
نص الدرس الأول لقائد الثورة من سلسلة دروس من القصص القرآني
صنعاء -سبأ:
نص الدرس الأول لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، من سلسلة دروس من القصص القرآني 1 ذو الحجة 1446هـ الموافق 28 مايو 2025م.
أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إنَّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَلِيم، وَتُبْ عَليَنَا، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمْ.
أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
في هــذه الأيــام المبــاركة، وكما في الأعوام الماضية، نُقَدِّم دروساً باستثناء يومي (الخميس، والجمعة):
يوم الخميس، عادةً نخصصه للحديث عن تطورات العدوان الإسرائيلي الهمجي الوحشي على قطاع غزَّة.
وفي يوم الجمعة، الخروج الشعبي المليوني الواسع، في التضامن مع الشعب الفلسطيني والنصرة له.
وقبـل أن ندخـل في موضـوع الـدروس، نتحـدث عـن نقطتـين:
الأولى: فيمــا يتعلَّـق بالعــدوان الإسـرائيـلي على مطــار صنعــاء هــذا اليــوم:
والذي يأتي في سياق العدوان الإسرائيلي المستهدف لأُمَّتنا في فلسطين، في لبنان، في سوريا، والهادف أيضاً- فيما يتعلَّق ببلدنا- إلى الضغط على موقف شعبنا العزيز، وموقف بلدنا المشرِّف، في النصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، فالعدو الإسرائيلي أراد أن يتفرَّد بالشعب الفلسطيني، وأن يستمر في الإبادة الجماعية ضده، دون أن يكون هناك أي رد فعل، أو مناصرة للشعب الفلسطيني من أي بلدٍ مسلم، في البلاد العربية أو غيرها، ومع الموقف المشرِّف والعظيم لليمن في نصرة الشعب الفلسطيني، تدخَّل العدو الأمريكي أولاً، في مسعاه لمنع الموقف اليمني؛ اسناداً منه للعدو الإسرائيلي، ومع ذلك كان العدو الإسرائيلي ينفِّذ اعتداءات بين الفينة والأخرى، وبعد كل مرحلة، من هذا النوع من غاراته العدوانية، التي يستهدف بها المطار، أو الموانئ، أو المصانع، ثم لمَّا فشل الأمريكي بشكلٍ كامل، وتوقف من الغارات والتصعيد في العدوان الجوي على بلدنا والعدوان البحري، بقي العدو الإسرائيلي في موقفٍ ضعيف، ولكنه يحاول من خلال هذا العدوان المتكرر، الذي يستهدف به هذه المنشآت المدنية، يحاول الضغط لأن يستعيد الردع؛ من أجل- كما قلنا- أن يستفرد بالشعب الفلسطيني، ويستمر في الإبادة الجماعية.
مهما كان حجم العدوان الإسرائيلي، ومهما تكرر، فهو لن يؤثِّر إطلاقاً على موقف شعبنا العزيز في مناصرة الشعب الفلسطيني؛ لأن هذا واجبٌ إسلاميٌ، دينيٌ، أخلاقيٌ، إنسانيٌ، لا يمكن التفريط به، وكذلك محاولات العدو الإسرائيلي قد يكون منها في هذا التوقيت: السعي لإعاقة نقل الحجاج لأداء فريضة الحج، ولكن- إن شاء الله- سيفشل في كل ذلك، الموقف مستمر، الترميم المتكرر للمطار، بالمقدار الضروري الذي يتيح استمرارية عمله، سواءً في نقل الحجاج، أو نقل المرضى والمسافرين، سوف يستمر أيضاً بإذن الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".
موقفنا- كما قلنا- نسعى فيه دائماً إلى كيف يكون بشكلٍ أقوى في مناصرة الشعب الفلسطيني، الذي هو يعاني أشد المعاناة، معاناته في هذه المرحلة هي أكثر مما سبق، سواءً من حيث أضرار الحصار الشديد، والتجويع الشديد للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، أو من حيث مراكمة الجرائم الإسرائيلية، فيما قد أباد من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فيما هناك من جرحى، من معاناة بكل أشكالها في قطاع غزَّة؛ ولـذلك فكلما استمر العدو الإسرائيلي في إجرامه ضد الشعب الفلسطيني، في إبادته الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، في تجويعه للشعب الفلسطيني، فالمسؤولية على هذه الأُمَّة بكلها أكبر وأكبر في أن يكون لها موقف، وهذا يدفعنا من واجب المسؤولية الإيمانية، والأخلاقية، والإنسانية، إلى الاستمرار، والسعي نحو التصعيد ضد العدو الإسرائيلي، في عمليات القوات المسلحة اليمنية، وفي سائر الأنشطة المناصرة للشعب الفلسطيني.
في النقطــة الأخــرى: فيمــا يتعلَّـق بهــذا الشهــر المبــارك (شهـر ذي الحِجَّـة):
نحن أولاً نتوجُّه بأطيب التهاني والمباركة لأبناء أُمَّتنا الإسلامية كافَّة، ولشعبنا اليمني المسلم العزيز، بدخول هذا الشهر المبارك، الذي هو موسمٌ عظيمٌ ومبارك من مواسم الخير والبركة، أتاح الله فيه لعباده الكثير من الخير والبركات، لمن يغتنم مثل هذه الفرصة المهمة والعظيمة والمباركة.
هــذا الشهــر فيــه منـاسبـات دينيـة متعــدِّدة ومهمــة ومفيــدة، مـن ضمنهـا: أن فيه أداء ركنٍ عظيمٍ من أركان الإسلام، وهو: فريضة الحج، شعائر الحج تقام في هذا الشهر المبارك، وهي فريضة عظيمة ومهمة، ولها مدلولها الكبير، ولها عطاءاتها العظيمة التي تحتاج إليها الأُمَّة، وسنتحدث عن ذلك- إن شاء الله- في سياق الدروس.
هنــاك أيضــاً مناسبــات أخــرى، منهـا:
عيد الأضحى، لهو مدلوله المهم، سنتحدث عنه- إن شاء الله- في سياق الدروس كذلك.
كذلك الأيام المعلومات، والأيام المعدودات، ويوم عرفة.
وكذلك ذكرى حِجَّة الوداع لرسول الله "صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ".
وذكرى يوم الولاية.
نتحدث- إن شاء الله- عن ذلك في سياق الحديث، وفي سياق الدروس بإذن الله.
الثلث الأول من شهر ذي الحِجَّة فيه الليالي العشر، التي أقسم الله بها في القرآن الكريم، في قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ}[الفجر:1-2]، في الروايات عن النبي "صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ" أن الليالي العشر هي: العشر الأولى من شهر ذي الحِجَّة، ومعنى ذلك: أنها ليالٍ مباركة، والأعمال الصالحة فيها، والأذكار، والقرب إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" بما شرعه لعباده، فيها فضلٌ عظيم:
من حيث مضاعفة الأجر والثواب.
ومن حيث الأثر أيضاً.
وهذه المواسم المهمة التي يجعلها الله لعباده، من مثل شهر ذي الحِجَّة، من مثل شهر رمضان الذي هو أفضل من حيث فضل الشهور... غيرها من المواسم، هي نعمة أنعم الله بها على عباده، يتهيأ فيها لهم من الفرص في الارتقاء الإيماني والأخلاقي وتزكية النفس، في عُلُوِّ الدرجات، في القربة إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، في فتح أبواب الاستجابة للدعاء... وغير ذلك من البركات الواسعة، التي هي مهمة بالنسبة لنا، يعني: نحن بحاجةٍ إليها؛ وإنما ينبغي أن نقبل على مثل هذه الفرص، أن ندرك قيمتها وأهميتها، وأن نسعى للاستفادة منها، فالله هيأها لنا وأنعم علينا بها، في إطار اهتمامنا المستمر فيما يتعلَّق بالأعمال الصالحة، والمسؤوليات الإيمانية، والالتزامات الإيمانية؛ إنما المزيد منها، واغتنام بعض القرب، مطلوب في مثل هذه المواسم المباركة.
