logo
"جيل الصابرا".. كيف تنبأ عالم مصري بمستقبل نتنياهو وإسرائيل قبل ربع قرن؟

"جيل الصابرا".. كيف تنبأ عالم مصري بمستقبل نتنياهو وإسرائيل قبل ربع قرن؟

الجزيرة٠٢-١٠-٢٠٢٤

لم تكن معرفة العرب بالشخصية اليهودية أمرا طارئا، فقد تجاور العرب واليهود في أزمنة وأمكنة متفرقة عبر التاريخ، ولعل هذه المعرفة اكتسبت أبعادا جديدة بعد الإسلام لكنها بالنهاية ظلت معرفة نخبوية في الأغلب، إذ أجاد بعض العرب اللغات التي تحدث بها اليهود واشتركوا أحيانا باللغة العربية، واطلع العرب على تراث اليهود الديني واستوعبوه ونقدوه، وتشكلت في النهاية معرفة مركبة بالقوم فهي معرفة دينية واجتماعية وسياسية في آن واحد.
ويمكن ملاحظة أن كثيرا من الباحثين العرب المتخصصين في اليهودية لم يكتفوا بدراسة الجانب الديني، ولكنهم قاموا بدراسات اجتماعية ونفسية وسياسية حول الشخصية الإسرائيلية، ولعل هذا ما مكنهم من استشراف المستقبل وتوقعوا بعض أحداثه التي تتداول اليوم باعتبارها نبوءات، لكنها ليست من باب الكهانة والرجم بالغيب، بل من باب تقديرات الخبير المطلع على الواقع بشكل جيد.
إحدى هذه الشخصيات العلمية التي درست الواقع الإسرائيلي هو الأكاديمي المصري عالم تاريخ الأديان محمد خليفة حسن، وللرجل كتابات عدة عن اليهودية والصهيونية، لكن ما يعنينا هنا مقالة له وكتاب، أما المقالة فقد نشرها عام 1995 في مجلة دورية محكمة بعنوان "شخصية نتنياهو في الصهيونية المسيحية"، أما الكتاب فهو الذي نشره عام 1998 بعنوان "الشخصية الإسرائيلية"، وكلا العملين صدر عن مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة.
"نتنياهو هو الشخصية السياسية المحورية التي سيتعامل معها الفلسطينيون والعالم العربي خلال السنوات القادمة، وربما يكون نتنياهو بداية سيطرة جيل الصابرا على المسرح السياسي في إسرائيل، كما أن سلوك نتنياهو السياسي يعكس الشكل الذي ستصبح عليه السياسة الإسرائيلية خلال العقود الآتية" محمد خليفة حسن عام 1998
وبحسب المعطيات التي توفرت لمحمد خليفة حسن، قرر حينها وبالحرف "أن نتنياهو هو الشخصية السياسية المحورية التي سيتعامل معها الفلسطينيون والعالم العربي خلال السنوات القادمة، وربما يكون نتنياهو بداية سيطرة جيل الصابرا على المسرح السياسي في إسرائيل، كما أن سلوك نتنياهو السياسي يعكس الشكل الذي ستصبح عليه السياسة الإسرائيلية خلال العقود الآتية".
بنى محمد خليفة حسن استشرافه المستقبلي هذا على عاملين، العامل الأول انتساب نتنياهو إلى جيل الصابرا الذي ستؤول إليه السلطة في إسرائيل، والعامل الثاني يعود إلى شخصية نتنياهو نفسها وما حظيت به.
من المعروف أن العناصر الأساسية المكونة للمجتمع الإسرائيلي تتألف من اليهود الأشكنازيم (يهود الغرب وأميركا وشرق أوربا) واليهود السفارديم (يهود البلاد العربية والإسلامية)، لكن ثمة عنصر تولّد من العنصرين السابقين وبات يعرف باسم الصابرا، وهو لقب يطلق على الإسرائيليين المولودين في فلسطين لتمييزهم عن اليهود الذين هاجروا إلى فلسطين من مناطق العالم المختلفة.
