
البركاني يرفع برقية تهنئة لرئيس واعضاء مجلس القيادة بمناسبة العيد الوطني 22 مايو
رفع رئيس مجلس النواب، الشيخ سلطان البركاني، برقية تهنئة الى فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، واعضاء المجلس، بمناسبة العيد الوطني الـ 35 للجمهورية اليمنية 22 مايو.
وقال البركاني في البرقية "في هذا اليوم الأغر يسعدني باسمي وزملائي أعضاء هيئة الرئاسة وأعضاء مجلس النواب، أن أهنئكم وأهنئ شعبنا اليمني العظيم بهذه المناسبة الوطنية الغالية، العيد الوطني الخامس والثلاثين للجمهورية اليمنية، وقيام وحدته المباركة في الـ22 من مايو 1990، التي مثلت درعاً يصد رماح التمزق والتشطير، وسفينة نجاة عبرت بشعبنا أمواج الإمامة والتشرذم والاستعمار، والوحدة التي ناضل من أجلها صفوة أبناء الوطن من مختلف الاتجاهات والشرائح المجتمعية، وجعلوها هدفهم الأسمى والغاية التي بذلوا النفس والنفيس من أجلها وكانت أسمى شعار رفعوه وأغلى هدف أعلنوا، لأنها حصن الوطن إذا تداعت الأسوار ودربه إذا تقطعت السُبل بخطى التلاحم، إنها الأمل الذي ينشده أبناء شعبنا ويقينه في واقع يقطر على جباه البلاد ألماً ودماء".
واضاف البركاني "في عز الاحتفاء بهذه الذكرى، تتراءى لنا غمامة حزن لا تفارق سماء الوطن، ووشاحٌ من ألمٍ عُلِّقَ على كَتِفِه وكأنما يبتسم بِشِفةٍ ويداري بالأخرى وجعاً لم يندمل بعد، وجعٌ لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا بلّلها بدموع البلاد، لما يكابده شعبنا اليمني العظيم من أزماتٍ اقتصادية وسياسية واجتماعية قاسية، خلفتها حرب عبثية أشعلتها مليشيات الحوثي الإرهابية منذ إحدى عشر عاماً، وما نتج عنها من تداعيات كارثية على مستويات حياتية شتى، مست الصميم وطحنت العظم ولا يزال المواطن اليمني صابراً وشامخاً يقاوم الطغاة ، ويرفض الخضوع لمشاريع الظلام والظلم والضيم والاستبداد".
واكد رئيس مجلس النواب، إن الوحدة المباركة هي انبهار الزمن حين التحم الشمال بالجنوب، وهمزة وصل في صفحة التاريخ بشقيه القديم والحديث، فقد مثلت تجسيداً لتطلعات اليمنيين جميعاً نحو المستقبل، لذلك يستقبلها شعبنا شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً بالترحاب والاحتفال والاحتفاء، فهي تعني في أهم مضامينها اكتمال المشروع الوطني ووصول النضال الوطني إلى غاياته.
وقال البركاني "إننا لنثق أنكم وزملائكم في مجلس القيادة، بما تبذلونه من جهود في مواجهة الصلف الحوثي واستجابة لكل دعوات السلام وخياراته، قادرون على الخروج ببلادنا إلى بر الأمان والحفاظ على اليمن قوي لا تزعزعها الأهواء ولا الأنواء، وإن إدراكنا للتحديات المتراكمة التي أثقلت كاهل اليمنيين، يضعنا أمام مسؤوليتنا التي لا تقبل غير النجاح، وأننا عاقدون العزم مع كل المخلصين لوطنهم، متكلين على الله للعمل الجاد لكل ما يخدم أبناء شعبنا اليمني".
واضاف "إنا لنتمنى وندعو أن يبذل الجميع أقصى ما لديهم من جهد وحكمة وإخلاص ومسؤولية لتجاوز الصعاب القائمة والحالة الطارئة التي يكتوي بنارها المواطنون ، وتمزق بسببها الساسة والقادة ، وكل صاحب رأي واضطروا للعيش في بلدان مختلفة لأننا في حقبة زمنية هي الأسوأ في تاريخ وطننا إذ لم يسبق أن اجتمعت المآسي على هذا النحو وبهذا القدر من المعاناة كما جُمعت في مآلات كل فعل تقوم به مليشيا الحوثي الارهابية ولعل من تلك الممارسات يتجسد في كل سهم مسموم تطلقه الميليشيا في خاصرة الثورة والوحدة والجمهورية بهدف محاولة طمس الهوية اليمنية ووحدة شعبها".
