logo
الشاعر محمد حلمي الريشة يطلق أقمار الأمل في ليل الاحتلال

الشاعر محمد حلمي الريشة يطلق أقمار الأمل في ليل الاحتلال

الدستور١٢-٠٥-٢٠٢٥

شريف الشافعي
«الخَرِيفُ فَضِيحَةُ أَشْجَارِنَا
الشِّتَاءُ سَيْلٌ جَرَفَ صُوَرَنَا»
لا تتوقف الإبداعات الفلسطينية والعربية المعاصرة، بثيماتها الفنية المتنوعة، عن الانخراط في فعل المقاومة، وإعمال الكلمات والخيالات المتشبثة بالنضال من أجل الكرامة والتحرر، واستعادة الأراضي المسلوبة، والحقوق الضائعة.
إنه حقًّا الليل الطويل الجاثم على الأنفاس والصدور، بكل ما يحتويه من حروب وويلات، ودمار وحصار، وقتل وتهجير وتشريد، ولكنّ أقماره أبدًا لا تمّحي، ولا تتأجل وراء ستائر النهايات. وإن لم تكن هذه الأقمار ظاهرة، فلتكن كامنة في أعماق الضمير الحيّ، أو فلتكن افتراضية حتى، يُطلقها المبدعون في الفضاء، لتتدلى منها أشعّة الأمل قطوفًا نورانية.
في ديوانه الجديد «أقمار افتراضية في ليل يطول»، (دار جبرا للنشر والتوزيع، عمّان، 2024)، ينسج الشاعر الفلسطيني محمد حلمي الريشة خيوط الدهشة، منحازًا إلى غير المتوقع، ومتطلعًا إلى الماء المبارك في المساحات الحرجة التي يظنها السطحيّون وقصيرو النظر سرابًا:
«بَيْدَ أَنَّهَا بَيْدَاءٌ مُعَلَّقَةٌ
سَرَابُهَا رَسَمَ ابْتِسَامَةً قَارِبِيَّةً عَلَى عَيْنَيَّ»
يكتب الشاعر قصيدة القبض على الجمر، يتحدّى الخطر، ينزع فتيل القنابل، يواجه الأعداء المتربصين، يصنع مدارات في الوجود، ليحقّ له أن يُطلق فيها أقمارًا نابعة من الكائن الشعري، الذي لا تُكبّله عزلته المفروضة عليه:
«قَرِيبًا مِنْهَا أَوْ بَعِيدًا عَنْهَا
تُزْهِرُ فِي الأَرْضِ
عُزْلَةُ الكَائِنِ الشِّعْرِيِّ
*
وَضَّاحٌ بَلِيغٌ
يَدُورُ فِي فَضَاءٍ مُتَعَسِّرٍ
وَنَجْمَةٌ بَيْضَاءُ
يَرُدُّ لَهَا بَصِيصَ أَمَلٍ
قَرِيبًا مِنْهَا أَوْ بَعِيدًا عَنْهَا»
هذه المفاجآتُ الإيجابية، التفاؤلية، المُلْهِمَة، التي ينشدها ويتشهاها الشاعر محمد حلمي الريشة على أرض الواقع، في ميادين المعارك الدائرة في فلسطين ولبنان وأرجاء المنطقة العربية، يفجّرها الشاعر فنيًّا أيضًا من خلال انزياحات جمالية، على مستوى صياغة القصيدة نفسها، رؤية ولغة وشكلًا وبناء، في سياق الحرص الكلي على الصادم، المباغت، غير المألوف.
