
هل ستؤدّي محادثات بعبدا إلى تسليم 'حزب الله' لسلاحه؟
ما يمكن استنتاجه من كلام كلٍ من الأمين العام لـ 'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم في مناسبة ذكرى يوم 'المقاومة والتحرير'، ورئيس كتلة 'الوفاء للمقاومة' الحاج محمد رعد بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، هو كلام سياسي بامتياز. وهذا الكلام، على رغم بعض الشعارات القديمة – الجديدة، يؤشّر إلى أن القيادة السياسية في 'الحزب' قد بدأت تلتقط أنفاسها بعد الضربة الموجعة التي تلقتها 'المقاومة الإسلامية' باغتيال السيد حسن نصرالله، الذي كان يشكّل لها رافعة سياسية ومعنوية لا تُعوّض، إضافة إلى 'عملية البيجر'، التي اُعتبرت من بين أكثر ما أزعج 'المقاومة'، وذلك قبل أن تتحوّل إسرائيل من حربها المحدودة، أو ما كان يُسمى بـ 'قواعد الاشتباك'، إلى حرب شاملة ومفتوحة استخدمت فيها كل ما لديها من تكنولوجيا وطائرات حربية متطورة، ولا تزال حتى الساعة، محدثة دمارًا في البلدات والقرى الحدودية وفي الضاحية الجنوبية لبيروت وفي أكثر من منطقة بقاعية.
والتقاط الأنفاس، كما تراها أوساط سياسية مراقبة، لا يعني بالضرورة العودة إلى حرب المواجهة، بل تعني أن 'حزب الله' قد بدأ يقترب إلى الواقع وما فيه من حقائق. ومن بين هذه الحقائق الآخذة إلى التبلور يومًا بعد يوم قراءة متأنية لما حصل بواقعية وموضوعية بعيدًا عن الشعارات القديمة.
وهذه القراءة تفرض على 'حزب الله' الأخذ في الاعتبار ما استجدّ من تطورات محلية وإقليمية ودولية منذ اليوم التالي لعملية 'طوفان الأقصى' حين قرّر توحيد الساحات، وفتح الجبهة الجنوبية لمساندة فلسطينيي غزة، الذين لا يزالون يتعرّضون لأبشع حروب الإبادة الجماعية.
وهذه التطورات توجب على القيادة السياسية في 'حزب الله' إعادة تقويم داخلي للمسار السياسي، أي بمعنى تحديد الأولويات بالنسبة إلى علاقته ببيئته، التي بدأ بعض منها بمطالبته بتوضيح بعض النقاط، التي لا تزال غامضة، والتي أدّت إلى ما أدّت إليه من خسائر بشرية ومادية.
وفي المعلومات غير الرسمية أن 'حارة حريك' بدأت بالفعل عملية 'نقد ذاتي' لمرحلة ما قبل اتفاق وقف إطلاق النار، وما تخّلل المفاوضات، التي قادها الرئيس نبيه بري مع الجانب الأميركي، وتبيان النقاط غير الواردة في الاتفاق، والتي على أساسها لا تزال إسرائيل تحتل التلال اللبنانية الحدودية الخمس، مع استمرار ما تقوم به من اعتداءات يومية في أكثر من منطقة لبنانية حتى خارج جغرافية جنوب نهر الليطاني.
أمّا ما له من علاقة مباشرة بين 'حزب الله' وسائر المكونات السياسية اللبنانية فإن البداية في هذا المسار، الذي يتطلب المزيد من الوقت، انطلقت عبر المحادثات الثنائية بينه وبين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي أخذ على عاتقه المضي قدمًا في حوار هادئ وبنّاء توصلًا إلى إيجاد حلّ عقلاني لملف سلاح 'المقاومة الإسلامية'.
المطلعون على بعض ما في كواليس هذه الانطلاقة يشيرون إلى أن الخطوة الأولى هي بمثابة وضع حجر الأساس في ورشة شاملة تتطلب الكثير من الصبر والتأني والحكمة وعدم التسّرع في إطلاق الأحكام المسبقة، من دون أن يعني ذلك بالطبع عدم تسريع الخطوات، التي من شأنها أن تفضي إلى نتائج عملية ومدروسة وغير متهورة، باعتبار أن إقفال هذا الملف هو المدخل الحقيقي لعملية التعافي ولخطّة النهوض، التي لا يمكن بلوغها قبل أن يستعيد لبنان ثقة العالم به وبمقدراته، وقبل أن تتمكّن القوى الأمنية والعسكرية الشرعية من بسط سلطة الدولة دون سواها من قوى الأمر الواقع على كامل الأراضي اللبنانية.