إذا أخذنا بعين الاعتبار الفترة التي أصدر بها محمد خليفة حسن أعماله -وهي فترة التسعينيات من القرن الماضي- ندرك أن النخبة الإسرائيلية الحاكمة حينها كانت من المهاجرين الذين ولدوا خارج فلسطين مثل بيريز ورابين وبيغن وغولدا مائير وغيرهم، ولم يكن جيل الصابرا مهيمنا على الساحة السياسية الإسرائيلية في تلك الفترة، بل إن نسبته داخل المجتمع الإسرائيلي كانت أقل منها اليوم، وفي تلك الفترة أشار محمد خليفة حسن إلى بعض ميزات جيل الصابرا التي اختلف بها عن الجيل السابق.
الاختلافات التي تميز بها جيل الصابرا
أولى تلك الميزات هي الثقة الزائدة بالنفس وبالإمكانيات والقدرات العسكرية والقتالية، وهي ثقة تصل حد الغرور، ولعل ذلك عائد إلى كونهم ولدوا بعد نجاح الصهيونية في إقامة إسرائيل كأمر واقع، وقد يكون من معززات تلك الثقة أو ذلك الغرور هي الخيبات العربية التي لم تنجح بإعاقة الخطط الصهيونية.
ومن صفات جيل الصابرا أنه نشأ على اللغة العبرية ودرس بها ويفكر عبرها، ولغة المرء جزء من بيئته ومن تفكيره، ولذلك يميل هذا الجيل إلى الواقعية ولا يحب مثالية الآباء المتشكلة في بلاد مختلفة، والتي تحث على التجييش والعمل اليدوي، فهو جيل ولد بعد تحديات لم يعد يرى ضرورة التوجس منها.
كما أنه جيل مادي لا تعنيه القيم الروحية والأيديولجية كالجيل السابق، وهذه الفكرة عبر عنها بعض علماء الاجتماع الإسرائيليين مثل جوزيف ديفيد وسيمون هرمان، فهم يرون أن الصابرا الذي نشأ بعد تحقيق أهداف الصهيونية لم يعد متمسكا بالمثالية التي دخلت مرحلة انحلال بعد قيام إسرائيل، فعلى الرغم من إعجاب جيل الصابرا بجهود آبائه فإنه يرى نفسه مستقلا عنهم، فهو جيل إسرائيلي خالص تربى داخل فلسطين ولم يمر بالتجارب التي مر بها جيل المؤسسين، وتخلصت شخصيته تقريبا من العقد والخبرات التي اكتسبها الجيل المؤسس.
ومن صفات جيل الصابرا أن صلتهم بالدين ضعيفة على وجه العموم، لكن تشبعهم بالقومية الإسرائيلية قوي جدا، ولذلك فعلاقتهم بيهود الخارج هشة، فهم إسرائيليون واليهودية عندهم ذات بعد قومي أكثر منها ديني، كما يشيع بين عدد منهم الارتباط بالحركة الكنعانية، وهي مجموعة من الإسرائيليين تتخذ مما يسمى أرض كنعان قاعدة أيديولوجية لهم، وبذلك يكون انتماؤهم لفترة سابقة على عصر إبراهيم عليه السلام وهجرته من بلاد الكلدانيين إلى فلسطين، كما أنهم متأثرون بالاكتشافات الأثرية التي تثبت وجود مجتمع في فلسطين سابق على اليهود الذين خرجوا إلى مصر ثم عادوا منها إلى فلسطين.
ومن ميزات جيل الصابرا أنه غير منشغل بإنشاء مجتمع مثالي، وإنما يهتم بالعمل والانشغال في الوظائف والعيش حياة عادية خالية من مثاليات الماضي، ولذلك فهم أقل ثقافة وأدنى من المتمسكين بقيم الجيل السابق، وبذلك فالاتجاه الفردي أقوى في هذا الجيل من الاتجاه الجماعي
يرى محمد خليفة حسن أن جيل الصابرا سيكون هو الممثل للشخصية الإسرائيلية، لأنه البوتقة التي سينصهر بها الأشكناز والسفارديم وستختفي مع الوقت الازدواجية في الشخصية الإسرائيلية، لأن الصابرا ولدوا في فلسطين ولذلك فإن الرابطة الإسرائيلية الوطنية ستجمعهم بدل روابط الجيل السابق.
ويعتبر أنه مع أول قدوم لنتنياهو إلى السلطة في إسرائيل بدأ يظهر الشكل الذي ستصبح عليه السياسة الإسرائيلية لعقود قادمة، فنتنياهو يتصف بكثير من صفات جيل الصابرا
يرى محمد خليفة حسن أن جيل الصابرا سيكون هو الممثل للشخصية الإسرائيلية، لأنه البوتقة التي سينصهر بها الأشكناز والسفارديم وستختفي مع الوقت الازدواجية في الشخصية الإسرائيلية، لأن الصابرا ولدوا في فلسطين ولذلك فإن الرابطة الإسرائيلية الوطنية ستجمعهم بدل روابط الجيل السابق.