تأتي تجربة ديوان «أقمار افتراضية في ليل يطول» كاملة (145 مقطعًا شعريًا، من دون عناوين) في إطار معالجة مبتكرة، يُشار إليها في توطئة النصوص على أنها محاولة جريئة لكتابة «هاينكا عربي».
وتُحيل هذه الآلية إلى ما ابتدعه الشاعر الهندي (برافات كومار بادي) بكتابة نوع شعري أطلق عليه «فن الهاينكا»(Hainka) ، والتسمية مشتقة من الدمج بين فنّي «الهايكو» (Haiku) و»التانكا» (Tanka) اليابانيين، بأنظمتهما الصوتية والإيقاعية الخاصة، وتوجهاتهما إلى الجوهر الشعري والإنساني وحركة الطبيعة ومشاهد الحياة اليومية الموحية وتفاصيلها المتشابكة، وذلك من أجل الغوص تحت الجلد، واكتشاف حقائق المعاني والمشاعر والعلاقات والأشياء على نحو مغاير للثابت والموروث.
يُجرّب الشاعر محمد حلمي الريشة في أبجديات الكتابة، مثلما يجرّب في ابتداعه أقمارًا افتراضية تبتلع الليل النابغيّ الطويل. إنها الطاقة الاستثنائية التي في وسعها أن تتلبّس أيَ عاديّ، فتجعله معجزة. هكذا شأن الحجر الصغير مثلًا في يد الطفل الفلسطيني، يقذف به غطرسة المحتلّ الغاشم فيصيبها:
«أَثْقَلْتُ عَلَيْهِ حَجَرًا
رَفَعْتُهُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ
تَنَاثَرَتْ أَوْرَاقُهُ رِيشَ طَاووسٍ»
المثقفون، في أحوال كثيرة، هم «سياسيُّو الصمت»، كما في أحد مقاطع الشاعر محمد حلمي الريشة. لكنّ القصيدة العنيدة بمقدورها أن تنطق صدقًا وعمقًا، أو تهتف غضبًا ورفضًا وصراخًا وحماسة. وبإمكانها، على الأقل، أن تردد تحية المواطن للمواطن «صَبَاحُ الـ...شُّهَدَاءِ» في فلسطين حيث:
«النَّارُ مِنْ كُلِّ الجِهَاتِ
الأَحْمَرُ لَوْنُ شَمْسِهَا
الغَيْمُ أَكْفَانُ شُهَدَائِهَا
وَالقَلَقُ وَظِيفَةُ رُؤُوسِ مَجْلِسِ القَمْلِ»
لا يملك الشاعر الفلسطيني على وجه الخصوص ترفَ السكوت، ولا يمكن لقصيدته المرتقبة أن تكون مرفّهة كتفاحة عفنة، فيما شمس فلسطين:
«لَا تَسَتَرِيحُ فِي ضُحَاهَا
تُشْرِقُ شَهِيدًا وَتَغْرُبُ شَهِيدًا»
«سَمَاؤُهَا سُدُولٌ سَوْدَاءُ
يَنْزِلُ قَمَرُهَا المُهَجَّرُ كُلَّ لَيْلَةٍ قُبُلَاتٍ»
الحرب لا تعني إلا الحرب، في نصوص الشاعر محمد حلمي الريشة، وهي مشتعلة في الجبهات كلها، لا تنتهي، ولا يهدأ وطيسها، ولا تتأثر بتحركات الحمامات وألوانها الرمزية:
«طَارَ الحَمَامْ
حَطَّ الحَمَامْ»-
سُحْقًا لِذَاكِرَةِ الحَمَامْ»
أطروحات السلام، وألاعيبه، وأحابيله، هي مشيٌ ورقصٌ فوق الحبال، خيانات فجة، أو ممسوسة بصبغة وطنية. هي وجوه الخريف المراوغة والكاذبة التي تدّعي انتسابها إلى الربيع:
«تَنْتَفِضُ البَرَاعِمُ كَمَا أَرَاهَا
بَيَاضَ سَلَامٍ يَتَوَسَّعُهُ لَوْنٌ دَمَوِيٌّ-
خِدْعَةُ رَبِيعٍ دَائِمَةٌ عِنْدَنَا
*
الخَرِيفُ فَضِيحَةُ أَشْجَارِنَا
الشِّتَاءُ سَيْلٌ جَرَفَ صُوَرَنَا
الصَّيْفُ شَاطِئٌ مِنْ دُونِ بَحْرِنَا
بَلَغَ مِلْحُ الفُصُولِ حُلْقُومَ سَلَامِنَا-
خِدْعَةُ رَبِيعٍ دَائِمَةٌ عِنْدَنَا»
يتيح القالب الفني «هاينكا» الذي ارتاده الشاعر الفلسطيني قدرًا من الهندسية، وإن كانت مغلّفة بطابع عفوي، ما يفسح المجال للتوليد الشعري الطفولي والذهني معًا، من خلال التناقضات والمفارقات الثنائية، والصدمات البريئة، والتقابلات بين مظاهر الموت وملامح الحياة:
«الرِّدَاءُ لَا يَسْتُرُ الرَّدَاءَةَ
الفَمُ فُوَّهَةُ كُرْسِيٍّ
يَنْفُخُ رَمَادًا فِي قُبُورِ المَوْتَى»
وتتسع النصوص الشعرية أيضًا، في تدفقاتها المرنة بإحكام، والمحكومة بمرونة، إلى كثير من الرؤى الفانتازية والصور الغرائبية والسوريالية، والسخرية الكاريكاتورية، التي تتجلى فيها تشظيات الذات، وصراعاتها الداخلية، إزاء واقع خارجي مُربك ومرتبك:
«قِطَارُ الوَقْتِ الفَارِغُ الَّذِي يَصْلُبُ طَرِيقِي
لَا يَزَالُ حَيَّةً طَوِيلَةً بَطِيئةَ بَطْنٍ وَ
نَامُوسَةٌ كَافِرَةٌ تَحُجُّ رَأْسِي طَنِينًا
*
لَسْتُ عُذْرًا أُقَدِّمُهُ عَلَى طَبَقِ رِيحٍ
مَا فِي القَلْبِ ذِي الشَّرَايِينِ المَعْطُوبَةِ إِرْثٌ لَكِ
مَا فِي الإِرْثِ مَكْشُوفٌ قَبْلَ مَوْتِي
حَتَّى لَوْ لَمْ تَمُتْ بَعْدُ
نَامُوسَةٌ كَافِرَةٌ تَحُجُّ رَأْسِي طَنِينًا»
هذه قراءة أولى لديوانه آملاً أن أعمل على قراءة أو مقاربة أخرى لثراء هذا الديوان المختلف من حيث الأسلوب الجديد والمضمون بمنظورات عدة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الشاعر محمد حلمي الريشة يطلق أقمار الأمل في ليل الاحتلال
الشاعر محمد حلمي الريشة يطلق أقمار الأمل في ليل الاحتلال