كنَّا في شهر رمضان المبارك قدَّمنا دروساً من قصص القرآن الكريم، وفي شهر رمضان من هذا العام كانت الدروس من القصص القرآني عن نبي الله وخليله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ"، ولكن لم تكتمل هذه الدروس خلال شهر رمضان المبارك، في آخر شهر رمضان المبارك تحدثنا عن أن بالإمكان أن نستفيد من هذه الأيام المباركة من شهر ذي الحِجَّة، في إكمال تلك الدروس القرآنية، من القصص القرآني عن نبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ"، وباعتبار أيضاً أن لنبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" علاقة وثيقة بالمناسبات الدينية المباركة في هذا الشهر الكريم:
فيما يتعلَّق بفريضة الحج، سيأتي الحديث عن ذلك إن شاء الله تعالى.
فيما يتعلَّق بعيد الأضحى، كذلك ستأتي التفاصيل المتعلقة بذلك- إن شاء الله تعالى- أثناء الدروس.
بل في بعض المصادر التاريخية، أن مولد نبي الله ابراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" كان أيضاً في اليوم الأول من شهر ذي الحِجَّة.
فهناك علاقة لنبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" بشهر ذي الحِجَّة، وما فيه من المناسبات الدينية؛ ولـذلك كانت مناسبةً لاستكمال تلك الدروس القرآنية المباركة.
فيما يتعلَّق بقصص نبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" في القرآن الكريم، نتحدث على أساس المحطات الثلاث البارزة:
المحطة الأولى: تحدثنا عن بعضٍ من القصص المتعلق بها في القرآن الكريم، وهي في أثناء تواجده مع قومه في العراق، في مقاماته مع أبيه وقومه، وتبليغه لرسالة الله تعالى إليهم، وسعيه لهدايتهم.
هناك محطة أخرى أيضاً: تتعلَّق بهجرته من العراق إلى الشام، والبعض من القصص والأحداث التاريخية المهمة، ما بعد هجرته إلى الشام.
أمَّا المحطة الثالثة: فهي متعلِّقة بمكة، بنبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" حينما أسكن بعضاً من أسرته في مكة، وأسَّس الحج، وبنى البيت الحرام، وبعضاً من الأحداث التاريخية المتعلقة بذلك.
في مقاماته في المحطة الأولى مع قومه في العراق، تحدثنا عن بعضٍ منها مما قدَّمه القرآن الكريم، وهي نماذج مهمة؛ لأن القرآن الكريم لم يقدِّم حصراً لكل الأنشطة والمقامات في إطار حركة نبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ"، حركته وحركة واسعة، كما هو شأن الأنبياء في نشاطهم وعملهم الكبير لتبليغ رسالة الله تعالى، يعملون بكل جد، بكل اهتمام، في عملٍ دؤوب، كما ذكر الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" عن نبيه نوح "عَلَيْهِ السَّلَامُ"، {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا}[نوح:5]، عمل دؤوب، وجهد مكثف، ولكن القرآن الكريم يُقدِّم لنا نماذج منها، تتضمن الهداية المهمة التي نحتاج إليها نحن، وتقدِّم لنا صورةً ملخصةً عن طبيعة النشاط العام لأنبياء الله ورسله "صَلَوَاتُهُ عَلَيْهِم".
فنبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" ذكر الله لنا مقامات من مقاماته، مثل ما ورد في الآيات المباركة من (سورة الأنعام)، وتحدثنا عنها في شهر رمضان المبارك، والآيات المباركة من (سورة الشعراء)، وتحدثنا عنها كذلك في شهر رمضان المبارك في آياتٍ أخرى، هي تتضمن الدروس الكثيرة، ودروساً نحن في أمسِّ الحاجة إلى الاستفادة منها، هي لهدايتنا، الله ذكرها لنا في القرآن الكريم؛ لنهتدي بها، لنستفيد منها، ولأنها أيضاً عن الأنبياء "عَلَيْهِمُ السَّلَامُ"، وهم القدوة، والأسوة، والهداة، الذين يأمرنا الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" أن نقتدي بهم، أن نهتدي بهم، أن نتأسى بهم، أن نسير في طريقهم ودربهم؛ ولـذلك هي ذات أهمية كبيرة بالنسبة لنا، ونحن في أمسِّ الحاجة اليها.
في إطار المقامات التي عرضها الله في القرآن الكريم لنبيه إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" بين قومه، نصل إلى مقامٍ حاسم من مقاماته بينهم، ما بعده كان هناك خطوة عملية كبيرة وحساسة جدًّا، قام بها نبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ"، وما بعد ذلك أتى الحديث عن هجرته، وهذا المقام أتى بعد مقامات قبله، كان فيها عرض كبير للأدلة والبراهين الواضحة، لما يدعوهم إليه من العبادة لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" وحده، وترك الشرك، ونبذ الأنداد التي يتَّخذونها من دون الله، والعنوان في العبادة هو عنوانٌ جامع، كما شرحنا ذلك أثناء الدروس في شهر رمضان المبارك، عنوانٌ جامع، يعني: يدخل فيه التوحيد لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، في ألوهيته، أنه وحده الإله الذي لا نعبد إلا هو، ثم نبني مسيرة حياتنا على أساسٍ من العبادة لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، على أساس الطاعة والانقياد التام لله "جَلَّ شَأنُهُ"؛ باعتبارنا عبيداً له، نطيعه، نثق به، نخضع له، نلتزم بأوامره، بتوجيهاته، بتعليماته، نقبل شرعه، وهديه، ونهجه، ونتحرك في مسيرة حياتنا على أساس نهجه وهديه وتعليماته.
نبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" قدَّم لقومه من الحجج، والبراهين، والدلائل الواضحة والنَّيِّرة، ما يوضِّح لهم الحقيقة، وما يصل بهم إلى القناعة، إلى الوضوح التام، ولكنَّ المشكلة هي فيهم هم، بما كانوا قد ألفوه جدًّا، وتشبَّثوا به بشدَّة من الباطل الذي هم عليه، بعد أن وصلوا إلى مستوى أن لم يبق لديهم أي حُجَّة يحاولون أن يستندوا إليها، ولم يكن لديهم أي مبرر صحيح، هم يحاولون أن يبرِّروا بمبررات غير صحيحة، لا تُمثِّل حُجَّةً لهم، ولم يظهر لهم أي مستند يعتمدون عليه في تشبُّثهم بما هم عليه من الباطل؛ ولـذلك فالمقامات التي سبق الحديث عنها ذات أهمية كبيرة، لنستوعب أهمية هذا المقام الحاسم، وما تبعه من خطوةٍ عمليةٍ مهمةٍ وضرورية.
الحديث في المقامات تلك، بيَّن فيه نبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" أنه لا يحق العبادة إلا لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وأن الشرك باطلٌ ليس له مستند، ولا أساس، ولا حُجَّة، ولا برهان، وهو باطلٌ فظيع، كبير؛ لأنه باطلٌ يبنى عليه الانصراف التام عن نهج الله، وهدي الله، وتعليمات الله، وفيه تنكُّر لأكبر الحقائق المهمة: أن الله وحده هو الإله الحق، ولا تحق العبادة إلا له؛ لأنه ربُّ العالمين، وملك السماوات والأرض، والمالك لكل شيء، والخالق وحده "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"؛ ولـذلك فالانحراف في حالة الشرك انحرافٌ خطيرٌ جدًّا، فيه تنكُّرٌ لأكبر الحقائق، فيه انصرافٌ تام عن هدي الله ونهج الله، وإعراض كامل، وقطيعة تامَّة مع هدى الله وتعليماته، هو كذلك فيه ظلمٌ كبير، وتنكُّرٌ للحقائق، اخضاعٌ للنفس لغير الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، لمن لا يملك هذا الحق، والذي يملكه وحده هو الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى". وإن شاء الله سنتحدث في هذا القصص المبارك كذلك عن بعضٍ من النقاط المهمة، على ضوء ما ذكره الله في القرآن الكريم.
هذا المقام الذي ذكره الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"- كما قلنا- هو مقام حاسم، أتت بعده خطوة عملية ذات أهمية كبيرة، ذكره الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في (سورة الأنبياء)، يقول الله "جَلَّ شَأنُهُ": {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ}[الأنبياء:51].
ما قبل هذه الآية المباركة، ذكر الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" نعمته الكبرى وحُجَّته على عباده بالقرآن الكريم، لقوله: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ}[الأنبياء:50]، يعني: القرآن الكريم، النعمة الكبرى بكتاب الهداية، والنور المبارك، الذي فيه البركة الواسعة في كل شؤون الحياة ومجالات الحياة، وفي كل امتدادات مجالات العمل به، وما قبل ذلك ذكر الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" أيضاً نعمته على نبيه موسى "عَلَيْهِ السَّلَامُ"، ونبيه هارون، بنزول الفرقان والضياء والذكر، فالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" بيَّن سُنَّتَهُ في الهداية لعباده.