وبحسب محمد خليفة حسن، فإنه مع أول قدوم لنتنياهو إلى السلطة في إسرائيل بدأ يظهر الشكل الذي ستصبح عليه السياسة الإسرائيلية لعقود قادمة، فنتنياهو يتصف بكثير من صفات جيل الصابرا، فهو:
يتمحور في سياسته حول الذات الإسرائيلية والقدرة على الاحتفاظ بهذه الذاتية داخل محيط الشرق الأوسط، وهذه من أهم صفات الصابرا الذين لا يكتفون بتمييز أنفسهم عن العالم المحيط بهم، بل هم يميزون أنفسهم على بقية فئات المجتمع الإسرائيلي بصفتهم إسرائيليين، أي مولودين في إسرائيل وتربوا في إسرائيل ولهم ثقافتهم الإسرائيلية.
يشعر نتنياهو بأهمية القوة في العلاقات مع العرب ويميل إلى استخدام القوة لإجبار العرب على قبول فكره السياسي، ومفهوم القوة عنده لا يقف عند حدود القوة العسكرية، بل هو مفهوم شامل يتضمن القوة السياسية والاقتصادية واعتبار القوة العامل الحاسم في الصراع من أجل البقاء، وهذه من صفات جيل الصابرا، فهو يؤمن بالقوة العسكرية.
تتصف شخصيته نتنياهو بروح الاستعلاء وعدم المبالاة بالغير والانغلاق على الذات، ووصفته بعض الكتابات الإسرائيلية بأنه مصاب بجنون العظمة ويعتقد أنه إمبراطور على رأس دولة عظمى، كما أن شخصيته مستفزة ومغرورة إلى حد كبير ولديها قدرة فائقة على تحدي الحقائق واختلاق الأكاذيب والتمرد على المعاهدات، ولا يؤمن بالشرعية وهي صفات متوفرة في شخصية الصابرا، فضلا عن البرود في المشاعر والغلظة في المعاملة وعدم الإحساس بالذنب.
لا يؤمن نتنياهو بأهمية السلام انطلاقا من مفهوم القوة الشامل عنده، والذي على أساسه تحول بإسرائيل من إستراتيجية السلام التي قادها بيريز إلى إستراتيجية الحرب اعتمادا على إحساس عظيم بالقوة، وهو يتحكم في قوة إسرائيل العسكرية، وهذا الإحساس الزائد بالقوة يدفعه إلى التمادي في التهديد باستخدام القوة العسكرية والدخول في الحرب.
يؤمن نتنياهو بالأيدويولوجية الصهيونية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بالعرب، فهو يؤيد الدعاوى الصهيونية في الحقوق التاريخية فيما تسمى صهيونيا "أرض إسرائيل"، ويتهم اليسار الإسرائيلي بخيانة الأهداف الصهيونية، ويعتقد أن تقدم الصهيونية مرتبط باضطهاد العرب وعدم التنازل عن الأراضي المحتلة وتعزيز المستوطنات والاستيلاء على الأراضي واستخدام القوة لتحقيق ذلك، ويسيطر على سياسة نتنياهو بعد أيديولوجي صهيوني قوي.
الدعم الإنجيلي
لقد اجتمعت في نتنياهو -بحسب محمد خليفة حسن- تركيبة جمعت بين شخصية الصابرا الإسرائيلية وبين مواصفات الشخصية الأميركية، فقد عاش في الولايات المتحدة لفترة طويلة وارتبط بالحياة الأميركية، ولهذا لم يرتبط بالمؤسسات السياسية والعسكرية في إسرائيل.
وقد استفاد نتنياهو من الظروف التاريخية التي مر بها المجتمع الإسرائيلي بعد اغتيال رابين ومن بعض الأخطاء التي وقع فيها حزب العمل، وتحققت لنتنياهو بعض الاختلافات عن قيادات إسرائيل التاريخية وصفات الجيل المؤسس، فهو ليس ابنا للعسكرية الإسرائيلية رغم إيمانه الشديد بمبدأ القوة، وليس ابنا شرعيا للدبلوماسية الإسرائيلية وليس ابنا للأحزاب السياسية الإسرائيلية، وأتى إلى رئاسة الحكومة بدون خلفية سياسية أو تاریخ سیاسي.