وأكد البركاني، ان الوحدة والثورة والجمهورية والديمقراطية ستبقى كالنخلة مثمرة ونافعة ما دامت مسنودة بإرادة وطنية صلبة ويحمل لوائها مخلصون أشداء..مشدداً على ضرورة الترفع عن الصغائر والمكاسب والمغانم، والتحلي بالإرادة الوطنية وبأشقاء أوفياء في تحالف دعم الشرعية في مقدمتهم ، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذين يشاركوننا العزم ويقاسموننا الهم ويقدمون بكل سخاء، ما يثبت أركان اليمن ويحفظ ثورته ووحدته ومكتسباته الوطنية وسلامة أراضيه .
ودعا رئيس مجلس النواب، كل القوى السياسية والشعبية في كل أنحاء الوطن أن تتعالى فوق الخلافات، وتلبي نداء الوطن في لحظة مفصلية، بإحياء هذه الذكرى الوطنية الخالدة، والاصطفاف لحمايتها من سهام التآمر وأحابيل التمزيق، والنصر لليمن، ولثورته التي أضرمت فجر الحرية، ولجمهوريته التي كسرت قيود الظلم، ولوحدته التي رفعت رأسه عاليا وأعلت مكانته، وليحفظ الله اليمن أرضاً تتعانق جبالها وسهولها، ووحدةً لا تنكسر وأمناً يرخي سدوله، وسلاماً يعم أرجاءه..مترحماً على الشهداء ومتمنياً الشفاء للجرحى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 27 دقائق
- اليمن الآن
الوحدة ومشاريع التقسيم التي حذر منها الزعيم
الوحدة ومشاريع التقسيم التي حذر منها الزعيم حقق الشعب اليمني وحدته المباركة بعد نضال طويل وشاق لانجازها باعتبارها هدفًا نبيلًا للثورة اليمنية المباركة (سبتمبر و أكتوبر) وكثمرة وطنية غالية تجسد تضحيات شهدائها الأبرار الذين كان لهم الدور الأكبر في إنهاء كل الصراعات الشطرية، وما كان يجري في إطار الشطر الواحد ما نتج عن ذلك من كوارث ومآسٍ عانى منها الشعب اليمني طويلًا من تمزق الأرض، والتفريق مابين الأب وابنه والأخ واخيه، يفصل بينهم برميل شطري من صنيعة الاستعمار البريطاني والأئمة وحكمها الكهنوتي . اليوم بعد مرور 35 عامًا من عمر الوحدة نحتفي بذكرى العزة والكرامة وقوة شعبنا ومستقبل أجياله ولا تزال تحذيرات الرئيس الشهيد علي عبد الله صالح تتردد على مسامعنا من أن الوحدة مستهدفة، ولن يكون هناك شمال وجنوب كالحال قبل 1990 كما يعتقد البعض من عديمي الرؤية بقدر ما سوف تتفتت الدولة الموحدة إلى أكثر من دويلة. قالها "صالح"، وها هي كلماته لا تزال حية في نفوسنا حينما خاطب شعبه : على أولئك الحاقدين أن يدركوا أن أي مساس بالوحدة لا سمح الله، لن يعود الوطن إلى شطرين, كما يعتقد البعض شطر شمالي وشطر جنوبي، بل سيتجزأ، وستكون هناك دويلات ونتوءآت عديدة، وسيتقاتل أبناء الشعب من بيت إلى بيت ومن طاقة الى طاقة، ولن يجدوا طريقًا آمنًا ولا طيرانًا ولا بحرية تبحر, وعليهم أن يأخذوا العبرة مما حدث في دول أخرى". حينها، هناك من اعتقد أن ما حذر منه الزعيم مبالغ فيه، وهو يدعوهم على الحفاظ على دولتهم الموحدة ومنجزاتها من متآمري الربيع العربي ، ودعاة الفوضى، والتمزيق . هناك من اعطوا ظهرهم لزعيم يمتلك رؤية ثاقبة وقراءة للمشهد اليمني، وما قد تؤول إليه الأوضاع إذا ما استمر المضي نحو الفوضى، وها نحن اليوم نعيش الحرب والدمار والخراب. جاءت الحرب الحوثية التي تلوح بالأفق المزيد من الانقسامات وباسم التحرير من المليشيا الإيرانية قسمت البلد الى كنتونات وفصائل عسكرية وتسميات لتكتلات ما جاء الله بها من سلطان، دولة هشة قرارها السياسي مرتهن للخارج. اليوم بماذا نحتفي ونحن أكثر انقسامًا من ذي قبل وانقلاب الحوثي لا يزال جاثمًا على الشعب