
الحرب تحرق "أخضر" جنوب لبنان
تشير التقارير التي أعدتها وزارات الدولة اللبنانية ومختبراتها منفردة، أو بالتعاون مع البنك الدولي وغيرها من الجمعيات المهتمة في الشأن البيئي بجنوب لبنان، إلى أن نتائج الحرب الإسرائيلية على المناطق الجنوبية اللبنانية بصورة خاصة لم تحصد الأرواح والممتلكات والأبنية وحسب، بل تركت خراباً كبيراً في البيئة بمختلف وجوهها جراء استخدام إسرائيل قنابل محرمة دولية، ومنها الحارقة وقنابل تحتوي على الفوسفور الأبيض السام، بعد أن جرى توثيق هذا الأمر بالصور والعينات الميدانية.
وتؤكد التقارير أن إسرائيل استخدمت الفوسفور الأبيض بصورة مكثفة مع الأسلحة ذات القدرات التدميرية والتفجيرية العالية، مما أدى إلى احتراق وتلف مساحات واسعة من الأحراج والغابات والبساتين المثمرة، ومنها تحديداً بساتين الزيتون، وقدرت المساحات التي طاولها الفوسفور الأبيض وحده بـ10 كيلومترات مربعة. ولم توفر عدد من المحميات الطبيعية المعروفة بين مناطق صور والنبطية وبنت جبيل، وأضرت بالتنوع البيولوجي الحيواني، وقضت على أنواع كثيرة من الزواحف والحشرات والطيور المقيمة والمهاجرة والحيوانات البرية، إلى حد وصفها بإبادة بيئية طاولت كامل المحيط الحيوي الجنوبي.
جاء في تقرير أن الجيش الإسرائيلي استخدم 284 قذيفة فوسفورية في الفترة الممتدة بين الثامن من أكتوبر 2023 والـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 (اندبندنت عربية)
البيئة بمهب الفوسفور الأبيض
وبحسب "المجلس الوطني للبحوث العلمية"، وهو هيئة بحثية حكومية في لبنان، "استخدم الجيش الإسرائيلي سلاح الفوسفور الأبيض الحارق في المواجهات الأخيرة التي امتدت أكثر من سنة وتوسع نطاقها في الأسابيع الأخيرة قبل وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، مما أسفر عن احتراق مساحات كبيرة من الأراضي وإلحاق أضرار بالمحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة والزيتون والكروم في المناطق التي طاولها القصف".
وجاء في تقرير كان أعده المجلس ونشره في الـ10 من ديسمبر (كانون الأول) 2024، أن الجيش الإسرائيلي استخدم 284 قذيفة فوسفورية في الفترة الممتدة بين الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والـ27 من نوفمبر 2024، تاريخ وقف إطلاق النار.
وفي السياق عينه، تحدث تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP عن احتراق 47 ألف شجرة زيتون بسبب الفوسفور في الحرب الأخيرة. وسلط التقرير الصادر في ديسمبر 2023 الضوء على حوادث ذات صلة منها "نفوق ثدييات وطيور وأسماك نتيجة استخدام الفوسفور الأبيض مع آثار ضارة طويلة الأمد في البيئة، وخصوصاً في خصوبة التربة ودرجة حموضتها".
أرقام الخسائر بمليارات الدولارات
وكانت وزيرة البيئة اللبنانية تمارا الزين أصدرت مطلع مارس (آذار) الماضي بياناً حول "التقرير الأولي لتحديد الأضرار والحاجات الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على لبنان"، إذ جرى بتعاون تقني وثيق، طوال أشهر، بين البنك الدولي والمجلس الوطني للبحوث العلمية، كجهة رسمية تمثل الدولة اللبنانية و"بخاصة بعد أن عمل، خلال فترة العدوان، على رصد الاعتداءات وتقييم أثرها في قطاعات عدة، وخلص إلى أن الأضرار بلغت 6.8 مليار دولار، وأن الضرر الأكبر كان في الوحدات السكنية، إذ بلغ 4.6 مليار دولار أي ما يشكل 67 في المئة من إجمالي الأضرار". وأشارت إلى أن هذا الإحصاء جرى حتى منتصف ديسمبر الماضي "مما يعني أنه إلى ازدياد نتيجة الخروقات الإسرائيلية وعمليات التفجير والتفخيخ والقصف"، موضحة أن "هذه المعطيات قابلة للتغيير، لكنها تعطي صورة أولية تقديرية عن حجم الأضرار وتتيح للدولة اللبنانية الاستناد إليها لتحشيد التمويل الدولي اللازم لإعادة التعمير والتعافي".
كروم الزيتون التي تعد من أبرز القطاعات الزراعية التي يعتمد عليها أهالي جنوب لبنان تضررت بفعل قذائف الفوسفور الأبيض (اندبندنت عربية)
وكان وزير البيئة اللبنانية السابق ناصر ياسين أكد في حديث صحافي في أواسط ديسمبر الماضي "أن المساحة التي دمرتها إسرائيل باستخدام الفوسفور الأبيض، بصورة متعمدة، خلال الحرب، تجاوزت 5745 هكتاراً (الهكتار يساوي 10 آلاف متر مربع) من الأراضي والغابات في جنوب لبنان فقط"، وقال "إنها مساحة تفوق بأربع مرات ما احترق في كل أنحاء لبنان خلال السنوات الماضية". وأضاف ياسين أن هناك "أكثر من 52 بلدة وقرية مدمرة في لبنان، وأهلها لا يستطيعون العودة لها. وتقديراتنا الأولية، تشير إلى أن هناك أكثر من 100 ألف بيت مدمر أو متضرر بصورة كاملة".
