اختبار "الموقف الاممي" في لقاء سبتمبر القادم
ضمن كافة الظروف والمعطيات فان العالم يرى انه حين يكون الإفلات من العقاب هو سمة التعامل مع ما يرتكب من أفعال توحش ضد الفلسطينيين طوال (٢٢) شهرا، فإن حُرمة هذه القيم تصير بلا شك مستباحة، ويصير ما يجري في غزة مؤشراً على أنه لم يعد هناك أي ردع يمنع دون تكرره في أماكن أخرى من العالم.
لقد تابعنا خلال الأسابيع الماضية ومع تصعيد الإسرائيلي لعدوانه الهمجي ومواصلته في حرب التجويع ، كما وتصعيده في تصريحات التهجير والإلغاء لأهالي غزة من خلال ما صدر عن النتنياهو من حديث عن إعادة احتلال القطاع، ثم عن ما تسمى بـ'اسرائيل الكبرى'، فقد أقرت الكثير من الدول بجُرم ما يحدث فذهبت إلى الإدانة واستنكار هذه البلطجة الصهيونية والتلويح بقطع أو تقليص العلاقات التجارية، وأحيانا التلويح بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
الى ذلك ، فلا شك أن جرائم الإبادة الصهيونية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة ستخيم على اللقاء الأممي وحينها سيكون على الجميع أن يثبتوا صدقية رفعهم لشعارات الحقوق ومناهضة الانتهاكات خصوصا عندما تكون بحجم الإبادة لشعب لغرض الاستيلاء على أرضه وتحويلها إلى متنزه كبير ، كما يريد ترامب.
الواضح ان المحك حاسم ، والكيان الإسرائيلي لم يستطع إخفاء مخاوفه من تعالي أصوات الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقد دعا بعض قادته بتهكم من ينادون بهذا الاعتراف إلى إنشاء دولة للفلسطينيين في فرنسا أو بريطانيا، ما يشير إلى الإصرار على إبقاء الوضع كما هو يستبيح فيه الدم الفلسطيني كيف يشاء ومتى يشاء وفي مواجهة ستكون الأمم التي تدعي أنها متحدة أمام اختبار لضميرها الإنساني إزاء واقع ومستقبل الشعب الفلسطيني ودولته.
ان المجتمعين في هذا التجمع الاممي الكبير مطالبون باستعراض جرائم اسرائيل ومطابقتها مع ما يفرضه ميثاق الأمم المتحدة من عقوبات على من يتجاوز تلك الثوابت التي وضعت لتنظم شكل العلاقات وتمنع أياً كان من انتهاك حقوق الإنسان في أي مكان، فكيف والأمر يتعلق بفلسطين المحتلة وبالجرائم التي لا تزال تمارس ضد شعبها منذ (٧٧) عاما ، اذ ان الكيان الاسرائيلي خالف وبشكل صريح كل القوانين، ما يجعله أكبر منتهك لها وبالتالي أكبر مستحق للعقوبات التي توجبها هذه القوانين، أبسطها شطبه من هيئة الأمم المتحدة كما يقر بذلك ميثاقها.