حينما نشاهد ما عليه واقع الناس من أفكار ظلامية، ومعتقدات باطلة، وتصورات خاطئة، ينتج عنها ويبنى عليها انحرافات عملية، مظالم ومفاسد في الحياة، وسياسات خاطئة، وينتج عنها ما نجده في واقع الناس- أشياء واقعية- من معاناة وشقاء؛ فلندرك أن هذه المشكلة تعود إلى الناس أنفسهم، وأنه ليس هناك أي تقصير من جانب الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، فهو قدَّم لعباده الهداية الكاملة، التي إن اتَّبعوها كانت النتيجة: فلاحهم، ورشادهم، والخير لهم في الدنيا والآخرة؛ لأن كل الحالة التي يعيشها البشر من شقاء، وعناء، ومظالم، ومفاسد، وراءها أفكار ظلامية، تصورات خاطئة، معتقدات باطلة، تصرفات الناس لا تأتي بدون فكرة، كل تصرف ورائه فكرة، ورائه تصور، وهذه المشكلة الخطيرة على الناس، حينما لا يهتدون بهدى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ويتقبَّلون الكثير من الأفكار الباطلة والخاطئة، والتصورات الظلامية، التي تتيه بهم عن الحق، وعن الحقائق، وعن الخير.
فالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" بيَّن لنا في القرآن الكريم، الذي هو كتاب هداية، كتاب رشد، نور، بصيرة، يضيء لنا الدروب في هذه الحياة، يضيء لنا الطريق، يسير بنا إلى الاتِّجاه الصحيح، إلى النتائج المهمة والعظيمة، التي ينبغي أن تكون أهدافاً لنا كبشر نريد الخير لأنفسنا، وسُنَّة الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في هداية عباده سُنَّة ثابتة قائمة على مرِّ العصور، مع كل الأجيال والأمم؛ ولـذلك بيَّن الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" هذا المسار التاريخي، مع حقب تاريخية مهمة.
{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ}[الأنبياء:51]، الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في سياق أن يبيِّن لنا سُنَّته في هداية عباده، في إطار هذه السلسلة الطويلة من الهداة، الذين أتى الهدى إلى الناس من خلالهم، بيَّن ما منح نبيه إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" من الرشد.
الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" حينما أرسل الرسل إلى عباده، وقدَّم إلى عباده الهدى من خلال أولئك الرسل أنفسهم، أكمل أولئك الرسل والأنبياء؛ ليكونوا بمستوى أداء هذه المهمة العظيمة والمقدَّسة، فكانوا هم في ما هم عليه من النور، والهدى، والبصيرة، والرشد، في مستوى أداء هذه المسؤولية، في مستوى أيضاً تقديم أرقى نموذجٍ لها، شاهداً على صدقها، على أثرها، على نتيجتها، وأهلاً لهذا الدور في واقع البشر؛ لأن الرسل والأنبياء ليسوا فقط مجرَّد موصلين للهدى، بل وقدوة في الواقع البشري، في التَّمَسُّك بذلك الهدى، وفي تجسيد قيمه وأخلاقه؛ ولـذلك فالله أكملهم، فكانوا هم في ما هم عليه من كمال: على مستوى الرشد في الفكر، والفهم، والرؤية، والنظرة؛ وعلى مستوى الالتزام العملي، الرشد في التصرف، في العمل، في التطبيق، في التنفيذ، في الممارسة؛ وعلى مستوى ما يقولون، ما يلتزمون به، ما يعبِّرون عنه كذلك؛ في ذلك كله كانوا يجسِّدون حالة الرشد والهداية التي منحهم الله إيَّاها.
نبي الله إبراهيم تحدثنا عن مقامه بين الأنبياء، عن مستواه بين رسل الله، عن مقامه العظيم والمميز، في ما سبق من الدروس خلال شهر رمضان المبارك، والسياق هنا فيما يتعلَّق بعنوان الرشد، أن يكون هو العنوان لهذا الدور الذي قام به نبي الله ابراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" في قومه، يلفت نظرنا نحن، هذه الأُمَّة، بل وهذا الجيل من هذه الأُمَّة، الذين نحن في أمسِّ الحاجة إلى الرشد، حينما يتخبَّط النَّاس في الكثير من مواقفهم، حينما نلحظ في واقع أُمَّتنا الإسلامية غياب الرشد في المواقف، في السياسات، في التَّوَجُّهات، فهذه حالة كارثية تعاني منها الأُمَّة، وتدل بشكلٍ قاطع على الحاجة إلى الرشد.
الإنسان بحاجة إلى الرشد، والرشد مصدره الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، كلما ابتعد الناس عن هدى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، واعتمدوا على اتِّجاهات أخرى، كما هو سائد في واقع المجتمع البشري في مراحل كثيرة من التاريخ، وفي هذا العصر، يعتمدون على جهات ومصادر أخرى: فلاسفة، عباقرة منهم، يتصورونهم عباقرة، ومفكِّرين... وغير ذلك، ثم يحاولون أن يعتمدوا على ما يقدِّمونه هم من رؤى، من فلسفة، من تصورات، من أفكار، حتى في هذا العصر، في المجتمعات الغربية وفي غيرها، المعتمد عندهم رؤى، وأفكار، وتصورات، مصدرها أناسٌ جهلة، ليسوا متَّصلين بهدى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وبمصادر وقنوات الهداية الإلهية، على قطيعةٍ تامَّة مع رسل الله وأنبيائه، على قطيعةٍ تامَّة مع القرآن الكريم، الذي هو الإرث لكل محتوى الرسالة الإلهية على مرِّ التاريخ، وخلاصة تجمع كل الهدى الذي يحتاج إليه البشر، فيما بقي من مسيرة حياتهم، من كل ما قد قدَّمه الله لعباده من الهدى على مرِّ التاريخ، وبما هو أكثر من ذلك، بحسب المتطلبات التي يعلمها الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" لعباده، فيما بقي من مسيرة حياة البشر إلى نهاية التاريخ، وقيام القيامة، فالحاجة إلى الرشد في كل شيء:
في الاستقامة السلوكية، والأخلاقية، والعملية.
في التدبير في مختلف شؤون الحياة على نحوٍ صحيح.
في المعتقدات، فيما يتعلق بالجانب الإيماني والفكري والمعتقدات، يحتاج الإنسان إلى الرشد؛ لأن البديل عن الرشد هو الغواية.
عادةً ما يركِّز المفسرون وأصحاب المعاجم اللغوية في شرح مفردة (الرشد) على عدة عناوين:
منها: الاهتداء للخير.
منها: إصابة الصواب.
منها: الاتِّجاه الصحيح.
منها: الاستقامة في الطريق.
كل هذه العناوين تدخل تحت مفردة (الرشد)، تحت ما تدل عليه مفردة (الرشد)، فأن تكون مصيباً للصواب، أن تتَّجه بشكلٍ صحيح، أن ترى الأشياء بشكلٍ صحيح، أن تفهم الأشياء بشكلٍ صحيح، أن تتصرف بشكلٍ صحيح، كل هذا يعود إلى معنى هذه المفردة ومدلولها، وهو الرشد، الإنسان يحتاج إلى الرشد في معتقداته، في إيمانه بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ويحتاج إلى الرشد في كل شؤون حياته.
ولهـذا مما قاله الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" عن القرآن الكريم، فيما عبَّر به الجن في قصة إيمانهم بالقرن الكريم، وهو تعبيرٌ صحيحٌ وحقيقي: {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}[الجن:2]، القرآن الكريم هو كتاب يهدي إلى الرشد، يجعل منك راشداً في فكرك، لا تحمل الأفكار المعوجة، والخاطئة، والتصورات الباطلة، والمعتقدات الباطلة، في إيمانك بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، فيما يتعلق أيضاً بمسيرة حياتك، بمواقفك، بتوجهاتك، بتصرفاتك... بغير ذلك، فعنوان الرشد هو عنوانٌ مهم.
ثم كذلك فيما يتعلق بمهام الأنبياء، وورثة الأنبياء، والدعاة إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، الرشد حتى في أدائهم لمهامهم الرسالية، لمهامهم في تبليغ رسالة الله، لمهامهم في العمل على هداية عباد الله، هذا كله أيضاً يفتقر إلى الرشد أيضاً، في الطريقة، في المنهج، في الأسلوب، كل هذا هناك أهميةٌ للرشد فيه، فالله هو مصدر الرشد، هو الذي يمنح عباده، ويمنح أنبياءه وأولياءه والهداة من عباده الرشد.
