العُنوَانُ العِطرِيُّ
وقد نجد عند مؤلف واحد اهتماماً واضحاً بالعنوان العطري، كما هو الحال مثلاً عند أبي منصور الثعالبي (429ه) في كتابه (الورد)، وكتابه (نسيم الأنس)، وكتابه (نسيم السحر)، ومثله في هذا الصنيع جلال الدين السيوطي (911ه)، إذ رأيناه يُعنى بالعنوان الفوّاح، ذلك الذي يرتبط بالورود، والأزهار، والرياحين، وقد رأينا هذا الملمح عنده في غير عنوان، وفي أكثر من مجال، فمن ذلك مثلاً: كتاب (قطف الأزهار في كشف الأسرار)، وهو كتاب في التفسير، وكتاب (قطر الندا في ورود الهمزة للندا)، وكتاب (العَرف الوردي في أخبار المهدي)، وكتاب (الإكليل في استنباط التنزيل)، وكتاب (الروض الأنيق في فضل الصديق)، إضافة إلى كتابه المشهور (المزهر في علوم اللغة وأنواعها).
وقد يأتي العنوان العطري مخصوصاً ومقصوداً، وذلك أنه قد يتناول ذوات الرائحة بشكل مباشر، وقد يكون هذا التناول أدبياً لغوياً، كما في كتاب (اشتقاق أسماء الرياحين)، لأبي القاسم يوسف بن عبدالله الزجاجي (415ه)، وكتاب (الورد) للثعالبي، وقد يكون التناول علميّاً، كما في كتاب (حديقة الأزهار في ماهية العشب والعقار)، لأبي القاسم بن محمد بن إبراهيم الغساني، الشهير بالوزير (1019ه)، وله كتاب (الروض المكنون).
وقد نهج المتأخرون إلى الاعتناء بالعنوان العطري مع شيء من الأسجاع؛ وذلك لإضفاء شيء من الجمال على مؤلفاتهم، ولبعث مزيد من الاهتمام بها، والإقبال عليها، وقد رأينا هذا الشكل عند المؤلفين في علوم الشريعة مثلاً، كما في: (المسك الشذي شرح جامع الترمذي – المسك والورد والعنبر في خطب المنبر – المسك الفوّاح لتطييب القلوب والأرواح – المسك والريحان فيما اتفق على تصحيحه الشيخان – مسك السُّنَّة..).
وليس الأمر خاصاً بعلماء الشريعة، بل نجده عند بعض المؤرخين، والمهتمين بالتراجم والآثار، كما في: (الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة - الرياض النضرة في مناقب العشرة - ريح النسرين في من عاش من الصحابة مائة وعشرين - الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم – أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض - الروضة الريّا فيمن دفن بداريّا - ريحانة الألبا وزهرة الحياة الدنيا - الروض النضر في ترجمة أدباء العصر - المسك الأذفر في نشر مزايا القرنين الثاني عشر والثالث عشر). وفي كتب الإبداع الأدبي المعاصر جملة من العناوين العطرية لا يتسع المقام لذكرها.
وما أجمل أن يكون العنوان في سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - كما في كتاب (الرحيق المختوم) لصفي الرحمن المباركفوري (1427ه) ذلك أن العنوان دلّ على مضمونه، فهو في سيرة أطهر الخلق، وأشرف الناس، وخاتم الأنبياء والمرسلين - صلوات الله وسلامه عليه - فناسبت الرائحة العَطِرة السيرة العَطِرة، فجاء العنوان غاية في الجمال والجلال.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ 2 ساعات
- حضرموت نت
مبارك " عقد القران " الغالي / محمد حمدي الحريبي
بسم الله الرحمن الرحيم ' وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ' صدق الله العظيم غمرت السعادة أجواء الفرح وعمت الأفراح ليالي الملاح ،،، ونثرت الورود رحيق عبيرها وطيب عبقها وأشرقت الأنوار بهجة لتعم الفرحة ،،، قلب حبيبنا محمد حمدي الحريبي نبارك للعزيز والصديق محمد حمدي الحريبي بمناسبة ' عقد قرانه ' على ابنة / محمد حسن محمد الف الف مبروك بارك الله لكما .. وبارك عليكما .. وجمع بينكما في خير تمنياتنا لكما بالسعادة والحياة الهانئة المهنئون : كافة الأهل والاصدقاء ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.