ومن بين النقاط التي بدأ 'حزب الله' يأخذها في الاعتبار علاقته المباشرة مع إيران، وقد سبق له أن ابدى انزعاجه خلال خوضه منفردًا أقسى حرب له مع العدو المشترك مما أُعتبر 'تلكؤًا' إيرانيًا في مدّ 'المقاومة الإسلامية' بما يوفّر لها من مقومات الصمود في وجه الآلة الإسرائيلية المتطورة تكنولوجيًا ما وفّر لها فرص استهداف قيادات الصف الأول.
فانطلاقًا من هذه الوقائع المفترض أن تتبلور أكثر فأكثر كنتيجة حتمية للقراءة الموضوعية فإن ما يتوقّعه هؤلاء المطلعون يؤشّر إلى إمكانية إحداث نقلة نوعية في المحادثات، التي بدأت في القصر الجمهوري، ولكن هذه التوقعات لا تعني بالضرورة أن يذهب بعض المتفائلين إلى ابعد من حدود ما يفرضه المنطق السليم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يمني برس
منذ ساعة واحدة
- يمني برس
صيف اليمن: إعداد علمي وعسكري موحد… ووقفة شعبية صلبة لمساندة غزة
يمني برس | تقارير شهدت أمانة العاصمة وعدد من المحافظات اليمنية فعاليات ختامية متميزة للدورات الصيفية، جمعت بين التعليم القرآني والإعداد العلمي والمهاري، إلى جانب عروض عسكرية ومناورات ميدانية لخريجي دورات التعبئة، في مشهد يعكس التلاحم الشعبي والعسكري ويجسد وحدة الموقف اليمني الداعم للقضية الفلسطينية. حيث نظمت اللجنة التنفيذية للدورات الصيفية بمديرية التحرير في أمانة العاصمة الحفل الختامي لأنشطة الدورات الصيفية للعام 1446هـ، بحضور قيادات محلية وتنفيذية, وقدم الطلاب خلال الفعالية عروضا فنية ورياضية حاملين المصحف الشريف والعلمين اليمني والفلسطيني، في رسالة رمزية تؤكد وحدة المعركة والمصير. وفي محافظة البيضاء، اختتم دار رباط الهدار للعلوم الشرعية فعاليات الدورات الصيفية بمشاركة ثلاثة آلاف طالب وطالبة، ركزت على تنمية الوعي الديني والعلمي, وخلال الإختتام أشار مفتي المحافظة الشيخ حسين الهدار إلى أهمية هذه الدورات في ترسيخ قيم العلم والهوية القرآنية، بجهود رسمية ومجتمعية متضافرة. أما في محافظة الحديدة، حيث شهدت المحافظة وقفات مسلحة ومسيرات راجلة ومناورات ميدانية لخريجي دورات 'طوفان الأقصى'، في مديريات الدريهمي، والزيدية، والمغلاف, المشاركون عبروا عن استعدادهم الكامل للالتحاق بجبهات القتال، مؤكدين أن تدريبهم هو امتداد لمعركة الوعي والتعبئة في مواجهة المشروع الصهيوني. وفي محافظة حجة، نفذ خريجو الدورات العسكرية عرضا مهيبا شارك فيه أكثر من ألف و 500 خريج من خريجي دورات طوفان الأقصى بمديرية وشحة، إضافة إلى مناورة قتالية في مديرية المحابشة جسدت ما تلقاه المشاركون من مهارات عسكرية, كما عبر منتسبو الأجهزة الأمنية في مركز المحافظة خلال تنظيمهم لمسيرا راجلا عن جهوزيتهم الكاملة للدفاع عن الوطن ومناصرة الشعب الفلسطيني. وفي محافظة إب شهدت مديريتا ذي السفال والسبرة فعاليات ختامية لدورات التعبئة العامة، شملت مسيرات ووقفات شارك فيها خريجو المرحلتين الأولى والثانية، حاملين شعارات النصر والجهوزية للالتحاق بأي مواجهة قادمة دفاعا عن الأرض والعقيدة. وإلى محافظة ذمار نظمت قبائل بني سالم، وقمد، وعلو مخلاف بني أسعد، وقبائل مدينة الشرق والموسطة في مديرية جبل الشرق وقفات قبلية موسعة، عبرت فيها عن الموقف الثابت المساند لغزة والمندد بالصمت الدولي تجاه جرائم الاحتلال. المشهد اليمني خلال الإجازة الصيفية لم يكن مجرد موسم للعلم والمعرفة، بل تحول إلى منصة شاملة لصناعة وعي قرآني ومجتمعي، يعانق الإعداد العسكري ويترجم وحدة الصف الوطني في مواجهة العدوان، تأكيدا أن معركة فلسطين تسكن الوجدان اليمني، وأن نصرتها مسؤولية أمة، لا خيار.