{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ}[الأنبياء:51]، فالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" عندما أرسل الرسل والأنبياء، ليكونوا هداةً، وقادةً، وقدوةً، وأسوةً للمجتمع البشري، جعل لهم قادةً راشدين، راشدين هم في توجهاتهم، في أفكارهم، في تصرفاتهم، في أعمالهم، ويتحرَّكون على أساس هدى الله وتعليماته، التي هي رشدٌ وهدى، وكذلك يتَّجهون بالناس في اتِّجاه الرشد، ومن يتَّبعهم، ويهتدي بهم، ويقتدي بهم، يكون راشداً، مصيباً، سائراً في الاتِّجاه الصحيح، راشداً في فكره، في فهمه، في وعيه، في تصرفاته، في أعماله، في أقواله... وغير ذلك، وهذه نعمةٌ أنعم الله بها على عباده؛ لكن المشكلة حين يسير الناس في اتِّجاه الغواية، الاتِّجاه الذي هو بديلٌ عن الرشد: الغواية، ويتَّبعون الغاوين، الذين يتَّجهون بهم في الاتِّجاه الخاطئ، يقدِّمون لهم الأفكار الخاطئة، المعتقدات الباطلة، التصورات الخاطئة، المواقف السيئة، الاتِّجاهات غير الصحيحة... وهكذا.
{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ}[الأنبياء:51]، الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" عالمٌ بنبيه وعبده وخليله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ"، وبأنه أهلٌ لهذه المهمة، ولديه القابلية لما يمنحه الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" من المؤهلات، التي تجعل منه راشداً على المستوى النفسي، وعلى المستوى الفكري، وعلى المستوى العملي، وفي أدائه للمهمة الرسالية التي كلَّفه الله بها، فهذا يفيد ما هو عليه من القابلية العالية، والأهلية الكبيرة لأداء هذه المهمة، ولأن يكون- فعلاً- متقبِّلاً لما يؤهِّله لهذه المهمة من الرشد، مثلما قال الله: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}[الأنعام:124].
{إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ}[الأنبياء:52]، هذا مقام من مقامه مع أبيه، وتحدثنا في شهر رمضان عن ما عاناه نبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" حتى في محيطه الأسري، من الانحراف والضلال الكبير، فسعى إلى هداية أبيه، وهداية قومه، في هذا المقام أيضاً يوجِّه لهم أسلوب الأسئلة، يتعامل بأسلوب الأسئلة، ويتخاطب معهم بأسلوب السؤال، السؤال الذي يهدف إلى إلجائهم إلى الاعتراف بالحقيقة، وإلى الإذعان للحقيقة، أسلوب من أساليب الهداية، وهو يحاول أن يصل بهم إلى التَّقَبُّل للحق، وليس فقط الشعور بما هم عليه من خطأ، وأنه ليس لهم أي مستند فيما هم عليه من باطل؛ لأن الباطل لا يوجد له أي مستند، ولا يمتلك مستنداً، ولا دليلاً، ولا برهاناً يُعتَبر، حتى يوثق به، أو يعتمد عليه لأجل ذلك.
{إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ}[الأنبياء:52]، وهو يعمل على هدايتهم، وفي مسيرة الهداية يحاول أن يعالج ما هم فيه من مشكلة الشرك، الذي هو باطلٌ فظيع يترتب عليه بقية التفاصيل من الضلال والباطل، باطلٌ رهيب، كما شرحنا عن خطورته، أنه: تنكُّرٌ لأكبر الحقائق، إساءةٌ إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وفي نفس الوقت إساءةٌ حتى إلى النفس، من يعبِّد نفسه لغير الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، يسيء حتى إلى نفسه، ويتنكَّر للحقيقة، ويوجِّه ما هو لله، حقٌ لله، وليس لأحدٍ فيه أي حق، هو حقٌّ خالصٌ لله، يوجِّهه لغير الله، من الإذعان بالعبودية، والإقرار بالعبودية، وخضوع للعبودية؛ ولـذلك كان باطلاً رهيباً جدًّا، فهو يحاول أن يعالج هذه المشكلة.
في ذلك العصر كانت هذه الحالة من الشرك- الذي هو العبادة للأصنام الحجرية- منتشرة بشكلٍ كبير، من ضمن ذلك في قومه، فهم يعتمدون على العبادة للتماثيل، التماثيل: عبارة عمَّا يقومون بصناعته من الأحجار، أو الأخشاب... أو أي مادة أخرى، ما يصنعون منه بشكل إنسان، أو شكل حيوان، هذا يسمى تمثال، فالتماثيل ما يصنع من المواد الحجرية، أو المواد الخشبية... أو غيرها من المواد، المشركون يتفننون في هذا النوع من الإنتاج، ثم بعد ذلك يجعلون منها أصناماً، يعتقدون أنها آلهة، ويجادلون حتى على ذلك، وفي نفس الوقت يتوجَّهون إليها بالعبادة والخضوع بأشكال وطقوس معيَّنة.
{مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ}[الأنبياء:52]؛ لأنهم يعكفون على العبادة لها، من خلال طقوس معيَّنة معهم، هذا السؤال- كما قلنا- هو سؤالٌ يهدف إلى إلجائهم إلى الاعتراف بالحقيقة؛ لأنهم يعرفون حقيقة تلك التماثيل، التي صنعت على يد الإنسان نفسه، من الأحجار في الحالة الأغلب، أكثر ما كانوا يصنعونها وينحتونها من الأحجار، البعض من الأخشاب، البعض من مواد أخرى، لكن في الأغلب من الأحجار، فهم يدركون حقيقتها، حينما يكون الجواب على نفس السؤال، يكون جواباً معبِّراً عن حقيقتها: أنَّها مجرَّد أحجار، ليس لها أي شيء يضاف على ذلك، سوى أنها نُحِتت وفق تمثال مُعَيَّن، أو شكل مُعَيَّن، فهي لا تمتلك ما يؤهِّلها لأن تكون آلهة، ولا تزيد عن حقيقتها، عن كونها أحجار صُمِّمَت بشكل معيَّن؛ أمَّا الإضافات الأخرى فهي إضافات باطلة، بما في ذلك أن يجعلوا منها آلهة، وأن يتقرَّبوا إليها باسم أنها آلهة، إضافات باطلة، ليس لها أي مستند إطلاقاً.
وهم أدركوا هذه الحقيقة، وأنَّه ليس لهم أي حُجَّة، ولا برهان، ولا دليل؛ ولـذلك كان جوابهم فقط بقولهم: {قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ}[الأنبياء:53]، يعني: ليس لهم أي مستند في أن يجعلوا من تلك التماثيل التي صنعوها هم آلهة، صناعتهم لها بشكل معيَّن لا يجعل منها آلهة، ولا يستطيعون أن يبرروا ذلك؛ فاستندوا فقط إلى مستند ليس حُجَّةً لهم، وهو: أنَّهم ورثوا العبادة لها كظاهرة اجتماعية، وعادة اجتماعية من آبائهم.
نحن تحدثنا في شهر رمضان، في دروس شهر رمضان المبارك، عن الموروث الثقافي والاجتماعي للأمم والأقوام، وكيف يقيَّم، وعلى أيِّ أساسٍ يقيِّم؛ لأن الموروث من العقائد والأفكار والثقافات، ليست مسألة أنه كان قديماً، أو كان عليه الآباء والأجداد، هي ما يُحكم فقط على أساسه بأنه إمَّا حقٌّ أو باطل، المعيار آخر، ما كان منه حَقّاً وصواباً، يبقى ويعتمد؛ ما كان منه غير صحيح، فغير مقبول؛ ولهـذا قارنَّا في دروس شهر رمضان ما بين قول نبي الله يوسف "عَلَيْهِ السَّلَامُ": {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ}[يوسف:38]، يعني: مِلَّة التوحيد لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، فهي بالنسبة له موروث من آبائه، لكن موروث حق، موروث هدى، موروث صواب، وآباؤه أنبياء، وهو يسير على نهج أنبياء، وخطى أنبياء، وطريق أنبياء، هداه مهتدين؛ فلـذلك ما كان موروثاً حَقّاً كان عليه من هم على حق، من هم على هدى، فهو موروثٌ عظيم، مقدِّس، يستحق الاستمرار عليه، والافتخار به، والانتماء إليه؛ وما كان بخلاف ذلك، فعلى العكس من ذلك.
{قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[الأنبياء:54]؛ لأن ضلالهم واضح، {مُبِينٍ}، فهم على معتقد باطل، ضلَّوا فيه عن الحقيقة، وتاهوا فيه عن الحقيقة، وضلال في نفس الوقت خطير وكبير، يعني: لا يمكن التَّقَبُّل له، أو أن يبقى ولا يكون له آثاره وأضراره الكبيرة، المؤثِّرة عليهم في حياتهم؛ لأنه باطل كبير، يترتب عليه الكثير من الباطل، ويتفرَّع عنه الكثير من الباطل.
فاعتذارهم، واحتجاجهم بما ليس فيه حُجَّة لهم، بالاستناد إلى أنَّه موروث من آبائهم، ليس حُجَّةً لهم، لماذا؟ لأن آباءهم كانوا ضالِّين أيضاً معهم، في مثل ذلك الضلال، {ضَلَالٍ مُبِينٍ}[الأنبياء:54].
{قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ}[الأنبياء:55]، وهم في نقاشٍ معه، هم لم يعد لديهم أي حُجَّة، ولا برهان، ولا مستند صحيح؛ ولـذلك عندما اتَّجهوا لجداله بهذا الأسلوب: هل أنت جاد؟ هل أنت تمتلك الدليل على ما لديك أنت، على ما تدَّعيه أنت، {أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ}[الأنبياء:55]: تهدف إلى إثارة الشكوك في ما نحن عليه، والتَّلَعُّب بذلك.
{قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}[الأنبياء:56]، فهو يتحدث معهم بكل جِدِّيَّة، ويستند إلى ما هو حقٌّ واضح، حقٌّ له دلائله الكبرى، وبراهينه العظيمة: الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" الذي خلق السماوات والأرض، وهو ربُّ السماوات والأرض، المالك للسماوات والأرض، والخالق لهذا الكون وكل ما فيه، هو وحده الربّ، الذي تحقُّ له العبادة، لا تحقُّ العبادة إلا له؛ لأنه الخالق، المالك، الملك، المنعم، فهو وحده "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" من له الحق في العبادة له.
{وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}[الأنبياء:56]؛ لأن أنبياء الله ورسل الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِم" هم يأتون بالحق، الذي يؤمنون به إيماناً قاطعاً حاسماً، لا ريب عندهم ولا شك أبداً، ويشهدون على ذلك الحق، ويقدِّمون للناس بما هداهم الله إليه من الدلائل، والبراهين القاطعة، والحجج النَّيِّرة، حتى تكون الحقيقة واضحة تماماً للناس، ثم عندما يكون هناك انحراف في المقابل، هو انحراف وهلاك عن بيِّنة، لم يعد على أساس غموضٌ في الحق، أو عدم اتِّضاح للحقائق... أو غير ذلك، فالمسألة واضحة، وهو يتحرَّك على أساس هذا الحق، وأساس هذا الهدى، هو يبلِّغهم هذا الحق، وهو يؤمن به، ويتحرَّك على أساسه، ويسعى إلى مواجهة الباطل، الباطل الذي هو باطلٌ خطير، يترتب عليه المفاسد، يترتب عليه المضار الكبيرة للناس في حياتهم، نتائجه خطيرةٌ على الناس في واقع حياتهم، وتصرفهم عن نهج الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".
ثم يتَّجه إلى الحديث عن خطوات عملية: {وَتَاللَّهِ}[الأنبياء:57]، هنا يقسم بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ}[الأنبياء:57].
نبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَامُ" بدأ التحضير لخطوةٍ عمليةٍ، ذات أهمية كبيرة جدًّا من الواقع العملي؛ لإثبات أنَّ تلك الأصنام لا تمتلك أي قدرة، ولا أي تأثير، ولا أي مؤهِّل لأن يجعل منها آلهة، بل هي دون مستوى ما عليه البشر مما وهبهم الله من قدرات، وطاقات، وإمكانات، فهو يحضِّر لهذه الخطوة العملية، التي هي جزءٌ من مساعيه لهدايتهم، ولإيضاح الحقيقة لهم، ولإنقاذهم مما هم فيه من ضلالٍ مبين؛ لأن الضلال خطير جدًّا على الناس في كل مجالاته:
الضلال على المستوى العقائدي.
الضلال على المستوى الفكري والثقافي.
الضلال على مستوى المواقف والتَّوَجُّهَات.
الضلال بكله خطيرٌ جدًّا على الإنسان، ضياعٌ له، إبعادٌ له عن الحقائق، وتيهٌ به في الاتِّجاه الخاطئ، الذي لا يوصله إلى النتيجة الصحيحة.
هنا في وعيده الذي اقسم عليه بالكيد لأصنامهم، هو أيضاً يقدِّم درساً مهماً، يشهد على عجز أصنامهم؛ لأنه هنا يتوعَّد أصنامهم، فهي لو كانت تمتلك ما يعتقدونه هم، ويدَّعونه لها من القدرات الخارقة، وأنها تضر، وأنها تؤثِّر... وغير ذلك؛ لكانت تمكَّنت من أن تدفع عن نفسها مسبقاً ما توعَّدها به، وتوعَّد أن ينالها به، في قوله: {لَأَكِيدَنَّ}[الأنبياء:57]؛ لأن معنى ذلك: أنه سيستهدفها من خلال خطة خفية، يُعِدُّ لها ويحضِّر لها لاستهدافها بها، فهذا الوعيد بنفسه، وهذا التهديد بنفسه، هو شاهدٌ على عجزها، على ضعفها، أنها ليست ذات شعور، أو معرفة، أو إدراك لما قال، ولا ذات قدرة على الامتناع لما يخطط له، ولا تمتلك شيئاً لنفسها.
{وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ}[الأنبياء:57]، هذا يعبِّر عن أنَّها لا تمتلك لنفسها أي قدرة على الحماية؛ وإنما هي تستند على حمايتهم، فكيف يقدِّمون أنفسهم أنهم عبيدٌ لها، يريدون منها أن تنصرهم، أن تنفعهم، أن تغيثهم، أن ترزقهم، أن تُنْعِم عليهم، أن تجلب النفع لهم، أن تدفع الضر عنهم، وهي لا تمتلك أي مقومات أو قدرة على الحماية لنفسها، وهذا درسٌ مهمٌ جدًّا لهم، هو يذكِّرهم مسبقاً بذلك، ليكون ذلك درساً لهم فيما بعد.
عندما أقسم بمثل هذا القسم، ربما لم يتصوروا أنه سيستطيع أو يتمكن من تنفيذ ما تعهَّد به، وما أقسم عليه، ربما تصوروا أنه لن يفعل ذلك، لن يجرؤ على فعل ذلك، ولن يتمكَّن من ذلك، وسنتحدث عن حيثية هذه الخطوة العملية المهمة في سياق الحديث عنها.
نكتفي بهذا المقدار...
نَسْألُ اللَّهَ "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيه عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، إنَّه سميع الدعاء.