وفي السياق، قال الخبير البيئي ورئيس جمعية "الجنوبيون الخضر" هشام يونس عن العناصر البيئية التي تأذت من الحرب الأخيرة في جنوب لبنان "ألحق الاستخدام المكثف للأسلحة المختلفة ذات القدرة التدميرية العالية والتأثيرات بعيدة المدى، وعلى رأسها الفوسفور الأبيض، أضراراً جسيمة بالنظم البيئية الغنية والمتنوعة في المناطق المستهدفة، التي تمتد على مساحة واسعة من الناقورة وصولاً إلى مرتفعات كفرشوبا. وشملت هذه الأضرار حرائق واسعة النطاق اجتاحت الأحراج والغابات القديمة، فضلاً عن كروم الزيتون التي تعد من أبرز القطاعات الزراعية التي يعتمد عليها أهالي المنطقة، إلى جانب الأشجار المثمرة الأخرى، ملحقة أضراراً جسيمة بمواسم الزيتون والتبغ على مدى سنة ونصف سنة ماضية، وتسببت بتلويث التربة والمياه، بعضها بصورة مكثفة يتطلب معالجة جذرية". وأشار الخبير يونس إلى أن فريق الجمعية "وثق استخدامات الفوسفور الأبيض، بصورة ممنهجة، على مساحات واسعة من الأحراج المتاخمة للحدود، وإلى عمق تراوح بين خمسة وسبعة كيلومترات، وشمل أشجار سنديان قديمة تضم أنواعاً من البطم والخروب والصنوبر الحلبي، فضلاً عن بساتين الزيتون المعمرة، وبساتين الأشجار المثمرة، وبخاصة في سهل الوزاني ومرتفعات كفرشوبا وشبعا". وأضاف يونس "وطاولت كذلك مناطق من محميات طبيعية، وبحسب تقديرات فريق الجمعية الذي عمل على توثيق الاستهدافات بالفوسفور الأبيض، بلغ إجمالي المساحة التي طاولها القصف بالفوسفور 9.18 كيلومتر مربع، فضلاً عن أن أضرارها التدميرية المباشرة لها آثار بعيدة بما تخلفه من معادن ثقيلة في التربة".
أوضح الخبير يونس أن هذه الهجمات "خلفت أضراراً بالغة في التنوع البيولوجي الحيواني" (اندبندنت عربية)
أضرار بالتنوع البيولوجي الحيواني
وأوضح الخبير يونس أن هذه الهجمات "خلفت أضراراً بالغة في التنوع البيولوجي الحيواني، وبخاصة أن هذه المناطق تعد موائل مهمة لأنواع مختلفة مثل ابن آوى الذهبي، الذي تعرضت موائله في منطقة القطاع الغربي إلى أضرار كبيرة جداً، والضبع المخطط، والثعلب الأحمر، والغرير الأوراسي". وتابع أيضاً "كانت أنواع الزواحف والحشرات من بين الأكثر عرضة لأنها أقل قدرة على الانتقال، وأكثر عرضة للفوسفور الأبيض القاتل وتأثرها المباشر بتركيبة التربة والغطاء النباتي، والأمر ينطبق على الثدييات الصغيرة التي تلجأ إلى الجحور ولم تسلم من تأثير الفوسفور الأبيض كما هي حال الوبر الصخري أو ما يعرف بالطبسون، وتعرضت مستعمرات عديدة له إلى تدمير كامل في منطقة اللبونة، إذ سبق للجمعية أن وثقت نشاطاً مهماً له".
وبحسب يونس، لم تسلم الطيور المقيمة والمهاجرة التي "كانت عرضة للأخطار طوال عام وبضعة أشهر على أحد أنشط مسارات هجرتها على سطح الكوكب، وشملت ثلاثة مواسم هجرة. وعمل ناشطو الجمعية بتاريخ الـ23 من سبتمبر (أيلول) على معالجة طائر حوام العسل الجارح، الذي كان ضمن أسراب مهاجرة بعد سقوطه على إثر اضطراب ناجم عن الغارات المتكررة في منطقة عدلون الساحلية شمال مدينة صور".
أضرار بيئية صعبة التعويض
وعن المخارج المقترحة كي يستطيع جنوب لبنان التغلب على الخلل البيئي الذي أحدثته الحرب قال رئيس جمعية "الجنوبيون الخضر" "يعتمد نجاح التعافي البيئي على وجود خطة متكاملة وفعالة قادرة على إدارة الأضرار ومعالجتها بمقاربة علمية وعملية، مما يسهم في تحقيق نتائج ملموسة على المدى القريب والمتوسط، ويسهم في تقليص الفترة الزمنية المطلوبة للتعافي. ومع ذلك، تبقى بعض الأضرار، وخصوصاً تلك المرتبطة بخدمات الأحراج القديمة وأشجار الزيتون المعمرة، صعبة التعويض في مطلق الأحوال، مما يجعلها خسائر بيئية وثقافية فادحة، نظراً إلى ما تمثله من جزء أصيل من الهوية البيئية والتراث الطبيعي للجنوب". ولفت إلى أنه "من أجل فعالية أية خطة استجابة أو إعادة تأهيل، ينبغي أن تشمل كل الوزارات المعنية، وعلى رأسها وزارات الزراعة والبيئة والصحة، إلى جانب المجالس البلدية التي تقع على عاتقها مسؤولية المتابعة الميدانية والإشراف المحلي على التنفيذ".