وهنا يمكن الإشارة للأسباب الخارجية التي توفرت لنتنياهو، فنتنياهو وصل إلى الحكم بفضل الإنجيليين أصلا، فقد عرفه الإنجيليون حين كان سفيرا لإسرائيل في الأمم المتحدة عبر "سي إن إن"، كما شارك في أنشطة الجماعات الإنجيلية تحت اسم "أصوات متحدة من أجل إسرائيل".
والإنجيليون يقولون بفكرة مبنية على اعتقاد مسيحي تربط شرط القدوم الثاني للمسيح بجمع الشتات اليهودي في فلسطين، وهو ما يعرف باسم "الصهيونية المسيحية"، وتسيطر هذه الفكرة على عشرات ملايين المسيحيين الأميركيين من أتباع الطائفة الإنجيلية، بالإضافة إلى عشرات الملايين من أتباع الطائفة في البلاد الأوربية التي ينتشر فيها أتباع المذهب الإنجيلي، وهو أحد فروع المسيحية البروتستانتية، وللمسيحية الإنجيلية أثر كبير في السياسة الأميركية والبريطانية المتعلقة بالشرق الأوسط.
لقد حظيت شخصية نتنياهو بين الإنجيليين بمزيد من المكانة منذ بدايات اقتحامه العمل السياسي، إذ بات ينظر له من طرف بعض المسيحيين الإنجيليين على أنه المبعوث الإلهي والرسول المبعوث لتحقيق الخلاص وتتويج عيسى المسيح ملكا.
ويستشهد محمد خليفة حسن باجتماع عقدته السفارة المسيحية الدولية في القدس وحضره مئات الإنجيليين من بلاد شتى وكانت تصريحاتهم شديدة التقديس لنتنياهو، فإحدى المشاركات من طائفة الإنجيليين فسرت اسمه، فقالت إن بنيامين يعني ابن اليد اليمنى لله، ونتنياهو يعني أن المعطى من الله أو هبة الله.
النفعية في العلاقة مع الإنجيليين
على الرغم من اختلاف النتائج النهائية للصهيونية اليهودية عن الصهيونية المسيحية فإن الصهيونيتين اتفقتا في مسألة جمع الشتات اليهودي في فلسطين ودعمه.
والحقيقة أن اليهود يفهمون جيدا عقيدة الإنجيليين، فهم يرون أنها تنضوي على جزء إيجابي وآخر سلبي، أما الجزء الإيجابي فهو المساعدة في جمع الشتات اليهودي في فلسطين وتقديم كل الدعم الممكن له، وأما السلبي فهو اعتقاد الإنجيليين أن نزول المسيح سينتج عنه تحول اليهود للمسيحية أو قتل من لم يتنصّر منهم وحينها يتوج يسوع المسيح ملكا على العالم.
ولأن نتنياهو ينتمي إلى جيل الصابرا الذي يعلي من قيمة المنفعة فهو يرى ضرورة الاستفادة من معتقد الإنجيليين، يقول ديفيد برايلان المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة والمسؤول عن العلاقات مع الإنجيليين حينها إن نتنياهو يعلم أن هؤلاء المسيحيين يؤيدونه بحماس شديد، والرجل السياسي يفكر في المنفعة السياسية، ولا سيما أن الإنجيليين مؤثرون في السياسة الأميركية، فتأييد الكونغرس الأميركي إسرائيل راجع إلى نشاط هذه الجماعة الإنجيلية، فالتأييد العظيم لإسرائيل لم يكن إلا بفضل اللوبي اليهودي وهيمنة الإنجيليين.
هذه الأسباب مجتمعة جعلت محمد خليفة حسن يتوقع -قبل ربع قرن أو يزيد- أن نتنياهو سيتصدر المشهد الإسرائيلي، وأنه سيكون الشخصية الأبرز التي سينشغل معها الفلسطينيون والعرب في يوم من الأيام، فهل جسد نتنياهو حقا أفكار جيل الصابرا؟ وهل لما يزال الدعم الإنجيلي له اليوم كما كان من قبل؟ وهل بالإمكان الإفادة من الدراسات الاستشرافية؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زامير يستدعي رئيس الشاباك الجديد لاتصاله بنتنياهو دون علمه
زامير يستدعي رئيس الشاباك الجديد لاتصاله بنتنياهو دون علمه