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 28 دقائق
- اليمن الآن
الرئيس العليمي يحدد في لقاء عاصف مع RT شروط السلام مع الحوثيين وموانع حصول اليمن على دفاعات جوية روسية تفاصيل
أكد رئيس مجلس الرئاسة اليمني الدكتور رشاد العليمي، في لقاء خاص على شاشة RT، أن الحل السياسي مع الحوثيين هو الحل الأمثل لمصلحة اليمنيين والمنطقة والعالم. وأضاف العليمي خلال ظهوره في برنامج "قصارى القول"، على شاشة RT مع الزميل سلام مسافر، في رده على سؤال حول مزاعم تفيد بأن روسيا تقدم دعما عسكريا للحوثيين، قائلا: "نحن، كما تدركون وتعرفون، أنتم الإعلاميون والسياسيون، نرى أن جماعة الحوثيين هي جماعة طائفية ثيوقراطية. لا تؤمن بالحقوق والحريات المدنية، ولا تعترف بالشراكة السياسية، بل تؤمن فقط بأنها خلقت لتحكم البشر. وأنها مصطفاة من الله تعالى لكي تحكم اليمنيين. وأيضا لتحكم العالم. هذا التفكير الذي يتم دراسته في اجتماعاتهم المعروفة. وبالتالي، روسيا بتراثها وتاريخها وثقافتها وفلسفتها وروحها المدنية. لا يمكن أبدا أن تكون مع جماعة من هذا النوع على الإطلاق، وبالتالي فإن مواقف روسيا أيضا في مجلس الأمن. منذ انقلاب الحوثيين على الدولة، كانت روسيا مع الشرعية، وقد صدرت قرارات عديدة في مجلس الأمن. وأهمها القرار 2216. يمثل هذا القرار خارطة الطريق لحل القضية اليمنية، وقد وافقنا عليه في الحكومة الشرعية وما زلنا متمسكين به حتى اليوم، ونعتبره أحد المرجعيات الرئيسية التي يجب أن يستند إليها أي حل سياسي للقضية اليمنية. كما كانت روسيا مؤيدة لهذه القرارات وتدعمها، وبالتالي هذه هي روسيا. نحن لا نفرض على روسيا ما ينبغي عليها القيام به أو ما يجب أن تفعله. تعرف روسيا مصالحها العليا، وتتصرف في ضوء هذه المصالح". كما أوضح: "مع ذلك، لن يكون موقف روسيا إلا مع الدولة المدنية، ولن تكون أبدا مع فكرة العنصرية من قبل الحوثيين والنازية الجديدة. لقد هزمت روسيا النازية، وكان لها الدور الرئيسي في التحالف السوفيتي الذي أسهم بشكل كبير في هزيمة النازية. وقد سقط عشرات الملايين من الروس في هذه المعركة التي تعتبر معركة من أجل البشرية والإنسانية. لا يمكن أن تكون روسيا مع فكرة عنصرية في اليمن اليوم تروجها جماعة الحوثيين وتقول "أنا خير منك، وأعلى منك وانت في مستوى أدنى". وبخصوص الرؤية السياسية للتسوية في اليمن، قال العليمي: "نحن أولا مع السلام لأننا ندرك، أنا وإخواني من القيادة، وكذلك حلفاؤنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أن الحل السياسي هو الحل الأمثل لمصلحة اليمنيين، ولمصلحة الإقليم والعالم. ولكن كل المحاولات التي بذلناها وبذلتها الأمم المتحدة والوسطاء لم تفلح مع هذه الجماعة، لأنها جماعة لا تؤمن بالسلام. وآخر هذه المحاولات كانت خارطة الطريق التي تبناها الإخوة الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وقد وافقنا عليها في مجلس القيادة الرئاسية. ورغم ذلك، استمرت في تنفيذ الهجمات الإرهابية على المنشآت النفطية في مناطق الشرعية، وعلى الأحياء المدنية، وعلى جبهات التماس بين الجيش الوطني والتشكيلات العسكرية وبين هذه الجماعة. كما انتقلت إلى البحر الأحمر وهاجمت الملاحة الدولية. ثم تدعي أنها تدعم غزة اليوم، وترسل صواريخ لا تصل إلى إسرائيل وتنفجر في الهواء. وبهذا استدعت هذا التدخل الخارجي. وقد تسببت هذه الكارثة الكبرى في تدمير المنشآت اليمنية، من الموانئ والمطارات والمصانع، وتدعي أنها تحقق انتصارات". وأضاف: "للأسف، سأروي لك قصة بسيطة، في العام الماضي، خلال موسم الحج، كان لدينا الحجاج اليمنيون من أهلنا في صنعاء، وموجودون في جدة، وكنا نرغب في إعادتهم إلى صنعاء. واتفقنا في الحكومة على أن هؤلاء هم أهلنا، ولا بد أن يعودوا. أما كبار السن، فقد عرضنا عليهم أن يتم نقلهم إلى عدن، ثم نذهب بهم برا إلى صنعاء، لكن الحوثيين رفضوا ذلك. قالوا: أبدا.، وتركوا الحجاج في جدة، بالطبع، جلسوا في جدة لفترة طويلة. أخيرا، اتخذنا قرارا في الحكومة يقضي بأن نأخذ ثلاث طائرات من الخطوط اليمنية لنقل هؤلاء الحجاج إلى صنعاء. ونقلناهم خلال حوالي 48 ساعة، حيث نقلنا آلافا من الحجاج. لكن تم احتجاز هذه الطائرات الثلاث واختطفت من قبل الحوثيين. حاولنا التواصل معهم. وسعينا لدى العديد من الأشقاء. قلنا لهم، يا إخوان، هذه الطائرات اليوم تطلق صواريخ في الهواء، وقد تتعرض هذه الطائرات للقصف، كما قد يُستهدف المطار، لكنهم رفضوا إخراج هذه الطائرات، واستمرت في احتجازها في المطار، وعندما أبلغتنا إسرائيل بأنها ستقوم بقصف المطار، طلبنا عبر وسطاء، وقلنا لهم أن يخرجوا الطائرات من المطار. اقترحنا أن نذهب بها إلى عدن، فقالوا: "أبدا، لن تذهب إلى عدن" قلنا: "حسنًا، تذهب إلى المملكة العربية السعودية." ثم أضفنا: "طيّب، تذهب إلى عُمان." يمكنها الذهاب إلى أي مكان تختارونه في أي دولة عربية. ليس لدينا مشكلة بخصوص الدول العربية، لكنهم رفضوا. وفعلاً، جاءت الهجمات الإسرائيلية وأهلكت الطائرات الثلاث. بالنسبة للطائرة الأخيرة التي تم ضربها، أخبرناهم أن المطار غير جاهز، لكنهم أصروا على أن الطائرة كانت في عُمان وعلى متنها ركاب، وقالوا: "لا، لقد أصلحنا المطار." قلنا لهم، يا إخوان، نحن سنقوم بنقل الركاب إلى عدن. وفعلاً، نقلنا جزءا منهم إلى عدن. وقد قمنا بنقلهم بواسطة الحافلات على حساب الحكومة الشرعية والقطاعات الجوية. ولكنهم رفضوا، وقالوا: "أبداً! إذا لم تعُد الطائرة إلى مطار صنعاء، فسوف نقوم بضرب مطار عدن، وقد أعطونا إنذارا." من خلال وساطتهم قالوا: "إذا لم تتركوا الطائرة تعود إلى المطار، سنقوم بضرب مطار عدن ونوقف مطار عدن ونضرب المطارات الأخرى في حضرموت وشبوة والمخا وفي مناطق أخرى. اضطررنا لكي نتجنب مزيدا من الدمار والحرب أن نسمح للطائرة بالعودة إلى صنعاء مع الركاب الذين تبقوا، وقد جاءت الغارات الإسرائيلية قبل يومين ودمرت الطائرة الرابعة. فهذه جماعة عدمية، وبالتالي نحن نقول إنهم ليسوا شركاء سلام معنا. ولكننا مصممون على استعادة الدولة سلما أو حربا. لقد جاؤوا بالسلام، ونحن مع السلام، لكن إذا لم يأتوا.. وطبعا وفقا للمرجعيات المعترف بها وطنيا وإقليميا ودوليا، إذا لم يأتوا. فإن الشعب اليمني سيسعى لاستعادة دولته بوسائل أخرى". وحول "وحدة الموقف في المجلس الرئاسي، وتقارير مثيرة للجدل حول هذا الموضوع. والبحث مع القيادة الروسية حول إمكانية التزويد بأنظمة الدفاع الجوي" قال رئيس مجلس الرئاسة اليمني، الدكتور رشاد العليمي: "أعتقد أن هذا سؤال في غاية الأهمية. نحن فعلا بحاجة ماسة إلى تلك الدفاعات الجوية، لكي نحمي هذه المطارات من الجماعات التي للأسف ستدمر كل