الحدث
منذ 3 ساعات
- الحدث
إحذروا .. الذكاء الاصطناعي !!
تكنولوجيا حديثة دخلت علينا هذه الأيام ، يستغلها كثير من المرضى وضعاف النفوس في زعزعة أمن المجتمع وتخويف الناس وترويعهم بالكذب والخداع والتمويهات البصرية والسمعية ، فالصورة نفس الصورة والصوت نفس الصوت والمحتوى كاذب لاصحة فيه ، فالحذر كل الحذر من مثل هؤلاء الذين لا يخافون الله ولا يتقونه فمنهم من هو مأجور لذلك ، ومنهم من يبحث عن الشهرة وتجميع أكبر عدد من المشاهدين والمتابعين كذباً وزوراً وبهتاناً ، ومن هنا وجب على كل واحدٍ منا أن يستقي معلوماته من مصادرها الصحيحة الموثوق فيها من قبل الدولة ولا يتعامل معها ولا نشرها إلا بعد التأكد من ذلك ، وربنا سبحانه وتعالى نبهنا وحذرنا من ذلك من في كتابه الكريم في سورة الحجرات في قوله سبحانه تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) .. وايضاً نقل الكلام (النميمة) بشتى الطرق ومنها الذكاء الاصطناعي ففي حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن نقل الكلام ، أي النميمة ، هو حديث حذر فيه من خطورة نقل الكلام والمشاهد الكاذبة بين الناس بقصد الإفساد وخراب المجتمعات والبيوت و بث الشائعات وإثارة الفتن بينهم أو إحداث شغب و تفرقة عنصرية ومجتمعية لزعزة و زلزلة أمن المجتمع وهدم تعاليم ديننا الحنيف ومبادئنا وقيمنا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يدخل الجنة نمّام" والنميمة هي نقل كلام من شخص إلى آخر لإفساد العلاقة بينهما أو لإثارة الشكوك أو العداوة .. ثم إعلموا احبتي ان هناك أناس أوباش تخصصوا لتنفيذ مثل هذه الأساليب المنحطة الخسيسة الرخيصة لايخافون الله في عباده اغرتهم الحياة الدنيا بزينتها وزخرفها ومادياتها وباعوا انفسهم ومبادئهم وقيمهم وكرامتهم بثمن بخس دراهم معدودة لخراب البلاد والعباد والله بهم بصير خبير عليم شديد العقاب يمهل ولا يهمل ، يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور .. فاللهم أحمينا واحمى مجتمعاتنا من شرورهم ، واجعل مجتمعاتنا مجتمعات خير وبركة ، وبيوتنا بيوت رحمة و هداية وتقوى وصلاح وسكينة وطمأنينة ونجاح وفلاح وفرح وسرور وصحة وهناء وعافية وسلامة وراحة بال .


غرب الإخبارية
منذ 5 ساعات
- غرب الإخبارية
سمو أمير منطقة المدينة يستقبل المطيري والشراري وزملائهم المرافقين للحجاج الأسبان
المصدر - استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله أمير منطقة المدينة المنورة يوم أمس بمكتبه بديوان الإمارة النجم السعودي عبدالرحمن بن ملفي المطيري وكذلك الإعلامي والسنابي ناجح العزانيد الشراري وفهد ابراهيم اليحيا ومحمد شريف وعبدالودود الشنقيطي ، وهم الفريق المرافق مع الحجاج الأسبان الذين وصلوا المملكة العربية السعودية عبرظهور الخيل. حيثٌ رحب سمو أمير منطقة المدينة المنورة أجمل ترحيب بالحجاج الأسبان سائلاً الله لهم التوفيق والسداد والحج المقبول بإذن الله تعالى والذين بدورهم أشادوا بخدمات المملكة ومايقدمونه للحجاج من خدمات لامثيل لها شاكرين ومقدرين للمملكة حكومتاً وشعباً ومتمنين لهم موفور الصحة والعافية . كما قدموا شكرهم لسموه الكريم على كرم الضيافة وطيب الاستقبال. وقد قدم النجم السعودي عبدالرحمن المطيري وزملائه الشكر والتقدير لسمو أمير منطقة المدينة المنورة على طيب استقباله لحجاج الأسبان ولمرافقيهم ودعمه اللا محدود لهم وتسهيل مهمتهم بكل يسر وسهولة.