الدستور

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • الدستور

الشاعر محمد حلمي الريشة يطلق أقمار الأمل في ليل الاحتلال

شريف الشافعي «الخَرِيفُ فَضِيحَةُ أَشْجَارِنَا الشِّتَاءُ سَيْلٌ جَرَفَ صُوَرَنَا» لا تتوقف الإبداعات الفلسطينية والعربية المعاصرة، بثيماتها الفنية المتنوعة، عن الانخراط في فعل المقاومة، وإعمال الكلمات والخيالات المتشبثة بالنضال من أجل الكرامة والتحرر، واستعادة الأراضي المسلوبة، والحقوق الضائعة. إنه حقًّا الليل الطويل الجاثم على الأنفاس والصدور، بكل ما يحتويه من حروب وويلات، ودمار وحصار، وقتل وتهجير وتشريد، ولكنّ أقماره أبدًا لا تمّحي، ولا تتأجل وراء ستائر النهايات. وإن لم تكن هذه الأقمار ظاهرة، فلتكن كامنة في أعماق الضمير الحيّ، أو فلتكن افتراضية حتى، يُطلقها المبدعون في الفضاء، لتتدلى منها أشعّة الأمل قطوفًا نورانية. في ديوانه الجديد «أقمار افتراضية في ليل يطول»، (دار جبرا للنشر والتوزيع، عمّان، 2024)، ينسج الشاعر الفلسطيني محمد حلمي الريشة خيوط الدهشة، منحازًا إلى غير المتوقع، ومتطلعًا إلى الماء المبارك في المساحات الحرجة التي يظنها السطحيّون وقصيرو النظر سرابًا: «بَيْدَ أَنَّهَا بَيْدَاءٌ مُعَلَّقَةٌ سَرَابُهَا رَسَمَ ابْتِسَامَةً قَارِبِيَّةً عَلَى عَيْنَيَّ» يكتب الشاعر قصيدة القبض على الجمر، يتحدّى الخطر، ينزع فتيل القنابل، يواجه الأعداء المتربصين، يصنع مدارات في الوجود، ليحقّ له أن يُطلق فيها أقمارًا نابعة من الكائن الشعري، الذي لا تُكبّله عزلته المفروضة عليه: «قَرِيبًا مِنْهَا أَوْ بَعِيدًا عَنْهَا تُزْهِرُ فِي الأَرْضِ عُزْلَةُ الكَائِنِ الشِّعْرِيِّ * وَضَّاحٌ بَلِيغٌ يَدُورُ فِي فَضَاءٍ مُتَعَسِّرٍ وَنَجْمَةٌ بَيْضَاءُ يَرُدُّ لَهَا بَصِيصَ أَمَلٍ قَرِيبًا مِنْهَا أَوْ بَعِيدًا عَنْهَا» هذه المفاجآتُ الإيجابية، التفاؤلية، المُلْهِمَة، التي ينشدها ويتشهاها الشاعر محمد حلمي الريشة على أرض الواقع، في ميادين المعارك الدائرة في فلسطين ولبنان وأرجاء المنطقة العربية، يفجّرها الشاعر فنيًّا أيضًا من خلال انزياحات جمالية، على مستوى صياغة القصيدة نفسها، رؤية ولغة وشكلًا وبناء، في سياق الحرص الكلي على الصادم، المباغت، غير المألوف. تأتي تجربة ديوان «أقمار افتراضية في ليل يطول» كاملة (145 مقطعًا شعريًا، من دون عناوين) في إطار معالجة مبتكرة، يُشار إليها في توطئة النصوص على أنها محاولة جريئة لكتابة «هاينكا عربي». وتُحيل هذه الآلية إلى ما ابتدعه الشاعر الهندي (برافات كومار بادي) بكتابة نوع شعري أطلق عليه «فن الهاينكا»(Hainka) ، والتسمية مشتقة من الدمج بين فنّي «الهايكو» (Haiku) و»التانكا» (Tanka) اليابانيين، بأنظمتهما الصوتية والإيقاعية الخاصة، وتوجهاتهما إلى الجوهر الشعري والإنساني وحركة الطبيعة ومشاهد الحياة اليومية الموحية وتفاصيلها المتشابكة، وذلك من أجل الغوص تحت الجلد، واكتشاف حقائق المعاني والمشاعر والعلاقات والأشياء على نحو مغاير للثابت والموروث. يُجرّب الشاعر محمد حلمي الريشة في أبجديات الكتابة، مثلما يجرّب في ابتداعه أقمارًا افتراضية تبتلع الليل النابغيّ الطويل. إنها الطاقة الاستثنائية التي في وسعها أن تتلبّس أيَ عاديّ، فتجعله معجزة. هكذا