شيء. ولكن، تعرف أخي سلام أننا لا زلنا تحت البند السابع. ولكننا سنبحث عن وسائل للدفاع عن مطاراتنا وموانئنا من أي جهة إذا توفرت لدينا الإمكانيات. وأشقاؤنا لن يبخلوا أبدا، ولا روسيا أيضا ستبخل في دعمها لنا كما دعمتنا سابقا. لقد كان الاتحاد السوفيتي حاسما في هذه المعركة ضد هذه الجماعة نفسها بعد ثورة عام 1962. واليوم، قد تلعب روسيا دورا في الوقوف إلى جانبنا لحسم هذه المعركة". وبشأن الموقف داخل المجلس الرئاسي، أوضح رشاد العليمي: "نحن مجتمع تعددي، وأنت ربما تعرف اليمن أكثر من غيرك، وقد تدرك الأحداث التي وقعت في عام 2011 وما حدث في اليمن من انقسام بين السلطة والمعارضة. كما أنه قد دخلنا في بداية الحرب الأهلية، ثم انتقلنا إلى مرحلة المبادرة الخليجية التي قدمها الإخوة في المملكة العربية السعودية. وبدأنا خطوات في لملمة الأمور. الجروح جميعها تتعلق بالقضية الجنوبية، والأوضاع في صعدة. وشكل نظام الحكم القادم وقضايا كثيرة تم طرحها في مؤتمر الحوار. كنت مشاركًا في مؤتمر الحوار، وخرجنا بوثيقة تتضمن مخرجات هذا الحوار. كما شكلنا لجنة لإعداد مشروع دستور يمني للمرحلة القادمة على أن يُعرض للاستفتاء. إلا أن الحوثيين قد انقلبوا بالطبع على مخرجات هذا الحوار رغم أنهم كانوا جزءًا من المشاركة. كان هناك 36 عضوا في مؤتمر الحوار، ورغم ذلك انقلبوا عليه وانقلبوا على السلطة، وكان هناك حكومة توافقية. استولوا على الرئاسة واستغلوا السلطة. الآن، هذا المجلس القيادة الرئاسي الذي تشكل اليوم هو تعبير عن هذا التعدد وهذه المكونات السياسية، ولا يمكن أن تكون هذه المكونات صورة تبقى الأصل لبعضها. لا شك أن هناك تباينات وسمات تميز، ولكن لدينا قواسم مشتركة. متبقين عليها. ولدينا مرجعيات نحتكم إليها. لدينا إعلان نقل السلطة. الذي أفضى بنا إلى مجلس القيادة الرئاسية، حيث قمنا بمراجعة القواعد المنظمة لعمل المجلس والتي صدرت بقرار. ولدينا أيضا المرجعيات الوطنية الأخرى التي نحن ملتزمون بها جميعا، مثل اتفاق الرياض ومشاورات الرياض. المبادرة الخليجية والقرار الأممي 2216، كل هذه مرجعيات منصوص عليها في إعلان نقل السلطة. وبالتالي، عندما نختلف أو نتباين في بعض المواقف، لدينا آلية للتصويت داخل مجلس القيادة الرئاسي، حيث نتوافق على القرار. وإذا حدث تباين، نخضع للتصويت. وبالتالي، في حال كان هناك تصويت، يكون العدد أربعة مقابل أربعة، إلا أن التصويت يميل لصالح الجانب الذي يسانده الرئيس. إذا كان الرئيس متفقا مع قرار معين ومع ثلاثة من أعضاء المجلس، فإنه يعتبر هو العضو الرابع، وعليه يصبح القرار نافذا. وقد اتخذنا بعض القرارات بالتصويت، ورغم ذلك لم يحدث أي خلاف. لقد نقل مجلس القيادة الرئاسي الشرعية من الصراعات الداخلية التي كانت قائمة بين المكونات السياسية، والتي كانت تتمثل في صراعات مسلحة. كانت مدينة عدن تعيش في حالة من الصراع المسلح والقتال، وبالتالي تدخل الإخوة الأشقاء من المملكة العربية السعودية والإمارات. وقد قاموا فعلاً بعمل اتفاق الرياض، وبعد ذلك انتقلنا إلى مرحلة أكثر تقدمًا وهي مرحلة تكوين تشكيل مجلس القيادة الرئاسي. وبالتالي، قد خطونا خطوة إلى الأمام بحيث تكون جميع المكونات السياسية ممثلة في السلطة، وهذه مرحلة انتقالية". وقال العليمي: "عدن كانت عاصمة الدولة. لم تكن عدن عاصمة مؤقتة، بل كانت عاصمة للعديد من الدول عبر التاريخ. وبالتالي، لا توجد مشكلة في أن تكون عدن عاصمة. ولكن عندما أصدر الرئيس عبد ربه منصور قرارا باعتبار عدن عاصمة مؤقتة، كان ذلك بهدف الاحتفاظ بمعنى العاصمة التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين، وهي صنعاء. ولذلك، أُضيفت إليها كلمة "مؤقتة". وأما مسألة تطلعات الشعب اليمني عموماً، وخاصة إخواننا في الجنوب، فنحن نقر بأن أي حل سياسي قادم هو أمر ضروري. وقد ذكرت هذا الكلام في خطاب بمناسبة الثاني والعشرين من مايو، عيد الوحدة. لقد قلت إن أي تطلعات لشعبنا وإخواننا في الجنوب سنكون داعمين لها وفقا للمرجعيات ومشاورات الرياض، التي نصت على ذلك بشكل واضح. ولذلك، نحن نقول إنه لا توجد وحدة بالقوة، ولا انفصال بالقوة، وإنما يتوافق الناس على مستقبل النظام السياسي سواء على مستوى اليمن أو على مستوى الشمال والجنوب، وهذا لن يتأثر إلا بعد أن تستعاد الدولة. ونجلس إلى طاولة الحوار ونتفاهم حول مستقبل النظام السياسي القادم. وإخواننا جميعا متفاهمون على هذا الموضوع، ونحن اليوم في معركة سياسية واقتصادية وعسكرية. جميع اليمنيين اليوم، من أطراف المهرة إلى صعدة. يعني أنني أستطيع القول إن مجلس القيادة الرئاسي يضم أعضاء من صعدة، وكذلك هناك أعضاء من حضرموت في مجلس القيادة الرئاسي. ولدي أيضا عضو من الضالع في مجلس القيادة، وعضو من مأرب في مجلس القيادة الرئاسي. كما أن هناك أيضا عضوا من شبوة في مجلس القيادة الرئاسي. يعني أن هذا التنوع داخل المجلس ليس مجرد تنوع سياسي، بل هو أيضا تنوع.. نريد أن تكون الجغرافيا اليمنية موحدة في مواجهة المشروع الإيراني الداعم لهذه الجماعة العنصرية الكهنوتية". وفي رده على سؤال حول الشخصيات الممثلة في المجلس؟ وهل يوجد بينهم من يمثل ما يسمى بحركة إعادة جمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية، أو على الأقل ما يعرف بجمهورية جنوب اليمن؟، أكد العليمي: "وجودنا داخل المجلس القيادي الرئاسي يعكس تواجد مجموعة من المكونات السياسية، بغض النظر عن توجهاتها السياسية. ولكن هنا قواسم مشتركة تجمع بين هذه المكونات. وهذه القواسم المشتركة اتفقت على أن تحكمها خلال المرحلة الانتقالية. ثم بعد ذلك، ننتقل إلى المرحلة التي تلي استعادة الدولة. دعونا نفكر بشكل جاد في مستقبل النظام السياسي لجميع المعنيين". وبخصوص مستوى الاتصالات مع الإدارة الأمريكية، قال العليمي: "نحن نعتقد أولا أن مشروع الدولة في اليمن مدعوم من جميع الأقطاب العالمية. الدولة اليمنية تحظى بدعم من الولايات المتحدة، ومن الاتحاد الأوروبي، ومن روسيا الاتحادية. وقبل ذلك، هناك دعم من إخواننا وأشقائنا العرب، وفي المقدمة بالطبع تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية. وسأكون صريحا معك، فقد كان هناك تراخ دولي خلال السنوات العشر الماضية تجاه هذه الجماعة الحوثية، كنا على وشك الانتصار العسكري على هذه الجماعة في عدة محطات. وآخر محطة كانت تقريبا في الحديدة، حيث كنا على مقربة من الميناء، وهو الشريان الرئيسي للحوثيين بالنسبة للموارد والأسلحة. كنا على مسافة ثلاثة كيلومترات من الميناء، تدخلت الأمم المتحدة والمجتمع الغربي بكافة إمكانياته، وفرضوا علينا اتفاقية ستوكهولم، وأكدوا على ضرورة وقف إطلاق النار فورا، وطالبونا بالانسحاب، وهددوا بفرض عقوبات. وبالفعل، انسحبنا. لقد رضخنا، وأفادوا أن هذه الاتفاقية هي اتفاقية سلام. بالطبع، نحن وافقنا على هذه الاتفاقية، ولكن بعد عدة شهور، انقلب الحوثيون على هذه الاتفاقية، وعادوا إلى تموضعهم واستعادوا سيطرتهم على الميناء. وبدأت تضخ الأسلحة والمعدات والإمكانات للحوثيين في الميناء، واستعادوا قدراتهم وبنوا الإمكانيات التي نشاهدها اليوم، من خلال الصواريخ والطائرات المسيرة، وبدعم من النظام الإيراني بالأسلحة والإمكانات. وكنا نتساءل لماذا هناك حرص على هذه الجماعة، وما الذي يرغبون في الحفاظ عليه، والأجوبة متعددة، ونتركها للمراقبين وللتاريخ". كما أضاف: "عندما تطور الحوثيون وأصبح لديهم صواريخ وطائرات مسيّرة، بدأوا يهددون، هاجموا البحر الأحمر وأوقفوا الملاحة، وأطلقوا صواريخ في الهواء على أساس أنهم ينتصرون في غزة. بدأ العالم يتساءل: من هم هؤلاء الذين يوقفون المصانع في أوروبا؟ بسبب هذا، توقفت الملاحة في البحر الأحمر، وبدأت الشعوب في جميع أنحاء العالم تتساءل لماذا أنتم صامتون. بالطبع، اتخذ ترامب موقفا إيجابيا، ونحن ممتنون له على ذلك، أدرج الجماعة قبل أن ينهي فترة ولايته الأولى ضمن تصنيف الجماعات الإرهابية. عندما بدأ بايدن الانتخابات في الأسبوع الأول، أخرجهم من القائمة، لكن ترامب عاد مرة أخرى وأعادهم إلى القائمة. أعتقد أن هذا قرار إيجابي، ونحن ممتنون للولايات المتحدة وللرئيس ترامب. إن هناك درجة رئيسية في اتخاذ هذا القرار، حيث إنه يمثل تشخيصا حقيقيا أن هذه الجماعة الإرهابية سلوكياتها لا تختلف تماما عن تنظيم القاعدة وداعش. وبطبيعة الحال، كانت الضربات الأمريكية واضحة، فقد قال وزير الدفاع الأمريكي إننا سنقوم بضرب الحوثيين حتى يتوقفوا عن مهاجمة السفن الأمريكية. وبالفعل، تم إيقاف الضربات على الحوثيين بوساطة عمانية، وربما أيضا بدافع من إيران. فقد أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية الضربات على الحوثيين. وهذه دلالة مهمة جدا، وهذه الجماعة لا تستسلم إلا للقوة. عندما استهدفت الضربات الأمريكية قدراتها العسكرية ومخازن الأسلحة فيها، وبدأت تطارد قياداتها، وافقوا على إيقاف الضربات على السفن الأمريكية. وهذا يرسل رسالة لنا في الداخل وللأشقاء في العالم العربي، وخاصة في الخليج، بأن هذه الجماعة لن ترضخ للسلام أبدا إلا بالقوة". المصدر: RT


اليمن الآن
منذ 28 دقائق
- اليمن الآن
الرئيس العليمي يعزي اللواء مفرح بحيبح
بعث الرئيس الدكتور رشاد محمد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، برقية عزاء ومواساة للمناضل اللواء الركن مفرح محمد بحيبح ، قائد محور بيحان ، قائد اللواء 26 مشاة، عزاه فيه واخوانه، وكافة ال بحيبح بوفاة شقيقه المغفور له باذن الله تعالى نعمان محمد بحيبح الذي وافاه الاجل بعد حياة حافلة بالعطاء المشرف في خدمة الوطن، ورفعته، وعزته. واشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي بمناقب الفقيد، وآل بحيبح اجمعين ومواقفهم الوطنية في الدفاع عن النظام الجمهوري ومقارعة المشروع الامامي المدعوم من النظام الايراني. واعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي باسمه واعضاء المجلس للواء مفرح بحيبح، واسرة الفقيد، عن بالغ حزنه وعظيم مواساته بمصابهم الاليم، سائلا الله ان يتغمده بواسع رحمته، وان يلهمهم جميعا الصبر والسلوان


اليمن الآن
منذ 28 دقائق
- اليمن الآن
ما لا يعرفه اليمنيون عن الشيخ الجمهوري ناجي جمعان .. وكيف قاد المواجهات المسلحة ضد مليشيا الحوثي وكيف غادر المشهد حياً وميتاً ..
آ آ استعرض اليوم رئيس تحرير موقع مأرب برس الزميل احمد عايض في مقال نشره الموقع بعض المواقف الوطنية للشيخ الراحل ناجي جمعان وخاصة فيما يتعلق بمواجهته للمليشيات الحوثية وخوضه المواجهات المسلحة ضدهم عام 2017. لقراءة المقال انقر هنا حيث استهل الكاتب مقاله بالقول "المواقف هي التي توثق موازين الرجال وحجمها في إرشيف الوطن والثورة.آ آ والشجعان هم من يتخذون قرارات حاسمة في لحظات تردد الجميع ،ومقياس التضحية هو ان تقدم كل ما تملك من أجل قناعاتك ومبادئك للانتصار لها.آ آ وأضاف "وقد جمع الشيخ الراحل والبطل الجمهوري الشيخ ناجي جمعان " عليه رحمة الله "كل مآثر البطولة والشجاعة والتضحية ..آ ومضى الكاتب قائلا: لقد إختتم الراحل حياته وفاء لوطنه ولثورة والجمهورية ورفض كل إغراءات الإمامة ورفض ان يعيش عبدا تحت نعالها وفضل ان يعيش حرا كريما ولو كلفه ذلك الحياه خارج وطنه، والتضحية بكل ما يملك.آ آ وحول مواقفه الوطنية علق رئيس تحرير موقع مأرب برس بقوله "بمثل هولاء تنتصر الثورات وتُعمد التضحيات وتوضع مداميك النصر .آ آ واليك اخي القارئ بعض المحطات من حياة الفقيد البطل ناجي جمعان. آ (الشيخ ناجي جمعان هو القيادي المؤتمري الوحيد الذي لبى دعوة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح وقام بقطع الخط أمام تعزيزات الحوثيين القادمة من محافظة صعدة إلى العاصمة صنعاء التي كانت تخطط لاقتحام مربع الحي السياسي وشارعي بغداد والجزائر والسيطرة على منزل الرئيس الراحل “صالح†وإعدامه مع عدد من أقاربه وقيادات حزبه.. آ خاض يومها مواجهات مسلحة مع ميليشيا الحوثي التي اقتحمت منزله وقامت بإحراقه واختطاف أحد ابنائه في منطقة جدر â€' شمال العاصمة صنعاء واستشهد نجله وأصيب شقيقه.آ آ بعد سيطرة مليشيا الحوثي على منزله وأملاكه في مسقط رأسه بقبيلة بني الحارث نجح الشيخ الراحل ناجي جمعان الوصول الى قبيلة أرحب شرق العاصمة صنعاء.. ومن هناك تمت ترتيبات نقله الى محافظة حضرموت ثم انتقل بعدها الى مصر وكان ذلك في اواخر عام 2017. ومن يومها وهو خارج الوطن وتوفي في جمهورية مصر العربية وأوصى بدفن جثمانه في مسقط رأسه، فكان له ما أراد بقوة ضغط القبيلة ضد مواقف مليشيا الحوثي التي كنت ترفض عودته حيا وميتا.آ فكانت جنازته استفتاء شعبيا على حقيقة ووزن مليشيا الحوثي في المجتمع وتحديدا في مناطق نفوذهم وسيطرتهم. وأثبت مشاهد تشييع الشيخ ناجي جمعان ان اليمنيين يعتزون بجمهوريتهم وثورتهم وأنهم على استعداد لإقتلاع السرطان الحوثي الخبيث من اليمن وهم جميعا ينتظرون لحظة الخلاص. آ وحول رمزية ودلالات خروج عشرات الآلاف من المشيعين للراحل قال الكاتب " خرج مئات الآلاف من كل ابناء القبايل اليمنية من دون دعوات ولا توجيهات ولا اعتماد بدل سفر لهم ,ووصل الجميع الى قبيلة بني الحارث للمشاركة في وداع أحد ابطال الجمهورية ورموزها الشجعان ... آ رحم الله المناضل الجمهوري الجسور ناجي جمعان.. ورحم الله كل المناضلين الأوفياء لله وللثورة والجمهورية. ..ولا نامت أعين الجبناء.آ آ وأتس أب طباعة تويتر فيس بوك جوجل بلاس