الجزيرة

timeمنذ 36 دقائق

  • الجزيرة

زامير يستدعي رئيس الشاباك الجديد لاتصاله بنتنياهو دون علمه

استدعى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير ، اليوم الجمعة، رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" ديفيد زيني للاستفسار عن اتصالاته برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دون علمه. جاء ذلك بعد قرار نتنياهو تعيين زيني اللواء في الجيش، رئيسا للشاباك خلفا للمقال رونين بار ، في خطوة وُصفت في إسرائيل بأنها تحد للقضاء وقوبلت باحتجاجات واسعة وانتقادات حادة. وقالت القناة 12 االإسرائيلية، إن زامير استدعى زيني للاستفسار بعد اتصالاته برئيس الوزراء دون علمه. وأضافت أن نتنياهو أبلغ زامير بقراره قبل دقائق قليلة من الإعلان الرسمي، فيما رفض مكتب رئيس الوزراء التعليق على مسألة ما إذا كان زيني التقى أو تحدث مع نتنياهو، دون علم رئيس الأركان. ويلزم إبلاغ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي مسبقا قبل أي لقاء لمسؤول سياسي مع قائد في الجيش. بدورها، نقلت هيئة البث الرسمية عن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان زامير اجتمع صباح اليوم مع اللواء ديفيد زيني. وأضاف الجيش أن رئيس الأركان وافق على تقاعد اللواء ديفيد زيني من الخدمة العسكرية خلال الأيام المقبلة، معرباً عن تقديره له على خدمته القتالية الطويلة والمهمة. وذكر أن رئيس الأركان قال إن أي حوار بين أفراد الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي يتطلب موافقته المسبقة. ومساء الخميس، أعلن نتنياهو تعيين رئيس جديد لجهاز الشاباك، وذلك رغم معارضة المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا ، التي وصفت الخطوة بأنها "معيبة". وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن نتنياهو قرر تعيين اللواء ديفيد زيني رئيسا لجهاز الشاباك ، خلفا لرونين بار، الذي يُنهي مهامه في 15 يونيو/ حزيران المقبل. وانتقدت المستشارة القضائية بشدة قرار نتنياهو واعتبرته مخالفا للتعليمات القانونية. وكانت المستشارة ميارا أعلنت أن نتنياهو لا يملك حاليا صلاحية تعيين بديل للرئيس الحالي للشاباك بار، قبل استيفاء الفحص القانوني لقرار إقالته. وحذرت المستشارة، من أي تعيين قبل استكمال الفحص القانوني المرتبط بإقالة بار، والتي أقرت المحكمة العليا بأنها تمت بطريقة غير قانونية وتحت شبهات تضارب مصالح. وأجج قرار نتنياهو خلافات حادة وقوبل بانتقادات واحتجاجات واسعة، حيث نزل متظاهرون إلى الشوارع واشتبكوا مع قوات الشرطة بمجرد إعلان القرار. وعلق زعيم حزب "الدولة" المعارض بيني غانتس على القرار، بأن نتنياهو يواصل "تقويض" سيادة القانون ويدفع نحو صدام دستوري على حساب أمن إسرائيل. والأربعاء، قضت المحكمة العليا الإسرائيلية ، بأن قرار حكومة نتنياهو إقالة بار، يخالف القانون. وبرر نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، القرار