بمثابة إبادة بيئية
وأشار يونس إلى أن حجم التدمير الذي طاول الأحراج "لا سيما في المناطق الحدودية، كبير للغاية يرقى إلى حالة الإبادة البيئية. فهذه المناطق، التي سبق للجمعية توثيق أنشطة بعض الأنواع فيها، تعد موائل نشطة لعدد كبير من الأنواع الحيوانية والنباتية، كما أنها تؤدي وظائف بيئية حيوية تشمل تحسين جودة التربة، والحد من تدهورها، وتنقية الهواء والمياه، والمساهمة في خزانات المياه الجوفية، وتلطيف درجات الحرارة، والحد من ظاهرة الجزر الحرارية. وبالنظر إلى هذا التدمير الواسع، تتجاوز الآثار البيئية حدود المناطق المستهدفة لتطاول كامل المحيط الحيوي. كما أدى ذلك في مناطق عدة إلى تفكك الكتلة الحرجية، مما يقوض من قدرتها وأداء وظائفها الإيكولوجية، بما ينعكس على البيئة المحلية". واعتبر أن من الآثار الأكثر تعقيداً "تلوث التربة بفعل استخدام الفوسفور الأبيض، وبخاصة في المواقع التي تعرضت لقصف مكثف، مما يترك، في بعض المناطق، تبعاً لدرجة تكثف الفوسفور في التربة، آثاراً طويلة الأمد تتطلب معالجة".
"الجنوبيون الخضر" توثق
وكانت جمعية "الجنوبيون الخضر" وثقت من خلال دراسة عينات جمعها فريق الجمعية من منطقة ميس الجبل وبليدا (جنوب) وخبراء متخصصون ضمن الفريق الاستشاري العلمي للجمعية نتائج تشير إلى الأضرار الآتية:
- سمية مباشرة للنباتات تظهر من خلال نخر في الأوراق، تلف في الجذور، وتثبيط واضح في النمو.
- تحمض مزمن للتربة نتيجة ترسب الفوسفور، مما يضعف الخصوبة الطبيعية ويؤدي إلى اختلال في توافر العناصر الغذائية الأساسية.
- ظهور "نقاط ساخنة"، وهي مواقع تتركز فيها بقايا الفوسفور الأبيض وتستمر بإحداث تلوث نشط، مما يتطلب تدخلات معالجة موضعية.
- اختلال توازن العناصر الغذائية بسبب تراكم غير متجانس للفوسفور، مما ينعكس على الكائنات الدقيقة في التربة، ويؤثر في تغذية النباتات بصورة سلبية.
- تثبيت الفوسفور في الطبقات العلوية للتربة، مما يعوق الدورة الطبيعية للنيتروجين والبوتاسيوم ويؤثر في التجدد البيولوجي للتربة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
رؤية متكاملة طويلة الأمد
من هنا، قال الخبير يونس عن المخارج المقترحة كي يستطيع جنوب لبنان التغلب على الخلل البيئي الذي أحدثته الحرب "المنطقة بحاجة ملحة إلى خطة طوارئ متكاملة، تبدأ من حيث انتهت أو تواصل ما بدأت به خطة الطوارئ الحكومية السابقة، تبدأ بتقييم دقيق للأضرار التي لحقت بالأحراج، والأراضي الزراعية، ومصادر المياه والتربة، ويشمل ذلك أخذ عينات وإجراء دراسات متخصصة للتحقق من نسب تراكم الفوسفور في التربة والمياه، وتحديد المواقع التي تستوجب تدخلاً مباشراً للمعالجة".
وفي ما يخص الأحراج المتضررة "لا بد من إجراء تقييم ميداني لكل موقع على حدة لتحديد طبيعة التدخل وما إذا كانت هناك حاجة له، مع تأكيد استخدام الأنواع النباتية المحلية في حال التشجير للحفاظ على التوازن البيئي الأصلي، وكلما كان التقييم شاملاً ودقيقاً ازدادت فرص نجاح الخطة. ومن الضروري أن تكون هذه الخطة جزءاً من إطار تنسيقي وطني يشمل الوزارات المعنية، بما في ذلك وزارات البيئة والزراعة والأشغال والدفاع والداخلية، إضافة إلى الجهات القضائية والبلديات والمنظمات البيئية. المطلوب اليوم ليس فقط رد فعل، بل رؤية متكاملة طويلة الأمد لإعادة ترميم ما دمر، وحماية ما تبقى من البيئة الجنوبية".
وبنظر الخبير يونس فإن نجاح التعافي البيئي "يعتمد على وجود خطة متكاملة وفعالة قادرة على إدارة الأضرار ومعالجتها بمقاربة علمية وعملية، مما يسهم في تحقيق نتائج ملموسة على المديين القريب والمتوسط، ويسهم في تقليص الفترة الزمنية المطلوبة للتعافي. ومع ذلك، تبقى بعض الأضرار، وخصوصاً تلك المرتبطة بخدمات الأحراج القديمة وأشجار الزيتون المعمرة، صعبة التعويض في مطلق الأحوال، مما يجعلها خسائر بيئية وثقافية فادحة، نظراً إلى ما تمثله من جزء أصيل من الهوية البيئية والتراث الطبيعي للجنوب".