شأن الحجر الصغير مثلًا في يد الطفل الفلسطيني، يقذف به غطرسة المحتلّ الغاشم فيصيبها: «أَثْقَلْتُ عَلَيْهِ حَجَرًا رَفَعْتُهُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ تَنَاثَرَتْ أَوْرَاقُهُ رِيشَ طَاووسٍ» المثقفون، في أحوال كثيرة، هم «سياسيُّو الصمت»، كما في أحد مقاطع الشاعر محمد حلمي الريشة. لكنّ القصيدة العنيدة بمقدورها أن تنطق صدقًا وعمقًا، أو تهتف غضبًا ورفضًا وصراخًا وحماسة. وبإمكانها، على الأقل، أن تردد تحية المواطن للمواطن «صَبَاحُ الـ...شُّهَدَاءِ» في فلسطين حيث: «النَّارُ مِنْ كُلِّ الجِهَاتِ الأَحْمَرُ لَوْنُ شَمْسِهَا الغَيْمُ أَكْفَانُ شُهَدَائِهَا وَالقَلَقُ وَظِيفَةُ رُؤُوسِ مَجْلِسِ القَمْلِ» لا يملك الشاعر الفلسطيني على وجه الخصوص ترفَ السكوت، ولا يمكن لقصيدته المرتقبة أن تكون مرفّهة كتفاحة عفنة، فيما شمس فلسطين: «لَا تَسَتَرِيحُ فِي ضُحَاهَا تُشْرِقُ شَهِيدًا وَتَغْرُبُ شَهِيدًا» «سَمَاؤُهَا سُدُولٌ سَوْدَاءُ يَنْزِلُ قَمَرُهَا المُهَجَّرُ كُلَّ لَيْلَةٍ قُبُلَاتٍ» الحرب لا تعني إلا الحرب، في نصوص الشاعر محمد حلمي الريشة، وهي مشتعلة في الجبهات كلها، لا تنتهي، ولا يهدأ وطيسها، ولا تتأثر بتحركات الحمامات وألوانها الرمزية: «طَارَ الحَمَامْ حَطَّ الحَمَامْ»- سُحْقًا لِذَاكِرَةِ الحَمَامْ» أطروحات السلام، وألاعيبه، وأحابيله، هي مشيٌ ورقصٌ فوق الحبال، خيانات فجة، أو ممسوسة بصبغة وطنية. هي وجوه الخريف المراوغة والكاذبة التي تدّعي انتسابها إلى الربيع: «تَنْتَفِضُ البَرَاعِمُ كَمَا أَرَاهَا بَيَاضَ سَلَامٍ يَتَوَسَّعُهُ لَوْنٌ دَمَوِيٌّ- خِدْعَةُ رَبِيعٍ دَائِمَةٌ عِنْدَنَا * الخَرِيفُ فَضِيحَةُ أَشْجَارِنَا الشِّتَاءُ سَيْلٌ جَرَفَ صُوَرَنَا الصَّيْفُ شَاطِئٌ مِنْ دُونِ بَحْرِنَا بَلَغَ مِلْحُ الفُصُولِ حُلْقُومَ سَلَامِنَا- خِدْعَةُ رَبِيعٍ دَائِمَةٌ عِنْدَنَا» يتيح القالب الفني «هاينكا» الذي ارتاده الشاعر الفلسطيني قدرًا من الهندسية، وإن كانت مغلّفة بطابع عفوي، ما يفسح المجال للتوليد الشعري الطفولي والذهني معًا، من خلال التناقضات والمفارقات الثنائية، والصدمات البريئة، والتقابلات بين مظاهر الموت وملامح الحياة: «الرِّدَاءُ لَا يَسْتُرُ الرَّدَاءَةَ الفَمُ فُوَّهَةُ كُرْسِيٍّ يَنْفُخُ رَمَادًا فِي قُبُورِ المَوْتَى» وتتسع النصوص الشعرية أيضًا، في تدفقاتها المرنة بإحكام، والمحكومة بمرونة، إلى كثير من الرؤى الفانتازية والصور الغرائبية والسوريالية، والسخرية الكاريكاتورية، التي تتجلى فيها تشظيات الذات، وصراعاتها الداخلية، إزاء واقع خارجي مُربك ومرتبك: «قِطَارُ الوَقْتِ الفَارِغُ الَّذِي يَصْلُبُ طَرِيقِي لَا يَزَالُ حَيَّةً طَوِيلَةً بَطِيئةَ بَطْنٍ وَ نَامُوسَةٌ كَافِرَةٌ تَحُجُّ رَأْسِي طَنِينًا * لَسْتُ عُذْرًا أُقَدِّمُهُ عَلَى طَبَقِ رِيحٍ مَا فِي القَلْبِ ذِي الشَّرَايِينِ المَعْطُوبَةِ إِرْثٌ لَكِ مَا فِي الإِرْثِ مَكْشُوفٌ قَبْلَ مَوْتِي حَتَّى لَوْ لَمْ تَمُتْ بَعْدُ نَامُوسَةٌ كَافِرَةٌ تَحُجُّ رَأْسِي طَنِينًا» هذه قراءة أولى لديوانه آملاً أن أعمل على قراءة أو مقاربة أخرى لثراء هذا الديوان المختلف من حيث الأسلوب الجديد والمضمون بمنظورات عدة.