اليمني، فاتحًا الأبواب على مصراعيها أمام قوى حاقدة للتآمر على يمن موحد مستقر ومزدهر، أصوات النشاز تحاول النيل من الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار. الوحدة منجز عظيم ومسؤوليتنا جميعًا أن نحميها ونصونها دون أن نسمح لأي كان أن يستهدفها بمشاريعه الصغيرة والأنانية، ولن يكون ذلك إلا باستعادة الدولة والخلاص من الحوثي واجثتاته بمعركة عسكرية ترفع شعار الوحدة وطي الخلافات وتغليب الحكمة ولغة العقل، فاليمن ملك للجميع والتفريط بأرضه خيانة لا تُغتفر.


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
الرئيس العليمي يوقع 150 قرارا رادعا !!
العربي نيوز: علق رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، لأول مرة رسميا، على تصاعد احتجاجات الشعبية في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظات جنوب اليمن، على تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية، معلنا توجيهاته لاجهزة الامن بتفعيل اجراءات "ردع الخارجين على النظام والقانون". جاء هذا في خطاب وجهه الرئيس العليمي من مقر اقامته في العاصمة السعودية الرياض الى اليمنيين بمناسبة العيد الوطني الخامس والثلاثين لاعادة توحيد شطري اليمن وقيام الجمهورية اليمنية (22 مايو)، وسط غياب كامل لمظاهر وفعاليات الاحتفال بالمناسبة في عدن والمحافظات المحررة، باستثناء تعز. وقال العليمي مخاطبا اليمنيين: "ان الاحتفاء بهذا اليوم المجيد هو وفاء لكل من ضحّى من أجل مشروع دولة قوية، كما انه اعتراف متجدد بالأخطاء، والتزام قاطع بتصحيح المسار. ولهذا نؤكد من جديد أن القضية الجنوبية تمثل جوهر أي تسوية سياسية عادلة، وأن معالجتها لن تتحقق من خلال تسويات شكلية". مضيفا: "بل بالإنصاف الكامل، والضمانات الكافية التي تُمكن أبناء الجنوب من صياغة مستقبلهم، وتقرير مركزهم السياسي والاقتصادي والثقافي، بما يعزز مبدأ الشراكة في السلطة والثروة، وفقا للمرجعيات الوطنية، والإقليمية، والدولية". وتحدث عن "بناء وحدة متكافئة" ونظام جمهوري وتعددية سياسية، شروطا لليمن الحديث. وعرج على الاوضاع بقوله: "ورغم التحديات الهائلة، وأزمة الموارد، التي فاقمتها هجمات المليشيات الحوثية على موانئ تصدير النفط، وسفن الشحن البحري؛ لم نتخل يوماً عن مسؤولياتنا، ولم نقمع احتجاجاً سلمياً، بل نظرنا إلى أصواتكم، وفي مقدمتها تظاهرات النساء الملهمات في عدن كحافز صادق لتسريع وتيرة العمل". متعهدا في المقابل: "وهنا نُجدد التزامنا بمواصلة الإصلاحات في مجالات الكهرباء، والطاقة، والخدمات الأساسية، استكمالًا لما أُنجز خلال السنوات الاخيرة، بدعم كريم من أشقائنا في السعودية ودولة الإمارات، الذين لم يترددوا يومًا في مساندة بلدنا، ودعم استقراره، والوقوف إلى جانب قيادته السياسية، وشعبه الصابر". وتحدث عن انه ومجلس القيادة الرئاسي "سنحرص مع رئيس الوزراء، والحكومة على تحديد أولويات المرحلة، بالتركيز على الاستحقاقات الاقتصادية، والخدمية، التي ستشهد خلال الأيام المقبلة انفراجة بعون الله". واعلن "توجيه الحكومة، والسلطات المحلية باتخاذ كافة الإجراءات لردع الخارجين على النظام والقانون". مضيفا في استدعاء عقوبات الردع الى واجهة المشهد الشعبي الساخط: "وهنا يجدر التذكير بالتحسن المستمر في أداء السلطة القضائية خلال الفترة الماضية، حيث تم توقيع أكثر من 150 حكم قضائي بات في قضايا جنائية جسيمة، بعد نحو عشر سنوات من التوقف عن إمضاء