تلوث بمستويات عالية
وأسف الخبير البيئي ناجي قديح من أن "الحرب التي مارستها إسرائيل على لبنان كانت متفلتة من أي ضوابط وقوانين وأنظمة ترعى عدم استخدام الأسلحة، لا سيما الأسلحة المحرمة دولياً، في المناطق المأهولة والمشمولة حمايتها بالمواثيق والمعاهدات الدولية". وأضاف "لقد تفلت الإسرائيليون من أي ضوابط ومارسوا أقصى درجات الوحشية وتجاوزوا كل المعايير والقوانين الإنسانية المتعلقة بضوابط الحرب والمواجهات العسكرية وفق القوانين الدولية، ناهيك بالتدمير الكامل الذي حصل في المدن والقرى الجنوبية، ونالت بيئة لبنان، بخاصة البيئة الجنوبية، حصة كبيرة جداً جراء استخدام القذائف والصواريخ والذخائر الحارقة التي تحتوي على الفوسفور الأبيض، الذي يمنع استعماله في المناطق المأهولة".
وأكد الخبير البيئي قديح "أننا لاحظنا استخدام إسرائيل هذا النوع من الأسلحة والقذائف التي سببت حرائق واسعة، وتحديداً في الغطاء الأخضر والأحراج والغابات والحقول المزروعة والمحاصيل، مما أدى إلى إبادة مساحات كبيرة من الثروة الحرجية والشجرية، إضافة إلى تلوث التربة ما يتوجب إجراء تحاليل مخبرية ودراسة مستويات التلوث فيها وحسم أمر صلاحها للزراعة أو عدمه، وإلى أي نوع من المحاصيل تصلح أو لا تصلح، وإلى أية مدة زمنية يمكن استمرار هذا التلوث، أي لجهة ثباته الزمني". ولا ينفي قديح احتمال "أن تكون تربة الجنوب التي تعرضت للاعتداءات الإسرائيلية تلوثت بمستويات عالية من المواد الكيماوية السامة ومن المعادن الثقيلة، إذ إن احتمال استخدام إسرائيل، خلال القصف الثقيل وتدمير المنشآت والمباني في أماكن عدة، ذخائر مخضبة وارد إلى حد كبير، ومنها اليورانيوم المخضب المعروف باستخدامه في تدمير التحصينات والمباني الكبيرة، إضافة إلى المواد المتفجرة لزيادة قدرتها التدميرية والتفجيرية، وهذا سيكون في عهدة مجلس البحوث العلمية وهيئة الطاقة الذرية والقطاعات المتخصصة في الجيش اللبناني، للتحقق من هذا التخريب البيئي الواسع النطاق ودرجة خطورته وضبط استمراريته ومدته". وجزم الخبير قديح "أن هذه الكميات الهائلة من القذائف والقنابل والمتفجرات شكلت تلويثاً ضخماً جداً للهواء في مختلف المناطق الجنوبية التي تعرضت للقصف والاستهداف، بخاصة أن هذه الملوثات التي انتشرت في الهواء مصيرها بعد مرور الوقت أن تترسب في الأرض وتتغلغل في التربة وتصيب البيئة، مما يشكل خطورة عالية على الصحة العامة والبيئة عموماً، لذا يجب حصر المساحات التي تعرضت للضرر الكبير، ووضع خطة لإعادة تأهيلها وتكوين الغابات والأحراج، وتكوين الغطاء الأخضر بنسبته التي كانت قبل الحرب".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأمناء
منذ ساعة واحدة
- الأمناء
سكان صنعاء يقبعون تحت طائلة الفقر وشعارات الحوثيين
في حين تغطي شعارات الحوثيين شوارع العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، يهيمن البؤس على السكان في المدينة، مع زيادة حدة الفقر، والنقص الشديد في حجم المساعدات الدولية التي تراجعت إلى أكثر من النصف للمرة الأولى منذ بداية الحرب التي أشعلها الحوثيون قبل عشرة أعوام. وفي حالة تستحضر نماذج من حكم الأنظمة العسكرية الأمنية التي كانت تطلق على نفسها «ثورية» في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، يلفت نظر الزائر للمدينة اللافتات الضخمة التي رُفعت في تقاطعات الشوارع والميادين العامة، التي تمجّد قادة الحوثيين والقيادات الإيرانية وأخرى من «حزب الله» اللبناني، الذين لقوا مصرعهم إما بضربات أميركية أو على يد الإسرائيليين. في المقابل، يتعامل الحوثيون بقسوة شديدة مع الموظفين المطالبين بصرف رواتبهم أو من ينتقد تفشي الفقر والجوع، ويتهم هؤلاء بأنهم «عملاء للأعداء». ووسط خطاب تعبوي يُلزم الموظفين والمجندين والسكان في أحياء صنعاء بحضور التظاهرة الأسبوعية التي يقيمها الحوثيون في ساحة العروض الرئيسة بالقرب من المجمع الرئاسي (ميدان السبعين). صور قاسم سليماني والمهندس تزاحم المتسولين في شوارع صنعاء (إعلام محلي) ويكون لزاماً على الحاضرين ترديد شعار الثورة الإيرانية والهتافات المنددة بأميركا، في حين يعتلي أحد قادة الجماعة المنصة للحديث بإسهاب عما يصفها بـ«البطولات الخارقة» وهزيمتهم للولايات المتحدة وإسرائيل. ويمتد هذا الخطاب إلى المساجد، حيث يُجزم الخطباء بأن الجيشين الأميركي والإسرائيلي يفرضان تعتيماً إعلامياً على هزيمتهما. تغطية على البؤس رصد نشطاء يمنيون تسجيلاً لأحد خطباء الحوثيين في مدينة إب وهو يُقسم بأن الجماعة، التي قطعت رواتب الموظفين منذ ثمانية أعوام، تمكنت من تدمير مقر جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، وأن حاملة الطائرات الأميركية أيزنهاور هربت من البحر الأحمر نتيجة ضرباتهم. وفي محاولة لتبرير قرار الحوثيين وتسويقه بمنع تصوير المواقع التي تستهدفها الضربات الإسرائيلية ومن قبلها الأميركية، وكذا منع الحديث عن عدد القتلى نتيجة تلك الضربات، يجزم الخطيب بأن الدولتين تمنعان أيضاً تصوير المواقع التي أُطلقت نحوها صواريخ ومسيَّرات الحوثيين؛ حتى لا يُفتضح أمرهما أمام العالم! وفي حين تروّج وسائل إعلام الحوثيين والمساجد عن نصر مزعوم على أميركا وإسرائيل، يسخر أحد سكان صنعاء واسمه الأول منصور من هذا الخطاب، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إنها محاولة فاشلة من الحوثيين للتغطية على البؤس الذي يعيشه الناس والذي بات ظاهراً على الوجوه. ويشير منصور إلى أن الفقر اتسعت مساحته لتمتد إلى كل الأرصفة والتقاطعات وأبواب المساجد وبالقرب من المطاعم، حيث ينتشر الآلاف من الباحثين عن لقمة عيش في صورة لم تعرفها البلاد منذ الإطاحة بنظام الإمامة مطلع ستينات القرن الماضي. في حين يذهب ساكن آخر، وهو موظف حكومي ويدعى عبد الله، إلى التأكيد بأن الفقر والجهل والمرض تجثم حرفياً على المدينة، وأصبح يُشاهد في كل شارع وبيت، باستثناء قلة من الميسورين أو المستفيدين من الحرب، ويقول إنه يستحيل على شخص يعيش خارج المدينة منذ 10 سنوات أن يتصور الحال والمأساة التي يعيشها السكان وكل مناطق سيطرة الجماعة الحوثية. منع الحوالات بالدولار بحسب ما أفاد به عاملون في قطاع الصرافة، فإن الحوثيين منعوا تسليم الحوالات الواردة إلى مناطق سيطرتهم بالدولار، وأنهم يقومون بجمع هذه التحويلات التي تُقدّر بنحو 3 مليارات دولار سنوياً لدى وكلاء شركات الصرافة في الخارج ثم يقومون باستخدامها في فتح اعتمادات لاستيراد الوقود عبر الشركات التي أسسها قادة الحوثيين؛ لأنهم لا يمتلكون السيولة اللازمة لفتح مثل تلك الاعتمادات. وطبقاً لهذه المصادر، فإن الحوثيين يصرّون على فرض سعر مُلزم للدولار الواحد بـ535 ريالاً يمنياً بينما سعره في مناطق سيطرة الحكومة تجاوز الـ2500 ريال وهو السعر الحقيقي بحسب تأكيدات تجار ومصادر في الغرفة التجارية تحدثت إليها «الشرق الأوسط». حوثويون خلال حشد في صنعاء يرفعون صور زعيمهم وصورتَي قاسم سليماني وحسن نصر الله (إ.ب.أ) وهذا الأمر يجعلهم - وفق المصادر - يستفيدون من هذا الفارق لأنهم لو أرادوا فتح اعتمادات مستندية سيكونون مُجبرين على شراء الدولار من مناطق سيطرة الحكومة بالسعر المختلف. وذكر سكان في مناطق سيطرة الحوثيين أن فرع البنك المركزي في صنعاء كان ألزم شركات الصرافة بتسليم الحوالات المالية بالريال السعودي، لكنه عاد مؤخراً عن هذا القرار، وألزم الشركات العاملة في مجال الصرافة والبنوك بتسليم الحوالات بالريال اليمني فقط. وأكد السكان أنه وفي حال أصر الشخص على استلام حوالاته بالريال السعودي، فإنه يُلزم بدفع فارق يصل إلى 2500 ريال يمني عن كل 100 ريال سعودي يتسلمها. وطبقاً لتأكيدات مصادر حكومية وأخرى عاملة في المجال الإنساني، فإن تحويلات المغتربين اليمنيين حالت دون تفشي المجاعة في البلاد، حيث يتولى المغتربون مسؤولية قطاع عريض من السكان كما تُشكّل تحويلاتهم أهم مصدر للعملة الصعبة تتجاوز عائدات تصدير النفط خلال السنوات الأخيرة. أنشطة منقذة يأتي الواقع المأساوي في مناطق سيطرة الحوثيين في وقت أكّد فيه صندوق اليمن الإنساني أنه على الرغم من الانخفاض الحاد في تمويل الجهات المانحة، فقد ظلت هناك آلية تمويل مرنة وموثوقة لدعم الأنشطة الحيوية المنقذة. وعلى مدار العام الماضي قال الصندوق الأممي إنه خصص 36.9 مليون دولار للوصول إلى أكثر من مليون شخص في تسع من المحافظات. عنصران حوثيان خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة (إ.ب.أ) وأوضح الصندوق في تقرير حديث أنه اتبع نهجاً تصاعدياً قائماً على أساس المناطق لتحديد الأولويات، مُمكّناً الجهات الفاعلة الأقرب إلى الأشخاص المتضررين من توجيه عملية تحديد الأولويات بفاعلية؛ وهو ما ساعد على ضمان مواءمة المخصصات بشكل مباشر مع الاحتياجات الأكثر إلحاحاً، استناداً إلى معلومات كاملة من المجتمعات المحلية نفسها. كما حقق الصندوق الإنساني تقدماً ملحوظاً في تعزيز دعمه للجهات الفاعلة المحلية، حيث خُصص 70 في المائة من التمويل للمنظمات الإنسانية الوطنية، مقابل 44 في المائة في عام 2023. وإلى جانب جهود التدريب وبناء القدرات الكبيرة، مكّنت هذه المخصصات الشركاء اليمنيين؛ ما ضمن أن تكون التدخلات أكثر ملاءمة للسياق وأكثر استجابة لاحتياجات السكان المتضررين. وفق ما جاء في التقرير.