بـ"انعدام الثقة" به، وذلك ضمن تداعيات أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. بينما ألمح بار، إلى وجود دوافع سياسية وراء القرار، وأن السبب هو رفضه تلبية مطالب نتنياهو بـ"الولاء الشخصي". وفي 20 مارس/ آذار الماضي، قررت الحكومة إقالة بار، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ في 10 أبريل/ نيسان 2025. لكن المحكمة أصدرت أمرا مؤقتا يمنع إقالته أو إعلان إيجاد بديل له، لحين نظرها في التماسات قدمتها المعارضة ضد الإقالة. غير أنه في 28 أبريل الماضي، أعلن بار أنه سيغادر منصبه في 15 يونيو المقبل.​​​​​​​ إعلان يأتي ذلك بينما تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 ارتكاب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، تشمل القتل، والتجويع، والتدمير، والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان. وخلف العدوان، بدعم أميركي، أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.​​​​​​​

حماس تدعو دول العالم إلى معاقبة إسرائيل وحماية الفلسطينيين
حماس تدعو دول العالم إلى معاقبة إسرائيل وحماية الفلسطينيين

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

حماس تدعو دول العالم إلى معاقبة إسرائيل وحماية الفلسطينيين

رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ببيان صادر عن 80 دولة، يؤكد أن قطاع غزة يواجه "أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023" ويدعو إلى حماية المدنيين الفلسطينيين. واعتبر تصريح صحفي لحماس، أن بيان الدول الـ 80 "تأكيد على اتساع دائرة الرفض الدولي لجريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي المتواصلة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة". وأضافت أن تأكيد الدول الـ 80 عدم قبولها استغلال المساعدات لأغراض سياسية أو عسكرية يستدعي منها الضغط بفعالية لإغاثة شعبنا بغزة ووقف جريمة التجويع الإسرائيلية. ودعت حماس دول العالم كافة إلى إدانة الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، والتحرك لفرض إجراءات عقابية ملموسة، تُلزم حكومة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو بوقف عدوانها الوحشي، وتدفع باتجاه محاسبته على جرائمه ضد الإنسانية. ويحتاج قطاع غزة يوميا إلى 500 شاحنة مساعدات إغاثية وطبية وغذائية عاجلة و50 شاحنة وقود كحد أدنى منقذ للحياة وسط تفاقم المجاعة الناجمة عن الإغلاق الإسرائيلي للمعابر منذ أكثر من شهرين، بحسب ما أورده المكتب الحكومي في بيان الاثنين. ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، بإغلاق المعابر في وجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع في مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين. وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني شهداء وجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين.​​​​​​​