صدور كتاب غزة بالحبر الأحمر.. أنطولوجيا شعرية من أجل غزة
صدور كتاب غزة بالحبر الأحمر.. أنطولوجيا شعرية من أجل غزة

الدستور

time٢٤-٠٢-٢٠٢٥

  • الدستور

صدور كتاب غزة بالحبر الأحمر.. أنطولوجيا شعرية من أجل غزة

عمان صدر حديثًا عن «دار جبرا للنشر والتوزيع» في عمّان كتاب بعنوان «غزّة بالحبر الأحمر- أنطولوجيا شعرية من أجل غزّة»، من إعداد الشاعر والباحث والمترجم محمد حلمي الريشة، وبمشاركة (58) شاعرًا عربيًّا وشاعرة عربية هم وهنّ: أميمة يوسف (الأردن)، أيمن العتوم (الأردن)، بوعلام دخيسي (المغرب)، تغريد عبد العال (فلسطين- لبنان)، ثورية الكور (المغرب)، حاتم سليمان (مصر)، حاتم عبد الهادي السيد (مصر)، حسن علي شرارة (لبنان)، حيدر الغزالي (فلسطين)، خليل إبراهيم حسونة (فلسطين- النرويج)، دنيا الأمل إسماعيل (فلسطين)، راسم المدهون (فلسطين- سورية)، رفعة يونس (فلسطين- الأردن)، رماح بوبو (سورية)، رندة السيد البحيري (مصر- الأردن)، رياض الشرايطي (تونس)، سعد المظفر (العراق)، سلمى أحمد عدّاس (السعودية)، سناء شجاع (لبنان)، سوسن محمود نوري (الجزائر)، سيدي عبد الله (موريتانيا)، صالح لبريني (المغرب)، طاهر العتباني (مصر)، الطاهر لكنيزي (المغرب)، عبد الخالق كيطان (العراق)، عبد القادر العلمي (المغرب)، عبد الكريم الطبال (المغرب)، عبد الكريم هداد (العراق)، عبد الله عيسى (فلسطين- روسيا)، عبد المطلب محمود (العراق)، عبد الوهاب أبو زيد (السعودية)، العربي الحميدي (المغرب)، علال الحجام (المغرب)، علي العلوي (المغرب)، عمر أبو الهيجاء (فلسطين- الأردن)، عمر زيادة (فلسطين)، غازي الذيبة (فلسطين- الأردن)، فتحي مهذّبي (تونس)، محمد العمراوي (المغرب)، محمد بنيس (المغرب)، محمد حجي محمد (المغرب)، محمد عبد الستار الدش (مصر)، محمد مبروك برهومي (تونس)، محمد محمد السنباطي (مصر)، مريم الخطيب (فلسطين)، منذر كامل اللالا (الأردن)، منى المصدر (فلسطين)، نجاة المالكي (المغرب)، نصر سامي (تونس)، نور بعلوشة (فلسطين- السويد)، النوري قم (تونس)، هاني عبد الله حواشين (الأردن)، هند جودة (فلسطين)، وحيدة الدلالي (تونس)، يحيى اللبابيدي (مصر- أمريكا)، يحيى عاشور (فلسطين)، يوسف القدرة (فلسطين)، يونس علي الحمداني (العراق). جاء الكتاب في (266) صفحة من القطع المتوسط، وكان الجزء الأول منه كان قد صدر في العام الماضي بعنوان «أنا غزة ابنة فلسطين- أنطولوجيا شعرية من أجل غزة».