مصراوي
منذ 2 ساعات
- مصراوي
قلق داخل إسرائيل.. تفاصيل إطاحة ترامب بالموالين لنتنياهو في البيت الأبيض
القاهرة- مصراوي أُقيل في الأيام الأخيرة عدد من المسؤولين في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي الأمريكي ممن يُعرفون بأنهم "مؤيدون بشدة لإسرائيل"، وذلك وسط خلافات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول هجوم محتمل على إيران واستمرار الحرب في قطاع غزة وفقا لما ذكرته يديعوت أحرونوت في تقرير لها الإثنين. من بين المقالين ميراف سيران، وهي مواطنة أمريكية-إسرائيلية عُينت مؤخرًا رئيسة لقسم إيران وإسرائيل في مجلس الأمن القومي، وإريك ترايغر، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكلاهما تم تعيينه من قبل مستشار الأمن القومي السابق مايك والتز، المعروف أيضًا بدعمه الكبير لإسرائيل، والذي أُقيل هو الآخر مؤخرًا من قبل ترامب. المسؤول عن إقالتهما هو وزير الخارجية الحالي ماركو روبيو، الذي حل محل والتز. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تغادر مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث ستيف ويتكوف والمسؤولة عن ملف لبنان في الإدارة الأمريكية، منصبها قريبًا – وليس بمبادرة منها. أورتاغوس، التي اعتنقت اليهودية وترتدي قلادة نجمة داوود، تُعد من أبرز المؤيدين لإسرائيل في الإدارة الأمريكية، وقد لعبت دورًا رئيسيًا في جهود وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، وأقنعت الحكومة اللبنانية بضرورة اتخاذ موقف صارم ضد حزب الله وتجريد المخيمات الفلسطينية في لبنان من السلاح. إقالتها أثارت صدمة في الأوساط الإسرائيلية المتابعة لإدارة ترامب. ووفقًا لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، فإن أورتاغوس كانت قد طلبت ترقية لمنصب أكبر في المنطقة، وتأمل في تولي ملف سوريا بدلاً من توماس بارك، وهي لا تزال تنتظر الرد. بحسب التقرير، فقد "أكملت مهمتها المؤقتة" وسيتم نقل المهمة إلى مسؤولين جدد. وقد تم تأكيد خبر إقالتها من مصادر أمريكية لقناة MTV اللبنانية، مؤكدين أن الأسباب "مهنية فقط" وتتعلق بعلاقاتها داخل وزارة الخارجية. كما أشاروا إلى أن زيارتها المقررة إلى بيروت قد أُلغيت، وأن جويل رايبورن سيُعين مساعدًا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وسيكون مسؤولاً عن الملف اللبناني. وأضافت المصادر أن أورتاغوس لن تُرقى أو تُرسل في مهام خارجية، بل ستُكلف بمهام داخلية فقط ضمن وزارة الخارجية، ولن يكون لها أي ارتباط بعد الآن بويتكوف. ماركو روبيو، الذي يُعد أيضًا مؤيدًا لإسرائيل، هو من نفذ الإقالات، رغم أنه لم يغيّر مواقفه، لكنه براغماتي ويدرك الاتجاهات السياسية الجديدة. من يقود هذه التحركات فعليًا هم نجل ترامب، دونالد جونيور، ونائب الرئيس جي دي فانس. مصادر مطلعة لم تستبعد أن تُقال شخصيات أخرى مؤيدة لإسرائيل من مناصبها. هذه الإقالات لا تأتي من فراغ، بل تعكس التباعد بين حكومة نتنياهو وإدارة ترامب، التي يبدو أنها اختارت اتباع أجندتها الخاصة. وفقا للصحيفة