بقي ان اقول ان الانظار ستتجه بلا شك إلى المجموعة العربية في انتظار أن تلعب دورا ضاغطا ومؤملاً لإنهاء الاحتلال وتحويل مجرمي الحرب الصهاينة إلى المحاكمة الدولية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 20 دقائق
- عمون
خدمةُ العلم ….شرفُ الأمم
امتشقَ وليّ العهد أميرنا المحبوب الحسين بن عبد الله سيفَ الكلام المُفضي إلى الخيار الأمثل والأنجع بإنصاف الشباب الأردني من خلال المُضي قدمًا ببرنامج خدمة العلم الذي يُعدّ من أفضلِ الأساليب لدعم الشباب وتأهيلهم وإخراجهم إلى آفاقِ المُجابهة مع الحياة والتعلم من قسوتها القوّة ،ومن عنادها البأس ،ليصبحَ الانضباطُ عنوانًا ومعسكرات الرجولة مكانًا يُستقبل به من نعوّل عليهم مستقبل الأمة وحلم الأجيال وتحقيق الآمال . عندما يأتي الحديثُ على لسانِ سموّ الأمير الحسين بن عبدالله فهو يحملُ معنى وقيمة مختلفة لتتضح الرؤيا الحقيقية لهذا القرار الحكيم من خلالِ التمسك بالهويةِ الوطنية وتعزيز الولاء والانتماء وتحويل الشباب الأردني لفرسانٍ حقيقيين مؤهلين بدنيًّا وعسكريًا وفكريًّا يُجيدون التصرف بالمُلمات ويستطيعون التعامل مع كل الظروف الصعبة ،فملامح فترة التدريب واضحة صحيانٌ مبكر ونومٌ مبكر بلا هواتف او مُلهيات تشتتهم عن مسار التحول المفصلي في حياتهم من خلال توثيق علاقتهم بالقيم العسكرية من انضباطٍ وجديّةٍ وبناء اللياقة البدنية والتعامل مع الأسلحة ليكونَ رصيدًا لهم يمكن استخدامه إن دعتْ الحاجة. إن أميرَ الشباب ومُلهمهم يعلمُ علم اليقين ما تضفيه المعرفة العسكرية وطبيعتها للإنسان من شَأفةٍ وعنفوانٍ وشموخٍ كيف لا وهو ابن الجيش وعاشقه والعارف بقدرته على صناعة الرجال وتحويلهم إلى جبالٍ تُجابه الأهوال فالاستيقاظ قبلَ الشمس يطوّعُ النفس ويُلهمها الصبر والقوة والبأس و ُأنفاس الصباح في الميدان تبُثُّ بالإنسان روح الجَلد على الصعابِ وتفتحُ آفاق الفكر والمعرفة، لتأتي الفكرة بإخراج الشباب من قوقعة الإنعزال والترف المفرط والفراغ القاتل فالصلابة بالرجل مطلوبة وخشونته في مجابهة التحديات محبوبة لتترسّخ القناعة المُطلقة بأن العسكريةَ صانعةُ الرجولة ومُلهمة الرجال ليجيء هذا القرار يُحاكي التحديات الراهنة وليصنع جيلًا قادرًا على مُجابهتها فالأيام الصعبة هي الخالدة في ذهن الإنسان ليكون جزمًا مشاهدة الفرق بين من أُشركوا بهذه التجربة عمّن سواهم ، لنقرأ هذه الحالة من ردود الأفعال الإيجابية على هذا القرار من كلّ مُحب والسلبية من كل مُبغض ليظهر لنا الأعلام العبري بموجة غضبٍ داخليةٍ عارمة تحت عنوان (الأردن يصنع جيشًا )وهذا ما يتم فعلًا فهذا القرار يصنع جيشًا معرفيًّا مؤهلًا ومدربًا يُعد بمثابة رديف لقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية . إن خدمةَ العلم تحوّلٌ كبيرٌ في المرحلة القادمة من تأهيل الشباب وتطوير قدراتهم ووضعهم على مِحك الصلابة في ميادين المهابة ….هناك في ( خو) و( الشويعر ) التي كانت معسكراتها تحمل ذكريات الآباء والأجداد التي سيسمعُ شبابنا اليوم أصواتها ويعيشوا تفاصيلها بصباحِ الطابور ….