير إذا تعامل بتساهل مع رفض الجنود. مع ذلك، الصفوف غير كاملة. فعبء العمل وما يصاحبه من استنزاف الوحدات النظامية كبير جدا، ويتم تسريح الكثير من الجنود من الخدمة الحربية بسبب مشاكل صحية، خاصة بسبب صعوبات نفسية. هذه ظاهرة منتشرة ولا تحظى إلا باهتمام محدود مقارنة مع الصعوبات التي تواجه جنود الاحتياط، الذين يسهل عليهم هم وزوجاتهم التواصل مع وسائل الاعلام. غضب الجيش يزداد من سلوك الحكومة الساعية لتمرير قانون إعفاء الحريديم من الخدمة. نتنياهو هدد مؤخراً بإقالة رئيس لجنة الخارجية والأمن، عضو الكنيست يولي أدلشتاين (الليكود) من منصبه لأنه لا يتعاون مع خطوات رئيس الحكومة والحريديم. هذه هي خلفية غياب التشريع بشأن تمديد الخدمة الالزامية: الحكومة تخشى من الردود، في الوقت الذي تشرعن فيه تهرب شباب القوائم الحريدية. هذا مثل وضع أصبع في عين الجمهور الذي يخدم، ونظرة الجنود القاسية الذين لم يعودوا يستطيعون مواصلة الخدمة، في حين أن الفجوات في الوحدات المقاتلة خطيرة جداً، وهذا أحد مظاهر مشكلة أكبر لدى المستوى السياسي والجيش. يبدو أنه لن يكون أمام رئيس الأركان أيال زامير أي خيار في القريب باستثناء تشديد الخطوات الرمزية، وعلى الأقل إصدار المزيد من أوامر التجنيد لعشرات آلاف الحريديم المتهربين من الخدمة برعاية القوة السياسية لممثليهم في الحكومة والكنيست. في بداية الحرب، قرر قائد لواء نظامي تشديد القواعد مقارنة مع الألوية الأخرى ومنع جنوده من الخروج إلى إجازة من القطاع لأشهر كثيرة. احتجاجات الآباء لم تساعد، والصحافيون وقادة اللواء كانوا حذرين من التدخل في اعتباراته لفترة طويلة. نأمل هذه المرة أن تستيقظ القيادة العليا وتعمل على تخفيف العقوبة على الأقل. العقوبة التي حكم بها قائد الكتيبة على جنديين من 'الناحل' مبالغ فيها. ما هكذا يتصرف الجيش الذين يعنى بمقاتليه، وهكذا يعمل الجيش الذي يسير نحو التفكك. يعملون الخير أحد الادعاءات التي طرحها لواء 'الناحل' لتبرير التصميم أمام الجنديين هو أن الأمر يتعلق بمشغلي حوامات، وأن الكتيبة بحاجة إليهما بسبب أهمية مهمتهما المحددة. رغم أن حجم استخدام الحوامات ازداد كثيراً في الحرب، لكن الجيش تنقصه حوامات للوحدات العاملة على الأرض، كما أن هناك نقصاً في الجنود الذين اجتازوا دورات تدريب على تشغيل الحوامات. الجنرال احتياط يعقوب بنجو، الرئيس السابق لقسم التخطيط في هيئة الأركان، الذي تم تسريحه من الجيش قبل فترة قصيرة على اندلاع الحرب، نشر في الشهر الماضي مقالاً عن استخدام الحوامات في الحرب، في إطار مركز بيغن السادات في جامعة بار ايلان. بنجو، الذي كتب المقال، هو أحد العاملين في شركة 'البيت'، الذي لم يسمح بنشر اسمه، طلب إنشاء وحدة حوامات في الجيش الإسرائيلي. تناول المقال بالأساس الحوامات الانتحارية الرخيصة. حسب قول كتاب المقال، فإن الثورة التي أحدثتها الحوامات في ساحة المعركة 'تغير طبيعة الحرب البرية وكل أبعاد القتال. الحديث لا يدور عن وسيلة قتال جديدة أخرى أو تطوير تكنولوجي واسع الانتشار، بل عن ثورة حقيقية تؤثر على تقنية القتال، وطبيعة تنظيم القوات وإدارة الحرب التكتيكية… الحوامة الهجومية تقتضي من التفكير العسكري أن يتطور ويترك نظريات الماضي التي كانت ذات صلة بعصر الحرب الباردة، ولها علاقة بعمليات القتال ضد الإرهاب، لكنها لا تقدم رداً في ساحة القتال الحالية'. هآرتس 1/6/2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store