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
خادم الحرمين يشيد بنتائج مباحثات ولي العهد وترمب
ونوّه مجلس الوزراء في هذا السياق، بما اشتملت عليه القمة السعودية الأمريكية التي عقدت في إطار أول زيارة خارجية لفخامته خلال رئاسته الحالية؛ من التوقيع على وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية بين حكومتي البلدين، وإعلان وتبادل اتفاقيات ومذكرات تعاون وتفاهم في مختلف المجالات، مجدداً التأكيد على عزم المملكة توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات الأربع القادمة بتخصيص ما يزيد على مبلغ 600 مليار دولار، منها صفقات واستثمارات متبادلة بأكثر من 300 مليار دولار أُعلن عنها في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي. وأوضح معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء لشؤون مجلس الشورى وزير الإعلام بالنيابة الدكتور عصام بن سعد بن سعيد، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء أشاد بما اشتملت عليه كلمة سمو ولي العهد خلال القمة الخليجية الأمريكية؛ من مضامين ورؤى شاملة جسدت نهج المملكة القائم على تكثيف التنسيق المشترك، والدفع بالعمل متعدد الأطراف مع الدول الشقيقة والصديقة نحو المزيد من الازدهار والتقدم، والتأكيد على دعم كل ما من شأنه إنهاء الأزمات الإقليمية والدولية ووقف النزاعات بالطرق السلمية. وثمّن مجلس الوزراء، استجابة فخامة الرئيس الأمريكي للمساعي الحميدة التي بذلها سمو ولي العهد -حفظه الله- لرفع العقوبات المفروضة على الجمهورية العربية السورية، متطلعًا إلى أن يسهم ذلك في دعم التنمية وإعادة إعمار هذا البلد الشقيق. وجدّد المجلس، ما أعربت عنه المملكة خلال الدورة العادية الرابعة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة؛ بشأن رفضها القاطع أي محاولات للتهجير القسري أو فرض حلول لا تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق، إلى جانب التأكيد على ضرورة استدامة وقف إطلاق النار في غزة. وعبر المجلس، عن الإشادة بإنجازات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والعاملين فيه بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسه؛ مسهمًا بفضل الله عز وجل في تقديم المساعدات للملايين من الفئات المحتاجة في أكثر من (100) دولة. وبيّن معاليه أن مجلس الوزراء استعرض في الشأن المحلي، ما حققته الإستراتيجية الوطنية للصناعة من مستهدفات بجذب ثلاثة رواد عالميين في صناعة السيارات لتأسيس مصانع في المملكة؛ لتكون -بمشيئة الله- رافدًا لجهود التنويع الاقتصادي ودعم القدرة التنافسية عالميًا. وقدّر المجلس، حصول طلاب المملكة وطالباتها على جوائز رفيعة في المعرض الدولي للعلوم والهندسة (آيسف 2025)، مجسدين بهذا الإنجاز ما توليه الدولة من اهتمام بالغ بقطاع التعليم وتعزيز إسهاماته في آفاق المعرفة والابتكار، وبناء أجيال متميزة علمياً ومهاريًا. واطّلع مجلس الوزراء، على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطّلع على ما انتهى إليه كل من مجلسي الشؤون السياسية والأمنية، والشؤون الاقتصادية والتنمية، واللجنة العامة لمجلس الوزراء، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء في شأنها، وقد انتهى المجلس إلى ما يلي: أولًا: الموافقة على مذكرة تفاهم في شأن إنشاء مجلس الشراكة الإستراتيجية بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة اليابان. ثانيًا: تفويض معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني -أو من ينيبه- بالتباحث مع الجانب الروسي في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال سلامة الطيران المدني بين الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة العربية السعودية والوكالة الفيدرالية للنقل الجوي في روسيا الاتحادية، والتوقيع عليه. ثالثًا: الموافقة على مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية ووزارة التقنيات الرقمية في جمهورية أوزباكستان للتعاون في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات. رابعًا: الموافقة على اتفاق إطاري بين حكومة المملكة العربية السعودية ومنظمة العمل الدولية بشأن برنامجي الموظفين المهنيين المبتدئين والانتداب. خامسًا: تفويض معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية -أو من ينيبه- بالتباحث مع الجانب الكازاخي في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية ووزارة الصناعة والبناء في جمهورية كازاخستان للتعاون في مجال الثروة المعدنية، والتوقيع عليه. سادسًا: الموافقة على مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية بين وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية ووزارة الصحة في جمهورية سنغافورة. سابعًا: تفويض معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة هيئة المساحة الجيولوجية السعودية -أو من ينيبه- بالتباحث مع الجانب الهندي في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون العلمي الجيولوجي بين هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في المملكة العربية السعودية وهيئة المساحة الجيولوجية الهندية في جمهورية