هذا النوع من العقوبات الرادعة". واختتم بالحديث عن الحرب والسلام: "يأتي ذلك جنبا الى جنب مع تعزيز جاهزية قواتنا المسلحة والأمن، وكافة التشكيلات العسكرية، لخوض معركة الخلاص، في حال استمرت المليشيات الحوثية الإرهابية برفض الاستجابة للإرادة الشعبية، وقرارات الشرعية الدولية ومساعي حقن الدماء، وانهاء المعاناة" لليمنيين. شاهد .. خطاب الرئيس العليمي بالعيد الوطني الـ 35 يأتي هذا في ظل استمرار "الانتقالي الجنوبي" في حظر اي مظاهر احتفاء او احتفال بذكرى اعادة توحيد شطري اليمن، أو رفع علم اليمن، في مقابل اصراره على رفع علم التشطير الانفصالي لما كان يسمى "جمهورية اليمن الديمقراطية"، وتفتيت النسيج اليمني بممارسات عنصرية ومناطقية ضد محافظات جنوبية وشمال اليمن. ويواصل "الانتقالي الجنوبي" الانفصالي، سعيه للسيطرة على كامل جنوب البلاد وفرض انفصاله بقوة سلاح مليشياته المتمردة؛ وانتهاج سياسة الاقصاء والقمع لكل من يختلف معه أو ينتقده، وتطبيق النهج الشمولي للحزب الاشتراكي اليمني، ابان توليه حكم جنوب البلاد، وإعمال شعاره "لا صوت يعلو على صوت الحزب". تتبنى الامارات فصل جنوب اليمن، منذ بدأت جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة"، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم. مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن. وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية. بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة. ودعمت الامارات بطيرانها الحربي وقصفه قوات الجيش الوطني؛ تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م. تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها جنوبي اليمن، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن وانهيار العملة الوطنية. وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، الخاضعة لسيطرة مليشيات "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية"، انفلاتا امنيا واسعا، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات والاعتقالات من دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" ونفوذها على سلطات الامن والقضاء. تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور) دأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" على قمع وتكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات بمئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا. وعمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها جرائم "العيب الاسود" قبليا، شملت مداهمة واقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء. كما أطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي مباشر، نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق"، وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالاتهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي السابق في "القاعدة" عبداللطيف السيد. يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
قصاصات في مهبّ أيار…