العبرية. كما أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن نتنياهو عبّر مؤخرًا، في اجتماعات مغلقة، عن خيبة أمله من الوزير رون ديرمر، المقرب منه، بسبب فشله في التنبؤ بالتحولات داخل الإدارة الأمريكية. وقالوا: "ديرمر لم يفهم ما يحدث، كان يعتقد أن أمريكا لن تتخلى عن إسرائيل، لكن الواقع تغير، وقد فقد ديرمر الاتجاه تمامًا". ووفقًا لهؤلاء المسؤولين، فإن نتنياهو قلق من تأثير التيار الانعزالي "White Woke" داخل الحزب الجمهوري على ترامب، خاصة من خلال شخصيات مثل الإعلامي المحافظ تاكر كارلسون، حيث يُعتقد أنهم يقنعون ترامب بأن إسرائيل تسعى لجرّ الولايات المتحدة إلى حرب، وهو ما يعتبره نتنياهو تطورًا خطيرًا للغاية. رئاسة الحكومة الإسرائيلية نفت ما نُقل عن نتنياهو تجاه ديرمر ووصفتها بـ"الأخبار الكاذبة"، لكن مصادر مطلعة أكدت أن ديرمر يدير أحد أهم الملفات في الدولة بطريقة سرية للغاية، ولا يشرك أحدًا في قراراته.


24 القاهرة
منذ 2 ساعات
- 24 القاهرة
بالكوفية الفلسطينية.. كتاب جامعة هارفارد السنوي يثير غضب مؤيدي إسرائيل بعد دعمه لغزة
أثار الكتاب السنوي لجامعة هارفارد لعام 2025 موجة من الغضب بين الداعمين لإسرائيل في الولايات المتحدة، بعد أن تجاهل بشكل لافت عملية طوفان الأقصى على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مكتفيًا بالإشارة إلى اندلاع الحرب في غزة من خلال صورة لتمثال جون هارفارد الشهير، وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية. كتاب جامعة هارفارد السنوي يثير غضب مؤيدي إسرائيل بعد دعمه لغزة الكتاب الذي يتكون من 520 صفحة ويُفترض أنه يوثق الحياة الجامعية للطلاب خلال العام، خصص فقرة مقتضبة لشهر أكتوبر تضمنت صورة التمثال مغطى بالكوفية، وذلك دون إدانة حماس مثل ما تفعل الصحافة الغربية. كتاب جامعة هارفارد السنوي يثير غضب داعمي إسرائيل بعد دعمه لفلسطيين والصفحة الموجودة في الكتاب لجامعة هارفارد، تضمنت أيضًا إشارة إلى انتهاء مخيم طلابي نظمه ناشطون تحت عنوان هارفارد خارج فلسطين المحتلة، بعد 20 يومًا من الاعتصام. كتاب جامعة هارفارد السنوي يثيرغضب داعمي إسرائيل بعد دعمه لغزة وأظهر الكتاب صورًا لمتظاهرين مؤيدين للقضية الفلسطينية وهم يلفّون التمثال بالعلم الفلسطيني خلال احتجاجات طلابية جرت في الحرم الجامعي. مفتي الجمهورية لـ السفير الكندي الجديد لدى القاهرة: ما يحدث في غزة خزي وعار على جبين المجتمع الدولي تقارير: الاتحاد الأوروبي بصدد توقيع عقوبة على باريس سان جيرمان بسبب لافتات دعم غزة وقبل ذلك الكتاب، واجهت الجامعة ضغوطًا سياسية واقتصادية متزايدة، إذ أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تعليق التمويل الفيدرالي البالغ 3 مليارات دولارات، وطالب بمراجعة العقود الحكومية المبرمة مع الجامعة، كما أوقفت الخارجية إصدار التأشيرات الطلابية الجديدة مؤقتًا. كتاب جامعة هارفارد السنوي يثيرغضب داعمي إسرائيل بعد دعمه لغزة وفي المقابل، لم تصدر جامعة هارفارد حتى الآن أي بيان رسمي للرد على الانتقادات.