الهند ، والتوقيع عليه. ثامنًا: الموافقة على اتفاقية تعاون بين رئاسة أمن الدولة في المملكة العربية السعودية وجهاز المخابرات والأمن القومي في جمهورية الصومال الفيدرالية في مجال مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله. تاسعًا: الموافقة على إنشاء هيئة إشرافية للخدمات الصحية في وزارة الدفاع. عاشرًا: اعتماد آلية تنظيم أعمال الجهات المختصة فيما يتعلق بمواقع الخردة؛ لمنع وصول المواد المشعة أو الخردة المعدنية الملوثة بالمواد المشعة إليها. حادي عشر: تعيين معالي الأستاذ/ سعد بن محمد السيف، والدكتور/ عبدالسلام بن محمد الشويعر، والأستاذ/ عبدالحميد بن عبدالعزيز الغليقة، والدكتور/ أحمد بن عبداللّه المغامس، والأستاذ/ سليمان بن عبدالعزيز الزبن، والدكتور/ عبداللّه بن عدنان السليمي، والدكتور/ سالم بن مبارك الضويلي، والأستاذ/ فهد بن إبراهيم الحسين، والأستاذ/ إبراهيم بن سالم الرويس، أعضاءً من ذوي الخبرة والكفاية والتخصص في مجلس إدارة الهيئة العامة للولاية على أموال القاصرين ومن في حكمهم. ثاني عشر: اعتماد الحسابات الختامية للهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، وهيئة تقويم التعليم والتدريب، وجامعة الملك عبدالعزيز لعامين ماليين سابقين. ثالث عشر: الموافقة على ترقيتين وتعيينين بالمرتبتين (الخامسة عشرة) و (الرابعة عشرة)، وذلك على النحو التالي: - ترقية يوسف بن ناصر بن إبراهيم الزيد إلى وظيفة (مستشار قانوني أول) بالمرتبة (الخامسة عشرة) بوكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية. - ترقية ناصر بن حمود بن عبدالعزيز الذييب إلى وظيفة (مستشار أول تقنية هندسة حاسب آلي) بالمرتبة (الخامسة عشرة) بوزارة المالية. - تعيين علي بن ناصر بن علي بشيه، على وظيفة (وكيل إمارة منطقة) بالمرتبة (الرابعة عشرة) بإمارة منطقة الباحة. - تعيين نايف بن كميخ بن حنيضل المريخي على وظيفة (وكيل إمارة منطقة) بالمرتبة (الرابعة عشرة) بإمارة منطقة تبوك. كما اطّلع مجلس الوزراء، على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقارير سنوية للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وصندوق التنمية العقارية، والمركز الوطني لسلامة النقل، وقد اتخذ المجلس ما يلزم حيال تلك الموضوعات.


حضرموت نت
منذ 2 ساعات
- حضرموت نت
اخبار السعودية : مجلس الوزراء يشيد بالقمة السعودية الأمريكية وتوقيع وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية
رأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، في جدة. وفي مستهل الجلسة، أعرب خادم الحرمين الشريفين، عن شكره وتقديره لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد جي ترمب على تلبية الدعوة بزيارة المملكة العربية السعودية، كما أشاد بما توصلت إليه مباحثات الرئيس الأمريكي مع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء؛ من نتائج ستسهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى تاريخي غير مسبوق في العديد من القطاعات الحيوية المهمة، وبما يعزز التكامل الاقتصادي للبلدين الصديقين. ونوّه مجلس الوزراء في هذا السياق، بما اشتملت عليه القمة السعودية الأمريكية التي عقدت في إطار أول زيارة خارجية لفخامته خلال رئاسته الحالية؛ من التوقيع على وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية بين حكومتي البلدين، وإعلان وتبادل اتفاقيات ومذكرات تعاون وتفاهم في مختلف المجالات، مجدداً التأكيد على عزم المملكة توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات الأربع القادمة بتخصيص ما يزيد على مبلغ 600 مليار دولار، منها صفقات واستثمارات متبادلة بأكثر من 300 مليار دولار أُعلن عنها في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي. وأوضح وزير الدولة عضو مجلس الوزراء لشؤون مجلس الشورى وزير الإعلام بالنيابة الدكتور عصام بن سعد بن سعيد، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء أشاد بما اشتملت عليه كلمة سمو ولي العهد خلال القمة الخليجية الأمريكية؛ من مضامين ورؤى شاملة جسدت نهج المملكة القائم على تكثيف التنسيق المشترك، والدفع بالعمل متعدد الأطراف مع الدول الشقيقة والصديقة نحو المزيد من الازدهار والتقدم، والتأكيد على دعم كل ما من شأنه إنهاء الأزمات الإقليمية والدولية ووقف النزاعات بالطرق السلمية. وثمّن مجلس الوزراء، استجابة فخامة الرئيس الأمريكي للمساعي الحميدة التي بذلها سمو ولي العهد -حفظه الله- لرفع العقوبات المفروضة على الجمهورية العربية السورية، متطلعًا إلى أن يسهم ذلك في دعم التنمية وإعادة إعمار هذا البلد الشقيق. وجدّد المجلس، ما أعربت عنه المملكة خلال الدورة العادية الرابعة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة؛ بشأن رفضها القاطع أي محاولات للتهجير القسري أو فرض حلول لا تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق، إلى جانب التأكيد على ضرورة استدامة وقف إطلاق النار في غزة. وعبر المجلس، عن الإشادة بإنجازات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والعاملين فيه بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسه؛ مسهمًا بفضل