صحف عالمية: التحركات الدولية ضد إسرائيل متأخرة وتغطية على صمت شهور
صحف عالمية: التحركات الدولية ضد إسرائيل متأخرة وتغطية على صمت شهور

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

صحف عالمية: التحركات الدولية ضد إسرائيل متأخرة وتغطية على صمت شهور

أفردت صحف عالمية مساحة للحديث عن الهجوم الذي وقع قرب المتحف اليهودي في العاصمة الأميركية واشنطن، والمواقف الأوروبية والدولية المنددة باستمرار الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن مقتل موظفيْن بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن صدم الإسرائيليين، وعزز مخاوفهم من ردود فعل عنيفة ضدهم في كل أنحاء العالم بسبب ما يحصل في غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن شعور الإسرائيليين المتزايد بالخوف خلال السفر أو الوجود خارج إسرائيل الذي لازمهم منذ بداية الحرب على قطاع غزة، سيتعاظم حتما بعد الهجوم. وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن هذا الهجوم أشعل موجة من الاتهامات المتبادلة بين الساسة في إسرائيل، إذ سارع أعضاء الائتلاف الحاكم إلى ربط الهجوم بمعاداة السامية، في حين حمّلت المعارضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته مسؤولية ما جرى، واعتبرته نتيجة لسياسة متطرفة دعت صراحة إلى تجويع سكان غزة وتهجيرهم وبناء المستوطنات في القطاع، مما أجج كراهية إسرائيل عبر العالم. في سياق ذي صلة، سلطت صحيفة ليبراسيون الفرنسية الضوء على معاناة سكان غزة في ظل تصعيد متواصل للهجمات الإسرائيلية وحصار مطبق لا يبدو إعلان دخول المساعدات كافيا لمعالجة تداعياته. ووفق الصحيفة، فإن الوضع في غزة يعكس حجم العذاب الذي يتحمله الفلسطينيون هناك، في وقت عجز فيه المجتمع الدولي عن وضع حد لهذه المأساة. وأشارت إلى أن السماح بدخول بعض الشاحنات المحملة بالمساعدات بوتيرة بطيئة جدا يدعو إلى الدهشة في ظل الإصرار على مواصلة الهجمات. وبشأن المواقف الغربية المنددة، اعتبر مقال في صحيفة غارديان البريطانية التحركات ضد إسرائيل داخل بريطانيا المتزامنة مع تحركات مشابهة في دول أوروبية متأخرة جدا، ولا ترقى إلى حجم الكارثة في غزة. وحسب المقال، فإن الانتقادات الصريحة والتلويح باتخاذ إجراءات ملموسة ومطالبة إسرائيل بالسماح للصحفيين بتغطية الأحداث المروعة في قطاع غزة "لا يمكن إلا أن تكون محاولة للتمويه والتغطية على شهور من الصمت، في وقت كانت فيه غزة تدمر والناس يقتلون". وفي موضوع آخر، تناولت مجلة نيوزويك الأميركية نشر شركة أقمار صناعية تجارية صينية صور طائرات أميركية في قاعدة دييغو غارسيا الجوية وسط المحيط الهندي، إذ أظهرت الصور نشر الولايات المتحدة طائرات " إف-15" المقاتلة وزيادة عدد القاذفات في القاعدة. وتمثل هذه القاعدة موقعا إستراتيجيا يمكن أن يُستخدم نقطة انطلاق عسكرية في حال تصاعد التوترات مع إيران إذا فشلت الدبلوماسية بشأن برنامج طهران النووي. ولفتت المجلة إلى أن دقة الصور تؤكد قدرة متزايدة لدى بكين على مراقبة أنشطة الجيش الأميركي وعمليات انتشاره عبر العالم، في وقت تدرس فيه دعم مصالح طهران النووية في مواجهة الضغوط الغربية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store