ومشاهدة شقشقات النور بين ( راحات ….انتبه ….تهيّأ) وبين ( سريع الخطوة ) والإفطار (بالميس) ومتعة النوم بعد التعب ….والراحة بعد النصب بعيدًا عن ادمان السوشال ميديا والعالم الافتراضي الذي عصفَ بنا. ولي عهدنا المحبوب أميرنا الغالي أنت ابن الجيش وحبيب الجيش علِمتَ علم اليقين أهمية العسكرية وضبطها وانضباطها فأيقنت بأن خدمةَ العلم هي رمز الولاء والانتماء وأنها رمز هويتنا الوطنية فوقوفك مع الشباب ودفعهم وتعزيزهم ما هو إلا حرصٌ منك على مستقبلهم وتسليحهم بما يقويهم فالميدان للفرسانِ ،شكرًا لك من القلوب لأنك سِرتَ على نهجِ مليكنا المفدى الذي كان وما زال جنديًا وقائدًا وملكًا . "الرأي"

عمون
منذ 20 دقائق
- عمون
إسرائيل تعتزم شراء طائرتين لإعادة التزويد بالوقود جوا بتمويل أميركي
عمون - قالت وزارة الحرب الإسرائيلية الأربعاء، إن إسرائيل تعتزم شراء طائرتين لإعادة التزويد بالوقود في الجو من طراز كيه. سي-46 من إنتاج بوينغ؛ في صفقة بقيمة 500 مليون دولار سيتم تمويلها من المساعدات العسكرية الأميركية. وذكرت الوزارة أنها ستوقع العقد مع الحكومة الأميركية بمجرد الحصول على موافقة اللجنة الوزارية الإسرائيلية المعنية بالمشتريات الدفاعية، إذ تشرف الحكومة الأميركية على المبيعات العسكرية الخارجية والتحويلات للدول الأخرى. وذكرت وزارة الدفاع في بيان أن الجيش الإسرائيلي يشغّل بالفعل أربع ناقلات جوية من طراز كيه.سي-46 من إنتاج بوينغ. وقال المدير العام للوزارة أمير برعام في البيان، إن الطائرتين ستعززان القدرات الاستراتيجية بعيدة المدى للجيش، مما سيمكنه من العمل في مناطق أبعد بقوة أكبر ونطاق أوسع. وكانت إسرائيل قد استخدمت ناقلات التزود بالوقود في الجو خلال حربها الجوية التي استمرت 12 يوما على إيران في حزيران الماضي. وجاء في البيان أن العقد سيشمل تزويد الطائرتين بأنظمة إسرائيلية لم يحددها. وتزود واشنطن حليفها الوثيق في الشرق الأوسط إسرائيل بمليارات الدولارات كل عام لشراء أسلحة ومعدات أميركية. وقال بيان الوزارة: "تُقدر قيمة العقد بنحو نصف مليار دولار ، ويتم تمويله من خلال المساعدات الأميركية".

عمون
منذ 20 دقائق
- عمون
إسرائيل الكبرى بين مجال النفوذ والتوسع المباشر
يعود من جديد ما يسمى بمشروع إسرائيل الكبرى / من النيل إلى الفرات، وهذا المصطلح أو المشروع لم يغب منذ بواكير الصراع العربي الإسرائيلي، تعلو وتيرته فترة ويخبو فترة أخرى، وهو تلويح سياسي / اقتصادي أكثر منه تهديدا عسكريا احتلاليا مباشرا، حتى وإن حاولت إسرائيل اليوم ربطه بعمق روحي ديني وتاريخي، إلا أنها تفشل في إيجاد مسوغات شرعية وقانونية، بل أن اعتمادها على الأساطير التوراتية والخرافات التاريخية المطعون في صحتها بحكم التاريخ الحقيقي والآثاري العلمي، وتفشل أيضا حتى في إقناع اليهودي المتدين والعلماني بمنطقية وشرعية هذا المشروع الملوح به كلما منحت المنابر فرصة لقائد إسرائيلي مأزوم