الله عز وجل في تقديم المساعدات للملايين من الفئات المحتاجة في أكثر من (100) دولة. وبيّن أن مجلس الوزراء استعرض في الشأن المحلي، ما حققته الإستراتيجية الوطنية للصناعة من مستهدفات بجذب ثلاثة رواد عالميين في صناعة السيارات لتأسيس مصانع في المملكة؛ لتكون -بمشيئة الله- رافدًا لجهود التنويع الاقتصادي ودعم القدرة التنافسية عالميًا. وقدّر المجلس، حصول طلاب المملكة وطالباتها على جوائز رفيعة في المعرض الدولي للعلوم والهندسة (آيسف 2025)، مجسدين بهذا الإنجاز ما توليه الدولة من اهتمام بالغ بقطاع التعليم وتعزيز إسهاماته في آفاق المعرفة والابتكار، وبناء أجيال متميزة علمياً ومهاريًا. واطّلع مجلس الوزراء، على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطّلع على ما انتهى إليه كل من مجلسي الشؤون السياسية والأمنية، والشؤون الاقتصادية والتنمية، واللجنة العامة لمجلس الوزراء، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء في شأنها، وقد انتهى المجلس إلى ما يلي: أولًا: الموافقة على مذكرة تفاهم في شأن إنشاء مجلس الشراكة الإستراتيجية بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة اليابان. ثانيًا: تفويض وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني -أو من ينيبه- بالتباحث مع الجانب الروسي في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال سلامة الطيران المدني بين الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة العربية السعودية والوكالة الفيدرالية للنقل الجوي في روسيا الاتحادية، والتوقيع عليه. ثالثًا: الموافقة على مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية ووزارة التقنيات الرقمية في جمهورية أوزباكستان للتعاون في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات. رابعًا: الموافقة على اتفاق إطاري بين حكومة المملكة العربية السعودية ومنظمة العمل الدولية بشأن برنامجي الموظفين المهنيين المبتدئين والانتداب. خامسًا: تفويض وزير الصناعة والثروة المعدنية -أو من ينيبه- بالتباحث مع الجانب الكازاخي في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية ووزارة الصناعة والبناء في جمهورية كازاخستان للتعاون في مجال الثروة المعدنية، والتوقيع عليه. سادسًا: الموافقة على مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية بين وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية ووزارة الصحة في جمهورية سنغافورة. سابعًا: تفويض وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة هيئة المساحة الجيولوجية السعودية -أو من ينيبه- بالتباحث مع الجانب الهندي في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون العلمي الجيولوجي بين هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في المملكة العربية السعودية وهيئة المساحة الجيولوجية الهندية في جمهورية الهند، والتوقيع عليه. ثامنًا: الموافقة على اتفاقية تعاون بين رئاسة أمن الدولة في المملكة العربية السعودية وجهاز المخابرات والأمن القومي في جمهورية الصومال الفيدرالية في مجال مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله. تاسعًا: الموافقة على إنشاء هيئة إشرافية للخدمات الصحية في وزارة الدفاع. عاشرًا: اعتماد آلية تنظيم أعمال الجهات المختصة فيما يتعلق بمواقع الخردة؛ لمنع وصول المواد المشعة أو الخردة المعدنية الملوثة بالمواد المشعة إليها. حادي عشر: تعيين الأستاذ/ سعد بن محمد السيف، والدكتور/ عبدالسلام بن محمد الشويعر، والأستاذ/ عبدالحميد بن عبدالعزيز الغليقة، والدكتور/ أحمد بن عبداللّه المغامس، والأستاذ/ سليمان بن عبدالعزيز الزبن، والدكتور/ عبداللّه بن عدنان السليمي، والدكتور/ سالم بن مبارك الضويلي، والأستاذ/ فهد بن إبراهيم الحسين، والأستاذ/ إبراهيم بن سالم الرويس، أعضاءً من ذوي الخبرة والكفاية والتخصص في مجلس إدارة الهيئة العامة للولاية على أموال القاصرين ومن في حكمهم. ثاني عشر: اعتماد الحسابات الختامية للهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، وهيئة تقويم التعليم والتدريب، وجامعة الملك عبدالعزيز لعامين ماليين سابقين. ثالث عشر: الموافقة على ترقيتين وتعيينين بالمرتبتين (الخامسة عشرة) و (الرابعة عشرة)، وذلك على النحو التالي: – ترقية يوسف بن ناصر بن إبراهيم الزيد إلى وظيفة (مستشار قانوني أول) بالمرتبة (الخامسة عشرة) بوكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية. – ترقية ناصر بن حمود بن عبدالعزيز الذييب إلى وظيفة (مستشار أول تقنية هندسة حاسب آلي) بالمرتبة (الخامسة عشرة) بوزارة المالية. – تعيين علي بن ناصر بن علي بشيه، على وظيفة (وكيل إمارة منطقة) بالمرتبة (الرابعة عشرة) بإمارة منطقة الباحة. – تعيين نايف بن كميخ بن حنيضل المريخي على وظيفة (وكيل إمارة منطقة) بالمرتبة (الرابعة عشرة) بإمارة منطقة تبوك. واطّلع مجلس الوزراء، على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقارير سنوية للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وصندوق التنمية العقارية، والمركز الوطني لسلامة النقل، وقد اتخذ المجلس ما يلزم حيال تلك الموضوعات.