كتاب "نسائم الإضاءة وستائر الدهشة- دراسات وقراءات في شعر وحوارات مع الشاعر الفلسطيني محمد الريشة
كتاب "نسائم الإضاءة وستائر الدهشة- دراسات وقراءات في شعر وحوارات مع الشاعر الفلسطيني محمد الريشة

الدستور

time٠٥-٠٢-٢٠٢٥

  • الدستور

كتاب "نسائم الإضاءة وستائر الدهشة- دراسات وقراءات في شعر وحوارات مع الشاعر الفلسطيني محمد الريشة

عمان - الدستور - عمر أبو الهيجاء صدر حديثًا عن "دار جبرا للنشر والتوزيع" كتاب "نسائم الإضاءة وستائر الدهشة- دراسات وقراءات في شعري وحوارات معي" للشاعر والباحث والمترجم الفلسطيني محمد حلمي الريشة. يتكون الكتاب من قسمين وقعا في (300) صفحة من القطع المتوسط، خصص أحدهما للدراسات والقراءات النقدية التي تناولت عدة أعمال شعرية للشاعر الريشة، فيما خصص الثاني لحوارات متنوعة أجريت معه لتلقي مزيدًا من الضوء على فكره ورؤيته كشاعر وحصيلة خبراته في العمل الثقافي. "جاء في تقديم الكتاب بقلم الشاعر: "نَسعى مِن هذَا الكتابِ، أَوَّلًا، إِلى تقديمِ الشُّكرِ لكلِّ مَن ساهمَ بمدادهِ المضيءِ؛ بدراسةٍ، أَو مقاربةٍ، أَو قراءةٍ، لأَعمالٍ شعريَّةٍ لِي، أَو بحوارٍ مَعي. وإنَّا، ثانيًا، ومِن بابِ الوفاءِ لهنَّ/ لهُمْ، عمِلْنا علَى جمعِها فِي هذَا الكتابِ". يحتوي الكتاب على الدراسات والقراءات الآتية: علاء حمد: "التأويل والبنية الوظيفية في نصوص الشاعر الفلسطيني محمد حلمي الريشة"، محمد بوحوش: "الأصلي والمستحدث في قصائد التانكا للشاعر محمد حلمي الريشة"، سمر محفوض: "أنسنة اللغة وإدهاش الدلالات- قراءة في "مطر خلل شعاع شمس- تانكا عربي" للشاعر محمد حلمي الريشة"، فاطمة عيساوي: "تجـليات الرومانسية والسريالية في "مُعْجَمٌ بِكِ" للشاعر محمد حِلمي الريشة"، العربي الحميدي: "ما موقع شعر محمد حلمي الريشة وسط الحداثة الشعرية؟" و"الأنا وانشطارها عند فاقد الأم وفاقد الوطن- أوجه التلاقي والتنافي في أشعار شارل بودلير ومحمد حلمي الريشة"، و"المستوى الصريح والخفي في قصائد الشاعرين شارل بودلير ومحمد حلمي الريشة"، مادونا عسكر: "الغموض العارف للغة القصيدة ومكانة القارئ- قراءة في ديوان "كأعمى تقودني قصبة النأي" للشّاعر محمد حلمي الرّيشة"، شريف الشافعي: "أنا غزة ابنة فلسطين" قصائد عن الحياة في مواجهة آلة القتل"، و"محمد حلمي الريشة يُطلق أقمار الأمل في ليل الاحتلال"، د. أفنان القاسم: "حركة الإشارة في قصيدة "عن الريح والوقت واحتمال الحصار" للشاعر محمد حلمي الريشة". أما الحوارات مع الريشة هي: ضيف برنامج عاشق من فلسطين الشاعر والباحث والمترجم محمد حلمي الريشة. حاوره: حسن عبد الله، محمد حلمي الريشة (شِعريار): القاتل لا يقرأ الشعر والشاعر الحقيقي يدرك أثر رقصة الفراشة حول الضوء. حاوره: محمد نور الدين، الشاعر والباحث والمترجم محمد حلمي الريشة: الأيام العربية الحالية كشفت سلبية ووهم معظم المثقفين العرب! حاوره: وحيد تاجا. * وجهًا لوجهٍ- حوار مع الشاعر الفلسطيني الكبير محمد حلمي الريشة. حاوره: عِذاب الركابي. * الشاعر والباحث والمترجم محمد حلمي الريشة: ترجمت قصائد اشتهيت لو أني مبدعها. حاوره: عاطف محمد عبد المجيد. * حوار مع الشاعر والباحث والمترجم محمد حلمي الريشة. حاورته: وفاء عياشي- بقاعي. * الشاعر والباحث والمترجم محمد حلمي الريشة: لا يجوز تأطير الثقافة والإبداع حتى بتاج عرش. حاوره: إدريس علوش. * الشاعر والباحث والمترجم محمد حلمي الريشة: لا يهمّني ما قد يحدث لشعري بعد عمري؛ المهم أنني قد عشتهما. حاورته: لطيفة محمد حسيب القاضي. الشاعر محمد حلمي الريشة: القصيدة الفلسطينية مفتوحة على العالم. حاوره: محمد الصادق، الشاعر والمترجم والباحث محمد حلمي الريشة عن القراءة والكتابة في زمن كورونا. حاوره: رشيد الخديري. ويضيف الريشة في تقديمه للكتاب: "إِنَّ هذَا الكتابَ ليسَ الأَوَّل فِي قِيامي بجمعِ وتوثيقِ مَا كُتبَ عنْ أَعمالٍ شعريَّةٍ وأَدبيَّةٍ لِي؛ فقدْ جمعتُ ووثَّقتُ مثلَها فِي: "ظِلاَلُ الرَّقْصِ- دِرَاسَاتٌ فِي شِعْرِ مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة". "مَرَايَا الصَّهِيلِ الأَزْرَق- رُؤيَةٌ. قِرَاءَاتٌ. حِوَارَاتٌ". "الشَّغَفُ وَالتَّخْيِيلُ- دِرَاسَاتٌ. مُقَارَبَاتٌ. قِرَاءَاتٌ". إِضافةً إِلى خطَّهُ النُّقَّادُ والدَّارسونَ الأكاديميُّونَ فِي الكتبِ: "مَرَاتِبُ النَّصِّ- قِرَاءَةٌ فِي سِيرَةِ مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة الشِّعْرِيَّةِ". ضِفَافُ الأُنْثُى- سَطْوَةُ اللَّحْظَةِ وَطُقُوسُ النَّصِّ- مُقَارَبَاتٌ فِي شِعْرِ مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة". شِعْرِ مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة- تَدْرِيبُ البَيَاضِ عَلَى الخِيَانَةِ؛ حوَارٌ وَمُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ. "رهينُ البيتَيْنِ- بيتِ الرِّيشةِ وبيتِ الشِّعرِ". "محمَّد حِلمي الرِّيشة ذلكَ المنتبَهُ المُختلِفُ- قراءةٌ فِي "قلبُ العقربِ- سيرةُ شِعرٍ". "أَسْئِلَةُ النَّصِّ المُغَايِرِ- قِرَاءَةٌ غَيْرُ مَنْهَجِيَّةٍ فِي بَعْضِ الأَعْمَالِ الشِّعْرِيَّةِ لِلشَّاعِرِ مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة". "الظَّواهرُ الأُسلوبيَّة في ديوانَي "ثلاثيَّةُ القلَقِ" و"الوميضُ الأَخيرُ بعدَ التقاطِ الصُّورةِ" للشَّاعرِ محمَّد حِلمي الرِّيشة". "تجلِّياتُ التَّناصِ في شعرِ محمَّد حِلمي الرِّيشة". "تحليلٌ مقارنٌ لرموزِ المقاومةِ فِي شعرِ محمَّد حِلمي الرِّيشَة وعلِي رضَا قزوه- بناءً علَى السِّيميائيَّةِ".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store