داخليا ومنبوذ دوليا كما هو نتنياهو. أثبتت حرب إسرائيل على غزة وهي رقعة صغيرة محاصرة ومعزولة وشحيحة الموارد، عدم قدرة إسرائيل رغم طول أمد القتال الهمجي على إنهاء الحرب كما خططت لها من حيث سرعة الإنجاز وتحقيق كامل الأهداف، وقد شكلت هذه الحرب كُلفا باهظة على إسرائيل عسكريا واقتصاديا وبشريا وسمعة سيئة دوليا، هذا كله ناتج عن حرب غزة، وحتى المغامرة العسكرية التي قامت بها إسرائيل اتجاه إيران، وبالرغم من تحقيق نتائج لصالح إسرائيل / أمريكا، إلا أنها كشفت أيضا ضعف القبة الحديدة، وعدم قدرة إسرائيل على حماية نفسها من نواتج المواجهة العسكرية، كما توضح لها ولغيرها، أن التحرك البري لإسرائيل محدود وغير مؤثر بشكل حاسم مع تغير آليات الحرب الحديثة، ودخول المنطقة في حالة من عدم الاستقرار السياسي خاصة في سوريا ولبنان، مما يخلق تحديات أمنية وعسكرية لإسرائيل، وإذا أضفنا رغبة أمريكا بخفض حالة التوترات والمواجهات في العالم، فإن هذه كلها تضع إسرائيل في حسابات معقدة. إذاً ما مصير مشروع إسرائيل الكبرى والحالة هذه، هل هو مجرد مشروع خيالي حالم لا أساس له في الواقع؟ لا بالتأكيد هو ليس كذلك، ولكنه أيضا لن يكون باحتلال عسكري لدول ومساحات شاسعة تضم شعوبا كبيرة العدد ومتعددة الطوائف والاثنيات، هذا ضرب من الخيال والجنون، ومع أنه من المستحيل السيطرة على هذه المساحات وهذه الشعوب من قبل إسرائيل التي تعجزها غزة، إلا أن هذه الدول هي دول راسخة وعميقة الجذور رغم مشاكل بعضها، وقادرة على الدفاع عن نفسها وحماية أرضها، بغض النطر عن ما يحدث في بعض مناطق الجنوب السوري مؤقتا فهو ليس مقياسا يقاس به. من خلال مراقبة تصرفات إسرائيل اليوم، نجد أنها تحاول بناء علاقات على الأرض مع بعض المكونات هنا وهناك، وإيجاد أذرع تأتمر بأمرها في محاولة لاستنساخ نموذج المحور الإيراني، وتحييد الحكومة الجديدة في سوريا من خلال معاهدة عدم اعتداء على الأقل، وإخراج حزب الله من المعادلة العسكرية والسياسية، وفرض واقع اقتصادي يجعل من إسرائيل شريكا في مشاريع اقتصادية كبرى، وبوابة للشرق على البحر الأبيض المتوسط، وبناء تحالفات عسكرية / أمنية تكون إسرائيل فيها شريكا أساسيا، وهذا كله بعد تهيئة المنطقة لحالة عامة من التطبيع السياسي والاقتصادي والعسكري لا يستثني تركيا بطبيعة الحال. إذاً الرؤية الحديثة لإسرائيل الكبرى تتكئ على النفوذ السياسي والاقتصادي والتحالف الأمني العسكري، وهي بذلك تسعى إلى تمكين وجودها في الشرق الأوسط، وشرعنة هذا الوجود، على أن بؤرة هذا التوجه الإسرائيلي تتمركز أيضا على إنهاء ما يسمى بحل الدولتين، واحتواء غزة وإعادة تأهيل وضعها القانوني والإداري، بما يحقق لها ما تروج له وهو " أمن إسرائيل" وهذا يؤكد أنه كما أن وجه الشرق الأوسط يتغير فإن شكل وطبيعة كثير من المشاريع الكبرى والأحلام بعيدة المدى سيتغير حتما من حيث الشكل والطبيعة أيضا، ولكن هل سينجح كل هذا المخطط له مستقبلا؟، اعتقد أن تحولات المنقطة ومنعطفاتها الحادة وحدها من سيجيب.