لم يكن الفشل المتتالي للحكومات أشدّ إيلامًا من الصمت عنه، ومن تواطؤ الإعلام الشعبوي والانحيازات السياسية التي تجمّل قبح العابثين وتشوّه الحقائق. يذهب رئيس حكومة، ويأتي آخر من ذات 'الكولكشن' المحفوظ في مستودع 'الشرعية'، ومع ذلك يظن الناس أن هناك تغييرًا، لكن الحقيقة أن الوجوه ثابتة، ولا تتبدّل سوى المرايا في مقصورة سفينة تائهة. منذ عقد كامل، وعدن ما تزال عالقة في الظلمة؛ لا تُضاء ولا تستضيء، حتى إنها لم تعد تدري بمن تستنجد، بعد أن تراجعت 'المناديل التي لوّحت' ذات يوم إيذانًا بلقاء قريب… لم يأتِ. فما هي الشرعية إذن؟ ولماذا هي باقية؟ ومن أجل ماذا؟ في الحرب، لا تملك مثقال ذرة من القرار، وفي السلام لا حول لها ولا قوة، لأن 'هندسته' تتم خارج الحدود. و بالمجمل، فإنها لا تستطيع تغيير شيء في المعادلة، خاصةً وأن كل مفاتيح 'الكونترول' معلّقة على حائط خارج الفضاءات المحلية. هذه الكيانية الباهتة استنفدت رصيدها الشعبي منذ سنين، ولا ترى فيها الدول الراعية أكثر من أداة تُستخدم عند الحاجة. أما قناعات الداخل والخارج فقد باتت راسخة: إنها ليست مؤهّلة لشيء، سوى كونها 'الراية الزائفة' التي يرفعها التحالف العربي و يقايض بها وقت المساومة، أو يوظفها لإتمام صفقة تخدم أهدافه أولًا. وكلما تصاعدت كرات اللهب جرّاء القصف على صنعاء، تعلو معها نبرات خطاب الشرعية حول 'عام الحسم'! والعالم يقرأ مأساة القابعين في قصور الرياض من خلال خطابهم عن النصر المنتظر، تصنعه طائرات أمريكية أو إسرائيلية… وتلك تراجيديا هي من أشدّ اللحظات حلكة في تاريخ الشعوب المنكوبة. النصر المحتمل في خيالات الفارّين من ديارهم لا يصنعه سوى الوهم وخداع الذات. وها هو ترامب، 'زعيم التحولات المنتظرة'، يختنق مداه في أسابيع قليلة، وقد يقرّر 'خروجًا استراتيجيًا من مستنقع اليمن'، كما فعلت المملكة. وإن فعل ذلك نهائيًا، فسوف يطلق في الوقت ذاته رصاصة الرحمة على ما تبقّى من وهم الشرعية. الشمال في قبضة 'أنصار الله'، ومن أراد أن يغيّر هذه المعادلة عليه أن يمتلك قراره وموارده، وتلك مسألة مستحيلة في المشهد الحالي. خاصةً وأن أي حرب لم يعد هدفها انتزاع صنعاء، وكذلك أي تسوية، إن استمر 'أنصار الله' بهذا الزخم، لن تتم إلا لـ'تسييدهم' على 'فتوّات' الشرعية اللاهثين خلف الأموال والمناصب. لم تكن الشرعية 'حاملة قضية'، وإنما 'حاملة شعار'. ومشروع تحرير صنعاء لم يتحقق، لأنه منذ البداية لا يمتلك مقومات أو آليات النجاح؛ وكأنه وُضع لإبقاء عدن رهينة في قبضة نخب وأحزاب فرّت من صنعاء وتخلّت عنها، بينما تحولت عدن إلى مأوى بائس يتكدّس فيه الملايين تحت وطأة العتمة والمعاناة. أما الطرف الجنوبي على هامش الشراكة، فقد بات هدفًا سهلًا لحملات تضليل واسعة تسعى لتحميله (وحده دون غيره) وزر الإخفاق والانهيار. والأعجب من كل ذلك هو استمرار التعاطي مع هذه المعادلة المختلّة كقدر لا مفر منه. أيار، مذ سقط على رؤوس الحالمين، لا يقدّم كعادته خلاصة النص، بل يورّث مسوّدات باهتة، تنتظر دومًا إعادة الصياغة والتصحيح، أو تُرمى في نفايات الزمن. فيه تُنبَش نصوص لم تكتمل، ويمرّ الماضي مجددًا، يفتح جراحات قديمة، ويستحضر خيبات عقود من الانكسار. وبدلاً من أن تستيقظ المساحات الصامتة في الأذهان، يتم التلهّي بأخبار الإعلام الرديء والمستثمرين سياسيًا في أوجاع الناس ومتاعبهم. الخلاصة: إذا لم تذهب لتحقيق حلمك، فأنت، دون إرادة أو دراية، تعمل لتحقيق أحلام الآخرين. وكل 'أزمة جيدة' تهدرها دون استفادة، فأنت في الحقيقة لا تملك حساً سياسياً ولا إحساساً بالمتغيرات. هذه ليست حكمة منسوبة لأحد قادة الحرب العالمية الثانية فقط، وإنما خلاصة تجربة الساسة الكبار في الزمن الصعب، حتى وإن لعنهم خصومهم. أحمد عبد اللاه أيار/2025